مصر تخنق غزة لإسقاط حماس .. فهل نخنق مصر لإنقاذ فلسطين؟ ...

مصر تخنق غزة لإسقاط حماس .. فهل نخنق مصر لإنقاذ فلسطين؟ ...

الحصار البشع على غزة وأهلها عار على البشرية كلها.. فضلا عن العرب والمسلمين .. وهو عار قبل هذا وبعده على مصر والشعب المصري ..! فممارسات الحكومة المصرية .. وسكوت الشعب المصري على هذه الممارسات الجائرة والظالمة وغير الإنسانية من قبل حكومته تجاه الإخوة في فلسطين قد لوث تاريخ مصر، وما يقال عن تضحياتها، ونضالها دفاعا عن فلسطين!
هذا الشعب الذي رأينا غضبه وانتفاضته خلال مباريات مصر والجزائر، نراه لا يفعل ما يجب لإيقاف حكومته العميلة المنبطحة عن حدها! فما فعلته هذه الحكومة من حصار جائر، وصل إلى حد منع دخول المستلزمات الدراسية، من الدفاتر والأقلام.. ومنع دخول مواد البناء إلى القطاع الذي دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة.. وكذلك ما فعلته هذه الحكومة مؤخرا من بناء الجدار الفولاذي لإحكام حصار غزة، وتعنتها في وجه قوافل الإغاثة، وجهود الدعم والمساندة الغربية .. كل ذلك لا يمكن السكوت عليه، ولا يمكن تفسيره إلا بأنه نوع من العمالة والخيانة، والانبطاح للإملاءات الإسرائيلية والغربية، في مقابل مكاسب شخصية وحزبية، على رأسها بقاء أسرة مبارك وحزبه في الحكم، والقبول بتوريث أبنائه في المستقبل! وغض الطرف عن دكتاتورية الحكومة المصرية وفسادها!
إن هدف الحصار بالطبع هو إسقاط حماس، لأن استمرارها في الحكم، يهدد إسرائيل، على المدى البعيد، حيث نرى –للمرة الأولى- طرفا فلسطينيا قادرا على مواجهة وردع التعنت الإسرائيلي.. طرفا يستطيع أن يقول لا للمحتل، ويستطيع أن يفرض شروطه بندية وقوة.. ويحمي الأرض التي تم تطهيرها من الاحتلال الإسرائيلي وأذنابه بكل كفاءة واقتدار .. مما أدى إلى تحجيم الاعتداءات الإسرائيلية التي كنا نسمع بها يوميا فيما سبق .. فأصبحت أرض غزة محرمة على جيش الجبناء الإسرائيلي!
من جانب آخر، فإن استمرار حماس في الحكم، ونجاحها فيما عجز عنه غيرها، تراه الحكومة المصرية مصدر تهديد لها .. حيث تستشعر خطر وجود نموذج إسلامي على حدودها، كما صرح بذلك أحد رموز الحكومة المصرية، الذي قال صراحة بأن مصر لن تسمح بوجود أمارة إسلامية على حدودها الشرقية .. وهي الحكومة التي تعاني أيضا من أزمة شرعية داخلية، بسبب أدائها الهزيل، وفشلها في تنمية البلد وحل مشاكله المتراكمة .. وخصوصا مع تنامي التيار الإسلامي المعارض وازدياد شعبيته، وهو ما عكسته الانتخابات البرلمانية الأخيرة ..

إن الإنسان ليشعر بالعار أن تأتي قوافل الإغاثة لأهلنا في غزة من بريطانيا وفرنسا ومن كل مكان .. فيما الشعوب العربية والإسلامية صامتة .. لا تفعل شيئا عمليا لمساعدة أهل غزة .. ولا تستطيع إلزام الحكومات العربية بالتدخل، وإجبار الحكومة المصرية على فك الحصار ..!!
إنه زمن انقلبت فيه المباديء والمفاهيم والعقول.. فلا يستطيع الإنسان أن يستوعب كيف يقتل اليهودي السفاح الأهل في فلسطين مساء .. ثم نجده يستقبل بالأحضان في مصر صباحا ؟ وكأنه لم يفعل شيئا ؟؟!! ولا أدري كيف تقبل مثل هذه الأفعال، بل تعلن في وسائل الإعلام وكأنها أمر عادي ! فيما يجرم كل من يظن أن له صلة بحركات المقاومة الجهادية في أي مكان في العالم !
أعتقد أنه يجب أن تكون هناك جهود على جميع المستويات الإعلامية والسياسية والاقتصادية على المستوى العربي والإسلامي والعالمي.. وعلى المستوى الفردي والجماعي .. لإدانة مصر وإسرائيل بالإبادة والتجويع الجماعي وانتهاك حقوق الإنسان في غزة .. حتى لو وصل الأمر إلى المقاطعة الاقتصادية لمصر .. من أجل دفع الشعب المصري - الذي تحرك وثار لأجل مبارياته مع الجزائر- لإجبار حكومته على فك الحصار .. وحتى تستشعر الطغمة الحاكمة في مصر أنها بدل أن تكسب الهيمنة على غزة بإسقاط حماس.. فقد تخسر الحكم في مصر نتيجة سوء أعمالها تجاه غزة..!
فالمثل الشعبي يقول: " ما دون الحلق إلا اليدين" ..

لولا فئة كبيرة من الشعب المصري نحبهم في الله وتربطنا بهم أخوة العقيدة ونرى لهم مواقف مشرفة مشرقة حفظهم الله ، لأيدنا فكرة مقاطعة البضائع المصرية لمحصارة الحكومة لا الشعب ، ولكن المتضرر الأول من ذلك الشعب للأسف الشديد .
فأهل غزة يخوضون معركة شديدة التعقيد وصعبة التفكيك، فحتى دفع الظلم صعب المنال، وهذا حال من يؤهله الله تعالى للاصطفاء

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج