يا مسؤولي الوطن

يا مسؤولي الوطن

لا أعرف من أين أبدأ كلامي، وإن بدأت فكيف أنهيه !!
همّان ألمّا بي وأطبقا على صدري؛ همُّ شعبي الذي لحق به ظلمكم، وهمّي الذاتي كشابة في مقتبل العمر، ولكن لا تحس بالحياة !!

الشعب يعيش في ضيق ولكن ... على أمل ! الشعب صابر، مرابط، يكد ويجتهد، ويعمل بلا كلل أو ملل ... على أمل !! تجذّر الأمل في قلوبنا كما اليأس، فأصبحا متلازمَيْن في قلب كل مواطن أردني، لعلّ وعسى أن تستجيبوا لرغباته !!
يا مسؤولي الوطن ..
من أنتم لولا هذا الشعب؟ أَلَمْ ترضعوا من خير هذه الأرض؟ ألستم بشرا مثل هذا الشعب؟ ألم تخلقوا وتعيشوا بينهم؟ ألم تترعرعوا وتكبروا معه؟ أَلَمْ تلعبوا "بالحواري" وتركضوا حفاة بين الأزقة؟ أَأنسَتكم مناصبكم أنكم أبناء هذا الشعب؟ أأنسَتكم همومه ومشاكله؟ أَنْسَلختم منه كما تنسلخ الحية من جلدها؟ أَتبرّأتم منه أم ماذا؟ أأنساكم المال والجاه وهواء المنتجعات الأوروبية خبز بلدكم، وهواء بلدكم، وزيتونه وزعتره؟؟ أنسيتم من أنتم؟ أم تناسيتم؟ لِمَ تبتعدون عن الشعب أكثر فأكثر؟ لِمَ لا تتحسسون نبض المجتمع؟ هذا المجتمع الذي أنجبكم وربّاكم وعلمكم، علمكم من ألف باء تاء ... إلى العد واحد اثنان ثلاثة ... حتى صرتم تعرفون العد بالملايين والمليارات !!
يا مسؤولي الوطن ..
الشعب لا (يشحد) منكم، الشعب يطالب بحقه، الشعب لا يحب المراوغة، ولا يحب الدروس والمواعظ، فالشعب أذكى من ذلك وأوعى من ذلك، ويستطيع تمييز الغث من السمين !! لا تستغبوا عقولنا، لا تستهينوا بنا فأنتم لا شيء لولانا، وأنت خدم لنا، فعملكم هو (خدمة شعبكم)، وليس (سيادة شعبكم) و(سرقته)، أنتم خدم لشعبكم فلا تتكبروا ولا تطيعوا مطامعكم وشهواتكم التي استعبدتكم !! الشعب أقوى منكم، وكلمة الحق وإن ضعفت، أقوى من كلمة الباطل وإن طغت، أنتم من خلقتم العداوة بينكم وبين شعبكم، فسرعان ما نفذ الصبر، وبلغت السيل الزبى، وتأججت نار العداوة !! فسارعوا إلى إطفاء هذه النار قبل اضطرامها في الهشيم !

يا مسؤولي الوطن ..
حذار من التلاعب بالوطن، لا تعبثوا بالوطن، لا تحرقوا الوطن، فالوطن نحن ونحن الوطن !! لعبتم، وسرقتم، وخدعتم، ومثلتم على مسرح الوطن، وكان الشعب مجرد متفرج !! أدواركم هذه التي مثلتموها لم تعجب الشعب قَطّ، ولن تعجبه أبدا، فآن الأوان ليقتحم الحضور المسرح !
نعم، لن نترك هذا المسرح العريق مرتعا لتمثيلياتكم الفاشلة، فتمثيلية فاشلة لا تصلح إلا لمسرح فاشل، أما مسرحنا فأصيل وعريق، ولا يليق به إلا كل ما هو أصيل !

يا مسؤولي الوطن ..
أفقرتم المواطن وأكدحتموه بسياساتكم التي فرضتموها عليه، أثقلتم كاهله بالضرائب والفواتير والمصاريف والأقساط، وبرواتب متدنية، من دين إلى دين، ومن فاتورة لأخرى، ومن ضائقة مالية إلى أخرى !! أما أنتم .. فرواتبكم خيالية، ومناصبكم وراثية، سياراتكم الفارهة؟؟ وقودها على حسابنا ورقابنا !! فواتير الماء والكهرباء والهواتف؟؟ ربما لا تعرفون شكلها !! رفاهية، وخدم، وحراس، وقصور، وحدائق، وماركات عالمية !! نحن نشقى من أجل أن نؤمن لقمة العيش، وأنتم تنعمون بأموالنا !! نحن (نموت) من أجل أن ندرس، أما أبناءكم وأحفادكم فلا تليق بهم إلا الجامعات العالمية، وعلى حساب من؟ على حساب (عشت)!!
تخرجت حديثا (مثل آلاف الخريجين) لم نجد عملا، ولن نجد !! كيف لا؟ ونحن نعاني من شبح البطالة، وبالتالي شبح الفراغ، والاكتئاب، والعقد النفسية !! كيف لا؟ وأنتم جعلتم من الجامعات (تجارة) !! صاحب المعدل المتدني يدفع ويدرس ما يشاء، أما (الطفران) المجتهد لا يجد يد العون !! منحات الديوان الملكي العامر خصصت لأصحاب الحاجة، لكن أنتم تتقاسمونها فيما بينكم وتمنحنوها لمن لا يستحقها ! في الجامعات غرامات على تأخير دفع الرسوم، على تأخير إرجاع الكتب، على كل شيء !! وحديثا (بيع) الأرواب لكل خريج بدلا من (استعارتها) !! نهب وسرقة (على عينك يا تاجر)، وفي النهاية؟ مديونيات الجامعات بالملايين !! أين يذهب كل هذا؟؟ على خدمات الخمس نجوم؟؟ في حين لا تتوافر في جامعاتنا أبسط وسائل الرفاهية من تكييف وتدفئة ! فهم يشعلونها (لناس وناس) !! إذا فأين تذهب الملايين إلى غير رجعة؟
أين المبالغ (بالملايين) للمشاريع التي أوقفت؟ لماذا أفقرتم الوطن بالخصخصة؟ لماذا تبيعون الوطن من أجل مكتسباتكم الشخصية؟ لماذا تريدون بناء مفاعل نووي ونحن لا نجد ماء نشربه؟ لماذا تطعمونا أغذية فاسدة مثلكم؟ لماذا لا تعترفون بالجرائم وأنتم على رأس العمل وعلى الكرسي؟ أم أن الشهامة تأتي متأخرة بعد أن (يطير) المنصب؟ لماذا تبيعون صحة شعبكم بمبلغ مئتي دينار بموجب قانون الجمارك إذا ثبت أن البضاعة فاسدة و(غير) صالحة للاستهلاك !!! هل مواطننا رخيص إلى هذه الدرجة؟ مئتي أو ثلاثمئة أو خمسمئة دينار؟
لماذا نسيتم حسابات الوطن، وانشغلتم بحساباتكم ومطامعكم الشخصية؟ لماذا لا تؤمّنوا حياة كريمة لنا؟ نحن لا نريد الغنى، فالغنى في أفئدتنا وعقولنا، لكننا فقط نريد أن (نعيش بكرامة) !

يا مسؤولي الوطن ..
المواطن مظلوم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فاتقوا دعوات شعبكم، اتقوا نارا وقودهها الناس والحجارة، تذكروا التراب الذي أنتم إليه صائرون، أجسادكم ستبلى، وأموالكم ستفنى، وأمجادكم ستزول . لا تكثروا النفع، لكن قللوا ضرركم !! لا نريد إحسانكم، لكن نريد كف شركم وأذاكم عنا، قوموا اعوجاجكم، فما دام العود أعوج، فلن يستقيم الظل أبدا أبدا .

يا مسؤولي الوطن ..
إن لم تقوّموا اعوجاجكم، فلن تصمدوا طويلا، فشعب الأردن صبر كثيرا، ولا أظنه يستطيع أن يصبر أكثر! لن يبقى فاسد واحد على هذه الأرض الطاهرة، إما أن تقوموا اعوجاجكم، وإما أن نكسر شوكتكم. كفاكم غرورا، فما غروركم إلا قشرة الموز التي ستكسر ظهوركم، لا تتكبروا على الشعب، فلولاه أنتم لا شيء، لولا ذله وفقره وخضوعه وتضحياته لما كنتم أصلا.

الشعب كريم وكبير ومعطاء وأرفع من أن يسلط حقده عليكم، لكنه ينتظر منكم (أن تشعروا وترحموا) ! وإلا فإن نهايتكم محتمة... !!!
اية الروابدة

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج