الحكومة تحتفل بالعامل ليوم وتسحقه باقي العام براتب 150د

الحكومة تحتفل بالعامل ليوم وتسحقه باقي العام براتب 150د

الحكومة تحتفل بالعامل ليوم وتسحقه باقي العام براتب 150د
اسم الكاتب : عمر شاهين
صدقوني أن زمن العبيد كان ارحم مما يعانيه العمال هذا اليوم. فالعبيد كانوا يحصلون على الطعام والشراب والمسكن والزواج أما هذه الأيام فالرواتب التي تدفع لا تكفي حتى للطعام الذي يستهلك أثناء الدوام ، فالرواتب نفسها من عقود الستينات والسبعينات، لم تزداد أو ترتفع عشر ارتفاع الأسعار، ومن يراقب ما تدفعه المصانع والشركات الخاصة يصاب بحالة ذهول لتدني الرواتب التي أشبه بنكتة أو طرفة أو تصلح للكمرة الخفية وليس راتب لوظيفة.
والغريب أن حكومتنا ومسؤوليها ، يكررون دوما ،أن الشاب الأردني مدلل وكسول ولا يريد أن يعمل ويهرب من الوظيفة الصعبة ويريد أي عمل بشرط وجود كرسي ومكتب، ولكن في الواقع ندرك أن هذه الوظيفة تحمل الاسم فقط ولكنها في الواقع سخرة، لا أكثر، فحينما يعرض عليك مصنع العمل لثمان ساعات أو شركة أو سوق براتب مائة وسبعين دينارا ، متكئين على الحد الأدنى للرواتب والذي لليوم لم نعرف تفسير كلمة الحد الأدنى لما يسمى وزارة العمل والتي تعتبر اكبر وزارة مقصرة في حق الأردنيين وتسكت على استغلالهم .
يجب علينا ان نفهم هل لرئيس الوزراء وطاقمه يعقلون حينما يسكتون على مثل هذا الراتب، هل يعقل هذا أم لا يعرفون ارتفاع الأسعار من الطعام إلى المسكن، وما هي أصلا تعرفة هذا المصطلح هل يعقل أن يعمل العامل لمدة ثمان ساعات في مصنع بعمل مرهق يستنزف طاقته ، ويفرض عليه الاستمرارية في العمل ، وفي النهاية يعتبر الحد الأدنى، فيجب تفسير نوعية العمل الذي يسمح للشركات بان تعطيه للعامل وما هو الجهد الجسدي الذي يقدم لثمان ساعات مقابل هذا الراتب . فكثيرا ما شاهدت فتيات وشبان يعملون بمصانع الاستعباد في مستعمرات المدن الصناعية، والإرهاق يغلب عليهم وبالكاد يسيرون على أقدامهم ووجوههم مصفرة من كثرة التعب، وفي النهاية تكتشف أن راتبه 170 دينار.
إلى من نشكو وقد ابتلانا الله بمسؤولين جلهم أصحاب مصالح وشركات، دخلوا الحكومة فقراء واليوم أصبحوا مليونرية وأكثر وكل هذا على حساب هذا الشعب. هل اشكوا للحكومة التي يرأسها أصحاب المصانع والشركات ، والذي فرضوا هذه الرواتب المتدنية على الناس ، حتى يستعبدوهم اقتصاديا بعد أن استعبدوهم سياسيا.
من أراد أن يعرف مدى استهزاء الحكومة بشعبنا العظيم فليرى هدية الحكومة لعيد العمال، والتي تظن أن عيد العمال هو احتفاء في العامل الأردني الذي ترفض عليه العديد من المصانع إجازة هذا اليوم كما أن الآلاف العاملين في المصالح الصغيرة كالمحلات الحرفية، ومحلات البيع في الأسواق لا يشملهم عطلة ولا بدل عمل أضافي ، ومع ذلك فبعد أن أعلنت حكومتنا عن العطلة ، أشهرت في صحيفة الرأي تحديد لأجرة عمال المياومة وجاءت الأجرة أو السخرة ، بخمسة دنانير لكل يوم يعمل لثمان ساعات.
لا اعرف كيف تتجرا الحكومة على مثل هذا الطرح ، وهل يعقل أن لصاحب القرار شيء اسمه ضمير، فعليك أن تخصم من الخمسة دينار طعام ولنفرض نصف دينار فطور ونصف دينار غداء ، وسيدفع العامل حتى يصل إلى عمله ديناران ونصف، ونفرض انه لا يدخن ومهما شعر بالعطش لا يمكن أن يشتري ماء صحة أو علبة عصير ، ومع ذلك سيتبقى من راتبه دينار ونصف، تخيلو عمل ثمان ساعات بدينار ونصف ، ولم يكتف من أصدر هذا القرار ، بل حدد أي ساعات العمل الإضافي بان تدفع بدينار وربع وهنا أحب أن اذكر الحكومة أن معظم الشركات تستغل هذه الأجرة المنخفضة وتفرض على العامل ساعات عمل إضافية.
لا اعرف كيف تحسب يومية عامل بنتاج فعلي ديناران ونصف وعامل في مصنع ،بمئة وخمسين أو سبعين دينارا ، ولو بحثنا عن بيت للتجار لوجدنا اقل أجرة لا تنقص عن 200دينار شهريا لبيت متواضع، فهل يعقل أن لا نتحدث عن فقر وجرائم وعنوسة وابتعاد عن الزواج وفي النهاية تقر الحكومة عطلة رسمية للاحتفال بعيد العمال . ما يحدث للعمال في الأردن جريمة إنسانية بحق واستغلال فاضح للجوع وصناعة حقيقية للفقر المدقع .

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

لاحول ولا قوة الا بالله
الي بيعيش ياما بيشوف
اللهم اجرنا على ايامنا القادمه ولا تحوجنا الا اليك يارب

بارك الله فيك اخي سنان وجزاك كل خير