رد: مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....
كانتَ تجدلّ شعرها ، لم تكن تعلمْ بأنه يراقبَها !
لقد كان معْ كل جديلة ، يزفر زفرّة قويّة ‘
زفرة . . ألمْ ، ندمْ ، جرحْ : (
على مافعلهُ بها ، تمتمَ بهمسّ :
والله ماتستاهلين اللي سويته فيك !
الُحزن كان واضح على معالم وجهها ،
لم تبلغ العشرين من عمرهّـا
وتحمل الكثير من الهمومْ ، بقلبها ،
ولكنها بطبعها ، شَـامخْـهَ ‘
لمْ تنكسر مع كل ماحدثّ لهـا ، رددت بداخلها :
مرّت سنَة وللحين مو مصدقه
الليّ سواه فينيَ ،
وشلون أصدق وهو أخويَ ولد أمي وأبوي ؟
الله يرحمك يا أبويَ ، لو كنت موجود مايمدي اللي صارَ صار !
دخلت لغرفتها ، تلك التي عملت الكثير لَ أجلها :
هيفاءْ يابنتيّ ، تعالي ، الغـداءَ جاهـزّ (:
رفعت نظرها لها ، وإبتسمت : قبل ،
مممم علميني موجودَ ؟
تغيّرت ملامحها وبان عليها الضيّق : إيه موجود ،
قوليلي ، لَ متى الحال ذا ؟
هو آعتذر منك وعرف خطاه !
: أجل اسمحيَ لي يُمـه ، ما أقدر أنزل ّ !
مسحت على كتفها وابتسمت لها : أعرفك تربيتيّ ،
سامحتي أخوك وبتنزلين اللحين ؟
نزلت دموعها : لا يُمـه ، ماسامحتهَ ،
وعُمري ما أسامحَه ، يمّـه تعرفين وش إحساسي ؟
أنا أخوي باعنيَ ، وياليتها بيّعة ناجحة ،
بيعة خسّرتني حياتيَ كُـلها !
بكَت أمها لُحزنها الشديدّ : بس ،
انتهىْ الموضوع ذا ! ،
وأخوك متندمَ أشّد الندمْ
وأنتِ مالك أخّ ثاني غيرَه ، تكفين يابنتيَ ،
ريحـيّ قلبيّ ‘
زفرت زفرّة قوية ورددت : يُمـه أرجووَوك ،
لاتضغطينّ عليّ !
مسحت دمعتها ، تمتمتَ لعلّ الله يُريحهآ :
الله يهديكَ ، ويحننّ قلبكَ على أخوك !
/
: أنا قلتّ لك يُمـه ، ما أبي أتغدى بالبيت ،
يعني كفايَة إني الغلطان ،
أحرمها من الغداء معك ! ، نظرت إليه :
لا أسمعكَ تقول هالكلامْ مرة ثانيّة ‘
/
: ليشّ يُمـه جيتيَ ، وزدتي من وجعيَ ليَه ؟ ،
أنا ودي أسامحه بس ما أقدرَ
والله صعبَ ، هو باعني لَ رجالّ ، عشان الفلوس ،
وياليته رجال صاحيَ
رجال شايّب ، أخذني لتلبية رغباته بسّ ! ،
كان كل يومَ يذلنيّ ، ذوَقـنيّ المـُر !
يبي بعد هذا كله أسامحَه ! ،
وكأن اللي سواه شي عاديّ ، صّـعب والله صّـعب !
دمعه وحيده كانت على خده لقد سمع كلماتهآإ ،
لم يكمل غدائه مع أمه
بل قرر أن يذهب لها لعلها تسامحه وتريّحه ،
وجه كلماته ، ودمعته لم تجفّ بل تبعتها دمعآتْ :
كل هالألم فيكُ ، لك سنه تعانينُ بسببي ،
الله لايوفقنيّ ، بس آحلف لك بإيش إني ماكنت واعي !
والله الدنيا كانتُ معميتني ، ورب العزهْ !
لقد فاجأها بكلماته والأكبر دمعاته :
أششش ، لآتقول هالكلآم لأنه مايقنعنيّ !
صدمته بما قالت وصرخ بأعلى صوته ،
عسانيّ أمووت يارب !
أكملّ بهمس وبإبتسامه من شدة الألم :
وتفتكينّ منيّ يا أختيّ ، يمكن وقتهَا تبرد حرتكُ !
خرج مسرعاً من غرفتها ومن المنزل بأكمله ،
نادته أمه لقد سمعت آخر ماقال ! :
سلطان ، سلطان ، وقف ،
تكفى طلبتك
وأنا أمكُ ، وأكملت بصوت متقطع ،
تكفى ى ى ى !
ضحكتُ بصوتّ واضح
ووجهت كلامها له :
ههههههههههههههه ، كذابْ
سلطان أخويّ مامات ، وش تقول أنت ؟
لم تصدق ماقال صديقُ إبنها
منذ الطفوله ولكن دمعتَه التي نزلت
عندما سمع ماقال أخت
أعز أصدقائه أثبتت لها صدقْه :
محمد ، أنت تمزح صح ؟
يكفيه فراق أعز أصدقائه
لآيستطيع الإحتمال أكثرً :
ياخالهْ ، صدمته سيارة ،
أنا كنت معه
شفت اللي صار كلّه ، تشهدّ ووصاني أقول لهيفـُاء /
سسامحيه ياللي أنتِ نظر عينيه
سقطت على الأرض لاتستطيع رجلها أن تحملها ، والدموع من شدة قوتها سقطت وكأنها شلال
منهمر على خدْها آآآآهْ ، توه قبل نص ساعه كلمنيّ ، كان يرجيني أسامحه ، خلوه يرجع
مسامحته والله مسامحته ،
بسّ خلوه يرجع ، تكفين يمّه هو يحبكُ خليه يرجع !
ماهو شعورها لقد فقدت إبنها الوحيَد إبتسمت ،
إبتسامة إستهزاء :
لافات الفووت يابنتيّ ، ماينفع الصووتّ : ( !
ومرتّ سنه أخرى ولكنّ بدونه لقد رحل ،
وترك خلفه الكثير يبكون على فقدانَه :
مرت سنه ياسلطان ، بس بدون صوتكُ ياسلطان ،
كل شي له ذكرى لكُ ياسلطان !
[ وأكملت بصوت متقطع من البكيّ ] ،
تسمعنيّ ياسلطان ، السنه الماضيهُ ، كنت كل يوم
تترجاني أسسامحكُ ، كان الحقدُ عاميني ،
كنت أقول إنك ماعدت تعنيّ ليّ ، وأبد ما أسامحكُ
بس يوم فقدتك سسامحتكُ وعرفت إن الدنيا ،
ولآآآشيء ، ولآآآشيء بدوونكْ : (
همسّة ‘
أفتقدكُ !
أفتقدكُ بشّدة !
أشعر بتأنيب الضميرّ الشديد ،
لقد كنتّ نادماً على مافعلته بيّ
والآن أنا أشعر بالندمّ على مافعلته بكُ !
ليتني عندما كنت موجوداً .
تعلقت بيدكُ ولم أتخلىّ عنكُ : ( !
|