تركيا تهدد بقصف إسرائيل إذا قصفت أسطول الحرية المتوجه الى غزة

صحفي اسرائيلي يتحدث عن تجربته باقتحام السفينة
___________________________________________

نشر الصحفي الاسرائيلي رون بن يشاي، مراسل موقع صحيفة يديعوت احرونوت , تقريره حول ما حدث اثناء هجوم القوات البحرية الحربية الاسرائيلية على اسطول الحرية.

وقال وهو يسرد من وجهة نظره الصحافية ما حدث : "دقائق معدودة قبل السيطرة على سفينة مرمرة فجر يوم الاثنين , استقبل قائد الحملة الاسرائيلية معلومات عن وجود ما يقارب الـ 20 شخصا على سطح السفينة العلوي هناك كان من المفروض ان تنزل طائرة الهيلكوبتر، المجموعة الاولى من افراد الفرقة البحرية 13 . حسب الخطة الاصلية , كان على الطائرة ان تهبط على السطح العلوي للسفينة ومن هناك سيواصل افراد الجيش الاسرائيلي نحو جسر السفينة , من اجل ابلاغ قبطان مرمرة ان يوقف الابحار.
التوقعات كانت ان يحاول الاشخاص على متن السفينة المقاومة بصورة طفيفة , احتمال مع القليل من العنف بنمط احداث بلعين , لذلك قرر قائد الحملة ان يحضر طائرة الهيلكوبتر الى سقف السفينة. الحبل الاول الذي من خلاله كان افراد القوة الاسرائيلية سيتسللون الى السفينة، سيطر عليه الافراد من سفينة مرمرة ومعظمهم من الاتراك , وتم ربطه على احد الاعمدة, على امل ان يوقعوا الطائرة , ومقاتلو البحرية 13 قرروا مواصلة الحملة.
واحدا تلو الاخر بدا افراد الكوماندو البحري بالنزول بواسطة الحبل , وقتها حدث ما لم يكن متوقعا : "افراد المرمرة الذين انتظروا قوات الكوماندو على السقف استلوا العصي , ومواسير حديدية ومطاطات مع "جيلات- بنانير" زجاجية , وباشروا بضرب كل جندي هبط عن طريق الحبل من الطائرة , المقاتلين اضطروا للهبوط واحدا تلو الآخر وقد وقعوا بايدي افراد سفينة مرمرة , وضربوا من قبل المرمرة , لكن حاولوا الرد على المقاومة.
ولسوء الحظ الجنود الاسرائيليون كانوا مزودين فقط ببنادق الالوان التي تستخدم لتفريق المظاهرات الخفيفة , امثال مظاهرات بلعين. ولكن كرات الالوان لم تثر الرعب لدى النشيطين الذين قاموا بضرب الجنود بصورة مبرحة وحاولوا خطف سلاحهم.
احد المقاتلين الاسرائيليين الذي احتاج مساعدة زميله في الطاقم , وقع بايدي المخلين وتلقى ضربات صعبة. بحوزة مقاتلي البحرية كان يوجد مسدساس , يستخدمونها فقط اذا شعروا بخطر على حياتهم. عندما هبطوا بالحبل من الطائرة صرخ الجنود على بعضهم البعض " لا تطلقوا النار لا تطلقوا النار" , رغم الضربات التي تلقوها من افراد اسطول البحرية بسفينة مرمرة.
قوات الكوماندو البحرية جهزت على اساس التعامل مع ناشطين سياسيين يتظاهرون , ولكن لم تجهز للتعامل مع مقاتلي شوارع مدربين , وعليهم حسب التعليمات، ان يحاولوا اقناع الممانعين واذا لم يقتنعوهم ان يستخدموا كرات الالوان , وفقط في حالات متطرفة سمح لهم باستخدام المسدسات.
التوجه السريع والمخطط له عبر جسر القيادة تحول الى مستحيل , حتى عندما وصلت طائرة اخرى وعلى متنها المزيد من
المقاتلين. "ارموا قنابل صوتية" , صرخ قائد البحرية الذي راقب فريقه , وكان يراقبه قائد القوات البحرية الذي لم يكن بعيدا عنه , على قارب سريع تابع للبحرية 13 , مع كل القوات التي حاولت التسلق من المؤخرة الى داخل السفينة.
الجنود قذفوا القنابل الصوتية , الامر الذي جعل المخلين وعددهم اصبح اكثر من 30 على سقف السفينة يزيدون ضرباتهم للجنود , الذين واصلوا التزحلق نحوهم عبر كابل الطائرة. وفي لحظة معينة اقتاد المخلون واحدا من طاقم البحرية الاسرائيلية , سرقوا مسدسه ورموه من السقف العلوي للسقف السفلي في السفينة , من ارتفاع 10 امتار , الجندي فقد وعيه واصيب بصورة خطيرة برأسه".

"بعد مرور نصف ساعة من اطلاق النار"
وأضاف رون بن يشاي:"فقط بعد هذه الاصابة للقوات الاسرائيلية , طالب افراد البحرية تصريحا من قائد القوة باطلاق الرصاص الحي . القائد صرح لهم بذلك : بامكانكم اطلاق الرصاص الحي. سحبوا مسدساتهم وبداوا باطلاق النار على قدمي المخلين , الامر الذي اوقفهم. وحاليا , بدأ المخلون والمشاغبون بتبادل اطلاق النار نحو مقاتلي البحرية الاسرائيلية.
‘شاهدت مقدمة فوهة بندقية تخرج من بيت الدرج‘، ذكر مقاتل البحرية ,مضيفا: ‘انه اطلق الرصاص نحونا ونحن اطلقنا نحوه , لم نر ان كنا اصبناه , بحثنا عنه ولكننا لم نجده. جراء اطلاق النار علينا من قبل المخلين والمشاغبين الذي على ما يبدو اطلقوا النار علينا من مسدسات خطفوها من جنود البحرية , اصيب جنديان , واحد في ركبته وفخذه وآخر في بطنه‘.
وخلال المواجهات تم طعن مقاتل آخر من البحرية بواسطة سكين. وفي تفتيش اخر اجرته قوات البحرية على سفينة مرمرة وجد مقاتلوها مجموعة من الاسلحة البيضاء , عصي , مواسير حديدية , سكاكين ومطاطات لرشق الحجارة تسلح بها المخلون قبل سيطرة قوات الجيش عليها. وعلى ما يبدو فانهم كانوا مستعدين بشكل جيد. بعض ركاب السفينة جلسوا ارضا وبضربات على اصابع المقاتلين حاولوا منعهم من السيطرة على السفينة , وفقط بعد مرور نصف ساعة من اطلاق النار بين الطرفين واستخدام مفرط للعصي والمواسير الحديدية والسكاكين استطاع مقاتلو البحرية الوصول للجسر والسيطرة على مرمرة".

"لو كان التخطيط جيدا لما أُشبع الجنود الاسرائيليون ضربا"
وجاء في تقرير الصحفي ايضا:"على ما يبدو أن الخطا كان في التخطيط للحملة , قدروا ان الحديث يدور فعلا عن نشطاء سياسيين , وافراد منظمات انسانية يريدون الاستفزاز السياسي , لكنهم لم يتوقعوا العنف الوحشي , اعتقدوا ان يواجهوا مقاومة تشبه مظاهرات بلعين ولكن اصطدموا بمقاومة باكوك. القوة التي تسللت من الطائرات لم تكن كبيرة , بضع عشرات , كان من الصعب عليها مواجهة المجموعة الكبيرة التي انتظرتهم.

والخطا الثاني هو ان قائد القوة لم يعر ما يكفي من الانتباه لمسألة وجود مجموعة من الرجال بانتظار المقاتلين على سقف السفينة. لو عولج هذا الامر باكثر جدية , لو قذفوا من الطائرات قنابل غاز مسيل للدموع واخرى دخانية , كانت ستمكن المقاتلين السيطرة على الامر دون الوقوع في ايدي المخلين والمشاغبين الذين اشبعوا الجنود الاسرائيليين ضربا واحد تلو الاخر".

