الطفيلة الابية

الطفيلة الابية

للطفيلة حكايةٌ مع أبنائها؛ فهي أم حنونٌ تربي أولادها تربية طيبة وتعطي من طاقتها قدر استطاعتها، إلا أن أغلب أبنائها ما أن يقوى عودهم حتى يهموا بالرحيل بعيداً عنها بحجة الدراسة في الجامعات أو البحث عن أبواب الرزق في عمان أو الزرقاء أو العقبة.
وتقف محافظة الطفيلة عاجزة عن إقناع أبنائها بالعودة إلى حِجرها، في ظل عدم وجود استغلال لمواردها ونقص الترويج لجذب استثمارات القطاع الخاص للمحافظة التي تزخر بالمناطق السياحية والدينية والطبيعية الخلابة.
فتعود أبناء الطفيلة على حياة العاصمة لاعتقادهم أن محافظتهم طاردة وفرص العمل أكبر في عمان ومنهم من تزوج هناك ولا يأتي إلى المحافظة الأم إلا في بعض المناسبات والأعياد.
جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته للطفيلة في شهر آب العام الماضي وصف المحافظة "بأنها أرض الطيبة والطبيعة، وهي تستحق هذا؛ فأهلها طيبون وأرضها طيبة وكريمة".
وفي أحاديث من تحدثوا أمام الملك وصفوا المحافظة بأنها طاردة لأبنائها حيث الهجرة المرتفعة إلى عمان والزرقاء.
وأكد جلالة الملك، خلال لقائه ممثلين عن أبناء محافظة الطفيلة في الزيارة نفسها، "أننا نقدر الظروف التي تواجهكم وسنعمل مع الحكومة على وضع الخطط والبرامج التي من شأنها تذليل تلك التحديات".
كما أكد جلالته ضرورة النهوض بالواقع التنموي والخدمي في المحافظة، التي يبلغ عدد سكانها نحو (80) ألف نسمة، والاستفادة من ميزاتها الجغرافية والسياحية وتواجد العديد من الثروات الطبيعية فيها.

وفي السياق قالت رها المحيسن وهي من مواليد عمان،"عملنا ما عمله أهلنا من قبلنا". مشيرة إلى أنه لو وجدت مشاريع مناسبة للقطاع الخاص لتأمين فرص عمل للشباب، إضافة إلى إعادة إحياء القطاع الزراعي لما كان حجم الهجرة من الطفيلة وصل إلى هذا الحد الكبير".
وأضافت أن والدها أكمل المرحلة الثانوية ثم رحل منذ زمن بعيد من الطفيلة إلى عمان بسبب البحث عن فرصة عمل في ذلك الوقت.
وبينت المحيسن أنها عادت إلى الطفيلة عندما تزوجت إلا أن سبب عودتها إلى عمان بعد أن كبر أولادها هي دراستهم، علماً بأنها كانت تعمل هي وزوجها في الطفيلة في وظائف حكومية.

وعن طبيعة الحياة في الطفيلة قالت "إن الحياة هناك أبسط من عمان وتكاليفها أقل". وتتمنى المحيسن أن يكون هناك اهتمام بتنفيذ مشاريع تحد من الهجرة من الطفيلة"، وتقول"لو وجد هذا الاهتمام لما تركنا الطفيلة لأنها تبقى مسقط الرأس الذي نشتاق إليه دائماً، وللأسف نحن أبناء الطفيلة مقصرون بحقها".
وقال عبدالله الرعود "لحقت بإخوتي الكبار ورحلت إلى عمان بسبب البحث عن فرصة عمل مناسبة، لأن العمل في الطفيلة يقتصر إلى حد بعيد على الوظائف الحكومية".
وبيّن أنه كان يدرس في جامعة مؤتة في عام (1998) فكان يعمل ويدرس في آن واحد، فكان برنامجه في الجامعة يومين في الأسبوع وباقي الأيام يعمل خلالها في عمان في أحد المجمعات التجارية الكبيرة، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية استقر به الحال في عمان.
وأشار إلى أنه تزوج من فتاة طفيلية من سكان عمان، وكان سبب وجود أهلها في العاصمة هو طبيعة عمل والدها الذي هجر الطفيلة منذ الستينيات.
وأضاف أن أغلب من تركوا الطفيلة لا يعودون إليها، لأن ظروف دراسة أبنائهم وعملهم تجبرهم على الاستقرار في عمان. وعن عدد زياراته للطفيلة قال "أزورها في الشهر مرة أو مرتين أو في المناسبات".

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج