أعزائي الفاسدون...

أعزائي الفاسدون...

الكاتب/ كمال علي المحيسن



أرجو أن تكونوا في أتم الصحة والعافية (مع أنه هذا شئ مفروغ منه) .. أكتب إليكم هذه الرسالة لما بيننا من معرفة قديمة بلغت سنين عددا ، فقد عاصرت نشأتكم يا أعزائي منذ أن كنتم أطفالا صغارا يقوم (المسئولون) بتقويمكم وتأديبكم متى ما أردتم أن تمارسوا هواياتكم فى السرقة والإختلاس والمحسوبية حيث كانوا حينها يقيمون لكم مجالس تأديبيه ويحولون بعض ما تجنيه يداكم عند الضرورة إلى المحاكم المختصة لتحاكموا وفق القانون وتنالوا جزاءكم الرادع حتي تكونوا عبرة لمن يعتبر.

أعزائي الفاسدون :

الآن وقد كبرتم وترعرعتم واصبحتم رجالا مفتولي العضلات عريضي المنكبين متيني البنيان تعوسون وتجولون في البلاد طولا وعرضا غير آبهين بآهات المواطنين الذين تفتكون بأموالهم وآمالهم وأحلامهم فى حياة كريمة رأيت أن أخاطبكم عل وعسى أن يرق قلبكم و(تخففوا اللعب شويه) وترضون (بالقليل) الذي لا يؤثر علي معيشة الناس وحياتهم فالناس -أعزائي الفاسدون- قد وصلواإلى حالة من الفقر في ظل (الهبر واللهط) الذي يتم بإسمكم لم يصلوا إليها من قبل .

أعزائي الفاسدون :
أكثر ما يدهشني في أمركم هو أنه رغم ممارستكم اليومية لعملكم البغيض وإكتشاف أمركم وعرضه على الملأ على أعمده الصحف إلا أن أحدا من المسئولين لا يستطيع محاكمتكم وأن الحكومة لسبب نجهله لا تستطيع مواجهتكم والوقوف أمامكم ، لقد تساءلت وتساءل معي الكثيرون عن هذه الحصانة المتينة التى تمتلكونها وهذه الحماية التى تجدونها ولكن لم نجد لتساؤلاتنا إجابة مقنعة !

أعزائي الفاسدون :

علي الرغم من أن (عمايلكم) أصبحت ظاهرة وواضحة للقاصي والداني ولا يدانيها أى شك في انكم قمتم بالإستعانه بعدد من (الأبالسة) وجهابذة الشياطين والشئ المحير كيف إنكم إستطعتم دغمسة الأمور والضحك على الذقون كل هذه المده .


أعزائي الفاسدون :


هل تعتقدون أن الإسلام يبيح ما تقومون به من أعمال قبيحة شريره تؤذي البشر وتفقر المجتمع وتهتك نسيجه الإجتماعي ؟ لا يا أعزائي .. عفوا .. إنكم لا تعرفون ديننا الحنيف لذا دعوني (أعطيكم معلومه) : عن عائشةرضي الله عنها . أن قريش أهمّهم المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله ، ومن يجترىء عليه إلا اسامة ، فكلمه أسامة ، فقال الرسول : أتشفع في حد من حدود الله ، ثم خطب فقال : إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، فأمر النبي بقطع يدها . (رواه البخاري ومسلم) !!

حبايبي...
لا تفرحون كثيرا لأنكم تسرحون وتمرحون وتتمددون في كافة المرافق والمؤسسات دون أن يسألكم أحد (ثلث الثلاثه كم)؟ فمهما تراكمت أفعالكم القبيحة ونزلت عليها (ستائر النسيان) كما تقول (أم كلثوم) إنما يؤخرك الله ليوم تشخص فيه الأبصار …يوم لا توجد فيه (حصانة) ولا يحزنون ..

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

الشكر كل الشكر للكاتب والناقل .... كلام نابع من الاعماق ....

: