ملخص أحداث اليرموك

ملخص أحداث اليرموك

ما الذي حدث في مخيم اليرموك ومن يقف خلف النكسة الجديدة ؟؟
بقلم نضال حمد ...
http://www.safsaf.org/word/2011/juni/37.htm

قبل البدء بالحديث عن أحداث يوم السادس من حزيران يونيو 2011 التي شهدها مخيم اليرموك قرب دمشق وذهب ضحيتها شهداء وجرحى. لا بد لنا أن نلقي نظرة على ما سبق ذلك وبالذات على مسيرة النكبة في الخامس عشر من أيار - مايو ثم مسيرة النكسة في الخامس من حزيران - يونيو الجاري. في شهر النكبة استطاع الفلسطينيون ومعهم إخوانهم السوريين اقتحام السياج الحدودي في الجولان المحتل والوصول إلى مجدل شمس وتحريرها من الاحتلال لعدة ساعات. هناك سقط عشرات الأشخاص بين شهداء وجرحى. ثم جاءت جنازة الشهداء في مخيم اليرموك لتصبح اكبر جنازة يشهدها المخيم على الإطلاق ، حيث خرج المخيم عن بكرة أبيه ليرفع راية الشهداء ، راية التمسك بحق العودة إلى فلسطين. ونفس الشيء شهدته مخيمات لبنان وبقية مخيمات سورية.

هذا التطور الكبير والخطير بالنسبة للكيان الصهيوني جعله لا يهدأ ولا يستكين ، لذا شحن نفسه وأعد ماكينة القتل وكذلك التحريض والتخريب بشكل جيد ، وبدأ العمل لأجل إيقاع نكسة بمسيرة النكسة .وساعدت انتهازية بعض الفصائل الفلسطينية ومحاولات التفافها واحتواءها للتضحيات وللشهداء وللمسيرة بشكل عام في توتير الأجواء وشحن بعض الشباب ضدها.

ان المتابع لموقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي يلحظ ذلك ويرى تدخل بعض الناس والجهات للتحريض أكثر ضد تلك الفصائل وضد النظام في سورية . كما ان الكثيرين من هؤلاء يريدون اليوم تصفية حسابات قديمة مع بعض الفصائل والشخصيات والقيادات الفلسطينية. وقد أحسن هؤلاء استغلال غضب الشباب على تركهم عرضة للموت فيما القيادات تأتي في الجنازات فقط للخطابات. فيما عبرت تعليقاتهم وموضوعاتهم عن حقد كبير يكنونه بالذات للقيادة العامة ولسورية ولشخص احمد جبريل. وقد كتب بعضهم وهم من المعروفين بحقدهم على سورية وكذلك على كل معارض لفتح و للسلطة وللمنظمة مقالات مليئة بالكراهية والحقد والثأر والتحريض والنفاق جعلت من القيادة العامة تنظيماً مأجوراً ومرتزقاً عدوا للشعب الفلسطيني ، متناسين العمليات النوعية والبطولية للقيادة العامة ودورها الرائد في العمل العسكري الفلسطيني منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا ، وصفقاتها العظيمة والأولى في تبادل الأسرى مع الاحتلال الصهيوني. بعض الكتبة المنتفعين ذهب ابعد من ذلك حين وصف مقر الناعمة وصفاً حقيراً مع انه في هذا المقر تم إذلال الكوماندوس الصهيوني الذي حاول الإنزال هناك أكثر من مرة. وقد تكون هذه دعوة منه لإحراق مقر الجبهة بالناعمة على غرار إحراق مقرها في الخالصة بمخيم اليرموك.

قد يعتقد البعض أنني من القيادة العامة ...

أقول لهم لا ...

أنا فلسطيني واكتب ما أؤمن به ولا تربطني ولم تربطني بالقيادة العامة أية علاقة سوى فلسطين.

الآن لنتعرف معاً على خلفية ما جرى أمس وأول أمس في الجولان وفي مخيم اليرموك بسورية :

المعلومات التي بحوزتنا تقول انه بناء على الدعوة التي وجهت لإقامة فاعلية الجولان بمناسبة ذكرى نكسة الخامس من يونيو حزيران ، كان رد السلطات السورية الرسمي عدم الموافقة على ذلك ورفض إعطاء تصريح للمتظاهرين بالدخول إلى المنطقة الحدودية في الجولان . وبناء على هذا الرفض قامت بعض من الفصائل الأساسية المحسوبة على منظمة التحرير الفلسطينية بتسجيل أسماء الأشخاص من المحافظات الراغبين بالذهاب إلى الجولان ، هذا بالرغم من عدم وجود موافقة من السلطات السورية. فيما كانت هناك مجموعات شبابية لا علاقة لها بالفصائل تستعد للذهاب إلى هناك. جدير بالذكر هنا أن كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانتا على ما يبدو ضد هذا النشاط. لذا لم تشاركا فيه كما امتنعتا حتى عن حضور اجتماع للفصائل عقد أثناء أحداث اليرموك لمعالجة الوضع هناك.

صباح يوم الخامس من حزيران / يونيو الجاري تفاجئ الناس بوجود مجموعة شبابية بلغ تعدادها نحو 60 شخصاً في منطقة عين التينة ومجموعة أخرى بنفس العدد تقريباً في منطقة القنيطرة ، وعلم أن معظم هؤلاء الشبان جاءوا من مناطق ومخيمات حلب وحماه وحمص واللاذقية ودرعا وخان الشيح. ، وقد قاموا بالتسلل إلى المنطقة بمساعدة أشخاص يعرفون جغرافية الجولان لذا عبروا واستطاعوا الوصول إلى هناك بعيداً عن أعين رجال الأمن والجيش والحواجز العسكرية المقامة في المنطقة ، كما أنهم باتوا ليلتهم في العراء. هؤلاء فقط استطاعوا خرق الطوق الأمني والوصول إلى الحدود. لكن الآلاف الأخرى بدأت بالوصول إلى الجولان بعد أن قامت الفضائيات ببث عمليات إطلاق النار الصهيونية على المجموعتين موقعة بينهم عددا كبيرا من الشهداء والجرحى.. لقد زحفت الجماهير الفلسطينية والسورية بالآلاف إلى الجولان مما جعل إمكانية السيطرة على عشرات آلاف الشباب أمرا غير ممكناً.وهكذا بدأت تتزايد أعداد الشهداء الذين سقطوا برصاص الاحتلال الصهيوني.وبدأت رياح الغضب على الفصائل والقادة تعصف في الشباب.

في منطقة عين التينة وبحسب مصدر موثوق كانت تطلق هتافات ضد الفصائل وبالتحديد ضد بعض الفصائل وقادتها. والهتافات شملت فصائل معينة منها من هي منضوية في إطار المنظمة ومنها من هي من خارج إطار المنظمة. كما شملت أسماء قادة معينين ولم تشمل آخرين. ثم تطورت الأمور ابعد من ذلك حين حاول البعض الاعتداء بالضرب على بعض تلك القيادات ، ثم محاولة بعض الشباب الاعتداء وإهانة وطرد احد قادة تنظيم الجبهة الشعبية القيادة العامة خلال تواجده في عين التينة. كما تم الاعتداء على مسئول من تنظيم فتح الانتفاضة خلال حضوره بمركبته للمشاركة في الجنازة بالمخيم. مما يدل على أن المستهدف كل الفصائل وليس فقط القيادة العامة بالتحديد.

عند الوصول إلى مقبرة الشهداء وقبل بدء الدفن تقدم شباب يهتفون بدنا نحكي على المكشوف فصائل ما بدنا نشوف وبدنا نحكي على المكشوف قيادات ما بدنا نشوف .. ولما لم تخرج بعض القيادات من المكان هاجمتها مجموعة ليست قليلة ، فقذفتها بالحجارة مما أدى لإصابة بعضها وكذلك بعض حراسها... كما جرت هتافات ضد أمين عام الجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل عندما دخل ابنه خالد ( أبو العمرين ) حيث غادر الأخير المقبرة فورا وانسحب معظم المسئولين من الفصائل من المقبرة.

بعد التشييع توجه مئات الأشخاص إلى مقر القيادة العامة في مجمع ( الخالصة ) حيث كان يتواجد احمد جبريل وطلال ناجي وبعض قادة الجبهة .. الشباب الذين توجهوا إلى هناك كان معهم زجاجات مولوتوف وزجاجات بنزين وهم يصرون على حرق الخالصة . هناك جرى إطلاق نار وسقط جرحى وقتلى من الجانبين ، من المهاجمين الشباب ومن أعضاء القيادة العامة المتواجدين في الخالصة. وهناك مصادر تقول أن من بين القتلى أطفالا وكذلك مسئول القيادة العامة في إقليم سورية أبو العبد ناصر بالإضافة لثلاثة من حراس مجمع الخالصة يقال أنهم قتلوا بالسلاح الأبيض. واستولى المهاجمون على قطعتي سلاح ، واحرقوا بداية الروضة وكذلك الطابق الثاني من المجمع.. ثم احرقوا المجمع بشكل كامل وتم تدمير أو نهب محتوياته. هذا وتضاربت الأنباء عن عدد الضحايا من الشباب المشيعين. فيما أحدث الإحصائيات الغير رسمية تتحدث عن سقوط قتيلين فقط ، على عكس الأخبار الأولية التي كانت تحدثت عن مئات القتلى والجرحى.

بعد الهجوم على مجمع الخالصة وحصاره شهد المخيم حالة غليان وهيجان وتم إغلاقه بالكامل ونزل الناس بالآلاف إلى الشوارع. ثمة حالة جنون جماعي سادت وسط الناس والحراس ، جنون أحرق مجمع الخالصة و14 سيارة كانت متوقفة هناك ، جنون قتل وجرح بعض الشباب ، جنون استخدم فيه الرصاص من الفلسطيني ضد الفلسطيني. جنون التعبئة الحاقدة والتحريض الرخيص ضد الفصائل وقادتها. و كذلك جنون الخيبة الشبابية من مواقف تلك الفصائل وبعض قادتها. وهذا الجنون الذي ساد المخيم أمس ومازال يسود بشكل أقل حدة اليوم ، وسيسود لعدة أيام قادمة بانتظار جنازات الضحايا الجدد الذي سقطوا أمس. هنا نؤكد انه لا بد من قراءة أسباب ما حصل ، وما الدافع خلف ذلك ومن الذي حرض الشباب وحمسهم على الجنون .. وكذلك دراسة أسباب إطلاق النيران الغزير الذي أدى لسقوط الضحايا والجرحى .. يجب محاسبة كل متورط بالتحريض وكل متورط بالقتل وإطلاق الرصاص لغاية القتل.

إن الاختراق الذي شهده مخيم اليرموك أمر في غاية الخطورة والجدية ، لأنه يمثل إقحاماً للمخيمات الفلسطينية في الوضع السوري المتأزم. وهو خرق لم يأت صدفة بل مع سبق الإصرار ويهدف أيضاً إلى خلط الأوراق وزج الفلسطينيين في صراعات جانبية ، كما في آتون اللهيب السوري الداخلي مع العلم أن الفصائل عملت جاهدة على تجاوز مثل هذه الأمور وتلافيها.

تقول مصادر موثوقة أن بعض المهاجمين والمحرضين كانوا من من خارج المخيم ومن مناطق مجاورة له وكذلك من مناطق بعيدة جدا عن دمشق والمخيم. ومن هؤلاء من اعتقل وجرح في الهجوم على مجمع الخالصة. إن إقحام الفلسطينيين في الوضع السوري مازال قائما عند البعض من أجل حساباته الداخلية.

الخطر الثاني يتمثل برأيي في الطريقة التي تعامل بها كثير من الفلسطينيين والعرب مع الموضوع في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. فهناك تم نشر الخبر وبدأ التداول فيه قبل أن تعلم به أية قناة فضائية أو أرضية . وأنا شخصياً عرفت بذلك من الفيس بوك. وفور تأكدي من صحة الأخبار قمت بإجراء اتصالات مع أصدقاء في المخيم ، ثم بدأت اتعاطى مع الموضوع وأحاول توجيه الناس نحو التروي والتهدئة وعدم نشر أخبار تزيد النار اشتعالاً ، خاصة أن المعلومات كانت متضاربة وغير مؤكدة. فنشرت في موقع الصفصاف نداء شخصي باسمي وباسم موقعي يطالب بالتعقل وضبط النفس والوحدة ووجهته إلى أبناء مخيم اليرموك مخيم الشهداء.

عينة من أخبار الحدث في الفيس بوك :



دمشق : قامت عناصر من الجبهة الشعبية القيادة العامة بإطلاق النار على مشيعي شهداء مسيرة العودة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وسقط العديد من الشهداء...

استشهاد 14فلسطينيا برصاص عناصر القيادة العامة بمخيم اليرموك / دمشق

لقد قام أبطال القيادة العامة بالكثير من العمليات المميزة

لا اعتقد ان احد يستطيع المزاودة على عمليات القيادة العامة لكن قيادتها باتت قديمة وتحتاج لتجديد

.انطلق المتظاهرين المعبئين ضد شركاء النظام نحو مقر القيادة العامة الخالصة

لتوضح الصورة القيادة العامة كانت كبش فداء بس كشرت عن انيابها والنظام طلع برا الموضوع يبدو هناك شبيحة متخصصين بالمخيمات.

لا اعتقد بوجود الشبيحة و لكن اعتقد بتأمر القيادة على الشعب الفلسطيني

هناك من يحاول إقحام الفلسطينيين في معادلة الفتنة الداخلية بكل ثمن ... و هذه المحاولات بدأت منذ بداية الأحداث و الآن تؤتي أكلها بالشهداء ...حسبي الله و نعم الوكيل ...أرجوكم أرجوكم لا تتسرعوا في الحكم ... هناك شيء غير طبيعي يا جماعة يحدث ...

أتمنى من جميع الأصدقاء التحرك باتجاه تهدئة الأوضاع في مخيم اليرموك وخصوصا غدا ... لا بد من محاسبة القتلة لكن لا نريد إقحام المخيم والمخيمات في صراعات لا تخدم مصلحتنا الوطنية...


أتمنى على مثقفي هذا الشعب عدم الانجرار وراء العاطفة وتوخي الحذر بانتظار اتضاح الأمور.. الذي جرى أمس في اليرموك مشروع فتنة .. مع تأكيدي على عدم مشروعية وجواز إطلاق النار لقتل أبناء وبنات شعبنا مهما كانوا سواء على خطأ أو على صواب. هناك أيدي خفية في الموضوع.. هذا مجرد اقتراح لتفعيل الوعي والعقل في هذه الأيام العصيبة..

هذا قليل من كثير .. سوف نأتي على ذكره في مقالة أخرى خلال الأيام القادمة

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج