بعض سفرائنا في الخارج تحولوا الى تجار

بعض سفرائنا في الخارج تحولوا الى تجار

هاشم الخالدي يكتب لسرايا :

بعض سفرائنا في الخارج تحولوا الى تجار

اعلم ان كلماتي هذه ستزعج الكثير من السفراء الاردنيين في الخارج المتواجدون هذا الاوان في الوطن عقب مشاركتهم في ملتقى السفراء الذي عقد قبل يومين في البحر الميت.

ما يقلقني حقا ان يعتقد هؤلاء انهم بعاصم عن النقد واننا من المفترض ان نستقبلهم بالورود في المطارات ترحيبا وتهليلا بهم وبانجازاتهم العظيمة التي قدموها للوطن اثناء عملهم كسفراء.

اعلم انني سأكون مزعجا لكل هؤلاء لكن كلمة حق يجب ان تقال وكلمة نقد يجب ان تخرج وان كانت بتلك الحشرجة التي تعني الم قولها اصعب الف مرة من الم الصمت ودعوني اقولها هنا و بالفم الملآن ان ما يرتكبه بعض سفرائنا في الخارج يصل الى مرحلة الجريمة وان كانت لا توجب العقاب .

اذ ليس من المعقول ان يكتفي بعض هؤلاء بالانشغال بالقضايا البروتوكولية واقتصار عملهم على استقبال الوفود بالمطارات وتوديعهم بالقبل والابتسامات و مجاراة مواعيد الحفلات الوطنية للدول التي يمثلون الاردن فيها متناسين ومتجاهلين للجاليات الاردنية التي ازعم اننا لة انطلقنا استطلاعا ما في اي دولة سنتفاجئ بحجم الشكوى والمرارة التي تعتمل صدور الاردنيين من فوقية بعض سفرائنا ورفضهم النزول من برجهم العاجي لمحاكاة هموم هؤلاء الاردنيين .

اذكر في العام 1987 حين كنت طالبا في بغداد تم التعميم على اسمي بعدم دخول السفارة الاردنية في العراق انني انتقدت انذاك الملحق الثقافي لسفارة لعدم اهتمامه بشؤون الطلبة الاردنيين واهتمامه فقط بمعرفة كمية الدولارات التي جلبها كل طالب لمحاولة تبديل العملة والاستفادة من العمولة .

واذكر ان سبب غضب الملحق الثقافي انذاك كوني كنت امثل الطلبة الاردنيين في جامعتي هو تقديمي لشكوى ضده لدى وزارة التعليم العالي ونشر الشكوى في مجلة النور التي كنت رئيسا ً لتحريرها في ذلك العام واعتراضي على ان يكون الامر والناهي في السفارة الاردنية شاب مصري يدعى " حامد" اذ رأيت ان في ذلك استخفافا بهيبة الدولة الاردنية ، فما كان من السفير والملحق الثقافي انذاك الا ان وضعوني ضمن القائمة السوداء التي تعكر صفو خلواتهم وتجارتهم وعمولاتهم.

وازعم انه يفترض بهؤلاءالسفراء ان يعكسوا صورة حقيقيه للوطن كما سفراء اخرون يعمل احدهم لصالح وطنه ويروج لاستثماراتها ويشجع على السياحه فيها ليس كما يفعل بعض سفرائنا من تنفير الاجانب للاستثمار في الاردن والاستهزاء باحدهم اذا ما قرر زيارة الاردن والاستمتاع بما تجود به من مناظر خلابه واثار تدهش اعظم سياح العالم .

هذه صورة نمطية حدثت قبل اكثر من عشرين عاما وكنت اعتقد انها سحابة صيف لكنني تأملت حينما ادركت ان هذه الصورة لم تزل قائمة وان بعض سفرائنا يتجاهلون شكوى الجاليات الاردنية لصالح تفرغهم لاعمالهم الخاصة او لنقل لسهراتهم الخاصة وان كان بعضها ضمن البرتوكول الدبلوماسي .

قبل ايام مثلا لاقى اثنان من الاردنيين وهما ضرار العمري وبسام ابو الذيب حتفهما بحادث سير مروع في منطقة حفر الباطن واحتجزت جثمانيهما على الحدود السعودية ولم اسمع من سفيرنا في السعودية تعليقا او متابعة لهذه القضية فاذا كانت جثامين الاردنيين العالقة على الحدود السعودية ليست بقضية ذات اهمية ... فهل سيتدخل سفرائنا في قضية سحل جثة مواطن اردني في بلد ما لاسمح الله.

امرا اخر لابد من الاشارة له فبعض كبار موظفي وزارة الخارجية وربما يكون الوزير نفسه قد ابدا تذمرا من اجباره على تعيين متقاعدين عسكريين في السلك الدبلوماسي من خارج موظفي الوزراة وبدء الحديث عن ان هؤلاء في الخارج قد لايدركون عمل البروتوكول الدبلوماسي في الخارج في محاولة من الوزير او بعض كبار موظفي الوزارة لاستثمار المؤتمر من اجل الضغط على الدولة باصدار قرار بعدم تعيين المتقاعدين في السلك الدبلوماسي وهذا امر خطير اذا ما علمنا ان معظم المتقاعدين الذين تم تعينهم كسفراء في الخارج اصبحوا من المع السفراء الاردنيين واكثرهم نشاطا وذلك لما يتمتع به المتقاعد من خبرة ميدانية وسياسة تؤهله لتمثيل الاردن خارج بلده واجزم ان هؤلاء افضل بالف مرة من تعيين سفير اصلع كل ما يمتلكه " لابتوب " وعدد هائل من كلمات ال" accent " .

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج