بيان حزب الجبهة الوطنية الأردنية "جود"

بيان حزب الجبهة الوطنية الأردنية "جود"

بسم الله الرحمن الرحيم

"ربِّ اجعل هذا البلد آمنا""

حزب الجبهة الوطنية الأردنية "جود"

تحت التأسيس

أيها الأردنيون والأردنيات..
تفرض التغيرات المتلاحقة والمتسارعة، علينا جميعاً أن نكون في أعلى درجات الوعي بها والتعامل معها بما يحفظ الكيان الأردني متماسكاً صامداً في وجه كل المحاولات الهادفة إلى النيل منه، وتحقيق المكاسب الشخصية على حساب الوطن وأمنه واستقراره.
إن الحكومة الحالية تمتثل إلى نصوص دستورية لا يمكن تجاوزها، هي حكومة مؤقتة مهمتها الأساس تسيير الأعمال وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وعليه فإن الحراكات أو النشاطات أو اللقاءات التي تقوم بها بعض الجهات سواء منها الحزبية أو الشعبية وفي هذا الظرف بالذات تدفع باتجاه غير متزن، كاللقاء الذي جرى في "جمعية عيبال" مؤخراً.
إن ما جرى في ذاك اللقاء إن هو إلا توجه سياسي يجر كيان الدولة للاتجاه الخاطيء، واتخاذ مواقف سلبية مسبقة. فالانتخابات البرلمانية القادمة سيكون لها إفرازاتها ومحصلاتها التي ستختلف كلياً عما سبق.
إن ما تم الإدلاء به من تصريحات في ذلك اللقاء لم يكن سوى دعوة لاقتتال الأخوة الأردنيين والفلسطينيين، ففحوى هذه التصريحات اختزال جبل النار بثوراته المعهودة ونابلس العاصمة السياسية لفلسطين بجمعية خيرية، أشخاصها معروفون غير آخذين بعين الاعتبار أن شبيبة جبل النار المرابطين على سفوحه عندما حملوا لواء التحرير كانوا يرددون مطلع الستينيات من القرن الماضي "تحرير فلسطين كاملة فرض عين على جميع الفلسطينيين وليس فرض كفاية، وأن المتحدثين الذين يطرحون اليوم أفكارهم من خلال جمعية.. ليسوا هم من يمثلون جبل النار.
إن ما تردد في ذلك اللقاء انقلاب بكل معنى الكلمة على الشرعية الفلسطينية وعلى الشرعية الأردنية، وهذا الانقلاب الغريب يتماهى مع الحراك السياسي المطالب بإسقاط النظام ومقاطعة الانتخابات التي هي بعض أشكال هذا الانقلاب.
ويتمخض عنه تحقيق هدف خطير ألا وهو زج الجيش العربي والقوات المسلحة الأردنية في مواجهة دموية مدمرة مع الشعب الأردني ـ وليكن ما يكون ـ خدمة للعدو الجاثم على أرض فلسطين المحتلة، ولسنا بحاجة إلى تصور وقراءة مثل هكذا مشهد، ونحن على يقين بأن فلسطين بالكامل قاعدة عسكرية للآخر ومتأهبة للانقضاض على الأردن في الوقت الذي يراه ذلك الآخر مناسباً.
إن أشكال الانقلاب على الشرعية الأردنية متعددة ومنها التظاهر أيام الجمع في أماكن محددة يدعو فيها المتظاهرون بإلغاء اتفاقية وادي عربة وهم من أهل الحماس أو المال والدثار، ونحن نتساءل: هل هذا المتظاهر سيغطي أثمان أسلحة متطورة سواء منها الدفاعية أو الهجومية للدفاع عن الحمى الأردني، أم أن الأمر مجرد استعراض عضلات حيناً وابتزازاً للدولة حيناً آخر، أو تسجيل مواقف..؟؟
نحن على يقين أن خمسمائة ألف جندي عربي خاضوا حرب تشرين عام 1973م وكانت محصلة الحرب معاهدة كامب ديفيد، وما أدراك ما هي معاهدة كامب ديفيد!!!
إن حزب الجبهة الوطنية الأردنية/ جود يؤمن بأن لا أحد يملك؛ فلسطينياً كان أو أردنياً حق التنازل عن حبة تراب فلسطينية واحدة، وإن قام العدو الغاصب المحتل بتشييد قصور شاهقة من جماجم الفلسطينيين والأردنيين معاً.
ولأن حزب الجبهة الوطنية الأردنية/جود مؤمن بحتمية صلاح المسار الإصلاحي وانتصار الحق وهو عل علم ويقين بأن الأردن في عين العاصفة وبؤرة الصراع الدامي في المنطقة.. فإنه يدعو كل أردني إلى اليقظة والتبصر وضرورة التماهي مع مواطنته وأن يكون مع الوطن في كل الظروف والأحوال.
هذه الحراكات لها تأثيرها الواضح على البيئة الاقتصادية، وتعمل على زعزعة الاستقرار الداخلي، مما يؤكد على أن للقائمين بها أجندات اقتصادية خاصة، داخلية وخارجية، مما يؤكد بوضوح أكثر على أن هناك متاجرة واضحة بيِّنة بالقضية الفلسطينية بعدما اتضح الخط السياسي للسلطة الوطنية الفلسطينية، والتي هي الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين جميعاً سواء منهم من هم في الداخل أو في دول الشتات"اللجوء".

إن قرار فك الارتباط الفعلي بين الضفتين الشرقية والغربية أُتخذ عام 1974م وفي مؤتمر القمة العربية بالرباط، وبقرار عربي بالإجماع، بأن السلطة الفلسطينية هي الممثل الوحيد والشرعي للفلسطينيين، والتي لم تعلن تراجعها عن هذا القرار بعد.
وعليه يعلن حزب الجبهة الوطنية الأردنية/جود.. وبكل وضوح.. أن فك الارتباط ما بين الضفتين استحقاق دستوري سياسياً وإدارياً لإجراء الانتخابات البرلمانية الأردنية، وتكريس استقلالية كل من الشعبين الشقيقين.
إن من لا يريدون لهذا الوطن الاستقرار أخذوا بمنهج غايته إشغال المواطن بالوضع السياسي وتشتيت انتباهه بأمور شتى، اقتصادية واجتماعية، وتهديده بلقمة العيش، وتحميل النظام مسؤولية كل ما يجري، الأمر الذي يبعد هذا المواطن عن القرارات السياسية المستقبلية الفعلية، والتي سيتبناها حينها ويحتكرها السماسرة والتجار بما يتفق ومصالحهم وتنامي ثرواتهم وتعزيز مواقعهم ومراكزهم المتنفذة.
يؤكد حزب الجبهة الوطنية الأردنية/ جود.. على ضرورة التركيز على توجيه الدعم للفئات المستحقة وذوي الدخل المتدني والمحدود وذلك بتحرير الأسعار وليس رفعها، بهدف الاستفادة من الفارق السكاني غير الأردني الموجود في الأردن، بحيث يرفع الدعم الحكومي عن مشتقات الطاقة والمواد الغذائية الرئيسة وإعادة فارق السعر لمستحقيه الأردنيين حسب الرقم الوطني الأردني، حيث يشكل فارق السعر باعتماد العدد مبالغ طائلة، هذه المبالغ تستخدم في تقليص العجز في الموازنة وتخفيف الدين.
وللتوضيح فقد استقبل الأردن منذ أحداث العراق حوالي ثلاثة ملايين مواطن عربي من دول الجوار، هؤلاء مستفيدون من الدعم الحكومي مثلهم مثل الأردنيين تماماً سواء منه الدعم للطاقة أو للسلع والمواد الأساسية.

ربِّ اجعل هذا البلد آمنا. ربِّ اجعل هذا البلد آمنا. ربِّ اجعل هذا البلد آمنا.
صدر في الأول من تشرين ثاني 2012م

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج