|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
المنتدى العام في ساحات الفلسفة والفكر نتجول بدهشة متشوقة لمعرفة المزيد بمايتعلق بالأمور العامة والمواضيع العامة الغير محددة الطرح والتوجه والغير مصنفة. |
كاتب الموضوع | لميس العتوم | مشاركات | 1 | المشاهدات | 2773 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-11-2012, 09:07 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||
|
أمانة حمل القلم
النفس الأمارة بالسوء تغريني بالبوح، لتلقي بي من بعد في شباك النفس اللوامة. النفس اللوامة تأخذني، تلقي بي في لجتها، تطوح بي من أعالي طمأنينتي.. أعالي وهمي بطمأنينتي، ترمي بي إلى قاع وجودٍ تُمزقه الأسئلة، أسئلةٌ تتناهشني، تنشب في الشغاف كما السنانير. تُقرِّعُني على أن أسلمت للنفس الأمارة بالسوء، بالبوح، قيادي حيناً. وحيناً آخر على اللوذ بالصمت، أو المرور على الأحداث مرور العابرين، فلا أُشبع العلة تشخيصاً. القلم أمانة، وكما ليس كل من لبس العمامة خطيبا، وليس كل من تهجأ الكلمات قارئاً.. ليس كل من كتب كاتباً. أتذكر حكاية تلك المرأة التي جاءت لأحدهم ليقرأ لها رسالة وردَتها، فقال لها بأنه ليس بخطيب، فنظرت إلى العمامة ولسان حالها يقول: لا.. وإلا لما كانت هذه العمامة. فما كان منه إلا أن خلع العمامة وألبسها للحمار الذي يقوده ومضى عنها دون تعليق. النفس اللوامة ما رضيت ولن ترضى عني يوماً.. هكذا هي.. تكلفني فوق ما تستطيعه الطبائع، ولا تلتمس لي عذرا إن أعيتني الحيلة عن الوصول إلى الحقيقة. أنقل بقلمي ما تراه العين من أوجاعٍ هي أوجاعُ العالمين في نفس واحدة. أوجاعٌ تهوي في العمق كما تهوي الصخرة في قاع سحيق لتذوب فيه، ولأغترفها من بعد مداد كلماتٍ يرشح بها سن القلم. الجامعة.. فضاء الحرية الواسع، المُصان من أي تدخل، بحجة أو غير حجة.. الأتون الذي انصهرت به آلاف العقول وعُجنت وقُوْلٍبَت لتصنع حضارات وأزمان تحمل سمات علمائها وقادتها ومفكريها. الجامعة.. ذاك المعقل الذي شبت على أرضه حركات التحرر والريادة والتطلع إلى أجرامٍ وعوالمَ غير الأرض، لا لاستصغار لشأن الأرض بل تمجيداً لعظمة خالق الأرض. هذا الحرم الحر المحمي المصُون، صانع الواقع المغاير لما كان.. ولكل زمن صانعوه، استحال في زمننا إلى بيئة استنساخ وتكريس لكل أفكار البيئات التقليدية والمتخلفة المستندة إلى الثارات والعصبيات. ومُستنبتاً خصباً لقيم وسلوكيات عبثيةٍ استعراضيةٍ مظهرية، ليس من دافع لها في الغالب سوى المماحكة واستفزاز الآخرين. هكذا تحولت الحرية من قيمة عظيمة إلى عكسها. فالحرية غير المسؤولة، غير المرتبطة بمصالح المجموعة، وبالتالي بمصالح الوطن تتحول إلى مؤشر فشلٍ، أو على الأقل مؤشر خللٍ لا بد من معالجته وبجدية بالغة. النفس اللوامة تدفعني، تَحُضُُني على أن أتعمَّق في التشخيص أكثر، تُحْكِم قَبضَتها أكثر، ترمي في أعماقي أولى صخراتها.. أوجاعها، تطالبني أن أفرد التغيير موضوعاً رئيساً على بساط البحث... كُلنا ننشد التغيير.. التغيير الذي لا يُلغي ما أرساه الأوائل، ولا يوقفنا في الوقت نفسه عند حدود ما أرسوا، فلكل زمن معطياته الدائمة التطور.. بل الجمع ما بين أصالة الأوائل وروح الزمن الذي نعيش. وكلنا نتطلع إلى الشباب على أنهم قادة التغيير وفرسانه الذين عليهم رهاننا، وبرؤانا بهم.. رؤية ورؤيا.. تتجلى صورة الوطن الأحلى. تهوي في القلب صخرة سؤال موجع.. كيف سيغيرون وهم عن تغيير أنفسهم عاجزون..؟ يرتد إليَّ السؤال بآخر أصعب من سابقه.. هل يغير الله ما بقوم إن لم يغيروا ما في أنفسهم..؟ أرى شباباً يأتون من أسر متدينة، والدين عند الله الخُلق، وقد وصف الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالقول: وإنك لعلى خلق عظيم. لكني أرى شباباً متدينين، في الظاهر فقط، لأنهم منقادون وراء الدنيا مشدودون لها، وقد حُفَّت بالرغائب والشهوات وإرادتهم أضعف من أن تصمد على تخوم الجنة المحفوفة بالمكاره. والإيمان بأبسط تعريف له هو.. ما وقر في القلب وصدقه العمل وظهر على الجوارح. فأين كل هذا.. وأين الشباب منه..؟ بي من النفس الأمارة بالسوء.. أو البوح، إن جاز القولُ بأن البوح سُوء.. كونه أحياناً ينقلب ضد قائله، حتى وإن كان يضعُ اليدَ على الجرح، ولا يكتفي بذلك بل يتعداه إلى الوصول إلى الوضع البديل الأفضل والأسلم. بي منها.. مخافة، ليست من الخَلق وقوانينهم الوضعية، بل من الله، من أن أكون قد تجاوزت حدود الله، فأكون قد تخطيت ما هو متاح لي من هامش حرية، الحرية المتمثلة بقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. بي مخافة من نفسي، من ضعفها، من ضعفي أمامها إن واجهتني بقوة أكبر من قوتي على مواجهتها، قبل مواجهة الآخرين فالقوي من قوي على نفسه، لا من قوي على غيره. وبي من الله مخافةٌ أكبر من مخافتي للبشر ونفسي.. ترقى لمستوى الجهاد بالقلم. كما يجدر بي، وبما تستحقه مني الأمانة، بما أغترفه من ذوب وجداني ليرشح به سن القلم. النفس اللوامة ما تنفك تداهمني أن أفتح عينيَّ على ما يحيط بي من أحداث وألا أقف منها موقف المتفرج. تطوِّح بي ما بين حلمين، حلم يقظة وحلم منام. الحُلُم فعل لا إرادي مختزن في عمق لاوعينا، يُصعِّد ما في أنانا الدُنيا، مخففاً عن النفس ضغوطاتها. ما بين حُلم يقظة وحُلم منام.. نص مفقود. فما جدوى الكتابة..!؟ الكتابة شكل آخر للحُلُم أكثر قرباً من الواقع، قد لا يطال الواقع ليعالجه، لكنه يشخِّص علله، لتُبصره عينٌ قديرة، وتتدبره نفس بصيرة، تأخذه على محمل الجد، فتبادر من بعد لإصلاح علله. أنهيت صلاة الفجر، دعوت الله طويلاً، وبحرارة، أن يثبِّت قلبي على دينه، وأن يهبني القدرة على تجسيد إيماني في كل سلوك قلَّ أو عَظُمَ شأنه، أن يهبني القدرة على التغيير بيدي ما استطعت إلى ذلك سبيلا. ذات حُلُمٍ حدثتني نفسي عن منارة دفعت بي أقداري أن أكون بعض العاملين فيها. الأمناء على مصالحها، لأنها بعض ما أعلينا في هذا الوطن وما بنينا بدمنا ودمعنا وسهر الليالي وعرق الجبين، لكننا مع كل الأسف نقع دوماً فيما وقعت به تلك التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. النفس اللوامة تَشْدُد عليَّ أن أستعين بمن يعينني على أمري. حدثتني عن شخص بعينه، أخصه بنص أضمنه رؤاي، وأبعث به إليه. قلت أصوغ نصي بجمل محكمة من السهل الممتنع، نصٍ ناصع مضيء كدخيلة نفسي، لا بل سأتجاوز السهل إلى الصعب، سأضمِّنه تعابير لا يطالها بالفهم إلا الخاصة ممن يمتلكون ناصية القول وتأويل العبارة سعياً وراء جمر المعاني، فهو منهم. رسمت في مخيلتي المنارة الحلم صرحاً تتسابق فيه خطى المعنيين لإعلاء شأن العلماء في هذا الوطن، فلا تتعامل معهم تعامل من يراد امتصاص قدراتهم دون تقدير لكفائتهم، أو كما لو أنهم ليسوا شركاء في الإنجاز، أو أنهم مجرد سُخْرة ومصدر ربح، لتكون المحصلة دفعهم للهروب فراراً بما تبقى لهم من كرامة. منارة يُنظر للعاملين فيها بكثير من الاحترام والتقدير لبذلهم، وتوفير كل ما من شأنه حفزهم لمزيد من البذل، تقوم الإدارة فيها على