العفو الدولي : استمرار الحصار فضيحة

وصف القائم بأعمال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كلاوديو كوردوني استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة بـ(الفضيحة)، مؤكدًا أن الوضع الإنساني فيها وصل إلى مرحلة حرجة للغاية.

وقال كوردوني في مقابلة مع يونايتد برس انترناشونال: إن "الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل ضد قطاع غزة تجاوزت هواجسها الأمنية بمقدار كبير"، ودعا إلى إنهائها فوراً.

وأضاف أن أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط تثير قلق منظمة العفو الدولية في جوانب كثيرة وخاصة في مناطق الأزمات مثل العراق والوضع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي في قطاع غزة، وذلك في تقريرها السنوي لعام 2010 الذي أصدرته الخميس الماضي حول انتهاكات حقوق الإنسان في 159 بلداً.

واستشهد 16 متضامنًا على الأقل وأصيب أكثر من 50 آخرين خلال الهجوم الذي شنته القوات الخاصة الإسرائيلية الاثنين على أسطول الحرية الذي كان مبحرًا نحو قطاع غزة لإيصال مساعدات وأدوية.

خارطة طريق تركية جديدة مع الكيان الإسرائيلي



قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن المؤسسات الرسمية التركية تدرس حاليًا وضع خارطة طريق جديدة لتحديد سياسة تركيا المستقبلية مع الكيان الإسرائيلي.

ووصف أردوغان خلال حديث متلفز مجزرة الحرية واستهداف المدنيين على متن الأسطول بإرهاب دولة، مؤكدًا على وقوف تركيا إلى جانب غزة.

وأكد على أن "علاقة تركيا بإسرائيل مرهونة بما ستفعله في الأيام القادمة، الظروف صعبة بالنسبة لنا، لكننا نبذل جهودنا، ونجري اتصالاتنا، وغدًا صباحًا سأجتمع بالحكومة والبرلمان لدراسة الموقف".

ورغم ذلك، دعا رئيس الوزراء التركي إلى ضبط النفس من أجل تجاوز الأزمة، داعيا الإسرائيليين الموجودين داخل تركيا إلى عدم الخوف من أي ردود أفعال من جانب تركيا، وقال: "إن تركيا تتعامل بهدوء وعقلانية ووقار وتحتكم لمؤسسات رسمية".

وقال: إن "تركيا تساهم في إحلال السلام في المنطقة، لكن الجانب الإسرائيلي لا يقدر هذه المساعي، وإسرائيل لا تأبه بقرارات الأمم المتحدة ولا بالقانون الدولي، ولا تولى اهتماما بقرارات حقوق الإنسان".

نديدًا بمجزرة الحرية

مظاهرات غاضبة تعم الداخل

عمت المظاهرات الغاضبة الاثنين جميع أرجاء المناطق المحتلة عام 1948 تنديدًا بمجزرة الحرية التي نفذتها قوات الاحتلال بحق المتضامنين على متن سفن أسطول الحرية فجرًا في المياه الإقليمية المقابلة لغزة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، عقدت لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي48 اجتماعًا طارئًا في مدينة الناصرة، دعت من خلاله إلى إضراب عام وشامل يشمل جميع المصالح التجارية والمؤسسات التربوية والتعليمية.

ودعت اللجنة كافة أطياف وأحزاب المجتمع الفلسطيني في الداخل إلى تنظيم المظاهرات المحلية الحاشدة في جميع المدن والبلدات العربية في أراضي الـ 48 المحتلة.

جانب من المسيرات الجماهيرية (صفا)











وعلى إثر ذلك، انطلقت المظاهرات الحاشدة والتي شملت الأغلبية الساحقة من المدن والقرى، والتي بدأت بمظاهرة في مدينتي الناصرة وعكا شمال الأراضي المحتلة عام 1948، ومن المقرر لها أن تستمر مساء اليوم حتى تشمل جميع المدن والقرى.

وفي مدينة أم الفحم، اندلعت مواجهات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمئات من سكان المدينة الذين جابوا الشوارع، رافعين اللافتات المنددة بالمجزرة الإسرائيلية على متن سفن التضامن مع قطاع غزة المحاصر من ثلاث سنوات.


واحتشد المئات من سكان المدينة على مدخلها، حيث أشعلت الإطارات وعلقت اللافتات وعلت أصوات الهتافات، خاصة مع ضبابية وضع رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ رائد صلاح الصحي.

ورفعت الشرطة الإسرائيلية من درجة تأهبها، على مداخل العديد من القرى والمدن العربية، وعملت على إغلاق شارع وادي عارة الذي يوصل إلى مدينة أم الفحم مسقط رأس الشيخ صلاح.

وحاول قادة الاحتلال التقليل من شدة الغضب الفلسطيني بالداخل في أعقاب تلك المظاهرات، وتعمدت الشرطة الإسرائيلية عدم إطلاق النار صوب المتظاهرين، كما دعا وزير شؤون الأقليات وزير الداخلية ايلي يشاي إلى التعامل مع عرب48 بشكل هادئ.

ونظمت العديد من الكتل الطلابية العربية في الجامعات الإسرائيلية مظاهرات غاضبة ومنددة بالمجزرة الإسرائيلية، والتي شهدت مواجهات عنيفة مع امن الاحتلال، واعتقل على إثرها ثلاثة طلاب من جامعة حيفا.

وطالب العديد من أعضاء الكنيست العرب إلى جانب عدد من قيادات الشعب الفلسطيني بالداخل بمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم الحرب وتنفيذ مجزرة بحق المتضامنين على متن سفينة كسر الحصار.

ويشار إلى أن وفدًا من كبار قادة فلسطينيي48 شاركوا في كسر الحصار عن غزة، ومن ضمنهم رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان والشيخ رائد صلاح وعضو الكنيست حنين زعبي.

شيخ الأقصى.. مسيرة الدم والحرية

يكتنف الغموض مصير شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح الذي تتناقل تقارير إخبارية إصابته برصاص القوات الخاصة الإسرائيلية التي هاجمت أسطول الحرية الذي كان يعتزم تقديم مساعدات إنسانية لغزة، وارتكبت مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وبصرف النظر عما إذا أصيب الشيخ أم لم يصب، فإن مشاركته في أسطول الحرية الذي واجه العربدة الإسرائيلية في المياه الإقليمية في عرض البحر محطة في مسيرة الدم والحرية التي قادها منذ طُفولته للدفاع عن فلسطين المحتلة والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام.
الشيخ يخطب بالمصلين (صفا)














وإن تأكد نبأ الإصابة، فإن شيخ الأقصى يكون قد سجل علامة فارقة جديدة في حياته المليئة بالشجاعة والتحدي، ويكون عمدها هذه المرة بالدم من أجل غزة الجريحة المحاصرة من أكثر من أربعة أعوام، إلى جانب متضامنين عرب وأجانب دفعهم ضميرهم للوقوف في وجه "الجيش الذي لا يقهر".

ولا زال الشيخ صلاح الذي ولد في مدينة أم الفحم شمال فلسطين المحتلة عام 1958، وتلقى تعليمه في مراحله الأولى فيها، والذي يعد من مؤسسي الحركة الإسلامية الأوائل داخل "إسرائيل" في بداية السبعينيات يواصل مسيرة التحدي في وجه المحتل الإسرائيلي بكل شجاعة.

وسجن الشيخ صلاح بتهمة الارتباط بمنظمة محظورة وهي" أسرة الجهاد" سنة 1981، وبعد خروجه وضع تحت الإقامة الجبرية، وكان خلالها ممنوعًا من مغادرة المدينة ومن مغادرة بيته خلال الليل، وملزمًا بإثبات وجوده مرة أو مرتين كل يوم في مركز الشرطة.

وخاض الشيخ انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية عام 1989، ونجح فيها بنسبة تفوق 70% وأصبح رئيساً للبلدية في سن 31 عامًا, ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993، ونجح بنسبة تزيد على 70% كذلك، وللمرة الثالثة عام 1997 ونجح بأكثر من 70%، ثم قدم استقالته في عام 2001 ليتيح المجال لغيره من رجال الحركة الإسلامية.

وانتخب صلاح عام 1996 رئيسًا للحركة الإسلامية، ثم أعيد انتخابه عام 2001, وتقلد في تلك الفترة رئاسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية وكذلك رئاسة مؤسسة الإغاثة الإنسانية.
أنباء إصابة الشيخ سيطرت على مسيرات التنديد (صفا)
وعاد سنة 1998 ليقود ما عرف بأحداث الروحة التي اقتحمت خلالها الشرطة الإسرائيلية مدينة أم الفحم، وأصابت ما يقارب 600 مواطن، ليعلن في العام نفسه ما سماه مشروع المجتمع العصامي الذي يهدف إلى بناء الذات لفلسطينيي الداخل.

وتعرض الشيخ صلاح لمحاولة اغتيال سنة 2000 وأصيب بعيار ناري في رأسه أطلقته القوات الإسرائيلية أثناء مواجهات مع قوات الاحتلال.

واستمرت حملة التحريض الإسرائيلية ضد صلاح تشتد حتى سنة 2003 حيث اعتقل وأفرج عنه بعد سنتين من الحبس، وقد وجهت إليه تهم من قبيل القيام بتبييض أموال لحساب حركة المقاومة الإسلامية "حماس".


وقررت النيابة العامة الإسرائيلية بداية فبراير من العام الجاري اعتقال الشيخ رائد صلاح على خلفية أحداث باب المغاربة التي وقعت مطلع شهر شباط عام 2007، ثم جمدت القرار.

وفي أواخر 2009 قرَّر الاحتلال الإسرائيلي إبعاده عن مدينة القدس المحتلة لمدة شهر، عقب اعتقاله أثناء تواجده داخل خيمة الاعتصام المقامة في وادي الجوز بالقدس المحتلة.
الاحتلال يتمنى قتل الرجل (صفا)
كما وأصدرت المحكمة الإسرائيلية عام 2010 قرارًا بسجن الشيخ تسعة أشهر، ولكن رد الشيخ كان أننا سوف ندافع عن المسجد الأقصى حتى من داخل السجون وأن السجن لن يزيدنا إلا قوة.

ويواجه الشيخ صلاح بكراهية شديدة من قبل المسئولين الإسرائيليين بسبب مواقفه الجريئة والشجاعة دفاعًا عن القدس المحتلة وحقوق الفلسطينيين داخل أراضي الـ48.

وكان عضو الكنيست الإسرائيلي "موشيه ماتالون" من حركة "إسرائيل بيتنا" دعا إلى اتخاذ إجراءاتٍ صارمة ضد الشيخ صلاح، مطالبًا بإبعاده إلى قطاع غزة للقاء "زملائه" في حركة حماس، على حد وصفه.

وعرف الشيخ صلاح بمواقفه الجريئة، فقد عبَّر عن رفضه لاتفاقية أوسلو وعدها ضربةً ثقيلة للقدس والمسجد الأقصى.

توقع محللان سياسيان أن يدفع الكيان الإسرائيلي ثمنًا باهظًا نتيجة لطريقة تعامله بوحشية مفرطة مع المتضامنين الأجانب والعرب الذين كانوا على متن أسطول الحرية في المياه الدولية المقابلة لساحل قطاع غزة.

ورأى المحللان في حديثين منفصلين مع "صفا" الاثنين أن وقوع عدد كبير من الضحايا والجرحى في صفوف المتضامنين برصاص القوات الخاصة الإسرائيلية داخل المياه الدولية سيضر بعلاقة "إسرائيل" مع دول هؤلاء الرعايا.

نخبة الجيش لمواجهة المدنيين (صفا) واستشهد أكثر من 16 متضامنًا وأصيب 50 آخرون خلال هجوم القوات الخاصة الإسرائيلية على أسطول الحرية لكسر الحصار فجر الاثنين، وفق إحصائيات إسرائيلية.

وفي رد أوَّلي، استدعت تركيا واليونان وإسبانيا وفرنسا والسويد ومصر والأردن سفراء الكيان لديها، فيما استدعى الكيان سفرائه بتركيا واليونان وإسبانيا، كما دعا الاتحاد الأوروبي لتحقيق دولي.

كما اضطر رئيس وزراء الاحتلال لقطع جولته الخارجية وإلغاء زيارته لواشنطن ولقاء الرئيس باراك أوباما ليعود لتل أبيب ويتابع تطورات هجوم جنوده. فيما انتقدت الصحافة العبرية طريقة الجيش في التعامل مع "المشكلة"، وقالت إنها عادت بأثر عكسي وزادة المشكلة بدل حلها.

الباحث في الشئون التركية معين نعيم قال لـ"صفا" في اتصال هاتفي من جزيرة قبرص التركية: "إن الحكومة التركية مضطرة ومجبرة أن تراجع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي وتخفضها إلى أدنى مستوى دبلوماسي".

وأشار إلى أن إعلان خارجية الكيان سحب سفيرها من تركيا لدواعٍ أمنية، جاء استباقًا لقيام تركيا بطرده، متوقعًا أن تقوم تركيا بسحب سفيرها من الكيان.

إرضاء تركيا

وأوضح نعيم أن "الشارع التركي يغلي بكافة أطيافه، ولن يقبل بالحلول الدبلوماسية، ويطالب بما هو أكبر من ذلك ردًا على ما يعدونه إهانة لدولتهم ورعاياهم واعتداء على سيادة تركيا".

ويتوقَّع أن تصل الأمور لاحقًا إلى أسوأ ما يمكن أن نتصوره، ويقول: إنه "يتوقع أن تحاول إسرائيل إرضاء الحكومة التركية من خلال منحها بعض الإنجازات فيما يتعلق بتخفيف الحصار عن قطاع غزة والاستجابة لبعض مطالباتها السابقة بالسماح بإعادة الإعمار في القطاع".

ويشدِّد نعيم على أن "إسرائيل" سوف تدفع الثمن لا محالة، إلا أنه يعتقد أن السياسة التركية لن تتجاوز الخطوط الحمراء، لرغبة الأتراك في البقاء كحلقة الوصل الأقوى في المنطقة، كما قال.

ومع ذلك، فإن الباحث في الشأن التركي يرى أنه لو تبين استشهاد وإصابة شخصيات تركية وازنة ممن كانوا على متن الأسطول البحري، فإن الأمر ربما يتطور إلى رفع تركيا قضايا ضد الكيان الإسرائيلي في مجلس الأمن.

امتصاص الغضب

ويرى نعيم أن "تركيا هذه المرة ستستخدم كل الأوراق، يدفعها إلى ذلك حالة الغليان الشعبي التركي"، مستدلا على ذلك بأن المتظاهرين الأتراك حاولوا بالفعل تدمير السفارة الإسرائيلية لولا تدخل بعض قادة العمل الشعبي. الصحافة العبرية انتقدت الجيش (صفا)


وفيما يتعلق بموقف البلدان الغربية والعربية الأخرى ممن شارك بعض رعاياها في الأسطول البحري، فلا يتوقع نعيم أن تكون جريئة كما موقف تركيا، لأن الأخيرة تعدى الاعتداء على سيادتها، خاصة وأن السفن ترفع العلم التركي وتبحر في المياه الدولية.

ويرجِّح نعيم أن تتخذ بعض الدول مواقف تكتيكية لامتصاص الغضب الشعبي، لافتًا إلى أن دولا كاليونان وأسبانيا من الممكن أن يصدر عنها مواقف شديدة بعكس دول كأمريكا وبريطانيا.

ويتكون أسطول الحرية من ست سفن هي سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وسفينة شحن أيرلندية، وثلاث سفن لنقل الركاب، بجانب سفينة الركاب التركية الأكبر.

ويحمل الأسطول على متنه 750 متضامنًا من 40 دولة، بينهم نحو 50 شخصية سياسية وبرلمانية.

غير محسوبة

من جانبه، يرى الكاتب السياسي وسام أبو شمالة أن "إسرائيل" أن "تركيا لن تمرّ على الحادث دون ردود مناسبة ليس أقلها قطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، استجابة لحالة الغليان في الشارع التركي".

ويبيّن أن الأمور تسير باتجاه التصعيد، وأن تركيا ستعمل على إحراج "إسرائيل" في كل المحافل الدولية، متخلية بذلك عن شعرة معاوية التي كانت تربطها بالكيان، حسب تعبيره.

ويوضح أبو شمالة أن تركيا سيكون موقفا قويًا، لأنها لم تكن منبوذة دوليًا وتعد دولة محورية وتحظى باحترام دول العالم العربي والغربي بسبب سياساتها المتوازنة، ولم تصنف يومًا بأنها دولة إرهابية.

ويستبعد أبو شمالة أن تتمكن "إسرائيل" من تبرير اعتدائها على أسطول الحرية أمام العالم كما تفعل في كل مرة عقب جرائمها المستمرة، مضيفًا "اليوم العالم أصبح قرية صغيرة بفضل الإعلام والسفن تحمل على متنها عشرات الصحفيين من وسائل إعلام شهيرة".

مجلس الأمن يبحث مجزرة الحرية

اجتماع سابق لمجلس الأمن (صفا)

نيويورك - صفا ينعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مساء الاثنين لمناقشة مهاجمة "إسرائيل" لأسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات.

وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن في تصريحات صحفية إنه لم يتحدد موعد محدد بعد للجلسة كما لم يذكروا مزيدًا من التفاصيل.

وفي واشنطن، عبر الناطق باسم البيت الأبيض عن أسفه لسقوط ضحايا نتيجة اقتحام القوات الإسرائيلية للأسطول، وأنه جاري فحص ملابسات الهجوم.

تنديد لبناني واسع بمجزرة الحرية

جانب من المسيرات الحاشدة التي انطلقت في لبنان (صفا)

بيروت – صفا ندد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان بالجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد "أسطول الحرية"، مؤكداً أن هذه الجريمة التي هدفت لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر تشكل جريمة ضد الإنسانية.

وتلقى الرئيس اللبناني اتصالاً من رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية الذي أطلعه على مجريات ما حصل في الاعتداء على أسطول الحرية".

بدوره، أجرى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اتصالاً بوزير الخارجية اللبناني علي الشامي وطلب منه التحرك فوراً بصفة لبنان الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي وأن يتحرك السفير اللبناني في الأمم المتحدة من أجل دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد فوراً.

كما اتصل وزير الخارجية اللبناني بدوره برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة سعد الحريري وطلب من مندوب لبنان في الأمم المتحدة البدء بالمشاورات في إطار العمل لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.

وقال الحريري تعليقًا على الحادث "إن لبنان يدين هذا الهجوم بشدة ويهيب بالمجتمع الدولي ولا سيما بالدول الكبرى التي يفترض أنها مؤتمنة على مسيرة السلام أن تتحرك لوقف هذا التمادي لانتهاك حقوق الإنسان وتعريض السلام الدولي للخطر".

وأوضح الحريري أن لبنان سيتحمل مسؤولياته في هذا الشأن وهو على اتصال مع الدول المعنية، سيما مع القيادة التركية والمجموعة العربية للتنسيق وحشد الجهود الدولية".


وبدوره وصف عضو كتلة الوفاء والمقاومة النائب اللبناني حسن فضل الله الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات المتجهة إلى غزة أنه جريمة ضد الإنسانية، محملاً "إسرائيل" المسؤولية عن حياة الناشطين المحتجزين ومعتبرا أنهم رهائن.

كما دان الرئيس اللبناني السابق العماد إميل لحود الاعتداء الإسرائيلي على "أسطول الحرية"، مشدداً على أن "تقاعس الشرعية الدولية على ردع "إسرائيل" أو مجرد إدانتها عن اعتداءاتها على جماعات مدنية بريئة في الماضي هو السبب الرئيسي لتكرار هذه المجازر".

من جانبه، استنكر الرئيس سليم الحص في بيان له الاعتداء على "أسطول الحرية"، مشيراً إلى أن "هذه الفاجعة هي برسم المسؤولين العرب"، متسائلاً "ألا يستحق ما حدث انعقاد فوري للقمة العربية لاتخاذ المواقف المناسبة لما جرّاء ما حصل".

أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية في لبنان النائب محمد رعد، فقال إن هذه الجريمة كشفت زيف القناع الديمقراطي الذي كانت توهم به إسرائيل الرأي العام الأوروبي"، مؤكداً أن الرد على هذه الجريمة يكون بإظهار الغضب الشعبي في المنطقة العربية.

وقال حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في بيان له الاثنين إن "ما جرى يشكل إرهابًا دوليًا فاضحًا ومنظمًا بدعم أميركي"، مشيداً "بالموقف التركي المتنامي الداعم للحقوق العربية ولشعب فلسطين.

من جهته، أكد الحزب "الشيوعي اللبناني في بيان له الجريمة الصهيونية أن الاحتلال ارتكب المجزرة نتيجة الدعم غير المحدود من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، مطالبًا "الشعوب العربية بموقف صلب لمواجهة إسرائيل.

من جهتها، أكدت كتلة المستقبل النيابية في لبنان أن "العمل الإجرامي الذي ارتكبته إسرائيل واستهدفت فيه قافلة الحرية هو أكبر دليل أمام الرأي العام العالمي والغربي أن إسرائيل كيان عنصري إجرامي يعمل خارج القوانين والأعراف الدولية".

وأكدت قوى 14 آذار في بيان صادر عن أمانتها العامة اليوم الاثنين على دعمها الحكومة اللبنانية التي بادرت بالخطوات اللازمة من أجل عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي واتخاذ التدابير المطلوبة تجاه إسرائيل.

ورأى عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية في لبنان النائب ياسين جابر أن "الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أسطول الحرية هي عدوان سافر بحق الإنسانية جمعاء".

وطالب جابر بإدانة دولية لإسرائيل، آملاً من "الشعوب العربية والإسلامية تشكيل قوة ضغط على دولها التي تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" وضرورة التحرك والانتفاض لأجل قطع هذه العلاقات.

كما وصف رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن القصف الإسرائيلي لأسطول الحرية القادم إلى غزة بمساعدات إنسانية بأنه "عمل إرهابي لا مثيل له"، سائلاً "أين العالم أمام هول ما حدث".

ونددت جبهة العمل الإسلامي في بيان لها الاثنين "بالجريمة البشعة"، مطالبة بالعمل الفوري على فك وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة والإعداد والاستعداد للمعركة الكبرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت المدن والمخيمات الفلسطينية في لبنان سلسلة من المظاهرات والمسيرات الحاشدة في بيروت وصيدا ومخيمات البداوي وعين الحلوة استنكاراً للاعتداء الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية.

النائب أبو شهلا ينتقد ضعف الرد الدولي

النائب عن فتح فيصل أبو شهلا (صفا)

غزة - صفا انتقد رئيس لجنة الرقابة العامة وحقوق الإنسان بالمجلس التشريعي النائب فيصل أبو شهلا ضعف ردة الفعل الدولية على جريمة الكيان الإسرائيلي بحق المتضامنين وأسطول الحرية.

وأكد أبو شهلا وهو عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن الجريمة الإسرائيلية التي ارتكبت بحق مدنين عزل تستوجب ردًا قويًا من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها.

وأكد أن الصمت الدولي المطبق يشجع قوات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق كل المناصرين للشعب الفلسطيني.

ودعا أبو شهلا العالم إلى عدم التجاوب مع المبررات والمزاعم التي ساقتها "إسرائيل" لضرب السفينة، وحث العالم العربي والإسلامي إلى مواجهة الجريمة الإسرائيلية بكافة السبل المتاحة.

وطالب أبو شهلا حركة حماس بالتوقيع على وثيقة المصالحة المصرية مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات حركتي فتح وحماس وذلك استجابة لحالة التوافق الشعبي التي تجسدت من خلال التضامن المشترك مع أسطول الحرية.

وأشار أبو شهلا إلى أن مشاركة الجميع في التضامن مع المتضامنين تدل على مدى تمسك المواطنين والشعب بالمصالحة والوحدة الوطنية.