سيناء لا زالت تحت الإحتلال ....

سيناء لا زالت تحت الإحتلال ....

رسالة الى الجيش المصري - سيناء لا زالت تحت الإحتلال
___________________________________________

رسالة الى الجيش المصري -

سيناء لا زالت تحت الإحتلال


صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , هذا زمان اصبح الحليم فيه حيران , غرابة المشهد السياسي تدفع المتابع المنصف الى مراجعة الثوابت والاصول بغض النظر عن شرعيتها التاريخية فهناك عرب ومسلمون يحاصرون عربا ومسلمين في قطاع صغير كانت جريرته انه يحافظ على عزة وكرامة هؤلاء العرب والمسلمين .

تلاطم الأحداث على غزة جعل منها لغزا محيرا لكل من يحسن الظن بالآخرين , حجم الذين يديرون ظهورهم لمعاناة غزة اكبر من ان يتصوره العقل , لتفقد بوصلتك فما عليك سوى متابعة ما يقولة ابو الغيط وعمرو موسى ناهيك عن اسامة سرايا , الأدهى من ذلك ان معاناة غزة لم تخطر على قلب أئمة الحرمين في بلد يفترض به نظريا ان يتعاطف مع المسلمين وهذا أضعف الإيمان , يبدوا ان غزة قد فعلت ما لم تفعلة عشرات السنين في تعرية الساسة العرب وفضح مقولاتهم عن القضية المركزية ناهيك عن جهاد الدفع وجهاد الطلب .


التاريخ يقول ان مصر وجيشها هم الذين خسروا قطاع غزة في حرب 1967 المشؤومة وهذه الحقيقة يجب ان تشكل عنصرا ضاغطا على الساسة المصريين لإسترجاع ما فقدوه من الأرض الفلسطينية لإقفال الملف على أقل تقدير , لكن ان تتحول القيادة المصرية الى طرف معاد لأهل غزة وأن تقوم بأعمال الحصار والإذلال وترفض الإعتراف بأن سواعد المناضلين الفلسطينيين قد فعلت ما عجز عنه النظام المصري طيلة عقود وحررت غزة من الصهاينة فهذا أمر يستعصي على الفهم.

هناك احتمالان لا ثالث لهما ,

أولهما أن قيادة مصر لا تريد التعامل مع غزة باعتبارها ارضا عربية وشعبا عربيا تحرر من الاحتلال الصهيوني والثاني انها لا تملك ذلك وكلاهما اسوء من الآخر .
قد يجد البعض سهولة في الأخذ بالاحتمال الأول ليصل الى استنتاج منطقي بأن هذه القيادة تخون الله وتخون الأمة ويبدأ مسلسل الردح والتخوين والشتائم التي لا توصل الى نتيجة ابدا ولا تحل مشكلة عوضا عن ان مثل هذه الإتهامات تحتاج الى قرائن وادلة وموقع التعاطي معها المحاكم وليس الجرائد . اما من اراد التريث والتدقيق فيجد انه لا بد من البحث عما يكبل يدي النظام المصري ويدفعه الى اتخاذ مواقف يصعب الدفاع عنها عربيا واسلاميا بل ودوليا ناهيك عما تسببه هذه المواقف من تآكل لشعبية النظام لصالح معارضيه .

الاحتمال الثاني هذا يقودنا الى صفحات التاريخ القريب وتحديدا الى اتفاقية كامب ديفيد الأولى والتي وقعها السادات مع مجرم الحرب بيغين , فمنذ اليوم الأول من الإتفاق والكل يعلم ان هناك ملاحق سرية لم يتم الإفراج عنها قطعيا ولم يسمح لمجلس الشعب المصري بالاطلاع عليها وهي كذلك حتى اليوم وأظنها ستبقى ما بقي النظام الحاكم في مصر.

مما يعزز شكوكنا في الملاحق السرية ان مصر الرسمية تبيع الغاز المستخرج من سيناء بسعر التكلفة لإسرائيل وبهذا فإن الخزينة المصرية تفقد ما يقارب الماية مليون جنيه يوميا بسبب ذلك وبالرغم من استصدار بعض الأوفياء لمصر حكما قضائيا لوقف التصدير الا ان الغاز المصري لا يزال يتدفق للصهاينة وبذات السعر المتدني .

لا يحتاج العاقل الى كثير من الوقت وهو يتجول في سيناء ( المحررة ) ليلاحظ ان المكون السكاني لسيناء لم يتغير منذ رحيل المحتل الصهيوني عنها كذلك فان الجيش المصري المتواجد في سيناء لا يعدو كونة تشكيلات صغيرة من حرس الحدود والخفر بسلاح خفيف لا يمثل ثقلا عسكريا على الإطلاق .

عندما اقتحم الفلسطيني المعذب حدود رفح مدججا بالمال النظيف ليشتري قوت عياله الذي حرم منه مصريا واسرائيليا برزت حاجة مصر الى مزيد من حرس الحدود لتأمين حدودها مع القطاع وبالرغم من ان في ذلك مصلحة اسرائيلية مباشرة الا أن اسرائيل اخذت وقتها وحسبت وقدرت ثم سمحت لمصر باضافة سبعماية خفير اضافي بأسلحة خفيفة لتأمين الحدود من جحافل الغزيين .

كل ما سبق يشير بوضوح الى حقيقة واحدة , لا سيادة لمصر على سيناء وهذا ينسحب على قناة السويس وبالتأكيد على معبر رفح ويعزز هذا الإستنتاج ان جدار العار المصري لم يكن قرارا مصريا ولم يصممه المهندسون المصريون ولم ينفذه المصريون بأمولهم , السبب ان الجدار يقام في ارض اسرائيلية لمصلحة اسرائيلية وقد تم الإتفاق على ذلك ابان معركة الفرقان ووقع الإتفاق اصحاب العلاقة فقط اسرائيل وأمريكا , اما مصر فلم تكن طرفا في الإتفاق ولم يتم اطلاعها عليه ابدا لأنها لا تمثل أكثر من وكيل لأسرائيل على كامل سيناء ولا يحق لها التصرف بعكس ارادة صاحبة السيادة اسرائيل .

اعتقد ان هذا يفسر السوريالية السياسية المصرية هذه الأيام اما من بقي من العرب فقد رحمهم بعدهم الجغرافي وغابوا بارادتهم عن المشهد وتركوا النظام المصري يواجه ما جلبه انور السادات على بلاده وامته وربما يعزز ما ذهبنا اليه موقف سلطة اوسلو في رام الله والتي ذهبت حد تأييد جدار الكراهية المصري , كيف لا وهي الموقعة على ذات الإتفاق .

لقد ذهب النظام المصري حدا لا يمكن تصوره من الإنبطاح المعيب امام العدو وثمن هذا الإنبطاح ليس أكثر من حماية يوفرها الأمريكان لكرسي الرئيس دون اي مكسب حقيقي للشعب المصري الذي انهكه الفقر والفساد وثالثة الأثافي ان هذه القيادة باعت النصر المؤزر الذي حققه جيش مصر بذات الثمن البخس .

لم يعد هناك حل يرجى من ضمير النظام ولا أراه سيصحوا يوما نادما على آثامه وانبطاحه وفي هذه الحالة لا بد من تدخل صاحب النصر الحقيقي لإعادة الإعتبار لجهود الشعب المصري ومعاناته وصبره الطويل , نعم لا بد من تدخل الجيش المصري العربي المسلم لإعادة الأمور الى نصابها وايقاف هذا السقوط المذل لمصر الرسمية .

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج