الأردنُّ هو الشريان الذي يمتد فينا بامتــــداد السنين ، ومنذ تجذرنا على هذه الأرض الطيبة ... هو النبـــعُ الدافق الغـــزير الذي يروي منا الخافق ويمدنا بماء الحيـــــاة .. الأردنُّ هو الراحـــــة البيضاء التي تحملنا بنعومة حسِّها وخشونة عزمها وبهاءِ عـــزِّها ... هو الواحــــة الغنّــــاء التي نستنشـــقُ من خمـــائلها عبقَ الحـــــرية ، ونتنفّــسُ الطيبــــــة والكــــرم من عـــرائشِ كرومهــا .. من تينهــا .. من زيتـــونها العتيــــــق .. الأردنُّ هو العــــذراءٌ الطـــــاهرة العفيفـــة التي عشقنــــــاها ونعشقهـــــا ماءً وسمــــاءً وترابا .. تختـــــــالُ بأنفاسِنــا الحـــرَّة ونختـــــالُ بها .. وما وطـأت فيافيها وروابيها إلا جحــــافل جنـــد الكرامة والمجــــد التي رسمت خريطــــة العشق الأبدي ، وما وُطِئت من أيِّ باغٍ أو دنيء .. وستبقى بذات الكـــــبرياء ما بقيت الحيـــاة .. الأردنُّ هو الوطــــــنُ والأهل والعشيرة التي ما عرفت غير حفظ الجميل والود .. فتعطيه بما يفوق عطائه وتفديه بما يغلو على الفـــــداء وتضحي لأجله بالنفس والمال والأبنـــــاء ..
وطنُ العشيرة التي لا تخـــــــونُ خيالها فتصدقه العهد والوعد .. وطــنٌ من روح البداوة اشتق اسمه .. ومن عظيم ثمارها شيّــد الأسس والبنيان .. تحــدوه صلابة القائد الشاب أبي الحسين رعاه الله .. هذا هو الوطن .. وهذا هو الحمى العربي الهاشمي الذي يـــذود عن حياضه الجنود الأحــــرار ، وتنعشــه زغاريد النشميــات .. وترسمهُ خضابهن .. الأردنُّ هو الحكاية العربية التي شخّصت في فصولها شؤون العرب الأشقـــــاء .. حتى غدا بها احساساً ونبضـــاً يحكم الأحداث والتوجهات .. فجاءت موسيقاه ملآى بأنفاس العروبة التي شــــدَّ قِلاسَهـــا أبناء هاشم الغر الميامين في كل واقعةٍ ومحفــلٍ ولقــــاء .. الأردنُّ هو الواجهـــــة الصلبة أمام كل التحديات والظروف وقِـــــوى الشر التي فغرَت أفواهها أمامه كالحيتـــــــان .. فما ازداد إلا ضــــراوةً وعزيمة لا تهدها الجبــــال .. وطـــنٌ ما حفظَ ودّه بعضُ العـــــــابرين على جراحات العَــرب ، وما راقَ لهــم يوماً حينما شمّــرت سواعدُ أبطاله وزنودهم الحــــامية لقــــلاعِ وتخـــوم وحــــــدود الأراضي العربية .. فمـــلأهم الحسد وتاهت بهم الحـــــيرة .. وَيحْسِــدونَ عُيـــوناً لا تَنـــامُ على ذُلٍّ ـــــــــــ وأَعْينُـــــهُمْ تَشْكــــو مِنَ الــرَّمَــــــــــد الأردنُّ هو وطننــا وطــنٌ استمد من هجير الصحراء عزمه .. ومن دوحة الهاشميين قوته .. كبُر على الصغائر واتجه الى العلياء والسمو فكان له ملءُ المكان والمكانة والقلوب .
. وطنٌ مدّ قنوات الأخــوة مع الأخـــوة العرب بالمواقف الرجولية المشهودة .. وشد حبــالاً متينـــةً معهم بحكمةٍ ورويّةٍ واقتدار .. الأردنُّ ومنــذُ غنّــى الرصــاصُ في بيــــداء الجزيرة العربيـــة ، وتقـــارعت القنـــا والسيـــوف هو ذاته الأردن .. لا ينقشــعُ عنه الفجــــرُ إلا شمســـاً تبسط الرخـــاء والأمــــانَ بشهــــوة الصـــــادي لقبلـــةٍ من ثراه .. فأصبــــح كالماسة تشع أنوارها على كافة الاتجاهات وتستهويها كافة النفوس .. أردن الهواشم الأحرار الذي ما كان غير الأمين المؤتمن على قضايا الأمة والشعب .. الأردنُّ هو النّســــر العربي القرشي الهاشمي المحـلّقُ عاليـــاً .. يســـافرُ معنـــا ويرحلُ معنـــا أيُّمـــــا ترحال .. يؤنسنــــا في وحدتنا وخلوتنــا .. ويشربُ من قهوتنا الصهبــــاء حبّــاً وولاءً وانتمـــاءً ممزوجاً بأطــــرافِ الأسنّـــة ، وآنيــة الصلصـــال والفخـــــار .. يحــــومُ حولنا ينادينا يجــــدّدُ كلَّ أمانينـــا .. ويزرعُ في القلوب مدينةً وقريةً وباديةً من بوادينا .. الأردنُّ هو التذكــــرةُ التي نعـــــبر بها إلى العالم بأسرة ، تذكرة المحبة والسمعة الطيبة النبيلة ، وفي ذات الوقت هو هويتنا الأبــــدية الدائمة في القلوب والنفوس .. فلا ننسلخُ عنها ما حيينا ، ولن يكون تذكـــرةً للمتملقين والمخربين والمفسدين ودعـــــاة الفرقــة وزعزعة الأمن الوطني .. فهؤلاء لا يتشرّفُ بهم الأردن ..
هــــذا هو أردننـــــا أيها العَرب ... هذا هو أردننـــــا أيها العـــــالم .. أيها النشامى والنشميات الفاضل .. أبناء وطننا .. أخوة وأخوات .. حمــــــــاة الأردن .. يا من تمرون على البـــلاد وأهلها .. عطــراً كما وهــج الصبا انتصبا .. بكم تعلو راية الوطن .. وبنفسكم يحيا الأردن .. أيها الجنود المرابطون بالحب والهمة .. تحيّـــة إليكم أيها المخلصــــون الشرفاء .. كبــــــارٌ أنتم بانتمائكم وارتباطكم بالحمى الأردني .. كبــــــارٌ أنتم بوطنكم الذي نباهي به الدنيا .. بجيشكم المفدى .. ووقفاته البطولية .. كبــــــارٌ أنتم بعظمة باني الحمى وصانع الأمجاد أيهـــا الأردنيون الأحرار لننشـــد معاً : كأَنّي عشْتُ عُمْريَ مَرّتَـــــــيْنَ ــــــ لأنّي عشْتُ عَصْــرَ أَبي الحُسَيْن لنكــــن هامةً واحـــــدةً لا تنحني لغير الله .. ولنكن يـــــداً واحـــدةً تصفـــعُ كل من يحاول الدنـــوِّ من وطننا بشر .. ولنكن عند حسن ظن هذا الوطــــن الأجمل بنا ..
أردننا الغالي .. وعند حسن ظن القائد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطــــاه بنـــــا ..