لتكن محكمة شعبية لإسرائيل

لتكن محكمة شعبية لإسرائيل

لتكن محكمة شعبية لإسرائيل

لجنة التحقيق السخيفة التي أعلنت عنها إسرائيل بخصوص جريمة أسطول الحرية، لا تستحق المتابعة ولا انتظار النتائج ...
ومسار التحقيق الدولي محكوم بالهيمنة إياها التي أجهضت نتائج تقرير غولدستون إلا إذا حدثت معجزات وأثمر الضغط التركي لجنة حقيقية، تحقق وتحسم وتحكم وتلاحق.

الآن يتم التحضير لأساطيل حرية تسلك الممر الآمن الذي فتحته دماء الشهداء، وحسنا فعل المنظمون عندما قرروا الإبحار إلى غزة بعد المونديال، حتى لا يحجب ضجيج الملاعب جريمة إسرائيل القادمة.

لقد كانت المبادرة أصلا مبادرة المجتمع المدني الدولي الذي عرف حقيقة إسرائيل المحجوبة بالسيطرة الصهيونية على الإعلام العالمي، يعني مبادرة ضمير مدني عالمي يئس من النظام الدولي وعرف أن الدول أصبحت جزر نفوذ مقفلة على فئات مرتهنة ومكبلة بالتزاماتها تجاه الدول الحارسة لإسرائيل في المحافل الدولية.

الحل هو أن نكرس المرجعية الشعبية وننشىء محكمة شعبية من أصحاب الضمير الحي من قضاة العالم، ونمول هذه المحكمة الشعبية الدولية بكل ما تحتاجه من مال ووثائق وصور فيديو ولتكن المحاكمة علنية تغطيها وسائل إعلام قادرة على التحرر من تعليمات اللوبي الشيطاني الذي يصنع الأحداث ويحجبها متسلحا بأكذوبة الحرية الإعلامية.


سنجد بسهولة قضاة حتى من اليهود أمثال غولدستون، أما مقر المحكمة فهو غزة التي تكاد تكون أكثر بقع العالم العربي تحررا من ضغوطات الصهيونية العالمية حتى وهي تحت الحصار.

هكذا تصبح غزة خبرا يوميا لا فقط في المآسي التي تعانيها بل أيضا في المعركة القانونية مع إسرائيل ومن يتسلح بالقانون الدولي لا ليحاسبها بل ليحميها من العقاب.

علما أن مبدأ عدم الإفلات من العقاب هو من أهم مبادئ القانون في العالم، وقد خرق آلاف المرات على مدى عقود من السنين ولا يتم تفعيل هذا المبدأ إلا إذا كانت الشخصية أو الدولة المستهدفة عربية أو إسلامية.

لعل من السخريات أن ما يسمى بالفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة لم يعد لحماية الأمن والسلام العالمي بقدر ما هو فصل معاقبة الدول العربية والإسلامية، فما أسهل أن يصدر قرار تحت الفصل السابع عندما تكون الدولة المعنية في ديارنا ... وما أصعب أن يصدر حتى بيان رئاسي فعال إذا كانت الدولة المستهدفة في حضن الغرب.

النظام الدولي الحالي أصبح منتجا لتهديدات الأمن والسلام العالمي ولم يعد قادرا على حماية أحد من أحد بانحيازه الواضح لمصالح الدول القادرة على ممارسة حكم الفيتو ولا أقول حق الفيتو.

من البحر العالي إلى بحر غزة يجب أن يبدأ النظام العالمي الجديد، بقيادة أحرار الشعوب التي لا تزال ترى الأمور كما هي.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج