تدهور الغطاء النباتي في الطفيلة لتوالي سنوات الجفاف

تدهور الغطاء النباتي في الطفيلة لتوالي سنوات الجفاف

تدهور الغطاء النباتي والمصادر الطبيعية في الطفيلة لتوالي سنوات الجفاف

الطفيلة (بترا)

أدت سنوات الجفاف وانخفاض معدلات سقوط الأمطار السنوية إلى تدهور الغطاء النباتي والمصادر الطبيعية ومساحات حرجية ورعوية في مختلف المناطق في محافظة الطفيلة.

وأكد العديد من المزارعين تأثر المراعي الطبيعية والاصطناعية وانخفاض أعداد المواشي جراء تزايد عوامل التصحر واختفاء الشجيرات الرعوية واعتماد مواشيهم على الأعلاف المستوردة، في حين شهدت الحيوانات والطيور البرية انخفاضا في الأعداد وفق مختصين في المجال البيئي علاوة على تأثر المنظومة الطبيعية بالتقلب المناخي.

وقال مدير محمية ضانا المهندس عامر الرفوع، أن محيط المحمية تأثر بانحباس الأمطار وتعاقب سنوات الجفاف التي مرت بها الطفيلة طيلة السنوات السبع الماضية، ما اثر على الأشجار الرعوية والحرجية في محيط المحمية، ومنها العرعر والبلوط والسرو الطبيعي المعمر الذي يغطي مساحات شاسعة من ضمن مساحة المحمية التي تمتد على حوالي320 كيلو مترا مربعا.


وبين ان محمية ضانا التي تعد من أكثر المناطق في الأردن تنوعا في الأنظمة البيئية والأنماط النباتية تأثرت بعوامل الجفاف والتصحر وأصبح النمو لبعض الأشجار يحتاج إلى كميات من مياه الأمطار ما يهدد بتوسع المساحات الجافة من الأشجار البرية ، وزيادة التصحر في المنطقة لاسيما للأنواع النباتية التي يقدر عددها833 نوعا من النباتات البرية التي تعتمد على رطوبة التربة والمياه بشكل دائم.

واشار إلى الطيور البرية التي تم تسجيلها في المحمية والتي تصل إلى نحو190 نوعا من الطيور على رأسها طائر الشنار الذي انخفضت أعداده نتيجة افتقاره لموائله الطبيعية من الأعشاب البرية الخضراء، ومواسم الربيع التي تساعد على التزاوج وزيادة أعداده، وكذلك الطيور الأخرى التي تعتمد على توافر مصادر المياه ووفرة ثمار الأشجار البرية.

ووقال ان الحيوانات البرية التي تجاوز عددها أكثر من37 نوعا أصبحت تعاني من التصحر واختفاء عيون ومصادر المياه والشجيرات الرعوية والأعشاب بسبب حالة انحباس الأمطار كحيوانات الماعز الجبلي «البدن».

من جهته ناشد رئيس اتحاد المزارعين في الطفيلة عقلة المرايات بضرورة إعلان المحافظة منطقة جفاف نتيجة الانحباس المطري الذي تشهده جميع المناطق الزراعية بالطفيلة وتوالي سنوات الجفاف ما اثر على المحاصيل الحقلية وبساتين الزيتون الممتدة على مساحة تتجاوز50 ألف دونم عدا عن المراعي الطبيعية والمحميات الرعوية في المناطق الشرقية والتي تمتد على مساحات واسعة.

ووصف الموسم الحالي بأنه الأسوأ على مدى عدة عقود مضت بسبب توالي سنوات الجفاف وانخفاض كميات الأمطار السنوية إلى أدنى معدلاتها.

واعتبر خطر التصحر والجفاف احد المشكلات الرئيسة التي بدأت تواجه الثروة الزراعية والحيوانية بالطفيلة، لا سيما وان ينابيع المياه انخفض منسوبها إلى أدنى مستوى وهي لا تكاد تروي البساتين المحيطة بها علاوة على تأثر المراعي الطبيعية واختفاء الأشجار الرعوية.

وأشار إلى أن الانحباس المطري الذي طال الزراعات المتأخرة والصيفية جراء انخفاض نسبة الرطوبة في الأرض، علاوة على حاجة الزراعات الشجرية البعلية إلى مزيد من السقاية بشكل مستمر مع ارتفاع درجات الحرارة ما كلف المزارعين مزيدا من النفقات مع انتشار الآفات الزراعية بشكل غير مسبوق.

وقال المرايات إن الثروة الحيوانية بمحافظة الطفيلة تواجه مشكلات عدة وهي بحاجة إلى التدخل السريع من قبل الجهات المعنية كوزارتي الصناعة والتجارة والزراعة بسبب انحباس الأمطار وانخفاض معدلاتها في المناطق الشرقية التي تعتمد على كميات من الأمطار تتطلب في معدلها السنوي إلى300 مليمتر في وقت لم تتجاوز فيه العام الحالي70 مليمترا.

وأشار إلى أن توالي سنوات الجفاف تسبب في تدهور المراعي الطبيعية الاصطناعية وتقلص المساحات المغطاة بالشجيرات الرعوية التي تحوي العناصر الغذائية للمواشي خاصة مع بدء موسم التوالد بين الأغنام والذي يتطلب توفر مواد علفية ذات قيم غذائية.

التاريخ : 15-09-2011

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج