ما الذي تغير في أحوال محافظات الجنوب منذ انتفاضة 89 إلى مسيرات 2011

ما الذي تغير في أحوال محافظات الجنوب منذ انتفاضة 89 إلى مسيرات 2011

ما الذي تغير في أحوال محافظات الجنوب منذ انتفاضة 89 إلى مسيرات 2011

2011-06-24 23:16:58

تعديل حجم الخط:
سرايا - عصام مبيضين – ما الذي تغير بعد اكثر من واحد وعشرين عام منذ انتفاضة"1989" من القرن المنصرم في محافظات الجنوب، والتي انطلقت شرارتها من محافظة معان، وامتدت إلى الكرك والطفيلة والشوبك والبادية الجنوبية، والتي سقط فيها شهداء ومصابين واعتقالات، واليوم مع الحراك الجنوبي فان السؤال يطرح مجدا مع انطلاق المسيرات أسبوعيا.

فالجنوب الصابر الذي قدم لشعب على"طبق من ذهب" الديمقراطية وأعاد البرلمان والانتخابات وحقوق الإنسان... وأطلق صيحات التحذير من الفساد في تنبيهات وانتفاضات (19989 و1996 و2001 ) وفي تضحيات الشهداء وعشرات والمعتقلين.... ومع ذلك لا جديد تحت الشمس.

وكانت كل هذه التحركات تشير إلى ارتفاع المديونية، وبيع احتياط البنك المركزي من الذهب وملفات أخرى خطيرة, واليوم بعد حقبتين من الزمن... لم يتغير عليه شيء لا بل حال الناس.. ازداد سوء عما كان عليه سابقا.

ويقول احد النواب السابقين، ما الذي تغير الانتخابات أصبحت اغلبها "بشهادات رسمية" غير نزيه والمديونية وصلت أرقام قياسية ووصول عجز الموازنة للعام الحالي إلى حوالي (16,1) مليار دينار ناهيك عن تخفيض مرتبة الاقتصاد الوطني من "مستقر إلى سالب" – حسب وكالة التصنيف الدولية "موديز" – مع ارتفاع مستوى المديونية إلى نحو 60 في المئة من الناتج الإجمالي، وغيرها من المؤشرات الأخرى وهي الأخطر من عام 1989.

ومن ثم بيعت مقدرات الوطن من شركة البوتاس والاسمنت وعلى الطريق الصخر الزيتي واليورانيوم ، وتم التصرف في آلاف الدونمات من أراضى الخزينة إلى جهات كاستثمارات سياحية وزراعية في مناطق الديسى ورم والأغوار و..و..و...

وقال ناشط لقد وجد أبناء الجنوب - أصحاب الانتفاضات - أنهم خرجوا من المولد بلا حمص واتسعت دائرة الفقر والبطالة في محافظات الكرك والطفيلة ومعان والبادية الجنوبية وازداد والتهميش الذي يتعرض لتكون في مقدمة محافظات المملكة في معدلات الفقر والبطالة (جيوب فقر) حسب المصطلح الحكومي وفقا لإحصاءات رسمية وهي تحوي موارد الدولة.

ناهيك تدني في مستوى الخدمات في الجنوب، مثل الطرق والمستشفيات والتعليم وافتقار غالبية المدن فيه لأبسط الاحتياجات الإنسانية في الترفيه تعرضت قطاعات العمل الرئيسية في الجنوب للتدمير خلال السنوات الماضية وبشكل منهجي من قطاع، الشاحنات وتربية الماشية، والزراعة، وبدا للمتابع وكأن الحكومات فقدت عقلها في التعامل مع ركن أساسي من أركان الدولة .

ناشط سياسي قال غاضبا لدينا مثل هذه الثروات التي تعادل ما هو موجود في بعض دول الخليج العربي ونحن نرى بعض الأطفال الحفاة العراة بيوت بسيطة متناثرة في بعض القرى المنسية ووجوه شاحبة.

وتابع الناشط قائلاً إن حالنا في بعض المناطق مع متحدثين عمان على تلفازهم "تنظيرات سويسرية ومجاعات افريقية " وقد جعلوا منا "فروة في موسم الشتاء" يلبسوها ... متى احتاجوا؟.

ويشير كذلك .. إن حالات الانتحار في الجنوب في تزايد عاما بعد عام فقد بلغت ذروتها العام الماضي بخمس عشرة حالة انتحار مقابل 10 حالات في العام الماضي محافظة الكرك ب (9)حالات ومحافظة الطفيلة (2) حالة ومحافظة االعقبة (1) حالة ومحافظة معان 3 حالات و7 حالات انتحار في العام الذي سبقه وسط ربط الإقدام على الانتحار إلى العوامل الاقتصادية وعامل البطالة خاصة وان عدد من المنتحرين هم شباب من حملة الشهادات الجامعية غير المتزوجين والعاطلين عن العمل.

وتابع قائلا .. وبصراحة كل هذه الثروات في مناطق الجنوب تحت أرضهم التي تُنفق على المملكة، لم تستطيع أن تسعد أبناءها حيث يشهد الجنوب هجرات دائمة..ثروات كنوز الجنوب... وثرواته ليست لنا لا توجد مشاريع حيوية واقتصادية، ولماذا يهجر القطاع العام والخاص، هذه المناطق، وأين هي خطة إنعاش وتطوير هذه المحافظات منذ عام 1989، كل الدول تكون لديها عواصم إضافية، وقطاعات بديلة جغرافيا، في ظل تركز كل شيء في العاصمة التي تفيض بمشاكلها، وسكانها وتحديد سبعة شوارع في عمان الغربية.

وقال... من أخطاء دوائر صنع القرار الاعتماد على قائمة جاهزة لتوزيع المناصب على بعض أبناء الجنوب من يغيب منهم يعود ليحضر ظن أنهم ممثلين لأبناء الجنوب النشامى، واغلبهم ليس له رصيد شعبي وتنعم بعضهم في الامتيازات وسكنوا القصور والفلل ،وكانوا مع الحكومات ووقعوا العرائض ولم يتكلموا في الحقائق ووصل وبعضهم ونسي واقع منطقته التي ركب على كتفها.

وأشار معارض جنوبي آخر أن الجنوب كان فاتحة الدولة في بداية القرن الماضي، فتجلت الدولة في عمان، وبقي الجنوب على حاله فبيعت مقدارتهم من البوتاس والاسمنت... الخ، فذهبت المقدرات وتركوا الغبار والتلوث لنا، فمن خصخصها من وراء ظهر الشعب.

وعلى العموم واليوم – والكلام للناشط – هناك حراك جنوبي نشط لطرح الأسئلة المحرمة وسط حراك المعلمين وعمال المياومة والمتقاعدين وموظفي البلديات والمسيرات واضرابات من الجنوب في الطفيلة والكرك معان فقد اخذت عمان موارد الجنوب ونسوا كافة إرجاء الوطن فلا يوجد مصنع حتى "جرابات وسجاد وحرامات" في كل الجنوب فنحن نريد نصيبنا من مقدرات مناطقنا أسوة بالدول الأخرى كالولايات المتحدة وفرنسا وبعض دول أمريكا اللاتينية وقال هناك خيارات أخرى صعبه يتم تداولها نرفض ذكرها.


وشدد قائلا .. ..وبصراحة إن الخوف من الغضب الكامن والمخيف وسط آلاف الشباب والشياب من أبناء الجنوب للحالة التي وصلت إليها أوضاعهم...

وقال مسؤول سابق من الجنوب... إن الأنغام الطوباوية عن التطور ودافوس المناطق التنموية...والاستثمارات و..و..و..و,.... إنها جعجة بدون طحن وهي للاستهلاك المحلى.. وقد فقدت صلاحيتها من زمن وقد كشف المستور من الفساد "وذاب الثلج وبان ما تحته والأمور لا تعالج بالهبات والأفلام... والميلودراما...على شاشات التلفاز وبالسحجة...والرقص وتلقى الخطابات" فنحن في القرن الواحد والعشرين وهناك ثورة اتصالات والكل يعرف فلا مجال للمراوغة.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج