رد: الشخصيات الاردنية النشمية !!!....
ان ذكرىالنشامى الاردنيين ، من الرجال الكرام ، سواء استرجعناها شفاها ام في ذاكرتنا، ام قرأنا عنها في كتاب قديم او جديد ، او في قصيدة تفرض علينا استحضار الظروف التاريخية التي هبوا لمواجهتها..
ان اهمية مواقفهم لا يمكن تقديرها من دون استحضار تلك الظروف الهائلة التي تصدوا لها او قضوا خلالها..
وهل ادرك اباؤنا الكرام عظم المهمة التاريخية الملقاة على عاتقهم؟ مهما يكن من امر، فان اولئك الرجال من ذلك الجيل، بذلوا طاقاتهم ونفوسهم في خضم القضية العظمى التي تحتاج الى ما يفوق امكاناتهم بالاف المرات...
كانوا يدركون جيدا ان المسألة تستدعي مواجهة الاعداء المستعمرين والمستوطنين من جهة، واستنهاض امتهم العظيمة الكابية من جهة اخرى، وفي وقت واحد.
لقد حققوا ذلك بجدارة، لقد فعلوا كل ما يستطيعون فعله، وتركوا للاجيال التي تلتهم باب الجهاد مفتوحا على مصراعيه ولا تزال القضية قائمة حية، كانما الفارس تركي لا يزال حتى يومنا هذا ممتطيا صهوة جواده، متنقلا بين الاردن وحوران والجولان وفلسطين يصد العدو بيد ويلوح بالاخرى مستنهضا الامة.
وتعطينا سيرة المجاهدين الاوائل ، واحدة من تلك العبر النموذجية عن رجال كان هدفهم الاسمى والاعلى والامثل، تحرير الوطن ووحدته واستقلاله، بعيدا عن الهيمنة الاستعمارية، والتبعية للقوى المعادية للعروبة وللاسلام، رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن والناس، فصرفوا جل حياتهم في النضال راضين مرضيين، غير ابهين للتفاوت الهائل في موازين القوى ولا مستمعين الى دعاة القبول بالامر الواقع، وترك لنا الجيل الاول من الرعيل المخلص لقضايا الامة، الكثير من الايجابيات والعبر التي تقوم عليها الجوانب المضيئة في حياتنا الراهنة.
لقد برز في تاريخ الاردن الوطني في مطلع القرن الماضي عدد من الزعامات الوطنية، حفظ الشعب اسماءهم، وحمل لهم اعمق الاحترام والتقدير، مع ان تفاصيل حياتهم وسيرهم النضالية، ومواقفهم القائمة على ثوابت الوعي الوطني والقومي والديني لا نجدها الا من خلال الندوات او المحاضرات او المشافهة مع كبار السن، ولم يسجل التاريخ اعمالهم وجهودهم ويعطهم حقهم، ربما لانهم عملوا بصمت وهدوء لخير وطنهم وامتهم، وربما لان بعضهم لم يكتب مذكراته، هذا بالاضافة الى سلوكية الجحود من قبلنا جميعا بحقهم، وصدق دولة الاستاذ زيد الرفاعي الذي قال: «ان تاريخ اي امة من الامم هو مستودع ذكرياتها، ومخزونها الوطني والقومي والتراثي. ومن حسن الطالع ان السنوات الاخيرة شهدت تزايد الاهتمام باعادة قراءة تاريخ الاردن وكتابته، ورغم الكتب التي وضعت، فان جانبا من هذا التاريخ بقي مهملا، وهو الجزء الاهم، واعني سيرة صانعيه، وتجاربهم، وخبراتهم...»
|