رد: فانتازيا..!
تمنيتُ لو أننا الآن مَعاً
ليسَت "إمتناع الإمتناع" ..!
بل ؛ { إذا تمنّى أحدكم فليستكثِر، فإنّما يسألُ ربّهُ }
تعلمين ما يجتاحني الآن بلا شك، {فإنّما أُتيتُ مِن قِبَلِك}
أشعرُ بِوحدَةٍ قاتِلة ..
ويَفلِقُ الأسى قلبي ..
هذا يعني أنّني أيضاً حزينٌ لِما يُصيبكِ
أدري بِما يجلدكِ .. فهو قد جلَدني قبلكِ ..
مٌصيبتنا أنتا "حُكماء" و "أصحاب مباديء" و "نظريات" !
هذا ما يصلبنا..
لكِنّ ما يذبحنا "مِن الوريد إلى الوريد" أنّنا حقّاً أو -كأننا- لا نستطيع أن نَكفّ عن هذا..!
يحتاجُ الأمرُ لأربعين عاماً أخرى، فلربّما تشيب قلوبنا مثلما أجسادنا
لدينا أجسادٌ رائِعةٌ أليسَ كذلك؟
–أنا وأنتِ أكثر- قد أنعمَ اللهُ بِها علينا
هذا يزيدُ الطينُ بِلّةً..!
المرضُ الذي يَعتور أجسادنا يفصلنا عن الإحساس بِسِرّنا
ويكشفُ أسراراً أخرى للحياة
المريض لا يُفكر بأكثر من الشفاء
والخائِف لا يُفكّر بأكثر من الأمان
والجائِع ...
كأنّ جبران يقول شيئاً حولَ ذلك :
" والسِرّ في النفسِ حُزنُ النفسِ يستًرهُ ...... فإن تولّى الحزنُ، فبالأفراحِ يستَتِرُ " !
نحن على طبقٍ مِن ذهب لأيادٍ كثيرةٍ مِن الأضاد الحزينة
أجسادُنا تلعبُ دوراً رئيساً في أحاسيسنا
بل ملابسنا كذلك..!
"فلسفة الملابِس" وتأثيرها على لابسها وعلى من يراه، تتقاطع مع "فلسفة الصِحّة" في نتيجةٍ مفادها :
" جسدك غضٌّ طري شاب، وملابسك تسرّك وتَسرّ الناظرين، فأنتَ عُرضةٌ للسلبِ، وعرضةٌ لأن تكون مُعتدياً "
حبيبتي وغاليتي ..
لا تَظُنّي أنكِ سَتُفلحينَ يوماً أن تستعيدينَ ذاتك
ليسَ لِضَعفٍ أو خَلَلٍ في الطّلب، ولكن .. لِضياع المطلوب !
الذات التي كانت لدينا ذهبت مع الريح
هذا لا يعني أننا سقطنا في حفرةٍ ملساء.. أو عَلِقنا في عُنقِ الزجاجة
غاية ما في الأمرِ أنّنا لا بُدّ لنا مِن ذاتٍ جديدة نبنيها على قواعد الذات القديمة المُنهارَة
وليسَ المدارُ على ذلك فحسب .. بل على القلوب التي بِداخلها
قلوبنا لا تهرم، ولعلّها لا تريدُ أن تَرحَم نفسها
لدينا وجوهٌ جاذِبةٌ أيضاً .. وطارِدةٌ في آنٍ واحِد ..!
لكِنّ لدينا وجهٌ واحدٍ يَلقانا بِكُلِّ زاوية، هو وجهنا المشترك ..
علينا أن نُحارب أشياء كثيرة
لكن لا بأس، كما يقول مُظفّر : "سَنُحارِب يعني سَنُحارِب !"
لا أدري كيفَ تَنفلتُ مِنّا هذه الإبتسامة الفوريّة بِمجرّد أن نلمحُ وجهنا في وجهينا
تبتسمين .. وتعضّينَ زاويةَ شفتكِ السفليّةَ اليُمنى بِفَرحٍ طُفولي
هذا يفتحُ نافورة الشمسِ على مُسَطّحاتٍ خضراء شاسعة في صدري لكِ
وتعلمين ..
أنا مشتاقٌ لكِ .. كثيراً
كُلّ التفاصيل مِن ألفها إلى يائِها منقوشةٌ كلوحةٍ ثابِتةٍ لا تغيب عن صَدرِ ذاكرتي .. ولا أطرافها
لا قَدّرَ اللهُ .. ونُعوذُ بِلُطفِهِ .. أن يُصيبنا " الزهايمر" الذي يمسحُ كلّ شيء..
هل يَقوى على سَحبكِ مِنّي ؟!
لكِن –لِنكن صرحاء-
ألسنا الآن "زهايمر" لبعضنا..!
نحنُ نسينا كلّ شيءٍ منذ التقينا ..
بدَأ هذا رويداً رويداً .. ولكن بِثباتٍ، لا يَلتفتُ لِما يتركهُ خلفهُ !
نحن مُخَدّرين مع سِوانا ..!
لن أتّحدّث عنكِ أكثر
ذريني والذي يقوم وينهض
ويمشي ويقعد ويقود ويمرض
ويضحك ويسهر ويُكلّم الناسَ في السوقِ،
و يسبحُ في البحر كالتمساح.
ويُصلّي ويتعبّد، ويغازلُ إمرأةً، ويمسحُ جبينَ الشمسِ، ويحتضن الأطفال، ويُغنّي أغانيهم معهم في السيّارةِ،
ويُقَبِّلَ يدَ أمّهُ،ويُنظِّرُ في ثورات الشتاء، ويزهو بِمنطِقهِ في وظيفتِه,, ويومهُ بَحرٌ مِن الناس ...........هذا ليسَ أنا..!
إنّهُ رجلٌ يفعلُ ذلك، بِمعرفتي .. لكِنّني أجلسُ أثناء ذلك معك، وأنظرُ إليهِ !
يفعل كلّ ذلك وأنا أشربُ قهوتي معكِ
وفنجانكِ يَمتدّ عبَقهُ مِن شروق الشمسِ ..إلى شُروقها
كل يوم
زهايمر .. أنتِ زهايمر..!
|