أساس الإدارة بالإنجاز، لا بعدد ساعات الدوام، وتُيَسِّر للعاملين أسباب تحسين نوعية الإنجاز والحرص والتسابق نحو تحقيق النوعية أولاً. أنهيت صياغة نصي الحُلُم في مخيلتي ولم أدونه، من بعض طقوس الكتابة عندي أن أنتظر نضج واختمار الفكرة في المخيلة، لتفيض منسكبةً على الورق بعضاً مني وقد ضاقت بها المخيلة. وقبل أن أسلم النفس للسبات وقد غلبني النعاس هتفت من أعماقي: يا رب.. امنحني القدرة على تغيير ما أستطيع، وألا أستكين لعبارة (لا أستطيع) وهبني السكينة لقبول ما لا أستطيع تغييره، والحكمة لأدراك ما بينهما. يا رب ملكني القدرة على نشر عبير الخير والسلام أنَّا سرت. لم أكد أغفو لأراني في حلم منام نقض حلم اليقظة أنكاثاً. رأيت فيما يرى النائم أنني التقيت من أمَّلتُ النفس منه بالمساعدة لتحقيق حلم اليقظة.. رأيتني وإياه في سيارة، كنا ماضيين إلى مقر شركته (مؤشر أول إلى أن الشركة تعني الربح، والربح غاية تبرر الوسيلة). مضينا في طريق أفضى بنا إلى منعطف حاد افتقدته عنده (مؤشر ثانٍ على استحالة تحقيق الهدف). لكن طبعي العنيد الذي لا يفارقني في الصحو أصر على ملازمتي في المنام، إنه أكبر من أن يسلمني لليأس عند أول معيق يصادفني، فرأيتني ماضية في البحث عن الشركة التي ما زلت أحفظ اسمها. فوجدتها، بعد طول بحث، وصلتها منهكة، وعلى مقعد متحرك، (مؤشر ثالث على عجزي رغم إصراري). دخلت، لم أجده هناك، قصدت بيته القريب من الشركة، لأجده نائماً في ساحة مكشوفة (مؤشر رابع على الغفلة عن الواقع). أيقظته، قابلني بابتسامة معلَّقة لا هي تختفي وتسقط على إحباط، ولا هي تتسع لتقول أكثر. أدركت أنه تنبأ بما جئت لأجله وما سأطرحه عليه، بدأت معه حواراً جانبياً طمعاً بأن يفضي بنا إلى الموضوع الأصل، لم يعطني الفرصة للحديث فيما عزمت على أن أحدثه به، نهضت وقد أعيتني الحيلة مستأذنة بالعودة، قال: لِمَ أتيتِ ما دمت لا تستطيعين البقاء وقتاً أطول..؟ قلت: لي غاية إما هي أو لا شيء. لاذ بالصمت وتركني أغادر مخلفة ورائي هُوةً سحيقة (مؤشر آخر على استحالة العودة للتواصل). صحوت من نومي، وقد أدركت أنني واقعة تحت وطأة حلمين أحدهما يفسر الآخر.. حلم يقظة أُصر على أن يكون جميلاً، وحلم منام يفسر ما سبقه بما يوحيه من دلالات ومؤشرات، ويوعز لي ألا أشطح في أحلامي، وأن الواقع سيبقى على ما هو عليه، وأن النصَّ الذي كنت أتوق أن يقرأه ليتدبر ما فيه سيبقى حلم يقظة ترتب أحداثه الرغبة في إحداث التغيير، وأن التغيير يحتاج إلى عزم وإرادة وقدرات الجميع، ومسؤولين يملكون الرغبة في التغيير، ويعلون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، والربح المادي السريع. المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||
|
|||||||||||||
الموضوع الحالى: أمانة حمل القلم -||- القسم الخاص بالموضوع: المنتدى العام -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتظرِ الساعة! | أنيسة | المنتدى الاسلامى العام | 2 | 10-12-2011 18:10 |
مُناظَرةٌ بَيْنَ السَّيِفِ وَالقَلَمِ | نشمي | المنتدى العام | 2 | 24-12-2009 09:49 |
بكى القلم ... قبل ان تبكي... عيوني....! | نشمي | منتدى همس القوافي وبوح الخاطر | 4 | 14-12-2009 23:23 |
ادوات الخط العربي | هبة الرحمن | منتدى الخط العربي والزخارف الإسلامية | 4 | 14-02-2009 13:00 |
القلم ذكر والورقه انثى | كامل السوالقة | المنتدى العام | 7 | 21-04-2008 13:13 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...