واقعية حماس في ظل واقع تستحيل معه الواقعية!!!! ....

واقعية حماس في ظل واقع تستحيل معه الواقعية!!!! ....

بسم الله الرحمن الرحيم

يعيب الكثيرون من دعاة الواقعية و الإعتدال على حماس تمسكها بعدم الإعتراف بإسرائيل و عدم توقيعها الورقة المصرية التي من ضمن ما تتضمنه عودة فساد فتح لغزة و إنهاء الجهاد ضد إسرائيل و التنازل عن فلسطين و نسيان اللاجئين و معاناتهم و طردنا من أرضنا و قتلنا و تهجيرنا و الإعتراف بها اعترافا كريستاليا شفافا لا لبس فيه عند ترجمته للغة السريالية و نبذ العنف و عدم إطلاق أي صاروخ أو طلقة ضد إسرائيل أيا كانت " الإستفزازات" الصهيونية "من الجانب الآخر".

ينادي الواقعيون بأن تكف حماس بالزج بالشعب الفلسطيني في إتون حروب لا ترحم أمام القوة الأولى في الشرق الأوسط تلك القوة التي تملك أسلحة نووية و ميركاڤا و إف 18 و 16 و كل أنواع القنابل الذكية فأين نحن منهم و العقل يقول علينا تجنبهم بالإعتراف بهم و إحراجهم أمام المجتمع الدولي لكي تقوم الرباعية بالضغط عليهم و لكي تتمكن الجامعة العربية من الإمساك بزمام المبادرة بدعوة العالم أن يأخذ دوره بالضغط على إسرائيل أمام المحافل الدولية دون إعطاء إسرائيل مخرجا تنفذ منه مثل الصواريخ و العمليات المسلحة.

ينادي الواقعيون حماس أن تتنازل عن السلطة لتعود للمقاومة لأن السلطة و الحكم و الإنتخابات أبعدتها عن وجهتها الأولى ألا و هي المقاومة و لنترك السلطة لمن اعترف بإسرائيل لكي نحارب على جبهتين في الحرب و السلام.

يتهم الواقعيون حماس بأنها تتمسك بالحكم و تقبل تجويع شعبا بأكمله في قطاع غزة مقابل ألا يتنازلوا عن المنصب فأين حماس الرنتيسي و الياسين؟؟؟؟

هل لاحظتم مقدار التناقض الواقعي الذي يريد من حماس أن تقاوم و تعترف بإسرائيل و تتنازل لفتح عن الحكم ليرجع الأبوات و المجرمين لكي يتحكموا في مصير و رقاب و أرزاق العباد و يعود الخراب ليدخل كل بيت و كل مؤسسة و تدار المؤسسات بالموساد و السي أي إيه من جديد!


يريدون من حماس التنازل عن الحكم و إلقاء خيار الشعب الديمقراطي في القمامة ليعود الظلم و القمع و فرق الموت و الإحتكار و الفصل الوظيفي و السلامة الأمنية من جديد لقطاع غزة.

يريدون من حماس أن ترحم الجياع في قطاع غزة و المرضى و الفقراء و كأن من يمنع عنهم الدواء ليس هو عباس و تلاميذه في النذالة و الخسة و الخيانة؟ و كأن عباس لم يرجو أولمرت و باراك و ليڤني بالا يوقفوا الحرب حتى إسقاط حماس؟ و كأن عباس لم يرددها في كل مكان عن اهل غزة (هم اختاروا حماس فليدفعوا ثمن خيارهم)؟!

و كأن الحصار و التجويع هو سلعة أمريكية مصرية فحسب؟

بل هي سلعة عباسية فتحاوية من الطراز الأول و كل أنذال قيادات فتح رددوها في كل محفل بأن حماس عليها إطعام الناس طالما انتخبوهم و قاموا بمصادرة كل أموال الوزارات و قاموا بتحريض كل العالم ضد حماس و ضد الحديث مع حماس و يدعون للواقعية؟؟

أي واقعية أنتم تخنقون و تحاصرون و تتأمرون مع الصهاينة و تشوهون صورة حماس في كل مكان و لا حديث من ألسنتكم عن حماس إلا السم و الدس و الكذب و التدليس و التشويه؟؟

حماس ليست واقعية لأنها ترفض أن تتنازل عن الوطن للأعداء؟
حماس ليست واقعية لأنها ترفض التنازل عن حق العودة؟
حماس ليست واقعية لأنها ترفض أن يقاد الشعب كالخراف لمذبح بني صهيون دون رد؟؟؟
حماس ليست واقعية لأنها ترفض هدم الأقصى و ترفض بناء الكنس في داخله؟
حماس ليست واقعية لأنها ترفض التمييز بين أبنائه بناء على توجهاتهم السياسية و ترفض أن يتم احتكار الوظائف من قبل فصيل واحد و الباقي يتفرج؟
حماس ليست واقعية لأنها ترفض الإعتقال السياسي و تشكيل العصابات و القتل على اللحية و الإعتقال لشبهة الصلاة في المساجد أو دفع الزكاة؟


أين حماس الياسين و الرنتيسي؟؟
و كأن من اعتقل الرنتيسي أكثر من مرة و حلقوا لحية الرنتيسي و فرضوا الإقامة الجبرية على الشيخ ياسين ليست هي سلطة فتح ؟؟


إن من يقوم بتجويع الناس بالتآمر مع إسرائيل هي حركة فتح و من ينكر ذلك يكون إما حاقد أو أعمى أو جاهل!

إن من يمنع الدواء عن قطاع غزة هم سلطة فتح و عباس، و من يحرض مصر ليل نهار على عدم إدخال أي طعام لغزة هي فتح و من يحرض إسرائيل على عدم إدخال أي مؤونة لغزة هي فتح و من يحرض إسرائيل على المزيد من الحروب هي فتح فكيف تتعامل حماس مع هذا الواقع القذر؟؟؟؟

دعاة الواقعية نسوا أن يخبروننا عن درسهم الواقعي في التفاوض أكثر من ثلاثين سنة دون تحصيل طريق آمن من رام الله لبيرزيت و من نابلس لجنين؟؟؟

إن من ينادي بالواقعية هم من يعتقلون أبناء حماس في الضفة و يقتلونهم و يحاصرونهم و يشتبكون معهم بدلا من الصهاينة و يعذبونهم و ينكلون بهم و بذويهم فأين هي الواقعية إن قبلت بهكذا واقع؟؟

يتباكون على مرضى و فقراء و جياع غزة و كأنهم لا يحاصرون حماس و أهل غزة من خلفها بأن لا يتم التعامل ماليا من قبل البنوك في غزة و أي بنك يتعامل مع حماس أو ينقل إليها أموال سيتم التعامل معه بأنه يمول الإرهاب و يتم سحب ترخيصه فأين هي الواقعية؟


أخيرا فإن المنادين بالواقعية ما هم الا مرتزقة و طابور خامس يقيمون الأحلاف مع الصهاينة ضد أبناء شعوبهم و يريدون أن يختزلون قضايانا المصيرية و الدفاع عنها بأنها جلابة معاناة للشعب و كأن مئات الآلاف من الشهداء و الأسرى و المصابين في كل بيوت فلسطين إنما كانوا يجاهدون من أجل ثمن ستالايت أو دفع ثمن علبة جاتوه اشتهتها أنفسهم أو مقابل بنطال جينز أمريكي يرتديه أبنائهم و كأن فلسطين ليست هي الوطن السليب و كأن أكثر من ستين عاما من اللجوء و التشريد و ا لتنكيل و الطرد من الوطن و سلب الحقوق هي أمور لا تستحق الجهاد و لا تستوجب القتال و لا ثمن لها من عظام يهود و جماجمهم؟؟؟



الواقعية المطلقة و الحقيقة الواضحة الجلية هي أن الشعب الفلسطيني عرف الطريق للإنعتاق و الخلاص من الإحتلال إن كان آجلا أم عاجلا أو على الأقل تحصيل شيئ من الحق تحت الحساب من دماء يهود حتى يحين وقت دفع الحساب بأكمله بإذن الله.

___________________________________

واذا بليت بظالم كن ظالما***واذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل
واختر لنفسك منزلا تعلو به***او مت كريما تحت ظل القسـطـل
موت الفتى فى عزة خير له***من ان يبيت اسير طرف اكـــحل

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج