|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى الثورة على الفساد ضرب الفساد واجب وطن .. القضاء على الفساد مطلب شعبي ..نحارب كل من يريد العبث بوحدتنا الوطنيه وكل من يريد ان ينهب خيراتنا يجب ان نحاربهم جميعا ومعا من اجل الخلاص منهم جميعا |
كاتب الموضوع | م.محمود الحجاج | مشاركات | 9 | المشاهدات | 21539 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-06-2012, 10:01 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
. الجزء الأول .. الدولة التائهة .. صراع باسم عوض الله ومحمد الذهبي كتب – بيتر سنو في الأردن تبين أن لرئيس الوزراء الحالي مهارات أخرى غير مهاراته في المفاوضات الجاده وأمتصاص غضب الشارع ..وهي الأمواج المكسيكيه والتي شارك جماهير الكرة الأردنية فيها اثناء حضوره لمباراة الأردن وسنغافوره ... الأمواج المكسيكيه؟ ...على ذكر الموج يقال في علم البحار أنه اذا أرتفع فهو قادر على قلب السفينة ....والنظام المصري , التونسي , الليبي ..كلها رضخت لمعادلة الموج ..وكلها أنهارت , لان الربان غير عارف بعلم البحار أبدا . يعنيني أن أقرأ في الموج المتلاطم الأردني هذا ..يعنيني أن أدرس حركة الموج يعنيني ..أن أفهم العصف هذا وأن افهم لغة البحر . أول من حرك الموج الأردني الراكد هو الجنرال السابق ( محمد الذهبي) ودعوني أقرأ في الرجل قليلا ..دعوني أفتح كتابه ..واسرد لكم بعض من أنماط التفكير والنزعات لدى هذا الجدلي ..المغرق في الخوف الوطني والشخصي معا. الذهبي هو أول عسكري أقتنع بالفكر الوطني , بمعنى أنه كان سياسيا وله معتقد ومبدأ وهو بالمناسبه قريب من الفكر القومي السوري ..وحين أدار جهاز المخابرات أداره من خلفية معتقد ونهج امن به ...هو قريب جدا من مدرسة نذير رشيد ..ولكنه مختلف عن نذير في أنه أكثر دهاءا ودعوني أشرح لكم منهج (الذهبي ) ... هو أول من أعترف بما يسمى الحركة الوطنية الأردنيه أو ما نسميه بالمفهوم الواقعي والدقيق الحراك الشرق أردني الأجتماعي والسياسي وتعامل معه ليس من زاوية أمنيه مجرده بل من زاوية الأمن الوطني لهذا استقطب ناهض حتر وغيره وكل الأتجاهات التي تحمل هذا المعتقد بعد أن أيقن أن حضورها في الشارع أقوى من حضور الحكومات نفسه. حاول تكسير القوى الأعلاميه المرتبطه برأس المال الفلسطيني ... لأنه أكتشف في لحظة أن مشروع باسم عوض الله في الخصخصه وتفكيكك الهوية الوطنيه ولا نقول مؤسسات الدوله يعتمد بالاساس على الأذرع الأعلاميه الأقرب ل ( فتح) والمؤمنه بتفكير باسم , وكان يدرك بأن تحطيم هذه القوى مرتبط بالأصل برفع سقف الحريات للأقلام الشرق أردنيه لهذا أنتج محمد أبو رمان , وفهد الخيطان ...وغيرهم من الذين كانوا يرون في مشروع عوض الله خطرا محدقا بالهويه . والأهم من ذلك أنه أيضا صنع تيارا فلسطينيا وطنيا داخل الأعلام الأردني فقد قرب ماهر أبو طير وعمر كلاب وغيرهم ... والسؤال لماذا فعل محمد الذهبي ذلك ؟ ...ثمة صراع قديم على النفوذ بين فتح وجهاز المخابرات الأردني , فهذا الجهاز يؤمن أن بروز التنظيمات الفلسطينيه في الساحة الاردنيه سيشكل خطرا على الوحدة الوطنية والتي هي بالاساس مفتاح استقرار الدولة ...والذهبي أيقن في لحظة ما أن باسم عوض الله في الدولة لم يكن شخصا بل كان مشروعا فلسطينيا رأسماليا مرتبطا ب (فتح ) فكرا ونهجا ..وحراكه مع الغرب لم يكن سوى تمويها للتغطيه على العلاقه مع فتح ...وقد وصل للذهبي أن نشأة عوض الله ..كانت فتحاويه وما يشاع عن نفقات تعليمه وكونها جاءت من الحكومة الأردنيه هو كذب ..فالحقيقيه تؤكد أن عوض الله قد تلقى تعليمه في جامعات الغرب من الصندوق القومي الفلسطيني ..وكان مرتبطا بفتح تنظيميا وكانت له علاقات مهمه مع سفراء فلسطين في بريطانيا وعواصم أوروبا . لهذا حاول الذهبي أن يغمز من هذه الزاويه وكشف عن لقاءات عوض الله عريقات وهذا الكشف لم يكن في أطار فضح العلاقة وأنما في أطار تأكيد فتحاوية عوض الله . وحتى تطفأ النار عليك بالماء ..وقد أدرك الذهبي أن التوصية الأمنيه لا تجدي نفعا في هذه الحاله بعدما أصبح عوض الله أحد أهم صناع القرار وأكبر مبتكر للسياسات الداخليه والخارجيه ...لهذا وظف الكتله الشرق أردنيه في الأعلام لفضح هذه القصه...بالمقابل وظف عوض الله فلسطنيته في الأنتقام من الذهبي عبر اشاعة ..ما يسمى بأزمة الجغرافيا في الأوساط النخبويه ...والقصة لم تكن كذلك أبدا . في النهايه سقط عوض الله رسميا ولكنه ظل من تحت الطاوله يدير القرار ويصنعه وليس هناك ابلغ من تعيين عماد فاخوري كأنتصار لنهج هذا الفتحاوي وكتأكيد على أستمراره في القرار ...والذهبي خرج من المشهد ولكن يسجل له أنه قد صنع تيارا في الشارع له ملامح وحضور ووجود وهو التيار المؤمن بالهويه الوطنيه الأردنيه والذي أخترق فيما بعد بيروقراط الدوله ..والمتقاعدين والمعلمين والنخب الاعلاميه . أذا الأزمه في الأردن ليست أزمة اصلاح وليست أزمة أسلاميين بل هي بدأت على الشكل التالي :- أزمة تيار فتحاوي ..يريد أن ينتقل بمشروع الدوله الفلسطينيه من نابلس ورام الله ألى عمان ويؤمن أنه من الممكن أن يصبح ياسر عبدربه في لحظة كونفدرالية شكليه وزيرا في الحكومة الأردنيه ....وحتى ينفذ هذا المشروع لابد من أدوات حيه ومهمه وكان باسم أحدها وهذا التيار في لحظة يتطابق في تفكيره مع رؤية الليكود الاسرائيلي ولهذا أنتفض الذهبي حين فهم المعادلة ولكي يقوم بتحطيم تلك الفكره أدرك أن أعادة حماس للأردن وتوظيف الشرق أردنيه كحاله وتنظيم كفيلة بأجهاض المخطط ...وعمل على الأثنتين معا . (الجزء الثاني) .. الدولة التائهة .. استهداف الأمن الأردني كتب - بيتر سنو- في الجزء الأول اشرنا الى صراع محمد الذهبي وباسم عوض الله , قلنا أن موقف جهاز المخابرات الأردني من عوض الله لم يكن موقفا من نهج أو موقفا من أداره بقدر ما كان موقفا من تنظيم فلسطيني اسمه(فتح) أستطاع أن يزرع عنصرا متقدما في القرار السياسي الأردني والمعطيات تشير ألى أن باسم عوض الله كان أحد كوادر هذا التنظيم في الأردن ولم يكن ينفذ رؤيته بقدر ما كان يخدم مصالح فتح . ولم يكن باسم وحده بل كان هناك أذرع أعلاميه وسياسيه مهمه لهذا التنظيم في الحياة السياسية الأردنيه ..وعلى تنسيق وتواصل مع قيادات فتح ..والسؤال ماذا تريد فتح من الساحة الأردنيه ؟....في منتصف الثمانينات أستطاع هذا التنظيم أن يستغل الحضور السكاني الفلسطيني في الأردن وأن يؤسس لقاعدة مالية و تنظيمية كبيره ..وكانت قيادات هذا التنظيم تؤمن بأن الساحة الأردنيه مهمة جدا وبالتحديد في تأمين الدعم اللوجستي والمالي والأهم خلق بلابل ...واشكالات تؤسس في ما بعد لأبعاد او فصل الحالة الفلسطينيه عن الأردن وسحب ملف القضيه من يد الملك حسين . ولأن فتح والفصائل الفلسطينيه الأخرى كانت حالة أمنيه في الذهن السياسي الأردني فقد أوكل لجهاز المخابرات مهمة التعاطي مع تلك التنظيمات ونجح هذا الجهاز بعبقريته السياسيه ..في تحيد خطر فتح ...وتم ذلك عبر دعم تأسيس حماس في المشهد الفلسطيني الداخلي وتحجيم نفوذ أبو عمار وقيادات الصف الأول في فتح . والسؤال هل كانت حماس ذات منشأ أردني ؟ ..ان الغرض من أنشاء حماس لم يكن تهديد نفوذ أبو عمار في الداخل الفلسطيني فقط بقدر ما كان محاولة لمنع تفرد فتح في القرار الفلسطيني ...ولأفهام أبو عمار أن الدولة الأردنيه قادره على أختراق الحالة الفلسطينيه وقلب كامل المفاهيم في حالة قيام (فتح) بمحاولات توسيع نفوذها على الساحة الأردنيه ....وفعلا نجحت المهمة تماما وأستطاعت حماس أن تحصد جماهيرية عاليه في حين أن فتح وصلت لقناعه مهمه وهي أن اللعب في الساحة الاردنيه أمر خطير وله محاذيره وأنعكاساته على فتح نفسها. لهذا حين أراد محمد الذهبي مدير المخابرات السابق أعادة قادة حماس قبل أعوام ووظف نخبا شرق أردنيه في الأعلام لتهيئة مشهد العوده وأجرى أتصالات حثيثه لم يكن غرضه حماس كتنظيم فلسطيني مقاوم بقدر ما كان غرضه توجيه رسالة لقادة الصف الأول في فتح ...بعدم العبث في المشهد الداخلي الأردني ... بعد أن أيقن أن هذا التنظيم قد غير نهجه في الساحة الأردنية تماما فقد صار يزرع في القرار السياسي الأردني بعضا من كوادره ولم يعد يعتمد على الجماهير والكوادر الموجوده في الشارع وهذا ربما يكشف الفارق بين نظرة محمود عباس ونظرة أبو عمار للساحة الأردنيه فالرئيس الراحل كان يرفض (توزير) أي فلسطيني في الأردن لأنه يعتبر ذلك تذويبا لهوية الشعب الفلسطيني وأعتداءا على قيادته لفلسطيني الشتات ...و( أبو عمار) قاتل مطولا ليكون قائدا لكل فلسطيني في المهجر سواء كان لاجئا أو نازحا أو حتى مواطنا ويحمل جنسية الدولة التي يعيش فيها ....بالمقابل فمحمود عباس يؤمن بانه شريك في القرار السياسي للدولة الأردنيه ...على قاعدة مهمه برزت لدى قادة الصف الأول من فتح وبعد رحيل أبو عمار وهي أن الأردن يجب أن يكون وطنا أحتياطيا للفلسلطينين في حال فشل قيام الدوله ....وربما أكثر رجل أمن بهذه القاعده هو ياسر عبدربه . أن جهاز المخابرات الأردني أتقن لعبة السياسة بأمتياز وأستطاع أن يفهم تفكير فتح جيدا وخاض معها صراعات مهمه ومصيريه وأبعد نفوذها أو قننه في الساحة الاردنيه ...بالمقابل وصلت فتح لقناعه مهمه وهي ان تحيد جهاز المخابرات الأردني في لعبة الوطن الاحتياطي هي أمر ضروري لجعل هذه الساحه أشبه بالحديقه الخلفيه لاي مخرج للحالة الفلسطينية الراهنه . فالمشهد الان وكيف نفسره ؟ بدأت محاولات تكسير جهاز المخابرات الأردني مبكرا وربما أستعرت في عهد المشير سعد خير حين أنقض باسم عوض الله وتياره المسمى (بالديجتال) على بعض الاستشارات الأمنيه السياسيه للمشهد الأردني ....وحاولوا أقحام الجهاز في صراعات داخليه لتعطيل يده الخارجيه والاهم من كل ذلك أنهم مهدوا لهذا الأمر ...بأحداث فجوة في علاقة المؤسسه بالعرش الأردني تعد الأخطر وهي تقديم سميح البطيخي للمحاكمه وكان هذا الأمر في السابق يعتبر من المحرمات فالأردن حصن العسكريين جيدا ...ولم يقحمهم في مسائل تصفية الحسابات السياسيه ...وأخطر ماصنعه باسم عوض الله بعد أن شوه صورة المؤسسة الأمنيه هو أنه أبعدها كمرجعيه أولى ومهمه لصانع القرار وسنشرح الأمر ؟ في عهد الملك حسين كان القرار الأردني محكوم ب(3) جهات أولها مصلحة الدوله والنظام ...ثانيها البعد الخارجي وثالثها الرؤيه التي تقدمها المخابرات العامه ..والسؤال كيف ؟:- أن اقرب مؤسسه للنظام السياسي الاردني كانت مؤسسة المخابرات كونها ترفد النظام بمعلومة دقيقه ومهمه وكونها الأداه التي تنفذ قرار الملك .. وكانت هي حجر الزاويه ومرجعية الملك الراحل وقد أعتمد عليها الملك الراحل في تمرير معاهدة السلام الأردنيه الفلسطينيه والأخطر من ذلك أنها زودت الملك الراحل برؤية ثاقبه ومعلومات تبين فيما بعد أنها جديه وحقيقيه عن أنفصال المسار الفلسطيني وتفرد الاسرائيلين بمنظمة التحرير عبر مفاوضات ( أوسلو) ...وهي التي أستطاعت أن تلغي تهميش الأردن وتزود الملك بمسارات وحراكات مهمه يعتمد عليها ..بعد ماسمي بأوسلو أو بالوصف الدقيق الطعنه التي تلقاها العرب في الظهر . فتح كانت تدرك أنها لا تستطيع اللعب مع السياسي الأردني كون الملك حسين مبكرا صنفها على أنها ملف أمني أولا اضافة للملف السياسي ولهذا كانت تخشى المؤسسه الأمنيه الأردنيه . أن المهمه الرئيسيه لباسم عوض الله في الأردن كانت ( تحييد ) جهاز المخابرات العامه في المشهد السياسي وان صلب الصراع بين الذهبي كمدير وابن محترف لمدرسة البطيخي وسعد خير ..كانت تتلخص في أجهاض المشروع الفتحاوي الذي يتطابق والمشروع الليكودي الأسرائيلي وحتى يتم أجهاض هذا المشروع بكل تفاصيله وأدواته ..وبعد أن أيقن الذهبي أن دائرة المخابرات لم تعد مرجعيه اساسيه في القرار السياسي الأردني ... تم أحداث ما نسميه أنقلابا أجتماعيا لدى النخب والوجود الشرق أردني في الدوله ...عبر تحريك بيروقراط الدوله وأستنهاض همم المتقاعدين العسكرين وزج المحافظات في عملية الأنقلاب الأجتماعي ولم يكن هذا الأمر مقصودا وأنما كان الهدف منه دعم الرؤيه الأمنيه ....والتي كانت تهدف الى أبقاء المخابرات كمرجعيه أساسيه في صناعة القرار السياسي . ولكن ردة الفعل كانت عكسيه وأنتصارا لتوجه (عوض الله) ولبرنامج فتح السياسي الذي يهدف في خفاياه الى جعل الأردن وطنا أحتياطيا ليس للفلسطينين وأنما لفتح كحاله وقائده للسياسه الفلسطينيه ...وتمثلت ردة الفعل بوضع الرقاد مديرا لهذا الجهاز ...ولأن هذا الرجل قادم من الميدان ولم يكن ضابطا تم تأهيله لقراءة مشاهد سياسيه أقحم دائرة المخابرات بدور أمني فقط ...وعمل على تحجيم دورها دون قصد ...وكأنه بسطحيته السياسيه يخدم مشروع (عوض الله) بأمتياز ...وفي عهده فعلا تم أبعاد هذا الجهاز عن صناعة القرار وحماية شكل الدوله وبنيانها . والسؤال الذي يطرح الان هل تتطابق رؤية الحكومه الحاليه ومنهج عوض الله في النظره لجهاز المخابرات الأردني ؟...أن أبعاد جهاز المخابرات وتحييده هي أيضا مطلب غربي ...يتطابق ونظرة الأسلاميين للمشهد ويتطابق مع مشروع فتح الذي نفذه عوض الله ...وفي النهايه يتطابق أيضا مع مشروع القاضي الدولي الذي جاء من (لاهاي) ليكون رئيس وزراء في الدوله بعباره أخرى هناك (4) اطراف تعمل بمسار واحد فيما يتعلق بدور جهاز المخابرات وهي عوض الله ومن يحمل فكره والاسلاميين اضافة لفتح والمؤمنين فيها بالاردن كوطن أحتياط والليكود الأسرائيلي أليس الأمر غريبا جدا ؟ علما بأن علاقة عوض الله مع الأسلاميين لم تبحث نهائيا ولم يقم الاسلاميين تاريخيا بتوجيه نقد لسياساته ولم يقم هذا الأتجاه أيضا بمهاجمته بالأسم بل قفز عنه في الحراك الأخير وأنتقد رأس النظام مباشرة ...وهذا ربما يفسر أن هناك هدفا خفيا للطرفين وهو تحييد المؤسسة الأمنيه والأخطر من ذلك أن الليكود الأسرائيلي حين يشن هجوم أختبار على الأردن يبتسم الجانب الفلسطيني ولا يصدر عن سلطة عباس أي أستهجان رسمي ابدا . ولكن الغريب في المشهد هو أن الرئيس الحالي جاء بمشروع علني بمعنى أخر نقل الصراع من الخفاء ألى حالة العلن وهاجم المخابرات مباشره وهاجم ادوراها وهو يعرف في قرارة نفسه أن محمد الرقاد هو المدير الوحيد الذي قلص وحجم الدور السياسي للمخابرات تماما . في ايلوم الأسود أستطاع جهاز المخابرات أن يحمي النظام والدوله عبرأختراقه التنظيمات الفلسطينيه وتقديم المشهد واضحا أمام الملك وأستطاع هذا الجهاز أيضا أن يمنع اعادة الوجود الفلسطيني التنظيمي في الساحة الاردنيه وأن يكبح شهوة المنظمات في استعمال الأردن كحديقه ومنطلق سياسي وبنك لجمع الأموال ....وفي بداية التسعينات أستطاع هذا الجهاز وبعد حرب الخليج الأولى مباشرة أن يحمي الأردن من أي انفجار أجتماعي أو سياسي بعد أن تضاعف عدد سكانه وبعد أن حاولت أجهزة مخابرات عربيه وأجنبيه لعب أدوار على أرضه نتيجة لموقفه من الوجود الأمريكي في المنطقه . وفي تلك الفتره نجح الجهاز أيضا بكبح جماح التغول على الدوله ..والأهم أن جهاز المخابرات وفر لمؤسسات الدولة في لحظة قلق وطني عارم الية سلسه وامنه لأنتقال السلطه في العام (99)... وقبل ذلك والأهم أنه كان من أقوى الأجهزه العربيه في منع أحداث أي تداعيات لمغامرات أسرائيل العسكريه في لبنان وفلسطين على الساحة الأردنيه ...والأهم من كل ذلك أن جهاز المخابرات الأردنيه أستطاع أن يؤسس لعلاقة نديه مع أجهزة الأمن الاسرائيليه فقد حصن الساحة الاردنيه ومنع أختراقها بعكس لبنان التي اخترقت أسرائيل فيها كل شيء بما في ذلك شبكات الأتصالات وبعكس سوريا ألتي قصف الموساد فيها ماسمته أسرائيل بالمفاعل النووي ..بالمقابل فشل الموساد في أغتيال خالد مشعل لدينا والسبب يعود الى مؤسسه أمنيه قويه ومنظبطه . والسؤال لماذا يستهدف الاسلاميون في الأردن جهاز المخابرات العامه ولماذا حاول عوض الله أبعاد هذا الجهاز عن القرار السياسي ولماذا ما زالت فتح مصره على تحييده في العلاقه مع الأردن ولماذا يأتي رئيس وزراء ومن أصل شرق أردني ويبدأ عهده بنقد هذا الجهاز . أي مشروع لانهاء الدولة وأضعاف مؤسساتها في الأردن يبدأ بجهاز المخابرات العامه والمؤامره على هذا الجهاز لم تكن خارجيه بل داخليه للأسف وابتدأتها (فتح) ...ورجالاتها في عمان ولا نستثني رأس المال الفلسطيني فصبيح المصري شريك في المشهد ... ولا نستثني مليشيات اعلاميه أردنيه داخليه بدأت تحاول تكسير الجهاز عبر اشاعة جو من الشك والفساد حول قادته ....ولا نستثني اللاعب الأكبر في الساحة وهم الأسلاميون بعمقهم الفلسطيني ولا ننسى رئيس الوزراء الحالي بهويته الشرق أردنيه. في النهايه الجميع يرتبطون بالغرب فتح بحراكها السياسي الكاذب في أغلبه والصادق احيانا وباسم عوض الله في مرجعيته الأقتصاديه الغربيه والتنظيميه ...والاسلاميون ألذين تبين للجميع بعد تداعيات الربيع العربي أنهم يتكأون على أمريكا في حضورهم وشراكتهم وليس هناك أبلغ من ( راشد الغنوشي) في تونس كنموذج سيقلده الأسلاميون في الأردن وفي النهايه عون الخصاونه وهو الرجل الذي قام بتكييف محاكمات البلقان بحسب الرغبه الامريكيه البروتستانتيه والرجل الذي وصف بأنه مهندس ترسيم الحدود وتأجير الباقوره في معاهدات السلام .... ولا ننسى الليكود والذي تلقى لطمه قويه لن ينساها حين فضح جهاز المخابرات عملية أغتيال خالد مشعل وقام بكسر يد اسرائيل في الساحة الأردنيه ... وأعطى درسا للأمن الأسرائيلي مفاده أننا لسنا شبيهين بالساحة اللبنانيه أو السوريه . للأردن مفتاح واحد حتى تنهيه وهو دور جهاز المخابرات في حماية النظام السياسي وحماية القرار وحماية الدوله ....وهناك أطراف تحاول مسك هذا المفتاح وكسره أو الغاءه لتنفيذ ما يرونه مناسبا ....بدءا من تحويله لوطن أحتياط ومرورا بتذويب هويته وأنتهاءا بخلق الفوضى على ساحاته . والسؤال هل تدرك القوى الوطنيه الحقيقيه في الشارع خطورة هذا التحالف وهل تدرك أن ترك جهاز المخابرات وحده في العاصفة أمر خطير ...لا نعرف ولكن القادم ربما له ايقاعه وربما الرياح لن تجر بماتشتهي فتح وعوض الله والأسلاميين وحتى المؤسسه الرسميه الأردنيه . الجزء الثالث : الدوله التائهه .. بنية الدوله.. الأجهاز على دور المخابرات كتب- بيتر سنو- يقول أحد مدراء المخابرات السابقين :- في بعض المرات كنا نضخم الحدث في تقاريرنا للملك الحسين رحمه الله أكثر مما يستحق والسبب اننا نريد أن نكون قريبين منه أكثر من أي جهة أخرى ...ويضيف هذا المدير السابق :- أن مشورتنا للملك في الغالب كانت تقوم على معلومات وتحليل وتدقيق وكنا نمنحه رأيا مؤسسيا وليس فرديا لهذا كان يثق فينا الملك ....ويضيف هذا المدير :- في الأردن أخطر ما في الحكم هو تبعد الأمن عن السياسه أو أن تفصل بين المسارين وهذا الفصل سيؤدي الى تخبط في القرار وكنا ندرك هذه المسألة جيدا ونحرص على أن لا تتفرد الحكومة أو القصر في القرار . ذلك استهلال كان لابد منه في الوصول ألى ما أريد أن أوضحه في هذا الجزء من كتاباتي ...لقد بدأت المعركه الحقيقيه في أبعاد الأمن وبالتحديد مؤسسة المخابرات عن الحكم في اللحظة التي نشرت فيها جريدة الرأي خبرا عن سميح البطيخي وعن محاكمته ...بعد أقالته من جهاز المخابرات وقبل أن ندخل في تفاصيل ودلالات تلك المحاكمه علينا أن نعرج قليلا على المخابرات كنهج ومدرسه ودور . مرت المخابرات بثلاثة مراحل أو ثلاثة مناهج في العمل وهي كالاتي:- 1- محمد رسول :- كان يزاوج بين المخابرات والعسكريه فهو عسكري وأمني في نفس الوقت ولكن يسجل له أنه أكثر مدير حقق أختراقات وزرع مصادر في التنظيمات الفلسطينيه والعواصم العربيه ...وكان يدير الدائره بعقليه عسكريه بحته , وكان أختراق الخصم وتجنيد المصادر أولويه لديه وقد زرع في عواصم عربيه الكثير من المصادر وكان يكره السياسه وحشر المخابرات في الزاوية الأمنية البحته 2- نذير رشيد :- وهو بعكس محمد رسول زاوج بين السياسة والمخابرات وكان يؤمن بضرورة حضوره على الطاوله عند استصدار أي قرار سياسي كان له منهج فريد في أدارة المخابرات يتمثل في أحكام القبضة على القرار ويسجل له أنه أول من جعل السياسي الأردني يلجأ أليه ..وقد قيل عنه أنه صاحب بصمة وأنجاز حقيقي في أحداث أيلول فقد أخترق المنظمات الفلسطينيه جميعها ووفر غطاءا مهما للسياسي والمؤسسة العسكريه اثناء العمليات ..أعترض في تلك الفترة على لجان التسويه العربيه التي كانت تدعوا للحوار والتهدئه فقد قدم استشارات مهمه للملك وأولها أن الجيش قادر على حسم الامر في اشهر معدوده ..اذا نذير رشيد أدرك أن السياسي هو من يحتاج الأمني وفي عهده برزت هذه الثنائيه 3- مضر بدران :- كان الأنضج سياسيا وكان يؤمن بدور المخابرات في تحديد اتجاهات الحكم ,اذا وضع المخابرات في مسار السياسه كأولويه والأمن كدور, وقد أستطاع في عهده أن يقنع صانع القرار بضرورة التخلي عن التحالف مع سوريا وأعتماد العراق كحليف استراتيجي وقد أنتصرت رؤيته على رؤية زيد الرفاعي وأصبحت مؤسسة رئاسة الوزراء في عهده منفذه للقرار وليست صانعه له بالمقابل صارت المخابرات ذراع الملك والبوصله التي تحدد الاتجاه ومضر أبدع في هذا الجانب وأحترم المللك حسين قدراته ..وفيما بعد سمي مهندس العلاقه الأردنيه العراقيه الجديده 4- أحمد عبيدات :- كان أشبه بالهيليوم ووصفه في الطبيعة عنصر خامل لا يشتعل ولايساعد على الأشتعال ..عاش على فتات هذه المدارس ولكنه لم يستطع أن يؤسس نهجا خاصا به كونه حاول الأنقلاب على نهج مضر بدران عبر مطاردته للبعثيين واليسار والشيوعيين ..حاول أن يقلد محمد رسول لكنه أسرف في القبضة الأمنيه ويقال أنه أبعد الكفاءات عن الدوله عبر أبتكاره ما يسمى سياسة الأقصاء عن الوظيفة العامه على خلفية الأنتماء الحزبي . تلك (3) مدارس أساسيه شكلت عمل المخابرات ومنهجها ولا نستطيع أعتبار مدرسة أحمد عبيدات بالمدرسه الحقيقيه لأنها لم تقدم شيئا أبدا أذا فلنعد ألى البطيخي بالتحديد ألى محاكمة البطيخي ..وشخصية البطيخي وقبل أن نلج في المحاكمه سنقدم تحليلا مختصرا لشخصيته ..البطيخي هومن مدرسة نذير رشيد وقد جند في المخابرات في عهد نذير وأنتبه اليه الباشا وكان أول الضباط الذين عملوا مع الشيوعيين ..وقد قرأ ( ماركس) وقرأ ( الديالكتيك) واستطاع أن يفهم الية بناء الخلايا في الأحزاب اليساريه وأخترقها ..وتطور في عمله ألى أن وصل الى المرحلة التي تم فيها الأختلاف حول أيهما أولى بتسلم زمام الأمور هو أم سميح بينو...ولكن قدرات البطيخي كانت أكبر فهو أقرب ألى فهم السياسه وهو أنضج في التعاطي مع الواقع وهو أقرب الى المعارضه فهو يفهم الحركه الاسلاميه جيدا ويعرف الية لجمها والية أستعمالها في اللحظة التي تم تقديمه الى المحاكمه تم فهم الأمر على أنه جزء من شفافية الحكم وان هناك نهجا جديدا يقوم على المكاشفة ولكن الأمر لم يكن كذلك أبدا فقد كانت البدايه لتشويه صورة المؤسسة الامنيه كتمهيد مبرمج ومعد لأقصائها عن مسارات القرار السياسي ...خصوصا أنها أخذت زخما شعبيا هائلا فقد استطاعت أن تنقل الحكم بطريقة سلسه دستوريه وشفافه دون أخطاء أو معيقات ..وربما هذا الدور فتح شهية البعض عليها . تأتي خطوره ما نسميه هنا بالتيار الجديد والذي تطلق عليه الصحافه أسم ( الديجتال) أو ( الليبراليون) أو ( التكنوقراط) ...وكان قائدهم الحقيقي في ذلك الوقت هو ( مروان المعشر) والذي تسلم منه باسم عوض الله الراية فيما بعد ..وربما كان مروان يتحرك بمساحات أقل مما تحرك بها باسم والسبب أن مروان عمل مع حالات من الوعي والنضوج مثل (الكباريتي) وغيره ممن كانوا في الحكم ...بالمقابل فعوض الله كانت الساحه خاليه تماما له . نجح ذلك التيار وعبر محاكمة البطيخي بالفصل بين السياسة والامن أو المزاوجه بينهما ...وكانت المرة الأولى في تاريخ الدولة الاردنيه والتي يقدم فيها عسكري الى المحاكمة ..وتتم عميلة ( بهدله) مبرمجه له . الى أن جاء المشير ( سعد خير) ..وربما سعد من مدرسة نستطيع أن نسميها مدرسة الأمن البرجوازي ..أو ما يسمى في علوم الأمن الحديثه الامن الناعم وهي نفس مدرسة نذير رشيد الا أنها تختلف من حيث الظروف فنذير كان في فترة حرب وصدام بالمقابل سعد خير كان في فترة يشوبها الاستقرار .... أدرك سعد خير أن هناك محاولات لأقصاء المؤسسة الامنيه ويسجل له أنه أول من أكتشف باسم عوض الله واكتشف خطورته ...وثمة فارق كبير في علم الأمن بين جميع أجهزة الأستخبارات العالميه وبين جهاز واحد هو ( الأم أي سكس) ..ودعونا هنا نفسر الأمر أكثر أجهزة المخابرات العالميه كانت تركز في عملها على المعلومه والأختراق بالمقابل للأنجليز مدرسه أستخباريه عريقه وقديمه تقوم في بعض جوانبها على زرع مشروع في ذهن العميل وأرساله ألى الخصم لتنفيذ ذلك المشروع دون أقامة قنوات أتصال معه كي تضمن عدم أكتشافه . والمشير سعد خير يسجل له أنه مارس هذا الاسلوب في أختراقه للتنظيمات الاسلاميه وخصوصا القاعده فهو لم يؤمن بالتواصل مع العميل حتى لا ينكشف ...لهذا أنبهرت أمريكا والدوائر الغربيه في شخصية هذا المشير كونه أنجز منهجا أستخباريا جديدا اثبت نجاعته في التعاطي مع الحركات والمنظمات المتطرفه . حاول سعد أن يعيد التوازن والمزاوجه بين الأمن والسياسه ونجح في بعض المحطات ..ألا ان وجود هذا التيار ونقصد التيار الليبرالي كان طاغيا في المشهد وأستطاع أن يؤسس حضورا لدى صانع القرار أكثر من حضور المؤسسة الامنيه ...وتم أقصاء سعد خير عن الدائره بنفس الاسلوب الذي أقصي به البطيخي فقد عمل ما سمي بتيار التكنوقراط على تسريب معلومات تصب في تشويه الشخصيه والمؤسسه ... يقال أن المشير تدخل في حماية مواكب الملك وأقنعه أيضا بأن تكون الطائرة العموديه وسيلة تنقله أكثر من السياره ....وهذا الأمر صحيح فالمشير كان يريد أعادة الأمن للقرار السياسي كونه كان يؤمن أن أبعاد الأمن وفسخ المزاوجه بين هذه الثنائيه سيقود البلد لمرحلة خطيره قد تؤثر على العرش نفسه ...لهذا حاول الدخول ألى القرار من زاوية أمنية بحته ولكن المشير وامام ضربات باسم عوض الله المتتاليه فقد توازنه تماما وبدأت عملية التشويه عبر ما سمي بتدخلات الأمن في مشاريع الأستثمار والخصخصه ..فقد أستطاع باسم عوض الله بدهائه وخبرته في مانسميه بعلم السياسة ( تشويه الصوره) ..أن يقنع الحكم بأن الأمن لايفهم في الاقتصاد وأن تدخلاته هي أعاقه لمشاريع الملك ..وزج عوض الله طعما خطيرا حين أقر وعبر برنامج التحول الاقتصادي والأجتماعي أقحام المخيمات في عجلة التنميه ..وكان ذلك حق يراد به باطل فلم يكن هذا الشخص معنيا بالمخيمات بقدر ما كان يعمل على أستفزاز المشير ...وربما أخطر ما فعله باسم هو محاولته هدم حي ( الشلاله) في العقبه ووضعه ضمن برنامج التحول الأقتصادي والاجتماعي ..علما بأن المناطق الحدوديه هي ذات خصوصيه أمنيه ويجب على الأقتصادي أن يرجع الى الأمني كي يأخذ منه الأستشاره في برامج التخطيط . شعر المشير أن باسم اصبح يضرب على وتر حساس في صلب عمل دائرة المخابرات عبر أقحام الأقتصاد في مسائل أمنية شائكه ..وكان يذهب الى المشير ويطلب أستشارات أمنيه حول مشاريعه الاقتصاديه ويذهب في نفس الوقت الى الملك كي يخبره أن المخابرات تعيق بعض المشاريع في الدوله ...وأخطر ما استفز المشير سعد خير هو قيام عوض الله بأبعاد المخابرات العامه عن المحافظين حين قام بتأسيس لجنة تنمويه لأدارة المحافظه وقرر أن يرتبط المحافظ بوزارة التخطيط عبر هذه اللجنه ..وعبر أيجاد مندوب تنموي يتبع لوزارة التخطيط مباشرة وحين أعترض المشير ...تباكى عوض الله أمام الملك . كان باسم ينفذ مشروع تدمير بيروقراط الدولة ...والهدف كان كف يد المخابرات عن حماية أنجازات الدوله . الجزء الرابع : الدولة التائهة : ( جولة في عبدون بصحبة صائب عريقات ) كتب بيتر سنو أشرت في الحلقة الماضيه الى الصراع بين باسم عوض الله وسعد خير وقلنا أن باسم كان ينفذ أجنده فتحاويه هدفها جعل الأردن وطن أحتياط ...وسنتحدث في هذه الحلقه عن باسم بالتحديد وكيفية أستفزازه للمؤسسة الأمنيه ... وكيفية أقصاءه سعد خير من المشهد . وقبل أن نلج باب البوح دعوني ...أدخل من تقرير أمني حط على مكتب رئيس الوزراء قبل سنوات حول حادثة أظهرت بما لايدع مجالا للشك أن (عوض الله) ....يمارس دورا مشبوها وخطيرا وهي ..في تمام الساعه العاشره والنصف من صيف عام 2008 كان باسم عوض الله خارجا من أحد مطاعم عبدون يرافقه صائب عريقات ..وقد طلب من صائب عدم حمل أي جهاز أتصال ..وهو شخصيا لم يكن يحمل أجهزة أتصال وكان يقدم نصائح لأصدقائه تقضي بفتح ( راديو) السياره ...فهو يدرك أن أشعال الراديو كفيل بتشتيت أي محاولة لأختراق الأتصال أو التنصت على الحديث . كان الحوار مع صائب عريقات متعلق بالعلاقة بين السلطة والديوان وكان باسم يرتب في ذلك الوقت مشروعا يقضي بتوأمه أقتصاديه مع الضفه الغربيه ....تمهيدا لكونفدراليه أردنيه – فلسطينيه وللعلم جزء من الحديث والحوار مع صائب تم أختراقه عبر أدوات أمنيه في المطعم تم تناول ( الواين) نوع شيراز ...وبعد أن أنتهت الوليمه توجه باسم وصائب الى منزل باسم عوض الله وأثناء المشي في السياره تصادف مرور مسئول أمني وسياسي سابق في الحكومه الأردنيه كان يمارس رياضة المشي ..وكان من باسم أن أوقف سيارته بطريقة أستفزازيه وخاطب ذلك المسؤل بالقول :-( بتحكوا عنا الفلسطينيه بدنا انبيع البلد )...ثم أخذ بأطلاق قهقهات ..وكان من هذا المسئول السابق أن وجه له كلمات قاسيه جعلته يغادر المكان بسرعه . التقطت الأجهزه الأمنيه هذا السلوك وكانت تدرك أن باسم يؤسس لحالة فصل بين السياسي والأمني وأنه ينفذ مشروع تدمير بيروقراط الدولة والقضاء على هويتها ..وتم وضع التقرير أمام جهات عليا ولكنها لم تحرك ساكنا . تلك القصه تكشف عن نوازع شريره كانت تسكن سلوك هذا الشخص ...ودعونا هنا بعد هذا الأستهلال نقوم بفرد مشروع باسم في تكسير الأذرع الأمنيه للنظام وصولا ألى حالة تدمير شامل ومبرمج للدوله . ألتقط باسم عوض الله قصة في الدولة الأردنيه وهي قصة المساعدات والمنح والهبات ألتي تأتي وتقدر بحوال (600) مليون دولار سنويا ...ولأن هذه المبالغ كانت تلحق بالموازنه وتخضع لرقابه ديوان المحاسبه ومكافحة الفساد والأمن أسس باسم برنامجا اسماه التحول الأقتصادي والأجتماعي عبر وزارة التخطيط وهو برنامج كان موجودا في الأصل لكن الرجل طوره بشكل غريب عجيب ...فهو يؤمن أن تدمير بيروقراط الدوله وهيبتها يأتي من باب تبعية الوزارات السياديه له بمعنى أخر أراد باسم أن ينقض على الوزارات السياديه في الدوله ورفع يد الجهاز الأمني عن رقابتها وحمايتها فسيكون عبر هذا البرنامج وسنشرح لكم بالتفصيل . استطاع باسم أن يجعل الهبات والمساعدات تدخل في حساب خاص في وزارة الماليه وأقنع الملك بأن جزء من التراخي والتباطؤ في تنفيذ المشاريع سببه البيروقراطيه العاليه للحكومات وتلكؤها الشديد لهذا لابد من ربط عمليات الصرف بيد وزارة التخطيط دون أن تمر هذه الاليات عبر قنوات تعمل على أبطائها مثل ديوان المحاسبه أو قرارت مجلس الوزراء أو مكافحة الفساد ....وفعلا نجح في ذلك ولان هذا الرجل يعي أهمية الموازنه في الدوله وبالتحديد للوزارات السياديه مثل التربيه والداخليه والصحه....فقد جعل وزراء هذه الوزارات يمارسون التسول في مكتبه لأجل الحصول على مبالغ معينه من أجل تنفيذ المشاريع التي لا تغطيها الميزانيه بعد أن تبين لهم أن سلطة باسم عوض الله في الصرف هي أعلى من سلطة الرئيس نفسه ....الأخطر أن مشاريع الدولة صارت تنفذ بحسب رغبة باسم أي انه صار يحدد شكل الأقتصاد في الدولة ومساره . أما أخطر شيء فعله وهو الشيء الذي أستفز المشير سعد خير – رحمه الله- هو قيامه بالتدخل بعمل المحافظين ...وبما أن المحافظ له صلاحيات أمنيه فقد أصر باسم عوض الله على تفتيت البنيه الأجتماعيه للعشيرة الأردنيه عبر ألغاء دور المحافظ وتشكيل لجنة تنمويه تدير المحافظه هدفها أنشاء ما يسمى بالمشاريع الصغيره عبر برنامج التحول الاجتماعي والأقتصادي ...وختى يحدث هذا الأمر لابد من تفتيت وتكسير الأنماط العشائريه عبر أقحام المرأة في العمل وجعلها تقود أنقلابا على الرجل ..لهذا ركز في التمويل على النساء وكان يؤمن أن التغيير الاقتصادي يسبقه تغيير أجتماعي وقد اشار في معظم حواراته مع المانحين الى أن العشيرة تشكل عائقا في التنميه ولا بد من تكسيرها عبر تقديم المرأة في المحافظات . اعتقد سعد خير أن هذا الامر يشكل نزعا لورقة الاستقرار في الدوله والتي ترعاها المخابرات ..وذهب سمير الحباشنه حين كان وزيرا للداخليه ألى سعد خير وقام بتحذيره من خطورة الأمر وحاول المشير أن يمنع يد باسم عوض الله من التغول على الأختصاصات الأمنيه ....ولكن باسم كان في كل مرة يذهب ألى القصر ويقنع الملك بنفس الطريقة القديمه أن المخابرات تقف عائقا في وجه مشاريع التنميه . وفعلا أمر القصر سعد خير بأن يمرر المشروع ونجح باسم وقام بأنشاء مشاريع صغيره في الكثير من محافظات المملكه وكان يركز على النساء فهو في داخله يؤمن أن الأنقلاب الأجتماعي يتم عبر الأقتصاد وأن الأقتصاد بحد ذاته سيكون وسيله لتفتيت وتفسيخ الدوله ....وظل يصر أمام الملك على أن المخابرات تعيق مشاريعه وفي أحد المرات طرح أمرا غريبا على الملك وهو أنه لم يجد محافظا واحدا يجيد اللغة الأنجليزيه وأن المحافظين يمارسون أدوارا أمنيه وأنهم يعيقون التنمية في المحافظات ...وكان لباسم أذرع في القصر فقد أستطاع أن يقنع المستشار الأعلامي أمجد العضايله بتوفير غطاء أعلامي لنشاطات الوزاره في المحافظات والاخطر أنه غير نهج الحكم ..بحيث صارت أطلالة الحكم على الناس مرتبطه بقضيتين فقط وهما محاربة الفقر والبطاله ... وحتى لوكان الأمر بحسب ذهنية باسم تقضي بتفسيخ الأنماط الأجتماعيه . كان سعد خير يدرك أن الخيوط تفلت من يده خيطا تلو الاخر وحاول أن يمنع الأمر من الأستمرار ولكن قوة وسلطة باسم كانت أكبر ...وأخطر ما في الامر أن باسم استغل القصر كغطاء على تنفيذ مشروعه ...واقحم الجيش وكان يدرك في قرارة نفسه أن ثمة ضياع سيؤسس للهوية الاقتصادية للدولة . كل ذلك كان مجرد تمهيد لتدمير شيئان متلاصقان في مسار الدولة الأردنيه وهما الأمن والعشيره ...وحتى تذوب الأول عليك أن تقنع القصر بأن الأمن يقف عائقا في وجه برامج التنميه وحتى تدمر الثاني وهو العشيره عليك أن تغير النمط الأجتماعي فيها وتقوم بتذويبه لأيهام القصر بأن العشائر الاردنيه تشكل عبئا على النهوض الاقتصادي وحين تنتهي من الاجهاز على دور المخابرات وعلى بنية العشيره فيحق لك في حالة ثمالة متناهيه أن تفتح شباك السيارة وتمارس السخرية على مسئول سابق في الحكومة ومحسوب على التيار الشرق أردني ...لانك أسست القاعدة الأولى في خلق الوطن الاحتياط وهي القضاء على المخابرات . لقد وصلت حالة الضياع في الدولة ألى مرحلة يقوم فيها باسم باللعب بخيوط القرار مثلما يشاء فقد أحضر بدران رئيسا للوزراء وكانت المخابرات وقتها في حالة أقصاء تام عن المشهد ...والسبب لم يكن رغبة بأحضار أكاديمي بقدر ما كان الامر بالون أختبار لدائرة المخابرات في قدرتها على حماية مسار الحكم أم لا . عزل سعد خير عن المشهد تماما ..ووظف باسم عوض الله أدواته الأعلاميه في الاساءة لصورة المشير وترك جهاز المخابرات عرضة للنهش ومعزول عن القصر تماما فقد أسس لحالة طلاق بائن بينونة كبرى بين المخابرات والقصر . ووصل لمرحلة يزكي ولا نقول يعين مديرا جديدا للجهاز ... في الحلقة القادمه سنتحدث عن شهر العسل بين الذهبي وباسم وأسباب الطلاق بين الاثنين ..وأنقضاض الدائره عليه ثأرا للمشير سعد خير وللخراب الذي أورثه . سنكمل بما هو أخطر ..وسنفتح في الحلقة القادمه قرارات خطيره اتخذها البهلوان حين كان رئيسا للديوان ؟...هي ليست خطيره بل مدمره الدوله التائهه ( الجزء الخامس) .... ابن البهلوان وابن الحلاق يقتلني نزف القلب ...فانا لا أقوى أن أفصح عن إسمي الحقيقي وأختبأ خلف إسم مستعار.. لساق في حانة تدعى : ((red and black)) ....في ضواحي مدينة ليدز الأنجليزيه، كنت ازوره في سويعات المساء وأكرع وطني نزفا من أطراف الكاسات ...والذي يظنيني أني أختصرت بكل ما قرأت وما عرفت في دور تافه وزاوية تافهه في صحيفة عابره لقاء دريهمات لا تسد بطنا خاويا .... لقد قررت مؤخرا أن أسرف في تلك الحلقات وأكشف كل التفاصيل بعد أن توقفت ...او قررت التوقف عن المغامرة تلك حين شكوت لمستشار جلالة الملك الأعلامي عن طائفية تؤسس في صحيفة يوميه فكان مقياس الكتابة لديه أني لا أكتب عن الملك وعلي أن لا أعترض وأني أكثر من الخصومات وأني ارتكبت جرما تلو الجرم حين هاجمت حكومة ( عون الخصاونه) وأخبرني أن كبار المسئولين ما عادوا يحترمونني ..وأن دراسة سرية وصلت للمقام السامي تؤكد بأني لم أعد الكاتب الأول في الأردن واصبحت الثاني ... يا صديقي طز في المسئولين من أولهم الى اخرهم وطز في الوطن الذي يفصل على مقاس باسم عوض الله وطز في دراساتكم فهي حبر تافه على ورق سخيف . كانت تلك مقدمة لا بد منها وحين ترمي غضبك في بداية السطور تسترسل في الكلام أدري أنني في الحلقة الماضيه أعلمتكم برغبتي في الحديث عن باسم عوض الله وكيف جاء بالذهبي ولكني قبل أن الج باب البوح قررت أن انثر بعضا من تفاصيل الشخصية الأمنية المتمثله بالذهبي والشخصية الفتحاويه أو احد أفراد شبية فتح كما كان يحب أن يسمى في صغره وهو باسم عوض الله لنبدأ من محمد الذهبي فالتفاصيل الدقيقه لتلك الشخصيه ستجعلك تفهم سيكولوجيا الرجل ...واخطر ما في التحليل هو الدخول من الجوانب السيكولوجيه . في طفولته كان منطويا بعكس شقيقه الأكبر 'نادر' ...وكانت اللدغه التي برزت والتأخر في النطق سببا في حنو والدته عليه أكثر من كل اشقائه كان دائم الصمت ويعشق اللغات ..ويملك خطا جميلا وكان مهوسا بالاغاني الأجنبيه .... عشق محمد الذهبي الكتابة منذ طفولته وكان مغرما بنزار قباني وشعر الحب وكان حلمه أن يصبح صحفيا ... وقد ذهب لجورج حواتمه في بداية شبابه حين كان الأخير مديرا لتحرير جريدة ( الجوردن تايمز) كي يعينه فيها ..فقد كان يعشق حمل الكاميرا وكتابة التقارير الميدانيه ولكن جورج لم يعطه موعدا ثانيا وطلب منه منذ الموعد الأول أن يبحث عن وظيفة أخرى ..بحكم طلاقته في اللغة الأنجليزيه . تلك الحادثة تركت أثرا في نفسه...وربما هذه الحادثه تفسر سبب قيام الذهبي فيما بعد بتوظيف الصحافه بنفس شرق أردني كيف تنقض على باسم فقد كان يتلذذ بأن يجعل صحفيا ينتظر في باب مكتبه .. وكان يتبادل الرسائل عبر الموبايل معهم ...وقد قيل أن صحفيه كانت تعمل في الجوردن تايمز تلقت منه ما يقارب ال (60) رساله وكلهت تصب في أطار الحديث عن باسم ومقالاتها . أدرك محمد الذهبي أن مسك الصحافة بيده سيجعله فيما بعد يؤسس حربا ضروسا على خصمه القادم لهذا وبما أن الديوان الملكي يمنح بعض شيوخ العشائر وبعض الشخصيات مبالغا ماليه ...على شكل هبات ومعونات فقد انقض الذهبي منذ بداية تسلمه الدائره على هذا الخط وأصر أن يكون الصرف بيده بحكم أن الأمني يعرف أكثر حاجات الناس ويعرف طرق أستمالة الغير وبحكم أن بعض أمور الصرف تخضع لمزاجية رئيس التشريفات أو رئيس الديوان ..بالمقابل فالدائره تصرف بناءا على مقاييس الولاء ومقاييس الحاجه لهذا الشخص أو ذاك...وبالتالي اصبحت يده مبسوطه كل البسط للاعلام ...فقد مول شققا وأعطى أرضا ومنح سيارة مرسيدس نوع (200) e لأحد الصحفيين ..وسحب سيارة أخرى من صحفي حاول أن يعبث معه . لكن بقيت عند الذهبي مشكله شخصيه عوضها فيما بعد عبر ذكائه المتقد وهو أنه كان يتمنى أن يمتلك أرث سعد خير أو منصور المجالي وهؤلا لهم تاريخ في ما يسمى ( شعبة العمليات) فهم الذين أخترقوا أعقد مناطق عمان أمنيا في منتصف الثمانينات وأحضروا الخليه التي قتلت ( القواسمي) في عمان .. والقواسمي كان أحد الشخصيات الفلسطينيه التي تدين بالولاء للعرش الهاشمي ...وتم أغتياله في جبل الحسين عبر خلية قام بتجنيدها والتخطيط لها ( ابو نضال) .. كان يتمنى أن يملك أرث المسدس والميدان ولكن شخصيته لم تساعده في ذلك وقد برز نجم سعد خير حين كان ملازما ونجم منصور المجالي حين أستطاعا بمسدسات من نوع ( سميث اند وسن) أقتحام مكان الخلية والقبض على منفذي تلك الجريمة البشعه في سويعات معدوده ...وقد خاضا اشتباكات داميه ولكن رجولتهما دعت الملك حسين رحمه الله أن ينتبه لهما مبكرا . أزمة محمد الذهبي أنه لم يمر بشعبة العمليات ولم يمر بشبعة البحث والتحليل ولم يمر عبرشعبة الأحزاب وبالتالي لم يكن الجانب ( العملياتي) لديه ناضجا ولهذا أراد أن يغطي على شخصيته الأمنيه بالجانب السياسي فقط فكما هو معروف لدى الأجهزه الأمنيه والعسكريه هي وجود ملف خاص بكل ضابط ... فرئيس هيئة الأركان في الجيش الأردني وكل جيوش العالم المحترفه عليه أن يحتوي في ملفه على خدمة ميدان لا تقل عن ( عشر ) سنوات ومن ضمنها الدروع ...وفي أجهزة المخابرات يوجد تقييم بهذا الشكل فالعمليات والبحث والتحليل هي شعب تؤهل الضباط الكبار لأن يكونوا قادة في المستقبل وتكسبهم النضج ...محمد الذهبي عانى من هذه القصه ..ولكنه عوضها بأن أنتهج جانبا سياسيا للدائرة على حساب الأمني وأختار ضابطا متواضع القدرات أسمه ( ف م) كي يكون رئيسا لشعبة الشئون الأردنيه ووكله جانب الدفع والاستقطاب ..تمهيدا للأنقضاض على عوض الله ... أزمته أه فهم الملك بشكل خاطيء حين قال له الملك لحظة تعيين نادر الذهبي رئيسا للوزراء :- ( نادر اخوي مش اخوك) .. وكان الملك يقصد بهذه الجمله أن يرفع يد محمد الذهبي تماما عن الحكومه ..ولكن جزء من دهاء محمد الذهبي كان يقوم على مبدأ مسك الكل وليس البعض لهذا تغول على حكومة نادر ..والأخطر أنه أيضا تغول على الجيش حين وظف بعض الضباط ..كي يمارسوا الضغط ونقل التقارير له وأثارة البلبه ضد قائد الجيش انذاك ( الفريق الصرايره) وحين أكتشفت أجهزة المؤسسة العسكرية الأمر وتم أحالة هذا الضابط إلى التقاعد قام بمكافأته عبرتعينه مديرا لأحد المجالس ...وحتى لانفصح اكثر لنقل موقعا حكوميا مرموقا وتم ذلك في عهد حكومة نادرالذهبي ... كان داهية عصره واستطاع بعد أن أقصى عوض الله من الديوان أن يقصي أمجد العضايله حين أقنع القصر بأن تسريبات مهمه تصدر من أجتماعات خاصه وتصل لعوض الله عبر الذراع الأعلامي للقصر وتم له الأمر وأقصى تلك الذراع الأعلاميه وكانت القصه هي حالة تهور من باسم عوض الله حين أفصح عن توجه ملكي قبل حدوثه ...فأدرك القصر لحظتها أن ثمة تسريبات تصل باسم . تأثر بمدرسة مضر بدران في العمل المخابراتي وكان يعشقه ولكن مضر رجل لايقيم العلاقات ..وبما أن للعمل الأمني (معلم) فقد أرتضى بنذير رشيد ( معلما) له ولم تكن علاقته بنذير كاذبه بل كان يحبه ويستشيره وكان يرى في نذير رشيد الجانب الذي ينقصه وهو جانب العمليات ..وكما هو معروف فنذير رشيد بالأضافة لكونه مؤسس العمل المخابراتي الذي يقوم على المزاوجه بين السياسي والأمني فقد كان ضابط تحقيق محترف ويسجل له أنه هو الذي استطاع أن يخترق خلية أبو (داوود) والتي جاءت الى المملكه بعد العام( 1970) لأحتلال رئاسة الوزراء وقتل موظفيها وهو من قاد التحقيق وكشف عن تفاصيل العملية كاملة ... اضنى النعس عيوني ...وأظن الى هنا ويكفي في الجزء القادم سنكمل بقية الجوانب ...وسشرح تفاصيل أكثر عن شخصية الذهبي ومن ثم سنلج في شخصية داهية العصر البهلوان بمعلومات وتفاصيل قد تكون على جانب من الخطوره .....تصبحون على خير الدوله التائهه ...(الحلقه السادسه ) القرار السخيف كتب- بيتر سنو اصعب شيء في الدول الديمقراطيه هو انتاج القرار بمعنى .انك حين تريد أن تتخذ قرارا أقتصاديا أو سياسيا ما فعليه...أن يمر بعدة قنوات , عليه أن يأخذ وقتا ومراجعه... عليه أن يأخذ دراسه وتفكير جاد تماما مثل تخمر الخبز . هنا القصه مختلفه تماما فأكثر شيء تافه هو أن تتخذ قرارا مصيريا لدوله مثل الأردن ..وتلك أهم أزمة يمر بها العرش ...أو تمر بها الدوله ..ميزة باسم عوض الله هي أنه قدم صناعة قرار جاهزه للحكم لهذا أصبح قريبا من العرش ....وربما اذا أردت أن تتأكد من صدق ما ذهبنا اليه فعليك العوده للقصة التي تم أختيار عدنان بدران فيها رئيسا للوزراء . في أحدى الجلسات التي ضمت باسم عوض الله مع( كونداليزا رايس) ولم يكن اللقاء بين الاثنين وانما كان ضمن نشاط سياسي تقيمه الخارجيه الأمريكيه تحدثت السيده رايس عن اغفال دور الاكاديميين في الشرق الاوسط وكان المقصود هو العراق ...فهذه الدوله هي من اكبر دول العالم التي تحتوي على اكاديميين وعقول مهاجره ..وتحدثت( رايس) عن أهمية اعادتهم واشراكهم في العمليه السياسيه ...وكان الصراع على السلطه في العراق متقدا والشخصيه التوافيقيه كانت بعيده . ألتقط باسم عوض الله ذلك الكلام وعاد للقصر هنا كي يخبرهم أن الخارجيه الامريكيه تريد أكاديمين في المواقع العليا ..وأن مفهوم الشرق الأوسط الجديد لدى الأداره الأمريكيه له شكل جديد في ادارة الدول ...وأستطاع أن يقنع العرش بضرورة أن نسبق التفكير الأمريكي للمنطقه وأن نكون نحن المبادرون ....وحين سأل عن شخصية مناسبه قام بتزكية عدنان بدران . باسم لديه طبع غريب وهوسرقة الافكار وتوظيفها في الأطار المحلي فهو مثلا قام بسرقة البرنامج الذي أنشأه في وزارة التخطيط لدعم المشاريع الصغيره من دول جنوب شرق اسيا كون البنوك هناك أعتمدته لدعم الفقراء واستيفاء الأرباح ..وحتى برنامج التحول الاقتصادي كان مجرد دراسات على الورق أعدت في (هارفارد) لمساعدة اقتصاديات العالم الثالث ولاحظوا كيف أن برنامج مدرستي الذي ترعاه الملكه رانيا هو عباره عن نسخه مقننه من برنامج التحول الاقتصادي فهو لا يتدخل في وزارة التربيه ولكنه مكمل لعملها وبرنامج التحول لم يكن ضمن الميزانيه ولكنه مكمل لعملها..حتى المبادرات التي قامت في الدوله مثل مدرستي ...ومبادرات مؤسسة نهر الاردن وغيرها هي مجرد دراسات غربيه اعدت للعالم الثالث ولم تأخذ حيز التنفيذ وكلها منسوخه عن برنامج التحول الأقتصادي ..ولم يعتمدها صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي لانه تبين له أنها برامج تؤسس للفساد أكثر من الأصلاح...ولكن باسم خلفها كلها . اذا باسم (شاطر) في سرقة الافكار حتى برنامج (شباب كلنا الأردن) قام بسرقته من مشاريع أنجليزيه ...وهو نسخه مطوره من (سابلة الحسن) وسابلة الحسن ..كانت مبادره أنجليزيه تم تكييفها في الوقت الذي أطلقت فيه كي تتوائم مع طبيعة الدوله الاردنيه ....ربما لم يكن باسم وقتها في الاردن حين أطلقت (سابلة الحسن) ولو كان لأدرك أن برنامجه السخيف كلنا الاردن ...هو سرقه من سابلة الحسن ومن نسخ انجليزيه. هل نفتح قصة الأجنده الوطنيه....هي أيضا مسروقه من بريطانيا فهناك برنامج مشابه لهذا البرنامج أعتمد في أنجلترا لحظة أن تبين للعالم أن الصراع في بريطانيا وأزمة الجيش الجمهوري الايرلندي هي أزمه كاثوليكيه – بروتستنتاتيه ...وكانت الحوارات تصب على أبقاء بريطانيا العظمى كقوه وكدوله تحكم تحت مظلة التاج ....كان التفكير الانجليزي يحتمل في لحظة قلق احتواء كل الأمزجه الحائره وكل التيارات في أطار بريطاني خالص ..وبرزت وقتها قصة الأجنده التي تحولت فيما بعد الى مفاوضات واتفاقات ...سرقها باسم عوض الله من خلال دراسته لتأثيرات عمليات الجيش الجمهوري الأيرلندي على الاقتصاد البريطاني وقدمها لنا كمشاريع تفيد في ممارسة الثرثره . أستغل باسم تلك النقاط كلها وعرف في لحظة ماذا يريد الملك لهذا أبدع في السطو على المشاريع والدراسات الغربيه وقدمها للعرش هنا على انها أنجازات أقتصاديه عظيمه ..وأنها تصلح لأن تكون مبادرات ملكيه . ولأن الدوله الأردنيه تمتلك غباءا هائلا في الاداره لم تنتبه الى أن هذه المبادرات فهي أغلبها كانت ومازالت أعتداءا سافرا على الدستور وتدميرا مبرمجا لاقتصاد الدوله والاهم أنها تلغي الدستور حين تلغي صلاحيات السلطه التنفيذيه المتمثله في الحكومه ..اصبح الأمر اشبه بليبيا في عهد القذافي فهناك لايوجد حكومه ولا دستور عباره عن كيانات فوضويه تسمى المؤتمرات الشعبيه وهي التي تقرر ..وما فعله باسم كان شبيها بهذا الامر ولكنه الصق بها اسم المبادرات الملكيه . أكثر شيء يثير البكاء والضحك هو مشروعه المتضمن أنشاء مساكن للفقراء في الجنوب .....بالتحديد للبدو ضمن مبادرة ملكيه أطلق عليها سكن كريم ..وفعلا قامت هذه المبادره بأنفاق ملايين الدنانير من أجل بناء مساكن لهؤلاء الناس وتبين فيما بعد أن أغلبية هذه المساكن تستعمل في الشتاء كزرائب للحيوانات .....وليست للسكن . باسم كما اسلفنا فهم ماذا يريد الملك ...وكما هو معروف فالملك يريد أن يتحرر من الأرث العروبي والقومي ويحكم بنهج جديد عالمي ومتطور وكان الأولى أن يرجع في هذا الأمر ألى الحكومة نفسها ذراعه وصاحبة الولايه الدستوريه ...ولكن باسم قفز في المنتصف وكان كل شيء جاهز لديه ..ومعد مسبقا وأجاد المؤامره ...واصبح نموذجا اقتصاديا يحتذى ومخلصا ...للدرجة التي قام أحد البنوك فيها بكشف حسابه ب(5) مليون دينار أردني ....كونه ثقه وقوه ..ولم تكن هذه العمليه لله فقد حول باسم حسابات ومصاريف ومدخلات كل برامجه لبنك واحد هل تحدثنا عن البنوك؟....لا نريد أن نفتح هذا الملف كوننا سنتعمق به الى الحد الذي سيشعر الأردني من خلال قراءة بسيطه حول سطوة باسم عوض الله على البنوك في الاردن ...ان وطننا محض هراء . المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
01-06-2012, 14:24 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
الدوله التائهه ( الجزء السابع ) النظام السياسي الأردني والعلاقه مع أسرائيل كنت أظن أن تعيين عماد فاخوري جاء على قاعدة معرفة هذا الشخص بالعلاقات المتشابكه داخل اسرائيل وقدرته الخارقه على فهم المزاج السياسي في اسرائيل ...كنت أظن أن النظام السياسي في الأردن أنتبه لهذه القصه ولكن على مايبدو فأن فاخوري عين على قاعده (شركاتيه) بمعنى أدارة عمل ورتيب مواعيد ووضع برنامج زياره..بمعنى ادق أن فاخوري يرتب أولويات الزيارات الخارجيه والعناوين المنوي بحثها . دعونا نتحدث قليلا عن فاخوري ...ذكي جدا وضع على مرتبة الشرف في الجامعه التي درس بها في بريطانيا ..ووالده هو المؤسس الحقيقي للملكيه الأردنيه وكان مدير الخطوط الهولنديه في عمان ...وكان قريبا جدا من مجتمع السياسه ورأس المال ...تلقى فاخوري تعليمه الجامعي على نفقة الملك حسين وحين أنهى البكالوريس أردا الملك الراحل أن يقوم بتعينه في الديوان الملكي لكنه طلب من الملك أن يكمل دراسته في بريطانيا فأوفده ألى هناك ... بعد ذلك عين مديرا للبرامج في الأمم المتحده وعمل براتب قدره مليون دولار سنويا ...ولكنه طلب في العام 1995 للعوده الى القصر وكلف بمهمة خطيرة جدا ...لم يكن يثق الملك حسين بما يقوله حماده فراعنه وعرب ال(48) عن الوضع في أسرائيل ...وكان يعتقد أن تحليلاتهم كلها سطحيه وأن ثمة طعم تضعه أسرائيل عبرهم كي تتمكن من تضليله ولأن الملك حسين ...كان يتعامل مع أسرائيل بطريقة حذره جدا كان يحب أن يفهم طبيعة وطريقة تفكير الساسه الأسرائيلين ....لهذا كلف عماد فاخوري هذا الشاب الصغير وابن الأسره الثريه بكتابة تقارير سريه للقصر وتصل مباشره لمكتب الأمير حسن ....وكان التكليف يقضي ايضا باقامة علاقات جاده مع قادة الأحزاب ... كان الملك حسين يؤمن أن التعاطي مع أسرائيل يجب أن يكون من فهم عميق لتناقضات هذا المجتمع وأدرك في لحظة ما أن عرب ال( 48) الذين يقومون بزيارة القصر يقدمون في لحظات ما نظريات خاطئه وينقلون رسائل وهميه وكاذبه ....لهذا لم يكن يثق بهم أبدا وظن أن هذا الشاب سيقوم بالدور المنوط به .. خصوصا وأن البطيخي في ذلك الزمن تذمرمن هؤلاء الناس وبالتحديد أعضاء الكنيست العرب والذين يقومون أحيانا بمهمات تخدم أسرائيل أكثر مما تخدم المعاهده..... ووضع الملك بصورة الأمر . كانت المشكله في بداية التعيين تقضي بأن يكون فاخوري أحد افراد السلك الدبلوماسي ولكنه رفض ذلك وتم أستحداث مسمى مستشار له وبراتب ومخصصات مفصوله عن مخصصات السفاره ومن الديوان مباشرة تدفع ..وتم توجيه الأوامر للسفير بأن يوفر له كل ما يحتاج وخصوصا فيما يتعلق بالحركه والولائم والمصاريف . ابدع فاخوري وصار يسند القصر بتحليلات دقيقه جدا عن الواقع الأسرائيلي واستطاع أن يقيم شبكه من العلاقات مع رجال الأعمال والساسة هناك .....وأستطاع أيضا أن ينقل رسائل سريه ...ولكن فاخوري في عمله داخل السفاره هناك أدرك في لحظة ما حجم أختراق فتح للأوساط السياسيه الأردنيه وادرك في لحظة ما حجم التضليل الذي يمارسه قادة فتح في تعاطيهم مع الأردن ...ربما هذا يمثل سبب الكره القائم بين عماد فاخوري وباسم عوض الله ...فقد حاول عوض الله مرات عديده أقصائه عن المشهد وسرب معلومات كاذبه لمحرر أقتصادي مستقيل من جريدة يوميه قابله الملك مؤخرا عن قيام فاخوري بتعطيل عمل المنطقه الاقتصاديه وعن صفقات موهومه...وفعلا نجح هذا المحرر بتهشيم صورة فاخوري ...لم يتوقف عمل عوض الله عند هذا الحد بل أيضا قام بتوريط شقيق فاخوري في عطاء مع شركه تركيه وكان المطلوب أبعاد عماد عن الملك . بالمقابل فاخوري كان يعرف زيارات عوض الله لتل ابيب وكان يعرف حجم صداقاته هناك لهذا كان الخلاف بينهما مستمر دوما ....بعكس ما تشيعه الصحافه الأردنيه من أن فاخوري صنيعة عوض الله . ولكن هذا لا يعني ابدا ...أن فاخوري شخصيه نقيه بيضاء خاليه من الخدش بل له مساويء فهو الوحيد الذي يعرف حجم أرصدة عوض الله ويعرف الصفقات المشبوهه التي تمت في العقبه وأستفاد منها عوض الله وغيره والأهم أنه يعرف دور صبيح المصري هناك ...فدوره يتعدى الأستثمار الى ما هو أبعد من ذلك . والسؤال هل أحضاره كان لانجاز دور أم للصمت المطبق ...حين تفكر في المشهد تجد أن المشكله ليست في القضيه ولكن المشكله في الشهود وعماد فاخوري هو أهم شاهد على ما حدث في مرحلة القبض والكوميشن . يقال ...وليس كل ما يقال صحيح أن اللقاء الأخير الذي جمع الصحفيين المستقيلين من العرب اليوم مع الملك واجه معارضة شديده من عماد فاخوري لكنه رضخ للأمر الواقع حين وجد أن اصابع باسم عوض الله تلاحقه حتى في الديوان فكما هو معروف ...أن باسم كان من مشجعي هذا اللقاء ...كونه يريد أن يمد اليد في الخفاء فالأخوه سيكون لهم دور قادم في المشهد واصغرهم المحرر الاقتصادي الذي سيرتب له موقع متقدم في الديوان ...وربما في مكتب جلالة الملكه ....ويقال أن باسم هو من اقترح اللقاء في ليلة ظلماء ...في الأردن يتحول الحلفاء الى أعداء ويتحول الاعداء الى حلفاء وهو امر مشروع في علم السياسيه ... يبدو أن الديوان الملكي يعشق شخصية باسم عوض الله وجاء بعماد فاخوري كبديل يسد الفراغ القائم ولكن بوجه مختلف وتفكير مختلف وكنت أظن في تلك اللحظة أن هذا الشاب وبحكم معرفته في الواقع الأسرائيلي قادر على ان يقوم بدور مهم مع التيارات المتشدده وأن يكبح جماح التصريحات الأسرائيليه المستفزه ...ولكن الديوان الملكي صار تفكيره محصورا بعناوين لم تعد المرحله تحتملها وهي محاربة الفقر ومحاربة البطاله وتشجيع المرأه على العمل وتكليف حجة الأسلام ابو الحسن العيسوي في توزيع المفاتيح .... لا يدرك الديوان الملكي في الأردن حقيقه خطيره اقلقت الملك حسين وكانت تقلق حتى الأمريكان وهي مقتل رابين ...رابين لم يكن ينظر له الملك حسين على أنه شريك في السلام كان ينظر له أنه رجل علماني حافظ على الهويه العلمانيه للجيش الأسرائيلي ...والملك حسين حين كان يستعمل مصطلح المتطرفين من الجانبين لم يكن الأمرلديه عبثيا ...رابين كان يحب ( الويسكي) وشره في التدخين وقد أفصح للحسين في جلسات عديده عن مفاتيح أسرائيل والغازها . لقد قتل رابين لأمر مهم وهو أنه كان يرفض أن يدخل خريجي المدارس الدينيه الى الجيش وكان يصر على أن لايقوموا بتأدية الخدمه ..بمعنى أخر أن رابين حافظ على الجيش العلماني في أسرائيل ..وكان هذا الأمر يهم الملك حسين كثيرا فهو كان يعرف خطورة المتدينين على المنطقه ويعرف أن أسرائيل مجتمع عسكري حين قتل رابين بيد خريج أحد المدارس الدينيه ...كان أول قرار لنتنياهو هو فتح الجيش لخريجي المدارس الدينيه ...وهذا الأمر اقلق الملك حسين فهو وقع معاهدة السلام مع جيش علماني ودوله علمانيه ...وتفاوض مع تيار معتدل وكان يعي أن مقتل رابين يعني ترك اسرائيل للمدارس والأحزاب الدينيه . بعد ما يزيد عن ال (12) عاما من مقتل رابين اصبح الجيش الأسرائيلي يضم في داخله ما يقارب ال (70%) من خريجي المدارس الدينيه وهو ما يفسر دعوة نتنياهو مؤخرا للأعتراف بيهودية الدوله الاسرائيليه وهذا الأمر لم يكن برغبه من نتنياهو بقدر ما هو مجامله للمؤسسه العسكريه الأسرائيليه . بعد رابين تخلت أسرائيل عن علمانيتها وأستطاعت (الايباك) في الولايات المتحده أيضا أن تنسخ الواقع الأسرائيلي على الولايات المتحده وأحضرت جورج بوش المتدين البروتستانتي الملتزم والذي أطلق الحرب على العراق من الكنيسة ....وبعد هذين النموذجين برزت الأحزاب الاسلاميه في العالم العربي أو ما يسمى الربيع العربي ..وكأن أسرائيل والولايات المتحده يريدان أن يصبغا على العالم لغة اليمين والتدين ...لايدري الديوان أو القصر الملكي لدينا أن وجود أحزاب أسلاميه في محيط أسرائيل يفتح شهية جيشها لما يسمى بالحروب المقدسه ....وقد صرح الرئيس الامريكي بوش بهذا الأمر علنا حين وصف الحرب على العراق بأنها صليبيه . الملك حسين بعد وفاة رابين أدرك الأمر جيدا وعرف أن المتطرفين في الجانب الاسرائيلي سيؤثرون على الولايات المتحده وعلى العالم أجمع وعرف أيضا أن مشروع السلام على شفير الهاويه ...او أنه سقط في الهاويه . الان يوجد قاده في الجيش الأسرائيلي من خريجي المدارس الدينيه والذين كان محظورا عليهم التعامل حتى مع الجيش ...وبعد أعوام قليله سيكون رئيس اركان الجيوش الأسرائليه من اليمين المتطرف وخريج مدرسه دينيه وهؤلاء في تفكيرهم الداخلي لايؤمنون بالوطن البديل بقدر ما يؤمنون بالحروب المقدسه ..وبتفريغ فلسطين كلها من العرب وربما الواقع العربي الذي افرز هذا الكم الهائل من الأحزاب الاسلاميه سيكون ....من مبررات خوض الحرب المقدسه خصوصا وأن ألأنتخابات الأمريكيه القادمه ستفرز رئيسا يشبه بوش الابن ...يمينيا متدينا ومتطرفا . هذه الحقائق كلها تغيب عن تفكير القصر فهو أنتقل من التفكير الاستراتيجي والذي يتعاطى مع التاريخ والمستقبل الى التفكير الرأس مالي ....ومخطيء من يعتقد أن العالم العربي يحتمل هكذا أنماط من الحكم .....اظن اني تشعبت في المواضيع وحشرت أفكارا كثيره في زوايا ضيقه ولكننا سنفسر بما هو اشمل في المرة القادمه الدوله التائهه .....( الجزء الثامن) السراج والزيت ثمة ضجيج يعلو الأفق ...ضجيج مرده القلق , مرده الخوف من المستقبل لدى كل أردني وهو خوف يمر بمسارين الأول ..على مؤسسة العرش وعلى الملك نفسه والثاني من مؤسسة العرش ومن الحاشيه نفسها ..وسأفسر الأمر .... منذ أن تسلم الملك عبدالله الحكم وهو يتحرك ضمن (3) عناوين داخليه وهي محاربة الفقر والبطاله ...تحسين مستوى معيشة الناس , وثمة محور ثالث شكل جزءا من خطاب النظام وهو مرتبط بلغة (الخمسين) ...بمعنى أن هناك أطلاله على الناس بين الفينة وضحاها يتم فيها أعطائهم (خمسين) دينارا مرتبطه بمناسبه معينه ..مثل الأعياد الوطنيه أو الدينيه . وتخلى النظام عن (3) محاور مهمه وخطيره في خطابه واولها البعد التعبوي الذي كان عصب الخطاب لدى الهاشميين ..والبعد التعبوي مرتبط بأشعار الشعب أن ثمة خطر محدق ..وقد أجاد الحسين رحمه الله هذا الأمر وكان خطابه يقوم على شحذ الهمم والتحدي ...وهذا الأمر يوفر التفاف حول القياده والاهم أنه يوفر ألتصاق حميم بها ...والأردن في عهد الملك حسين لم يكن بمعزل عن الخطر لهذا كان هذا الخطاب ضروريا للخروج من المازق الداخلي ....وتغليب الجانب العروبي العاطفي على الحاله . النظام السياسي الأردني تخلى عن هذا النمط من الخطاب ....لحساب محاربة الفقر والبطاله ...علما بأن الفقر والبطاله ...مسأله رقميه وليست جزءا من خطاب سياسي والأهم أن الفقر يزداد والبطاله في أزدياد أذا لماذا الأصرار على التمسك بهذا المنحى . الأمر الاخر الأخطر هي نظرية الأيهام ..وسأوضحها بالتفصيل ..للملك رؤيه وقرار ومشروع وله أدوات لتنفيذ الامر ..وحين أحضر الملك الحسين عبدالكريم الكباريتي كرئيس للوزراء وقال عنه انه :- خليفة وصفي وهزاع لم يكن في قرارة نفسه مؤمنا بأن الكباريتي فعلا هو خليفه لوصفي وهزاع ..ولكنه ثمة أداه لتنفيذ مشروع ...وحتى تخلص هذه الأداه في تنفيذ المشروع لابد من شحنها عاطفيا ..ووضع كامل الثقه فيها ..كان الملك حسين يريد من الكباريتي تنفيذ أمرين مهمين الأول الفصل الشعبي مابين الحاله الأردنيه والمشهد العراقي بمعنى أن العراق بنظامه السياسي وبنظرة الغرب له أصبح في ذلك الوقت عبئا ثقيلا ..والأردن كان يريد العوده للمنظومة العربيه والدوليه ..,حتى يعود كان لابد من أحداث حالة طلاق شعبي بيننا وبين العراق ...وقد اجاد الكباريتي في لعب الدور وحدث مايسمى بثورة الخبز في العام (1996) وأتهم البعث بأنه يقف خلفها ..الملك حسين صنع سيناريو وترك للأدوات أن تنفذ ....أما الأمر الاخر فكان مؤسسة ولاية العهد التي أخذت حصانة سياسيه وشعبيه كبيره والحصانه كما هي معروف يجب أن تكون لشخص الملك وحده ولهذا أجاد الكباريتي في الأمرين أمر أحداث الطلاق بيننا وبين الحاله العراقيه والامر الاخر أحراج مؤسسة ولاية العهد أو تقديمها للناس بأنها مؤسسه غير محصنه . لنعد الى نظرية الأيهام ...لدينا الان الأمر معكوس تماما .... فبدلا من أنشاء أدوات وخلقها لتنفيذ قرارت العرش صارت الأدوات هي التي تنقل الصوره للعرش وتشكل مزاجه أو قراره ....باسم عوض الله مثلا أستطاع أن يقنع العرش بضرورة أن يكون الأقتصاد أولويه ومشى العرش في هذا المشروع ومحمد الذهبي استطاع أن يقنع العرش أن باسم عبء على الدوله فتخلص منه العرش ...الأصل أن يكون باسم ومحمد أدوات في يد العرش لتمرير برنامج أو خطه ولكن الذي حدث صراع أدوات خلقت فيما بعد مسارا ونهجا لها في الدوله ....وتاثر العرش برؤيتها . لنبسط المسأله أكثر ....الاصل ان يطبخ النهج في ذهن الملك بمعنى أنه هو الذي يلتقط المشهد ويتخذ المسار وما دون العرش هم أشبه (بالكيبل) الذي يضمن سريان رؤية الملك وقراره ...وتلك هي طبيعة الحكم في كل أنحاء العالم ..ولكن في الأردن الصوره صارت مختلفه باسم عوض الله أنتج هو نهجا ..ومحمد الذهبي اقنع شعبا كاملا عبر استعماله الأعلام بفساد باسم عوض الله ....أذا صارت الأدوات صانعه للقرار وليست منفذه له . اذا الأدوات أوهمت العرش وأوهمت الشعب بنظرتها أو رؤيتها أو منهجها وذلك هو صلب ما نسميه نظرية الايهام . الأمر الثالث والخطير ..هو وضع الشرق أردنيين في المشهد ...وحتى نفهم ونبسط المسأله لابد من ذكر أمر مهم وهذا الأمر فيه أجابه على مايفكر به الملك أو يدور في خلده ...وعلينا حتى ننقذ الدوله ونحمي الملك أن نطرحه بمنتهى الجرأه ودون تردد ...وحتى نبسط في الشرح علينا أولا أن نفهم نظرية السراج والزيت ...من دون زيت لايضيء السراج والزيت وحده دون وعاء يضمه ...يصبح شيئا عاديا ...بمعنى أن عملية أنارة السراج فيها عنصرين مهمين وهما الزيت والسراج ...لهذا حين اصر نذير رشيد مدير المخابرات ..السابق على الشهيد وصفي التل بأن يبقى في الاردن لأن هناك مؤامره لأغتياله رفض الأخير وقال جملته المشهوره :- (مادام هالسراج فيه زيت خلوه ضاوي) ....في الأردن السراج صنع للزيت فقط وأن وضعت عليه (لمبه) كهربائيه فستخسر كلاسيكية المشهد والية أنارة السراج والأهم أنك ستخسر ...العلاقه العضويه بين الزيت والنار . الشرق أردني في المشهد هو أشبه بالزيت الذي ينير السراج الهاشمي هو أولا لايريد أن يتحرر من علاقته العضويه مع النظام الهاشمي كونه ينظر اليه على أنه أب ...وليس حاكم والأهم أن الأردني ينظر لنفسه على أنه هو الذي أحترق في مراحل خطيره من عمر الدوله كي يحمي النظام أولا ويحمي الدولة ثانيا لأنه في تفكيره الداخلي ...يؤمن أن بقائه ووجوده مرتبط بوجود النظام لهذا احترق تماما مثل الزيت في السراج حتى ينير للنظام السياسي دربه ....ولكن المشكله أن النظام السياسي ينظر للعالم أكثر مما ينظر للداخل فالملك يريد أن يقود المشهد بنظره جديده بلغه جديده بنموذج جديد في الحكم ..ولان الأنماط الأجتماعيه لدى الشرق أردنيين موزعه بين النمط الريفي والفلاحي والنمط البدوي فهي تؤمن أن تغيير العقد بين الحاكم والمحكوم فيه أنقلاب على المحكوم نفسه وبالتالي حدثت ردة الفعل المتمثله بالحراك الشعبي .... دعونا نطرح مثلا على النظام السعودي وكيف عالج المشهد ....النظام السعودي أنتج وحمى الوهابيه ...وهو نظام حافظ على الاساسيات في الحكم واضاف قليلا من أشكال التجميل ...وحين حدثت أحداث (11) سبتمبر نظر العالم الى الوهابيه وبالتحديد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أنها مصنع الارهاب الجديد وبالتالي لابد من القضاء عليها ...وكان النظام السعودي يدرك أنه اذا قام بهذا الأمر فسيلغي شرعيته ووجوده ...بمعنى أن النظام السعودي لا يستبدل السراج والزيت ...وبمعنى أخر أن أهم شيء في بقاء النظام هو شرعيته وحمايته للمسار الديني في المملكه ...لهذا قاوم التغيير بسلاسه ولكنه بالمقابل أنتج نماذجا مهمه في المجتمع السعودي مثل الانفتاح ..وتقليل القيود ألى أن وصل الى جامعة مختلطه ...فهو يدرك أنه يستطيع أن يطور ولكن الأنقلاب على شرعيته سيعني انه سيفقد العقد الأجتماعي الذي وقعه مع الشعب السعودي حين أصبح حاكما عليه . في الأردن نحن لم نمر بحدث خارجي خطير ولم نتعرض الى هزه سياسيه عنيفه أذا لماذا يتم التغيير في نمط الحكم طالما أن النظام السياسي لم يمارس سحل الناس في الشوارع ولم يفتح المعتقلات ولم يتورط بالدم بعكس الأنظمه الأخرى التي سقطت ...بحكم أنها تورطت مع كرامة الانسان وشرفه . تلك هي أزمة الشرق أردني أنه بدء يشعر أن النظام السياسي يحس في لحظة أن الأنماط البدوية والريفية صارت عبئا عليه ..وصار يرى دبي نموذجا فهي أنطلقت من تراث البعارين والنوق ومجتمع البحار الذي يعرف صيد اللؤلؤ الى مجتمع عالمي منفتح جاذب للأستثمار ....والنظام في قرارة نفسه كان يرى هذا النموذج ...ويريد تطبيقه على الأردن ولكنه أغفل في لحظة من القرار ..أن الأردن مجتمع مختلف من حيث التكوين ...من حيث العلاقه ومن حيث التاريخ ....فالذي يسكن دبي تعود على هندي أو بنغالي يدير شئون المنزل وتعود أيضا أن يستورد مهندسا أنجليزيا أو نمساويا كي يبني البرج وتعود أيضا ان يكون هناك مجموعه من الانجليز أو الأمريكان في مكتب الشيخ ....بالمقابل فالأردني ينظر للملك على أنه صاحب شرعية دينيه وعروبيه ..وبالتالي اسقاط نموذج أقتصادي في الحكم على منهج عروبي وديني يعني الانقلاب التام على مسار ونمط الحكم . العلاقه أشبه بمن يشد شخصا اليه بالمقابل فهذا الشخص الذي تشده لحضنك يهرب منك ....والأخطر أن حضور المجتمع البدوي الفلاحي في مشهد الحكم كان طاغيا بمعنى أن صورة الحكم كانت واضحه تماما وكان هؤلاء الناس هم عصب الجيش وبيروقراط الدوله ...وكادر الديوان الملكي ولكن حين صحى الأردني فجأة على اسماء غريبه وشخصيات لأ تعرف في مشروع الدوله ونشأتها شيئا ....وصارت العلاقه معه هي علاقة (داتا شو) أحس بأن النظام يريد التخلي عنه كحليف استراتيجي ...او كزيت لسراجه . نحن أمام نموذجان ..الأول السعوديه التي حافظت على شكل وطريقة الحكم وكان علينا أن نحذو حذوها والشكل الثاني هو دبي والتي انهارت أقتصاديا لانها تحولت من دوله الى شركه ....والسؤال لماذا لم ننظر الى نموذج أبوظبي أو السعوديه في الحكم وأخذنا دبي كحاله ....ذلك جزء من الأيهام الذي مارسه باسم عوض الله فهو يملك مجموعه من الشركات في جبل علي بالأمارات وكان في لحظة يؤمن أن جبل عمان من الممكن أن يكون جبل علي . الدوله التائهه ..... الجزء التاسع شطب الدوله اليس مستغربا أننا للان لم نسمع تصريحا واحدا أو تعليقا ولو بسيطا من السلطة الوطنية الفلسطينيه عن الذي يحدث في سوريا ؟...لماذا أطلق الجميع مواقفهم الا محمود عباس الذي بدأ يتقرب من الأردن ممارسا أنبطاحه المعهود ....سنكشف لكم في هذه الماده ...حقيقتان الأولى مرتبطه بالتفكير الاسرائيلي والثانيه مرتبطه بتفكير قادة السلطه الفلسطينيه حول النظرة للأردن .....وبالطبع لايمكن لمسئول في الحكومه أو أي من موظفي الديوان الملكي ...ان يملك قدره ذهنيه على استنتاج هذا السيناريو المرعب ....وهو بالمناسبه سيناريو حقيقي وخطير يستهدف الدوله والنظام . أولا:- بالنسبة لعباس فهناك شخصيه متنفذه في القرار الفلسطيني وهي التي تملك قنوات أتصال مع الغرب وهي بالمناسبه قنوات وثيقه وهو أستاذ ومعلم باسم عوض الله البهلوان ...والمقصود بالطبع بهذه الشخصيه هو السيد صائب عريقات الذي تجذر في القرار الفلسطيني الى الحد الذي يتعامل فيه مع عباس بمنطق الأمر وليس المشوره . عريقات يؤمن أن اسقاط النظام السوري سيخلق فوضى عارمه في الجغرافيا السوريه ...واكثر دولة ستتأثر بهذا السقوط هي لبنان ..وهناك ما يقاربالنصف مليون فلسطيني في سوريا وفي لبنان هناك مئات الألوف ..وبالتالي حالة الفوضى هذه قد تؤدي بجزء كبير منهم الى النزوح الى الاردن بحكم أن سقوط النظام قد يخلق فوضى طائفيه وأخرى فصائليه واهتزازات في الديمغرافيا وبالتالي سيحدث مايسمى بالثقل السكاني الفلسطيني ...وبحكم أن منظمة التحرير مازالت تؤمن أنها المسئول الأول والاخير عن هذه الكتل البشريه الهائله ...فهي ستطلب من الاردن ايوائهم في مخيمات ومن ثم وتحت حالة البؤس الانساني وتحت وطأة (البروبجندا الفتحاويه) سيصار ألى دمجهم في المجتمع الأردني وستقبل الاردن ذلك حال توفر دعم سعودي امريكي ...وربما جزء من التلويح للاردن بضمها ألى مجلس التعاون الخليجي يأتي في أطار استيعاب او تطبيق هذا السيناريو... ولأن السياسه الاردنيه الخارجيه تملك كما هائلا من اللحظية والتفكير الاني وتبتعد عن الأسترتيجيات...فقد غفلت عن هذا الموضوع في البعد السوري وأنبطحت في حضن الموقف الخليجي دون أن تعير هذا الأمر أكتراثا او شأنا ...وما ينطبق على سوريا ينطبق على لبنان فالفلسطيني الذي يعيش في لبنان سيواجه نفس المصير . عريقات هو من استمات مؤخرا لزيارة الملك الى رام الله وهو من أقنع عباس بضرورة الأنفتاح أكثر على الأردن وهذا بالطبع لايقع في باب صفاء نية صائب عريقات ....بقدر ما يقع في خدمة المشروع الامريكي الليكودي الفتحاوي ...بحل مشكلة الفلسطينين وعلى حساب الاردن لحظة سقوط النظام السوري . عريقات هو صاحب نظرية الوطن الاحتياط ...والأردن في تفكيره هي كذلك ولكن يبدو أن رجل بقدرات ناصر جوده او حتى عون الخصاونه لم يدرك خطورة سقوط نظام الاسد وتبعاته لهذا تمت الاستماته في تبني الموقف العربي الأمريكي الليكودي فيما يتعلق بالشان السوري . السيناريو الأخطر وهو سيتم على الفور حال سقوط النظام السوري وبالتنسيق ما بين عريقات – نتنياهو ...هو ما يسمى (المعبر الانساني) وسنشرح لكم خطة الليكود الاسرائيلي بالتعاون مع بعض رموز فتح في الانقضاض على الأردن وتحطيمه . حين وقع الأردن معاهدة السلام مع أسرائيل لم يضع حدودا أو بمعنى أدق لم يقم برسم الحدود مع الضفة الغربيه ...لأن المعاهده تنص على ان هذه الحدو ترسم بين الاردن والدوله الفلسطينيه الناشئه حال وصولنا الى الحل النهائي الذي يضمن قيام دولة فلسطينيه ....وحين تقوم هذه الدوله لابد من وجود طرف ثالث على الحدود وهو الطرف الاسرائيلي ...بمعنى ادق عملية ترسيم الحدود والتي رعى بنودها القانوني العريق عون الخصاونه لم تتم للان كون الدوله الفلسطينيه لم تقم وكوننا لم نصل لمفاوضات الوضع النهائي . الأخطر أن اسرائيل مررت هذا البند وعبر مستشار المعاهده القانوني السيد عون الخصاونه ..ولكنها بالمقابل وبعد أعوام من المعاهده رسمت حدودها مع الضفه الغربيه عبر مانسميه الجدار العازل وهو بالمناسبه حدود اسرائيل التي اختارتها هي ...بغض النظر عن تسمياته سواء جدار عزل أو جدار فصل وقد قضمت عبره 18% من اراضي الضفه الغربيه المحتله ...بمعنى أدق الحدود ترسم على الورق ولكن اسرائيل رسمتها على الأرض وفرضتها . اذا ليس لنا حدود قانونيه مع الضفه الغربيه بالمقابل أسرائيل لديها حدودها الخرسانيه .....والسؤال مالذي ستفعله أسرائيل ؟ بالتزامن او بعد فتره من سقوط النظام السوري ستقوم أسرائيل ...بأستحداث مواجهه – متفق عليها مسبقا مع مجموعة عباس- وهي مواجه تشبه ما حدث في غزه وستتضمن القضاء على خلايا فتحاويه وأخرى حمساويه ولكنها ستتم في أطار جوي وقصف هائل يشبه ما حدث في غزه أو يتطابق معه...وهذا السيناريو سيحدث حال تعرض اسرائيل لعمليه استشهاديه في (ريشون لتسيون ) مثلا أو ضواحي تل أبيب ....اسرائيل ستستعمل هذه العمليه كمقدمه للانسحاب من الضفه الغربيه ...بعد ان تتعرض لضغط عالمي في سيناريو يتطابق تماما مع ما حدث في غزه .....وبعد استعمالها للنار بشكل غزير ستتعمد أحداث أصابات جسيمه وأعاقات وستعمل على أغلاق الضفه الغربيه بالكامل...هذا الأمر سيؤدي الى حاله أنسانيه مترديه جدا وبالتالي سيقوم العالم بالضغط على الأردن لفتح معابره وأستقبال الفلسطينين سواء المصابين أو غيرهم . هنا ستنشأ فوضى فالعالم لن يعترف بالضفه كدوله لأن هناك معاهدة سلام تنص على أن الدوله تقوم حال الانتهاء من مفاوضات الوضع النهائي...وسيكون المخرج الوحيد لاسرائيل هو العوده الى ماقبل فك الأرتباط وسيتم تعليل الامر من فتح والعرب واسرائيل بأن المساله أنسانيه وتتطلب أن يعود الأردن بجيشه وأمنه وكوادره الاداريه الى الضفه لترميم ما دمرته أسرائيل وأستنادا ألى مخرج قانوني وهو أن القانون الدولي ينص على أن الأتفاقيات التي وقعت في عهد الوحده لا تلغى في عهد الأنفصال وبالتالي قرار فك الأرتباط لا يقبل به القانون الدولي . وهذا الأمر سيكون بمثابة الدعوه الموجهه والملزمه للنظام السياسي الأردني بأن يعود الى حالة ما قبل ال (67) ..هنا ستحقق اسرائيل بعض الأمور اهمها الغاء الحلم الفلسطيني بأنشاء دوله ثانيها فرض أراده دوليه على النظام السياسي الأردني باجراء ترتيبات قانونيه وأداريه وأمنيه أولها ضم ما يقارب ال(40) الف مسلح من مليشيات عباس وعريقات في صفوف جيشه وثانيها أعادة أنتاج برلمان يحظى فيه أهل الضفه الغربيه بالنصف وثالثها الأقرار بأن الاردن هي فلسطين وأن الوضع الحالي لايوجد له مخرج سوى هذا المخرج . اعرف أن السيناريو مرعب ...ولكن السؤال اذا قررت أسرائيل الان الانسحاب خلف الحدود الخرسانيه التي صنعتها مع الضفه وحاصرت الشعب الفلسطيني ....فماذا سيكون الوضع القانوني الدولي للضفه بالطبع لن يكون هناك دوله بل سيكون هناك عوده لواقع ما قبل ال (67) . كان الأجدى بالمفاوض الأردني أن يثبت حدوده مع الضفه ..وأن يطلب من اسرائيل أن توقع على شرط مرتبط بألانسحاب ويقضي أن أنسحابها من الضفه لايتم الا بتسجيل فلسطين كدوله ذات سياده في الأمم المتحده ولكن على مايبدو فأن القاضي العادل والقانوني الكبير الخصاونه غفل عن هذا الامر أذا عريقات والليكود هم من يرسمون الخريطه فعريقات يؤمن أن نزوح كتله بشريه هائله الى الأردن بعد سقوط النظام السوري سيكون مقدمه لليكود الاسرائيلي ..كي ينفذ خطة ( المعبر الانساني) والتي سيتم من خلالها شطب الأردن كدوله بشكلها الحالي ..وأول اشارات هذا السيناريو كانت أدخال الأردن في المنظومه الخليجيه كي يتم تأمين الدفعات اللازمه لتوطين هذه الكتل ....ولكن التراجع الخليجي مؤخرا عن الدفع وليس السيناريو كان سببه في بروز تيار غربي قوي يؤمن ببقاء النظام السوري الحالي مقابل تقديم تنازلات تتعلق بشطب البعث ومايسمى بالمؤسسه العلويه وتقريب الأسلاميين ...وهذا ما يفسر عزوف الخليج عن أنضمامنا لمجلس التعاون ...وهذا بالطبع لايعني أن هذه الخطه فشلت بل يعني أن تأجيلها وارد فقط ترى لو قدم هذا السيناريو للسيد تاصر جوده ماذا سيكون جوابه ..هل سيكتب على صفحته في (تويتر) اتخسى يا عريقات أنت والليكود كما فعل مع عضو الكنيست (الداد) .....الله اعلم ..ولكن لنطلب من الحكومة في الاردن أن تقرأ هذا السيناريو جيدا وتفكر به . الدوله التائهه ...(الجزء العاشر) باسم عوض الله ...والنفط سنفتح في هذه الحلقه بابا خطيرا ...هو علاقة الأردن مع الخليج وسنقرأها بحجم العثرات والخطايا التي أرتكبت فيها...وثمة مهندس ومدمر لهذه العلاقه وهو باسم عوض الله ...كيف ولماذا والى أين قادنا ؟....سنشرح لكم التفاصيل . في العام (2008) ..كنت مقيما في فندق (دبليو جي ماريوت) بوسط العاصمة الكويتيه وبمهمة صحفيه ..وفوجئت في اليوم التالي بترتيب لقاء لي مع (محمد جاسم الخرافي) رئيس مجلس الامه الكويتي ...قيل لي وقتها يجب أن تكون جاهزا في الساعة التاسعه ولأني أعرف أن المواعيد الرسميه في الكويت تتأخر قليلا تناولت أفطاري ونزلت الى (اللوبي )...و في تمام الساعه العاشره ..وجدت بأنتظاري مستشارا في وزارة الاعلام وسائق ...وأنطلقنا صوب مجلس الأمه . حين دخلت لم يحدد مدير المكتب وقتا للقاء وأخبرني أن الرئيس ...سيجلس معك مطولا (فخذ راحتك) ...الخرافي هو شخصيه سياسيه كويتيه محترمه تحمل مزيجا من الاقتصاد والخبره الأجتماعيه وفهم الدولة بكل مكوناتها وهو شخصيه توافقيه كويتيه ...جلسنا وبدأنا الحديث وكان الاردن موضوع الحديث ...في البداية سرد لي قصة عن الملك حسين وعن العلاقه التي ربطت بينه وبين الراحل الحسين في الاسكندريه حين كانوا طلابا في كلية (فكتوريا) ..ثم تحدث عن ميزات وسجايا الحسين ..واسترسل في حديث الذكريات مطولا... احسست للحظة أن الرجل يملك دفئأ اتجاه الأردن ... لم يتطرق الخرافي أبدا للحاضر ولم يطرق بوابات المستقبل بل ظل حديثه مرتبطا بالحسين ورحلة الدراسه بين جدران كلية فكتوريا في الاسكندريه .. خرجت من اللقاء وكل ما استمعت اليه كان مجرد ذكريات عابره عن علاقة شخصيه ربطت الخرافي بالملك الحسين .... كان ذلك استرسالا لابد منه في الولوج الى صلب العلاقة وتفكيكيها ... الأردن أقام علاقته مع الخليج عبر الأطراف ولم يقمها مع رأس الهرم السياسي ....ومن أسس لهذا النهج هو باسم عوض الله البهلون وسنشرح قصة الأطراف والرأس ....باسم كان شخصيه مبهمه لدى السعوديين كونه في حديثه يركز على الجوع والفقر ..لهذا لم يسمح له بتعدي خط مجموعه الأطراف ...في حين أن عدنان أبو عوده مثلا حين كان مستشارا للملك الراحل كان يركز على خطاب رأس النظام السعودي ...لهذا في زيارات الحسين للسعوديه ...لم تكن مرتكزه على لقاءات جانبيه مع وزير الدفاع أو ولي العهد بقدر ما كانت ترتكز على سماع الالتزام والمعلومه من رأس النظام السعودي مباشر أي:- من الملك بالمقابل حين تسلم باسم عوض الله الديوان الملكي أقام مجموعه من الصداقات مع بعض الأمراء وخاطبهم في الشئون الأقتصاديه واغفل جوانب السياسه ...مما حدا بالخليج للنظر ألينا كملف أكثر من ند ...بصراحه اصبح للأردني وضعا مزاجيا فمن الممكن أن يزور أي دولة خليجيه ويلتقي فيها أميرا من الصف الثاني في القياده ..ويخرج من اللقاء دون أي شيء يذكر ... وباسم البهلون حدد برامج تلك الزيارات بشيئين هما المساعدات والدور الأمني الشركاتي الذي من الممكن ان نلعبه في التدريب الأمني والعسكري بمعنى أدق كانت زياراتنا تقوم على عرض البضاعه وطلب المعونه ... والأخطر أنه تشعب في العلاقات الى ما هو أخطر عبر عرض قدراته الأقتصاديه ومشاريعه ...وقد أفصح لي مسئول خليجي عن قيام هذا الرجل في أحد الاجتماعات بعرض افكاره عن برنامج التحول وكيف من الممكن للقطاع الخاص أن يؤسس ..شراكه حقيقيه مع الحكومه وعرض نموذج الحكومه الألكترونيه ...ويضيف هذا الشخص :- كنا نستغرب من طروحات هذا الرجل فهو يأتي الينا كرئيس ديوان ملكي ..ونتعامل معه بهذه الطريقه ولكنه يقدم خبراته ألينا وكأنه يريد أن يكون مدير شركة أو مسئولا عن بئر نفط . بالمقابل كان الملك حسين يؤسس لخطاب ندي مع الخليج ...ولم يتخل عن البعد الهاشمي في تلك العلاقه القائم على النظر للأردن كدوله مرجعيه وليست ملفا ....في النهايه مالذي حدث ؟ الذي حدث أن الخليج صار ينظر الينا كملف شائك يشبه البحرين ....وهو ملف بيد السياسين الخليجين من الصف الثاني ..وليس من الصف الأول ..وبالتالي صارت السعوديه تعطي أدوارا لبعض الدول في اطلاق تصريحات تتعلق بالعلاقة مع الخليج ..وهي مجرد أدوار . لكن الذي لم نفهمه بعد هو أن ابتعادنا عن خطاب رأس الهرم جعلنا دوله ثانويه في الخطاب الخليجي وليست محوريه ....السياسي الأردني لم يفهم للان أن بروز نايف كولي للعهد في المعادله السياسيه السعوديه ...هو الذي أفرز هذا الرفض القاطع لدخولنا في المنظومة الخليجيه ..ولأننا أعطينا الملف لشخصيه شركاتيه تشبه باسم عوض الله سقطنا في المحظور وسنعرف كيف ...أولا ناصر جوده لايفهم في التاريخ شيئا ولم يقرأ كتابا واحدا في حياته أو تقريرا مفصلا عن بنية النظام السياسي السعودي . والأخطر من أدارة السياسات في الديوان الملكي لم ترفد الملك أو الخارجيه بأي تقرير ..مفصل عن أسباب الرفض ...وسنخبركم بالسبب :- نايف ولي العهد السعودي هو الأب الروحي للمؤسسه السياسيه الوهابيه السعوديه ...وهو الأقرب لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ...وقد أستطاع أنتاج حالات جهاديه من هذه المؤسسات ...فيما بعد أفرخت القاعده واستطاع أيضا حماية الداخل السعودي من تغول القاعده ..عبر تقويته للاتجاهات المعتدله في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ....بمعنى أخر اسس خطا في الوهابية السعوديه هو خط الاعتدال . كان الأمير نايف يؤمن بقوة هذه الجماعات ويؤمن أن شرعية النظام السعودي هي بالاصل دينيه ..وهي مستمدة من حماية بيت الله الحرام ومن حضور الولاية الدينيه في شؤون الدولة ..وحين توسع نفوذ هذه الجماعات تم تصديرها لممارسة العقيدة الجهادية في الخارج ..وكانت أفغانستان هي الملاذ وأهم نجاح تم تحقيقه هو طغيان الفكر الجهادي السلفي الوهابي على الفكر الأكاديمي الاسلامي المرتبط بالأزهر ..ونجح الأمر فالسعوديه لا تسمح لأحد بأن يزاحمها في الفتوى والزكاه وفي القضايا الفقهية الاسلاميه وقد حاولت قطر عبر القرضاوي وفشلت ....ولكن بعد احداث 11 سبتمر وجد العالم أن الفكر الوهابي الجهادي هو من خطط وضرب أمريكا في عقر دارها لهذا أحس الأمير نايف بالخطر ..وكان قد أطلق تصريحا وقتها أثار العالم وهو أتهام الموساد بأنه خلف أحداث سبتمر ....حاول العالم بعدها الضغط على السعوديه لتفكيك الحاضنه الرئيسيه للفكر الوهابي وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..وكانت الولايات المتحده تكن العداء الشديد للأمير نايف .. هنا برزت عبقرية ولي العهد نايف ...فقد استطاع تجاوز الضغوط الداخلية والخارجية ...الخارجية المتمثله بأمريكا والداخلية المتمثله بالأتجاهات شبه الليبراليه والتي يقودها بندر بن سلطان ...وأعاد أنتاج هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...على اساس دعوي وليس سياسي ..ولهذا بعد أحداث 11 سبتمر برزت في المجتمع السعودي مايسمى الدراما الناقده (طاش ماطاش) وكانت تلك محاولات تنفيس وتكسير لبعض التابوهات القائمه ...نعم تجاوز نايف الأزمه عبر أعادة صياغ الخطاب الديني السعودي الذي صار يصدر لأفغانستان الزكاه بدلا من المجاهدين وترسخت عند الدعاة تلك النظريه فالخبز أحيانا أولى من البندقيه . ولأن نايف يملك عبقرية فذه ..فقد أقتنعت أطراف المؤسسه الحاكمه بنظريته ولهذا ..تركته يعيد أنتاج المؤسسه السياسيه الوهابيه لأن النظام السعودي أدرك أن حضور هذه المؤسسه هو واضح وطاغ في الحرس الوطني والجيش والمؤسسات الاجتماعيه الاخرى . اذا هل تقبل المؤسسه السياسيه الوهابيه بأدخال دوله تملك معاهدة سلام مع أسرائيل وتملك حدودا قوامها (600) كيلوا ...كيف يصح الأمر والسعوديه مازالت في حراكها السياسي تحسب الف حساب للمؤسسة الدينيه ولرجالات الفكر الوهابي وللمدرسة نفسها ...والأمر الاخر الذي يجب طرحه هو هل سيقبل المجتمع السعودي ذلك واقصد مجتمع النخب المتدينه . ولنعد الى التاريخ الى القرن الماضي ولنسأل لماذا أعطتنا السعوديه ما طوله (17) كيلوا متر من أراضيها في العقبة ...السبب بسيط أنها لم تكن تريد أن يكون للزوارق الأسرائيليه مدى في (مناظير) ابراج مراقبة جيشها اذا ادخلونا في مجلس التعاون الخليجي يزعج المؤسسه الوهابيه في السعوديه وهذا أمر لابد من أخذه في الحسبان ...ولكن السؤال هل تم تقديم هذا الأمر للملك ...بالطبع لا لأن شخصيه مثل ناصر جوده ليست بهذا العمق كيف تفهم طبيعة الحكم السعودي ولأن القائمين على سياسات الدوله أبعد ما يكونوا عن فهم الحراك الداخلي في السياسة السعوديه . بالمقابل سترفض السعوديه وقد ترفض عمان وقد ترفض قطر حين تكتشف أن رجل بموقع رئيس ديوان في الأردن مثل باسم البهلوان يأتيهم كيف يقدم مشاريعه وبرامجه في الخصخصه ...ويتناقش معهم في أطار الباحث عن فرصة عمل وليس في أطار رئيس ديوان دولة طحن جيشها جيش اسرائيل في حروب كاسره . علاقتنا مع الخليج هي علاقة أطراف وليست علاقه مع العنوان الرئيسي وخطابنا الموجه للخليج هو خطاب ....شركات ومنبطحين ..اذا كيف نستطيع أن نفرض على الخليج . قد يقول البعض أن الأردن لا يملك أوراقا رابحه ..بالطبع الأردن يملك أهم أوراق ويستطيع أن يفرض نفسه في المعادله ...ماذا مثلا وفي لحظة غضب من برامج قناة الجزيرة الموجهه ضد الأردن ...ماذا مثلا لو قرر الأردن أغلاق أجوائه في وجه الطيران القطري ...تخيلوا الطائره القطريه القادمه من تركيا للدوحه كيف سيكون المسار الذي تسلكه حال حجب الأجواء الأردنية عنها ...وتخيلوا حجم الخسائر ...بالمقابل أجواء قطر تحتاج لاربع دقائق فقط من أجل عبورها وتحتاج لزياده قدرها (7) دقائق لتفاديها . لماذا لا يتعامل الأردن بنديه ....لماذا يطلب ولا يفرض ...ذاك سؤال مقلق وموجه للدبلوماسية الأردنيه ...فهل تستطيع الأجابه ؟....سأعود للبدايه لحديث الخرافي عن الملك حسين وسأقول أني استنتجت منه أمرا مهما وهو أن الخليج يحكم الأبعاد التاريخية في العلاقات ...اليس الهاشميين هم سادة العرب وأهل التاريخ ...وصفحاته المضيئه هكذا تقول الكتب وليس أنا اذا لماذا لا نحكم البعد الهاشمي في القصه . |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
01-06-2012, 14:57 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
الدوله التائهه ...الجزء (11) قراءه في شخصية :- عبيدات , شبيلات , حتر تناولنا النظام السياسي في الاردن بالكثير من التفاصيل وفي هذه الحلقه سنفرد قراءة في ابرز الشخصيات السياسيه المعارضه في الاردن وسنتحدث عن أحمد عبيدات , ليث شبيلات , ناهض حتر أحمد عبيدات كان الملك حسين رحمه الله معجبا بشخصية (مضر بدران ) فهو الرجل الذي أخرج دائرة المخابرات العامه من البعد الأمني ووضعها في مسار الأمن الشمولي بمعنى ان المخابرات في الأردن تعمل في السياسة أيضا بحكم أن الأمن مرتبط تماما بالسياسة . كان مضر بدران يركز في عمله الأمني على الفصائل الفلسطينيه التي حاولت جاهدة بعد أيلول العوده للأردن عبر التنظيمات السريه وعبر الأذرع الماليه ....وكان يتعاطى مع الاسلاميين والقوميين واليسار بسياسة أحتواء كامل ...فهو يدرك أن هذه القوى لم تكن تمارس نشاطا مسلحا والسلاح لم يكن ضمن أجندتها بالمقابل فالساحة الأردنيه تشهد محاولات حثيثه من قبل الفصائل الفلسطينيه لأعادة النشاط المسلح ... الملك حسين أعجب بشخصية مضر بدران ورأى في جهاز المخابرات مؤسسه قادره على أنتاج السياسين لهذا أقحم مضر بدران في الحكومة ونجح هذا الشخص تماما في أدارة الحكومه والمخابرات ...وفي لحظة ظن الملك حسين أن مضر هو البدايه وأن أحمد عبيدات بأعتباره شخصيه شرق أردنيه فهو قادر على أن يبرز بنفس طريقة أنتاج مضر ...كان الملك حسين يعتقد أن الجيش ليس وحده من ينتج االرمز والشخصيه الوطنيه بل جهاز المخابرات أيضا قادر على ذلك...وكان يريد أن يبعد الجيش عن المشهد قليلا خصوصا أنه أنتج حابس المجالي كوجه أردني عسكري ولكن تبقى ميزة العسكريين في الأردن أنهم لايحبون السياسة بالرغم تفانيهم في الخدمة العسكريه ....وكان الملك حسين يريد أن يخفف من زخم الجيش وشعبيته الهائله خصوصا بعد أيلول ..ويريد أيضا ان يعيد هذه المؤسسه للكتائب ...فهو ينظر الى أن بروزها في الشارع مرتبط بدور وبالتالي بما أن ايلول أنتهت يجب أن يحدد الدور تسلم أحمد عبيدات أدارة المخابرات العامه في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ...وكان منه أن غير في المنهج الأمني للدائرة تماما فبدلا من تحصين الساحه السياسيه الاردنيه من النفوذ التنظيمي والمالي ومن الأنتباه للفصائل الفلسطينيه ..كان منه ان صب جام غضبه على التيارات القوميه واليساريه والنخب الشرق أردنيه المنضويه تحت لوائها ...ويسجل له في عهده أن منظمة التحرير أستطاعت تحقيق أختراقات في الساحة الأردنيه توجت بقيامها بأغتيال الشخصيه السياسيه الاقرب للنظام في الأردن وهو (القواسمي) والذي شغل منصب رئيس بلدية الخليل ...لم يكن أحمد عبيدات يمارس نهجا أمنيا بقدر ما كان يحاول الأنقلاب على مدرسة مضر بدران ...ولكنه بأنقلابه هذا أوقع البلد في أزمة حقيقيه فالنظام السياسي الاردني في بداية الثمانينات كانا يقود تحالفا مع العراق وهذا التحالف أسس قاعدته مضر بدران الذي وجد في العراق حليفا أستراتيجيا أكثر من سوريا وعبيدات بدأ أما عن ضحاله سياسيه وأما عن طريق المناكفه بتكسير الخط القومي المؤيد للعراق ...وبالتحديد أنقض على (البعثيين) وكان الجنوب يحوي أكبر عدد منهم ..والأخطر أن الملك حسين أكتشف فيما بعد أن التقارير التي كانت تصله من عبيدات فيها من التضخيم الكثير ...لم يكن يؤمن بالحوار وقد أستورد في عهده أساليب تعذيب من دول المنظومه الشرقيه ويقال أن أحمد عبيدات ومحمد رسول ..مارسوا التحقيق شخصيا برغم من مواقعهم كمدراء للدائره ويروي أحد اليساريين الأردنيين قصة عن عبيدات كيف أنه قام بأغلاق باب مكتبه على يد هذا المعارض فكان منه أن تسبب بكسر اصابعه الخمسه ....والأخطر أن دائرة المخابرات بدأت في عهده تفقد العديد من مصادرها في التنظيمات الفلسطينيه ...وفي بعض العواصم العربيه ...وللعلم عبيدات هو الذي أستطاع أن يقنع الملك حسين بسياسة الأقصاء من الوظيفه ففي عهده منع العديد من النخب السياسيه الأردنيه من تسلم الوظيفة العامه .....والأخطر من ذلك وتلك المعلومات أكتشفها الملك حسين فيما بعد هي تطاوله على بعض رجالات الملك . ظل الملك حسين يؤمن بأن عبيدات شخصيه متميزه والسبب أن مصدر التقارير التي تصله كانت جهة واحده هي المخابرات ....ولم يكن بطبع الديوان ورجالاته في ذلك الوقت أن يتدخلوا في عمل (3) مؤسسات هي الامن العام والمخابرات والجيش بأعتبار ان الملك هو صاحب الولاية عليها فقط . عبيدات لم يكن يمارس منهجا أمنيا كان يمارس منهجا جهويا وأنتقاميا فهو يعتقد أن القاعده التي أسسها مضر بدران خاطئه ويجب الأنقلاب عليها ... أقاله الملك حسين من المخابرات ...لأن عبيدات كان يقف عائق ووجه عثره في وجه التحالف مع العراقيين ..ولأن القياده العراقيه شكت منه شخصيا ...وحينما اعدم أحد الطلاب الأردنيين في العراق بتهمة التجسس نهاية السبعينيات ...كان هذا الطالب قد جند في عهد عبيدات فقد مارست المخابرات وقتها ضغوطا هائله على الطلبه الأردنيين المقيمين في العراق ...ونقلت ثقلها من بيروت الى بغداد وهذا النقل لم يكن منطقيا ولا يخدم مصلحة الدوله . حين اقاله الملك عينه مباشرة وزيرا للداخليه ..وكانت فترة أنتقاليه كي يتسلم الحكومه ...في الحكومة أخطر ما مارسه عبيدات هو محاولته تقليد عبدالحميد شرف في المسلك السياسي ولكن عبدالحميد شخصيه قوميه تفهم النظام جيدا ولا تضعه في مأزق ..وعبدالحميد حين أنتبه للفساد المستشري في الدوله ..وحاربه لم تكن هذه الحرب على خلفيه شخصيه بقدر ما كانت على قاعده سياسيه مهمه وهي حماية النظام ...حاول عبيدات أن يتقمص شخصية عبدالحميد ولم يقم بمحاربة الفساد بقدر ما قام بالأنقضاض على رجالات كلفهم الملك بمهمات خاصه في الدوله وهو من أغدق عليهم ..وهذا الأنقضاض مرده شيء واحد هوالأنتقام .... الأخطر أن عبيدات قاد قرارات دون مرجعية الملك وظن نفسه في لحظة أنه وصفي التل ...والملف الأخطر أنه حاول الأنقلاب على تحالف النظام الأستراتيجي مع العراق ...وكانت تلك خطيئة لا تغتفر . شعر الملك حسين بأن الرجل يطرح نفسه كشريك في القرار ويقدم نفسه للشارع على أنه رمز سياسي بحجم وصفي التل وهزاع المجالي ...وكان الملك حسين موجوعا منه الى حد كبير حين عرف وأدرك خطورة الأرث الذي تركه في المخابرات ...وحجم التركه المليئه بالتناقضات ...لهذا أقصاه غاضبا ويقال أنه لم يشأ أن يراه ولم يقم بتكريمه كسابق الرؤساء وكان يرفض مقابلته حتى بعد خروجه من الموقع نهائيا . عبيدات لم يفهم أن وصفي وهزاع هم رموز أردنيه أنتجتها الحاله والنظام ومن يريد أن يكون رمزا عليه أن يمر من تحت عباءة النظام ..... عملية خلعه واقصائه أوجدت لديه ردة فعل خطيره أتجاه النظام السياسي ...فهو يعتقد أن النظام لفظه بطريقة مشينة جدا ..وهو في قرارة نفسه لايعرف أنه تجاوز خطوط الحكم والهامش السياسي المتاح له في اللعب خصوصا فيما يتعلق بتحالفات الملك وبالتحديد مع العراق.... حين خرج من الحكومة لم يجد له صديقا بل وجد الكثير من الشامتين ...وهذا الأمر ولد لديه ردة فعل أنتقاميه فيما بعد فاتجه الى المعارضة ...ولكن الملك حسين كان يعرفه جيدا ..وكان يدرك أن كل ما يفعله عبيدات في منتصف التسعينات وأختياره هذا الخط المتشدد في معارضة النظام ..هو مجرد أرث شخصي قائم على حقيقه بسيطه وهي أن النظام خلعه بطريقة غير لائقه لأنه لم يتقن فنون السياسة جيدا وتجاوز الخط...ولأن الملك حسين داهية عصره كان يدرك أن حراك عبيدات كله قائم على مطلب واحد وهو الرغبه بأعادة الأعتبار له ومن الملك حسين شخصيا ...ولكن الملك حسين لم يفعل ذلك ...لأن عبيدات غرر به في موقعين المخابرات والحكومه ... وظل يوجه الرسائل عبر تحالفات غير مقنعه تارة مع الأسلاميين وتارة مع اليسار وتارة أخرى مع شخصيات سياسيه مثل المرحوم (سليمان عرار) وكان الملك حسين عارفا تماما للمشهد والأهم أنه قاريء جيد لسيكولوجيا الشخص وبالتالي لم يقابله ولم ينفذ طلب عبيدات ... الأخطر ان عبيدات لم يلق شريكا من عصره في هذا المسلك فمضر بدران ما زال ينظر اليه على أنه ضابط مخابرات وأن الملك حسين قدم أجتهادا خاطئا حين جعله يقفز الى غير الموقع الأمني ..الرفاعي زيد ما زال ينظر له على أنه ليس ابن الطبقه السياسيه الرصينه وأنه كان خصما لدودا له في مرحلة الثمانينات ....وأكثر الناس معرفة به هو صلاح أبو زيد ..فهو يعرف كيفية المؤامرات التي صيغت ضده في عهد عبيدات ...لدرجه أنه يعتقد نفسه ضحية لتلك المرحله ...فأبعاده عن الملك ...كان لعبة سياسية وصلت حد المؤامره. عبيدات لا يقدم مشروعا في المعارضه هو يقدم أرثا شخصيا ما بين الأنتقام وما بين أعادة الأعتبار ...هو يريد أن يصل لمرحلة يقوم فيها بفرض شروطه على النظام السياسي ...وحين تطوع لا بل استمات في الدفاع عن سميح البطيخي لم يكن يؤمن بعدالة سميح بقدر ما كان يؤمن أن النظام السياسي الجديد في الأردن ما زال طري العود وبالتالي يجب تطويعه ...عبر المناكفه ...وكان يظن أن الدفاع عن سميح البطيخي سيكون مقدمة للجلوس مع هذا النظام وفرض الشروط ولكن أحدا لم يستجب له .... يريد عبيدات أن يعود بالأردن الى منتصف الثمانينات وهو لايطلب أعتذارا من النظام وأنما يريد أعتذارا من الشعب الأردني أيضا ..والقصة كلها شخصيه تتعلق بالملك حسين وحده الذي مرت عليه كل حروب الدنيا ..وكل نكبات العصر وظل يقابلها مبتسما الا عبيدات فقد غضب منه ....واقصاه بطريقة تحمل اسئلة كثيره وفيها الغاز ...مبهمه يعرفها القله ...فقط من الناس . أن المسألة ليست مرتبطه بوطن ولا بشعب هي مرتبطه فقط بأعادة الاعتبار لعبيدات ...وأخذ خاطره واشراكه في القرار وهذا أمر لن يحدث ..ولكنه يقنع نفسه في لحظة من العمر والشيب أن اللجوء للجغرافيا في الحكومة الاخيره..في الحكومه كان أعتذارا من النظام السياسي له ...ويصمت فقد تضاءلت شروطه في أعادة الأعتبار من جلوس العرش معه وتقديم أعتذار شخصي ألى ما هو اقل من ذلك بكثير الدوله التائهه ...(الحلقه الثانية عشر) الاسلاميون من السياسة ..الى السلاح في هذه الحلقه سنؤجل موضوع الحديث عن الشخصيات المعارضه الأردنيه (ليث شبيلات , ناهض حتر) ...الى حلقات أخرى وسنظطر التى الحديث عن موضوع شائك وخطير ...متعلق بالاسلاميين . ثمة تحول غريب طرأ على سلوك النظام السياسي في الأردن وهذا التحول كان بتأثير مراكز دراسات استراتيجيه غربيه...اضافة لوجهة النظر الاوروبيه –الامريكيه ... وهو :- أن النظام الأردن يجب أن يمارس سياسة الأحتواء وادخال الأسلاميين في القرار ..والأهم عدم الاستماع لجهاز مخابراته بأعتبار أن العالم يسير في أتجاه مختلف تماما ..وأن السياسي شيء والامني شيء أخر ... خطورة الأمر في هذا السلوك تكمن في ان الملك عبدالله لم يعد يعتمد على تقارير مخابراته بقدر ما صار يعتمد على تحليلات سياسيه خائفه ومرتبكه من الربيع العربي ...ونظن ان الملك يفكر في داخله الان في تحجيم صلاحية جهاز المخابرات العامه الأردنيه ....وجعل الأتصال بينه وبين هذا الجهاز لايتم بالطريقه المباشره بل عبر مستشار يعين في الديوان لشئون الامن القومي ...وذلك العنوان طرحه رئيس الوزراء عون الخصاونه في جلسة مع الملك قبل تشكيله الحكومه ..وهو للعلم يؤمن بتحديد صلاحية جهاز المخابرات ....وفكرة عون الخصاونه تقوم على أن يكون هذا الجهاز محدود الأفراد وملحقا بالجيش ... هل سيسير النظام السياسي في هذا التوجه وينتصر للحركه الأسلاميه على حساب المؤسسات التي تحميه ؟ ...لا نعرف ولكننا سنقدم تصورا للمشهد بكل تفاصيله ... الحركات الأسلاميه في العالم العربي تشبه المثلث الذي يحتوي على ثلاثة اضلاع ..والضلع الأول هو( الأخوان المسلمون) وهي جميعه تقوم على العمل الدعوي..الاجتماعي وقليلا ما تتعاطى بالسياسة ولكن من الممكن أن تدمج العمل السياسي في الأطار الدعوي ...الضلع الثاني هو الحزب السياسي ولدينا في الأردن نموذجا لذلك وهو حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يرتبط مرجعية وسياسية بالجمعيه والمفصول تنظيما ومسلكا ..أما الذراع الأخطر فهو الجناح المسلح ....وللمصريين تجربه مهمه في ذلك فقد أنتهى هذا الجناح ..مع عملية الاهرام منتصف التسعينات والتي حمل الأخوان مسئوليتها ..وحمل ايمن الظواهري شخصيا المسئولية عنها وكانت تجربة مرعبه في عمل الحركه الاسلاميه أدت لتخليها نهائيا عن العمل العسكري . في الأردن تشعر الحركه الاسلاميه أن الربيع العربي أعطاها فرصه مهمه في رفع القبضه الأمنيه ..وكبح يد جهاز المخابرات تعني تشكيل جناح عسكري معلوماتي أستخباري ..داخل الحركه ومكمل للمثلث ...وقبل أن نعطي القاريء تفصيلات خطيره ومهمه عن شكل الجناح المسلح في الأردن دعونا نعرض تلك القصه والتي تشرح ....الية وطريقة عمل جهاز المخابرات الأردني في منتصف التسعينات تقدم (الأخوان المسلمون) بشكوى للملك حسين عن مضايقات جهاز المخابرات الأردني لهم ...فكان من الملك حسين أن قام بدعوتهم للقصر ...لمناقشة الأمر حضر منهم :- الشيخ عبدالمجيد الذنيبات وعبدالمنعم ابو زنط ..اضافه للشيخ همام سعيد واخرون ... لحظة أن دخل الأخوان ...صدموا حين وجدوا انذاك مدير المخابرات الأردني مصطفى القيسي والوزير سلامه حماد وكانوا يعتقدون أن اللقاء سيكون مع الملك مباشره ....بدأ الشيخ عبدالمنعم ابو زنط الحديث وتوجه بالشكوى للملك حول قيام المخابرات بمراقبة الهواتف ومراقبة رموز الحركه وزرع مجموعات هائله من المصادر للتجسس عليهم ..ثم تحدث الشيخ عبدالمجيد الذنيبات في ذات الأطار ... بقي الملك حسين صامتا ...بعد ذلك طلب الفريق مصطفى القيسي من الملك الحديث فأذن له ..وكان منه أن أخرج ملفا أحمر اللون ...ثم بدأ بذكر تواريخ وأماكن لبعض قادة الحركه زاروها مؤخرا في دمشق والتقوا بقيادات أيرانيه ....وتحدث عن نشاطهم خارج حدود الدوله ..وعن تواريخ دقيقه لمقابلات رتبت مع أطراف أجنبيه في دمشق من ظمنها ايران ...وتحدث أيضا عن الجناح العسكري وعن تدريبات عسكريه تنظم لبعض شباب الحركه ....صدم الحاضرون جميعهم ولم يجرؤ أي أحد على الحديث غير أن ابو زنط حاول أنكار ذلك ولكن حجته لم تكن مقنعه حينها قال الفريق مصطفى القيسي كلمة مهمه للملك وهي :- سيدي على مشايخنا المحترمين أن يعرفوا أن الأمن الوطني الأردني لاتتم حمايته عبر العمل الاستخباري داخل الحدود بل خارجها أيضا..... أشعل الملك حسين في تلك اللحظه سيجارته ودخن بغضب بالمقابل شعر قادة الحركه بالأحراج الشديد ...وكانت لطمتهم قاسيه حين أكتشفوا أن المخابرات الأردنيه بهذا الحجم من الأحتراف لدرجه أنها استطاعت تحديد تواريخ اللقاءات ومادار فيها والأماكن في عاصمة عربية مغلقه ويصعب أختراقها .... كان الفريق مصطفى القيسي يدرك وخصوصا بعد توقيع اتفاقية السلام أن هناك توجها لدى الحركه لتأسيس جناح عسكري بالتزامن مع بروز حماس كحركه فلسطينيه مقاومه وكجزء مهم في الأيدولووجيا والحركه من تنظيم الأخوان المسلمين ...ووقتها وصلت الرساله للاسلامين جيدا وأدركوا أن المخابرات تعرف كل شيء وبالتفصيل ..فكفوا اليد عن أنشاء تنظيم مسلح وأكتفوا بالعمل السياسي . كان الأمر وقتها تحت السيطرة المطلقة للدوله لسبب بسيط هو أن جهاز المخابرات العامه كان صاحب الولاية في شأن الأمن السياسي الوطني وبالتحديد فيما يتعلق بالاسلاميين واصر الملك حسين على أن يبقى ملفهم بيد المخابرات العامه ....لأن هذا الجهاز هو وحده الكفيل بأبقاء هذه الحركه في أطار سياسي بحت . هكذا كان يفكر الملك حسين ...وبحكم أن الفريق الشوبكي الحالي هو بن المدرسه القديمه في المخابرات والتي تؤمن بأن حماية أمن الدوله لايتم بالعمل الأستخباري المحصور داخل الحدود ....فقد أرعب وجوده الاسلاميين كثيرا لهذا بدءوا بالأستفزاز المتعمد لجهاز المخابرات في محاولة للضغط على الملك أكثر لكف اليد عن أعطاء حجم أكبر للمخابرات ..واستجاب النظام في ذلك حين زجوا الأمن وبالتحديد جهاز المخابرات في معركة معهم لأستفزازه وحشره في زاوية العمل المكتبي . المخابرات الاردنيه الان ..يتم افقادها الأوراق بأمر مباشر من القصر هو يعتقد – واقصد الملك- أنه من الممكن تكرار النموذج التونسي في الاردن من الممكن تكرار ما حدث في المغرب من بروز الاسلاميين في الأردن هو يقلد نماذج ولكنه عاجز عن أنتاج مبادره ...ولكن النظام السياسي الأردني غفل عن حقيقه مهمه وهي ان الاسلاميين في تونس ليس لديهم أزمة هويه وهم تنظيم تونسي في أطار التنظيم الدولي وهم كذلك في المغرب ومصر ولكن في الأردن ..الحركه الأسلاميه أردنيه بهوية فلسطينيه بمعنى أخر أنها لاتملك أزمة هوية مثل الدولة فهويتها التنظيميه والمسلكيه هي هوية فلسطينيه تماما . الى ماذا وصلنا الان ...نتيجة سلوك النظام السياسي الذي يريد أن يقحم الحركة في الحياة السياسية للدوله وأن يمنحها مكاسب معينه وأن يكرر النموذج التونسي .....وصلنا لمرحلة نضوج التنظيم المسلح للحركة الأسلامية في الأردن وتم تسميته (بالرواد) ويقال أنه أطلق عليه أسم (كتائب الرواد) ....وقد قدمت تلك المعلومات للملك وتعامل معها على أنها معلومات هدفها تضخيم الحاله ..فقط ولم يعرها أهتمام . ودعوني هنا أسرد لكم تفاصيلات مهمه وخطيره عن التنظيم المسلح للاسلاميين في الأردن أولا :- بدأ تشكيل هذا التنظيم بعد أحداث دوار الداخليه وأوكلت المهمه لمجموعه من الأشخاص ..من سكان الزرقاء بأعداد هياكل وتنظيم وأماكن تدريب ثانيا:- تم أعتماد الأماكن التاليه في الأردن كأماكن سريه لتدريب الخلايا المسلحه لتنظيم الأخوان المسلمين في الأردن وهي :- (وادي الواله , مادبا الهيدان , جرش , ومنطقة السخنه في الزرقاء) ثالثا :- تم أعتماد الجامعه الأردنيه ...كوحده أنتاج لهذه الخلايا المسلحه وتم أتخاذ قرارا تنظيميا سريا بأن يكون أعضاء التنظيم المسلح من حملة الشهادات الجامعيه وتم أستبعاد الشرق أردنيين خوفا من الأختراقات الأمنيه رابعا:- أول خليه تخرجت كانت من مادبا وقوامها ما يقارب ال(90) شابا وتلقت تدريبات على فك وتركيب (الكلشن كوف) والرماية عليه من الوضع الثابت والمتحرك وتم أعطائهم فكره عن (الار , بي ,جي) ..طرق أستعماله ومداه عبر عرض مجسمات عليهم ..والأخطر أنهم تلقوا دروسا متقدمه في صناعة المتفجرات اليدويه أعتمادا المواد محلية الصنع مثل الأسمده خامسا:- تم تشكيل وحدة معلومات وهدف هذه الوحده جمع المعلومات التفصيليه عن كبار ضباط المخابرات الأردنيه وضباط الأمن العام والجيش وحركتهم وعناوين السكن ...وتم خلق تصور لعمل دائرة المخابرات وأسماء الشعب فيها واسماء الضباط ..عبر رسم مخططات لهيكلية الجهاز سادسا :- خلية المعلومات تم اسناد مهمه لها تتعلق بحماية جسم الحركه سواء جبهة العمل أو الأخوان من أختراقات المخابرات الأردنيه عبر تكليفهم بمراقبة الأعضاء الجدد ونشاطات الأعضاء المشكوك بأمرهم وحركتهم . سابعا :- تم تحديد أسماء وأماكن تجار سلاح في الأردن وتكليف اشخاص في حال الضروره بأجراء أتصالات خاصه معهم لشراء الاسلحه والذخائر ثامنا :- هناك مؤشرات مهمه حول وجود نشاطات خارجيه للأسلاميين ..وطرق الأتصال بمجموعات أسلاميه مسلحه في الخارج ولكني شخصيا لم أستطع أن أحصل على معلومات حول الأنشطه الخارجيه للحركه تاسعا:- يبلغ عدد افراد التنظيم المسلح والذي أطلق عليه أسم (الرواد) وفي رواية أخرى اسم ( كتائب أبو عبيدة) ما يقارب ال(600) فرد وهم مقسمون ألى خلايا وكل خليه مكونه من (15) فرد ولكل واحده قائد يرتبط بهيكل تنظيمي حتى يصل رأس الهرم الى المرشد العام للأخوان فقد تم الأتفاق على أن يتلقى هذا التنظيم الأوامر من المرشد العام فقط ....وأن يكون مفصلا نهائيا عن الذراع السياسي وهو جبهة العمل . عاشرا:- التنظيم المسلح الان تم تكليفه بحماية قادة جبهة العمل الأسلامي في المسيرات والتحركات ....فقط ولم تصدر له أية اوامر أخرى احد عشر:- عمليات التدريب مازالت مستمره وتتغير تبعا للظرف والزمن . هذه المعلومات...لا تحتمل الخطأ وليس مبالغا فيها بل هي حقيقه 100% ونظن أن الأجهزه الأمنيه الأردنيه تدرك ذلك وتعرفه ...ولكنها تخشى من تفكيك هذا الذراع كون الحكومه والنظام على قناعة تامه بأن معلوماتهم هي تضخيم هدفه ...اعادة هذا التنظيم للحاضنه الأمنيه . النظام السياسي الأردني أبتعد عن أجهزته الامنيه ...وهو أقرب الى وجهة النظر السياسيه في معالجة الحاله وهو يعتقد أن التحالف مع الحركه في الوقت الحالي قد يكون أنجع من التحالف مع القواعد العشائريه ..والتي يظن انها اصبحت عبئا عليه ...بمعنى أن النظام بدا يعطي مساحات للاسلاميين في اطار تحالف معهم على حساب القوى الشرق أردنيه المكونه للبيروقراط وللاجهزه الامنيه والجيش ...,هذا بالمجمل حساب خاطيء ...لان الاسلامي لايؤمن بمنطق التحالف بقدر ما يؤمن بتحقيق المكاسب ...وربما جر المجتمع العشائري الى حالة الصدام في المفرق نجح بايهام النظام بأنهم مازالوا مستهدفين من الأجهزة الأمنيه وبالتالي لابد من توسيع المساحة أكثر ...حتى يكون التحالف طبيعيا . الخطوره أن الحكومه الأردنيه في حالة صدام كامل مع جهاز المخابرات والنظام ..ربما يظن بأنه يوزع دورين متناقضين عبر حكومة تقترب وأمن يكشر عن أنيابه ...واذا كان هذا التحليل مقبولا نوعا ما وأنا شخصيا لا أؤمن به بقدر ما اؤمن بالتحليل الأول ...فأجزم أن هذه السياسيه هي خطرة جدا كونها تؤسس لفصل بين مكونات الدوله ولتحطيم مؤسسة على حساب أخرى وبالتالي ضياع التنسيق ..والأختصاصات في جهاز الدولة التنفيذي . مالقادم ؟ ...لا نعرف ولكن ربما يكون الصدام ضرورة وربما يكون الأنبطاح نتيجة...و في النهايه ...لايستطيع أي نظام سياسي أن يتخلى عن مكوناته ...أو يحجمها لقاء الأستماع لنصيحة ما أو قراءة مشهد عربي غير متطابق مع الحالة الأردنيه . الدوله التائهه ....الجزء (13) الدوله تطيح بالدوله.....المخابرات نموذجا سنسرد بعضا من التفاصيل عن رئيس الوزراء الحالي ....(عون الخصاونه ) وهل سينجح في الأطاحه بالمخابرات العامه ....تقول المعلومات الوارده أنه جاء لتنفيذ هذه المهمه .......ودعونا نسرد بعضا من تاريخه . حين كان رئيسا للديوان أنقلب على حليفه وصديقه عبدالكريم الكباريتي ...وهو يحمل من المخابرات موقفين الأول :- شخصي ..والثاني :- أمريكي ولنبدأ بالشخصي . حين كان (عون الخصاونه) رئيس للديوان وقبل ان يقوم الملك الراحل بألاطاحة به ...قدم أحد كبار جنرالات المخابرات ملفا للملك يحتوي على معلومات مهمه عن نشاطات (ص .م) وهو مدير مكتب عون الخصاونه في ذلك الوقت . وتم تقديم ملخص للمبالغ التي أنفقت بأمر رئيس الديوان ..وكيف ذهبت وقد تبين أن الخصاونه أعطى تفويضا لمدير مكتبه (ص.م) بالصرف ..وحتى يحفظ موقع رئيس الديوان من المساءله قامت المخابرات بأعتقال مدير المكتب والتحقيق معه وقدمت توصيه للملك حسين تفيد بأن مدير المكتب تصرف بمعزل عن رئيس الديوان والحقيقه غير ذلك ابدا ..ولكن للمنصب مهابه ووقار ... علما أن المبالغ التي صرفت كانت بالملايين . طلبه الملك حسين لمكتبه قبل أن يعفيه من المنصب ووجه له السؤال التالي وهو :- هل كنت تعرف بالمبالغ التي صرفت بأمر مدير مكتبك ...فكان منه أن قال للحسين :- (سيدي ما كنت بدري) ...كانت المره الأولى التي يخرج فيها الملك حسين عن طوره ....ويرد على الخصاونه قائلا :- اذا كنت تدري فتلك مصيبة وأن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم . ثم طلب منه اخلاء موقعه نهائيا ...ظن عون الخصاونه أن الملف الذي سلم للملك كان انتقاما من المخابرات العامه ...للهجوم الكاسح الذي شنه الخصاونه على الكباريتي ....ولم يكن يدرك أن الملك أوكل المخابرات وقتها بمراقبة كل شيء ...ولا نريد هنا أن نذكر تفاصيل الملف وتفاصيل أرض (المجدل ) في الباقوره ...كونها معلومات قديمه وذات حساسية أمنية بالغه . تولدت بعد هذه الحادثه حاله من الحقد الشخصي لدى الخصاونه على جهاز المخابرات وأعتقد ان هذا الجهاز وبهذا السلوك قد ضيع عليه فرصة تشكيل الحكومه ...علما بأن الكباريتي شخصيا والمخابرات هي من قدمته لهذا الموقع الأمر الأخطر هو الرغبه الأمريكيه ....وهنا لابد من الأشاره ألى أن الرجل جاء عبر قناة أمريكيه ...وللعلم فالخصاونه هو من أكثر الناس تعاملا مع الجهاز الأمني الأمريكي ..فقد كان من مهندسي محاكمات البلقان ..وكانت هذه المحاكمات تتم برعايه أمنيه غربيه ...وفي الجانب الأسرائيلي هو مهندس تأجير الباقوره لأ سرائيل ويقال أنه ..عملية التأجير تمت عبر ضياغته لجزء من المعاهده ... أن أخطر ما أرتكبه الخصاونه بحق الشعب الأردني هو أنه تجاوز أما قصدا أو عن دون قصد عن تثبيت قرار فك الأرتباط في معاهدة السلام الأردنيه الاسرائيليه حين خضع للشرط الاسرائيلي الذي يقضي بعدم ترسيم حدودنا مع الضفة الغربيه ..ولو أن الحدود رسمت في المعاهده لكان صعبا على أسرائيل أن تنفذ مشروع الوطن البديل ...ولكان صعبا على الفلسطينين أن يتنصلوا من قرار فك الأرتباط ولكان صعبا على أسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربيه ...متى تشاء وتترك الضفه في حالة فراغ ..وللان لانعرف لماذا تجاوز الخصاونه عن هذه النقطه بحكم أنه كان المستشار القانوني ...ومهندس المعاهده ..ومراقب ترجمتها للغه العربيه . الرجل داهيه وهو صوفي بطبعه ويستطيع أن يقلب الأشياء رأسا على عقب ويقلب الخيال لحقيقه ....ذات مره أصطحبه الملك حسين للأمارات فكان من الشيخ زايد أن اصطحب الملك الراحل في جولة ..على محمية أنشأها الشيخ زايد ..وصار يشرح للملك عن أنواع المها العربي ومن أين أحضرت وما هي الاجراءات المتبعه لحماية الاصناف ...الملك حسين تحدث عن محمية الشومري وأخبر الشيخ زايد أننا نملك في الأردن محمية مشابهه ...فسأل الشيخ زايد الملك حسين عن أنواع المها الموجوده في محمية الشومري ..هنا تدخل عون الخصاونه بسرعه ......وأخبر الشيخ زايد بأننا نملك أصنافا كثيره وعديده وبدأ يعدد تلك الأصناف ......الحقيقه أننا في محمية الشومري لانملك سوى صنف واحد وهو المها العربي . ظن الملك حسين أن للخصاونه أهتمامات بالمها ..وسأله :- منذ متى يمارس هواية العنايه بالمها العربي ...ولكنه تفاجأ من رد الخصاونه الذي اكد للملك أنه لم ير غزالا في حياته وأن معرفته بأنواع المها جاءت من قراءته للشعر العربي ...ففيه تذكر كل أنواع المها ومن قراءته ..لكتب الرحلات وكتاب (الحيوان ) للجاحظ .... اضافة لرحلات الصيد في العهد الاموي أستغرب الحسين وقتها وضحك مطولا فرئيس ديوانه ..يحفظ كل ما يقرأ ولكن على مايبدو قرر نسيان بند أغفله في المعاهدة وهو ترسيم الحدود مع الضفه الغربيه بأعتبارها دولة فلسطينيه . في السياسة علينا أن نحذر الصوفي ...لأن الصوفيه طريقه وتبيح الباطنية لا بل تجعلها مشروعة ..,كل شيء يحتمل الباطنيه الا الموقع العام . اذا الخصاونه جاء بكره متأصل للمخابرات وبوصفة أمريكيه تدعوه الى التحالف مع الأسلاميين تمهيدا لتقديم الأردن على طبق من ذهب لمجموعة عباس ومليشياته....وحتى يقدم هذا الوطن وتكون الطبخه مقبلوة ومتجانسه وغير محترقه ...فلابد من أتفاق على الحصه بين الاسلاميين وفتح ...فهذا الفصيل يمهد للمرحلة عبر مفاوضات وأتفاقات مع حماس ..ويدخل المرحله عبر تقسيم للكعكه مع الاسلاميين في الأردن . وحتى تمرر المشروع الامريكي الاسرائيلي الفتحاوي لابد من خلق طريق مستويه وأزالة المطبات التي تعيق السرعه ...وحتى ينجح الخصاونه جاء على قاعدة ما يسمى بالولايه الدستوريه ...علما بأن التدخل في الشأن السياسي هو جزء من صلب الأمن الوطني الشامل ...ودور المخابرات لم يكن أعتداءا على الولايه بل هو دور ....بالمقابل غفل الخصاونه عن الديوان ...فالحكومات في بلدنا تأتيها اسماء محدده من الديوان ..وايمن عوده ويعرف الخصاونه ذلك دخل الحكومه بأمر مباشر من الديوان ..اذا لماذا تتهم المخابرات بخرق الولايه الدستوريه ويغيب الديوان الخصاونه ينفذ مشروعه خطوه خطوه ...فخلال الشهرين القادمين سيبدأ بالحديث عن الملكيه الدستوريه ...وهذا شرط أمريكي فتحاوي اسلامي يجب أن يطبق حتى يدخل زكي بني ارشيد في لحظة الى القرار وحتى يكون صائب عريقات بديلا لناصر جوده ....وهو للعلم سيجري دراسات في هذا الشأن وسيؤكد أن الملكيه الدستوريه ...هي حل لجميع مشاكلنا . الغريب أن هناك ألتباس في الحكم ...ألتباس يؤكد أن النظام بدل تحالفه التقليدي ..المكون من العشائر وبيروقراط الدوله والمخابرات والجيش اضافه لبقية الأجهزه الأمنيه وصار يعطي مساحات للأسلاميين عبر الحكومه ..ويبتعد عن التدخل وكأنه يريد ...أن يقدم نفسه بصورة الحاكم ولكن أي سلطة مطلقة في العالم هي مفسدة مطلقة ....وهذا الأمر يعتبر خطيرا وتحولا في الطريقه الهاشميه في الحكم كونه يؤسس لحالة يتم الأنقضاض فيها على النظام نفسه ...فحين تحجم المخابرات والقوى العشائريه والأمنيه والبيروقراط فهل سيحترم الأسلامي تحالفه أم سينقلب على النظام نفسه. أذا الخصاونه شخصيه باطنيه والباطنيه هي طريقة حكم ...وهو أقرب للمالكي في العراق ...فالمالكي حطم الوجود السني تماما ..والخصاونه سيحطم الوجود والحضور الشرق أردني في الدوله .. راقبوا هذا الرجل فاليوم أصدر أوامرا الى الصحف الرسميه تقضي بعدم مهاجمة الاسلاميين ...بالمقابل سمح لزكي بني ارشيد أن يطلق تصريحا يؤكد فيه أن الموساد والمخابرات الأردنيه يتعاونان لضرب الاسلاميين . الى اين ستأخذنا يا خصاونه ...أنا أعرف انك قرأت كربلاء وسيرة الحسين أكثر من (10) مرات وأعرف أنك أموي الطبع والدهاء ...وأظنك ستفعل ما فعل يزيد ....وتعلن كربلاء الأردنيين الجديده . الدوله التائهه ....الجزء (14) ناهض حتر ...قراءه في شخصيه معارضه أعرف أن ما أكتبه سيكون جدليا جدا , ولكني سألج هذه المره من باب المعلومات ..وسأوظفها – وأقصد المعلومات- في أطار تشخيص دقيق ومهم للمرحلة ولأخطاء االحاشيه الفاسده المحيطه بالنظام ..وسأتحدث عن ناهض حتر كنموذج تحالفت عليه القوى الفلسطينيه المرتبطه بفتح مشروعا وبطاهر المصري وصبيح تمويلا ...وحرضت النظام على تشويه صورته ونهجه . حين تنظر ألى كاتب جيد ذو قدرات عاديه ويوظف فلسطنيته في الغالب للتقرب الى النظام مثل ماهر أبوطير تكتشف للحظه أن النظام السياسي في الأردن كان يتهافت من أجل أن يطرحه كابن شرعي له ...فالديوان الملكي تبنى ما يقارب ال (20) حاله طرحها ماهر أبو طير عبر تحقيقات صحفيه متوسطة المستوى عن أسر فقيره بتكلفه ماليه بلغت المليون دينار ناهيك عن أحتضانه ماليا وأقتصاديا ....والأخطر ان النظام في حالة أبو طير اسس منهجا أعلاميا هو الولاء المدفوع الثمن ...وثمة حالات مشابهه للسيد أبو طير مثل مراسل أحدى صحف المهجر والذي تعمد الملك شخصيا في أجتماع في دائرة المخابرات مع مجموعه من الصحفيين في العام (2007) على توجيه المزاح له ....وتبادل الأبتسامات معه في اشارة واضحه الى أن الموجودين مجرد كراسي والنظام هو من يصنع مبدعيه وكتابه . هذا المراسل العنصري والمرتبط بفتح تنظيميا تلقى للان ما يقارب النصف مليون دينار من النظام كهبات ترضيه لا أكثر ولا أقل ...وما زال مدير أعلام الديوان الملكي ينقل تقاريره للملك . صحفيه أخرى متهمه بالطائفيه اسسست مركزا ممولا تلقت من أحد المؤسسات الخدماتيه مبلغا يتجاوز ال (300) الف دينار تحت مسمى العمل على تحسين صورة مدير تلك المؤسسه ...ويقال أن مدير أعلام الديوان هو صاحب التوجيهات التي صدرت بشأن الدفع لها . لا نريد أن نغوص في حالات فرديه ..ولكن لنعد ألى لقاء الملك عام (2007) بمجموعه من الكتاب الأردنيين وكان عددهم (12) في دائرة المخابرات بحضور باسم عوض الله ومحمد الذهبي ...لنعد الى قيام الملك بممازحة ذلك المراسل وعلى مسمع ومرأى الصحفيين ...قبل ذلك كان الحضور يتهامس قلقا حول كيفية دعوة هذا المراسل المتورط بشتم الشرق أردنيين ..والذي يقابل بالرفض من الجميع خصوصا وان صحيفته كانت في ذلك الوقت قد نشرت تقاريرا مسيئه للنظام والدوله . الجميع ذهل حين تبين أن الملك يعرفه شخصيا ويمازحه ..وكأنه يريد أن يرسل رسالة للجمع أن ذنوب هذا الرجل مغفوره ....ويحق له ما لايحق لغيره .... بعد عام وفي منزل أحد الشخصيات العامه وبحضور خالد شاهين قال هذا الرجل للجميع في حوار صاخب ضم مجموعه من الأعلاميين :- كل شرق أردني هو مأفون وحاقد وعبء على النظام السياسي والدوله ..وحين نشر أحد المواقع الألكترونيه هذه القصه ..وأجرى لقاءا مع خالد شاهين والذي أكد حدوثها وأستعداده للشهاده في المحكمة اذا طلب..قامت نقابة الصحفيين بتحويله الى لجنه تأديبيه الا أن أوامر مباشره من المكتب الأعلامي في الديوان صدرت وطلبت بأنقاذ هذا الرجل فورا . في ذلك الوقت قام مدير الأمن العام بتخصيص (3) دوريات حمايه أمام منزل ذاك الصحفي ...وبقيت ملاصقه له وتدخل طاهر المصري شخصيا وطلب لقاء مجموعه من أصحاب القرار لأنقاذه ...وحرك الديوان الملكي ممثلا بالمكتب الاعلامي مجموعه من الاساطيل الأعلاميه للدفاع عنه وأنقاذه . وبعد فتره تكشفت الحقائق وأذا بباسم عوض الله كان قد رتب له لقاءات عديده مع الملك بالأضافه لطاهر المصري وطرحوه كأحد المتنورين المخلصين للنظام وهم في قرارة أنفسهم يعرفون أنه مخلص لفتح .... والاخطر من ذلك أن باسم استطاع أقناع النظام بمشروع صحيفه عربيه يديرها هذا المراسل وتم توفير رصيد مالي لأنشائها بلغ مليون دينار وفيما بعد أجهضت المخابرات القصه وتم منحه (80) ألف دينار كترضيه وجبر خاطر عن أجهاض المشروع . هنا يأتي ناهض حتر ونسأل لماذا كل هؤلاء يحصلون على دعم النظام بالمقابل شخصيه شرق أردنيه متنوره مثل ناهض حتر يقاتل وتشوه فتح بماكناتها الأعلاميه صورته ويتهافت الجميع لأراقة دمه ..وقبل أن نجيب على السؤال دعونا نتحدث عن جوانب من شخصية حتر . المسيحيون في الأردن لم يكونوا أبدا حالة طائفيه بل هم حاله وطنيه تنويريه بأمتياز ...ولكن ثمة صحفيه مرتبطه بالسي أي ايه حاولت في لحظة ما تغيير المسار والحديث عن محاصصة طائفيه ولفظت من القوى الوطنيه ...ناهض حتر هو شكل من أشكال المتنور المسيحي وهو صوره حقيقه للأردني ابن العشيره ..وأبن الجغرافيا المرتبطه بالمجتمع الزراعي وبيروقراط الدوله والمؤسسه العسكريه . حين تسأل مالذي غير ناهض حتر ذاك الشيوعي الأممي المتسامح والطالب النجيب في الجامعة الأردنيه وأصبح يساريا يمارس مسلكا يمينيا منغلقا على الهويه ....ستجد الأجابه في شخصية كريم بقردوني ...وبقردوني هو منظر حزب الكتائب وأكثر المدافعين عن الهوية اللبنانية الجامعه وهو أكثر من قاتل في سبيلها ..ولكنه في لحظة ما أضطر للتحالف مع أسرائيل ليس ضد الفلسطينين بقدر ما كان يملك خيارين لا ثالث لهما الأول أبادة الكتائب وأنهاء الوجود الماروني في لبنان أما الثاني التحالف مع أسرائيل لأبقاء هذا الخط حيا في الدولة اللبنانيه . ناهض قرأ التجربه اللبنانية جيدا وقرأ الحراك السياسي الفلسطيني جيدا فقدم طرحا لايقوم على أقصاء الاخر بقدر ما يقوم على تحديد هوية الاخر ..هو تاريخيا حذر من فتح ليس لأنه يكرهها أو يبغضها بل لأنه قرأ تاريخ أنقلاباتها السياسيه ....وهو حذر من عباس وميليشياته ليس لأنه يملك موقفا عنصريا من الفلسطينين بل لأنه يفهم حركة التاريخ جيدا ويعرف أنقلابات تلك المليشيا .... عاش فترة (السبعينات ) وكانت عائلته تسكن (اللويبده) ..وتلك العائله منعت من الحركه وجوبهت وخونت وناهض حتر شخصيا تعرض للأذى وهو ما زال طفلا من الفصائل الفلسطينيه ...وتعرض للأعتقال وهو في الجامعة الأردنيه وكانت وصية عبيدات حين كان مديرا للمخابرات وقتها بأذاقة هذا الفتي أشنع صنوف الأهانه ..وتعرض للشتم والضرب ..والبعض يقول أن ناهض أعترف على معظم الخلايا السريه في ذلك الوقت ..وللعلم ناهض لم يعترف لأن أعضاء الحزب كانوا معروفين وقتها ..بل واجه كل ذلك لسبب بسيط وهو أنه عضو نشيط في الحزب الشيوعي . أستطاع هذا الرجل أن يحقن جزء كبير من الشباب بمشروعه في مقاومة فتح ومخططها الداعي الى شطب الهويه الأردنيه عبر أعادة أنتاج وصفي التل وهزاع المجالي ...ونجح في ذلك منتصف التسعينات حين أعاد أحياء تراث وصفي التل وألف فيه وكتب الكثير عنه ...وهذا ما أزعج المؤسسة الرسمية منه كونها كانت تريد طمس هذا التاريخ في ذلك الوقت لماذا يكره النظام والمؤسسة الرسميه التعاطي مع ناهض حتر ؟ ستستغربون أذا قلت لكم أن حتر لم تتم دعوته ألى أي وليمة مع الملك وكان ممنوعا من لقاءات رؤساء الوزرارت ..والسبب أن النظام السياسي الأردني اقنع أو تم أقناعه عبر حاشية .... غير مستنيره بضرورة أقصاء هذا الشخص لأن النظام نفسه لايحتاج لنموذج المفكر أو المتنور ولأن تقديم ناهض حتر يعني أقصاء النخب الفلسطينيه في الأعلام والسياسه ومن رسخ هذا المفهوم وقاتل من أجله هو أيمن الصفدي بالدرجة الأولى وباسم عوض الله ....اذا نجح الخط الفتحاوي المرتبط بعباس ومليشياته والخط المالي المتمثل بطاهر وصبيح المرتبط ماليا بعباس ومليشياته في تشويه صورة كل من يدعوا الى الحفاظ على الهويه الوطنيه الجامعه ...وكان ناهض أول الضحايا . والسؤال الخطير الذي لاتدركه المؤسسه الرسميه ..ولم تدركه الحكومات أو المؤسسات المدنيه في المجتمع هو ؟ ألا يوجد خوف من تكرار السيناريو الأسرائيلي في الأردن ...فالكتائب كانت جزءا من الهويه الوطنيه اللبنانيه وحين تم محاولة شطبها أو تصفيتها تحالفت مع أسرائيل ....هذا السيناريو مطروح على أجندة الليكود الأسرائيلي بالطبع وليس على أجندة ناهض حتر أو غيره من النخب الشرق أردنيه ..... سأحاول أن اقدم أجابة واضحه ....النخب الأردنيه تختلف عن الكتائب اللبنانيه في أنها تعتبر اسرائيل خطرا على الدوله وليس حليفا ومن المستحيل ..أن تقوم هذه النخب بالحوار مع أسرائيل أو حتى الأمريكان وتجاوز النظام السياسي في ذلك ....بعكس (ايفا أبو حلاوه) مثلا والتي تحاورت مع الأمريكان ..وقدمت صورة مشوهه ولئيمه عن الشرق أردنيين ناهض لو وضع السكين على رأسه فلن يتحاور مع أسرائيل حول الأردن ولكن في لحظة قد تجد النخب الأردنيه نفسها مظطرة لاجراء حوار مع الأمريكان حول الوضع في الأردن دون مرجعية النظام نفسه ...هذا الحوار هو موجود اصلا ...وله وسطاء في الساحه . أن خطأ النظام السياسي الأردن الان أنه نظر للتجربه التونسيه من زاوية راشد الغنوشي وبروز الأسلاميين ونسي شخصية المنصف المرزوقي القريبه من شخصية ناهض حتر ...من شخصية المفكر اليساري الذي لايتناقض فكره أبدا مع الحفاظ على الهويه الوطنيه وعدم تميعها ...في النهايه الذي حسم الأمر هو المرزوقي وليس الاسلاميين فهم حاله عابره في مجتمع سيجربهم ولكنه سينقلب عليهم ..بمعنى أخر أن المجتمع التونسي سيتحالف في النهايه مع شخصيات فكريه وطنيه غير مرتبطه في المشروع الأمريكي بالمنطقه المستقبل في الربيع العربي لن يكون للأحزاب بل للشخصيات التوافقيه ..وعلى النظام الأردني الان أن يحتضن شخصيه بحجم ناهض حتر ..ويحتضن كل متنور أردني ..وأحتضانه لهم هو أبعادهم عن مرحلة قادمه خطيره ..ستؤدي بهم الى بحث مستقبل الأردن مع جهات عربيه وأجنبيه دون مرجعية النظام نفسه... هل سيصحوا النظام على هذا الواقع ؟ ..الشرق أردني بطبعه شرس ومقاتل وعنيد ..واذا اصر الحكم على خياره الحالي فربما سنصل ألى هذه النتيجه الخطيره ...وهي بحث مستقبل الدوله داخليا وخارجيا دون مرجعية النظام نفسه ..خصوصا أن أطرافا عربيه وأقليميه وأخرى دوليه عيونها مفتوحة على عمان ....وشهيتها مفتوحة ايضا. الدوله التائهه ......( عبداللطيف عربيات) مالقادم ؟ ...هذا السؤال يؤرق كل أردني الان وهو هل ستنتهي الأزمه بعدما أطيح بالذهبي وعوض الله ...وبعض النواب وربما سيكون القادم مجموعه من اصحاب رؤس الأموال سأجيب على القادم بالتفصيل ....سيكون ربيع عمان لاهب وستتخذ القرارات الاتيه ..وأولها حل مجلس النواب ...وأجراء أنتخابات برلمانيه بمشاركة الأخوان ..ولكن هل ضمانات الحكومه والقصر ستكفي لقبول الأخوان بالمشاركه ؟ بالطبع لا ....سيتم تكليف عبداللطيف عربيات بتشكيل حكومة للأشراف على أجراء الانتخابات وعبداللطيف اذا شكل هذه الحكومه فلن يكون هناك مبررا للأخوان برفض المشاركه وهو شخصيه محسوبه على المعارضه ناهيك عن أنه اخواني بمواقف وطنيه والأمر الأهم أنه يملك أرثا سياسيا كبيرا وضخما تمثل برئاسة المؤسسه التشريعيه في زمن صعب . هل هذا ما تمخضت عنه رحلة أمريكا الأخيره ...الفكره نظن أنها موجوده في ذهن النظام السياسي قبل سفره الى أمريكا ونظن أنها أختمرت اثناء السفر وجس نبض الادارة الأمريكيه . ولكن سؤال هل سيتم الأمر بدون صعوبات ؟ يبدو ان اشارات الحل وصلت لمجلس النواب ..ويبدو أن رد المجلس لن يكون عابرا أو أنه سيستجيب بهذه السهوله ..ونظن أنه سيوجه صفعة للسلطة التنفيذيه ...بالتحديد لرئيس الوزراء عبر عدة أمور وهي :- 1- احباط رغبه شخصيه وانجاز حكومي بتقديم باسم عوض الله للمحاكمه ونظن أن مجلس النواب ربما سيميع لجنة التحقيق اذا تشكلت وربما سيجهض القصه وسيسحب ورقة مهمه من الحكومه 2- تمييع مسألة الخصخه وسيتعامل معها بنفس الطريق 3- التغيب عن جلسات مجلس النواب 4- أجهاض أنجاز قانون أنتخابات جديد الان مجلس النواب لايتحرك بتفكير وذهنية الكتل فقد تحول الى كتلة واحده والسؤال هل سيتم هذا السيناريو كما وصفناه هنا . يبدو أنها وصفه سحريه فهي ستحرج الأخوان وأمام حكومه يرأسها عبداللطيف ستجعلهم يعودون ألى أبط النظام ...وستحرج قوى الحراك التي تتحدث عن التوطين فعبداللطيف يقود تيارا وطنيا داخل الأخوان وهو أول من واجه الصقور ..وحاول أن يخلق خطا وطنيا اسلاميا داخل الحركه وستحرج القوى الشرق أردنيه فهذا الرجل هو سلطي الهوى والتكوين ومن عشيره ذات حضور في الاردن اذا هل كانت حكومة عون حكومة محاكمات..هي كذلك..وحتى تتم المحاكمات بطريقة قانونيه ولابد من صاحب خبره في هذا المجال لابد من مهندس قانوني يجيد فهم الملفات . |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
01-06-2012, 15:27 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
الدوله التائهه ...(الحلقه الخامسة عشر) كيف حطم باسم ...الرموز? في علم السياسه للحكم حالتين اولهما كاريزما الحاكم ...والثاني ان تحكم المؤسسه ...ويقال أن كاريزما الحاكم وحدها قد تؤسس لسلطوية بغيضه في القرار ..وهذا ما حدث مع( جون كينيدي) فهو لم يغتال لأنه كاثوليكي ولكنه أغتيل لأنه ألغى المؤسسة في الحكم الأمريكي ...بالمقابل جورج بوش الأبن كان تافها لدرجة أنه أدمن على البيره في شبابه وفي علم الأدمان ...تعتبر البيره من الأنواع النادره وذات التأثير والضرر الكحولي المحدود وفي عهده قادت المؤسسه أمريكا معتمدة على أنعدام (الكاريزما) لدى بوش . في العالم العربي القصه متشابهه نوعا ما فمبارك في أواخر عهده شكل مؤسسة حكم قادت البلاد ...وسلم جمال كل شيء ...اذا لنتفق على شيء وهو أن المؤسسه أن حكمت فالأمر مقبول لأن قرارها جماعي ولكن الفرد اذا ألغى المؤسسه وقاد بنفسه دون أن يدرك أفتقاره الى الكاريزما فهذا سيؤدي الى الهلاك..وقد يقود الحاكم المرحله اذا كان يمتلك كاريزما القائد وصدام حسين حاله مهمه في العالم العربي فهو قائد فطري ولكنه ألغى كل مؤسسة البعث والجيش ...وتفرد بالسلطة فكان ما كان ...اذا لنتفق أن الحاله المثاليه هي وجود المؤسسه والكاريزما وغياب عنصر سيؤدي الى خلل ولكن تبقى اضرار المؤسسه اقل من اضرار الكاريزما أو السلطه المطلقه . السؤال الأردن أين من هذه المعادله؟ ..سأجيبكم بالتفصيل ...باسم عوض الله وكونه ذكي وتعلم مناهج الأداره استطاع أن يجري محاولات عديده لأغتيال كاريزما الملك ..والأخطر أنه أختصر مؤسسة الديوان في نفسه . دعوني هنا اسرد قصة مهمه عن تمثل نموذجا على أغتيال كاريزما الملك واسلوب الحكم ....الملك عبدالله كان ينظر في بداية حكمه الى مروان القاسم وعدنان أبو عوده وعبدالسلام المجالي....كرجال دوله وميزتهم أنهم يصدقون العرش ...وكان يكره الأقتراب من زيد الرفاعي ...فقد أوصاه الملك الراحل قبل مغادرته ألى الولايات المتحده بأن يحذر من زيد ..وهذا الأمر كشفه ايفي شتاين ..في كتابه اسد الأردن حين قال الملك حسين على سلم الطائره في رحلته الأخيره للولايات المتحده لزيد الرفاعي :- أياك أن تمارس الاعيبك القذره مع أبني ...وقد ذكرها أيفي شتاين بالنص الصريح في كتابه أسد الأردن. وفعلا حاول الملك عبدالله أستقطاب هؤلاء الناس في بداية حكمه ولكن ثمة حلقه مفرغه وخطيره في تاريخ حكم الملك عبدالله لم نستطع فهمها للان وهي لماذا أبتعد الملك فجأه عن هذه الثلاثيه ...ومن نقل معلومات مغلوطه أو مدسوسه ....لا نعرف ؟ ولكن باسم عوض الله كان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين بأحتراف ودعوني هنا أروي لكم هذه القصه ...في العام (2007) كان الملك يريد أن يقيم مأدبة غداء لمجموعه من الرموز السياسيه ويقول المصدر أن جلالته نفسه أصر على أن يكون مروان القاسم في المأدبه ...وقد وجه أمرا ملكيا لرئيس الديوان بدعوة مروان القاسم ..وكانت هذه المأدبه تضم مجموعه من رجالات الحكم السابقين ... مروان القاسم كان يمثل نمطا من رجالات الحكم الرصينه بمعنى أنه كان يكره الخروج عن النص ..وثمة مواقف لهذا الرجل في الولايات المتحده كانت تصب في رفض التزلف والأقتراب فهو مثلا حين كان يسافر في مهمة رسميه كان يرفض وكلاء سيارات الرولز رايس ....والتعاطي معهم كونه يؤمن أن للمنصب شروطا خاصه ووقارا لايمس. وعندما أوعز الملك لباسم بدعوة القاسم كان على باسم أن يقوم هو نفسه بالأتصال مع القاسم ..ولكنه وعلى خلفية أرث شخصي قديم ربما ؟ كلف موظفا في التشريفات بالأتصال بمروان القاسم ... كان مروان القاسم وقتها يعاني من مشاكل صحيه متمثله بالضغط وأعتذر بأدب جم ونقل هذا الموظف الأعتذار لباسم عوض الله ....ولكن يبدو أن للوقاحة تصنيفات متقدمه ..ولهذا أصر باسم عوض الله أن يحرج القاسم كون الأخير من الرجالات التي تحترم نفسها وتؤمن أن تاريخه يجيز له بأن يقوم رئيس الديوان شخصيا بدعوته ....فطلب من موظف التشريفات أن يتصل مرة أخرى ..وأن يقدم مروان القاسم الأسباب الموجبه للأعتذار ...كان رد القاسم على الموظف قاسيا جدا وكان يحمل رساله لباسم عوض الله مفادها من أنت حتى تفعل ذلك ؟...ومن ضمن ما قاله القاسم لهذا الموظف أن ثمة أشياء في مزرعته تحتاج لأصلاح ويريد أن يمضي الوقت هناك ....بالطبع تلقف عوض الله الرساله وقدمها لصاحب القرار بصوره معكوسه تماما ومشوهه ومفادها أن القاسم بعد الملك حسين لم يعد يرى أحدا في عينيه ...وكان له مغزىمن تقديم تلك الصوره ... ولباسم طريقه في أيصال الرسائل فقد خاطب في نفس العام نائب رئيس وزراء سابق في عبدون هو وصائب عريقات بطريقه فجه دعت المخابرات وقتها لوضع الحادثه بتفاصيلها أمام الملك حين قال له هو وصائب عريقات :- (بتحكوا عنا أحنا الفلسطينيه بدنا أنخرب البلد) ..وكان وقتها يقود سيارته (الأودي) ثملا مع صائب عريقات في شوارع عبدون المكتظه . والسؤال لماذا قاتل باسم في تهميش عدنان ابو عوده ومروان القاسم ومحمد عدنان البخيت وعبدالسلام المجالي وكل العسكريين الذين كان لهم خدمه طويله في السفاره الأردنيه بواشنطن ...لسبب بسيط أنهم يعرفون تاريخا لايعرفه الناس ربما ....ولسبب أخر هو تكسير الكاريزما وتقديم المؤسسه التي تختصر كل قراراتها برغبة باسم . اذا المؤامره التي حاكها باسم عوض الله لم تكن على الدوله بل كانت على النظام نفسه ...وعلى المؤسسه وصدقوني أنه أوقع ضررا خطيرا بصورة العرش ...فالملك لم يكن يريد أن ينقلب على أرثه العسكري العشائري ولكن باسم وبرسائل مزوره وموهومه وبلقاءات بروتوكوليه مع السفير الأمريكي أستطاع أن يمارس دور العراب القذر ..في تقديم وصفه للعرش تتمثل بتغيير نهج الحكم ....ويستطيع العرش الان ان يدقق في الرسائل التي نقلها باسم وسيدرك انها في أغلبها لم تكن رغبات غربيه أو حتى مشوره بقدر ما كانت من تأليف باسم . حتى في تعيين عدنان بدران ...أستطاع باسم أن يكذب على العرش فكونداليزا رايس كانت مستاءه من تهميش الاكاديميين العراقيين في المشهد السياسي وتحدثت عن ذلك وضغطت على الحكومه العراقيه وقتها لادخالهم في العمليه السياسيه وألتقط باسم تلك الاشاره ولكنه حولها لعمان بعد أن كانت متجهه لبغداد وزورها حين أخبر النظام بأن تلك الرغبه الأمريكيه ستكون بلسم أدرار المساعدات ..ونجح في تعيين عدنان بدران . اذا لنتفق أن المؤامره التي حاكها باسم استهدفت طرفين العرش والشعب فهي في المرحلة الاولى أنتزعت الملك من تكوينه العسكري العشائري النقي ..وفي المرحله الثانيه وعبر نقل رسائل أمريكيه كاذبه ومخادعه من السفاره نجح في تغيير أولويات العرش ...ويستطيع الديوان الملكي أن يجري جردة حساب للأتصالات الأمريكيه الاردنيه فيما يتعلق بالشأن الخارجي ويستطيع أن يكتشف حجم التزوير في الرسائل التي نقلها باسم . الغريب أن البعض كان يظن أن عوض الله هو أحد عملاء السي أي ايه المتقدمين في المنطقه وقد حاول باسم أن يكون كذلك ولكن السي أي أيه لاتزرع عملاء من هذه الشاكله والأردن ليس مناخ مناسب فهي تتعاطى معه بطريقة الرعايه وليس الوصايه أو المناكفه بمعنى أن الأردن بالنسبة للسي أي ايه هو مرجعيه في الأرهاب ..هو يستطيع أن يقدم وصفه شرقيه استخباريه في كبح جماح المنظمات المتطرفه ...يستطيع أن يكون معلما في هذا المجال بالمقابل فدوائر القرار والشخوص السياسيه ليست اولويه في التجنيد او العماله ابدا ..بعكس سوريا أو لبنان وحتى اسرائيل نفسها كون السياسه الأردنيه واضحه وغير مرتبطه بمشروع مقاوم أو مشروع أيراني الأمر الاخر أن أبسط اولويات زراعة العميل هي القاعده الأجتماعيه أو القبول الأجتماعي ومعروف لدى (السي أي ايه) أن الرجل يملك أزمه في هذا المجال ...وهنا تكتشف مكمن الخطر الحقيقي في شخصية هذا الرجل وهي أنه أوهم ..مجموعه من السياسين في الأردن ومن الصحفيين والنخب بأنه رجل السي أي ايه المدلل .... باسم يجب أن يحاكم أمريكيا أيضا ويجب أن تراجع السفاره الامريكيه في عمان سجلات لقاءات السفراء بهذا الرجل وأن يراجع الديوان الرسائل التي نقلها ...والسؤال لماذا فعل كل ذلك ..أظن أن مدرسة باسم عوض الله هي فتح وهو من جيل صائب عريقات وقد كشفت (ويكيليكس) دوره –واقصد عريقات- في ضرب غزه في التامر على العرب في محاولة تدمير الدور الاردني وفي الأتفاق مع الموساد على ضرب حماس ..وباسم كان يسير بنفس النهج ويمارس نفس الدور ....كان دوره يشبه دور عريقات تماما في اللعب على كل الأوتار وهو للعلم معلمه وربما استاذه في السياسه وتستطيعون أن تراجعوا حلقة أحمد منصور مع صائب عريقات حين قام بتعريته عبر الوثائق الموره وتراجعون دور باسم البهلوان في الاردن في الحلقه القادمه سنتحدث عن أنتاج الحلقات المحيطه ...لباسم من مثل العضايله الفايز ووغيرهم من ضباط الحرس ..وكيف تغلغل في دوائر كانت محصوره على رؤساء ديوان سابقين ....والأخطر من كل ذلك كيف أستطاع أن يتغلغل في تركيبة وتعينات ضباط الحرس . الدوله التائهه (16).. البهلوان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين.. ومحاولات مستمره لإغتيال 'كاريزما' الملك في علم السياسه للحكم حالتين اولهما كاريزما الحاكم ...والثاني ان تحكم المؤسسه ...ويقال أن كاريزما الحاكم وحدها قد تؤسس لسلطوية بغيضه في القرار ..وهذا ما حدث مع( جون كينيدي) فهو لم يغتال لأنه كاثوليكي ولكنه أغتيل لأنه ألغى المؤسسة في الحكم الأمريكي ...بالمقابل جورج بوش الأبن كان تافها لدرجة أنه أدمن على البيره في شبابه وفي علم الأدمان ...تعتبر البيره من الأنواع النادره وذات التأثير والضرر الكحولي المحدود وفي عهده قادت المؤسسه أمريكا معتمدة على أنعدام (الكاريزما) لدى بوش . في العالم العربي القصه متشابهه نوعا ما فمبارك في أواخر عهده شكل مؤسسة حكم قادت البلاد ...وسلم جمال كل شيء ...اذا لنتفق على شيء وهو أن المؤسسه أن حكمت فالأمر مقبول لأن قرارها جماعي ولكن الفرد اذا ألغى المؤسسه وقاد بنفسه دون أن يدرك أفتقاره الى الكاريزما فهذا سيؤدي الى الهلاك..وقد يقود الحاكم المرحله اذا كان يمتلك كاريزما القائد وصدام حسين حاله مهمه في العالم العربي فهو قائد فطري ولكنه ألغى كل مؤسسة البعث والجيش ...وتفرد بالسلطة فكان ما كان ...اذا لنتفق أن الحاله المثاليه هي وجود المؤسسه والكاريزما وغياب عنصر سيؤدي الى خلل ولكن تبقى اضرار المؤسسه اقل من اضرار الكاريزما أو السلطه المطلقه . السؤال الأردن أين من هذه المعادله؟ ..سأجيبكم بالتفصيل ...باسم عوض الله وكونه ذكي وتعلم مناهج الأداره استطاع أن يجري محاولات عديده لأغتيال كاريزما الملك ..والأخطر أنه أختصر مؤسسة الديوان في نفسه . دعوني هنا اسرد قصة مهمه عن تمثل نموذجا على أغتيال كاريزما الملك واسلوب الحكم ....الملك عبدالله كان ينظر في بداية حكمه الى مروان القاسم وعدنان أبو عوده وعبدالسلام المجالي....كرجال دوله وميزتهم أنهم يصدقون العرش ...وكان يكره الأقتراب من زيد الرفاعي ...فقد أوصاه الملك الراحل قبل مغادرته ألى الولايات المتحده بأن يحذر من زيد ..وهذا الأمر كشفه ايفي شتاين ..في كتابه اسد الأردن حين قال الملك حسين على سلم الطائره في رحلته الأخيره للولايات المتحده لزيد الرفاعي :- أياك أن تمارس الاعيبك القذره مع أبني ...وقد ذكرها أيفي شتاين بالنص الصريح في كتابه أسد الأردن. وفعلا حاول الملك عبدالله أستقطاب هؤلاء الناس في بداية حكمه ولكن ثمة حلقه مفرغه وخطيره في تاريخ حكم الملك عبدالله لم نستطع فهمها للان وهي لماذا أبتعد الملك فجأه عن هذه الثلاثيه ...ومن نقل معلومات مغلوطه أو مدسوسه ....لا نعرف ؟ ولكن باسم عوض الله كان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين بأحتراف ودعوني هنا أروي لكم هذه القصه ...في العام (2007) كان الملك يريد أن يقيم مأدبة غداء لمجموعه من الرموز السياسيه ويقول المصدر أن جلالته نفسه أصر على أن يكون مروان القاسم في المأدبه ...وقد وجه أمرا ملكيا لرئيس الديوان بدعوة مروان القاسم ..وكانت هذه المأدبه تضم مجموعه من رجالات الحكم السابقين ... مروان القاسم كان يمثل نمطا من رجالات الحكم الرصينه بمعنى أنه كان يكره الخروج عن النص ..وثمة مواقف لهذا الرجل في الولايات المتحده كانت تصب في رفض التزلف والأقتراب فهو مثلا حين كان يسافر في مهمة رسميه كان يرفض وكلاء سيارات الرولز رايس ....والتعاطي معهم كونه يؤمن أن للمنصب شروطا خاصه ووقارا لايمس وعندما أوعز الملك لباسم بدعوة القاسم كان على باسم أن يقوم هو نفسه بالأتصال مع القاسم ..ولكنه وعلى خلفية أرث شخصي قديم ربما ؟ كلف موظفا في التشريفات بالأتصال بمروان القاسم ... كان مروان القاسم وقتها يعاني من مشاكل صحيه متمثله بالضغط وأعتذر بأدب جم ونقل هذا الموظف الأعتذار لباسم عوض الله ....ولكن يبدو أن للوقاحة تصنيفات متقدمه ..ولهذا أصر باسم عوض الله أن يحرج القاسم كون الأخير من الرجالات التي تحترم نفسها وتؤمن أن تاريخه يجيز له بأن يقوم رئيس الديوان شخصيا بدعوته ....فطلب من موظف التشريفات أن يتصل مرة أخرى ..وأن يقدم مروان القاسم الأسباب الموجبه للأعتذار ...كان رد القاسم على الموظف قاسيا جدا وكان يحمل رساله لباسم عوض الله مفادها من أنت حتى تفعل ذلك ؟...ومن ضمن ما قاله القاسم لهذا الموظف أن ثمة أشياء في مزرعته تحتاج لأصلاح ويريد أن يمضي الوقت هناك ....بالطبع تلقف عوض الله الرساله وقدمها لصاحب القرار بصوره معكوسه تماما ومشوهه ومفادها أن القاسم بعد الملك حسين لم يعد يرى أحدا في عينيه ...وكان له مغزىمن تقديم تلك الصوره ... ولباسم طريقه في أيصال الرسائل فقد خاطب في نفس العام نائب رئيس وزراء سابق في عبدون هو وصائب عريقات بطريقه فجه دعت المخابرات وقتها لوضع الحادثه بتفاصيلها أمام الملك حين قال له هو وصائب عريقات :- (بتحكوا عنا أحنا الفلسطينيه بدنا أنخرب البلد) ..وكان وقتها يقود سيارته (الأودي) ثملا مع صائب عريقات في شوارع عبدون المكتظه . والسؤال لماذا قاتل باسم في تهميش عدنان ابو عوده ومروان القاسم ومحمد عدنان البخيت وعبدالسلام المجالي وكل العسكريين الذين كان لهم خدمه طويله في السفاره الأردنيه بواشنطن ...لسبب بسيط أنهم يعرفون تاريخا لايعرفه الناس ربما ....ولسبب أخر هو تكسير الكاريزما وتقديم المؤسسه التي تختصر كل قراراتها برغبة باسم . اذا المؤامره التي حاكها باسم عوض الله لم تكن على الدوله بل كانت على النظام نفسه ...وعلى المؤسسه وصدقوني أنه أوقع ضررا خطيرا بصورة العرش ...فالملك لم يكن يريد أن ينقلب على أرثه العسكري العشائري ولكن باسم وبرسائل مزوره وموهومه وبلقاءات بروتوكوليه مع السفير الأمريكي أستطاع أن يمارس دور العراب القذر ..في تقديم وصفه للعرش تتمثل بتغيير نهج الحكم ....ويستطيع العرش الان ان يدقق في الرسائل التي نقلها باسم وسيدرك انها في أغلبها لم تكن رغبات غربيه أو حتى مشوره بقدر ما كانت من تأليف باسم . حتى في تعيين عدنان بدران ...أستطاع باسم أن يكذب على العرش فكونداليزا رايس كانت مستاءه من تهميش الاكاديميين العراقيين في المشهد السياسي وتحدثت عن ذلك وضغطت على الحكومه العراقيه وقتها لادخالهم في العمليه السياسيه وألتقط باسم تلك الاشاره ولكنه حولها لعمان بعد أن كانت متجهه لبغداد وزورها حين أخبر النظام بأن تلك الرغبه الأمريكيه ستكون بلسم أدرار المساعدات ..ونجح في تعيين عدنان بدران . اذا لنتفق أن المؤامره التي حاكها باسم استهدفت طرفين العرش والشعب فهي في المرحلة الاولى أنتزعت الملك من تكوينه العسكري العشائري النقي ..وفي المرحله الثانيه وعبر نقل رسائل أمريكيه كاذبه ومخادعه من السفاره نجح في تغيير أولويات العرش ...ويستطيع الديوان الملكي أن يجري جردة حساب للأتصالات الأمريكيه الاردنيه فيما يتعلق بالشأن الخارجي ويستطيع أن يكتشف حجم التزوير في الرسائل التي نقلها باسم . الغريب أن البعض كان يظن أن عوض الله هو أحد عملاء السي أي ايه المتقدمين في المنطقه وقد حاول باسم أن يكون كذلك ولكن السي أي أيه لاتزرع عملاء من هذه الشاكله والأردن ليس مناخ مناسب فهي تتعاطى معه بطريقة الرعايه وليس الوصايه أو المناكفه بمعنى أن الأردن بالنسبة للسي أي ايه هو مرجعيه في الأرهاب ..هو يستطيع أن يقدم وصفه شرقيه استخباريه في كبح جماح المنظمات المتطرفه ...يستطيع أن يكون معلما في هذا المجال بالمقابل فدوائر القرار والشخوص السياسيه ليست اولويه في التجنيد او العماله ابدا ..بعكس سوريا أو لبنان وحتى اسرائيل نفسها كون السياسه الأردنيه واضحه وغير مرتبطه بمشروع مقاوم أو مشروع أيراني الأمر الاخر أن أبسط اولويات زراعة العميل هي القاعده الأجتماعيه أو القبول الأجتماعي ومعروف لدى (السي أي ايه) أن الرجل يملك أزمه في هذا المجال ...وهنا تكتشف مكمن الخطر الحقيقي في شخصية هذا الرجل وهي أنه أوهم ..مجموعه من السياسين في الأردن ومن الصحفيين والنخب بأنه رجل السي أي ايه المدلل .... باسم يجب أن يحاكم أمريكيا أيضا ويجب أن تراجع السفاره الامريكيه في عمان سجلات لقاءات السفراء بهذا الرجل وأن يراجع الديوان الرسائل التي نقلها ...والسؤال لماذا فعل كل ذلك ..أظن أن مدرسة باسم عوض الله هي فتح وهو من جيل صائب عريقات وقد كشفت (ويكيليكس) دوره –واقصد عريقات- في ضرب غزه في التامر على العرب في محاولة تدمير الدور الاردني وفي الأتفاق مع الموساد على ضرب حماس ..وباسم كان يسير بنفس النهج ويمارس نفس الدور ....كان دوره يشبه دور عريقات تماما في اللعب على كل الأوتار وهو للعلم معلمه وربما استاذه في السياسه وتستطيعون أن تراجعوا حلقة أحمد منصور مع صائب عريقات حين قام بتعريته عبر الوثائق الموره وتراجعون دور باسم البهلوان في الاردن في الحلقه القادمه سنتحدث عن أنتاج الحلقات المحيطه ...لباسم من مثل العضايله الفايز ووغيرهم من ضباط الحرس ..وكيف تغلغل في دوائر كانت محصوره على رؤساء ديوان سابقين ....والأخطر من كل ذلك كيف أستطاع أن يتغلغل في تركيبة وتعينات ضباط الحرس . الدوله التائهه ..... (الحلقه السابعه عشر ) صبيح المصري لا احد للان من اللاعبين على الساحة يدرك حجم قوة وتأثير هذا الرجل ولكنه كان مهمشا صغيرا خارج اللعبه في عهد الملك حسين ..فقد كان الملك الراحل ينظر له بمقياس الشك كونه وبناءا على معلومات أمنيه صدرت من المخابرات قد تورط في محاولات تقرب من الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم أنقلب عليه وبعد ذلك حاول التقرب من الملك حسين ومن ثم أنقلب عليه ..وكان يحاول دوما أن يمارس اللعب على أوتار المال والسلطه ..لهذا لم تكن دوائر القرار تحترمه كثيرا ...وخصوصا دوره اللوجستي في حرب الخليج الأولى والتي شعر لحظتها الملك حسين بأن هذا الشخص يوظفه النفط من أجل المساس بالامن الأقتصادي الاردني وخلق شرخ في الهويه أول من بدأ بأعادته الى المشهد في العهد الجديد كان سميح البطيخي عبر تسجيل خطير يفضح أمرا لامجال لسرده هنا ..أنتشر في اوساط محدوده داخل العاصمه عمان ..والغريب أن طاهر المصري وأوساط فلسطينيه مهمه حاولت تصوير الأمر للنظام على أنه جزء من استهداف صبيح المصري ..والحقيقه أن هذا التسجيل لم يكن كذلك ...وقد قدم البطيخي وقتها تقريرا مزيفا للنظام السياسي يؤكد فيه أن جهات أمنية فلسطينية تريد تشويه صورة المصري لهذا صدرت أوامر مهمه تقضي (بلملمة الطابق) وتم أعتقال شخص من أقرباء صبيح المصري ..واتهم وقتها بالتعاون مع السلطه الفلسطينيه ...والغريب أن البطيخي كان يعرف أنه يكذب ...والدائره المحيطه بالمصري كانت تعرف أنها تكذب وتم أدخال البلد في لعبة خصومة مع السلطة الفلسطينيه لأنقاذ صبيح المصري عبر تحميل المسئوليه لعدو أفتراضي . وقتها قام المصري بصياغة علاقه خطيره مع البطيخي وتم زجه باللعبة السياسية الأقتصاديه وتم تقديمه للنظام السياسي بصورة الضحيه الذي يريد أن يدعم العهد الجديد بالمقابل سلطة الراحل عرفات ترفض ذلك ..وقام النظام السياسي بحمله كطفل مدلل لا تعصى أوامره . في العام (2000) .قام بتعيين باسم عوض الله مستشارا اضافة لعمله كمستشار في الرئاسه وقام الأخير بترتيب عطاء في عهد حكومة الروابده للري في الجنوب بقيمة (50) مليون دينار ...وحين اطلعت وزارة المياه على العطاء تبين لها أن الأمر غير مطابق للمواصفات ولا حتى للاسعار ...وقتها قام باسم عوض الله بأستحداث صدام مع وزير المياه والري ....ورفضت حكومة عبدالرؤف الروابده هذا العطاء ....وتم الأتفاق بين الروابده ووزي المياه أنذاك بأحباط الأمر ...فالروابده وقتها شعر بالفشل الشديد حين أكتشف أن كل شيء يتم بأمر الديوان دون العبور منه ...كانت تلك أزمة الروابده الحقيقيه أنه لم يعد يقرر شيئا فكلما رفض امرا اصدر الديوان أمرا مناقضا وكل هذه الاشياء كانت تتم برعاية مباشره من تيار بدأ يصعد في الحكومه وهو تيار التكنوقراط . وقتها في الساعه التاسعه ليلا قرر صبيح المصري زيارة وزير المياه الري وجلس في منزله وتناول القهوه وقال له :- أما أن تقبل العطاء وأن قبلت ستبقى في النادي السياسي لـ (15) سنه قادمه وأن رفضت فستخرج مع هذه الحكومه التي بقي على عمرها شهرا واحدا وستعود لمكتبك الهندسي ولن تستطع خلال شهرين قادمين أن تدفع أجرة المكتب . ما قاله صبيح المصري للوزير المعني حدث فهو لم يدخل نادي السياسة منذ حكومة الروابده ..ولم تقم الحكومه بالتعاون معه في أي مجال هندسي ... صبيح شخصيه مركبه غريبه ..فهو مثلا يغدق على جهاد الخازن ويدفعه الى شتم الشرق أردنيين عبر مقال تم التخطيط له في فندق الدورشستر في العاصمه لندن ....ويقدم نفسه على أنه يقود القطاع الخاص قي الاردن ويحقق أنجازات كبيره ....هو مختلف هو باللغة العاميه ( المعلم) الذي يحصل على مقعد دائم في مجلس أمانة عمان ..وهو الذي يحظى بما لايقل عن خمس وزراء في كل الحكومات التي شكلت بعد العام (2000) وهو الذي يقرر أن يجلس مع باسم عوض الله فتاه المدلل في لندن ويمنعه من الاختلاط به أو الأتصال معه في عمان ...والأهم أنه في لحظة قد يجلس في تل أبيب وفي اليوم الثاني يغادر الى الظهران ..هل هي لغة المال أم هشاشة الدولة . كان ياسر عرفات يمقت هذه الشخصيه ويعتبرها أنتاج النفط الذي يريد أجهاض الثوره والملك حسين كان يرفض التعاطي معه ..كونه كان صاحب نفوذ غريب على طاهر المصري لدرجه أن طاهر مسلوب الأرادة أمامه وأكثر ما أزعج الملك الراحل منه أنه حاول أن يؤسس ناد فلسطيني من رأس المال الفلسطيني الخارجي ...للضغط على الملك حسين تارة وللتامر على عرفات تارة أخرى وقد أوصل أليه الرئيس الراحل عرفات في منتصف التسعينات رسائل خطيره تطلب منه عدم العبث مع الثوره جعلته يقيم مطولا في بريطانيا وتحت حماية شركات خاصه . هو الذي أنتج ايمن عوده وهو الذي أنتج باسم عوض الله وهو الذي أنتج تيار التكنوقراط في الدولة ورعاه وهو الذي عين عقل بلتاجي للعقبه الخاصه وأتم خلال هذا التعيين صفقة أستملاك هائله لأراض في العقبه وهو الذي يغدق وينفق على عشرات الصبيه والغلمان من أتباعه . لا نريد أن نتبحر اكثر في تفاصيل هذا النفوذ لأنها مزعجه جدا وتفضح حجم هشاشة الدوله وحجم السقوط المريع فيها ...فهذه الشخصيه في الزمن الذي كان فيه مروان القاسم وعدنان ابو عوده يديران مشهدا سياسيا كان صبيح المصري لا يتجرأ ابدا على العبث مع الكبار .... ولكنه زمن الصبية الذين اصبح لهم (معلم) هو صبيح . الأردن في النهاية أصبحت نموذجا واقعيا لأحلام صبيح المصري التي أجهضها عرفات ..وهي :- جمع راس المال الفلسطيني في ناد واحد وتوظيفه في أنتاج القرار السياسي وصناعة رموز القرار أيضا . قلنا لانستطيع فضح العلاقات أكثر أو الحديث أكثر لأن هناك اشياء أن سردت فهي ستؤكد أن دولتنا أكثر من تائهه الدوله التائهه الحلقه (18) النظام والشعب واتساع الفجوه نحن لا نعرف كيف يفكر النظام السياسي في الأردن لانعرف من يستشير وكيف يقرر لا نعرف ايضا اليات أتخاذ القرار أو ادواته , والاخطر من ذلك اننا لم نعد نعرف هل يعي حقيقة ما يحدث في الشارع أم لا . دعونا نوضح القصه بالتفصيل بتحليل سياسي قائم على استشارات وعلى تفكير مترو ....الملك لا يثق بالمخابرات وتلك حقيقه لا بد من القبول بها أذا من يمنحه النصيحه ؟ ..لا نعرف او بعبارة أخرى نعرف ولا نريد الافصاح ولكنه حين جاء بحكومة عون الخصاونه رسم سيناريو مهم ...كان يعتقد ان عون الخصاونه سيقوم بمهمة بسيطه وسهله وستكون هي الأولويه بالنسبة للحكومه وهي تسليم مقاليد السياسة للاسلامين ضمن اتفاق وضمن سياسة استيعاب ...وحين قرر ذلك كان متأثرا بالنموذج المغربي الذي أنتجه محمد السادس حين ولى الأسلاميين رئاسة الحكومة في المغرب ... ولكن ثمة خطوره في استيراد النماذج وتلك ميزة لنظام الحكم السياسي في الأردن أنه يقلد نماذجا ولكنه لاينتج حالة أو قرار تماما كما حدث في نموذجه الأقتصادي فهو متأثر بالشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولكنه تناسى أو نسي أمرا مهما مفاده أن الحزب الاسلامي في المغرب هو حزب مغربي بأمتياز وغير ملتبس في الهويه ..بالمقابل فالحزب الأسلامي في الأردن هو حزب فلسطيني الهويه ويوظف الشخصيه الشرق أردنيه توظيفا سياسيا لتحقيق بعض الأهداف ولكنه ..لا يأتمنها على القرار النهائي . النظام في الأردن ظن للحظة أنه حين يعطي عون الخصاونه القرار ويمنحه حق العطاء المتضمن مسك الأسلامين لمقاليد السياسه في الأردن سيحقق أربعة أغراض وهي : 1- أرضاء الغرب وتقديم نموذج جديد بأعتبار أن الاسلامين هم ذراع أمريكي وحالة ديمقراطيه حقيقيه 2- تكسير الكتله الشرق أردنيه وأخافتها بهذا النوع الجديد من التحالف تحت قاعدة أن النظام السياسي الأردني وبمشروعه الأقتصادي الجديد ينظر أليها على أنها كتله تشكل عبئأ على الدوله وتقف عائقا في وجه مشروعه المدني للدوله 3- تفتيت الكتله الاردنيه عبر شخصيه شرق اردنيه مرتبطه تفكيرا ومشروعا بالغرب ...وهذا بالضروره سيؤدي الى حالة ألتباس لدى هذه الكتله تؤمن النظام من المساءله 4 – تكسير النفوذ المتنامي لدائرة المخابرات وحشرها في الزاوية الأمنية فقط . وبالتالي وحين تتحق هذه الأهداف سيظهرللشعب حقيقه مهمه وهي أن من كسر الشخصيه الوطنيه الشرق أردني هو شخصيه شرق اردنيه وبالمقابل سيظهر للأسلاميين والغرب حقيقة أخرى مفادها انه منحهم ما يريدون في سياق ربيع امريكي استخباراتي يسمى مجازا بالربيع العربي ...وسيظهر بصورة الحكم بين الناس وليس الحاكم ...ولكن ما حدث على الدوار الرابع حين هتف (الطفايله) ضد النظام السياسي مباشرة ودعوا لأسقاطه يمثل حقيقة مهمة وهي أن السيناريوهات التي تعد عبر أستشارة باسم عوض الله هي سيناريوهات واهنه ...غير قابلة للتطبيق أبدا ...فالهتاف أكد حقيقة مهمه وهي أن الحكومات لا تعني شيئا للناس وأن النظام ما زال هو الخصم . النظام السياسي الأردني في هذه المعادله استثنى المخابرات وأعطى للخصاونه الولايه على كل شيء ...ولا أحد يعرف سبب العدائيه التي يمارسها النظام ضد أجهزته الأمنيه ؟ ...ربما هو يعتقد أن تكوينها وبنائها على الشخصيه الشرق أردنيه هو خطيئه ويدرك أن أعادة أنتاجها مرة أخرى عبر أدخال الفلسطينين فيها سيكلفه الشيء الكثير ...ولكن في النهاية ستبقى دائرة المخابرات وملحقاتها من الأجهزه الأمنيه هي عنصر الحسم في الوضع الداخلي الأردني . والسؤال الملح هل تحييد الملك لأجهزته الأمنيه في المعادلة الداخليه قائم على حقيقة بناء هذه الأجهزه المتمثل بمحتواها الشرق أردني أم هل هو قائم على نصيحه غربيه عبر سمسار النصائح باسم عوض الله أم هو طلب من الأسلاميين الحزب الملتبس في الهويه وصاحب الخط الفلسطيني ؟ .....نستطيع أن نجزم أن ما يحدث في الأردن هو محاولات من النظام لتبديل التحالفات فهو يعتقد أن الاسلاميين قد يكونوا حليفا جيدا وبديلا للكتله الشرق اردنيه ..هو بعباره أخرى يريد تحيد هذه الكتله ويمارس سياسات مختلفه في هذا الأطار ولكنه لا يدرك حقيقه مهمه وخطيره وهي ان الجندي أو ضابط المخابرات أو من يعمل في جهاز الأمن العام تم بناء شخصيته على الولاء للجغرافيا والعشيره وتقديمهما على أي أعتبار أخر . أعرف أني اقدم افكارا متشابكه قد تكون ملتبسه للبعض وصعبه ولكن السؤال المقلق ...لماذا يصمت الفلسطيني في الأردن ولماذا يراقب المشهد ولماذا يصبح الشرق أردني في حالة خصومه ويمسي هدفا سهلا بالمقابل تتصاعد شعارات الولاء لدى بعض النخب الفلسطينيه ...ولماذا يصبح الفلسطيني الفتحاوي والفلسطيني اليساري في الأردن مؤيدا للاسلاميين ....وتضيع البوصلة تماما بحيث تظن للحظة أن ثمة مؤامره محبوكه على الوطن بتكوينه الأجتماعي . لم نعد نفهم النظام السياسي في الأردن هو أيضا لم يعد يفهم شعبه ربماولكن حين تبث قناة الجزيره هتاف الطفايله على الدوار الرابع ما يقارب الـ (12) مره وفي يوم واحد فهذا يؤكد أن التحالفات مع الخليج مع قطر والسعوديه هي تحالفات شكليه أيضا ولاتحتمل الجديه أبدا ...أو الرهان عليها . سأنهي المقال بسؤال لا أظن أن الاجابه عليه ستكون سهله وهو مع من تقع أزمة الشرق أردني في الاردن ومن صنع الأزمة اصلا ؟ الدوله التائهه...( الجزء19)عن لقاء ..مع مسئول سياسي سوري مؤخرا حدث تقرب بين الحاج حمدي الطباع والسيد (اكس) المسئول الأمني الأردني السابق , كنت أراقب هذه العلاقه المتصاعده بترو , قلت في داخلي ربما هي علاقة أصدقاء قدامى تم ترميميها , ولكن على ما يبدو أنها علاقة أعادة أنتاج أو بعبارة أدق علاقة البحث عن دور ... الملفت أن وسيطا اردنيا قدم دعوة ألى مسئول سياسي سوري كبير من قبل الحاج حمدي الطباع ...والغريب أن الطباع هو شخص مرتبطه سلوكا وموقفا بالنظام السياسي ..فلماذا الدعوه وعلى اية خلفيه تتم ....؟ وصلتني أخبار الدعوة وعلمت أن ابرز الحضور فيها السيد (اكس) المسئول الأمني الأردني السابق أضافه للحاج حمدي الطباع وبعض من رجال الأعمال .... حطت قدماي دمشق بعد أسبوع وقدر لي أن أجلس مع هذا السياسي السوري الذي لبى الدعوة ...كنت أريد من هذه الرحلة أن أفهم المزاج السوري وكيف يفكر أتجاه الأردن ... السوريون منذ بدء الأزمة وهم يدركون جيدا أن الرهان يكون على الجانب الشعبي والسوريون أيضا لديهم في مؤسساتهم الأمنيه شعب متقدمه في البحث والتحليل ..وهم يعرفون أن الموقف الرسمي الأردني يواجه ضغوطات خطيره أبرزها أنه لايستطيع أن يغرد خارج سرب عالمي يريد أنهاك سوريا ...ناهيك عن النفوذ المتنامي لجماعة الأخوان المسلمين والذي قد يفجر الساحة الأردنيه اذا قدمت الحكومه موقفا أيجابيا أو علنيا اتجاه سوريا ...ولكن المؤسسات الأمنيه الاردنيه ربما لديها وجهة نظر مهمه فهي تريد أن يقدم السياسي الأردني موقفا أقل حدة لأن قياس العلاقة مع سوريا له شق امني مهم وخطير ...ناهيك عن أنها تدرك حجم التعاطف الشرق أردني مع السوريين وأزمتهم الكبيره . لهذا تتفهم القياده السوريه حجم الضغوطات التي تواجه الأردن ...وتكبح جماح أعلامها تارة وتطلقه بشكل منضبط تارة أخرى . نعود الى اللقاء الذي تم بين السيد (اكس) والحاج حمدي الطباع والمسئول السياسي السوري ...لماذا وعلى أية قاعده وما هي المطالب السيد (اكس)هو من أبتدأ الحديث وقدم موجزا للوضع السوري من وجهة نظر أمنيه بحته وكان منحازا في تقيمه للقيادة السوريه وتحدث عن اصله أنه من مدينة حماه ..وأن أجداده جاءوا ألى عمان بعد معركة ميسلون ...بعد دخول الفرنسيين الى سوريا ... الحاج حمدي الطباع تحدث ايضا عن تعاطفه الشديد مع القيادة السوريه وتحدث عن معركة ميسلون وأنه هو أيضا قدم الى البلد بعد المعركه...وأكد في الحديث ان القيادة السوريه ستنتصر في النهايه وتحدث عن ميزة الأقتصاد السوري وقدرته على تحمل الوضع لسنوات طويله . المسئول السوري كان منصتا باتقان .....ويستمع بحذر .....ولم يقدم شيئا أحيانا تصل تقارير للقيادة السوريه وللأجهزه الامنيه السوريه عن كل شيء ....ولكن هذا اللقاء لم يصل شيئا منه الى هناك والسوريون لم يعيروا الأمر أهتماما ...لدرجه أن المسئول السوري كان مترددا في قبول الدعوه في عمان المخابرات الأردنيه كانت مطلعه على كامل التفاصيل ولكنها لديها وجهة نظر مهمه فيما يحدث وهو أنها لا تتدخل في الجانب الشعبي أبدا ...فهي تترك للناس حرية الموقف وخصوصا فيما بتعلق بالقضايا القوميه ... نعود الى السؤال لماذا وعلى أية قاعده تم هذا اللقاء ...؟ المستغرب في المسأله هو وجود السيد (اكس) في هذا اللقاء كونه رجل أمني سابق كان مطلعا على أسرار دولة في فترة زمنية مهمه والاصل أن يكون تعاطيه مع المسئولين في الدول الأخرى يتم على دراية وعلم من المؤسسات السياسيه والأمنيه ...تلك قاعده مهمه في عمل الدول فقادة ( السي اي ايه ) السابقين حين يريدون زيارة دولة ما والعمل كوسطاء أو لأجل لقاءات عابره يقدمون لمؤسساتهم الأمنيه تقاريرا ويطلبون أذنا .. هل يجوز أن يفعل السيد (اكس) ذلك؟ ...هل يجوز أن يوظف معلومات سريه في تحليل وضع عربي شائك ؟ نترك تلك المعلومات للقاريء ..وللمسئول كي ندرك حجم التوهان في الدوله الأردنية الموقره . الدوله التائهه (الجزء20) الملك الذي يعشق الدبابات .. في هذه الحلقه سنبحر قليلا في شخصية الملك عبدالله الثاني , وما سنورده هو مجرد أجتهاد تم تكوينه بناءا على معلومات وقراءات متعمقه في الشخصية ... يسجل للأمير عبدالله بن الحسين أنه كان يعشق الدبابات ويحب تجربتها وكان يملك معلومات هائله ...عن كل دبابه من حيث السرعه ,حجم التصفيح , ومدى المدفع .... وبما أنه ابتدأ خدمته في الجيش العربي فقد تلقى تعليمه العسكري على فنون القتال عبر السلاح الأمريكي ...وقد كان دوما يسجل ملاحظاته على هذا السلاح بأنه متقدم ومتطور ولكن ثمة مشكله في الدبابة الأمريكيه وهي التصفيح ...فالقذائف المحدوده التأثير قادره على أختراقها. في بداية الثمانينيات توجه الأمير عبدالله بن الحسين برفقة وفد عسكري أردني الى الصين , من أجل الاطلاع على السلاح الشرقي وكانت الصين تتنتج الدبابات متأثره بالنموذج الروسي (t72) و (t56)...وحين تجول الوفد الأردني كان مبهورا بالماكنه الشرقيه وحجم الأنتاج , ولكن الأمير في ذلك الوقت كان مبهورا بالأطلاع على النوذج الروسي والصيني اي النموذج الشرقي في صناعة الدبابات . في ذلك الوقت كانت الحرب العراقيه الايرانيه في أوجها وكان السلاح الشرقي يتدفق الى العراق وكان الأمير يراقب أداء هذا السلاح ويراقب كل ما يحدث في تلك الجبهات ...يومها قدم الأمير عبدالله مداخلات أثارت أنتباه الجانب الصيني ...فقد كان يؤمن أن الدبابه الشرقيه يجب أن لا تصنع وفقا لذهنية المهندس الصيني أو الروسي ولكن يجب أن تصنع وفقا لتضاريس ومناخ وطبيعة الأرض التي تقاتل عليها الدبابه وقدم ملاحظات تتجاوز مسألة التصفيح التي يركز عليها السلاح الشرقي وبالتحديد في صناعة الدبابات فالأمير في ذلك الوقت كان يؤمن أنه من الممكن أنتاج دبابه بمواصفات شرقيه من حيث التصفيح والوزن وبمواصفات غربيه من حيث التقنيه ودقة الرمايه .... الصينيون ذهلوا يومها من حجم المعرفه والقدرات الهندسيه التي يملكها هذا الشاب العشريني ...بالمقابل كان جنرالات الجيش الأردني يستمعون بأهتمام ولكن في الداخل لم يعجبهم الأمر لأنهم جاءوا لمهمه واحده وهي شراء السلاح وتنويع المصادر . حين كان الملك عبدالله في بداية خدمته في القوات المسلحه يشرح كثيرا للملك حسين عن السلاح وتقنياته وبالتحديد عن الدبابات ...وفي بعض المرات كان الملك حسين يلجأ لأبنه النقيب عبدالله كي يفهم منه بعض مواصفات السلاح وكيفية الأستخدام ...ومما يروى عن الأمير عبدالله – في ذلك الوقت – أنه لشدة معرفته في السلاح كان يستطيع فك أي مسدس والرماية عليه وكان دقيق الأصابة ...لدرجه أن الاسلحه الفرديه التي تصل كهدايا للحسين الراحل كانت تعرض على الأمير كي يعلم خازن السلاح وقتها كيفية الفك والتركيب وطرق الاستعمال ..قبل أن يحفظها. بعد أن تدرج في الرتبة أنتقل ووصل لرتبة قائد كتيبه بدأ يقرأ بنهم عن المعارك الحديثه والية تطوير الجيوش , ووصل لقناعه مهمه وهي المستقبل للقوات الخاصه ولم تعد حروب الدبابات تشكل عنصر الحسم في المعارك المستقبليه لهذا ..كان يصر على الملك الحسين (والده) بأن يقتصد من نفقات الجيش لصالح تشكيل خلايا عمليات قادره على أختراق الحدود وتجهيزها بأدق الاسلحه ... في ذلك الوقت تقدم بأستراتيجية تطوير القوات المسلحه فبعد حرب الخليج الأولى تبين عسكريا لكل المحللين أن الجيوش التقليديه لم تعد تحقق الغايات المرجوه منها لهذا بدأ يقاتل وبصلابه من أجل تغيير بنية القوات المسلحه بما يتواكب من النهج العالمي الجديد ...ولكن أحدا لم يسمع والملك حسين بالرغم من أنه كان مقتنعا برؤية الأمير الشاب الا أنه كان صاحب مدرسه كلاسيكيه عسكريه تؤمن بالدبابة والمدفع أكثر من أيمانها بالليزر ...حرب الخليج الأولى وزياراته للولايات المتحده غيرت من تفكيره العسكري ...وكان يقاتل بكل ما أوتي من قوه كي يمنح القوات الخاصه ميزه وأفضليه بين صنوف القوات المسلحه بحكم أن المستقبل لها ولكن الأمير كان يصطدم أحيانا برغبات قائد الجيش وبرفض الأمير حسن وبالعقليات الكلاسيكيه ..ومع ذلك أستطاع أن يترك بصمته في القوات الخاصه . مما يروى عنه أن سيارته الخاصه لم يكن يستطع تغييرها وكان يرضى أن يركب سياره قديمه تلائم أماكن الوحدات التي يخدم بها ...وهو الأمير الوحيد بين كل الأمراء الذي لم يهتم بالأمتيازات الشخصيه ..فقد كان يسكن في قصر متواضع ..وكان أحيانا اذا تعطلت سيارته أو سيارة الموكب الخاص به يفضل أرسالها للصيانه على أن يطلب من علي شكري مدير المكتب الخاص أو أبو فايز مدير الكراجات تبديل السياره . في جلساته مع أصدقائه كان الأمير يرتدي اللباس الذي اشتراه من الولايات المتحده حين كان يتلقى دوراته العسكريه , فلم يكن مستغربا على هذا الأمير الشاب مثلا أن يحتفظ ببنطال أو حذاء اشتراه من مخصصاته التي ترسل له من القياده كضابط لمدة (4) سنوات أو أكثر . لم يكن يهتم أبدا بالمواكب كان يحب أن يركب سيارته وحده ... وحين كان ضابطا في الولايات المتحده يتلقى دوراته العسكريه كان هو بنفسه يشتري السياره التي سيتجول بها ويفاوض على سعرها ..وكانت سياراته في الغالب بسيطه ..وغير فارهه أبدا . ظلم الأمير عبدالله بن الحسين حين كان قائدا لأحدى الكتائب وقائدا للقوات الخاصه لأن أحدا لم يهتم بأفكاره وهي أحداث تغيير جذري في بنية القوات المسلحه بما يتلائم وأنماط الحروب الجديده ...لم يعبأ أحد لفكرة الخلايا الصغيره القادره على أختراق الحدود والتي تستطيع تجهيزها بالقذائف المضاده للدبابات وبالكاتيوشا .. ولكن في حرب (تموز ) والتي خاضها حزب الله ..تبين لكل المحللين العسكريين ولكل من خدم في القوات المسلحه أن ما كان يطلقه هذا الشاب المتحمس من أفكار كانت صحيحه جدا ...فحزب الله أستطاع عبر خلايا (الكوماندوز) التي جهزها ودربها أن ينهي أسطورة (الميركافا) ..وأستطاعت سرية كوماندز بسيطة العدد مجهزه جيدا أن توقف تقدم كتيبة دبابات أسرائيليه وتوقع بها أكبر الخسائر ...بمعنى أخر أن العقيدة العسكرية الجديده التي طرحها هذا الأمير الشاب في بداية التسعينيات والتي قوبلت بالرفض من قائد الجيش وبعدم الأقتناع الكلي من الملك الراحل ..وبالتهميش كانت هي العقيده الصائبه ....فهذا الشاب لم يكن هوسه بعلم السلاح وقراءته لتاريخ الحروب هوسا عبثيا بل كان يملك قدرة واضحه ورؤية مهمه في تصويب الأمور وتطوير الجيش . حين أصبح ملكا في العام (1999) وقبل حرب تموز وحتى قبل تحرير جنوب لبنان قام الملك عبدالله بحل الفرقه (12) وأستهجن بعض الجنرالات هذا الأمر ..ولكنه بالمقابل حول كامل نفقات تلك الفرقه لصالح العمليات الخاصه... لصالح الحرب المستقبليه ...وهو الذي أسس (كادبي) مركز الملك عبدالله لتطوير الصناعات العسكريه .....وهذا التأسيس جاء على خلفية الموائمه بين السلاح الشرقي والغربي وأعطاء البيئه المحليه وميادين القتال حيزا أكبر وأهمية قصوى في تصنيع أسلحة القوات الخاصه ...وربما كان تطوير قذيفة (هاشم) ...المنسوخه عن قذيفة (الار بي جي) مقدمه لتثبيت معتقدات هذا الرجل ..وفعلا أستطاعت هذه القذيفه أن تدمر دبابة الميركافا الأحدث في العالم ...وربما أن أتهام أسرائيل لروسيا والأردن ..باستعمال هذه القذيفه في حرب تموز من قبل حزب الله لا يقع في أطار التغطيه على هزيمتها ولكنه يقع في أطار التخوف من المشروع العسكري الأردني الجديد الذي بدأ يقلقهم نوعا ما ..... الملك أيضا نقل النموذج الصيني فالجيش ليس للثكنات فقط وأنما هو منتج ورافد للخزينه ..لهذا تفوقت العمليات الخاصه على كل معاهد التدريب الخارجيه وبدأت تدر دخلا مهما وكبيرا من تدريب افراد الجيوش الصديقه والشقيقه ويصب كل هذا المال في تطوير كادبي وشراء التقنيات الحديثه . في بداية حكم الملك لم يفهم الساسة في الأردن تفكيره العسكري وللان لا أحد في السياسة الأردنيه يدرك أن الجيش الأردني بوضعه الحالي قادر على القيام بأدق المهمات واصعبها ...في أي جزء من العالم وأن تطوير وتغيير عقيدته العسكريه ...بدأ يغطي على جانب التفوق الأسرائيلي في التقنيه ...فحرب تموز أظهرت حقيقه مهمه للأسرائيلين وهي أن المليارات التي صرفت على (الميركافا) تبعثرت كلها أمام قذيفه موجهه ومطوره لحزب الله ثمنها لا يتجاوز ال (10) الالاف دولار . الملك عبدالله كان يظن للحظه أن تغيير العقيدة العسكريه والنجاحات الهائله التي حققها عبر الجيش يجب أن يرافقه تغييرا في المسار السياسي لهذا وضع أقتصاد الدوله كأولوية في الحكم ...ولكنه نسي أمرأ مهما وهو أن جنود العمليات الخاصه ينفذون أمرا يرسمه لهم القائد ويؤدون مهمة محدده بالمقابل فجنود الأقتصاد ...هم أكثر الناس خذلانا للقائد وقد يبيح لهم هذا المجال أن ينهبوا أو يكذبوا ...الأزمه لم تكن في الملك بل في الأدوات فجميع الذين أختارهم الملك للملف الأقتصادي خذلوه هو حاد الذكاء متمرس وقد عاد الان لتصحيح المسارات ...في داخله يؤمن أن الدوله الأردنيه تشبه الدبابه تماما ..يؤمن أن التحالف بين العرش والعشائر هو يشبه حجم التصفيح في الدبابه ...والتصفيح المتقن المكثف قادر على حمايتها من نفاذ القذائف وبالتالي استمرارها في المعركه وهذا هو دور العشيره ...ولكن حتى تستمر الدبابه في القتال فهي تحتاج لمدفع ولحركه مرنه ولسرعه ..ويدرك الملك أن النهوض بأقتصاد الدوله يشبه المدفع الذكي الموجه بالليزر ...ويدرك أيضا أن الأقتصاد يمنحك حرية الحركه يمنح الشعب راحة مطلقه تماما مثل (الأبرامز) الدبابه الأمريكيه التي أعجب بها الملك عبدالله كثيرا فحين صنعت تم التركيز على رفاهية الجندي الذي يعمل بداخلها لهذا تم تزويدها بثلاجه (وكوندشن) ورؤيه ليليه ومرونه في التعامل معها . الفجوه التي حدثت في الدوله هي أن من أستلموا المسئوليه لم يفهموا عقل الملك جيدا ولم يستوعبوا قاعده مهمه في العمل العسكري بالتحديد في عمل القوات الخاصه وهي أن مفتاح النصر هو ثقة القائد بالجنود وثقتهم به ..والملك وثق بهذه بخياراته من المسئولين السابقين ولكنهم لم يثقوا بأنفسهم أو المرحله . الجيش الأردني لا تستطيع أن تبقيه كلاسيكيا ..وحدات أسناد ومدرعات وأنماط قتاليه قديمه ...والملك عبدالله لم يكن يريد أن يرث البنية الكلاسيكيه في السياسة وأقتصاد الدوله ...أراد أن يطور ويعدل ..ولكن البعض فهم هذا التطوير والتركيز على الأقتصاد في اطار التوطين أو تفكيك بنية الدوله ...وهو ربما قد يكون فهما مشروعا. ما حدث في النهايه هو يشبه الى حد بعيد ....مهمات العمليات الخاصه فأنت حين تعطي أمرا ومهمة تنتظر من الجنود التنفيذ ولكن حين يقرر بعض الجنود تغيير الأوامر ..او تعديل خطة الهجوم فستكون النتيجه تعرض المهمه كامله للخطر . الملك عبدالله الثاني تخلى عن المفهوم العسكري في أدارة الدوله يؤمن أن السياسة مختلفه تماما يؤمن أن ما يحدث مع الجيش قد لا يتوافق مع ما يحدث في المجتمع المدني ...لهذا عاد الى البنى الكلاسيكيه في السياسة والسبب بسيط هو أن عقلية مثل عقلية فايز الطراونه أشبه بالعقلية العسكريه فهي تنفذ ما يصدر اليها من أوامر بعكس الخصاونه الذي يجتهد ويقرر هو دون مرجعية ....الملك عبدالله يؤمن أن القائد هو الاساس في أية مهمة عسكريه ولا يجوز الأجتهاد أو الاضافه على أوامره وهذا ما حدث مع الخصاونه الذي حاول أن يجتهد في مسارات وقضايا هي من أختصاص العرش فقط . ما هو القادم ؟ الملك الان أنهى مشروعه في التغيير والتطوير بالنسبة للقوات المسلحه هو الان يدير الدوله بالعقليه المدنيه ويطور في الخيارات لم يعد يرتدي الزي العسكري كثيرا ..هو يؤمن أنه مثلما نجح في تغيير بنية القوات المسلحه نحو الأفضل قادر على تطوير بنية المؤسسه السياسيه في الأردن ولكنه قرر أن ينفذ رؤيته بأدوات مختلفه وبأعاده رسم للتحالفات التقليديه ....ولكنه يعاني من الشغب المتصاعد يعاني من بعض القوى الاستغلاليه التي تريد بعد اقالة الخصاونه تحويل الدولة الى جغرافيا متناحره ...المشهد يشبه الى حد ما رؤيته حين كان أميرا في القوات الخاصه ويقدم مقترحات مهمه أغفلها الكثيرون وتبين فيما بعد أنها صائبه ما يفعله الان أنه يقدم رؤية ومشروعا للمستقبل وما تفعله بعض قوى الشغب أنها تريد أعادة الملك الى المربع الأول ...حين كان عقيدا في القوات الخاصه بنفس الاسلوب ونفس الطريقه ونفس الروح المليئة بالكره ذات يوم أرسلت احدى شركات السلاح مسدسا للملك حسين وكان المسدس غريبا يختلف عن غيره ....كان الأمير عبدالله وقتها شابا ومتمرسا وحين استأذنوه كي يرى السلاح الجديد قام بفكه وأعادة تركيبه في أقل ثوان محدوده ....ثم غادر ..الحكم هو سلاح قوي وخطير وقد يكون قاتلا اذا أسيء استخدامه ولكن الملك عبدالله متمرس بالسلاح ومحترف .....وقد كان الملك حسين الراحل في المناورات العسكريه يختلي بأبنه البكر عبدالله ..كي يشرح له تفاصيل المناوره وتفاصيل السلاح المستعمل ...في العسكرية كان يثق بأبنه ويدرك أنه من أمهر ضباط القوات المسلحه وأقدرهم على القيادة ولكنه كان يخفي عنه هذا الشعور ....وكان يدرك تمام الأدراك أن ما يقدمه الأمير الشاب في مجال التقنيه والتطوير والتدريب هو الصواب ....ولكنه لم يجاهره أبدا بحقيقة مهمه وهي أن الأمير متمرس ومحترف وذكي ....ربما كان يعده للمستقبل ربما كان يريد أن يضعه في معركة مع ذاته ....والملك الان في معركة شرسه مع قوى ظلاميه مع خياراته ..مع ذاته ولكن يجب أن لا ننسى أن للعسكري مهمه وميزه المهمه تتعلق بأبعاد الخطر أما الميزه فهي البقاء والعودة سالما ...والخطر زال أو لنقل أنه في طور الزوال ...والأردن سيبقى أعتقد جازما أنه بالرغم الجرح سيبقى ..ولن يتأثر. |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
09-06-2012, 07:39 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
الدولة التائهه .... تقارير ومؤامرات على الاردن .... قبل اسبوع أبرقت السفاره الأمريكيه تقريرا سريا من عمان الى واشنطن مليء بالتحذيرات والغضب ....بالتوازي مع التقرير تقود اذرع خفيه في الدوله مشروعا يهدف الى أحداث تكسير في الكتله الشرق اردنيه تمهيدا لتقديمها بصورة العبء على الدوله ..تمهيدا لأستبدالها ..ومن ثم شطبها من قاموس المكون الأجتماعي الاساسي للبيروقراط والمؤسسه العسكريه والأمنيه . على ماذا يحتوي التقرير السري الذي صدر من عمان ؟... يحتوي قصه مهمه تفيد أن النظام السياسي الأردني صار يعطي دورا مهما للأمير حسن ويعرض حفل عيد الأستقلال كنموذج ويشير الى أن حضور الأمير وجلوسه بجانب الملك يعد أمرا خطيرا .... ما لايفهمه الحراك في الشارع وبالتحديد حراك المحافظات هو أن الملك عبدالله يقاتل بشراسة عنيفه الوصفات الأمريكيه ويصر على أن البنيه الأجتماعيه للدوله الأردنيه بنية متكافئه وأن الجميع أمام القانون سواء وأن تكافؤ الفرص شيء ملموس على الواقع وليس مجرد شعارات ...ويؤكد الملك أن صاحب الولاية فيما يتعلق بأمور العائلتين العائله الهاشميه والشعب الأردني ولا يجوز لأحد أن يتدخل بهما..... في نفس الوقت الذي تبرق به السفاره الأمريكيه وتحذر من أعطاء اي دور للأمير حسن في المشهد الحالي ..يتحرك الأخوان المسلمين بأتجاه مخيم الحسين ..وهنا نسأل هل هذا التحرك جاء في أطار الاشاره الأمريكيه المحذره من دور الأمير حسن وبتناغم مطلق وأتفاق مسبق أم أنه عفوي ؟..هو ليس عفويا أبدا . الملك قبل شهرين زار المكونات العشائريه للدوله وبالتحديد عشائر عمان والبلقاء ولم تقع تلك الزيارات في أطار ..تنفيس الأحتقان وانما كانت أشاره خارجيه .....الى أن ما ينقل من تقارير استخباريه عن مؤسسة العرش هو مجرد استنباطات مغلوطه ..وأن العرش ما زال قويا ومتماسكا والسؤال من ينقل التقارير ..ثمة أمر عجيب غريب ملفت وخطير ..وهو متزامن ومتشابك ...يجب أن نقرأه في ترو ودقه ....اولا علينا أن نقرأ لقاء السفير البريطاني بقادة الحركه الأسلاميه في عمان قبل اشهر وهذا اللقاء كان يقع في أطار الرساله ...ثم علينا ان نقرأ غضب السفاره الامريكيه من حضور الأمير حسن في عيد الاستقلال وجلوسه بجانب الملك ..بعد ذلك علينا أن نستنتج ..من هاتين الاشارتين تحرك الأخوان المسلمين في مخيم الحسين بالتحديد ونحلل ونربط بين ماهو خارجي وماهو داخلي . بعد ذلك علينا أن نفرد الحقيقة كاملة على الورق وهي صادمه ومؤلمه وتقول تلك الحقيقه:-...أولا أمتص الملك حراك العشائر الأردنيه وهذا الحراك كان موجها للنظام السياسي وكان المقصود منه محاولة الفسخ والفصل التام ما بين النظام وقاعدته ...ولأن الملك يفهم ما هو مؤثر خارجي وماهو داخلي أستطاع أقتناص اللحظة وتذويب المشروع ..وأجرى تغييرات هو نفسه لم يكن مقتنعا بهاو أنما كانت في أطار التكتيك السياسي الرائع الذي يمرر المخطط الخارجي في أقل ضرر... الان أصبح الغرب مقتنعا تماما أن فصل الشرق أردني عن الحكم الهاشمي هو أمر صعب وشائك وخطير ..لهذا بدأ بتوظيف الأخوان بشكل خطير في اعادة أنتاج الحالة الاردنية الفلسطينيه ضمن خانة الحق المنقوص وتهميش المخيمات وبالتالي أنتاج هويه فلسطينيه تتصادم مع الدوله وتثير حفيظة الشرق أردني وتعيد أنتاج الصدام الفلسطيني الاردني ..مما يشكل ضغط على النظام السياسي ..وبالتالي يقدمه بشكل مهتز وقابل لأي أملاء خارجي .. والاداه في ذلك (الأخوان المسلمين ) ...المشكله أن الشرق أردني للان غير مدرك لحقيقه خطيره وهي أن نظامه السياسي يناور بشكل خطير ومرعب لتجنيب الدولة زوبعة الأنفلات ..وغير مدرك أن النظام السياسي معني بالهوية الاردنية أكثر ما يكون وغير مدرك أن النظام السياسي يواجه عدوا أسرائيليا شرسا وحقيرا يرد أن يفرض عليه مسألة الوطن البديل عبر تهديد وجوده وأستمراريته .... أن اللقاءات التي أجراها السفير البريطاني والغضب الذي مارسه السفير الامريكي ..سيؤديان الى نتائج مستقبليه وخيمه وهي تقليل المساعدات وربما حجبها ومحاولة عزل النظام السياسي الأردني وكل ذلك يتم عبر وصفات (ليكوديه) ..فكما هو معروف أن السفارات الغربيه في عمان تنسق مع (تل ابيب) بشكل شبه يومي ... سأل سياسي غربي في عمان سؤالا مستفزا لأحد المسئولين السابقين قائلا :- (كيف ينام عبدالله الثاني ...هذا الرجل أمره غريب لديه نتنياهو في الغرب ..ولديه الأخوان في الشارع ..والسعوديه تضغط عليه بأتجاه التأزيم مع سوريا ..وأقتصاد دولته مذبوح من الوريد ألى الوريد ..الأ يشعر هذا الملك بالخطر ؟) الملك يهرب ألى الأمام هو يعالج الأزمه الان بالحديث عن الأنتخابات هو يريد أن يقفز من ملف مفتوح الى ملف مغلق ...هو حاد الذكاء...يظهر من حديثه بساطه مفرطه ...ولكن يجيد التكتيك الاني ..وتلك ميزته ...لقد قرر أجراء أنتخابات هذا العام وهو يدرك أن أجرائها سيكون خطرا على البنيه الأجتماعيه للدوله في ظل وجود حراك سياسي نشط ..ولكنه يواجه العقل الغربي ...بطريقة ذكيه وهي أنهم اذا فتحوا ملفا أخر لايسعى لأغلاقه بل يهرب الى الأمام بفتح ملف أخطر ....واذا حاصروه في أطار داخلي عبر تحريك قضية حساسه مثل الأخوان المسلمين ودورهم في المخيمات يرد علىهم بأنه لايؤمن بالصوت الواحد ....واذا أقنعوا حلفاء الاردن بحجب المساعدات قد يتقدم مثلا ويرسل وزير خارجيته لأيران .. النظام السياسي في الأردن ليس مستهدفا ولكن شخص الملك هو المستهدف المطلوب أضعافه ...عبر أستخدام أدوات مثل الحراك وتوظيف لجماعه مثل الأخوان المسلمين ومنحهم دورا مشبوها خطيرا .....ومع ذلك ما زال يقاتل ببساله . على الأردني الان أن يتوجه في معركته للدفاع عن الملك فاضعافه تمرير لمخطط نتنياهو .... يقول سياسي اسرائيلي من حزب( كاديما) :- حين توفي الملك حسين وتسلم عبدالله الثاني الحكم ..تنفس نتنياهو الصعداء فقد ضن أن ترحيل القضية الفلسطينيه للوطن الجديد الأردن سيحتاج الى (5) سنوات على أكثر تقدير ...ويضيف هذا المحلل قائلا :- كان نتنياهو يظن أن دهاء الملك حسين ..هو المعيق الرئيسي في مشروع الليكود التاريخي ...وبما الحسين مات فقد ضاع الأردن ....وسيتم مزجه مع الضفه عبر تذويب لهويته ..وأنهاء صداع أسرائيل المقلق .. ينهي هذا السياسي حديثه بالقول :- يبدو أننا أخطأنا في تقدير حجم الدهاء والقدرات السياسيه التي يتمتع بها الملك ...يبدو أنه ورث دهاء أبيه ..كله وربما ما هو اكبر من الدهاء . الملك يخوض معركة شرسه ويجب أن يتحول الحراك الان لدعمه ...فاي هزة له وأي خذلان له سيعني بالضرورة تذويب الدولة نهائيا لصالح الليكود ولصالح ربيع عربي يعد الأسلاميين بالسلطه ولكن تحت الجناح الأنجلوسكسوني ... |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
21-07-2012, 07:21 | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
الدوله التائهه .....(الجزء 21) عن المصري وطهر المسار . قبل عامين وأكثر, وحين كان طاهر المصري عائدا من مؤتمر في المغرب غادر مقعده على الدرجة الأولى وجلس بجانب أحد قيادات منظمة التحرير الفلسطينيه ومارس فنون (الوشوشة) كعادته ...أتذكر أني كنت جالسا في الصف الخلفي من الطائره ...وأتذكر كيف قهقه هذا القائد الفلسطيني ومازح طاهر قائلا :- (أنت طول عمرك مجرد مصدر للملك حسين حطوك حتى اتظل (أتضايك) فينا ..ولساتك ما بطلت عادتك) . هذا هو تعريف الرجل بأختصار ..وتلك هي حقيقته , ودوره يظهر ذكاء النظام السياسي الأردني وأحترافه فن القياده . كان الأولى أن تتحالف المؤسسه الرسميه الأردنيه مع شخص مثل بهجت أبو غربيه ...وهذا المجاهد كان زعيما فلسطينيا وأردنيا بأمتياز ولكن بهجت لايرضى بأدوار يكون فيها أداة أو مصدر للمؤسسات الأمنيه ...كان الأولى أن تقدم المؤسسه الرسميه مفكرا بحجم ناجي علوش ..أو مفكرا بحجم عدنان أبو عوده ولكن حتى عدنان أبو عوده لم يضع نفسه يوما في خانة مناكفة عرفات أو الشغب على أدوار منظمة التحرير لان عدنان كان يملك هوية وطنية أردنية وهوية نضالية فلسطينية ولم يتناقض مع نفسه وهو أكبر من أن يكون أداة أمنيه كونه صانع سياسه . ولهذا أستغلت الدولة في لحظة من اللحظات ضعف الشخصية وأهتزازها وكان طاهر المصري أداة أمنية وظيفتها الشغب على (ياسر عرفات) ... يقول وزير سابق في السلطه الفلسطينيه وأحد القاده الأمنيين لدى الرئيس ياسر عرفات :- حين تسلم طاهر المصري رئاسة الحكومة في الاردن تلقى ياسر عرفات الخبر ...في تونس وقتها شعر بالمراره وشعر بطعنه ونظر ألي قائلا :- ( هم بيعملوا كده ليه فينا) ...ياسر – والحديث للوزير الفلسطيني السابق – كان ينظر لنفسه على أنه قائد لكل الفلسطينيين سواء من كان منهم في فلسطين أو في الشتات وكان يكره كل فلسطيني يتخلى عن هويته ...وشعر في لحظة من اللحظات أن الفلسطيني يصبح اداة وهويته تصبح كذلك حين يرضى بدور الشغب أو مناكفة منظمة التحرير الفلسطينيه ... ثم يكمل هذا الوزير حديثه قائلا :- طاهر المصري شخصيه مهزوزه وهو مجرد أداة يستطيع نقيب مخابرات أردني أدارته ..ولحظة توليه مسئولية رئاسة الوزراء أدرك عرفات أنه لن يصمد لأن وجوده في الحكومه مجرد ديكور لا أكثر لكنه شعر بحجم المرارة ..كون هوية الفلسطيني توظف وتستغل وطاهر من الناس الذين يرضون بذلك . والسؤال لماذا تمرد طاهر المصري على الدولة الأردنيه ؟ لماذا يقود حراكات من تحت الطاوله ؟ لماذا ينسج تحالفا مبطنا مع الأسلاميين ؟ والأخطر لقاءات لندن التي أجراها في سفرته الأخيره حول وضع الفلسطينيين في الأردن . ربما تلك الأسئله تشكل إجابة وافية لسبب إستثناءه من دعوة الطراونه فالقصه ليست مرتبطة بخشونة طاهر ولكنها مرتبطه بالأدوار التي يؤديها وهي أدوار تتجاوز كونه مجرد مصدر سابق ...وثمة قاعده أمنيه مهمه في أي عمل أستخباري وهي المصدر لايكون شريكا في القرار ...وطاهر يحاول أن يكون قائدا للشعب الفلسطيني ومتحدثا باسمه في الأردن...وهذا الأمر صعب . في لحظة من اللحظات أتهم عدنان أبو عوده بالأنقلاب على تاريخه وعدنان لم ينقلب على هويته الفلسطينيه الهاشميه الأردنيه أبدا ...عدنان رجل أستراتيجي ولكنه في كل تاريخه السياسي لم يكن مصدرا أو أداة ولم يتناقض مع أصوله وهويته ودوره ...قدم للأردن بحجم ما قدمه الشهداء والعسكر...وظل على عهده وفيا للهاشميين وللحسين ...أزمة عدنان أنه لا يقبل بتلقي تعليمات وهو صانع مراحل ..وأزمته أيضا أنه يحب الأردن أكثر من أولاده ..ولهذا فحركته السياسيه لاتقبل أن تكون في أطار إقليمي عفن ولا تقبل الأقصاء والتسول على بوابات السفارات الغربيه ولا الحديث الليلي الخاص لسفراء أمريكا حول وضع الفلسطينيين في عمان . لهذا أختار الصمت مع أنه مؤهل ان يكون قائدا سياسيا بإحتراف ... طاهر يريد أن يكون قائدا فلسطينيا ويبدو أنه تخلى عن عمله السابق كمصدر ولكن طاهر يجري إجتماعات سريه في لندن وطاهر يتسول على أبواب السفارات ..وطاهر تلون ألف لون وبدل تحالفاته ألف مره ...لهذا إنزعجت المؤسسه الرسميه منه . النضال الفلسطيني ورجالاته لن ينسوا أبدا أن ثمة مصدر ناكفهم ...والحاله الفلسطينيه تنتج قادة يعشقون فلسطين ولا يرون في الغرب سواها وطنا ولا يقبلون البدائل ... بالمقابل المصادر التائهه بين الدولار والقبل الناعمه ستفنى لأن هؤلاء ليسوا أبناءا للأردن وليسوا من فلسطين هؤلاء أدوا أدوارا أمنيه وسياسيه ولفظتهم المرحله .... وسينتج الرحم الفلسطيني وأن تأخر قليلا سينتج قادة يبنون مداميك الدولة على تراب فلسطين من جديد ويقسمون بالشمس وطنا .... |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الموضوع الحالى: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى الثورة على الفساد -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدولة التائهة الحلقه ( 13 ) سواليف بتشيب الراس | م.محمود الحجاج | منتدى الثورة على الفساد | 3 | 03-02-2012 13:45 |
نص الدستور الأردني الجديد بتعديلاته | م.محمود الحجاج | منتدى عَالم الَسياََسَة | 0 | 01-10-2011 10:38 |
جدول مباريات الدوري الايطالي لعام 2007/2008 | عفراء | منتدى الرياضه العالميه | 0 | 18-10-2007 06:35 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...