|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى المعلمين والمعلمات منتدى حقوق المعلم والمعلمة - كل مايهم المعلم والمعلمة يتم طرحه هنا... وكل مايهم الطلبه في المرحلتين الاساسيه والثانويه وكل المواضيع التي تهم التربيه التعليم والمجتع بشكل عام |
كاتب الموضوع | عفراء | مشاركات | 2 | المشاهدات | 2800 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-03-2010, 20:53 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||
|
سلوب التشويق في التعليم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم سلوب التشويق : هو أسلوب أول طريقة من الطرق تبعث على إيقاظ الهمم ، وإذكار النفوس ، إذا إن النفس البشرية تتطلع إلى استكشاف كل حديد، بل إن إثارة المتعلم وتشويقه ، تجعله يبحث ويستقصي يلهف شديد ، ورغبة شديدة ، في معرفة ذلك الشيء المشرق . يوضح ذلك الحديث الذي يرويه أبو سعيد المعلي رضي الله عنه : 1- قال: ( كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يارسول الله إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : ( أستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحبكم ) ؟ ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال " ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته . وفي هذا الحديث يظهر لنا جلياً شوق ذلك الصحابي إلى معرفة أعظم سورة في القرآن ، حيث أنه لم يصبر ولم يهمل الرسول حتى يخرج بل بادره بقوله : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن 2- ومثله الحديث الذي عند مسلم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احشدوا [ أي اجتمعوا ] . فإن سأقرأ عليكم ثلث القرآن ) فحشد من حشد . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : قل هو الله أحد . ثم دخل فقال : بعضنا لبعض : إني أرى هذا خير جاءه من السماء فذاك الذي أدخله . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني قلت لكم :سأقرأ عليكم ثلث القرآن . ألا إنها تعدل ثلث القرآن ) . ألا إن قوله الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله ، كان له أثر كبير في تشوقهم ، لسماع ثلث القرآن منه صلى الله عليه وسلم. ففي هذه القصة فوائد منها دلالة واضحة على فضل قراءة سورة الإخلاص . ومنها تلهف الصحابة لسماع ثلث القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها أن قوله ( احشدوا ) ثم دخوله وخروجه مرة أخرى يلزم منه رسوخ هذه القصة بأحداثها عن الصحابة وحفظهم لها . 3- روى الإمام أحمد : عن أنس قال : كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حالة الأول ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمر بن العاص فقال : إني لا حيت أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثاً فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال : ( نعم ) قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشة ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبدالله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلعت أنت في الثلاث المرات فأردت أن آوي غليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هو ما رأيت ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق . وفي هذه القصة كان الدافع الذي حدا بعبد الله بن عمرو بن العاص إلى أن يقول ما يقول لذلك الصحابي ، لكي يعلم السبب الذي من أجله كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) ، ولا يخفى ما في هذه القصة من أسلوب إثارة وتشويق وهو بين ظاهر . الخلاصة : 1) إن استخدام أسلوب التشويق والإثارة ، من أقوى الدوافع على التعليم والبحث والاستقصاء . 2) يجب أن يضع المعلم في اعتباره ، ان العبارات المستخدمة في هذا الأسلوب ، يجب أن تؤدي إلى معنى تهواه وتستشرف إليه النفس . كقوله صلى الله عليه وسلم : ( لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) ، وقوله : ( أحشدوا فإن سأقراً عليكم ثلث القرآن) وقوله : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) ثلاث مرات . 3) كلما كان أسلوب التشويق قويا ، كلما كانت الدوافع أقوى . المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
14-03-2010, 20:58 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||||
|
رد: سلوب التشويق في التعليم ...
كما أنَّ التشويق يكون من خلال أساليب لها تعلُّق بالسمع أو البصر – وهو الأكثر- ، فهناك إثارة من خلال صفة الكلام وطبيعته ، من حيث الأسلوب والبلاغة ، وهذا يتذوقه من يعرف العربية ، وله اهتمام بأساليبها ودقائقها ، في حين قد يراه الآخرون أسلوباً عادياً وهو ليس كذلك . المطلب الأول : التشويق من خلال أمور لها تعلُّق بالعربية . من المعلوم أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) من أفصح البشر ، وهو مرسلٌ إلى الناس جميعاً وعلى رأسهم العرب أهل الفصاحة والبلاغة ، ولهذا اقترنت الأحاديث النبوية الشريفة بكثير من المباحث اللغوية والبلاغية ، أمثلة أولاً : الإجمال ثم التفصيل . والإجمال عندما يرد في أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإنه يكون غالباً لحث السامعين على طلب التفاصيل ، وهو ادعى للإثارة والتشويق ، وذلك كأن يذكر عدداً لخصالٍ أو أصناف ، ثم يذكر هذه الأصناف أو الخصال ، أو يذكر كلاماً مجملاً ويتوقف حتى يقود السامع لطلب تفصيل ما أُجمل . ومثال ذلك ما رواه مسلم عن تميم الداري أنَّ النبي(صلى الله عليه وسلم) قال : (( الدين النصيحة )) ، وفي بعض الروايات أنَّ (صلى الله عليه وسلم ) كرر هذا القول ثلاث مرات ثمَّ سكت ، مما استثار الحاضرين من الصحابة وجعلهم يتساءلون لمن هذه النصيحة ؟ ولهذا جاءت تتمة الحديث : (( قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم )) فبهذه الروايات يكون هناك أكثر من إثارةٍ ، أولها : الإجمال لإلهاب نفس السامعين وتشويقهم لطلب التفصيل ، والثاني : تكرار ما أُجمل ، ولهذا قال ابن حجر الهيتمي ، (( فيه إشارة إلى أنَّ للعالم أن يكل فهم ما يلقيه إلى السامع ، فلا يزيد في البيان حتى يسأله لتشوق نفسه حينئذ إليه ، فيكون أوقع في نفسه مما إذا هجمه من أول وهلة )) . ومن هذا القبيل كذلك قوله (صلى الله عليه وسلم) ( آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع )) ثم أخذ يفصِّل ما أجمله بقوله أربع في كلٍ من المأمورات والمنهيات ، ففي قوله : (آمركم بأربع ) إجمال ، وكذا في قوله (وأنهاكم عن أربع ) ، قال ابن حجر (( والحكمة في الإجمال بالعدد قبل التفسير ، أن تتشوف النفس إلى التفصيل ثم تسكن إليه ، وأن يحصل حفظها للسامع ، فإذا نسي شيئاً من تفاصيلها طالب نفسه بالعدد ، فإذا لم يستوف العدد الّذي حفظه علم أنَّه قد فاته بعض ما سمع )) ونظير ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم) (( بني الإسلام على خمس )) ثم الشروع في تفصيل هذه الخمس . ثانياً : تقديم الخبر على المبتدأ أو المعمول على العامل . فتقديم ما حقه التأخير وتأخير ما حقه التقديم فيه إثارة وتشويق ، لأنه خروج عن قواعد الكلام المعتادة ، ولا شك أنَّ هذا الخروج لابد أن يكون له سبب ، أو أنه سيق لسبب وغالباً ما يكون إثارة انتباه السامع حتى يصغي لهذا الكلام ومثال ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم ) (( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )) ، فلفظة كلمتان هي الخبر ،وحبيبتان وما بعدها صفة ، وسبحان الله وما بعدها خبر ، قال الشرقاوي (( وقدم الخبر ليشوف السامع إلى المبتدأ ، فيكون أوقع في النفس ، وأدخل في القبول ، لأنَّ الحاصل بعد الطلب أعز من المنساق بلا تعب ومن ذلك أيضاً قوله (صلى الله عليه وسلم) (( خلّتان من حافظ عليهما أدخلتاه الجنة ، وهما يسير ، ومن يعمل بهما قليل ، قالوا : وما هما يا رسول الله ؟ قال : أن تحمد الله وتكبره وتسبحه .....الحديث )) ومن التقديم والتأخير ؛ تقديم العقوبة على الذنب المتوعد عليه ، وهاهنا يسلط الضوء لتشويق السامع وإثارته ليصغي حتى يعرف الذَّنب الذي اقترن بهذه العقوبة التي تقدمته ، ويمكن أن نذكر حديث أبي ذرٍ (( ثلاثة لا يكلمهم الله )) كمثال على هذا النوع ، حيث إنَّ النبي(صلى الله عليه وسلم) قدَّم ذكر العقوبة وهي: لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب عظيم ، قبل أن يُبين هذه الأصناف المتوعدة ، مما أثار الراوي وجعله يتساءل عن هؤلاء ، ومن هم ؟ وما هو الذَّنب الذي لأجله استُحقت هذه العقوبة ، وبالتالي حصول المراد من هذا الأسلوب . كذلك تقديم نفي الإيمان ، أو إلصاق الكفر ، أو النفاق ، ثم ذكر الأعمال التي لأجلها استحُق هذا الوصف ، كقول النبي (صلى الله عليه وسلم) (( أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خَلَّة منهن كانت فيه خَلَّة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا حدّث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر )) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قيل : من يا رسول الله ؟ قال : الّذي لا يأمن جاره بوائقه )) فنلاحظ في هذه الأحاديث تقديم نفي الإيمان ، أو تقديم إثبات النفاق ، في أسلوب من الإثارة والتشويق ملحوظ لا يخفى على من له اهتمام بهذا الشأن . المطلب الثاني : التشويق من خلال طرح الأسئلة ، وطلب الإجابة من السامعين . والتشويق من خلال طرح الأسئلة أمرٌ في غاية الأهمية ، وهو واضحٌ جلي ، بل إنَّ الكثيرين لربما لا يستحضرون عند ذكر التشويق من خلال الأحاديث النبوية إلا هذا اللون ، وهو طرح الأسئلة ، نظراً لكثرته وتنوعه في الأحاديث النبوية . وعند الاستقراء وجدنا أنَّ التشويق بطرح الأسئلة على السامعين لاستثارتهم جاء على عدة حالات؛ فقد يطرح النبي صلى الله عليه وسلم الأسئلة في أمور معلومة لديهم ليؤكدها لهم ، أو ليبين أنَّ المعنى الحقيقي لما قيل غير ما يعرفون، وإما لأمور لا يعرفونها فيحثهم على طلب معناها والمراد بها . ومن الأمثلة على طرحه صلى الله عليه وسلم السؤال ليؤكد ما عند السامعين من معلوماتٍ قوله (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه في خطبته يوم النحر ( أي شهر هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال: فسكت حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس ذا الحجة ؟ قلنا : بلى، قال : فأيُّ بلدٍ هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس البلدة ؟ قلنا : بلى ، قال : فأيُّ يوم هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس يوم النحر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : فإنَّ دماءكم ، وأموالكم ، وأعراضكم ، حرامٌ كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ...)) ففي هذا الحديث تتبين لنا شدة الإثارة ، عندما يسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور معلومة لديهم ، كاليوم ، والشهر ، والمكان ، ثم يؤكد لهم ما كان معلوما لديهم في طريقة لا تقلُّ إثارة عن الطريقة التي سأل بها ، نظراً لأهمية ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم تقريره ، وهو شدَّة حرمة الأعراض والدماء والأموال ، قال القرطبي ((سؤاله صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة وسكوته بعد كل واحد منها ، كان ذلك استحضاراً لفهومهم وتنبيهاً لغفلتهم وتنويهاً بما يذكره لهم حتى يقبلوا عليه بكليتهم ، وليستشعروا عظمة ما يخبرهم عنه )) ، وعلق ابن حجر ولهذا قال بعد هذا كله : فإن دماءكم الخ ، مبالغة في بيان تحريم هذه الأشياء فهذه الأمور التي ورد ذكرها في الحديث معلومة لديهم ، ولكنهم هابوا أن يُجيبوا خوفاً من أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) أراد تغييرها . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
14-03-2010, 21:01 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||||||||||||
|
رد: سلوب التشويق في التعليم ...
التشويق من خلال تكرار الكلمة أكثر من مرة . من المعلوم أنَّ التكرار يولِّد القرار ، ويُورث الحفظ والفهم ،وقد يكون التكرار لإثارة الانتباه وجذب السامع ، وجعله يصغي لما سيقال ، وتكرار الكلمة كان أسلوباً من أساليب الخطاب النبوي ، إذ روت السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) (( كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه )) وعند مطالعتنا لكتب السُّنة نجد تطبيقاً عملياً لهذا ، إذ روى مسلم وغيره عن أبي ذرٍ (رضي الله عنه) أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : (( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، ثلاث مرات ، )) ونجد أنَّ هذا الأسلوب قد آتى ثماره إذ إنَّ الراوي وهو أبو ذرٍ قد تفاعل بشدةٍ من خلال تكرار النبي (صلى الله عليه وسلم) لهذه الكلمات ، فقال : خابوا وخسروا ، من هم يا رسول الله ؟ وهناك أمثلة كثيرة على تكرار الكلمة ثلاث مرات . ومما يقرب من هذا الأمر أنَّه (صلى الله عليه وسلم) كان يجعل السائل والمستفسر عن شيء يكرره ثلاث مرات حتى يلفت انتباه من يسمعه من الحاضرين، وبالتالي ينتبهون لما سيجيبه به (صلى الله عليه وسلم) به ، لأنَّ غالب الأمور التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يطلب فيها من السائل أو المستفسر الإعادة هي من المهمات ، والتي ينبغي لأكبر عدد ممكن أن يسمعها ويعيها ، لذا كان يطلب التكرار . ومثال ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: (( خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا ، فقال رجل : أكل عامٍ يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ....)) ونظير هذا ما رواه مسلم كذلك عن أبي هريرة ٌقال : (( ثم قيل للنبي (صلى الله عليه وسلم) : ما يعدل الجهاد في سبيل الله- عز وجلَّ- ؟قال : لا تستطيعوه ، قال : فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول لا تستطيعونه ، وفي الثالثة قال: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت بآيات الله لا يفتر من صيامٍ ولا صلاةٍ حتى يرجع المجاهد في سبيل الله )) وهذا المثال كسابقه من حيث جعل السائل يكرر سؤاله أكثر من مرةٍ ، لكن فيه أسلوب إثارةٍ إضافي وهو أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعقِّب على سؤالهم بقوله : (لا تستطيعونه ) ، ليزيد من انتباههم ويشوقهم لما سيقال وقد يكون التكرار أكثر من ثلاث مرات ، خروجاً عن المعتاد في التكرار ، ولا شكَّ أنَّ في هذا إثارةً أكبر، وتشويقاً أعظم ، وهذا لا يتكرر ويتأتى إلا لهدف عظيم ؛ لحثٍ على أمرٍ عظيم ، أو لتغيير أمرٍ جدُّ ذميم .ومثال ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي بكرة قال : قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وجلس وكان متكئاً فقال : ألا وقول الزور ، قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت )) ونظير هذا ما رواه عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: (( قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) على المنبر:{ والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } ،قال : يقول الله –عز وجل- :أنا الجبار، أنا المتكبر،أنا المتعال ، يمجد نفسه ، قال : فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرددها حتى رجف به المنبر ، حتى رجف به المنبر ، حتى ظننا أنَّه سيخر به )) فهذان الحديثان يظهران أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) ظلَّ يكرر هذه الألفاظ حتى يثير انتباه أكبر عدد ممكن ، وهذا ما كان من خلال وصف الراوي لدقائق هذا التكرار الخروج عن المعتاد في الكلام والتصرفات . والخروج عن المعتاد في الخطاب هو أحد أساليب التشويق وإثارة الانتباه ، ولكن الخروج عن المعتاد يتناوله أكثر من أمرٍ ، ومن ذلك : أولاً : الخروج عن المعتاد في صفة الكلام : حيث إنَّ كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) كان فيه ترتيل وترسيل وفصل ، يفهمه كل من سمعه ، فهو ليس بالجهير العالي الّذي يؤذي سامعه ولا بالخفيض الّذي لا يسمعه من يقابله ، وإنَّما كان فصلاً ، وكيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفة لا يمدحها ولا يحبها ؟ حيث روى الطبراني بإسناد ضعيف وحسّنه السيوطي ،عن أبي أمامة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان يكره أن يرى الرجل جهيراً رفيع الصوت ، وكان يحب أن يراه خفيض الصوت )) . وقال المناوي في شرح هذا الحديث : (( أُخذ منه أنَّه يُسن للعالم صون مجلسه عن اللغط ، ورفع الأصوات ، وغوغاء الطلبة ، وأنَّه لا يرفع صوته بالتقرير فوق الحاجة ، وقال ابن بنت الشافعي : ما سمعت أبي أبداً يُناظر أحداً فيرفع صوته ، قال البيهقي : أراد فوق عادته ، فالأولى أن لا يجاوز صوته مجلسه والخلاصة أنَّه ينبغي للمتكلِّم والقاريء أن يتكلم بكلام يُسمع فيه نفسه وغيره ، ولا يرفع صوته أكثر مما يحتاجه الموقف ولا يخفضه أكثر من اللازم إلا لسبب وضرورة ، وعليه أن يسلك أمراً وسطاً ، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا لو كان الكلام بغير هذا لعُدَّ خروجاً عن المعتاد ، واستحق أن يذكر ويُنعت بدقةٍ كأسلوب من أساليب الإثارة والتشويق . ومثال ذلك ما رواه جابر قال : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته،واشتد غضبه ،حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومسّاكم )) فعلو الصوت مع اشتداد الغضب واحمرار الوجه ، لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم وإنما كانت تحصل في حالات خاصة لهدف محدد ، قال ابن عثيمين في شرحه للحديث : (( وإنما كان يفعل ذلك لأنَّه أقوى في التأثير على السامع )) لهذا كانت مؤثراتٍ تشدُّ السامع لما سيقال ، وبهذا يكون هذا الحديث قد اشتمل على أكثر من مؤثر .ثانيا : الخروج عن المعتاد في التَّصرُّف . ونظير هذا ما رواه الإمام أحمد عن أبي بكر الصديق قال : (( أصبح رسول الله ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس ، حتى إذا كان الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب ، كل ذلك لا يتكلم ، حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله)) ، فقال الناس لأبي بكرٍ : ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئاً لم يصنعه قط ؟ قال : فسأله ، فقال : (( نعم عرض عليَّ ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة ، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد ......الحديث )) ففي هذا المثال يتبين كيف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد تعمد هذه الإثارة ، وكأنه يشير إليهم أن سلوا ، ولكنهم هابوا أن يسألوا عن حالٍٍ من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم فدفعوا أبا بكرٍ لهذه المهمة ، لما يعرفون من مكانته من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أنهم سينتظرون الجواب بترقبٍ واهتمام ، سيما وأنَّ فترة هذه الإثارة قد طالت – من الفجر إلى ما بعد العشاء – حتى يلاحظها كل أحدٍ ، ويسمع عنها أكبر عددٍ ممكن ، فيأتي ليعرف سبب هذا التصرف غير المعتاد من النبي صلى الله عليه وسلم ويحصل بهذا المقصود . ويلتحق بهذا اللون من التشويق تغيُّر اللون أثناء الكلام ، إذ يُعدُّ ذلك أسلوباً من أساليب الإثارة ، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة قال : (( كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا على قبرين ، فقام فقمنا معه ، فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه ، فقلنا : مالك يا نبي الله ؟ قال : أتسمعون ما أسمع ؟ قلنا : وما ذاك يا نبي الله ؟ قال : هذان رجلان يعذبان ...الحديث )) وكذلك ما رواه علي(رضي الله عنه) قال ( ذكرنا الدَّجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستيقظ محمرَّاً وجهه فقال: وغير ذلك أخوف عليكم .... الحديث )) فهذان المثالان يدلان على أنَّ تغير اللون أثناء الكلام أسلوبٌ من أساليب التَّشويق وإثارة الانتباه ، ولهذا انتبه لها الرَّاوي فذكرها مع الحديث الذي سيقت لأجله . ومن الخروج عن المألوف مناداة من لا يعقل ، أو من هو في غياب عن الواقع ،كمناداة النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر ، عندما ألقاهم في القليب ، مما أثار الصحابة (رضوان الله عليهم) فسألوه : كيف يناديهم وقد ماتوا وجيفوا ؟ ، فيخبرهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنهم ليسوا بأسمع له منهم ، ولكنهم لا يستطيعون الإجابة فحسب . لقد كان من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في إثارة انتباه الصحابة وتشويقهم ، أن يكلمهم ببعض ما لا يعرفون أو يفهمون ، وهو يعلم أنَّهم لا يفهمون كلامه حتى يطلبون التوضيح منه ، والإفادة عما ذكر ، وهذا أسلوب ناجع جداً ، فلو أنَّ المعلم وصل إلى حث سامعيه على الاستفسار لقلنا أنه حقق نجاحاً في مهمته ، فكيف إذا حثهم على التساؤل وأثار فضولهم من خلال ذكره لأمور يجهلونها ولا يعرفونها . ومن ذلك الحديث الذي مرَّ معنا عن علامات الساعة ، وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم (ويكثر الهرج) ، والهرج كلمة لم تكن معلومة لديهم لذا سألوا عنها ، كما مرَّ معنا عند الاستشهاد بهذا الحديث على التحول من الكلام إلى الإشارة ، وأزيد هنا فأقول : روى البخاري عن أبي موسى راوي الحديث أنَّه قال : (( الهرج ؛ القتل بلسان الحبشة )) . وكذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اتقوا اللعانين، قيل:وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال:الّذي يتخلّى في طريق الناس وظلهم)) . ومن ذلك أيضاً استعماله صلى الله عليه وسلم لمصطلحاتٍ لا يعرفونها لإثارة انتباههم والسؤال عنها ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (( من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فَرَق الأرز فليكن ، قالوا : يا رسول الله ، وما صاحب فَرَق الأرز ؟ ٌقال ...ثم ساق الحديث )) . ونظير ذلك ما رواه الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعوذوا بالله من جبِّ الحزن ، قال يا رسول الله وما جبُّ الحزن ؟ قال : وادٍ في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يومٍ مائة مرة ....)) . ففي هذه الأحاديث ذكرٌ لاصطلاحات لم تكن معلومة لديهم ، وأرى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تعمّد ذكرها ليحثهم على التفاعل والتساؤل ، وهذا ما كان ، مما يؤكد أنَّ هذه الطريقة آتت ثمارها . ثالثا : ورود ما يُثير التعجب الاستغراب وبالتالي الانتباه والتساؤل .وهي أقوال أو أفعال تثير الاستغراب بين السامعين ، نظراً لعدم توقعم صدورها عمن صدرت عنه ، ومن ذلك حديث جبريل الطويل ، عندما سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الإسلام ، فأخبره فقال له : صدقت ، وهذا أمر يثير الدهشة والعجب ،ولهذا عبَّر الراوي بقوله : فعجبنا له يسأله ويصدقه ، إذ من المعلوم أنَّ السائل يسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) فيجيبه فيمتثل لما أجابه ، أما أن يُعقِّب على الإجابة بقول : أصبت أو أحسنت ،فهذا يدل على أنَّ السائل يعلم إجابة ما سأل عنه ، وهذا ما أثار استغراب الحاضرين وشوقهم لسماع بقية حواره مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ومحاولة معرفة هوية هذا السائل الغريب الّذي يسأل ويعرف إجابة ما سأل عنه من خلال تعليقه على الإجابة ، قال القرطبي : (( إنما تعجبوا من ذلك لأنَّ ما جاء به النبي (صلى الله علي وسلم) لا يعرف إلا من جهته ، وليس هذا السائل ممن عرف بلقيه النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ولا بالسماع منه ، ثم هو سأل سؤال عارف محقق مصدق فتعجبوا من ذلك تعجب المستبعد لأن يكون أحدٌ يعرف تلك الأمور المسؤول عنها من غير جهة النبي صلى الله عليه وسلم ))ومثال ذلك أيضاً ما رواه البخاري عن عدي بن حاتم قال : قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (( اتقوا النار ، ثم أعرض وأشاح ، ثم قال : اتقوا النار ، ثم أعرض وأشاح (ثلاثاً) ، حتى ظننا أنَّه ينظر إليها ، ثم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة )) |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
الموضوع الحالى: سلوب التشويق في التعليم ... -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى المعلمين والمعلمات -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التشويق وإثارة الانتباه في الحديث الشريف... | عفراء | منتدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم | 4 | 25-04-2010 19:02 |
أسماء الطلبة الأوائل في المملكة ومديريات التربية والمدارس لإمتحان الثانوية العامة .. | م.محمود الحجاج | منتدى المرحلة الثانويه | 11 | 09-08-2009 09:57 |
على خلفية تنقلات رؤساء الجامعات | ريما الحندءة | منتدى الاخبار وتسجيل والقبول في الجامعات الاردنيه | 8 | 03-03-2009 09:40 |
اسس القبول للطلبة في الجامعات الأردنية الرسمية (حسب وزارة التعليم العالي ) | م.محمود الحجاج | منتدى الاخبار وتسجيل والقبول في الجامعات الاردنيه | 0 | 17-12-2008 19:34 |
زيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عمر الشديفات للجامعة | ريما الحندءة | منتدى الاخبار وتسجيل والقبول في الجامعات الاردنيه | 1 | 23-07-2008 11:10 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...