|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى فش خلقك .. فضفض طفشان ..؟؟ متضايق ..؟؟ زعلان ..؟؟ مستانس ..؟؟ ولهان ..؟؟ جوعان ..؟؟ عطشان ..؟؟ عثمان ؟؟ .. فش خلقك .. اكتب اللي تريده,, اي شي يجول في خاطرك .. اكتب عن مواقف صارت لك من زمان او موقف صار لك اليوم .. |
كاتب الموضوع | ابو قنوة | مشاركات | 853 | المشاهدات | 171088 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-11-2011, 13:30 | رقم المشاركة : ( 561 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
فقال ,,:............ كان الطفل الصغير يركض فرحا خلف الكرة , بين ضحكات اطفال يمرحون ,ذات صباح صيفي رقيق , والكرة تتطاير هنا وهناك بين الاقدام الصغير ,وتداعب نسمات صيف قليلة شعر راسة الناعم ,وقلب يضج بالفرح والسعادة , وكأنها بالامس , بين تلك الضحكات والاقدام الصغيرة , دوى صوت ارتطام وسقوط جسد غض على الارض ليلتصق فم ذاك الطفل بخد الارض بلا حراك , وعم صمت ثقيل ,, وتوقفت الضحكات , ارجل كثيرة تتحرك في الملعب , وجسد صغير تتلقفة ايدي معلم ما الى مكان بغيض ,حيث المشفى , كانت الام المنتصبة القامة , وعلى عتبات غرفة الزجاج ,تقف بصمت , وبضع اشخاص , واطباء وذوي اردية بيضاء كثيرون , خرج الطبيب الكهل من تلك الغرفة واتجه نحو غرفة صغيرة في اخر الرواق ,, بذاك الممر الطويل من مستشفى فلسطين بعمان ,والام الى جانبة وحديث مكتوم يدور , (اعتقد ان هنالك مشكلة ما في قلب الصغير ), قال الطبيب , جلست الام على المقعد المقابل تستمع الى حديث يدمي قلوب قاسية , ان القلب ضعيف بالكاد يستطيع ان يضخ الدم الكافي , سيجتاز ما حدث ولكن ,,سيبقى معه هذا الى الابد,,, ,الى الابد, ,, ترددت الكلمة بصدى حزين والام تبتلع بقايا قطرات بحثت عنها طويلا في حلق قد جف ,, الى الابد ,, ويتغير نمط الحياة ,, ويعيش لا كالاطفال ,, لا جهد بعد اليوم ..ولا كرة تقفز بين الاقدام ,, لا كالاطفال ابدا ,, ,,,, والا ,,, فهنالك جسد وتابوت صغير , كان الجسد ملقى على السرير حين دخلت الام بأبتسامتها الرائعة مردفة بفرح مصطنع ( لا تخف ,, يا حبيبي ,,,انا هنا),, من حينها ,,لم يطرق الخوق قلب الفتى ابدا . فهمس لها الطفل ( لا احب رائحة المكان ,,, اخرجيني من هنا ) .. سنعود ,,سنعود معا في الصباح ,,,, اجابت ,, وكل قهر الدنيا ,سكب في ذاك الصوت بذاك الحين ,, كما مطر السماء صهرت الام كل حياتها ,لاجل هذا , وكأنه لم يخرج من رحم ذالك الام , وكأنه بقي هناك محاطا بكل رفق الرب وعناية السماء ,, وكأن ذالك الحبل السري بين الام وطفلها لم ينقطع ابدا ,, واستمر حبل وهمي , بقصة حب لا تنتهي ,, بين طفلا ,,وام ,,,, وموت ,,, رسمت له خطوط لكل تفصيلة من حياة الطفل , فانقلب البيت الى شىء اخر , شىء جديد ,, هنالك على الحافة ,, سيسير الطفل ,ملاحق بعيون كثيرة .عيون تلاحق كل همسة وكل دقة من قلب الفتى , حافة قدر لها القدر ما شاء , لتستمر الحياة ,,, ويؤجل موت الى حين , تقرع الاجراس, لا كرة بعد اليوم ولا ملاعب الصبا , لا رفاق يتراكضون . ولا لعب بثلج عمان ابدا , ولا بكاء ,,, ابدا , في كل تنهيدة للطفل كانت الام تضع يدها على قلبها ,في كل كل لمسة ليد الطفل ناحية الصدر , كانت الام تقفز كالنمرة ,, تذود عن صبيها ,, وكانها تدفع بالعالم كله بعيدا عن قرة عين لها ,خلق هكذا ,,ربما بلا قلب , شيئا فشئا ,, سارت الحياة الجديدة بكل طقوسها , وشىء فشيئا اوجدت الام بديلا لكل شىء في حياة الطفل , فكانت الكتب وفرشاة رسم , بدلا للكرة والملعب , والفتيات صغيرات بدلا من شقاوة الفتيان الذكور , برنامج دائم ,, وغسيل لعقل الطفل من الماضي الجميل ,, الى مستقبل , رسمته الام حتى اودعت الروح ,, وسارت الحياة الهوينة والطفل يعتاد الجديد بكل ثقلة ,, بكل قسوتة ,, اعتاد على الكتاب وادمن مطالعة كل شىء ,, كل كتاب .. وصحيفة ,, فتفتحت امامه افاق بعيدة ,, والتهبت في نفسة بحور من الشوق للمعرفة وحب الاطلاع لكل شىء ,, واصبح الكتاب ديدنه اليومي ,, وغرست في نفسة حب الكتابة والاغاني والكلمة والحرف ,,فنقش حروف لا تنتهي وكلمات اكبر منه , ,, وترسخت احاسيس وعواطف من نوع اخر ,, احاسيس صقلتها مطالعة القصص والروايات ,, فتفتح العقل بافق ورائع ,والق جديد ,ورسمت له الام غريزة المواجهة والتعبير بلا خوف والتعبير عن ما في النفس ,, ,, فصار لسانة مصدر قلق وداع للجدال , فاحبه الكبار وكرهه الصغار ,, واحبته الصبايا ,وكرهه الاولاد, فاطلقوا عليه لقب (حبيب ماما) وسط غير اعتيادي لطفل قدر له ان يصبح غير اعتيادي , وسط حياة اصبحت صارمة المحيا بين ادوية كثرت على جسد الطفل وراكمت عنده احساس بالكره لكل ما يمت للطب والمرض بصله ,,وكره حتى ارديه الاطباء وسماعات القلوب , قتنلي ردك ,, |
|||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ابو قنوة ; 10-11-2011 الساعة 19:25 |
||||||||||||||||
10-11-2011, 13:31 | رقم المشاركة : ( 562 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
.." نظر إلي متعاليا . ثم عبسر ..و سألني بغضب ثوري : هل هناك شيئ أهم من الخبز يا رفيق ؟ اجبته بكل انبعاج البرجوازي الانيق , طبعا ,ان اللحم اهم بكثير من الخبز , وصدق مهدي العامل حين قال .. اما ان يكون الفكر نقديا ,, واما ان يكون مخصيا , فأن فكرك مخصيا بلا شك, و وضعت ساق على ساق في ترفع مذهل عن الحديث , ثار الرفيق في وجهي كحمار احرق شقي ذيله ,, واردف تحدثني عن الرفيق مهدي الا تعلم انه رفيق فكر وكأنك تشايكوفسكسي في مقطوعة ( الجمل النائم) " هكذا أنت دائما ,,همك على بطنك ، أليس لقلبك هموم كبقية البشر ..الحب أهم من الخبز,, يا رفيق , .." ثم عاد ليقرأ على مسامعي بعض من روح نزار ,,ثوري احبك ان تثوري ثوري على شرق السبايا.. والتكايا,, والبحور ثوري على التاريخ,, وانتصري على الوهم الكبير لا ترهبي احدا ,فأن الشمس مقبرة النسور ثوري على شرق يراك ويلمة فوق السرير,, بينما رحت أغط في نوم عميق ، لأنني اعتدت على النوم لو جاء أحدهم على همس الحب ،او تكلم في السياسة, ورأيت فيما يرى النائم ..خير اللهم اجعله خيرا ..أنني أركب حصانا اسود , وكأنني الرفيق كاظم الساهر في اغنية (انا وليلى) في مقطع (اضعت في عرب الصحراء قافلتي .. وجئت ابحث في عينيك عن ذاتي ) ,,) لحقني صاحبي قائلا : - إلى أين تمضي يا رفيق ؟ فأجبته بثقة الواثق من الحب : - أنا ذاهب إلى ديارالرفيقة ليلى العامرية ، لقد أرسلت لي مسج على الهاتف ، تطلب مني لقاء , وانا بشوق لها , . - سأرافقك يا سبع البرمبة ، إن أهل ليلى قوم جاهلية ، ان تمكنوا منك قطعوك إربا إربا ، ورموا بلحمك إلى الكلاب!. - لا ترافقني ثكلتك الرفيقة أمك ، وإذا شعرت بخطر سوف أرسل لك رنة . هيا يا رفيق وبعد ساعة ..وصلت إلى حديقة اللويبدة ,حيث مرتع عشقي القديم ,الجديد, وحيث الرفيقة ليلى . أرسلت إليها رنة . ...، فارسلت هي رنة تدغدغ قلبي وتقول : ( حبيبي على نياتو .. كل البنات إخواتو)) انطلقت مسرعا إليها ، فوجدتها تجلس تحت شجرة وقد وضعت على أذنيها سماعات الأيبود . اقتربت منها وصرخت : - حبيبتي الرفيقة ليلى العامرية وما إن رأتني حتى وقفت واللهفة في عينيها : نو وى- حبيبي الرفيق , ايس, عندنا ....أمبوسيبل ..أمبوسيبل !! أخذت أنظر في عينيها ، ورحت أدنو من وجهها بشفتي لأسرق منها قبلة على طريقة الرفيق المرحوم رشدي اباضة والرفيقة هند رستم ...لكنها أفلتت بخفة ، ليرتطم وجهي بجذع الشجرة ، حتى كاد أن ينشطر دماغي وراحت تبكي عندي خبر سوفاج يا ايس ,,, سو هارد , سو باد .... - ماذا هل رفعت الحكومة الأسعار مرة أخرى ؟، لن يهدأ لها بال حتى يشتغل الشعب كله في الدعارة,, !. - أبي يا روحي ... أبي الرفيق .. كنت اهذي و أنفي ينزف بعد أن تهشم في حادث الاصطدام بالشجرة . - ما به الرفيق والدك يا حبيبتي هل ارتفع سكره ، أم هل طفحت بواسيره مرة أخرى ؟ مسحت دمعة كبيرة فرت من عينيها : فاشعلت ناري – الرفيق أبي يريد أن يزوجني عنوة من الرفيق ابن خالي لا لشيئ سوى أنه يعمل في الإمارات . . ثارت ثائرتي واشتد غضبي وارتفع صوتي - وماذا يعني أن الرفيق ابن خالتك يشتغل في الإمارات ؟، إن الحب لا يقدر بالمال ، ولا بالدراهم ، إن ما في قلبي أغلى من كل كنوز الدنيا, في الحب واحد و واحد يساوي واحد هكذا قال الرفيق بول سارتر هدأت من روعي وقالت مبتسمة : - لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت رفضا قاطعا ، وقلت له لن أتزوج إلا بمن أحب !. رمقتها بنظرة عاشقة و أنا واثق بأن الرفيق روميو لم ينظر بمثلها إلى الرفيقة جولييت ، وحاولت أن أمسك يدها بيدي على طريقة الرفيق عمرو دياب في اغنية (لولحني وانا لولحتو ,, ما بيتلحلح ابن الفلاح ) ، لكن يدي اصطدمت بجذع الشجرة ,مرة اخرى , ... وسرعان ما أرسلت محبوبتي حزنا آخر وقالت بصوت جريح - أمي يا (هني) أمي الرفيقة - ما بها الرفيقة أمك هل ارتفع ضغطها أم أن أزمة الصرع قد عادت إليها بعد التعديلات الدستورية الأخيرة وفضيحة تقريرالرفيق غولدستون . فقناة الجزيرة لن تقفل إلا بعد أن تصاب الشعوب العربية كلها بالزهايمر, او بأسهال مزمن. - الرفيقة أمي تريد أن تزوجني من الرفيق ابن خالتي الآخر عنوة ، لا لشيئ سوى لأنه يشتغل في السلك الدبلوماسي . - بدأت أشعر أن الرفيقة خالتك هذه خلقها الله لتنغض علي عيشي ..هي وهذه الشجرة المفترسة , , ان العاطفة لا ترغب ابدا بمعرفة الحقيقة هكذا قال الرفيق ,غاوتاما بودا هدأت محبوبتي من غضبي وقالت مبتسمة - لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت وقلت لها لن أتزوج إلا بمن أحب ، وإلا سأقطع شراييني واعمل وشم على يدي !والبس نص بطن واطرئع العلكة على اوتوستراد الزرقاء, طيبت خاطرها وقلت ,انا لن استغني عنك ابد ,,حتى لو اكلت سندويشة سنيورة عشرة عمر بكوز ذرة صفرا . افقت من غفوتي كان صاحبي ولم يزل يقرأ على مسامعي لم يزل أنفي الذي ينزف وأنا ألعن سنسفيل العشق وقصص العشق,, ,.... والرفاق,, وأشلاء من روح نزار , سمعت صوت الرفيق المؤذن فرفعت يدي الى (الرفيق)(الاعلى ) بدعاء النوازل اللهم ارحني من الرفاق والرفيقات ,, سلام يا رفيق ,,, |
|||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ابو قنوة ; 10-11-2011 الساعة 15:27 |
||||||||||||||||
10-11-2011, 14:28 | رقم المشاركة : ( 563 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
انا وكاظم ,, صديقان منذ الكثير من الزمن ---------- تقول انسى تقول انسى واقول اه لو اقدر رغم طول النوى انسى تقول اقسى واقول اللى شرب من عينك الاحساس ما يقسى احبك يا بعد هالقلب احبك احبك ... احبك ... احبك ابا اتأسف وانا ما اخطيت لانى بالفعل حبيت انا سمعتنى الايام ياليتك تسمعي يــــاليت صعب اصبر على الحرمان صعب انسى ولو لحظه لانى عاشق وانسان كفايه قسوة العالم تعالي انا محتاجلك دايــم قبالـي تعالي من ورا حزني تعالي من خيــــالي وتقوووووووووول انسى انــــــــــا لفــيت حتــــى تــعبت الدنـــيا من اسفـــاري ولا لقيت فى عز الشتاء مثلك دفى واخلاااااص يا ناري نهاري والسهر انتي واحــلام العمر انـتي ولو بان لى صوـــــــتك عرفت السر فى سكوتك انا عشقك وا نا موـــتك وانا داري تقووووووووول انسى احبك ... احبك ... احبك |
|||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ابو قنوة ; 10-11-2011 الساعة 15:30 |
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:01 | رقم المشاركة : ( 564 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
التناقضات/ نزار قباني
فشلت جميع محاولاتي في أن أفسر موقفي فشلت جميع محاولاتي مازلت تتهمينني كأني هوائي المزاج , ونرجسي في جميع تصرفاتي مازلت تعتبرينني كقطار نصف الليل .. أنسى دائما أسماء ركابي , ووجه زائراتي فهواي غيب والنساء لدي محض مصادفات مازلت تعتقدين .. أن رسائلي عمل روائي .. واشعاري شريط مغامرات وبأنني استعمل اجمل صاحباتي جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي مازلتي تحتجين أني لا احبك كالنساء الأخريات وعلى سرير العشق لم أسعدك مثل الأخريات أهـ من طمع النساء وكيدهن ومن عتاب معاتباتي كم أنتي رومانسية التفكير ، ساذجة التجارب تتصورين الحب صندوقاً مليئاً بالعجائب وحقول جار دينيا وليلا لا زوردي الكواكب مازلت تشترطين أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين وتطالبين بان نظل على الفراش ممددين نرمي سجائرنا ونشعلها وننقر بعضنا كحمامتين ونظل أياما .. وأياما .. نحاور بعضنا بالركبتين هذا كلام مضحك انا لست اضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ونعود في خفي حنين من عالم الجنس المثير نعود في خفي حنين فشلت جميع محاولاتي في أن أفسر موقفي فشلت جميع محاولاتي فتقبلي عشقي على علاته وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي إن التناقض في دمي وأنا احب تناقضاتي ماذا سأفعل يا صديقه هكذا رسمت حياتي ..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي هذا انا بكل تناقضاتي .. |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:03 | رقم المشاركة : ( 565 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
بوهيمية
,امل دنقل, بوهيمي بالتخصص المنبثق من عين الفقر ,, فنان وشاعر ,, مقاتل وقتيل ,, ارع سنوات يعاني في مستشفى الامراض السرطانية في مصر ,, صراع متكافىء بين الشعر ,,والموت , كانت اشعارة في المظاهارت والثورات ,,, مات عاش فقيرا ,, ومات فنان بوهيميا وكان ما كان فلا نامت اعين الجبناء ,, , (بيان) أيها السادةُ، لم يبقَ اختيار سقط المُهرُ من الإعياء، وانحلَت سيورُ العَرَبة ضاقت الدائرةُ السوداءُ حول الرقة صدرنا يلمسهُ السيفُ، وفي الظَّهرِ: الجدار! …………………. أيها السادةُ لم يبقَ انتظار قد منعنا جزيةَ الصمتِ لمملوكٍ وعَبد وقطعنا شعرة الوالي ” ابنِ هند “ ليس ما نخسرهُ الآنَ. سوى الرحلةِ من مقهى إلى مقهى.. ومن عارٍ.. لِعَار!! (1) على محطات القُرى.. ترسو قطاراتُ السهاد فتنطوي أجنحة الغبار في استرخاءةِ الدنوّ والنسوةُ المتشحاتُ بالسواد تحت المصابيح، على أرصفة الرسو ذابت عيونُهن في التحديقِ والرنو على وجوه الغائبين منذ أعوام الحداد تشرق من دائرةِ الأحزان والسلو …………………. ينظرن.. حتى تتآكل العيون تتآكل الليالي. تتآكل القطارات من الرواحِ والغدو والغائبون في تراب الوطنِ – العدو لا يَرجعون للبلاد.. لا يخلعون معطفَ الوحشةِ عن مناكبِ الأعياد! (2) نافورة حمراء. طفل يبيع الفُلَّ بين العَرَبات مقتولة تنتظر السيارة البيضاء كلبٌ يحكُّ أنفه على عمود النور مقهى. ومذياعٌ ونَرٌد صاخبٌ، وطاولات ألويةٌ مَلوية الأعناق فوق الساريات. أنديةٌ ليلية كتابةٌ ضوئية الصحف الداميةُ العنوان.. بيضُ الصفحات. حوائط، ومُلصقات… تدعو لرؤية (الأب الجالس فوق الشجرة) والثورةِ المنتصرة! إيقاعات: سرحانُ يا سرحان والصمتُ قَد هدَّك حتى متى وحدك يخفِرُك السجان؟ …………………. نَقتُلُ، أو نُقتَل هذا الخيارُ الصعب وشلنا بالرعب.. تردُّدُ العُزَّل …………………. في البيت في الميدان نُقتَلُ يا سرحان! - 3 - أبخرة الشاي تدور في الفناجين، وتشرئب يلتمُّ شمل العائلة .. إلا الذي في الصحراء القاحلة يرقدُ في أمعاء طائر وذئب (يهبط من صورته المقابلة يلتف حول رأسِه الدامي شريطُ الحزن يجلس قربَ الركن. يصغى إلى ثرثرةِ الأفواهِ والملاعق المُبتذَلَة ينشقُّ في وقفته.. نصفين يصبُّ في منتصف الفنجان.. قطرتين من دمه، ينكسرُ الفنجان.. شظيتين) ينكسرُ النسيان وهو يعود باكيًا إلى إطارِ الصورةِ المُجلَّلَة بآيةِ القرآن! إيقاعات: الدم قبلَ النوم نلبسه.. رداء والدم صار ماء يُراقُ كل يوم …………………. الدمُ في الوسائد بلونه الداكن واللبن الساخن تبيعهُ الجرائد. …………………. اللبنُ الفاسد اللبنُ الفاسد اللبن الفاسد يُخفي الدَّم – الشاهد - 4 - ” أموتُ في الفِراش.. مثلما تموتُ العير “ أموت. والنفير يدقُّ في دمشق.. أموت في الشارعِ: في العطور والأزياء أموتُ والأعداء.. تدوس وجهَ الحق ” وما بجسمي موضع إلا وفيه طعنة برمح “ .. إلا وفيه جُرح، إذَن. ” فلا نامت عيون الجبناء “. &feature=related هكذا يموت الشعراء |
|||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ابو قنوة ; 10-11-2011 الساعة 18:39 |
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:09 | رقم المشاركة : ( 566 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
مهوي ,,
انا وقلبي انا : حسنا نيرفانا فنتازيا سرمدية , سلوك النعام , ثورة ملح ,, بوهيمية ,, نزار قباني ,, وامل دنقل ,, ماذا تريد يا قلب ,, ماذا تريد قلبي : ,, سكون ,صمت ,, هل هذا كثير,, سلام هل هذا كثير ,, مقعد ورصيف , وفنجان قهوة صغير, ولحظة تامل من بعيد , وقليل من حب,, انا :::... يا قلب انت ,,, مهووووووووووي, |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:32 | رقم المشاركة : ( 567 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
ودعنا بأبتسامه ,, كنت غاضبا الى حد الفزع مضطربا الى حد الضياع , بسبب ما يحمله المذياع , قلت لنفسي ( لن احب احد بعد اليوم) كلهم يموتون , كل ليلة كنت اعود الى شاشة التلفزيون ارقب اولائك المرابطون امام المشفى بانتظار ان يخرج اليهم بتلك الضحكة التى تجعلك تحبه رغما عنك , تحبه لانه الكبير الذي يقول لك ( يا سيدي), ويبتسم , ماذا حدث لا ادري . ولكني بت اذكره كثيرا , رغم اني عشت عمري لا اعرف سواه , بت اتذكر التفاصيل , والصوت , وجزيئات الحركة , وابتسامة تفيض . احسست اني اريد امتصاص لحظات وجوده , ربما الاخيرة , بيننا , اذكره ذات يوم قريب وقد عاد بعد سفره الطويل , عاد كان يشق الامواج المتلاطمة من البشر , على مقدمة تلك السيارة الفضية , جلس رغم كل شىء , يلوح بيده , , على زاوية ما كنت هناك ارفع له التحية , ,اعتقدت ان عيني ترتطمت بملامحة تبحث عن شى ,وكانت عيناه تكاد تحتضن الجميع , ربما لم اشاهد رجلا يكابر الموت كما شاهدت في عينية , وذاكره يوما بسيارته على اشارة مرور في وسط عمان , عصر يوم ما , ولا احد يدرك من هو الا قلة انا منهم , ناديناه ,, ( ابو عبد الله ) ولوحنا بايدينا فرد بابتسامه كبيرة ( يا هلا يا سيدي يا هلا ) .كان بيننا حاجز الرصيف , بلا بنادق ولا حشود, وحين عاد عودة الموت اطلقناالناربجنون في الهواء من نافذة سيارة استقلها , ورجال الامن يبتسمون , (( الله حيو ) هذا كل ما سمعت منهم ومضيت , غير مدرك انه عاد ليموت ,وباني اتوهم وأن شيء ما سيتغير , لم يتغير شى وسار القدر كما اراد,كما رسم , ذات صباح جاء الهاتف من صديق , لقد مات ,قبل قليل , مات التسامح والعفو , وفجعت قلوب الناس ,وهبوا الى شوارع المدينة ,الصامته بحزن , وكأنه جاء في حينة ليودع رجلا شغل الدنيا , جاء المطر ليقول الوداع للرجل الذي احب المطر , رحم الله الملك ,رحم الله صاحب الابتسامه الدائمة , |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:36 | رقم المشاركة : ( 568 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
جداريتك , معلقة في مكان ما من قلبي ، هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً… وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في الفَلَك الأَخيرِ . .. وكُلُّ شيء أَبيضُ ، البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي : (( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ )) ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ، أَنا وحيدُ … .. لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ . لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل : أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ هنا في اللا هنا … في اللازمان ، ولا وُجُودُ .. وكأنني قد متُّ قبل الآن … أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأَعرفُ أَنني أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ ما أُريدُ … سأصيرُ يوماً ما أُريدُ .. سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتابَ … كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ، لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ .. سأَصير يوماً ما أُريدُ .. سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ الطريدُ . .. سأَصير يوماً ما أُريدُ .. سأَصير يوماً كرمةً ، فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ، وليشربْ نبيذي العابرون على ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ ! أَنا الرسالةُ والرسولُ أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ .. سأَصير يوماً ما أُريدُ .. هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في مَمَرِّ بياضها . هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً ! لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ، كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ، يااسمي : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ سوف تحمِلُني وأَحملُكَ الغريبُ أَخُ الغريب سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات يا اسمي: أَين نحن الآن ؟ قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟ ما الزمانُ وما المكانُ وما القديمُ وما الجديدُ ؟ .. سنكون يوماً ما نريدُ .. لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ، فلنذهب إلى أَعلى الجداريات : أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ، كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي وأَنا البعيدُ أَنا البعيدُ .. في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها - خُذِ الجهةَ التي أَهديتني الجهةَ التي انكَسَرتْ ، وهاتِ أُنوثتي ، لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ أَو يَعُودُ .. - وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ فليس لي فيها سواكِ خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ . فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟ ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا في زمان السيف والمزمار بين التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ . كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ، فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا قاتلٌ يُصْغي إلى قتلى . ولا يتلو وصيَّتَهُ شهيدُ .. من أَيِّ ريح جئتِ ؟ قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ ! وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني إلى زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ .. في الجرّة المكسورةِ انتحبتْ نساءُ الساحل السوريّ من طول المسافةِ ، واحترقْنَ بشمس آبَ . رأيتُهنَّ على طريق النبع قبل ولادتي . وسمعتُ صَوْتَ الماء في الفخّار يبكيهنّ : عُدْنَ إلى السحابة يرجعِ الزَمَنُ الرغيدُ .. قال الصدى : لاشيء يرجعُ غيرُ ماضي الأقوياء على مِسلاَّت المدى … [ ذهبيّةٌٌ آثارُهُمْ ذهبيّةٌٌ ] ورسائلِ الضعفاءِ للغَدِ ، أَعْطِنا خُبْزَ الكفاف ، وحاضراً أَقوى . فليس لنا التقمُّصُ والحُلُولُ ولا الخُلُودُ .. قال الصدى : وتعبتُ من أَملي العُضَال . تعبتُ من شَرَك الجماليّات : ماذا بعد بابلَ؟ كُلَّما اتَّضَحَ الطريقُ إلى السماء ، وأَسْفَرَ المجهولُ عن هَدَفٍ نهائيّ تَفَشَّى النثرُ في الصلوات ، وانكسر النشيدُ .. خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ عالية ٌ… تُطِلُّ عليَّ من بطحاء هاويتي … غريبٌ أَنتَ في معناك . يكفي أَن تكون هناك ، وحدك ، كي تصيرَ قبيلةً… غَنَّيْتُ كي أَزِنَ المدى المهدُورَ في وَجَع الحمامةِ ، لا لأَشْرَحَ ما يقولُ اللهُ للإنسان ، لَسْتُ أَنا النبيَّ لأَدَّعي وَحْياً وأُعْلِنَ أَنَّ هاويتي صُعُودُ .. وأَنا الغريب بكُلِّ ما أُوتيتُ من لُغَتي . ولو أخضعتُ عاطفتي بحرف الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ، وللكلمات وَهيَ بعيدةٌ أَرضٌ تُجاوِرُ كوكباً أَعلى . وللكلمات وَهيَ قريبةٌ منفى . ولا يكفي الكتابُ لكي أَقول : وجدتُ نفسي حاضراً مِلْءَ الغياب . وكُلَّما فَتَّشْتُ عن نفسي وجدتُ الآخرين . وكُلَّما فتَّشْتُ عَنْهُمْ لم أَجد فيهم سوى نَفسي الغريبةِ ، هل أَنا الفَرْدُ الحُشُودُ ؟ .. وأَنا الغريبُ . تَعِبْتُ من ” درب الحليب ” إلى الحبيب . تعبتُ من صِفَتي . يَضيقُ الشَّكْلُ . يَتّسعُ الكلامُ . أُفيضُ عن حاجات مفردتي . وأَنْظُرُ نحو نفسي في المرايا : هل أَنا هُوَ ؟ هل أُؤدِّي جَيِّداً دَوْرِي من الفصل الأخيرِ ؟ وهل قرأتُ المسرحيَّةَ قبل هذا العرض ، أَم فُرِضَتْ عليَّ ؟ وهل أَنا هُوَ من يؤدِّي الدَّوْرَ أَمْ أَنَّ الضحيَّة غَيَّرتْ أَقوالها لتعيش ما بعد الحداثة ، بعدما انْحَرَفَ المؤلّفُ عن سياق النصِّ وانصرَفَ المُمَثّلُ والشهودُ ؟ .. وجلستُ خلف الباب أَنظُرُ : هل أَنا هُوَ ؟ هذه لُغَتي . وهذا الصوت وَخْزُ دمي ولكن المؤلِّف آخَرٌ… أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ : اكتُبْ تَكُنْ ! واقرأْ تَجِدْ ! وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ ضدَّاكَ في المعنى … وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ .. بَحَّارَةٌ حولي ، ولا ميناء أَفرغني الهباءُ من الإشارةِ والعبارةِ ، لم أَجد وقتاً لأعرف أَين مَنْزِلَتي ، الهُنَيْهةَ ، بين مَنْزِلَتَيْنِ . لم أَسأل سؤالي ، بعد ، عن غَبَش التشابُهِ بين بابَيْنِ : الخروج أم الدخول … ولم أَجِدْ موتاً لأقْتَنِصَ الحياةَ . ولم أَجِدْ صوتاً لأَصرخَ : أَيُّها الزَمَنُ السريعُ ! خَطَفْتَني مما تقولُ لي الحروفُ الغامضاتُ : ألواقعيُّ هو الخياليُّ الأَكيدُ .. يا أيها الزَمَنُ الذي لم ينتظِرْ … لم يَنْتَظِرْ أَحداً تأخَّر عن ولادتِهِ ، دَعِ الماضي جديداً ، فَهْوَ ذكراكَ الوحيدةُ بيننا ، أيَّامَ كنا أَصدقاءك ، لا ضحايا مركباتك . واترُكِ الماضي كما هُوَ ، لا يُقَادُ ولا يَقُودُ .. ورأيتُ ما يتذكَّرُ الموتى وما ينسون … هُمْ لا يكبرون ويقرأون الوَقْتَ في ساعات أيديهمْ . وَهُمْ لايشعرون بموتنا أَبداً ولا بحياتهِمْ . لا شيءَ ممَّا كُنْتُ أو سأكونُ . تنحلُّ الضمائرُ كُلُّها . ” هو ” في ” أنا ” في ” أَنت ” . لا كُلٌّ ولاجُزْءٌ . ولا حيٌّ يقول لميِّتٍ : كُنِّي ! .. .. وتنحلُّ العناصرُ والمشاعرُ . لا أَرى جَسَدي هُنَاكَ ، ولا أُحسُّ بعنفوان الموت ، أَو بحياتيَ الأُولى . كأنِّي لَسْتُ منّي . مَنْ أَنا ؟ أَأَنا الفقيدُ أَم الوليدُ ؟ .. الوقْتُ صِفْرٌ . لم أُفكِّر بالولادة حين طار الموتُ بي نحو السديم ، فلم أكُن حَيّاً ولا مَيْتاً، ولا عَدَمٌ هناك ، ولا وُجُودُ .. تقولُ مُمَرِّضتي : أَنتَ أَحسَنُ حالا ً. وتحقُنُني بالمُخَدِّر : كُنْ هادئاً وجديراً بما سوف تحلُمُ عما قليل … .. رأيتُ طبيبي الفرنسيَّ يفتح زنزانتي ويضربني بالعصا يُعَاونُهُ اثنانِ من شُرْطة الضاحيةْ .. رأيتُ أَبي عائداً من الحجِّ ، مُغمىً عليه مُصَاباً بضربة شمسٍ حجازيّة يقول لرفِّ ملائكةٍ حَوْلَهُ : أَطفئوني ! … .. رأيتُ شباباً مغاربةً يلعبون الكُرَةْ ويرمونني بالحجارة : عُدْ بالعبارةِ واترُكْ لنا أُمَّنا يا أَبانا الذي أخطَأَ المقبرةْ ! .. رأيت ” ريني شار ” يجلس مع ” هيدغر ” على بُعْدِ مترين منِّي ، رأيتهما يشربان النبيذَ ولا يبحثان عن الشعر … كان الحوار شُعَاعاً وكان غدٌ عابرٌ ينتظرْ .. رأيتُ رفاقي الثلاثَةَ ينتحبونَ وَهُمْ يَخيطونَ لي كَفَناً بخُيوطِ الذَّهَبْ .. رأيت المعريَّ يطرد نُقَّادَهُ من قصيدتِهِ : لستُ أَعمى لأُبْصِرَ ما تبصرونْ ، فإنَّ البصيرةَ نورٌ يؤدِّي إلى عَدَمٍ …. أَو جُنُونْ .. رأيتُ بلاداً تعانقُني بأَيدٍ صَبَاحيّة : كُنْ جديراً برائحة الخبز . كُنْ لائقا ً بزهور الرصيفْ فما زال تَنُّورُ أُمِّكَ مشتعلاً ، والتحيَّةُ ساخنةً كالرغيفْ ! .. خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ . نهرٌ واحدٌ يكفي لأهمس للفراشة : آهِ ، يا أُختي ، ونَهْرٌ واحدٌ يكفي لإغواءِ الأساطير القديمة بالبقاء على جناح الصَّقْر ، وَهْوَ يُبَدِّلُ الراياتِ والقممَ البعيدةَ ، حيث أَنشأتِ الجيوشُ ممالِكَ النسيان لي . لاشَعْبَ أَصْغَرُ من قصيدته . ولكنَّ السلاحَ يُوَسِّعُ الكلمات للموتى وللأحياء فيها ، والحُرُوفَ تُلَمِّعُ السيفَ المُعَلَّقَ في حزام الفجر ، والصحراء تنقُصُ بالأغاني ، أَو تزيدُ .. لاعُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم يعودوا … .. رَعَويَّةٌ أَيَّامنا رَعَويَّةٌ بين القبيلة والمدينة ، لم أَجد لَيْلاً خُصُوصِيّاً لهودجِكِ المُكَلَّلِ بالسراب ، وقلتِ لي : ما حاجتي لاسمي بدونكَ ؟ نادني ، فأنا خلقتُكَ عندما سَمَّيْتَني ، وقتلتَني حين امتلكتَ الاسمَ … كيف قتلتَني ؟ وأَنا غريبةُ كُلِّ هذا الليل ، أَدْخِلْني إلى غابات شهوتك ، احتضنِّي واعْتَصِرْني ، واسفُك العَسَلَ الزفافيَّ النقيَّ على قفير النحل . بعثرني بما ملكتْ يداك من الرياح ولُمَّني . فالليل يُسْلِمُ روحَهُ لك يا غريبُ ، ولن تراني نجمةٌ إلاّ وتعرف أَنَّ عائلتي ستقتلني بماء اللازوردِ ، فهاتِني ليكونَ لي - وأَنا أُحطِّمُ جَرَّتي بيديَّ - حاضِريَ السعيدُ .. - هل قُلْتَ لي شيئاً يُغَيِّر لي سبيلي ؟ - لم أَقُلْ . كانت حياتي خارجي أَنا مَنْ يُحَدِّثُ نفسَهُ : وَقَعَتْ مُعَلَّقتي الأَخيرةُ عن نخيلي وأَنا المُسَافِرُ داخلي وأَنا المُحَاصَرُ بالثنائياتِ ، لكنَّ الحياة جديرَةٌ بغموضها وبطائرِ الدوريِّ … لم أُولَدْ لأَعرفَ أَنني سأموتُ ، بل لأُحبَّ محتوياتِ ظلِّ اللهِ يأخُذُني الجمالُ إلى الجميلِ وأُحبُّ حُبَّك ، هكذا متحرراً من ذاتِهِ وصفاتِهِ وأِنا بديلي … .. أَنا من يُحَدِّثُ نَفْسَهُ : مِنْ أَصغر الأشياءِ تُولَدُ أكبرُ الأفكار والإيقاعُ لا يأتي من الكلمات ، بل مِنْ وحدة الجَسَدَيْنِ في ليلٍ طويلٍ … .. أَنا مَنْ يحدِّثُ نَفْسَهُ ويروِّضُ الذكرى … أَأَنتِ أَنا ؟ وثالثُنا يرفرف بيننا ” لا تَنْسَيَاني دائماً ” يا مَوْتَنا ! خُذْنَا إليكَ على طريقتنا ، فقد نتعلَّمُ الإشراق … لا شَمْسٌ ولا قَمَرٌ عليَّ تركتُ ظلِّي عالقاً بغصون عَوْسَجَةٍ فخفَّ بِيَ المكانُ وطار بي روحي الشَّرُودُ .. أَنا مَنْ يحدِّثُ نفسَهُ : يا بنتُ : ما فَعَلَتْ بكِ الأشواقُ ؟ إن الريح تصقُلُنا وتحملنا كرائحة الخريفِ ، نضجتِ يا امرأتي على عُكَّازَتيَّ ، بوسعك الآن الذهابُ على ” طريق دمشق ” واثقةً من الرؤيا . مَلاَكٌ حارسٌ وحمامتان ترفرفان على بقيَّة عمرنا ، والأرضُ عيدُ … .. الأرضُ عيدُ الخاسرين [ ونحن منهُمْ ] نحن من أَثَرِ النشيد الملحميِّ على المكان ، كريشةِ النَّسْرِ العجوز خيامُنا في الريح . كُنَّا طيِّبين وزاهدين بلا تعاليم المسيح . ولم نكُنْ أَقوى من الأعشابِ إلاّ في ختام الصَيْفِ ، أَنتِ حقيقتي ، وأَنا سؤالُكِ لم نَرِثْ شيئاً سوى اسْميْنَا وأَنتِ حديقتي ، وأَنا ظلالُكِ عند مفترق النشيد الملحميِّ … ولم نشارك في تدابير الإلهات اللواتي كُنَّ يبدأن النشيد بسحرهنَّ وكيدهنَّ . وكُنَّ يَحْمِلْنَ المكانَ على قُرُون الوعل من زَمَنِ المكان إلى زمان آخرٍ … ، |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:39 | رقم المشاركة : ( 569 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
وكل خطواتك تكون معي ج 2 من جدارية درويش تستحق ان تنقل كاملة ، .. كنا طبيعيِّين لو كانت نجومُ سمائنا أَعلى قليلاً من حجارة بئرنا ، والأَنبياءُ أَقلَّ إلحاحاً ، فلم يسمع مدائحَنا الجُنُودُ … .. خضراءُ ، أرضُ قصيدتي خضراءُ يحملُها الغنائيّون من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ كما هِيَ في خُصُوبتها . ولي منها : تأمُّلُ نَرْجسٍ في ماء صُورَتِهِ ولي منها وُضُوحُ الظلِّ في المترادفات ودقَّةُ المعنى … ولي منها : التَّشَابُهُ في كلام الأَنبياءِ على سُطُوح الليلِ لي منها : حمارُ الحكمةِ المنسيُّ فوق التلِّ يسخَرُ من خُرافتها وواقعها … ولي منها : احتقانُ الرمز بالأضدادِ لا التجسيدُ يُرجِعُها من الذكرى ولا التجريدُ يرفَعُها إلى الإشراقة الكبرى ولي منها : ” أَنا ” الأُخرى تُدَوِّنُ في مُفَكِّرَة الغنائيِّين يوميَّاتها : (( إن كان هذا الحُلْمُ لا يكفي فلي سَهَرٌ بطوليٌّ على بوابة المنفى … )) ولي منها : صَدَى لُغتي على الجدران يكشِطُ مِلْحَهَا البحريَّ حين يخونني قَلْبٌ لَدُودُ … .. أَعلى من الأَغوار كانت حكمتي إذ قلتُ للشيطان : لا . لا تَمْتَحِنِّي ! لا تَضَعْني في الثُّنَائيّات ، واتركني كما أَنا زاهداً برواية العهد القديم وصاعداً نحو السماء ، هُنَاكَ مملكتي خُذِ التاريخَ ، يا ابنَ أَبي ، خُذِ التاريخَ … واصنَعْ بالغرائز ما تريدُ .. وَلِيَ السكينةُ . حَبَّةُ القمح الصغيرةُ سوف تكفينا ، أَنا وأَخي العَدُوّ ، فساعتي لم تَأْتِ بَعْدُ . ولم يَحِنْ وقتُ الحصاد . عليَّ أَن أَلِجَ الغيابَ وأَن أُصدِّقَ أوَّلاً قلبي وأتبعَهُ إلى قانا الجليل . وساعتي لم تأتِ بَعْدُ . لَعَلَّ شيئاً فيَّ ينبُذُني . لعلِّي واحدٌ غيري . فلم تنضج كُرومُ التين حول ملابس الفتيات بَعْدُ . ولم تَلِدْني ريشةُ العنقاء . لا أَحَدٌ هنالك في انتظاري . جئْتُ قبل ، وجئتُ بعد ، فلم أَجد أحداً يُصَدِّق ما أرى . أنا مَنْ رأى . وأَنا البعيدُ أَنا البعيدُ .. مَنْ أَنتَ ، يا أَنا ؟ في الطريقِ اثنانِ نَحْنُ ، وفي القيامة واحدٌ . خُذْني إلى ضوء التلاشي كي أَرى صَيْرُورتي في صُورَتي الأُخرى . فَمَنْ سأكون بعدَكَ ، يا أَنا ؟ جَسَدي ورائي أم أَمامَكَ ؟ مَنْ أَنا يا أَنت ؟ كَوِّنِّي كما كَوَّنْتُكَ ، ادْهَنِّي بزيت اللوز ، كَلِّلني بتاج الأرز . واحملني من الوادي إلى أَبديّةٍ بيضاءَ . عَلِّمني الحياةَ على طريقتِكَ ، اختَبِرْني ذَرَّةً في العالم العُلْوِيِّ . ساعِدْني على ضَجَر الخلود ، وكُنْ رحيماً حين تجرحني وتبزغ من شراييني الورودُ … .. لم تـأت سـاعـتُنا . فـلا رُسُـلٌ يَـقِـيـسُـونَ الزمانَ بقبضة العشب الأخير . هل استدار ؟ ولا ملائكةٌ يزورون المكانَ ليتركَ الشعراءُ ماضِيَهُمْ على الشَّفَق الجميل ، ويفتحوا غَدَهُمْ بأيديهمْ . فغنِّي يا إلهتيَ الأثيرةَ ، ياعناةُ ، قصيدتي الأُولى عن التكوين ثانيةً … فقد يجدُ الرُّوَاةُ شهادةَ الميلاد للصفصاف في حَجَرٍ خريفيّ . وقد يجدُ الرعاةُ البئرَ في أَعماق أُغنية . وقد تأتي الحياةُ فجاءةً للعازفين عن المعاني من جناح فراشةٍ عَلِقَتْ بقافيةٍ ، فغنِّي يا إلهتيَ الأَثيرةَ يا عناةُ ، أَنا الطريدةُ والسهامُ ، أَنا الكلامُ . أَنا المؤبِّنُ والمؤذِّنُ والشهيدُ .. ما قلتُ للطَّلَلِ : الوداع . فلم أَكُنْ ما كُنْتُ إلاّ مَرَّةً . ما كُنْتُ إلاّ مرَّةً تكفي لأَعرف كيف ينكسرُ الزمانُ كخيمة البدويِّ في ريح الشمال ، وكيف يَنْفَطِرُ المكانُ ويرتدي الماضي نُثَارَ المعبد المهجور . يُشبهُني كثيراً كُلُّ ما حولي ، ولم أُشْبِهْ هنا شيئاً . كأنَّ الأرض ضَيِّقَةٌ على المرضى الغنائيِّين ، أَحفادِ الشياطين المساكين المجانين الذين إذا رأوا حُلْماً جميلاً لَقَّنُوا الببغاءَ شِعْر الحب ، وانفتَحتْ أَمامَهُمُ الحُدُودُ … .. وأُريدُ أُن أُحيا … فلي عَمَلٌ على ظهر السفينة . لا لأُنقذ طائراً من جوعنا أَو من دُوَارِ البحر ، بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ عن كَثَبٍ : وماذا بعد ؟ ماذا يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟ هل يُعيدونَ الحكايةَ ؟ ما البدايةُ ؟ ما النهايةُ ؟ لم يعد أَحَدٌ من الموتى ليخبرنا الحقيقة … / أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض ، انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي قرب خيمتكَ ، انتظِرْني ريثما أُنهي قراءةَ طَرْفَةَ بنِ العَبْد . يُغْريني الوجوديّون باستنزاف كُلِّ هُنَيْهَةٍ حريةً ، وعدالةً ، ونبيذَ آلهةٍ … / فيا مَوْتُ ! انتظرني ريثما أُنهي تدابيرَ الجنازة في الربيع الهَشّ ، حيث وُلدتُ ، حيث سأمنع الخطباء من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين وعن صُمُود التينِ والزيتونِ في وجه الزمان وجيشِهِ . سأقول : صُبُّوني بحرف النون ، حيث تَعُبُّ روحي سورةُ الرحمن في القرآن . وامشوا صامتين معي على خطوات أَجدادي ووقع الناي في أَزلي . ولا تَضَعُوا على قبري البنفسجَ ، فَهْوَ زَهْرُ المُحْبَطين يُذَكِّرُ الموتى بموت الحُبِّ قبل أَوانِهِ . وَضَعُوا على التابوتِ سَبْعَ سنابلٍ خضراءَ إنْ وُجِدَتْ ، وبَعْضَ شقائقِ النُعْمانِ إنْ وُجِدَتْ . وإلاّ ، فاتركوا وَرْدَ الكنائس للكنائس والعرائس / أَيُّها الموت انتظر ! حتى أُعِدَّ حقيبتي : فرشاةَ أسناني ، وصابوني وماكنة الحلاقةِ ، والكولونيا ، والثيابَ . هل المناخُ هُنَاكَ مُعْتَدِلٌ ؟ وهل تتبدَّلُ الأحوالُ في الأبدية البيضاء ، أم تبقى كما هِي في الخريف وفي الشتاء ؟ وهل كتابٌ واحدٌ يكفي لِتَسْلِيَتي مع اللاَّ وقتِ ، أمْ أَحتاجُ مكتبةً ؟ وما لُغَةُ الحديث هناك ، دارجةٌ لكُلِّ الناس أَم عربيّةٌ فُصْحى/ .. .. ويا مَوْتُ انتظرْ ، ياموتُ ، حتى أستعيدَ صفاءَ ذِهْني في الربيع وصحّتي ، لتكون صيَّاداً شريفاً لا يَصيدُ الظَّبْيَ قرب النبع . فلتكنِ العلاقةُ بيننا وُدّيَّةً وصريحةً : لَكَ أنَتَ مالَكَ من حياتي حين أَملأُها .. ولي منك التأمُّلُ في الكواكب : لم يَمُتْ أَحَدٌ تماماً ، تلك أَرواحٌ تغيِّر شَكْلَها ومُقَامَها / يا موت ! ياظلِّي الذي سيقودُني ، يا ثالثَ الاثنين ، يا لَوْنَ التردُّد في الزُمُرُّد والزَّبَرْجَدِ ، يا دَمَ الطاووس ، يا قَنَّاصَ قلب الذئب ، يا مَرَض الخيال ! اجلسْ على الكرسيّ ! ضَعْ أَدواتِ صيدكَ تحت نافذتي . وعلِّقْ فوق باب البيت سلسلةَ المفاتيح الثقيلةَ ! لا تُحَدِّقْ يا قويُّ إلى شراييني لترصُدَ نُقْطَةَ الضعف الأَخيرةَ . أَنتَ أَقوى من نظام الطبّ . أَقوى من جهاز تَنَفُّسي . أَقوى من العَسَلِ القويّ ، ولَسْتَ محتاجاً - لتقتلني - إلى مَرَضي . فكُنْ أَسْمَى من الحشرات . كُنْ مَنْ أَنتَ ، شفَّافاً بريداً واضحاً للغيب . كن كالحُبِّ عاصفةً على شجر ، ولا تجلس على العتبات كالشحَّاذ أو جابي الضرائبِ . لا تكن شُرطيّ سَيْرٍ في الشوارع . كن قويّاً ، ناصعَ الفولاذ ، واخلَعْ عنك أَقنعةَ الثعالب . كُنْ فروسياً ، بهياً ، كامل الضربات . قُلْ ماشئْتَ : (( من معنى إلى معنى أَجيءُ . هِيَ الحياةُ سُيُولَةٌ ، وأَنا أكثِّفُها ، أُعرِّفُها بسُلْطاني وميزاني )) .. / ويامَوْتُ انتظرْ ، واجلس على الكرسيّ . خُذْ كأسَ النبيذ ، ولا تفاوِضْني ، فمثلُكَ لا يُفاوِضُ أَيَّ إنسانٍ ، ومثلي لا يعارضُ خادمَ الغيبِ . استرح … فَلَرُبَّما أُنْهِكْتَ هذا اليوم من حرب النجوم . فمن أَنا لتزورني ؟ أَلَدَيْكَ وَقْتٌ لاختبار قصيدتي . لا . ليس هذا الشأنُ شأنَكَ . أَنت مسؤولٌ عن الطينيِّ في البشريِّ ، لا عن فِعْلِهِ أو قَوْلِهِ / هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها . هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد الرافدين . مِسَلَّةُ المصريّ ، مقبرةُ الفراعنةِ ، النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ وانتصرتْ ، وأِفْلَتَ من كمائنك الخُلُودُ … فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ .. وأَنا أُريدُ ، أريدُ أَن أَحيا … فلي عَمَلٌ على جغرافيا البركان . من أَيام لوط إلى قيامة هيروشيما واليبابُ هو اليبابُ . كأنني أَحيا هنا أَبداً ، وبي شَبَقٌ إلى ما لست أَعرف . قد يكون ” الآن ” أَبعَدَ . قد يكونُ الأمس أَقربَ . والغَدُ الماضي . ولكني أَشدُّ ” الآن ” من يَدِهِ ليعبُرَ قربيَ التاريخُ ، لا الزَّمَنُ المُدَوَّرُ ، مثل فوضى الماعز الجبليِّ . هل أنجو غداً من سرعة الوقت الإلكترونيّ ، أَم أَنجو غداً من بُطْء قافلتي على الصحراء؟ لي عَمَلٌ لآخرتي كأني لن أَعيش غداً. ولي عَمَلٌ ليومٍ حاضرٍ أَبداً . لذا أُصغي ، على مَهَلٍ على مَهَل ، لصوت النمل في قلبي : أعينوني على جَلَدي . وأَسمع صَرْخَةَ الحَجَر الأسيرةَ : حَرِّروا جسدي . وأُبصرُ في الكمنجة هجرةَ الأشواق من بَلَدٍ تُرَابيّ إلى بَلَدٍ سماويّ . وأَقبضُ في يد الأُنثى على أَبَدِي الأليفِ : خُلِقتُ ثم عَشِقْتُ ، ثم زهقت ، ثم أَفقتُ في عُشْبٍ على قبري يدلُّ عليَّ من حينٍ إلى حينٍ . فما نَفْعُ الربيع السمح إن لم يُؤْنِس الموتى ويُكْمِلْ بعدهُمْ فَرَحَ الحياةِ ونَضْرةَ النسيان ؟ تلك طريقةٌ في فكِّ لغز الشعرِ ، شعري العاطفيّ على الأَقلِّ . وما المنامُ سوى طريقنا الوحيدة في الكلام / وأَيُّها الموتُ التَبِسْ واجلسْ على بلَّوْرِ أَيامي ، كأنَّكَ واحدٌ من أَصدقائي الدائمين ، كأنَّكَ المنفيُّ بين الكائنات . ووحدك المنفيُّ . لا تحيا حياتَكَ . ما حياتُكَ غير موتي . لا تعيش ولا تموت . وتخطف الأطفالَ من عَطَشِ الحليب إلى الحليب . ولم تكن طفلاً تهزُّ له الحساسينُ السريرَ ، ولم يداعِبْكَ الملائكةُ الصغارُ ولا قُرونُ الأيِّل الساهي ، كما فَعَلَتْ لنا نحن الضيوفَ على الفراشة . وحدك المنفيُّ ، يا مسكين ، لا امرأةٌ تَضُمُّك بين نهديها ، ولا امرأةٌ تقاسِمُك الحنين إلى اقتصاد الليل باللفظ الإباحيِّ المرادفِ لاختلاط الأرض فينا بالسماءِ . ولم تَلِدْ وَلَداً يجيئك ضارعاً : أَبتي ، أُحبُّكَ . وحدك المنفيُّ ، يا مَلِكَ الملوك ، ولا مديحَ لصولجانكَ . لا صُقُورَ على حصانك . لا لآلئَ حول تاجك . أَيُّها العاري من الرايات والبُوق المُقَدَّسِ ! كيف تمشي هكذا من دون حُرَّاسٍ وجَوْقَةِ منشدين ، كَمِشْيَة اللصِّ الجبان . وأَنتَ مَنْ أَنتَ ، المُعَظَّمُ ، عاهلُ الموتى ، القويُّ ، وقائدُ الجيش الأَشوريِّ العنيدُ فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ .. وأَنا أُريدُ ، أُريد أَن أَحيا ، وأَن أَنساك …. أَن أَنسى علاقتنا الطويلة لا لشيءٍ ، بل لأَقرأ ما تُدَوِّنُهُ السماواتُ البعيدةُ من رسائلَ . كُلَّما أَعددتُ نفسي لا نتظار قدومِكَ ازددتَ ابتعاداً . كلما قلتُ : ابتعدْ عني لأُكمل دَوْرَةَ الجَسَدَيْنِ ، في جَسَدٍ يفيضُ ، ظهرتَ ما بيني وبيني ساخراً : ” لا تَنْسَ مَوْعِدَنا … ” - متى ؟ - في ذِرْوَة النسيان حين تُصَدِّقُ الدنيا وتعبُدُ خاشعاً خَشَبَ الهياكل والرسومَ على جدار الكهف ، حيث تقول : ” آثاري أَنا وأَنا ابنُ نفسي ” . - أَين موعدُنا ؟ أَتأذن لي بأن أَختار مقهىً عند باب البحر ؟ - لا …. لا تَقْتَرِبْ يا ابنَ الخطيئةِ ، يا ابن آدمَ من حدود الله ! لم تُولَدْ لتسأل ، بل لتعمل …. - كُن صديقاً طَيِّباً يا موت ! كُنْ معنىً ثقافياً لأُدرك كُنْهَ حكمتِكَ الخبيئةِ ! رُبَّما أَسْرَعْتَ في تعليم قابيلَ الرمايةَ . رُبَّما أَبطأتَ في تدريب أَيُّوبٍ على الصبر الطويل . وربما أَسْرَجْتَ لي فَرَسا ً لتقتُلَني على فَرَسي . كأني عندما أَتذكَّرُ النسيانَ تُنقِذُ حاضري لُغَتي . كأني حاضرٌ أَبداً . كأني طائر أَبداً . كأني مُذْ عرفتُكَ أَدمنتْ لُغَتي هَشَاشَتَها على عرباتك البيضاءِ ، أَعلى من غيوم النوم ، أَعلى عندما يتحرَّرُ الإحساس من عبء العناصر كُلّها . فأنا وأَنتَ على طريق الله صوفيَّانِ محكومان بالرؤيا ولا يَرَيَان / عُدْ يا مَوْتُ وحدَكَ سالماً ، فأنا طليق ههنا في لا هنا أو لا هناك . وَعُدْ إلى منفاك وحدك . عُدْ إلى أدوات صيدك ، وانتظرني عند باب البحر . هَيِّئ لي نبيذاً أَحمراً للاحتفال بعودتي لِعِيادَةِ الأرضِ المريضة . لا تكن فظّا ً غليظ القلب ! لن آتي لأَسخر منك ، أَو أَمشي على ماء البُحَيْرَة في شمال الروح . لكنِّي - وقد أَغويتَني - أَهملتُ خاتمةَ القصيدةِ : لم أَزفَّ إلى أَبي أُمِّي على فَرَسي . تركتُ الباب مفتوحاً لأندلُسِ الغنائيِّين ، واخترتُ الوقوفَ على سياج اللوز والرُمَّان ، أَنفُضُ عن عباءة جدِّيَ العالي خُيُوطَ العنكبوت . وكان جَيْشٌ أَجنبيٌّ يعبر الطُرُقَ القديمةَ ذاتها ، ويَقِيسُ أَبعادَ الزمان بآلة الحرب القديمة ذاتها … / .. يا موت ، هل هذا هو التاريخُ ، صِنْوُكَ أَو عَدُوُّك ، صاعداً ما بين هاويتين ؟ قد تبني الحمامة عُشَّها وتبيضُ في خُوَذ الحديد . وربما ينمو نباتُ الشِّيحِ في عَجَلاتِ مَرْكَبَةٍ مُحَطَّمةٍ . فماذا يفعل التاريخُ ، صنوُكَ أو عَدُوُّكَ ، بالطبيعة عندما تتزوَّجُ الأرضَ السماءُ وتذرفُ المَطَرَ المُقَدَّسَ ؟ / .. أَيها الموت ، انتظرني عند باب البحر في مقهى الرومانسيِّين . لم أَرجِعْ وقد طاشَتْ سهامُكَ مَرَّةً إلاّ لأُودِعَ داخلي في خارجي ، وأُوزِّعَ القمح الذي امتلأتْ به رُوحي على الشحرور حطَّ على يديَّ وكاهلي ، وأُودِّعَ الأرضَ التي تمتصُّني ملحاً ، وتنثرني حشيشاً للحصان وللغزالة . فانتظرني ريثما أُنهي زيارتي القصيرة للمكان وللزمان ، ولا تُصَدِّقْني أَعودُ ولا أَعودُ وأَقول : شكراً للحياة ! ولم أكن حَيّاً ولا مَيْتاً ووحدك ، كنتَ وحدك ، يا وحيدُ ! .. تقولُ مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي كثيراً ، وتصرخُ : يا قلبُ ! يا قَلْبُ ! خُذْني إلى دَوْرَة الماءِ …/ .. ما قيمةُ الروح إن كان جسمي مريضاً ، ولا يستطيعُ القيامَ بواجبه الأوليِّ ؟ فيا قلبُ ، يا قلبُ أَرجعْ خُطَايَ إليَّ ، لأَمشي إلى دورة الماء وحدي ! .. نسيتُ ذراعيَّ ، ساقيَّ ، والركبتين وتُفَّاحةَ الجاذبيَّةْ نسيتُ وظيفةَ قلبي وبستانَ حوَّاءَ في أَوَّل الأبديَّةْ نسيتُ وظيفةَ عضوي الصغير نسيتُ التنفُّسَ من رئتيّ . نسيتُ الكلام أَخاف على لغتي فاتركوا كُلَّّ شيء على حالِهِ وأَعيدوا الحياة إلى لُغَتي !.. .. تقول مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي كثيراً ، وتصرخ بي قائلا ً : لا أُريدُ الرجوعَ إلى أَحَدِ لا أُريدُ الرجوعَ إلى بلدِ بعد هذا الغياب ألطويل … أُريدُ الرجوعَ فَقَطْ إلى لغتي في أقاصي الهديل .. تقولُ مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي طويلا ً ، وتسألني : هل الموتُ ما تفعلين بي الآنَ أَم هُوَ مَوْتُ اللُغَةْ ؟ .. خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةٌ … على مَهَلٍ أُدوِّنُها ، على مَهَلٍ ، على وزن النوارس في كتاب الماءِ . أَكتُبُها وأُورِثُها لمنْ يتساءلون : لمنْ نُغَنِّي حين تنتشرُ المُلُوحَةُ في الندى ؟ … خضراءُ ، أكتُبُها على نَثْرِ السنابل في كتاب الحقلِ ، قَوَّسَها امتلاءٌ شاحبٌ فيها وفيَّ . وكُلَّما صادَقْتُ أَو آخَيْتُ سُنْبُلةً تَعَلَّمْتُ البقاءَ من الفَنَاء وضدَّه : (( أَنا حَبَّةُ القمح التي ماتت لكي تَخْضَرَّ ثانيةً . وفي موتي حياةٌ ما … )) .. كأني لا كأنّي لم يمت أَحَدٌ هناك نيابةً عني . فماذا يحفظُ الموتى من الكلمات غيرَ الشُّكْرِ : ” إنَّ الله يرحَمُنا ” … ويُؤْنِسُني تذكُّرُ ما نَسِيتُ مِنَ البلاغة : ” لم أَلِدْ وَلَدا ً ليحمل مَوْتَ والِدِهِ ” … وآثَرْتُ الزواجَ الحُرَّ بين المُفْرَدات …. سَتَعْثُرُ الأُنثى على الذَّّكَر المُلائِمِ في جُنُوح الشعر نحو النثر …. سوف تشُّبُّ أَعضائي على جُمَّيزَةٍ ، ويصُبُّ قلبي ماءَهُ الأَرضيَّ في أَحَدِ الكواكب … مَنْ أَنا في الموت بعدي ؟ مَنْ أَنا في الموت قبلي قال طيفٌ هامشيٌّ : (( كان أوزيريسُ مثْلَكَ ، كان مثلي . وابنُ مَرْيَمَ كان مثلَكَ ، كان مثلي . بَيْدَ أَنَّ الجُرْحَ في الوقت المناسب يُوجِعُ العَدَمَ المريضَ ، ويَرْفَعُ الموتَ المؤقَّّتَ فكرةً … )). من أَين تأتي الشاعريَّةُ ؟ من ذكاء القلب ، أَمْ من فِطْرة الإحساس بالمجهول ؟ أَمْ من وردةٍ حمراءَ في الصحراء ؟ لا الشخصيُّ شخصيُّ ولا الكونيُّ كونيٌّ … .. كأني لا كأني …/ كلما أَصغيتُ للقلب امتلأتُ بما يقول الغَيْبُ ، وارتفعتْ بِيَ الأشجارُ . من حُلْم إلى حُلْمٍ أَطيرُ وليس لي هَدَفٌ أَخيرٌ . كُنْتُ أُولَدُ منذ آلاف السنين الشاعريَّةِ في ظلامٍ أَبيض الكتّان لم أَعرف تماماً مَنْ أَنا فينا ومن حُلْمي . أَنا حُلْمي كأني لا كأني … لم تَكُنْ لُغَتي تُودِّعُ نَبْرها الرعويَّ إلاّ في الرحيل إلى الشمال . كلابُنا هَدَأَتْ . وماعِزُنا توشَّح بالضباب على التلال . وشجَّ سَهْمٌ طائش وَجْهَ اليقين . تعبتُ من لغتي تقول ولا تقولُ على ظهور الخيل ماذا يصنعُ الماضي بأيَّامِ امرئ القيس المُوَزَّعِ بين قافيةٍ وقَيْصَرَ …/ كُلَّما يَمَّمْتُ وجهي شَطْرَ آلهتي ، هنالك ، في بلاد الأرجوان أَضاءني قَمَرٌ تُطَوِّقُهُ عناةُ ، عناةُ سيِّدَةُ الكِنايةِ في الحكايةِ . لم تكن تبكي على أَحَدِ ، ولكنْ من مَفَاتِنِها بَكَتْ : هَلْ كُلُّ هذا السحرِ لي وحدي أَما من شاعرٍ عندي يُقَاسِمُني فَرَاغَ التَخْتِ في مجدي ؟ ويقطفُ من سياج أُنوثتي ما فاض من وردي ؟ أَما من شاعر يُغْوي حليبَ الليل في نهدي ؟ أَنا الأولى أَنا الأخرى وحدِّي زاد عن حدِّي وبعدي تركُضُ الغِزلانُ في الكلمات لا قبلي … ولا بعدي / .. سأحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها / المكيدةَ في سياق الواقعيّ . وليس في وُسْعِ القصيدة أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ لكني سأحلُمُ ، رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي ، كما أَنا واحداً من أَهل هذا البحر ، كفَّ عن السؤال الصعب : (( مَنْ أَنا ؟ … هاهنا ؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟ )) لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني الرعاةُ أو الملوكُ . وحاضري كغدي معي . ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ : كُلَّما حَكَّ السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ : فَكَّ الحُلْمُ أَجنحتي . أنا أَيضاً أطيرُ . فَكُلُّ حيّ طائرٌ . وأَنا أَنا ، لا شيءَ آخَرَ / .. واحدٌ من أَهل هذا السهل … في عيد الشعير أَزورُ أطلالي البهيَّة مثل وَشْم في الهُوِيَّةِ . لا تبدِّدُها الرياحُ ولا تُؤبِّدُها … / وفي عيد الكروم أَعُبُّ كأساً من نبيذ الباعة المتجوِّلينَ … خفيفةٌ روحي ، وجسمي مُثْقَلٌ بالذكريات وبالمكان / وفي الربيع ، أكونُ خاطرةً لسائحةٍ ستكتُبُ في بطاقات البريد : (( على يسار المسرح المهجور سَوْسَنَةٌ وشَخْصٌ غامضٌ . وعلى اليمين مدينةٌ عصريَّةٌ )) / .. وأَنا أَنا ، لا شيء آخَرَ … لَسْتُ من أَتباع روما الساهرينَ على دروب الملحِ . لكنِّي أسَدِّدُ نِسْبَةً مئويَّةً من ملح خبزي مُرْغَماً ، وأَقول للتاريخ : زَيِّنْ شاحناتِكَ بالعبيد وبالملوك الصاغرينَ ، ومُرَّ … لا أَحَدٌ يقول الآن : لا . .. وأَنا أَنا ، لا شيء آخر واحدٌ من أَهل هذا الليل . أَحلُمُ بالصعود على حصاني فَوْقَ ، فَوْقَ … لأَتبع اليُنْبُوعَ خلف التلِّ فاصمُدْ يا حصاني . لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ … أَنتَ فُتُوَّتي وأَنا خيالُكَ . فانتصِبْ أَلِفاً ، وصُكَّ البرقَ . حُكَّ بحافر الشهوات أَوعيةَ الصَدَى . واصعَدْ ، تَجَدَّدْ ، وانتصبْ أَلفاً ، توتَّرْ يا حصاني وانتصبْ ألفا ً ، ولا تسقُطْ عن السفح الأَخير كرايةٍ مهجورةٍ في الأَبجديَّة . لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ ، أَنت تَعِلَّتي وأَنا مجازُكَ خارج الركب المُرَوَّضِ كالمصائرِ . فاندفِعْ واحفُرْ زماني في مكاني يا حصاني . فالمكانُ هُوَ الطريق ، ولا طريقَ على الطريق سواكَ تنتعلُ الرياحَ . أَُضئْ نُجوماً في السراب ! أَضئْ غيوماً في الغياب ، وكُنْ أَخي ودليلَ برقي يا حصاني . لا تَمُتْ قبلي ولا بعدي عَلى السفح الأخير ولا معي . حَدِّقْ إلى سيَّارة الإسعافِ والموتى … لعلِّي لم أَزل حيّاً / .. سأَحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي . بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر الجفاف العاطفيِّ . حفظتُ قلبي كُلَّهُ عن ظهر قلبٍ : لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً ومُدَلّلاً . تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين ” لكي يلينَ ويستكينَ . كأنَّهُ جاري الغريبُ ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب يَصْدَأُ كالحديدِ ، فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ ، ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ . كأنَّ قلبي زاهدٌ ، أَو زائدٌ عني كحرف ” الكاف ” في التشبيهِ حين يجفُّ ماءُ القلب تزدادُ الجمالياتُ تجريداً ، وتدَّثرُ العواطف بالمعاطفِ ، والبكارةُ بالمهارة / .. كُلَّما يَمَّمْتُ وجهي شَطْرَ أُولى الأغنيات رأيتُ آثارَ القطاة على الكلام . ولم أَكن ولداً سعيداً كي أَقولَ : الأمس أَجملُ دائماً . لكنَّ للذكرى يَدَيْنِ خفيفتين تُهَيِّجانِ الأرضَ بالحُمَّى . وللذكرى روائحُ زهرةٍ ليليَّةٍ تبكي وتُوقظُ في دَمِ المنفيِّ حاجتَهُ إلى الإنشاد : (( كُوني مُرْتَقى شَجَني أَجدْ زمني )) … ولستُ بحاجةٍ إلاّ لِخَفْقَةِ نَوْرَسِ لأتابعَ السُفُنَ القديمةَ . كم من الوقت انقضى منذ اكتشفنا التوأمين : الوقتَ والموتَ الطبيعيَّ المُرَادِفَ للحياة ؟ ولم نزل نحيا كأنَّ الموتَ يُخطئنا ، فنحن القادرين على التذكُّر قادرون على التحرُّر ، سائرون على خُطى جلجامشَ الخضراءِ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ … / .. هباءٌ كاملُ التكوينِ … يكسرُني الغيابُ كجرَّةِ الماءِ الصغيرة . نام أَنكيدو ولم ينهض . جناحي نام مُلْتَفّاً بحَفْنَةِ ريشِهِ الطينيِّ . آلهتي جمادُ الريح في أَرض الخيال . ذِراعِيَ اليُمْنى عصا خشبيَّةٌ . والقَلْبُ مهجورٌ كبئرٍ جفَّ فيها الماءُ ، فاتَّسَعَ الصدى الوحشيُّ : أنكيدو ! خيالي لم يَعُدْ يكفي لأُكملَ رحلتي . لا بُدَّ لي من قُوَّةٍ ليكون حُلْمي واقعيّاً . هاتِ أَسْلِحتي أُلَمِّعْها بمِلح الدمعِ . هاتِ الدمعَ ، أنكيدو ، ليبكي المَيْتُ فينا الحيَّ . ما أنا ؟ مَنْ ينامُ الآن أنكيدو ؟ أَنا أَم أَنت ؟ آلهتي كقبض الريحِ . فانهَضْ بي بكامل طيشك البشريِّ ، واحلُمْ بالمساواةِ القليلةِ بين آلهة السماء وبيننا . نحن الذين نُعَمِّرُ الأرضَ الجميلةَ بين دجلةَ والفراتِ ونحفَظُ الأسماءَ . كيف مَلَلْتَني ، يا صاحبي ، وخَذَلْتَني ، ما نفْعُ حكمتنا بدون فُتُوّةٍ … ما نفعُ حكمتنا ؟ على باب المتاهِ خذلتني ، يا صاحبي ، فقتلتَني ، وعليَّ وحدي أَن أرى ، وحدي ، مصائرنا . ووحدي أَحملُ الدنيا على كتفيَّ ثوراً هائجاً . وحدي أَفتِّشُ شاردَ الخطوات عن أَبديتي . لا بُدَّ لي من حَلِّ هذا اللُغْزِ ، أنكيدو ، سأحملُ عنكَ عُمْرَكَ ما استطعتُ وما استطاعت قُوَّتي وإرادتي أَن تحملاكَ . فمن أَنا وحدي ؟ هَبَاءٌ كاملُ التكوينِ من حولي . ولكني سأُسْنِدُ ظلَّّك العاري على شجر النخيل . فأين ظلُّكَ ؟ أَين ظلُّك بعدما انكسرَتْ جُذُوعُك؟ قمَّةُ الإنسان هاويةٌ … ظلمتُكَ حينما قاومتُ فيكَ الوَحْشَ ، بامرأةٍ سَقَتْكَ حليبَها ، فأنِسْتَ … واستسلمتَ للبشريِّ . أَنكيدو ، ترفَّقْ بي وعُدْ من حيث مُتَّ ، لعلَّنا نجدُ الجوابَ ، فمن أَنا وحدي ؟ حياةُ الفرد ناقصةٌ ، وينقُصُني السؤالُ ، فمن سأسألُ عن عبور النهر ؟ فانهَضْ يا شقيقَ الملح واحملني . وأَنتَ تنامُ هل تدري بأنك نائمٌ ؟ فانهض .. كفى نوما ً! تحرَّكْ قبل أَن يتكاثَرَ الحكماءُ حولي كالثعالب : [ كُلُّ شيء باطلٌ ، فاغنَمْ حياتَكَ مثلما هِيَ برهةً حُبْلَى بسائلها ، دَمِ العُشْب المُقَطَّرِ . عِشْ ليومك لا لحلمك . كلُّ شيء زائلٌ . فاحذَرْ غداً وعشِ الحياةَ الآن في امرأةٍ تحبُّكَ . عِشْ لجسمِكَ لا لِوَهْمِكَ . .. وانتظرْ ولداً سيحمل عنك رُوحَكَ فالخلودُ هُوَ التَّنَاسُلُ في الوجود . وكُلُّ شيءٍ باطلٌ أو زائل ، أو زائل أو باطلٌ ] .. مَنْ أَنا ؟ أَنشيدُ الأناشيد أم حِكْمَةُ الجامعةْ ؟ وكلانا أَنا … وأَنا شَاعرٌ ومَلِكْ وحكيمٌ على حافّة البئرِ لا غيمةٌ في يدي ولا أَحَدَ عَشَرَ كوكباً على معبدي ضاق بي جَسَدي ضاق بي أَبدي وغدي جالسٌ مثل تاج الغبار على مقعدي .. باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ كُلُّ شيء على البسيطة زائلْ .. أَلرياحُ شماليَّةٌ والرياحُ جنوبيَّةٌ تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها لا جديدَ ، إذاً والزَمَنْ كان أَمسِ ، سُدىً في سُدَى . ألهياكلُ عاليةٌ والسنابلُ عاليةٌ والسماءُ إذا انخفضت مَطَرتْ والبلادُ إذا ارتفعت أَقفرت كُلُّ شيء إذا زاد عن حَدِّهِ صار يوماً إلى ضدِّهِ . والحياةُ على الأرض ظلٌّ لما لا نرى …. .. باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ كلُّ شيء على البسيطة زائلْ .. 1400 مركبة و12,000 فرس تحمل اسمي المُذَهَّبَ من زَمَنٍ نحو آخر … عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ مَلكاً وحكيماً … هَرِمْتُ ، سَئِمْتُ من المجدِ لا شيءَ ينقصني أَلهذا إذاً كلما ازداد علمي تعاظَمَ هَمِّي ؟ فما أُورشليمُ وما العَرْشُ ؟ لا شيءَ يبقى على حالِه للولادة وَقْتٌ وللموت وقتٌ وللصمت وَقْتٌ وللنُّطق وقْتٌ وللحرب وقْتٌ وللصُّلحِ وقْتٌ وللوقتِ وقْتٌ ولا شيءَ يبقى على حالِهِ … كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ والبحرُ ليس بملآنَ ، لاشيءَ يبقى على حالِهِ كُلُّ حيّ يسيرُ إلى الموت والموتُ ليس بملآنَ ، لا شيءَ يبقى سوى اسمي المُذَهَّبِ بعدي : (( سُلَيمانُ كانَ )) … فماذا سيفعل موتى بأسمائهم هل يُضيءُ الذَّهَبْ ظلمتي الشاسعةْ أَم نشيدُ الأناشيد والجامعةْ ؟ .. باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ كُلُّ شيء على البسيطة زائلْ /… .. مثلما سار المسيحُ على البُحَيْرَةِ ، سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن الصليب لأَنني أَخشى العُلُوَّ ،ولا أُبَشِّرُ بالقيامةِ . لم أُغيِّرْ غَيْرَ إيقاعي لأَسمَعَ صوتَ قلبي واضحاً . للملحميِّين النُّسُورُ ولي أَنا : طوقُ الحمامةِ ، نجمةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ، وشارعٌ مُتَعرِّجُ يُفْضي إلى ميناءِ عكا - ليس أكثرَ أَو أَقلَّ - أُريد أَن أُلقي تحيَّاتِ الصباح عليَّ حيث تركتُني ولداً سعيدا [ لم أَكُنْ ولداً سَعيدَ الحظِّ يومئذٍ ، ولكنَّ المسافةَ، مثلَ حدَّادينَ ممتازينَ ، تصنَعُ من حديدٍ تافهٍ قمراً] - أَتعرفني ؟ سألتُ الظلَّ قرب السورِ ، فانتبهتْ فتاةُ ترتدي ناراً ، وقالت : هل تُكَلِّمني ؟ فقلتُ : أُكَلِّمُ الشَبَحَ القرينَ فتمتمتْ : مجنونُ ليلى آخرٌ يتفقَُّّد الأطلالَ ، وانصرفتْ إلى حانوتها في آخر السُوق القديمةِ… ههنا كُنَّا . وكانت نَخْلَتانِ تحمِّلان البحرَ بعضَ رسائلِ الشعراءِ … لم نكبر كثيراً يا أَنا . فالمنظرُ البحريُّ ، والسُّورُ المُدَافِعُ عن خسارتنا ، ورائحةُ البَخُور تقول : ما زلنا هنا ، حتى لو انفصَلَ الزمانُ عن المكانِ . لعلَّنا لم نفترق أَبداً - أَتعرفني ؟ بكى الوَلَدُ الذي ضيَّعتُهُ : (( لم نفترق . لكننا لن نلتقي أَبداً )) … وأَغْلَقَ موجتين صغيرتين على ذراعيه ، وحلَّّق عالياً … فسألتُ : مَنْ منَّا المُهَاجِرُ ؟ / قلتُ للسّجَّان عند الشاطئ الغربيّ : - هل أَنت ابنُ سجّاني القديمِ ؟ - نعم ! - فأين أَبوك ؟ قال : أَبي توفِّيَ من سنين. أُصيبَ بالإحباط من سَأَم الحراسة . ثم أَوْرَثَني مُهمَّتَهُ ومهنته ، وأوصاني بان أَحمي المدينةَ من نشيدكَ … قُلْتُ : مُنْذُ متى تراقبني وتسجن فيَّ نفسَكَ ؟ قال : منذ كتبتَ أُولى أُغنياتك قلت : لم تَكُ قد وُلِدْتَ فقال : لي زَمَنٌ ولي أَزليَّةٌ ، وأُريد أن أَحيا على إيقاعِ أمريكا وحائطِ أُورشليمَ فقلتُ : كُنْ مَنْ أَنتَ . لكني ذهبتُ . ومَنْ تراه الآن ليس أنا ، أنا شَبَحي فقال : كفى ! أَلسْتَ اسمَ الصدى الحجريِّ ؟ لم تذهَبْ ولم تَرْجِعْ إذاً . ما زلتَ داخلَ هذه الزنزانة الصفراءِ . فاتركني وشأني ! قلتُ : هل ما زلتُ موجودا ً هنا ؟ أَأَنا طليقٌ أَو سجينٌ دون أن أدري . وهذا البحرُ خلف السور بحري ؟ قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ نفسِكَ والحنينِ . ومَنْ تراهُ الآن ليس أَنا . أَنا شَبَحي فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ ، أَم يتنافسان على احتكار الليل ؟ / .. المقطع قبل الأخير كانت ساعَةُ الميناءِ تعمَلُ وحدها لم يكترثْ أَحَدٌ بليل الوقت ، صَيَّادو ثمار البحر يرمون الشباك ويجدلون الموجَ . والعُشَّاقُ في الـ” ديسكو ” . وكان الحالمون يُرَبِّتُون القُبَّراتِ النائماتِ ويحلمون … وقلتُ : إن متُّ انتبهتُ … لديَّ ما يكفي من الماضي وينقُصُني غَدٌ … سأسيرُ في الدرب القديم على خُطَايَ ، على هواءِ البحر . لا امرأةٌ تراني تحت شرفتها . ولم أملكْ من الذكرى سوى ما ينفَعُ السَّفَرَ الطويلَ . وكان في الأيام ما يكفي من الغد . كُنْتُ أصْغَرَ من فراشاتي ومن غَمَّازتينِ : خُذي النُّعَاسَ وخبِّئيني في الرواية والمساء العاطفيّ / وَخبِّئيني تحت إحدى النخلتين / وعلِّميني الشِعْرَ / قد أَتعلَّمُ التجوال في أنحاء ” هومير ” / قد أُضيفُ إلى الحكاية وَصْفَ عكا / أقدمِ المدنِ الجميلةِ ، أَجملِ المدن القديمةِ / علبَةٌ حَجَريَّةٌ يتحرَّكُ الأحياءُ والأمواتُ في صلصالها كخليَّة النحل السجين ويُضْرِبُونَ عن الزهور ويسألون البحر عن باب الطوارئ كُلَّما اشتدَّ الحصارُ / وعلِّميني الشِعْرَ / قد تحتاجُ بنتٌ ما إلى أُغنية لبعيدها : (( خُذْني ولو قَسْراً إليكَ ، وضَعْ منامي في يَدَيْكَ )) . ويذهبان إلى الصدى مُتَعانِقَيْنِ / كأنَّني زوَّجتُ ظبياً شارداً لغزالةٍ / وفتحتُ أبوابَ الكنيسةِ للحمام … / وعَلِّميني الشِعْرَ / مَنْ غزلتْ قميصَ الصوف وانتظرتْ أمام الباب أَوْلَى بالحديث عن المدى ، وبخَيْبَةِ الأَمَلِ : المُحاربُ لم يَعُدْ ، أو لن يعود ، فلستَ أَنتَ مَن انتظرتُ … / .. ومثلما سار المسيحُ على البحيرة … سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن الصليب لأنني أَخشى العُلُوَّ ولا أُبشِّرُ بالقيامة . لم أُغيِّر غيرَ إيقاعي لأَسمع صوتَ قلبي واضحاً … للملحميِّين النُسُورُ ولي أَنا طَوْقُ الحمامة ، نَجْمَةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ، وشارعٌ يُفضي إلى الميناء … / هذا البحرُ لي هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ من خُطَايَ وسائلي المنويِّ … لي ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي . ولي شَبَحي وصاحبُهُ . وآنيةُ النحاس وآيةُ الكرسيّ ، والمفتاحُ لي والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي لِيَ حَذْوَةُ الفَرَسِ التي طارت عن الأسوار … لي ما كان لي . وقصاصَةُ الوَرَقِ التي انتُزِعَتْ من الإنجيل لي والملْحُ من أَثر الدموع على جدار البيت لي … واسمي ، إن أخطأتُ لَفْظَ اسمي بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي : ميمُ / المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى حاءُ / الحديقةُ والحبيبةُ ، حيرتانِ وحسرتان ميمُ / المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته الموعود منفيّاً ، مريضَ المُشْتَهَى واو / الوداعُ ، الوردةُ الوسطى ، ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ ، وَوَعْدُ الوالدين دال / الدليلُ ، الدربُ ، دمعةُ دارةٍ دَرَسَتْ ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني / وهذا الاسمُ لي … ولأصدقائي ، أينما كانوا ، ولي جَسَدي المُؤَقَّتُ ، حاضراً أم غائباً … مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن … لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً … والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ ، يشربني على مَهَلٍ ، ولي ما كان لي : أَمسي ، وما سيكون لي غَدِيَ البعيدُ ، وعودة الروح الشريد كأنَّ شيئا ً لم يَكُنْ وكأنَّ شيئاً لم يكن جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ … والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ ومن أَبطالِهِ … يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ … هذا البحرُ لي هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي واسمي - وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت - لي . أَما أَنا - وقد امتلأتُ بكُلِّ أَسباب الرحيل - فلستُ لي . أَنا لَستُ لي أَنا لَستُ لي … |
|||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ابو قنوة ; 10-11-2011 الساعة 19:15 |
||||||||||||||||
10-11-2011, 15:41 | رقم المشاركة : ( 570 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: حبطرش ؟؟.
هل لي ان اهمس في حضرته في حضرة الغياب ,, وهو الغائب ,, والحاضر في الذاكرة والمكان , ام ابحث عن ,, وعن ماذا سأبحث,؟؟ الرجل اخترقني من زمن ,, اخترقني برصاصة واحدة من الروح الى الروح , ربما شدني كثيرا كثيرا بجداريته الطويلة وربما كان ( لريتا ) مفعول من خيال او هي ,هي ,, غادة ,, تمر على اطياف درويش ,,, ماذا قالوا لا يهم ,, كان الرجل كبيرا في كل شىء ,, واخترق بقصيدة , ما عجزت عنه جيوش كثيرة يكفي ان على هذة الارض ما يستحق الحياة . وان هنالك صهيل اخير, واعراس ,والرمل والارض ,وعناوين للروح , انا من هناك , وريتا وعيون البندقية ,يكفي اننا في حضرته , في حضرة الغياب , ساصمت اللان ,,,اني اجرح الكلمات , اجرح جداريتك المبدعة , |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الموضوع الحالى: حبطرش ؟؟. -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى فش خلقك .. فضفض -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 47 ( الأعضاء 0 والزوار 47) | |
|
|
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...