صُرَرُ جدتي بالازمات !!!...

صُرَرُ جدتي بالازمات !!!...

صُرَرُ جدتي بالازمات !!!...


صُرَّة بالصّاد وليست بالسين؛ فَاعلَمْ!

كانت جدَّتي رحمها الله تُخرج من مَخبَئها المعتاد (صدرها) بعض الصُّرَر المُتَعدِّدة الألوان والأشكال والأحجام، فقد كانت (تَصُرُّ) هذه الصُرَر وتجمعها في صَدرها، وتحت زِنَّارِها (على وسطها) أيضاً، وكانت تقول أن هذا هو آمَن مكانٍ لها، فلا يستطيع الوصول إليه (كائنٌ مَنْ كَان)!!.

وتتكون الصُرَّة عادة من (مِحْرَمَة أو خِرْقَة) صَغيرة أو كَبيرة حسب الحاجة، وكانت جدَّتي تَضع فيها ما تريد، وَتَزُمّها من جميع الأطراف (كَحَبَّة الرُّمَان) وَتَربِطَها، وَتضعها في مِخبَئِها المعهود، وعادةً لم تكن هذه الصُّرَر تتجاوز حجم قبضة اليد، كَيْ لا تظهر للعيان بشكل ملفتٍ للنظر ، ومن الإستخدامات لهذه الصُّرر أنها كانت تَضَع فيها بعضاً من الحُلِيّ القديمة والكُحلِ و (الرشوشات) والحنَّاء، كما أنَّ بَعضَ الصُّرَر كانت تحتوي على مجموعاتٍ متنوعة من (الخرز، والزراير، وبعض الخيوط الملونة)، وكانت لها صرة تضع فيها النقود الورقية (لَحَّقَت النُّص نِيْرَة والنِّيرَة والخَمِسْ نِيْرَات) هذه كانت تضعها في لَفَّة رأسها (الشورة، الشماغ) وَتُثَبِّتها بَيْنَ ثَنِيَّاته مِنّ الدَّاخل.

هذا كان بالنسبة للصُّرَر التي تستطيع أن تَحملها ولا حرج.

أمَّا بالنسبة للصُّرَر الكَبيْرَة وَهِيَ عادة ما تحتوي على مَؤُونَة البيت (لأغراض الحاجة)، فقد كانت تَصُرُّ البرغل، والفريكة، والعدس، والملوخية، والميرمية، والنعنع، وغيرها من الحُبوب والأعشاب التي يُمكن تخزينها لاستخدامها في غير وقتها أو موسمها(للأزمات)، وتضعها على ظهر (النَّمليَّة).
(كانت صررها تخرجها وقت الازمات ووقت مجيء ضيوف وعند الحاجة ).

السؤال هنا :
هل تملك بحياتك اليومية صرة مثل هذه الصُّرَر لكي تستخدمها في الأزمات التي تعيشها؟!!
أم أنَّ أوقاتنا أصبحت كلها(أزمات)؟!!

وبالتالي فقد أصبحت كل الأوقات تحتاج منَّاإلى صُرَرْ؟!!!
وهل سيتَّسعُ صَدر جَدتي(ازماتنا ) لكلِّ هذه الصُّرَرْ؟!!!
...
راق لي مع قليل من تصرفي به

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

طرح رائع و جميل جدا شكرا أخت عفراء

العفو تونس وبارك الله فيك