|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى فلسطين العروبة ![]() |
كاتب الموضوع | عفراء | مشاركات | 56 | المشاهدات | 15422 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
نقلا سألني الصحفي الأمريكي: هل أنت نبي يوحي إليك?! . كنا علي يقين بأن معاناتنا في مرج الزهور لن تضيع سدي . أقمنا عشرات الدورات العلمية في جامعة ابن تيمية . كان أكثر من نصف المبعدين خطباء مساجد! وبعد مسافة تصل إلي عشرة كيلومترات وصلنا إلي أول نقطة للجيش اللبناني وتسمي «مرج الزهور» وهناك توقفت الشاحنات وسمعت جنديًا لبنانيًا يهدد قائلاً: من ينزل من الشاحنات سنطلق عليه النار, قائلاً: ممنوع عبور أحد حدود لبنان, فقلنا له: ونحن أيضًا لا نريد العبور إلي لبنان, وهنا بدأت الشاحنات تعود إلي معبر «زامريا» من جديد وبدأنا ندرك أن هذه المسافة التي عبرناها ثم رجعناها ثانية هي منطقة عازلة لا سيادة لأحد عليها, وما أن وصلنا إلي المعبر حتي أخذ جنود الاحتلال -وكان معهم عناصر من اللحديين «الذين يتبعون العقيد اللبناني المنشق أنطوان لحد»- بإنزالنا من الشاحنات وأخذوا يطلقون الرصاص من فوق رءوسنا فسرنا بعيدًا عن المعبر لا ندري إلي أين, ولكن كنا نسير علي طريق معبدة داخل المنطقة العازلة, وكنت في المقدمة فإذا بأحد الشباب يصرخ: أين الدكتور «عبد العزيز»? فأجبته فقال: إن الشيوخ في المؤخرة تداولوا الأمر فيما بينهم واختاروك وخمسة آخرين من إخوانك -أذكر منهم الشهيد «جمال منصور»- لتقودوا المسيرة حتي يستقر بنا الحال, فإذا بضابط لبناني جاء في سيارة مدنية وأخذ يصرخ علي الشاب فاقتربت منه وقلت له: هون عليك فلن ندخل لبنان, فقال: إذن توقفوا هنا, وفعلاً طلبت من الإخوة أن يتوقفوا في المكان إلي أن ينبلج الصباح, ولقد أحاط بنا بعض الصحافيين اللبنانيين الذين فهمنا منهم بعض الأمور حول المكان الذي نحن فيه, ولقد كان البرد شديدًا والمطر متواصلاً, والأرض موحلة تحت الأقدام. خطبة الجمعة الأولي في الإبعاد وبزع نور صباح اليوم الأول في المنفي في منطقة «مرج الزهور» وكان يوم الجمعة 18/12/1992, ووجدنا أنفسنا في مكان ممهد لقيام الخيام والسبب في ذلك أنه كان موقعًا للجيش, ولم يكن هناك مكان غيره في المنطقة العازلة يصلح لإقامة مخيم, ووجدنا علي بعد أمتار منا شلالاً يفضي إلي نهر ولكن مياهه لم تكن خالية من الشوائب والطين, وأيضًا لم يكن هناك علي الطريق الذي يشق المنطقة العازلة بالقرب من النهر سوي هذا المكان, فتوضأ المبعدون وتهيأوا لصلاة الجمعة, واختارني الإخوة لأن أكون أول خطيب في رحلتنا هذه, واختلفنا في كيفية الصلاة هل نصلي صلاة عادية أي هل نسجد كما نسجد في صلاتنا أم نومئ برءوسنا دون أن نصل إلي الأرض وذلك بسبب السيول والأرض الموحلة, ولكني ناشدتهم أن يسجدوا رغم الرخصة خشية أن تلتقط لنا الكاميرات صورًا يستغربها الناس الذين لا يعرفوننا بعد, ولا يعرفون أننا نصلي فوق الأوحال, وأهم ما ذكرت في خطبة الجمعة شكري للموقف اللبناني الذي أغلق الباب في وجه المبعدين وأثنيت علي الحكومة اللبنانية ثناء عطرًا, وأعلنت أننا لن ندخل لبنان مبعدين, وأننا سنتجذر في هذا المكان الموحش والموحل حتي نعود إلي فلسطين, وناشدت دولنا العربية أن تدعم موقفنا هذا وألا تخذلنا, وطالبت بوقف المفاوضات, وفضحت ممارسات الاحتلال. الثبات علي الموقف وأعتقد كثير من الصحفيين أن موقفنا المعلن هذا فقط من باب المزايدة والمبالغة الفارغة, وأننا بعد أيام قلائل سنتخذ موقفًا آخر, بينما كنا نقول لهم: الأيام وحدها ستبين لكم أننا شيء مختلف عما عهدتم, وأننا نمط آخر لا لشيء إلا لأننا نؤمن بأن الله معنا, وأن ما نقوم به من تحمل للمشاق هو جهاد في سبيل الله, وأن معاناتنا لن تضيع سدي, كما نؤمن بأن الضمانة الوحيدة لعودتنا إلي الوطن هي ثباتنا في هذا الموقع, وإلا فستكون النتيجة كارثة إبعاد 416 من بينهم أكثر من 200 خطيب مسجد, ومن بينهم أساتذة جامعات, وأطباء, ومهندسون, وصيادلة, ومدرسون, وطلاب, ولو تمكن اليهود من إبعادهم فعندئذ ستلحق بهم مضطرة أسرهم ليصبح المبعدون بالآلاف, وسيبقي بعد ذلك باب الإبعاد مشرعًا يفرغ فلسطين من أصحابها الشرعيين, فلا غرابة إذن أن يقول أحد شيوخنا الأستاذ «عبد الفتاح دخان»: علينا أن يعض كل منا علي صخرة في مرج الزهور حتي يرجع إلي وطنه أو يدركه الموت وهو علي ذلك. ولقد بدأنا فورًا بتشكيل اللجان المختلفة وإعادة تشكيل القيادة لتمثل مختلف المناطق الجغرافية لجذور المبعدين, فكانت هناك لجنة إعلامية قامت بانتخابي كناطق إعلامي باسم المبعدين, وكانت لدينا لجنة ثقافية, وهندسية, وطبية, ودعوية, ولجنة للأرشيف, وتموينية, وتنظيمية إدارية, وأقمنا جامعة أطلق عليها جامعة ابن تيمية كانت تدرس الطلاب وتمتحنهم وتعتمد درجاتهم في جامعاتهم داخل الوطن, وأقيمت عشرات الدورات للمبعدين, وأقمنا لجنة أمنية, وأخري للحراسة, وكانت لدينا أيضًا لجنة فنية, وغير ذلك من اللجان, فانتظمت حياتنا واستقرت وقد أقمنا منذ اليوم الأول خيامًا, كما أقمنا مسجدًا, وكان أول من أغاثنا بالخيام الجماعة الإسلامية في لبنان, وبعد ذلك قام الصليب الأحمر بإحضار أعداد كبيرة من الخيام, وتطور حالنا فيما بعد فأحضرت لنا إيران العديد من الوسائل التي قللت من المعاناة, فبالإضافة إلي بعض الخيام, أحضرت لنا مولدًا كهربائيًا أنرنا من خلاله الخيام والطرقات بين الخيام, وتمكنا بواسطته من مشاهدة التلفاز الذي أحضرته إيران, وكذلك زودتنا بسيارتين لنقل المواد التموينية, وساهمت في الإمداد بما نحتاج إليه من مواد تموينية, وفتحت مستشفياتها في لبنان لعلاج الحالات المرضية, كما أحضرت هاتفًا لاسلكيًا ساعدنا في الاتصال بذوينا في الداخل, كما أن الفصائل الفلسطينية علي اختلاف مشاربها ساهمت بدور مشكور في مد يد العون لنا, وكذلك بعض الإخوة الأثرياء في لبنان السيد «نزيه البقاعي» الذي زارنا كثيرًا وأحضر لنا كميات كبيرة من الفواكه والخضار, ولقد شعرنا بأننا بين إخواننا, وأهلنا, وكانت تزورنا وفود من كافة الفصائل الفلسطينية, وكذلك اللبنانية وعلي رأسها الجماعة الإسلامية (حزب الله), ولقد زارنا العديد من الشخصيات من أمثال فضيلة مفتي لبنان, وكذلك فضيلة الأستاذ «فتحي يكن», وكذلك فضيلة الشيخ «فيصل مولوي», وكثيرًا ما زارنا الأستاذ «إبراهيم المصري», وكذلك الحاج «محمد سعيد صالح», ومن أبرز من زارنا من الدول العربية كان فضيلة الدكتور «أحمد الملط» والدكتور «عصام العريان» والأستاذ «سيف الإسلام حسن البنا» ابن الإمام الشهيد رحمه الله, والشيخ «ياسين الإمام» نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في السودان الشيخ الدكتور «حسن الترابي», كما زارنا وفد نقابة المهندسين من جمهورية مصر العربية, ووفد من الصحفيين الأردنيين, ولقد تردد علي المخيم الإخوة أعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس), كما زار المخيم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الشهيد «فتحي الشقاقي», وقد زارنا أيضًا وفد من الإخوان المسلمين في الأردن, وهمَّ الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور «عصمت عبد المجيد» بزيارتنا إلا أنه لم يتمكن بسبب التدخل الأمريكي. مختار مرج الزهور عندما أقمنا في هذا الموقع توجس الناس منا خيفة, ومعهم كل العذر في ذلك فقد شاهدوا من الممارسات السيئة لبعض الفلسطينيين في السابق ما رسم صورة سيئة للفلسطيني في أذهانهم, ففي إحدي المسيرات التي قمنا بها باتجاه قرية مرج الزهور حيث الحاجز اللبناني, وكان هدف المسيرة الوصول إلي الحاجز لنسلم رسائل عدة موجهة إلي الرؤساء العرب, وما أن اقتربنا من القرية حتي استقبلنا مختارها السيد «أحمد عبد اللطيف» بطريقة سيئة, وكان رجلاً مسنًا وذا شوارب ضخمة, وكان لا يسمع, وقال لي أمام الصحفيين: عودوا من حيث أتيتم, لا يوجد لدينا خبز نقدمه لكم, وحاولت جهدي أن أشرح له الأمر وأننا لن ندخل القرية ولكن عبثًا, لقد كان ثائرًا وغاضبًا وفشلت في الحديث معه, فما كان مني إلا أن أعطيت الرسائل له علي وجه السرعة ورجوت الصحافة ألا ينقلوا هذه الصورة السلبية التي لا تعبر عن حقيقة الصورة اللبنانية الجميلة, ومضت الأيام وكنت ذات يوم أجلس في الخيمة وإذا برجل يركب حمارًا وقد تقنع بلثام كرجال الطوارق وطرح السلام, ثم قال: أتعلم من أنا? فقلت: لا, فأماط اللثام وإذا به المختار وقد جاء معتذرًا وأحضر معه شيئًا من التين, وجلس معي وكان متهلل الوجه سعيدًا بنا وأكثر من الاعتذار وطلب المسامحة, ويوم عودتنا ذهبت إليه في منزله مودعًا فبكي بكاء مرًا, وقال: لقد كنتم شرفاء, عالجتم مرضانا, (وقد كان أطباؤنا العشرة يستقبلون المرضي من القري المجاورة ويعالجونهم ويعطونهم الدواء مجانًا), وأضاف المختار: وساعدتمونا وحافظتم علي عرضنا, وقد قام الشباب بقطف الزيتون في ساعات قلائل وكذلك بحصد القمح وكنا نفعل ذلك لله ونشترط عليهم أن تعود النساء إلي البيوت حتي لا يختلطن بشباب المخيم, وعلمتمونا (وقد كان علماؤنا يذهبون إلي مسجد القرية ويعطون المواعظ فيه), وحافظتم علي حياتنا (وقد كان بعض الفلسطينيين في السابق قد أزهقوا بعض الأرواح ظلمًا وعدوانا), وأخذ يبكي ويقول: لن ننساكم, لقد غيرتم صورة الفلسطيني المشوهة التي كانت عالقة في أذهاننا, وودعته وكلي حزن لفراقه, قرية «مرج الزهور» تلك كانت هي القرية السنية الوحيدة بين القري المحيطة بنا, ولكن علاقتنا بالناس امتدت لتصل إلي قري شيعية وأخري درزية. مصالحة تاريخية في ضيعة صغيرة مجاورة لنا تسمي «المزرعة» كان يقيم رجل مسن يدعي «أبو علي» وهي ضيعة شيعية, وكان لأبي علي ابنة تزوجت من شاب يمني يعمل ضابطًا في الجبهة الشعبية القيادة العامة, ومنذ زواجهما الذي مضي عليه ثلاثة عشر عامًا لم يستقبل أبو علي ابنته وزوجها, فلم يرها ولم ير زوجها ولم ير أبناءها وبناتها, وكان أبو علي يرفض بشدة استقبالهم, ولقد علم أحد المبعدين الأخ «حمزة كنفوش» بالقصة من الضابط اليمني الذي تعرف عليه عن طريق بعض الزملاء الذين كانوا مع «كنفوش» في المعتقل ثم تم تحريرهم في تبادل جري عام 1985, وشكا الضابط له همّه وهمّ زوجته التي تتمني رؤية والدها ووالدتها وإخوتها, ولقد تدخل من قبل عدد من كبار القيادات في المقاومة الفلسطينية لدي أبو علي ولكن دون جدوي. وتعرف «كنفوش» علي «أبو علي» وأقام علاقة معه, وفاتحه في الأمر فثار «أبو علي» وأزبد وأرعد وأقسم أيمانًا مغلظة أنه لن يصالحهم أبد الدهر, فقال له «كنفوش»: سأخبر الدكتور «عبد العزيز» في الأمر وسأجعله يتدخل لحل هذه الأشكالية, ورفض العجوز إلا أنني توجهت إلي بيته بعد أن أخبرني «كنفوش» بالقصة, فوجدت أن أمها تتمني رؤية ابنتها وأحفادها, وتحدثت مع العجوز «أبو علي» إلا أنه تشنج وبشدة, فقلت له: سأحضر بعد أسبوع ومعي ابنتك وأنجالها وزوجها وما عليك إلا أن تمنعنا من دخول البيت. وبعد أسبوع فعلاً توجهت أنا برفقة الضابط وزوجته وأولاده إلي بيت «أبو علي» وأوصيت الضابط أن يستوعب ويصبر حتي ولو شتم فوعدني خيرًا وكان شابًا طيبًا دمث الخلق, وكان معي أيضًا الأخ «كنفوش» وفوجئ أبو علي بقدومنا, وقد استقبلنا عند البيت بعض رجال الضيعة وهم من أصهاره وأقربائه وذلك بتدبير من الأخ «كنفوش» فلم يستطع العجوز إلا أن يسمح لنا بالدخول, فقلت له: صافح ابنتك وزوجها وأحفادك وقبّلهم فهاج وماج وأزبد وأرعد وأخذ يشتم ابنته وزوجها وأبي أن يصافحهم, ورغم ذلك دخلنا في غرفة الاستقبال وتعمدت أن أجلس بينه وبين صهره بينما ابنته كانت في ضيافة أمها التي تهلل وجهها وفرحت فرحًا شديدًا بها وبأحفادها, وأخذنا نتحدث ولكن العجوز يرتعد وبين لحظة وأخري يثور, واستمر الحال كذلك إلي أن أحضروا لنا العشاء, فرفضت تناول الطعام وهمست في أذن رجال الضيعة أنني سأخرج غاضبًا وعليهم ألا يسمحوا لي بالخروج, وفعلاً نهضت فجأة وقلت له: أنا ذاهب إلي المخيم وأشكرك علي حسن استقبالك وخرجت فخرج رجال الضيعة خلفي وأخذوا يقرعونه بالقول, ويسألونه: كيف تغضب الدكتور بهذه الطريقة? فرجاني أن أعود فأبيت, فقال لي: ماذا تريد? فقلت: أن تقبلهم فرفض وقال: ولكن أصافحهم فقط فوافقت, وفعلاً تمت المصافحة ولم يعد هو متوترًا, وعند تناولنا العشاء فوجئت أن هناك قطعًا من اللحم النيئ غير المطبوخ, وكذلك كبدة لم تمسها النار فأخبروني عندما تساءلت أن قطع اللحم النيئ شهية مع الملح ولكني لم أستطع تناولها, فأكلت مما هو مطبوخ, ولقد تبين لي فيما بعد أن اللبنانيين علي اختلاف طوائفهم يأكلون اللحم غير مطهي دون أن تمسه النار. وبعد العشاء هدأت النفوس فرجوته أن يقبّل صهره ففعل, ثم قبّل ابنته وأحفاده, وهنا أردت أن أخرج فقلت للضابط :أنت تستطيع أن تعود إلي عملك وتترك زوجك وأبناءك في البيت مع والدها ووالدتها فلم يرفض العجوز, ولكن ابنته فورًا همست إليّ بأن يبقي زوجها معها خشية من أن يبطش بها والدها بعد انصراف زوجها, فقلت: للضابط: هل أنت مجاز? قال: نعم, قلت: إذن فابق مع زوجك, فلم يعترض العجوز أيضًا ثم انصرفت. وفي الصباح إذا بالعجوز وصهره يحضران إلي المخيم وهما في منتهي السعادة, وقد ارتسمت علي شفاههما ابتسامة عريضة, فسألتهما: كيف أمضيتما الليلة? فقال العجوز مبتهجًا: كنا نلعب «الورق» أي «الكوتشينة», وقد بيّن لي العجوز أنها كانت أسعد ليلة في حياته, ولقد كتبت الصحف عن المصالحة بإسهاب, حتي الصحف الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة تطرقت إلي القصة في حينها. المجتمع الأمريكي العجيب أحد الصحفيين الذين زارونا في المخيم كان شابًا هنديًا مسلمًا يحمل الجنسية الأمريكية واسمه «ياسر», ولكنه كان صاحب فكر ومبدأ, وكان منتميًا لجماعة الإخوان المسلمين, وهذا بالطبع أحدث بيننا وبينه ألفة كبيرة, وقبل أن يحضر إلي لبنان كان يغطي أخبار البوسنة لصالح إذاعة أمريكية, ولما جاء إلينا أحضر معه مبلغًا من المال تجاوز المائة دولار بقليل إن لم تخني الذاكرة, وقال لنا إن هذا المبلغ هدية مقدمة لكم من أطفال البوسنة, ولقد قمنا علي إثرها باستنهاض الهمم لنجمع من المبعدين ما تجود به أنفسهم من أموال لصالح أطفال البوسنة, ولقد تمكنّا من جمع مبلغ بالآلاف إلا أني لا أذكر قيمته الآن, وهذا المبلغ تبرع به المبعدون من مصروفهم الشهري الذي كان يأتيهم من الحركة الإسلامية, وفي خيمتي جلس الصحفي المحبب إلي قلوبنا وعقد معي لقاء صحفيًا, ولقد أذهلني عندما توجه إليّ في نهاية اللقاء متسائلاً: هل أنت نبي? فقلت: لا, فقال: هل يتنزل عليكم وحي من السماء? فقلت: لا, ثم أنهي اللقاء. وتوجهت إليه متسائلاً بعد نهاية اللقاء: لماذا سألتني هذه الأسئلة الغريبة? فقال: أنا أخاطب المجتمع الأمريكي, وهناك خواء روحي عجيب, وكثير منهم يعتقد أن ثباتكم بين الصخور والثلوج لا يمكن أن يكون إلا بوحي, ويعتقدون أنك نبي جديد, ولذا أردت أن أبيّن لهم الحقيقة, وقال لي: لو قلت إنك نبي لوجدت أعدادًا كبيرة دخلوا في هذا الدين الجديد. لقد غادرنا هذا الصحفي المسلم بعد أن مكث معنا عدة أيام, ولقد علمنا بعد ذلك ونحن في مرج الزهو أنه قد استشهد في البوسنة رحمه الله رحمة واسعة. |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
الموضوع الحالى: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى فلسطين العروبة -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"المرأة" كثقافة.. "لعنة" أم "ريحانة"؟!... | عفراء | منتدى الاسره وشؤون المرأه | 2 | 22-05-2010 14:02 |
بين "حانا" شركة الاتصالات و "مانا" الشركات المزودة للخدمة...اضحك معنا | عمون | المنتدى العام | 4 | 04-11-2009 10:45 |
"ياهو!" يشتري موقع "مكتوب" العربي لقاء 85 مليون دولار | عمون | المنتدى العام | 4 | 26-08-2009 23:18 |
ستآيل "الْنُبُوْغ" بلونين "الأَخْضَرْ" أو "الأَصْفَر" المميز.. | م.محمود الحجاج | ستايلات المنتديات | 0 | 22-12-2008 07:27 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...