اما الطفيلة فمن نور الهدى نسجت

قالوا في اصحاح ضانا المدفون

تحت شجيرات لحظة الحميم

ان سيزوس ملك الجان العظيم

خاطب العابد تيفوسيانو الاول سيلين

المتربع على عرش صومعة جبال المنون

بكتاب نقشه محفوظ في صخور جنيين

اعيتنا حقيقة قومكم المستعصين

فوق صومعة جبال المنون

فقال العابد تيفوسيانو سيلين

في سماء الصومعة تحوم الصقور

وتناغمت مع الجبل والسهل والطين

ولن يعيها ملك بين الشك واليقين

نظر ملك الجان الى رؤوس الجبال

و اكتفى بما قاله العابد سيلين

وعاد صوب مصر الاولين

********************

وجاء في اصحاح عابد الصومعة

في وصف مدينة الطفيلة

كبيرة من التاريخ

حقيقة في واد سحيق

ابرأتها العذراء في زمن الخلق

وقد كانت نحتا من بقايا السنين

لم تكن ترضى بغير قامات الجبال

ولم يزل اسمها في التاريخ سديم

صولجانها يبرق من ضانا والحرير

وفي معصمها اساور الجمر والحديد

مخالبها من نارعفرا وعمون

وذكراها بالصحاح والمزامير.

من قبل ارعدت الجباريين

و تصدت لكل معتد اثيم

تمكنت من قهر الجان في عين المتين

ولم تنم في عهد محراب وسرجيون .

اخترقت سفر التاريخ العليم

وفتحت قلبها للتائبين الايبين

وصفوا اهلها بالناس الطيبين

وارضها بالخير العميم

رغم ما بها من بؤس لعين

فلم تأبه لسليل الملوك الفاتحين

ولم تحفل لجيش روما والصليبين

احتمت بماء عفرا والجهير

لتكون فصلا بالزمن السديم

دنت لها الشمس من علين

وحفتها النجوم والسقف المتين

حمتها صقور السماء واسراب الجراد

وطبول الحرب ومزامير داوود

بها الجهير والعاصي والخلود

و صومعة صويميح ونبع الحرير

وكل خلق الله من عهد ايوب

نسوا ان بثدييها حليب اديم

وان فوق كل ذي علم عليم

بعد ان قرأت سفر جلمود

وما خطه عابد صومعة السجود

بكيت وقلت ان الله هو العلي القدير

وانك محمية على مر العهود

وان لك حضورا في كل العصور

وان لك صول وجول بكل السنين

بدأت بقهر ملوك ساسان وسرجون

وزأرت بواد زيد وحد الدقيق

خاطبت نفسي باسى وشرود

وقلت هي رغم الجرح العتيق

فاتني ماكنت به من تيه وشرود

اني لم اكن في المفترق المأمون

وقلت لنفسي عند الجدارالمسدود

معذرة ايتها الطفيلة موطن الاسود

اني ارى قامة لم تنحني لجحود

فأكتب ايها التاريخ بكل اصحاح ضانا

ان الطفيلة سطرت بكل اسفار الخلود