هذه غِنائيتي .. غنيّتُها لنا .. فَغيري لَحنها، وبُثّي فيها الدِّفءَ والفَرَح، وشَيئاً مِن الوفا
حُبّنا في الأمسِ وهمٌ قَد تداعى
أو غَريبٌ ضَلّ دربَهُ وضاعا
حبّنا طِفلٌ يتيمٌ مُقعَدٌ
أرجل الأيّامِ داستهُ تِباعا
حُبّنا بَدرٌ توارى في الظلامِ ...... خَلفَ قضبان الغيوم الباكيات
كيفَ نُحييها الليالي الرّاحِلات
في هوانا، بعدما قُلنا : وداعا !
..
ما لِهذا القلب في جنبيكِ ذابا ؟
دَقّت الذكرى بِعُنفٍ، فاستجابا
ما خيالي غابَ يوماً عَن رؤاكِ
أو لذيذ النومِ في عينيكِ طابا
إن هَويتِ نحو أرضِ الرّاغبين ...... فاطلبي قلباً لديكِ في سمائي
أو بَكيتِ في الليالي فاذكري
أنّ هذا الحبّ أوجدكِ وغابا
..
إنّما الذكرى لِقاءٌ في الخيالِ
إن يَعِزّ الوصلُ في أرضِ المُحالِ
كم ضَحِكنا.. كم صمتنا.. كم بكينا
كم عشقتا البدر في تلك الليالي
ما تولّى حبّنا مِن خافِقينا ...... بيدَ أنّ الأمرَ خالٍ مِن يَدينا
فاستفيقي.. إنّ هذا الحب خَمرٌ
ليسَ يدري عن حرامٍ أو حلالِ
..
سَل نجوم الّليلِ عن ماضٍ تولّى
واذرف الأشعار في بَدرٍ تَخلّى
ليتَ هذا الشعر يتركني ويمضي
مع نسيم الفجرِ .. مع صُبحٍ تجلّى
إنّ هذا الشعرَ يبقى بعد موتي ...... بيدَ أنّ الرّوح أبقى مِن مَقولي
لستُ أدري.. كيف أحيا مِن جديدٍ
لستُ أدري.. هل يَصير العمرُ أحلى !
..