وجه الأردن الدّركي

وجه الأردن الدّركي

هناك سيناريو يصور وجه الأردن القادم في ظل المسار المفروض على الأردن وعلى المنطقة من خلال الحل المطروح من طرف واحد على بقية الأطراف.
يراد للأردن أن يتخلى عن مفهوم الدولة الحقيقية، بتفكيك المؤسسات الدستورية، لأن تصبح مؤسسات صورية شكلية، تفقد هيبتها ومضمونها الحقيقي، فلا مجلس النواب مجلساً حقيقياً، من خلال عمليات التزوير المعلنة، ومن خلال السماح بشراء المقعد البرلماني أمام أعين الملأ، ومن خلال سيطرة رجال المال والأعمال وتشكيل لوبيّات متنافسة في خدمة أفرادها والحصول على أكبر قدر من المكتسبات والمصالح الشللية، بحيث تصبح الوظيفة الرئيسية لهذا المجلس تمرير التشريعات والمصادقة على رغبات الكبار.
أما الحكومة فهي عبارة عن مؤسسة تدبر شؤون الموظفين عاجزة عن القيام بدورها الدستوري وتحمل مسؤولية البلاد وحماية العباد، وعاجزة عن حماية أموال الخزينة وأراضي الدولة العامة ينخرها الفساد، وغائبة عن القضايا المصيرية للشعب الأردني، وآخر من يعلم عن مستقبله ومستقبل أجياله، ليس لها علاقة بدورها السياسي في المنقطة، ومغيبة عن حراسة مبادئ الدولة الأردنية.

وبغياب مجلس النواب والحكومة، تغيب كل المؤسسات الأخرى، وتصبح قابعة في الظلال، بلا رأي ولا قوة، ويراد الاستعاضة عن كل هذا بقوة السلطة المرتكزة على أجهزة القمع وأصحاب الأحذية الغليظة.
فما جرى أمام وزارة الزراعة وما جرى في العقبة هو عبارة عن تمرين حيّ على دور الأردن الحقيقي في التعامل مع التعبير السلمي الحضاري للشعب الأردني، الذين تجمعوا ليقولوا كلمتهم بطريقة سلمية ديمقراطية، وبطريقة بعيدة كل البعد عن العنف واستخدام القوة ومنطق التخريب والتدمير.
بل إنّ المتجمعين أمام وزارة الزراعة هم قادة رأي، ونقباء، وسياسيون، ومن حملة الهم العام، وأما المتجمعون أمام ميناء العقبة فهم عمال وموظفون أردنيون ينحدرون من أصلاب أردنية، يكدون على طلب رزقهم ورزق عيالهم، وحتى يستطيعوا أن يدفعوا الضرائب التي يعتاش منها الوزراء والحكام وأفراد الدرك.
أفراد الدرك لا يدرون أنهم يتقاضون رواتبهم من عرق هؤلاء الأردنيين الذين تم ضربهم وإهانتهم وتكسير أيديهم وأرجلهم.
يجب توجيه كلمة لكل عاقل وحكيم في هذا البلد، أن الأردن يتجه نحو الخطر وينحدر نحو الكارثة، فلا بد من تدارك الأمر، من خلال العقل والحكمة وليس من خلال الهراوة والعصا الغليظة.
بقلم الدكتور رحيّل غرايبة

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

لا فض فوك ... إن الدرك ليس جديد على الاردن وإنه وحسب ما علمنا قد تم تشكيله من جديد ليكون أداة تقريع لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد وليحق حقا ويقر القوانين ويحفظ الامن الذي أصبح بمثابة خبزا لنا ... لا أن يكون أداة طارئة في أيدي غير أمينة ولا لمنع الخبز عن أفواه الاردنيين بل لانصافهم ودفع الظلم عنهم ... فلكل من أستخدم أبنائنا الدركيون ضد أخوانهم لا نقول الا أن الاردن وحسب الدستور لكل الاردنيين كما هو الدرك لكل الاردنيين ... فحسبنا الله ونعم الوكيل ..