|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى الصدى الثقافي كتب ، مقالات ، قصص وروايات ، مسرحيات ، شخصيات خلّدها القلم ، تسكن أوراق التاريخ ، ومعاصره تخلق تاريخا جديدا .
منتدى الأدب العالمي والتراجم منتدى الحكم والامثال منتدى قصائد مغناة |
كاتب الموضوع | الفارس الأسود | مشاركات | 0 | المشاهدات | 4240 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-04-2008, 01:35 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||
|
قبل ان تنطفئ الشموع
جائت الينا و هي تضمها بين ذراعيها و البسمة مرسومة على وجهها وقالت لنا: "مبروك لقد جائتكم فتاة"..
لقد غمرتني الفرحة و رقص قلبي على انغام كلماتها، فلقد رزقني الله الخلف الذي لطالما تمنيته بعد ان مر بي العمر، ففي اول مرة انظر الى وجهها تملكتني قشعريرة اثلجت قلبي بعد ان كان احترق من طول الانتظار، ما أجمل النظر إليها و هي تلهو ببطئ و كأنها تتحسس العالم بأناملها الرقيقة، دقائق من الصمت الجميل الذي لا يخلو من الاحلام و الاماني فإذ بي اصحو من حلمي الدافئ على صوت مبحوح ضعيف ينادي: "محمود... بأي اسم سنناديها".. لقد صحوت على نداء زوجتي التي لا تزال تحت تأثيرالارهاق والمعاناة والتعب، حينها تملكني الصمت دقائق الى أن نطقت بصوتٍ عالٍ تملؤه الفرحة: "امال" اجل "امال".. ومنذ تلك اللحظة صارت "امال" زهرتنا التي نرعاها حتى تبدو في احسن صورها. مر عام كامل على مجئ "امال" فلقد كان اول إحتفال بعيد مولدها ملئت السعدة أركان منزلنا، وامتلئت الأركان بالزينة والورود، اعددنا لها اجمل كعكة وعليها اجمل شمعة لتكون اول شمعة في حياة اجمل زهرة "امال" لقد مررنا بأجمل ايامنا، فهذا اليوم لن ننساه طوال حياتنا، يوم أول عيد ميلاد حبيبتي "امال". مرت الاعوام وتوالت الاعياد وزادت الشموع إلي ان وصلت "امال" سن الخامسة، لقد كنت حينها في عملي منهمك في مشاكلي محاصر بين الاوراق الي ان سمعت رنين خافت يصدر من درج مكتبي، فلقد كنت حينها اشعر ان الزمن يسير ببطئ شديد اخذت هاتفي بلهفة ورددت عليه وما إن رددت عليه إلا أن سمعت صراخاً وبكاء: "ساعدني يا محمود " "امال" فقدت الوعي".. لقد وقعت كلمات زوجتي علي كالصخر، تركت أعمالي وهرولت الي المنزل مسرعاً متخبطاً بالمارة من حولي بدوت كالمجنون أحاول أن اصل إلي منزلي في أسرع وقت ممكن، فزهرتي الحبيبة تزبل وأنا علي قيد الحياة، تسارعت حركاتي في الطريق وإزداد الناس فيه، كلما احسست بالقرب منها باعدتني زحمة السير، وصلت إليها متأخراً فلم أجدها بحثت عنها في أرجاء المنزل فلم أجدها، جن جنوني أصبحت كالأعمي خوفي عليها جعلني كالمعتوه، وقفت صامتاً لبضع لحظات ثم صرخت كالمجنون :"اماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ل".. رن هاتفي، اسرعت و امسكت به مرتجفاً لا اعلم من يخاطبني: "محمود "امال" في المستشفي".. ذهبت مسرعاً اليها و دخلت المستشفى كالمجنون لا آبه بمن حولي وجدتها مستلقية علي السرير بلا حراك، حاولت الدخول إليها فلم استطع، أوقفوني خارجاً لكي لا أوُثرعلي حالتها، إكتفيت بالنظر إليها من خلف لوح زجاجي، أترقب سكونها القَلِق، مرت ساعات الإنتظار كإنها عام كامل، فلم تفارقني ضحكاتها ولا دعابتها، كنت أتخيل لهوها بجانبي، كنت أتخيل بكائها، كنت أتخيل فرحتها يوم عيد مولدها، كنت أتخيل حزنها عندما تخفق في إطفاء شمع كعكتها، مرت لحظات حياتنا أمامي كأنني أشاهد فيلم درامي، لم تجف دموعي إلا عندما رأيتها تحرك يدها لتتحسس مواضع ضمدات الحقن، لقد احسست بالفرحة، ودعوت ربي أن يشفي لي زهرتي الجميلة التي تمنيتها وفرحت عيني لرؤياها وهي تخطو نحوي كلما عدت من عملي . مرت الساعات وظهرت معالم صباح يوم جديد، إنتظرت فيه الطبيب المعالج "لأمال"، كنت هائماً مرهقاً عقليفي شلل تام، إنتبهت خلفي علي صوت عريض أجش: "كيف حالك اليوم... يا أستاذ محمود".. لقد كان صاحب هذا الصوت الدكتور المعالج "لأمال" رددت عليه حينها قائلاً: " قلق جداً ... يادكتور ارجوك .. اجبني بصراحة "أمال" ما بها ..؟".. اجابني الدكتور بصراحة مقلقة: "اسمع يا أستاذ محمود .. بكل صراحة "أمال" تعاني من "حمى حادة" افقدتها الوعي ونحن وبعون الله سوف نرعاها ونضعاها تحت الملاحظة المستمرة".. لقد بكيتُ لأجلها كثيراً وسهرت أمامها كثيراً وصليتُ لشفائها اكثر..فاكثر إلى أن جاء يوم عيد مولدها السادس،مرت أشهر لم نذق فيها طعم الفرح، قلقين علي طفلتنا الغالية، كانت تمر علينا الأيام كإنها سنين .. سنين من العذاب والقلق والترقب، كان اليوم يوم عيد مولدها السادس، نظرت زوجتي في عيني وقالت: " ألن نحتفل به كما تعودنا ".. نظرت إلى "امال" ووجدتها تبتسم لي وكأنها كانت تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر، تنهدت قليلاً وقلت لها: "اجل .. سنحتفل ... سوف أذهب لكي احضر الكعكة والشموع و نحتفل معها هنا في المستشفي ".. ذهبت وإبتسامة "أمال" ترافقني اشعر بالسعادة والفرحة كلما رأيتها تضحك وتبتسم لطالما أحبت يوم عيد مولدها، عدت حاملاً في يدي كعكتها السادسة و الشموع، أجتمعنا في غرفتها امام سريرها وضعنا الشموع في كعكتها أطفئنا نور غرفتها لكي تضئ لنا الشموع ليلتها، قمتُ والفرحة تصارع خوفي عليها لكي احملها تطفئ شموع كعكتها .. امال: "هيا طفلتي الجميلة .. هيا اطفئي شموعك..هياامال ..أمااال..أمااااال".. ساد الصمت من حولي احسست بالفراغ، شعرت بالضعف لا اتمالك اعصابي، لقد رحلت زهرتي الجميلة، طفلتي الصغيرة رحلت دون أن تودعني ... امال رحلت عني رحلت قبل ان تطفئ شموع كعكتها قبل ان تقبل والدتها، رحلت دون أن أسمع ضحكتها ... آه ه ه ه ..... أمال رحلت قبل ان تطفئ الشموع ... رحلت حبيبة قلبي، رحلت قبل ان تطفئ شموع كعكتها الاخيرة ،،، لحظات لم انساها ظلت عالقة في ذهني اعوام ... وأعوام، لحظات لن انساها و ستظل في ذاكرتي الي ان يأتي يوم لقياها... امال... حبيبة قلبي ... المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||
|
|||||||||||||
الموضوع الحالى: قبل ان تنطفئ الشموع -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى الصدى الثقافي -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
على ضوء الشموع ..!! | أنيسة | المنتدى العام | 6 | 24-12-2010 10:52 |
كل الشموع انطفأت | سعود الفراهيد | صباحات ومساءات .. فضفضات أرواح الصدى . | 39 | 26-10-2009 19:58 |
أشعلت الشموع من شوقى | نور | منتدى همس القوافي وبوح الخاطر | 15 | 29-06-2009 12:53 |
بهجت المحيسن | كامل السوالقة | منتدى المجتمع المحلي لمحافظة الطفيله | 0 | 06-10-2008 09:04 |
شرش الزلوع | م.محمود الحجاج | منتدى الصحه الاسريه والتداوي بالاعشاب والحجامه | 0 | 02-12-2007 06:55 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...