| د. رموني: ترجمة التراث ضرورة لتصحيح صورة الإسلام | |
| |
أكد الدكتور راجي رموني أستاذ اللغة العربية بجامعة ميشيغان الأمريكية على أهمية مشروع ترجمة أمهات الكتب في الحضارة العربية الإسلامية الذي يقوم به "مركز إسهامات المسلمين في الحضارة" بقطر ، مشيرا إلى أن الكتب التي ستترجم ستساهم في تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين في الغرب ولا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، موجها الشكر لدولة قطر على دعمها للمركز . جاء هذا في كلمة له في الجلسة الختامية لمؤتمر "الإسهامات الحضارية للمسلمين في مجال الطب" بالعاصمة القطرية الدوحة مساء الثلاثاء 27/4/ 2010 ، والذي نظمه "مركز إسهامات المسلمين في الحضارة" على مدار يومين في إطار احتفاليته بالانضمام لكلية الدراسات الإسلامية عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، واحتفائه بإصدار ترجمة كتاب "مفتاح الطب ومنهاج الطلاب" لابن هندو إلى اللغة الإنجليزية. وبين الدكتور راجي رموني أستاذ اللغة العربية بجامعة ميشيغان الأمريكية أن مشروعات الترجمة من أهم الأعمال الرائدة لتحقيق التواصل الثقافي والحضاري بين العرب والمسلمين من جهة والغرب من جهة أخرى. وأشاد بمشروع ترجمة أمهات الكتب في الحضارة العربية الإسلامية الذي يقوم به "مركز إسهامات المسلمين في الحضارة"، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال ستقوم بتصحيح التشويه التي يحيط بالحضارة الإسلامية بشكل عام في الغرب. ووجه الشكر لدولة قطر على توفير الدعم المالي والمعنوي لهذا المشروع. وبين الدكتور رموني أهمية مشروع الترجمة في التواصل الحضاري، مشيرا إلى أنه يقوم بالتعريف بالمفهوم الشامل للحضارة الإسلامية الذي يجمع بين الجانب الإنساني والجانب الخلقي ، المادة والروح، الفرد والجماعة، مشيرا إلى أنه عندما نشرح الحضارة بهذا الشكل تتغير الصورة النمطية الموجودة عن العرب والمسلمين. وبين أنه من خلال تجربته في التدريس بجامعة ميشيغان كان الطلاب يفدون من كل أنحاء الجامعة ليعرفوا حقيقة الحضارة الإسلامية لأن لديهم تشويش وتشويه في هذا الشأن، كان الطلاب يقولون نريد أن نعرف لماذا لجأ البعض للرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، نريد ان نعرف أسباب العنف في المنطقة، نود معرفة موقع المرأة في الإسلام. وشدد على أهمية ترجمة أمهات الكتب بالتحديد بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث تزايد اهتمام كل من الأمريكيين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية الموجودة في أمريكا بمعرفة المزيد عن الإسلام وحضارته. وقال : أعتبر أن هناك صحوتين بأمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر ، صحوة عند الأمريكيين الذي أصبح لديهم لديهم رغبة في المعرفة عن الإسلام، وهذا بدأ منذ عام 2005، والصحوة الثانية عند أبناء الجاليات العربية والإسلامية الموجودين في أمريكا، والذين لم يكن لم يكن لديهم اهتمام بتراثهم قبل أحداث سبتمبر، ولكن بعدها أصبح لديهم اهتمام بتراثهم ولغتهم ودينهم. وأشار في هذا الصدد على أهمية مشروع ترجمة التراث باللغة الإنجليزية في تزويد أبناء المسلمين في المهجر بالثوابت الحضارية الإسلامية التي تمكنهم من المساهمة في ازدها واستقرار مجتمعاتهم الجديدة من خلال تعميق الفهم الصحيح للحضارة والتأكيد على ربط الفهم بالممارسة. ودلل على هاتيت الصحوتين بوجود مظاهر للاهتمام بالحضارة الإسلامية في أمريكا في السنوات الأخيرة، من بينها تزايد الاهتمام بالدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الغربية في مجالات القانون والشريعة الاسلامية وعلوم الحديث والتمويل والاقتصاد الإسلامي، والآن لدينا أستاذ متخصص في جامعة ميتشيجان لتدريس الشريعة الإسلامية في كليتي الحقوق والآداب، وكذلك تزايد اهتمام الجاليات العربية والإسلامية لدراسة اللغة والقضايا الإسلامية. وتابع : من بين تلك المظاهر أيضا زيادة حجم التمويل الذي تقدمه الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم الدراسات العربية والإسلامية، فالكونجرس أعطي 50 مليون دولار لدعم الجامعات التي توجد فيها دراسات عربية وإسلامية ، وهذا لم يكن موجود في السابق. وأشار إلى أنهم يهدفون من هذا الأمر تخريج فوج جديد من الأمريكان يعرفون العالم الإسلامي على حقيقته، وليس كما يعتقد البعض أن كل أمريكي يدرس اللغة العربية بهدف التجسس. كما أشار إلى أنه أصبح هناك اهتمام بالتراث الإسلامي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن معرض ديترويت للفنون افتتح لاول مرة جناح خاص لعرض نماذج من الفنون الإسلامية ويضم أيضا نسخا من القرآن والأحاديث. وبين د. راجي رموني مجددا أن أهداف مشروع ترجمة أمهات الكتب في الحضارة العربية الإسلامية هو تصحيح المفاهيم الخاطئة عن ثوابت الحضارة الإنسانية والتمييز بينها وبين ما يلصق بها من تهم التطرف والإرهاب، وتشجيع تدريس الحضارة الإسلامية في الجامات الغربية. وتابع: كذلك المشاركة في مسيرة الحضارة الإنسانية، وتشجيع البحث العلمي في مجالات الثقافة الاسلامية التالية: تايخ العلوم والمعارف الإسلامية ، دور الحضارة العربية الإسلامية في النهضة المعاصرة، تطور القانون والفكر الإسلامي عبر التاريخ، الاقتصاد والتمويل الاسلامي. وشدد على أهمية أن يتولى المسلمون هم توفير المصادر المترجمة للغرب من جهات متخصصة ذات مصداقية على غرار "مركز إسهامات المسلمين في الحضارة"، لأن من يبحث عن هذه المعلومات لو لم نوفرها له سيلجأ لكتب المستشرقين وما تحتويه من لبث وأخطاء وسوء فهم عن الإسلام والمسلمين. من جهته أوضح د. عثمان البيلي وزير التعليم السوداني الأسبق مدير المركز أن المركز أخذ على عاتقه إحياء التراث الإسلامي بإصدار مجموعة من الكتب الممثلة لهذا الفكر والمنتقاة من قبل المتخصصين في كل فرع وذلك لترجمتها للغة الإنجليزي مبدئيا وغيرها من اللغات لكي تجد طريقها للمكتبات العلمية والمثقفين ورجال الفكر، معتبرا أن هذا العمل يقدم للتراث لإنساني وحضارته المعاصرة أعظم الخدمات . وبين أن الآباء المؤسسين الذين خططوا لعمل هذا المركز الذي بدأ عام 1983 لم ينسوا وحدة الزمان والمكان والعمل، فاختاروا القرون الثمانية الأولى للإسلام التي تمثل العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، واختاروا 100 مؤلف من أمهات الكتاب خلال تلك الفترة، أما المكان فهو العالم الإسلامي على اتساعه الذي أحاط بالغرب من الغرب إلى الشرق، وأننا لو نظرنا إلى مراكز الحضارة في تلك الفترة كانت في العالم الإسلامي. وتابع : لذلك يحق لنا أن نقول أن بداية النهضة في العالم كله كانت بالبحث المحمدي بدأت بالقرآن والسنة، ولو نظرنا إلى كل علماءنا المسلمين سنجد المكون الأساسي لتكوينهم هو القرآن والسنة. وأشار د. البيلي أن الكتب الذي تم اختيارها ليتم ترجمتها تغطي 18 قسم هي: علوم الدين والدنيا، القرآن وعلومه، الحديث الشريف وعلومه، الفقه وأصوله، السيرة النبوية، الدولة ونظم الحكم والإدارة، علوم الكلام والفرق الإسلامية، الفلسفة الإسلاميةن التصوف، التربية وعلوم المجتمع، الاقتصاد، العلوم العسكرية ، الاجتماع ، التاريخ، والسير، الجغرافيا والرحلات، الأدب والفنون والعمارة، علوم اللغة، الموسوعات، العلوم الطبيعية. وأوضح أن قسم العلوم الطبيعية به أكبر عدد من الكتب المقترحة للترجمة لأن إسهامات المسلمين في هذه العلوم معروفة ومشهود لها فيها. وأشار إلى أنه إلى الآن تم إصدار 17 مجلد يمثلون 12 عنوان (لوجود كتب أكثر من جزء) تغطي 10 من الأقسام الثمانية عشر المختارة، كان آخرهم كتاب "مفتاح الطب ومنهاج الطلاب" لابن هندو- (أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو القمي وهو من أعلام الطب عند المسلمين) الذي نحتفي به في هذا المؤتمر، معتبرا أن هذا العدد ليس بالهين في ظل الصعوبات التي يواجهونها في ترجمة أمهات الكتب. وكشف أن المركز بصدد الانتهاء من 3 كتب أخرى، هي "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي، وكتاب "الموافقات " للشاطبي، والجزء الثالث من "العقد الفريد" لابن عبد ربه. وأشار أن المركز يرسل نسخة مجانية كهدية لكل الجامعات الكبرى في الوطن العربي إضافة إلى كل جامعات قطر ومكتبة الأنصاري وكل السفارات في قطر. واختتم الدكتور أحمد فؤاد باشا أستاذ الفيزياء المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة عضو لجنة العلوم والحضارة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والذي ترأس الجلسة الختامية بكلمة يمثابة رسالة يوجهها المؤتمر قائلا: كم في تراثنا من علماء مغمورين وعلوم منسية تحتاج أن نتوقف عندها بالبحث الأكاديمي والتروي في استنتاج الخلاصات منها. |