حروف بعثرها الكبرياء

سفحتُ العمر بين يديك

تسَرّبل دفئُك في دمي
أوقف إراقة الشجن عن معصمي

أوغلت جيوش بياضك في عتمتي
فأودعت كل شئ لديك

لتكن صباحاتك سُكر أنفاسي المتقطعة

تشربها مع تلافيف أفق
يبدأ مني وينتهي ..إليك


انسَربت غيمة أمنياتك في حفوني
متعطشة لتحقيق الحلم
نفضت حزنها
وغاصت عميقا في عيوني

تجاوزت أشفار رياح
تحد البروق
تصطلي بلججِ الرعود
يغزل صخبها..طوفان جنوني


ها أنت تغريدة على شفتي عامي المستهل
قصيدة تنسَال في أحضانِ نغمي المشتعل

تروي جذوري من أنهارك الفردوسية
تغرس أوتادك المطرزة بالفرح
في الليالي النرجسية

تعبر أوردتي كـ نصل
يقترن بعمري كظلال مخملية


تغسل بطء ثواني الليل
تكشط عن مقلتي حيرته الكآبة
تنفض أنجمة المبحرات الرماد
فتشّع الإجابة

أعبر معها بهو انتظارك
أنعتق مع انسياب ضوئها
ليرتج فيض أمنياتها المذابة



أخشع في صمتكِ
فلا أزيد على القول قول

أصلب انتظاري في المرايا
أستبطن الأنهار
نثارا من حيارى
أترقب المدى
فإذا هو جنتنا المستطابة


صدقت نبؤة القدر
تحقق ماكان قاب حرفين منتظر

تلاقحت عطور الفل مع الياسمين
نمت بذرة الانتماء
تماليت بشموخ وكبرياء
فليبارك المولى ما ستختزل من وفاء ويقين

تقف أحلامي على شرفةِ المنتهى
تتوج بنهاية لن ترضى بالدنى

تنثالُ بالضوء قناديل روحي
يجفل الكون
يصهر معانيك بحروفي

فـ أكتسي حلة الفرح
واحتفى بك يا ميلاد بوحي


شرقي الحنايا

كل المرافئ برد
أضلعك مدن دفء

في عذوبة صدقك سيوف تتكسر
مستحيل الأمنيات معك يذوب ويتبخر

قلبك..جسد يحتويني
وبك يكتمل تكويني

لك سأكتب ميثاق النور
وسأحبك أيها الشرقي
لكل العصور .