الطفيلة: ينابيع وشلالات تخترق الجبال ومياه تنعش الآمال لدى المزارعين

الطفيلة: ينابيع وشلالات تخترق الجبال ومياه تنعش الآمال لدى المزارعين

مياه تخترق الجبال في منطقة السلع جنوبي الطفيلة (الرأي)
الطفيلة -أنس العمريين - تفجرت عيون المياه الكبيرة بفعل تساقط الثلوج الاخيرة والأمطار الغزيرة التي شهدتها الطفيلة، فيما رفعت منسوب المياه في أودية المحافظة إلى مستويات غير مسبوقة.
ويتوقع زراعيون، أن تتسبب كميات الأمطار الكبيرة التي شهدتها المحافظة أمس والأيام الماضية، بتفجر معظم عيون المياه في المحافظة، واستمرار جريان الأودية لفترات طويلة، ما يضمن كميات كافية من المياه لري المزروعات البعلية خلال الصيف.
وبشّرت كميات الامطار الهاطلة على مختلف مناطق المحافظة، بموسم زراعي جيد سواء للأشجار المثمرة أو الحرجية أو المزروعات الحقلية الشتوية أو الصيفية على حد سواء، حيث تجاوزت نسبة هطول الأمطار(85) بالمئة، وساهمت الثلوج الاخيرة والامطار الغزيرة في تدفق المياه في السهول والاودية وإحياء عيون المياه التي عانت من الجفاف طيلة السنوات الماضية، وبلغت كمية المياه المخزنة في سد التنور شمالي الطفيلة (8) مليون متر مُكعب بنسبة مقدارها 60% من طاقته الاستيعابية.
وقال المزارع احمد الفقراء «إن هطول الأمطار بهذا الشكل يدل على موسم ممتاز جدًّا»، موضحا أن كمية الأمطار التي هطلت هي مهمة جدًّا لعيون الماء، التي يعتمد عليها المزارعون بشكل كبير خصوصًا في الطفيلة.
وأضاف «لقد شكلت الثلوج ومياه الامطار دفعة معنوية كبيرة لنا، بعد انتكاسات في مواسم الزراعة في السنوات السابقة بسبب تأخر هطول الأمطار وقلة المخزون الجوفي للمياه».
ويتابع الفقراء «إن الأمطار التي هطلت في الآونة الأخيرة، روت الأرض العطشى، وأسقت المزروعات وأنبتتها، ونأمل من الله أن يستمر هذا الموسم بهذه الطريقة».
واستبشر المزارع محمد المرايات خيرا بكميات الامطار التي هطلت خلال الأيام الماضية، ما يشجع على التوسع في زراعة الخضراوات والأشجار، مشيرا أن توفر المياه على مدار الموسم يمد في عمر المراعي الخضراء وينعكس على أسعار الأعلاف ويؤثر امتداد فصل الربيع على جودة اللحوم من حيث نوعية العلف. واكد المرايات، أن الأمطار تقضي على الآفات التي تصيب المزروعات بالعديد من الامراض الفطرية وتسبب خسائر مالية للعديد من المزارعين إلى جانب الخسائر المعنوية.
وقال مدير الزراعة في الطفيلة المهندس بدر السعايدة « ان هطول الامطار اعاد التفاؤل للمزارعين «، مشيرا انها تبشر بموسم زراعي جيد، وانعشت آمال مزارعي القمح والشعير والاشجار المثمرة وتخفف العبء على مربي الثروة الحيوانية «، مؤكدا على أهمية الأمطار الحالية في تحسين المراعي ونمو النباتات الرعوية بشكل جيد، وبالتالي توفير الغذاء اللازم للثروة الحيوانية، ما يخفف على المربين كلفة شراء الأعلاف طيلة موسم الرعي وصعوبة التنقل بين المحافظات بحثاً عن المراعي إضافة إلى دورها في إنعاش الثروة الحراجية والغراس المشجرة حديثا. واضاف السعايدة « ان هذه الامطار تساعد على نمو الاعشاب في المراعي والمحميات الطبيعية وتفيد في تنظيف الجو من الغبار والملوثات، ما يساعد في التقليل من الحشرات الضارة والحد من انتشارها وتعزيز المخزون المائي في السدود والحفائر الترابية وينعكس ايجابيا على مخزون المياه الجوفية «.
واشار السعايدة، ان الامطار الهاطلة لها اثر ايجابي على الاشجار المثمرة والحرجية، حيث انها توفر رطوبة في التربة حول الجذور، لافتا ان انخفاض درجات الحرارة الذي رافق هطول الامطار يوفر حاجة الاشجار من ساعات البرودة اللازمة لنموها وتأثيرها الايجابي على الثمار من حيث الكم والجودة.
ودعا السعايدة المزارعين، الى الاستفادة ما امكن من الامطار في تطبيق وسائل الحصاد المائي على مستوى حقولهم وبساتينهم مثل توسيع الحفر حول الاشجار للاستفادة منها وعدم هدرها.

وقال مدير محمية ضانا الطبيعية المهندس عامر الرفوع « أن كميات الثلوج والامطار التي شهدتها المحمية كانت فريدة من نوعها، ولم تشهدها المحمية طيلة ثلاثين عام مضى»، مضيفا ان كميات الامطار زادت النسبة التخزينية للمياه الجوفية وأحيت معظم عيون المياه التي جفّت في السنوات السابقة «.
واشار الرفوع، الى تراجع تكاثر الطيور في السنوات السابقة بسبب قلة الامطار، فيما الموسم الحالي سيشهد تنوعا في الطيور والحيوانات البرية وتكاثرها بسبب توفر الغطاء النباتي والمياه.
واوضح الرفوع، ان نسبة معدل الهطول المطري العام الحالي تجاوز (290)ملميتر، فيما السنوات الخمس الماضية لم يتجاوز (240)ملميتر، ما يبشر بموسم زراعي جيد للنباتات الطبيعية المعمرة في المحمية مثلالطفيلة: ينابيع وشلالات تخترق الجبال ومياه تنعش الآمال لدى المزارعين

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج