الطفيلة ..!!

الطفيلة ..!!

لا أريد أبدا أن اكتب شيئا عن الاحداث السياسية والحراك الاحتجاجي والمظاهرات والاعتصامات والاضرابات والمطالبات والمطالب والحاجات والاحتياجات والقهر والتهميش والفقر والبطالة والجوع والعوز الذي يترادف مع كلمة " الطفيلة".
ولا أريد أبدا أن أسأل أهل الرأي والمشورة ، ولا أهل القرار واصحابه ، ولا المسؤولين من أولهم الى آخرهم هل تحولت الطفيلة من المحافظة الهاشمية ، كما سماها جلالة سيدنا الحسين بن طلال رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته ، الى المحافظة الهامشية . هل فقط هم غفلوا عن هذا ام قصدوه.
ولا أريد أن أكتب عن أن الطفيلة هي مدينة كانت ولا تزال تعض على جراحها، وتسكت عن ألمها حتى تعطي للناس الفرحة وتتحمل عنهم البلاء.
ولا أريد أن أدَعي أن الطفايلة حتى في عمان لم يعجبهم أن يسكنوا الا على جبل يطل على مرابع آل هاشم.
لا أريد ذلك كلَه ولكن أريد أن أسرد ما جاء في الموسوعات عن مدينة الطفيلة لعل البعض من الذين " يفكون الحرف" يعرفون ماذا عليهم من واجب نحو الطفيلة.

الطفيلة مدينة تقع في الجهة الجنوبية من المملكة الاردنية الهاشمية أي أنها رأت أنوار بني هاشم في مطالع رحلتهم المباركة الى الشمال يحملون رايات الثورة العربية الكبرى.
وهي من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في المنطقة ، تعاقبت عليها أمم كثيرة ابتداء بالادوميين ثم الأنباط ثم الرومان ، ثم خضعت للحكم الاسلامي بعد معركتي مؤتة واليرموك.
اسمها السابق " تافلوس" وهو اسم يعني ارض الجبال ، أي انها بنت الشموخ والعلو والسمو ،وحفيدة كل أنواع الشرف والكرامة والشدة . فالجبل حتى في القرآن الكريم هو رمز الرفعة والاعتداد بالنفس والكبرياء.

فيها اهم واروع محميات الشرق الاوسط وهي محمية ضانا.
سكن التاريخ في محافظة الطفيلة وترك كثيرا من خيوله في مرابضها،وسكن التراث الديني فوق جبينها. فهناك قلعة الطفيلة التي تعود الى العهد النبطي ، وقرية صنفحة التي كانت تعرف بمملكة الصهوة أو بلاد الشمس وهي أدومية ومن ثم رومانية وفيها قلعة بصيرا التي تعود الى العهد الادومي ،وعلى مشارفها يرقد أول سفير للرسول – صلى الله عليه وسلم- الحارث بن عمير الأزدي ، وتحت ثراها يرقد فروة بن عمرو الجذامي ،وكعب بن عمير الغفاري ، والصحابي جابر الانصاري. وفي أرضها حمامات عفرا وحمامات البربطية وقلعة الحسا وقلعة السلع ،وخربة الذريح وخربة التنور وموقع فيدان والمسلة البابلية وقصر الدير وقصر الطلاح.
وبعد هذا يجب علينا وعلى الناس كلهم ان نقرأ ماهي الطفيلة ، وأين تقع الطفيلة في التاريخ، وعلينا جميعا أن نعطي للطفيلة حقها وموقعها وقدرها ومقدارها ، وعلينا جميعا ان نحترم كينونة الطفيلة واسم الطفيلة وتاريخ الطفيلة.
فالطفيلة لا تستحق من الحكومة أن توصف بأنها " الأقل حظاً"، لا بل هي الاكثر كرامة،وهي الاقل رعاية من الحكومات المتعاقبة تلك هي الطفيلة يا من استوطنتم على الدوار الرابع.

وأسأل الله أن يهتدي المسؤولون الى لغة يفهمون بموجبها ما تقوله الطفيلة، لا أن يقرؤنها كما يريدون، فالطفيلة لها مفردات مستمدة من عمق لغة الولاء لتراب الاردن وكانت أحد المعاول الأولى التي بنت المملكة الاردنية الهاشمية.

د. محمد القطاطشة

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج