|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
الموسوعات الاسلاميه موسوعة الفقه الاسلامي , الطب البديل والاعشاب , القرآن الكريم ,تفسير القران الكريم , موسوعة الاسره المسلمه, المرجع الشامل , صحيح البخاري موسوعة السيره النبويه , اعرف نبيك , علوم القرآن , صحيح مسلم , موسوعة العقيده الاسلاميه , أذكار المسلم اليومية , رياض الصالحين |
![]() |
كاتب الموضوع | عفراء | مشاركات | 16 | المشاهدات | 16588 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() العمل الصالح أثمن شيء في الحياة الدنيا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدَّال على الخير كفاعله )) . [ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] . أيها الأخوة ، الإنسان في علاقته مع الله أمام نشاطين ، يستقيم على أمره ويعمل الأعمال الصالحة ، باستقامته على أمر الله يسلم ، وبالأعمال الصالحة يسعد ، من ترك الكذب، والغش ، والخيانة ، والكبر ، والاستعلاء ، وأكل أموال الناس بالباطل ، من استقام على أمره يسلم من كل عطب ، لأنه طبق تعليمات الصانع ، ومن عمل صالحاً يسعد ، فإن كنت في ضيق اقرأ قوله تعالى : ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾ . ( سورة الكهف الآية : 110 ) . اقرأ قوله تعالى ، الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يندم على أثمن شيء في الحياة الدنيا . ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾ . ( سورة المؤمنون ) . علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح : مخلوق أنت في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً ، فالمؤمن لا يشغله إلا شيئان ، إلا أن تأتي حركته وفق منهج الله ، مستقيم ، وأن يتقرب إلى الله بإنفاق ما أعطاه الله . ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾ . ( سورة القصص الآية : 77 ) . ابتغِ ، أنفق من علمك ، وأنفق من مالك ، وأنفق من خبرتك ، وأنفق من جهدك ، وأنفق من وقتك ، فلذلك ربنا سبحانه وتعالى ، لأننا مخلوقون للعمل الصالح ، لأن علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح ، حتى إن بعض العلماء فسر قوله تعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، العمل الصالح إن جاء مفرداً يشمل الاستقامة والعمل الصالح ، أما حينما تأتي مفسرة : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ . ( سورة فصلت الآية : 30 ) . ثم يقول الله عز وجل : ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ . ( سورة فصلت الآية : 33 ) . إن جاء العمل الصالح مفرداً أي أنك استقمت على أمر الله وعملت الصالحات ، فلذلك لأن الإنسان مخلوق لعمل صالح يصلح للعرض على الله . تصور إنساناً خلقه الله عز وجل ، منحه نعمة الوجود ، منحه نعمة الإمداد ، منحه الهدى والرشاد ، أعطاه مالاً ، أعطاه صحة ، أعطاه أولاداً ، سخر له كل ما في الكون ، فجاء يوم القيامة صفر اليدين ، أنفق ماله كله من أجل أن يعلو في الأرض ، أنفق ماله على المتع الحسية ولم يعمل صالحاً ، قال عليه الصلاة والسلام : (( يا بشير ! لا صدقة ولا جهاد فبمَ تدخل الجنة ؟ )) . [رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط عن بشير بن الخصاصية ] . حجم كل إنسان عند ربه بحجم عمله الصالح : هناك سؤال كبير : ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ أقول لكم : لو أنك استقمت على طاعة الله أنت بهذا ضمنت سلامتك ، ضمنت راحة بالك ، ضمنت راحة قلبك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ كنت صادقاً ارتقيت عند الناس ، كنت أميناً وثق الناس بك ، تركت الحرام سلمت من تدمير المال ، تركت النظر إلى النساء سلمت من تشويش القلب ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ استقامتك لك ، استقامتك ضمنت سلامتك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ ماذا بذلت ؟ هل بذلك من مالك ؟ هل بذلت من علمك ؟ هل بذلت من وقتك ؟ هل بذلت من خبرتك ؟ هل مشيت مع إنسان لتحل له مشكلة ؟ . (( مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة )) . [أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ] . ماذا فعلت من أجلي ؟ لأنك مخلوق في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً يصلح سبباً لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، وفرق كبير بين السبب والثمن ، أنت بإمكانك أنت تشتري مفتاحاً بعشر ليرات تفتح به بيتاً ، ثمنه خمسون مليوناً ، فكل أعمالك الصالحة في الدنيا مثل مفتاح البيت سبب لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، الجنة فضل من الله ، بفضل الله ورحمته ، أما عملك الصالح كله واستقامتك كلها هي مفتاح . فيا أيها الأخ الكريم ، لأن الإنسان مخلوق في الدنيا للعمل الصالح ، بل إن حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، قال تعالى : ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾ . ( سورة الأنعام الآية : 132 ) . كل معصية عقبة في الطريق إلى الله عز وجل : دائماً اسأل نفسك ماذا قدمت لله عز وجل ؟ بأول الطريق يا رب أنا غضضت بصري ، جيد ، يا رب أنا ضبطت لساني ، ضبطت جوارحي ، ضبطت دخلي ، الاستقامة كلها سلبية ، والأصح من ذلك أن الطريق إلى الله فيه عقبات ، وكل معصية عقبة . الآن إنسان يركب سيارة ، وجد على عرض الطريق مكعباً من الإسمنت ارتفاعه ثلاثة أمتار على عرض الطريق ، الطريق مسدود ، مغلق . كل معصية عقبة في طريقك إلى الله ، فلو أزلت كل العقبات ، واستقمت على أمر الله كله ماذا زدت أنت ؟ ما زدت عن أن زلت العقبات من الطريق ، بقي أن تتحرك الحركة وهي العمل الصالح ، فكل إنسان يستيقظ صباحاً ، ويهتم بأمر دنياه فقط خاسر خسارة كبيرة . (( من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ، و لم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له )) . [الترمذي عن أنس] أي أنت في اليوم هل عدت مريضاً ؟ هل شيعت جنازة ؟ هل أنفقت من مالك ؟ هل أطعمت جائعاً ؟ هل واسيت بائساً ؟ هل حللت مشكلة ؟ هل وفقت بين زوجين ؟ هل وفقت بين أخوين ؟ هل علمت الناس آية ؟ هل علمتهم حديثاً ؟ ماذا فعلت ؟. لذلك الإنسان إذا جمع المال الكثير في الوقت القليل ولم يكن له عمل صالح يرقى به فهو أكبر خاسر ، من هذه المقدمة ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ )) [مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ ] . أو : ((الدَّال على الخير كفاعله )) . [ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] . فاعل الخير خير من الخير وفاعل الشر شرّ من الشر : هذا ينقلنا إلى موضوع آخر ، هذا الموضوع ذكره سيدنا علي بكلام بليغ قال : "فاعل الخير ـ دققوا ـ فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شر من الشر" . نبدأ من الشر ، هذا الذي ألقى على اليابان قنبلة ذرية ، في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي ثوانٍ معدودات أزهق أرواح ثلاثمئة ألف إنسان ، ولا تزال آثار هذه القنبلة على الأرض والبيئة والحيوانات إلى وقت قريب...إلخ . هذا الشر استمر مئة عام ، استمر خمسين عاماً تقريباً ، بعد خمسين عاماً من لم يمت مات الآن ، لو أن هذه القنبلة لم تلقَ الآن الكل يموتون ، الشر مهما كان كبيراً ينتهي مع الزمن ، أما الذي أراد أن يزهق هذه الأرواح ، سيخلد في النار إلى أبد الآبدين ، الشر ينتهي وفاعل الشر لا ينفذ عذابه ، فاعل الشر شرّ من الشر ، الآن أكبر جريمة ارتكبت قتل إنسان مئة شخص ، بعد مئة سنة لو لم يقتلهم لماتوا حتف أنفهم ، أكبر شر ينتهي ، الحرب العالمية الثانية ذهب ضحيتها خمسين مليون إنسان ، بعد مئة سنة بالضبط لو لم تقم هؤلاء الناس الذين ماتوا بالحرب سيموتون حتف أنوفهم ، إذاً أكبر شر بالأرض ينتهي ، ما الذي يبقى ؟ فاعل الشر ، هذا يتعذب بشره الذي أراده إلى أبد الآبدين ، بالمقابل فاعل الخير ، أنت أسست ميتماً ضمّ ألف يتيم ، بعد مئة سنة ، بعد مئتي عام ، هؤلاء الأيتام أصبحوا كباراً وعملوا وتزوجوا وانتهى يتمهم ، لأن النبي الكريم يقول : (( لا يُتْمَ بَعْدَ احتِلام )) . [أخرجه أبو داود عن علي بن أبي طالب ] . ماذا الذي بقي ؟ بقي هذا الذي أراد خدمتهم ، ورعايتهم ، هذا يسعد في عمله إلى أبد الآبدين . حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي إن كان خيراً و إن كان شراً : الأنبياء جاؤوا بالهدى ، وأكفر كفار الأرض عند الموت يهتدي ، لكن يهتدي بعد فوات الأوان .
﴿ الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ . ( سورة يونس الآية : 90 ) . الشر ينتهي والخير ينتهي ، أو الأصح من ذلك حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي، الأعمال الجليلة التي جاء بها الأنبياء تنتهي ، الحقيقة انكشفت ، تصور نبياً كريماً يدعو قومه ألف عام ، سيدنا نوح : ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً ﴾ . ( سورة العنكبوت الآية : 14 ) . انتهى ، حتى الهدى ينتهي ، الهدى ينتهي عند الموت ، لأنه لو لم تكن مهتدياً لعرفت الحقيقة . ﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ . ( سورة ق الآية : 22 ) . الهداية تنتهي ، وإطعام الطعام ينتهي ، ومعالجة المرضى تنتهي ، ورعاية الأيتام تنتهي ، أجل الأعمال الصالحة تنتهي يوم القيامة ، والأعمال الشريرة تنتهي ، ماذا يبقى ؟ يبقى فاعل الخير يسعد بخيره إلى أبد الآبدين ، وفاعل الشر يشقى بشره إلى أبد الآبدين، فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شرّ من الشر . التجارة الرابحة هي التجارة مع الله عز وجل : الموضوع الأخير : إذا كان دللت إنساناً على صفقة يعطيك بالمئة واحد ، هذه عمولته ، الآن مندوب المبيعات بالمئة واحد ، والدلال بالمئة اثنان ، كل الوسطاء بالعرف التجاري من واحد لاثنين بالمئة ، أحياناً يستكثروها يقول : غير معقول أعطيك مئتي ألف على دلالة بيت ، إذا كان ثمن البيت ثلاثين مليوناً أخي تأخذ خمسة آلاف وتمشي لا يقبل بالمئة واحد ، أما ربنا عز وجل أعطك بالمئة مئة ، فأنت إذا عملت عملاً صالحاً هذا العمل لك مثل أجره فاعله ، إذا دللت على خير ، طبعاً إذا فعلت الخير موضوع ثان ، إذا دللت على خير . قال له إنسان : أين أصلي ؟ قلت له : صلِّ بهذا المكان ، والإنسان استفاد من هذا المكان ، واستقام ، وسعد ، كل إنسان بصحيفة من دله على خير ، تشجيعاً للعمل الصالح . لذلك النتيجة يجب أن نتاجر مع الله ، الأرباح مذهلة ، إذا إنسان أراد أن يعطي ثلاثين بالمئة فتأتيه أموال بشكل مخيف ، إذا كانت النسبة سبعين بالمئة يبيعون بيوتهم ويعطونه ، وإذا كان مئة بالمئة ، وإذا كان ألف بالمئة ، وإذا مليون بالمئة ، وإذا مليار بالمئة، الله عز وجل كريم . على الإنسان ألا يجعل الدنيا أكبر همه و لا مبلغ علمه : لذلك : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ . ( سورة الصف ) . تاجر مع الله عز وجل ، أنا مرة كنت في تعزية ، صاحب البيت الذي كنت أعزيه بأمه ، مجدد بيته ، لكن هذا التجديد كلفه مبالغ فلكية ، كأنه شعر بمشكلة ، فسألني : ما حكم الشرع في هذا ؟ قلت له : دعك من حكم الشرع ، وخذ الأمر بعقلية تجارية ، أنت معك كتلة نقدية ، لو استهلكتها كلها في الدنيا لن تكون عاقلاً ، لو استهلكت حاجتك والباقي وظفته عند الله ، وكل قرش بمليار تكون أعقل بكثير ، لو استهلكتها كلها ، على رفاهك ، وبيتك ، ومركبتك ، وأكلك ، وولائمك ، وسفرياتك ، ونزهاتك ، كلها استهلكتها ، ثم جئت الله عز وجل يوم القيامة صفر اليدين لا تملك عملاً صالحاً ، أما لو استهلكت يعضها على أمور دنياك، والباقي وظفته عند الله بربح خيالي تكون أعقل الناس . فالإنسان لا ينبغي أن يجعل الدنيا أكبر همه ، ولا مبلغ علمه ، والدنيا لها سقف ، إذا كنت تملك مبلغاً ضخماً ، وأردت أن تأكل ، هل تأكل بحجم مبلغك أم بحجم معدتك ؟ بقدر ما تملك من المال ، وجبتك محدودة ، بقدر ما تملك من المال نومك على سرير واحد بقدر ما تملك من المال ترتدي ثياباً واحدة ، البذلة الغالية بثلاثة أكمام أم بكمين ؟ بكمين ، فالفوارق تكون كلها فوارق شكلية ، لا تقدم ولا تؤخر . كل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله : يقولون أن كل الحضارة عملت أطراً جميلة ، والمضمون واحد ، أي طعمة الفول والحمص من ألف سنة للآن واحدة ، استمتع بها الفقير ، الطعوم التي أودعها الله فيها ، الغذاء والفائدة ، طعمها واحد ، تقريباً الأمور متشابهة جداً .
يقولون : إن والي دمشق كان مركز ولايته بالمنزل بالمرجة ، دخل عليه موظف كبير عنده ، وجده يقف على نافذة ومستغرق في التفكير ، فلما انتبه لوجوده التفت ووجد على خده دمعة ، قال له : خير إن شاء الله ؟ قال له : تعال وانظر ، جاء إنسان من الريف ينتظر سجيناً كان المبنى الأرضي هناك سجن ، يبدو أنه لم يسمح لهذا الإنسان أن يلقى السجين ، و قد جاع من الانتظار ، فجلس على الأرض لا يملك إلا بصل وخبز ، ضرب رأس البصل بيده وكسره وأكل ، قال : أتمنى أن أكون مثل هذا الفقير وآكل بهذه الشهية . مثلاً شركة ضخمة ، الحاجب المستخدم فيها أعطاه الله صحة مثل الحصان ، وكبار الموظفين يوجد بجسمهم خمسون علة ، فالله عنده مجموع ثابت ، حظك من الصحة ، مع الأولاد ، مع الزوجة ، مع المكانة يصبحون مئة ، لكن الحظوظ موزعة توزيع تفاوت بين الناس والمجموع ثابت . فلذلك يجب أن نتاجر مع الله ، لأن الربح غير معقول إطلاقاً ، أنا كنت أضرب مثلاً بشكل مبسط : ملك قال لمعلم : علم ابني دروساً و إياك أن تأخذ منه شيئاً ، فهذا المعلم ضيق الأفق ، ألقى الدرس على الابن ، وطلب منه الأجرة ، والأجرة مئتا ليرة ، خمسمئة ، ألف ، الأب كان مهيئاً له بيتاً وسيارة ، مقابل عدد من الدروس ، و لكن عندما أخذ مئتي ليرة على كل درس وانتهى لم يعد له شيء . فالإنسان عندما يطلب من إنسان أجره يكون أحمقاً ، يكون ضيق الأفق ، وعندما يطلب أجره من الله يحتسب هذا العمل لوجه من الله . أنا أذكر أن هناك أشخاصاً كثيرين إذا قلت له ما يلزم ؟ يقول : دعني وربي ، فكل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله . إذاً ملخص هذا الدرس تاجر مع الله ، لا إذا فعلت الخير إذا دللت عليه لك مثل أجر فاعله ، فكيف إذا فعلته هذا شيء ثان . والحمد لله رب العالمين |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() ![]() قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )) . [أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة ] . أول حقيقة هي أن كتمان العلم من الكبائر ، وكلكم يعلم أن الكبائر مهلكة ، وقد قال الله عز وجل : ![]() ( سورة النساء ) . فالإنسان إذا وقع في كبيرة فقد أهلك نفسه ، ومن الكبائر أن تكتم العلم ، هناك من يفتي بغير علم ، له عند الله عقاب أليم ، لكن المجرم هو الذي يفتي بخلاف ما يعلم ، فرق كبير بينهما ، يفتي بلا علم جاهل ، أما هناك من يعلم الفتوى الصحيحة ، يعلم الحكم الشرعي الصحيح ، يعلم وجهة نظر الشرع في هذا الموضوع ، ولكن لمصالحه المادية ، أو لمركزه ، أو ممالئة للأقوياء يفتي بخلاف ما يعلم ، أي كتم العلم ، كتم علمه ، لذلك ورد في القرآن الكريم : ![]() ( سورة الأحزاب الآية : 39 ) . ![]() هذا الذي يبلغ رسالات الله له صفات كثيرة ، ربنا سبحانه وتعالى أهملها كلها واكتفى بصفة واحدة ، أنه يبلغ ولا يخشى أحداً إلا الله ، لأنه لو خشي غير الله وكتم العلم إرضاء لهذا الذي يخشاه ، أو تكلم بالباطل إرضاء له ، ماذا بقي من رسالته ؟ انتهى ، القرآن الكريم له أسلوب بليغ في الوصف ، يأتي بصفة مترابطة مع الموصوف ترابطاً وجودياً ، فإذا ألغيت الصفة ألغي الموصوف ، نقول : الطائرة تطير ، إن ألغيت طيرانها ألغيتها الطائرة كلها، لو وصفتها أنها كبيرة ، الباخرة كبيرة ، غالية ، اليخت غال ، فخمة ، البيت فخم ، أما أنت وصفت الطائرة بالطيران ، فلو ألغي الطيران ألغيت الطائرة . ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ﴾ ، قد يقول أحدنا : هذا مع الدعاة ، نحن من عامة المسلمين ما علاقتنا بهذا الحديث ؟ هذا الحديث يغطي كل المسلمين . أنت عم ، لك ابنة أخ ، ذهبت إليهم ، مظهر هذه البنت ولباسها ليس شرعياً سكتت ، أنت كتمت علماً ، كلما كتمنا العلم توسعت دائرة الباطل وضاقت دائرة الحق . لك شريك ، لك جار ، لك أخ ، لك صديق ، لك ابن ، لك بنت ، كلما تأملت في وضع ولم يكن شرعياً ، وكتمت الحكم الشرعي إرضاءً للآخرين ، أو طلباً للنجاة والسلامة ، أنت عطلت الفريضة السادسة ، الفرائض صوم ، وصلاة ، وحج ، وزكاة ، والسادسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك هذه الفريضة لو عُطلت انتهى الإسلام . ![]() عندنا هدفان كبيران للإسلام هما ؛ أن نحافظ على وجوده ، وأن ننمي الحق ، الحفاظ على وجود الحق يكون بالتواصي بالحق ، قال تعالى : ![]() ( سورة العصر ) . التواصي بالحق أحد أركان النجاة ، إنك إن وصيت الناس بالحق ، نصحتهم ، أمرتهم بالمعروف ، نهيتهم عن المنكر ، الحق يبقى ، ثم ينمو . قال لي أخ : دخلت على صديق لي ، عنده موظفة متفلتة جداً ، فقلت له : أنت محسوب علينا ، أنت معدود مع المؤمنين ، ومع المسلمين ، وهذا لا يليق بك ، قال له : دخل لعندي مئات الأشخاص و لم يتكلم أحد منهم هذا الكلام ، هذه ملاحظة قيمة جداً ، هو نصحه ، وحينما يفعل أو لا يفعل صار الأمر له ، أما أنت فعليك مهمة أديتها . مرة فيما أذكر عبد الملك بن مروان أراد أن يخطب في الناس قبل صلاة العيد ليضمن بقاءهم في المسجد ، فصعد المنبر قبل أن يصلي ، فرجل ـ أعتقد أنه سعيد بن الزبير ـ أمسكه من ثوبه ، و قال له : يا أمير المؤمنين هذا ما فعله النبي ، فلم يسمع كلامه و أكمل صعوده ، فقال آخر : أما هذا فقد أدى الذي عليه . ![]() أنت لست مكلفاً فوق الكلام ، نصحك ، أخي هذا العمل غير شرعي انتبه ، الله كبير ، أنت انطق بالحق فقط ، ليس عليك إلا البلاغ . ![]() ( سورة المائدة الآية : 67 ) . قالوا : كلمة الحق لا تقطع رزقاً ، ولا تقرب أجلاً ، فإذا كان كل واحد منا لا يسكت عن الباطل ، لا يسكت عن الخطأ ، تكلم ، فالخطأ يتقلص ، والحق يتنامى ، أما كلنا نجامل بعضنا إلى ما لا نهاية ، هذه المجاملة تنمي الباطل وتضيق دوائر الحق . لذلك عدّ النبي عليه الصلاة والسلام كتمان العلم من الكبائر ، نحن جالسون أذن الظهر ، والعصر كاد أن يقترب ، و لم يتحرك أحد ، لا تجامل أحداً ، أذن الظهر قم وصلِّ وادعُ الناس للصلاة ، طبعاً السلامة تقتضي ألا تتكلم أي كلمة ، بل تبقى ساكتاً ، لأن النطق بالحق يحتاج إلى جهد ، إلى جرأة ، وإلى اقتحام . ![]() لذلك ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ﴾ ، وفي التاريخ الإسلامي مواقف كثيرة جداً مشرفة . مرة هارون الرشيد فيما أذكر وصل للمدينة ، فطلب أحد العلماء ليلتقي معه ، فاختاروا الإمام مالك ، ذهبوا إليه أن ائت معنا لأن الخليفة يريدك ، قال لهم : قولوا له : يا هارون إن العلم يؤتى ولا يأتي ، فقال : صدق ، نحن نأتيه ، فلما بلغه ذلك ، قال : قولوا له : لا أسمح له أن يتخطى رقاب الناس . أنا ذكرت بخطبة أن نظام الإسلام عجيب ، بالمسجد من يصل أولاً يجلس في الصف الأول ، من يجلس آخراً يجلس في الصف الأخير ، هناك مساواة ، قد يكون إنسان مرتبته في المجتمع في الصف الأول ، وبالمسجد في الصف الأخير ، إنسان مرتبته في الصف الأخير ، جاء باكراً وجلس في الصف الأول ، المسلمون في بيوت الله سواسية . إذاً لا أسمح له أن يتخطى رقاب الناس ، قال : صدق ، أعطوه كرسياً ، فقال الإمام مالك : من تواضع رفعه الله ، ومن تكبر وضعه الله ، قال : خذوا عني هذا الكرسي ، أي كان هناك جرأة ، و نطق بالحق ، وهذا مما يرفع قيمة العلم . سُئل الحسن البصري : بِمَ نلت هذا المقام ؟ قال : "باستغنائي عن دنيا الناس وحاجتهم إلى علمي" . الحسن البصري من كبار التابعين ، عاصر الحجاج ، والحجاج كان طاغية ، يبدو أن هناك أخطاء كثيرة جداً ، والحسن البصري بحكم وظيفته في العلم ، حذر الناس منها ، فبلغ الحجاج ذلك فثارت ثائرته ، قال لمن حوله : يا جبناء والله لأروينكم من دمه ، وأمر بقتله ـ معنى أمر بقتله أي جيء بالسياف إلى قصره ، ومدّ في بهو القصر النطع وهو رداء كبير يحمي الأثاث من الدم المتطاير من المقتول ـ جيء بالسياف ، ومدّ النطع ، ثم جيء بالحسن البصري ، فلما دخل ورأى السياف جاهزاً ، فهم كل شيء ، فحرك شفتيه بتمتمات لم يفهمها أحد ، عندما وصل ، ودخل ، ما كان من الحجاج إلى أن وقف له ، واستقبله ، ورحب به ، وما زال يدنيه منه حتى أجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا سعيد أنت من أفضل العلماء ، وسأله قالوا : وعطره ، ورحب به ، ثم شيعه إلى باب القصر ، السياف لم يفهم شيئاً ، صُعق ، فلحقه وقال له : يا إمام قد جيء بك بغير ما فعل فيك ، فماذا قلت بربك ؟ قال له : قلت لربي لما رأيت هذا : " يا مؤنسي في وحشتي ، يا ملاذي عند كربتي ، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم ". الله يبدل ، القلوب بيد الله عز وجل . ![]() العبرة أن الإنسان لا يكتم علماً ، أنت لست مكلفاً أن تصل إلى هذا الحد ، أحياناً الحكم الشرعي حتى تكون دقيقاً لو أنك نطقت به فنتج عنه فتنة أكبر من الفتنة التي تنكرها لست مكلفاً أن تنطق بها ، نحن عندنا حكم شرعي ، وعندنا موقف شخصي ، لعل الحسن البصري وقف موقفاً شخصياً ، لكن كل موقف له ثمن ، لكن الحكم الشرعي يسع المسلمين جميعاً . سيدنا الصديق شرب لبناً من مال حرام ، تقيأه ، لو إنسان منا شرب حليباً من مال حرام هل هو مكلف شرعاً أن يتقيأه ؟ لا ، يستغفر الله ، لأنه لم يكن يعلم ، عندنا حكم شرعي، وعندنا موقف شخصي ، الحكم الشرعي يسع الناس جميعاً ، ومن طبق الحكم الشرعي لا شيء عليه ، وهناك موقف شخصي . عمار بن ياسر عُذب حتى ضغط عليه أن ينطق بكلمة الكفر ، نطق بها ، فلما جاء النبي مرتعداً ، قال : لا شيء عليك ، ولو عادوا عد ، ونزل قول تعالى : ![]() ( سورة النحل الآية : 106 ) . بلال ما فعل هذا ، قال : أحدٌ أحد ، موقف بلال موقف شخصي ، موقف عمار حكم شرعي ، الحكم الشرعي يسع كل الناس ، الموقف الشخصي يحتاج إلى مبادرة ، وإلى جرأة ، وهذا له عند الله حساب خاص ، فنحن غير مكلفين أن ننطق بالحق إذا نتج عن النطق بالحق فتنة أكبر من المنكر الذي ننكره ، أحياناً يكون الوضع صعباً جداً ، ما كلف الله نفساً إلا وسعها ، لكن لو الإنسان اجتهد اجتهاداً صادقاً ، الله يحفظه ، ويحميه ، ويؤجره ، وكل شيء له ثمن ، لكن بآخر الزمان : (( حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ )) . [ أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني] . خاصة النفس ؛ أولادك ، أقرباؤك ، جيرانك ، أخوانك ، رواد مسجدك ، خاصة نفسك ، والمجتمع الذي تعيش فيه ، أما بالطريق إنسانة متفلتة ، يا أختي حرام عليك تمشي هكذا ، ما كلفك الشرع أن تفعلها ، قد يكون هذا فوق طاقتك ، إنسان تكلم كلاماً بحق الله غير صحيح ، متسلط مثلاً ، أو قوي ، هو لا يفهم عليك ، أنت إذا سكت لست مؤاخذاً ، لو سكت طبقت الحكم الشرعي ، والحكم الشرعي يسع الناس جميعاً هذا الموقف الشرعي ، لست مكلفاً أن تنطق بالحق إذا نتج عنه فتنة أكبر من المنكر الذي تنكره ، لكن لو إنسان اجتهد فالله يحفظه ويؤجره ، وهذا وضع شخصي مع الله عز وجل . ![]() مرة ثانية : (( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )) . [أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة ] . الإنسان يطلب العلم ، لماذا ؟ يطلب العلم ليعلمه ، أما إذا سُئل صار التعليم واجباً ، أنت تطلب العلم كي تكون داعية مثلاً ، كي تنطق بالحق ، المفروض حينما تطلب العلم تطلبه للآخرين لا لنفسك ، لأن الإنسان لو عبد الله نجا ، لماذا العلم إذاً ؟ العلم لينتشر الحق ، لو أن إنساناً لا يفهم شيئاً بالدين فقط صلى ، وصام ، وحج ، وزكى ، وغض بصره ، وحرر دخله ، وقام الإسلام في بيته ينجح ، لكن هذا عابد ، أما أنت حينما تطلب العلم لماذا ؟ من أجل أن تعلمه ، ما الشيء الأقوى من تعليمه ؟ إن سُئلت ، إذا سألك إنسان يجب أن تجيب بالموقف الشرعي . ![]() هنا : (( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )) . [أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة ] . والإنسان إذا سُئل عن علم وهو لا يعلم لا ينبغي أن يفتي بما لا يعلم فهو آثم ، أما إن أفتى بخلاف ما يعلم فهو مجرم ، إن أفتى بلا علم فهو آثم ، أما إن أفتى بخلاف ما يعلم فهو مجرم ، والإنسان حينما يُسئل ينبغي أن يجيب ، وإذا لم يعرف فليقل لا أعلم ، وكلمة لا أعلم ينطق بها العلماء دائماً ، والجهلاء يعلمون كل شيء ، ومن علم كل شيء لا يعلم شيئاً . الإمام أحمد بن حنبل جاءه وفد من المغرب ، بعد عناء في الطريق ثلاثة أشهر ، معه ثلاثين سؤالاً ، أجاب على سبعة عشر سؤال ، البقية ؟ قال له : لا أعلم ، معقول ! قال : قولوا لمن أرسلكم : الإمام أحمد لا يعلم . عود نفسك أن تقول : لا أعلم ، لا أدري ، لا أدري نصف العلم ، معنى هذا أنك تتمتع بروح موضوعية ، عندك ورع ، وأنا أكره كلمة جبان إلا في موطن واحد ؛ بالفتوى ، أنا أقول : أنا جبان بالفتوى ، لأن الفتوى شيء مخيف ، لو قلت له : افعل ولا شيء عليك كنت جسراً إلى النار ، وإذا كان الوضع شرعياً وأنت منعته عن شيء شرعي أيضاً تحريم الحلال ليس أقل من تحريم الحرام . لهذا قال الإمام الغزالي : "الجهلاء لأن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون ". والآن كل شخص من الأخوان الكرماء الحاضرين عند أسرته ، وأخواته ، وأصهاره ، وجيرانه ، وزملائه ، يقولون : هذا من طلاب العلم ، كلما حدث شيء يسألونه ، ما قولك ؟ أنت لا يوجد عندك حل وسط ، إما أن تعلم الحكم الشرعي تماماً بشكل واضح ، أو قل لا أعلم ، أو قل سأسأل لك ، هذا الذي ينبغي أن يفعله الإنسان ، كلما كان إيمانه أكبر كان ورعاً أكثر ، والورع الأكثر من لوازمه الخوف من الفتوى السريعة ، وطن نفسك إذا سُئلت سؤالاً لا تعرف جوابه اطلب ممن سألك أن يمهلك حتى تسأل ، أو تراجع ، أما أن تفتي بخلاف لا تعلم هذه جريمة ، أن تفتي بلا علم هذا إثم كبير . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() ![]() قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ )) [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . الإنسان أيها الأخوة ، حينما يوقن أن جهة قوية ستسأله ، لا بد من أن يفكر في كل شيء يفعله ، إذا كان هناك سؤال ، والسائل قوي ، وأنت في قبضته ، ولا تستطيع أن تقول كلمة خلاف الواقع ، فلو أن كل إنسان درس هذه الأسئلة ، وتحرك في حياته اليومية محاولاً أن يجيب عن كل سؤال يُسأل عنه يوم القيامة : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ )) . [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . الإنسان أحياناً يعيش عمراً ، ستون ، خمسة وستون ، اثنان وسبعون ، ثلاثة وثمانون ، أربع وخمسون ، ثمانية وأربعون ، كل واحد منا له عمر ، هذه السنوات ، هذه الأيام ، هذه الأشهر ، هذه الأسابيع كيف أمضاها ؟ السهرات أين أمضاها ؟ مع من ؟ موضوع الحديث هل فيه معصية ؟ هل فيه اختلاط ؟ هل فيه مشاهدة أعمال فنية ساقطة ؟ هل فيه غيبة ؟ نميمة ؟ افتراء ؟ ملء العين من الحرام ؟ النهار كيف أمضاه ؟ في دكانه ، في مكتبه ، في يمين كاذبة ، في بهتان ، في تصرف سيء ، الأيام والليالي تمضي ، كل حركة وكل سكنة سوف نُسأل عنها ، نُسأل عن العين هل غضت البصر ؟ نُسأل عن الأذن هل استمعت إلى محرم ؟ نُسأل عن اللسان هل نطق بغير الحق ؟ نُُسأل عن اليد هل بطشت ؟ نُُسأل عن هذه الرجل هل تحركت في معصية ؟. (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه ؟ )) [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . العمر يستهلك ، لا يوجد إنسان يتمتع بصحته إلى ما شاء الله ، يضعف جسمه ، ينحني ظهره ، يضعف بصره ، يغير أسنانه ، يشيب شعره ، تضعف قوته . (( عبدي كبرت سنك ، وشاب شعرك ، وضعف بصرك ، وانحنى ظهره ، فاستح مني فأنا أستحي منك )) . [ ورد في الأثر ] . ![]() العمر يصعد في خط صاعد ، ثم يستقيم الخط ثم ينحدر ، الإنسان حينما ينحدر خطه البياني ، وكان قد أمضى حياته في طاعة الله هذه سنة الله في خلقه ، أما حينما ينحدر خطه البياني وكان قد أمضى حياته في معصية الله ، أو في القيل والقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، أو في سفاسف أو ترهات لا ترضي صاحبها شيئاً ، عندئذٍ يندم أشد الندم ويتألم أشد الألم . (( عن عُمُره فيم أفناه ؟ )) . الإنسان أحياناً يمضي حياته في النزهات ، في المباحات ، لكن همه طعامه وشرابه ، همه المتعة ، همه أن ينغمس فيما أباح الله له ، هذا الاستمتاع في المباحات ليس له رصيد ، لآتيكم بمثل قريب : اجلس في حمام ساخن مريح ، ساعة ، ساعتين ، ثلاثة ، هل تصبح بعد هذا الاسترخاء في الماء الساخن طبيباً ؟ هل تصبح تاجراً ؟ هل تصبح عالماً ؟ الاستمتاع ليس له رصيد مستقبلي ، أما السعي والكد له رصيد مستقبلي . لو أن طالباً أمضى حياته الدراسية ، في النوم ، والاستلقاء ، واللعب مع أصدقائه، ولعب النرد ، و مشاهدة الأفلام ، هل ينجح ؟ هو مستمتع الآن ، والمتعة في وقت العمل جريمة ، نحن في الدنيا ، في دار عمل ، نحن في دار سعي ، في دار كسب ، في دار إعداد ، نحن في دار الدنيا إعداد لدار عليا ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : (( إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين )) . [أخرجه الإمام أحمد عن معاذ بن جبل ] . الإنسان حينما يجعل النعيم هدفاً له ، يعيش ليأكل ، يعيش ليستمتع ، يعيش ليحتفل، يعيش ليفتخر ، يعيش لينغمس في الملذات ، أنا أقول المباحة الآن ، دعونا من المعاصي والآثام ، إنسان يعيش ليستمتع بما أعطاه الله ، هذا الاستمتاع ، وهذا الاسترخاء ، وهذا القعود ، وهذا الكسل ، هذا ليس له رصيد مستقبلي . ![]() لذلك دائماً أقول : إن استقمت على أمر الله سلمت ، أما إن بذلت من مالك ، ومن وقتك ، وجهدك ، سعدت ، لا بد من أن تبذل من أجل أن تتصل بالله عز وجل . (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . لا يوجد مسلم إلا ويعلم الحقائق ، من الآيات ، من الأحاديث ، من الأحكام الفقهية، من السيرة النبوية ، ألف ضعف عما يفعله ، العلم ليس سبباً بذاته ، العلم وسيلة ، إن لم ينقلك العلم إلى السمو فلا فائدة منه . وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن . *** العلم من دون عمل شجر بلا ثمر ، كل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به ، العلم حجة لك أو حجة عليك ، العلم وسيلة . ![]() (( وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . هذا الأعرابي الساذج الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام : عظني ولا تطل ؟ تلا عليه قول الله تعالى : ![]() ( سورة الزلزلة ) . قال : كُفيت ، اكتفى بآية واحدة ، القرآن فيه ستمئة صفحة ، فيه آلاف الآيات ، اكتفى بآية واحدة ، فقال عليه الصلاة والسلام : فقه الرجل ، أي صار فقيهاً . نحن لا نحتاج إلى علم كثير ، نحتاج إلى تطبيق كثير ، عاهد نفسك ، هذه الحقيقة قطعية الثبوت ؟ قطعية الثبوت ، قطعية الدلالة ؟ قطعية الدلالة ، ماذا عملت فيها ؟ والله أيها الأخوة ، إذا كل مسلم ألزم نفسه أن يطبق واحد بالألف مما يعلم لكنا جميعاً في حال غير هذا الحال ، واحد بالألف مما يعلم فقط ، أن تعامل الله عز وجل ، تعامل خالق الكون ، هذه العين هل صنتها عن معصية ؟ اللسان ، العين ، الأذن ، القلب ، اليد ، الرجل . (( وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . ![]() دائماً اسأل نفسك ، مرة أحد التابعين قرأ قوله تعالى : ![]() ( سورة الأنبياء الآية : 10 ) . بدأ يقرأ القرآن ، مرّ بآيات الصالحين قال : أنا لست منهم ، القصة أنه أين أنت من هذه الآيات ؟. ![]() ( سورة المؤمنون ) . أين أنت من هذه الآية ؟ . ![]() ( سورة النور الآية : 30 ) . أين أنت من هذه الآية ؟ . ![]() ![]() ( سورة النساء ) . أين أنت من هذه الآية ؟ اقرأ القرآن ، واسأل نفسك أين أنا من هذه الآية ؟ هل أنا مطبق لها ؟ هل أنا مقصر ؟ هل أنا سبّاق إليها ؟ لا يعنيك أن تتعلم ، يجب أن يعنيك ماذا فعلت فيم علمت ؟. لو فرضنا كما كنت أقول دائماً : أنت بحاجة إلى الشمس من أجل شفاء من مرض جلدي ، وقلت : الشمس ساطعة ، ولم تتعرض إلى أشعتها ، ما قيمة هذه المقولة ؟ هي ساطعة ، إن قلت : ليست ساطعة لا أحد يصدقك ، وإن قلت : ساطعة ما فعلت شيئاً ، أبداً تحصيل حاصل ، حقيقة صارخة بادية للعيان أنت ذكرتها ، أما حينما تذهب إليها وتعرض نفسك لأشعتها فتشفى ، الآن أنت إنسان منطقي . فالعبرة ليست في التعلم في التطبيق ، ليست في جمع الحقائق ، في تطبيق الحقائق، هذه الأسئلة كلها الله عز وجل سربها إلينا من خلال النبي عليه الصلاة والسلام ، لو فرضنا إنسان جاءته الأسئلة انتهى ، يهيئ الأجوبة ، النبي عليه الصلاة والسلام أعطاك الأسئلة ، يوم القيامة هناك خمسة أسئلة . ![]() (( عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ )) . الأيام ، والليالي ، والأسابيع ، والشهور ، والسنوات ، والعقود ، كيف مضت ؟ السهرات خلال خمس و خمسين سنة أين أمضيتها ؟ في النهار ، في الصيف ، في الشتاء ، في الربيع ، في الخريف ، هناك سهرات في الشتاء ، و سهرات في الصيف ، هذا البيت من دخل إليه ؟ ما الموضوعات التي طرحت فيه ؟ هذه الجلسة في الليل مع الأهل عن أي شيء تكلمتم ؟ ماذا شاهدتم ؟ ماذا فعلتم ؟ كل شيء مسجل عليك ؟ والله الإنسان إذا عرف أن خطه مراقب يحسب ألف حساب ، يعد للألف قبل أن ينطق بكلمة واحدة . وأنت مراقب من قبل الله عز وجل ، مراقب وسوف تُسأل ، وأي إنسان إذا جاءته ورقة : تعال إلينا يوم الخميس ، لا ينام ثلاثة أيام بالليل ، والله لم أفعل شيئاً ، ماذا في السؤال ؟ ثلاثة أيام لا ينام الليل ، أما إن سألك إنسان عادي ، وقال لك : تعال لعندنا لا شيء عليك ، فكيف إذا سألك خالق الكون الذي لا تخفى عليه خافية ؟ ![]() هذا كلام دقيق أيها الأخوة ، كلام فيه مسؤولية كبيرة : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع :عن عُمُره فيم أفناه ؟ )) أي إن أعطيت لماذا أعطيت ؟ هل أعطيت محاباة ؟ هل أعطيت ظلماً ؟ إذا منعت لماذا منعت ؟ إذا ابتسمت لماذا ابتسمت ؟ إذا عبثت لماذا عبثت ؟ إذا وصلت لماذا وصلت ؟ إذا قطعت لماذا قطعت ؟ إذا طلقت لماذا طلقت ؟ كل شيء سوف تُسأل عنه ، أنا أقول دائماً هذه الكلمة : هيئ لله جواباً ، دعك من العباد ، هيئ لرب العباد جواباً ، هذه المرأة الضعيفة التي عندك في البيت أنت أقوى منها ، كيف عاملتها ؟ هل كنت منصفاً لها ؟ هل أعطيتها حقها ؟ هذا الشريك هل كنت منصفاً معه ؟ هل أعطيته حقه ؟ هذا الذي جاء إلى دكانك ، أو إلى عيادتك ، أو إلى مكتبك ، وهو واثق منك هل نصحته أم غششته ؟ هناك آلاف المهن أو الحرف لا يستطيع الطرف الآخر أن يناقشها . قال الطبيب للمريض : أنت بحاجة إلى تخطيط ، من الذي يعرف بالضبط إذا كان هذا التخطيط ضرورياً أم غير ضروري ؟ هناك تخطيط ، و إيكو ، و طبقي محوري ، ومرنان ، المرنان بثلاثة عشر ألفاً ، يا ترى ضروري ؟ أم هناك اتفاق مع صاحب المرنان ؟ لا يعلم بهذا إلا الله ؟. محامي ! يا ترى الدعوى رابحة أم خاسرة ؟ خاسرة سلفاً وتقول : رابحة ، وتأخذ الأتعاب ، من يعلم هذا ؟ هذا هو الدين ، مكشوف عند الله عز وجل ، لا يخفى عليه شيء ، فأنت حينما تتعامل مع الله عز وجل فاحذر . أحياناً تكبر الوهم على إنسان لتبتز من ماله ، بدعوى أنك شاطر ، وتحسن كسب المال ، لا ، هذه جريمة ابتزاز أموال الناس معصية كبيرة ، كل إنسان بحكم عمله يكون عنده مهنة راقية و عنده أسرار الإنسان يصدقه ، افعل يفعل ، لا تفعل لا يفعل ، هذا الذي جاءك مصدقاً لك . (( كبُرتْ خيَانة تحدِّثَ أخاكَ حديثاً هوَ لك بُه مُصدِّق ، وأنتَ له به كاذبُ )) . [ أخرجه أبو داود عن سفيان بن أسيد الحضرمي ] . ![]() عندك جرأة أن تقول الحق ولو كان مراً ؟ وأن تقول الحق ولو كان على نفسك ؟ ولو كان على أهلك ووالديك وأقرب الناس إليك ؟ هذا الإيمان ، أنا أستغرب ، هذا الدين العظيم الذي فيه مئة ألف بند ، مسخ عند المسلمين إلى خمسة بنود ؛ صلى ، وصام ، وحج ، وزكى ، وانتهى الأمر ، وبيعه غير شرعي ، علاقاته غير شرعية ، احتفالاته غير شرعية ، أحزانه غير شرعية ، لماذا تأخر المسلمون ؟ لماذا يبدو تخلى الله عنهم ، لماذا مليون يتحدون مئة مليون ؟ يتغطرسون ، ويستعلون ، ويقتلون ، ويذبحون ، ويكسرون العظام ، لماذا ؟ لأننا فهمنا الدين فهماً خاطئاً ، فهمناه عبادات شعائرية ، فهمناه صلاةً ، وصياماً ، الدين صدق ، الدين أمانة ، الدين التزام ، الدين معاملة للخالق . ![]() إذاً : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . أي مقدار التطبيق مما تعلم ، والله قد يكون واحداً بالألف ، قد يكون واحداً بالعشرة آلاف ، قد يكون واحداً بالمئة ، قد يكون واحداً بالعشرة ، قد يكون واحداً من اثنين ، لا بدّ من أن تجعل كل شيء تعلمه مطبقاً حتى يرضى الله عنك . (( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ )) . سبحان الله ! معقول أن الدين كله ينتهي في النهاية إلى الكسب الحلال . (( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )) . [ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ] . كيف يكون الطعام طيباً ؟ إذا كان الكسب حلالاً ، إذا الكسب حلال صار الطعام طيباً . قال لي شخص ـ توفي رحمه الله ـ هو والد صديقي ، زرت صديقي في البيت في العيد ، فإذا بوالده قد خرج إلينا ، قال لي : عمري ست و تسعون سنة ، أجريت تحليلاً كله طبيعي ، قال لي : والله ما أكلت درهماً حراماً في حياتي ، من عاش تقياً عاش قوياً . الإنسان حينما يصدق ، الناس لا يلتفتون إلى الدين إلا بالتطبيق ، إنسان صادق ، قال له : عندك بيض ؟ قال له : نعم عندي ، فسأله هل البيض طازج ؟ قال له : لا ليس طازجاً ، الآن جاري أحضر بيضاً طازجاً ، هذا الإنسان بقال في زملكا ، عليه إقبال ، لأنه لا يكذب ، كان من الممكن أن يقول له : هذا البيض طازج ، و يعطيه ما يريد ، قال : لا ، أنا البيض عندي من ثلاثة أيام التي . (( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ )) . سألت مرة طبيب أسنان هل يوجد عندك مريض لا يوجد عنده أي مشكلة بأسنانه؟ قال لي : والدي ـ هو من أخواننا ـ قال لي : عمر والدي خمسة و ثمانون عاماً لا يوجد عنده أي مشكلة بأسنانه ، سألت وتحققت ، فإذا بوالده نموذج نادر جداً ، لم يشرب أي كأس من الشاي أثناء المراقبة بحياته ، لم يغلِ الشاي على سخانة المديرية ، ورع إلى درجة تفوق حدّ الخيال ، فمتعه الله بصحة أيضاً تفوق حدّ الخيال ، طبعاً أنا لا أقول إن كان للإنسان أسنان محشوة معنى هذا أن له مشكلة ، لا ، هناك ظواهر عجيبة ، كل إنسان الله عز وجل يعطيه شيئاً يتناسب مع وضعه . (( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه ؟ )) . ![]() الإنسان بعد عمر مديد يحنى ظهره ، يشيب شعره ، يضطر إلى نظارة ، يضطر إلى قطع تبديل ، يضطر لأن يضع شرياناً من مكان ينقله إلى مكان آخر ، هذا الجسم استهلك، فيمَ استهلك ؟ إذا استهلك في الطاعات والله لا يوجد مانع ، هذه سنة الله في خلقه ، لا يوجد إنسان ينجو من هذا ، الأنبياء ، الأنبياء ماتوا ، الأنبياء مرضوا . ![]() ( سورة مريم الآية : 4 ) . نبي ، لا يوجد مشكلة إذا الإنسان كبر في السن ، وانحنى ظهره ، و ضعف بصره ، و وهنت قوته ، شيء طبيعي جداً ، لكن العبرة كيف أمضيت هذا العمر ؟ في الطاعات ، في الصلوات ، في خدمة الخلق ، في الصدق والأمانة ، في الإخلاص في عملك ، شيء جميل جداً . أخواننا ، هذا الحديث من أخطر الأحاديث ، خمسة أسئلة تنتظرنا جميعاً يوم القيامة ، هذه الأسئلة سُربت إلينا ، النبي سربها لنا ، جاهزة ، هيئ أجوبة . (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ )) [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() ![]() أيها الأخوة الكرام ، في كتاب العلم ، وفي الترغيب في طلب العلم وبيان فضله من كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري ، عن معاوية بن أبي سفيان ، قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . فقِه ، بالكسر ، بمعنى فهم ، وفقُه أي صار عالماً فقيهاً . ورد في الحديث الشريف أن أعرابياً جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يا رسول الله عظني ولا تطل ؟ فتلا عليه النبي الكريم قوله تعالى : ![]() ( سورة الزلزلة ) . فقال هذا الأعرابي : كُفيت ، اكتفى بهذه الآية ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : فقُه الرجل ، أي صار فقيهاً ، آية واحدة اكتفى بها ، ورآها منهجاً في حياته. فقِه بمعنى علم ، أو فهم ، وفقُه بمعنى صار فقيهاً عالماً ، فالإنسان كل آية من آيات الله عز وجل تكفيه منهجاً كاملاً طوال حياته ، فكيف بكتاب كريم فيه منهج تفصيلي ؟. ![]() أيها الأخوة ، الجماد شيء يشغل حيزاً ، وله أبعاد ثلاثة ، وله وزن ، لكن النبات شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وله وزن ، وينمو ، والحيوان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وينمو ، ويتحرك ، أما الإنسان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وينمو ، ويتحرك ، ويفكر ، فإذا ألغينا فكر الإنسان وعقله ، ألغينا وجوده الإنساني . لذلك رتبة العلم أعلى الرتب ، هناك قيم تواضع على أنها قيم مرجحة بين بني البشر القرآن الكريم أغفلها كلها إلا قيمة العمل وقيمة العمل ، قال تعالى : ![]() ( سورة الأنعام الآية : 132 ) . هذه قيمة العمل . وقال : ![]() ( سورة الزمر الآية : 9 ) . هذه قيمة العلم ، ما سوى ذلك قيم تواضع الناس على أنها قيم مرجحة لكن القرآن الكريم ما أغفلها ، فالإنسان قيمته فيما يعمل ، وفيما يعلم ، علمه وعمله . ورد أن رجلاً من التابعين كان قصير القامة ، أحنف الرجل ، مائل الذقن ، غائر العينين ، ناتئ الوجنتين ، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب ، وكان مع ذلك سيد قومه ، كان إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف ، لا يسألونه فيمَ غضب ؟ وكان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه ، هذا الرجل هو الأحنف بن قيس ، إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيم غضب ؟ ![]() معنى ذلك أن الإنسان في التقييم الصحيح يُقيّم من خلال علمه ، ومن خلال عمله، وأية أمة تحل قيماً أخرى ، وموازين أخرى غير هذا الميزان ضلت سواء السبيل . (( من تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه )) . [ البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود] . إذا عظّم الناس أرباب الأموال ، وعظّم الناس الأقوياء ، ولم يوقروا أهل العلم هؤلاء قد ضاعوا وضلوا سواء السبيل . (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )) . [أحمد والطبراني والحاكم عبادة بن الصامت] . فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . أي الإنسان حينما يتعلم يؤكد إنسانيته ، يظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك، طالب العلم آثر الآخرة على الدنيا فربحهما معاً ، والجاهل آثر الدنيا على الآخرة فخسرهما معاً ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً . ![]() الحقيقة كل علم ممتع ، هناك علوم بفروع دقيقة جداً ، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً، لو إنسان اختص اختصاصاً نادراً لجاءه دخل كبير جداً ، لأنه متعلم إلا أن علمه نادر ، ينفع الأمة فانتفع هو بهذا العلم ، فكل علم ممتع ، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً ، أما هناك علم ممتع نافع مسعد ، العلم بالله هو العلم ، الممتع ، النافع ، المسعد في الدنيا والآخرة ، لو إنسان معه اختصاص نادر جداً ، وجاءه ملك الموت انتهى اختصاصه ، وانتهى دخله ، أما إذا تعرف إلى الله عز وجل هذا علم من أرقى العلوم ، وفضل الذي يعرف الله عز وجل عمن يعرف خلقه كلكم يعلم أن هناك علماً بالله ، وأن هناك علماً بخلق الله ، وأن هناك علماً بأمر الله ، العلم بخلق الله هذه العلوم الكونية ، الفيزياء ، والكيمياء ، والرياضيات ، والتاريخ ، والجغرافيا ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلم الذرة ، وعلم الفلك ، هذا علم بخلق الله ، وأن تعرف الحلال ، والحرام ، والخير ، والشر ، وأحكام الطلاق ، وأحكام البيوع ، وأحكام التجويد ، ...إلخ هذا علم بأمر الله ، العلم بخلق الله وأمر الله يقتضي المدارسة ، ما لم تجلس على ركبتيك ، وتقرأ الكتاب ، تمحص ، تراجع ، تسأل ، تذاكر ، تكتب ، تلخص ، تقرأ ملياً، لن تتعلم ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقال : (( إنما العلم بالتعلم )) . [أخرجه الطبراني عن معاوية ] . ![]() إلا أن العلم بالله شيء آخر ، يقول بعض العلماء : جاهد تشاهد ، العلم بالله يقتضي المجاهدة ، أما العلم بخلقه وبأمره يقتضي المدارسة ، بخلقه وبأمره يجب أن تقرأ ، يجب أن تذاكر ، أن تراجع ، أن تلخص ، أن تؤدي امتحاناً ، هذا علم بخلق الله وبأمر الله ، إلا أن العلم بالله يقتضي أن تجاهد نفسك وهواك ، العلم بخلق الله وأمر الله يحتاج كما قلت إلى مدارسة ، ولكن هذه المعلومات تبقى بالدماغ ، ولا علاقة لها بالنفس ، قد تجد إنساناً متخصصاً بأعلى اختصاص ولا يصلي ، أو يرتكب بعض الفواحش ، أو يشرب الخمر ، وأنت إذا أتيت طبيباً رفيع المستوى في اختصاصه ، لا تطالبه أن يكون مستقيماً ، لك منه علمه ، أما إذا أردت أن تصل إلى الله مع عالم لا تقبل منه إلا أن يكون مطبقاً لعلمه ، فقط عالم الدين لا تقبله أنت إلا إذا كان مطبقاً لما يقول : وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن *** أما العالم بالله هذا العلم لا يبقى في ذهنه يسري إلى نفسه ، فلابدّ من أن ينعكس على نفسه تواضعاً ، وأدباً ، ورحمة ، العلم بالله يسمو بالإنسان ، وثمنه باهظ إلا أن نتائجه باهرة . ![]() كلكم يعلم أن الله أعطى المال لمن لا يحب ، وأعطاه لمن يحب ، أعطاه لقارون وهو لا يحبه ، أعطاه لبعض الصحابة الكرام وهو يحبهم ، سيدنا ابن عوف ، وسيدنا عثمان ، وابن عوف كما تعلمون سمع السيدة عائشة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً ، فقال رضي الله عنه : والله لأدخلنها خبباً ، وما عليّ إذا كنت أُنفق مئة في الصباح فيؤتيه الله ألفاً في المساء . فلذلك أعطى المال لمن يحب ، وأعطاه لمن لا يحب ، أعطى القوة والسلطان لمن يحب ولمن لا يحب ، أعطاها لسيدنا سليمان وهو نبي كريم . ![]() ( سورة ص الآية : 35 ) . وأعطى الملك لمن يحب ، إلا أن العلم والحكمة يعطيهما لمن يحب فقط . ![]() ( سورة القصص ) . الإنسان لينظر هل حظوظه في الدنيا من جنس حظوظ الذين لا يحبهم الله عز وجل أم من جنس الذين يحبهم ؟ فإذا سمح الله لك أن تعرفه ، وسمح الله لك أن تدعو إليه ، فهذا شرف عظيم ، ورتبة العلم أعلى الرتب . ![]() والحقيقة أن الأقوياء في العالم كيف يحكمون ؟ يحكمون برأي العلماء والخبراء ، وفي النهاية تبقى مرتبة العلم أعلى مرتبة في الأرض . لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أي على كل شخص مسلم . (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . كلمة يفقهه في الدين في الأصل لها معنى عميق جداً ، ثم اصطلح على أن هذه الكلمة تعني معرفة أحكام الدين الفرعية ، هناك للدين أصول وله فروعه ، نحن الآن نتفق أو نحن الآن نفهم أن فلاناً فقيه ، أي يعرف تفاصيل الأحكام المستنبطة من كليات الدين ، إلا أن كلمة فقُه الرجل ، وفلان فقيه ، ويفقه في الدين ، تعني عند رسول الله المعنى اللغوي الأصلي هو الفهم ، أو التعمق في الفهم ، فالإنسان إذا فهم حقيقة الدين سعد في الدنيا والآخرة ، والشيء الثابت أن هناك عابد ، وهنالك عالم . (( ولفقيه واحدٌ أشد على الشيطان من ألف عابد )) . [أخرجه أحمد عن أبي هريرة ] . والنبي عليه الصلاة والسلام ـ وفيما تعرفون ـ عندما رأى رجلاً يصلي في المسجد في غير أوقات الصلاة سأله من يطعمك ؟ قال : أخي ، فقال : أخوك أعبد منك ، وحينما أمسك يد صاحبي جليل وقد كانت خشنة رفعها وقال : هذه اليد يحبها الله ورسوله ، فالنبي الكريم يؤكد قيم العمل . لكن حينما شكا رجل شريكه الذي لا يعمل كثيراً معه ، وكان طالب علم قال عليه الصلاة والسلام : "لعلك ترزق به" ، اختلف الوضع ، لأن العابد لنفسه لكن طالب العلم لغيره ، فالذي يتعلم ليعلم و لينقذ الناس . ![]() الحقيقة الدقيقة : أن الإنسان حينما تستقر حقيقة الإيمان في قلبه لا يمكن إلا أن تعبر عن ذاتها بحركة نحو خدمة الخلق ، وتعريفهم بالله ، لا يوجد إنسان يستقر في قلبه الإيمان ويبقى ساكتاً ، بل إن الناس يغفلون عن أن الدعوة إلى الله فرض عين ، ولكن في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، هناك دعوة إلى الله فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، مأخوذ هذا من قوله تعالى : ![]() ( سورة آل عمران الآية : 104 ) . وهناك دعوة إلى الله دعوة عين : ![]() ( سورة العصر ) . التواصي بالحق أحد أركان النجاة ، بل إن إتباعك للنبي يعني أن تدعو إلى الله والدليل : ![]() ( سورة يوسف ) . ﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ ، لابد من أن تدعو إلى الله ولكن دعوة بشكل مبسط . (( بلِّغُوا عني ولو آية )) . [أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] . في حدود ما تعلم ، حضرت خطبة جمعة سمعت تفسير آية ، أعجبك هذا التفسير نقلت هذا للناس ، سمعت تفسير حديث نقلته للناس ، سمعت حكماً فقهياً نقلته للناس ، سمعت موقفاً لصحابي جليل نقلته للناس ، هذه الدعوة التي هي فرض عين ، في حدود ما تعلم وفي حدود من تعلم ، تعلم حقيقة ، وحولك أناس يلوذون بك هم كما وصفهم النبي خاصة نفسك . وهذا الحديث متفق عليه ، وكما تعلمون أن الحديث المتفق عليه هو أعلى أنواع الأحاديث على الإطلاق ، لأن كتاب البخاري ومسلم هما أصح كتابين بعد كتاب الله ، فإذا اجتمعا على حديث واحد فهذا من أرقى الأحاديث . ![]() لذلك أنتم حينما تطلبون العلم ، وتفهمون حقيقة الدين ، هذا خير كبير ، بل إن الإنسان يتحرك وفق تصور ، الذي يقدم على سرقة لماذا سرق ؟ لأنه رأى رؤيا شيطانية أن السرقة فيها دخل كبير وجهد كبير ، فإذ وقع في العدالة وسيق إلى السجن يدرك خطأه الكبير، لكن العلم حارس لك . سيدنا علي يقول : "العلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال " الإنسان إذا كان طلب العلم أي يطبق تعليمات الصانع ، و يعيش حياة هادئة وادعة سليمة ، يهديهم : ![]() ( سورة المائدة الآية : 16 ) . الإنسان إذا طلب العلم ، وطبقه ، اهتدى إلى طريق سلامته في الدنيا والآخرة ، وإلى طريق سعادته ، وكلكم يعلم أن السلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل إنسان ، السلامة في تطبيق منهج الله ، والسعادة في القرب من الله ، وليس هناك طريق آخر ، لا تسلم إلا إذا طبقت أحكام الشريعة ، ولا تسعد إلا إذا اقتربت من الله عز وجل بشكل أو بآخر . ![]() الله عز وجل أرادنا أن نقبل عليه ، لذلك جعل لنا طرقاً إليه ، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، أي العمل الصالح طريق ، وتلاوة القرآن طريق ، وإنفاق المال طريق ، وطلب العلم طريق ، فكل شيء يقربك من الله عز وجل مغطى بكلمة الوسيلة : ![]() ( سورة المائدة الآية : 35 ) . وطلب العلم أحد أسرع الطرق إلى الله . (( فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم ـ كفضلة القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ـ )) . [ أخرجه الدرامي عن الحسن البصري ] . لابد من أن تكون على صلة بشكل أو بآخر بالعلم ، كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، وهذا الذي يأتي إلى بيت من بيوت الله ليطلب العلم . (( وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضع أجنحَتَها لطالبِ العلم رضا بما يصنع )) . [أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء ] . (( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِهِ الْعِلْمَ )) . [أخرجه الدرامي عن عبد الله بن عباس ] . أحياناً الإنسان يرتدي ثيابه ويخرج من بيته ليتاجر ، ليعقد صفقه ، ليحضر حفلة، ليلبي دعوة ، أما حينما ترتدي ثيابك وتخرج من بيتك لتعرف الله ، لتعرف كتابه ، لتعرف سنة نبيه ، لتعرف أحكام دينه ، أنت بهذا الخروج من البيت تسلك طريقاً ينتهي بك إلى الجنة، فهذا الحديث من أمهات الأحاديث : (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . ![]() أنت حينما تطلب العلم كي تتفقه في الدين تحقق وجودك الإنساني ، هناك وجود حيواني ، الإنسان يأكل ويشرب ، هذا وجود حيواني ، ينام وجود حيواني ، يعمل وجود حيواني ، يستريح حيواني ، أما حينما يطلب العلم حقق وجوده الإنساني ، ورتبة العلم أعلى الرتب ، وما من شيء تسمو إليه كأن تطلب العلم الصحيح ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، وقلب لا يخشع ، ونفس لا تشبع ، ودعاء لا يسمع )) . [أخرجه ابن ماجه وابن حبان عن أنس بن مالك ] . وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مرة إلى مسجد فرأى أناساً تحلقوا حول رجل، قال : من هذا ؟ قالوا : نسابة ، والنبي عليه الصلاة والسلام حكيم في تصرفاته ، قال : وما نسابة ؟ هو يعرف من هو ، ولكن هذا السؤال كما يقول بعض العلماء : سؤال العارف ، قالوا : هو رجل يعرف أنساب العرب ، فقال عليه الصلاة والسلام : "ذلك علم لا ينفع من تعلمه ، ولا يضر من جهل به ". وما أكثر العلوم التي نتعلمها ولا تنفعنا ، فالنبي استعاذ من علم لا ينفع ، أنت لك عمر محدود ، والآخرة مديدة ، يجب أن تقرأ الكتاب الذي ينفعك في آخرتك ، تصور إنساناً عنده مكتبة أربعة جدران ، من الأرض إلى السقف كلها كتب ، وعنده بعد يومين امتحان أي كتاب ينبغي أن يقرأه ؟ الكتاب المقرر ، الذي سيؤدي به الامتحان ، والذي سيكون مصير نجاحه في هذا الامتحان ، يجب أن تعلم أنت أي كتاب ينبغي أن تقرأه في الدنيا ، إنه كلام الله وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه . ![]() لذلك طلب العلم شيء أساسي جداً ، وأنا أتألم أشد الألم حينما يقول أحدهم : والله لا يوجد عندي وقت ، نقول لك : لماذا لا يوجد عندك وقت ؟ أي شيء أعظم في الحياة الدنيا من أن تعرف الله ، لا يوجد عندي وقت ، عندك وقت كي تخوض مع الخائضين ؟ عندك وقت تبدده في توافه الأعمال ؟ عندك وقت تبدده بشيء ينقضي عند الموت ؟ . كنت أقول لكم : الموت ينهي كل شيء ، ينهي غنى الغني ، وفقر الفقير ، وقوة القوي ، وضعف الضعيف ، وصحة الصحيح ، ومرض المريض ، ينهي كل شيء ، إلا أنك إذا طلبت العلم وعملت به نفعك هذا في قبرك ، فالقبر صندوق العمل . (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . إذا إنسان طلب العلم ، وتفقه في الدين ، معنى ذلك عرض نفسه للخير ، كأنه قال : يا رب أنا أريد الخير منك ، أنا أريد فضلك ، والعلم ثمين جداً ، وأثمن منه أن تطبقه . (( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَأْجُرَكُمْ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا )) . [أخرجه الدرامي عن معاذ بن جبل ] . وكل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به . والحمد لله رب العالمين
|
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() ![]() لا زلنا أيها الأخوة في كتاب العلم ، وفي الترغيب في طلب العلم ، وبيان فضله ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجل سلك طريقا يطلب فيه علماً إلا سهل الله له به طريق الجنة )) . [ مسلم عن أبي هريرة] . ![]() ( سورة الليل ) . ![]() (( ما من رجل سلك طريقاً يطلب فيه علماً )) . [ مسلم عن أبي هريرة] . (( ما من رجل سلك طريقاً يطلب فيه علماً )) . فكيف إذا طريق ينتهي به إلى الجنة ؟ الذي يحصل أنت في هذا الدرس عرفت أن الإنسان مخير ، بهذا الدرس عرفت أن الإنسان مكلف ، بهذا الدرس عرفت أن الإنسان عليه أن يعبد الله ، بهذا الدرس عرفت أن أهم شيء في الإيمان ، أهم شيء في الدين بعد الإيمان طاعة الرحمن ، فكلما عرفت حقيقة ، وقنعت بها ، وتعمقت في نفسك ، انقلبت إلى عمل ، بعد حين دون أن تشعر ، دون أن تدري ، السلوك انضبط ، النوايا سمت ، الأعمال الصالحة بدأت ، هذا الذي تفعله من استقامة ، وعمل صالح ، وذكر ، وقرب من الله ، هذا الذي تفعله ينتهي بك إلى الجنة . ![]() تصور إنساناً خرج من بيته ليتعلم ، تصور طريقاً مستمراً ، أوله في بيتك وآخره في الجنة ، الإنسان يأتيه الأجل ، وهذا الأجل لا مرد له من الله . البارحة كنت في تعزية ، صديق لي ، وبيننا علاقة طيبة جداً قديمة وحميمة ، جالس في مكتبه في وزارة ، فجأة انحنى رأسه وسلّم الروح إلى الله عز وجل ، هو في الخمسينات ، الموت شيء مخيف ، أن الإنسان يغادر الدنيا فجأةً ، يا ترى أنهى حساباته ؟ أنهى الذمم ؟ هل هو مستعد لهذه الساعة ؟ الموت يأتي فجأةً ، والقبر صندوق العمل . ذكرت مرة طرفة : أن شركة طيران ـ سأتصور لهذه الشركة خصائص نادرة جداً ـ عرضت عليك أنك إذا اشتريت بطاقة طائرة فيها ، لن تستطيع أن تسترجع الثمن إن لم تسافر ، لو أنك لم تسافر لخطأ ما لن تستطيع أن تسترجع ثمن البطاقة ، والبطاقة إلى أمريكا، ثمنها مئتا ألف ، وهذا الشركة هي التي تأخذك من بيتك ، ولا يقف سائق السيارة إلا دقيقة واحدة ، المواعيد من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء ، تصور هذه الشركة ! المبلغ مئتا ألف ، وأنت إنسان بحاجة إلى هذا المبلغ ، وإن تخلفت عن الرحلة لن تسترد هذا المبلغ ، هم يأخذونك من البيت ، هم لا ينتظرون إلا ثانية ، ولا دقيقة واحدة ، والموعد من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء ، شيء بديهي جداً أن تقف وراء الباب الساعة الثامنة صباحاً ، وبيدك حقائبك . هذا معنى الآية الكريمة : ![]() ( سورة آل عمران ) . ![]() الملاحظ أن الإنسان يساق إلى مجلس علم دون أن يشعر ، يسمع كلاماً ، يسمع توجيهات ، تعليقات ، أحكاماً ، طموحات ، أهدافاً ، لو أنه راقب نفسه ، والأصح لو أن غيره راقبه ، لرأى أن هناك أمور قد تركها ، و كلمات لم يعد ينطق بها ، ونظرات غضّ بصره عنها ، ودخل تركه ، دون أن يشعر ، انضبط ، بعد الانضباط هناك عمل صالح ، بعد العمل الصالح هناك قرب من الله ، دون أن يدري سلك طريقاً ينتهي به إلى الجنة . من أخطر الأعمال أن ترتدي ثيابك ، وأن تخرج من بيتك لتعرف الحقيقة ، أقدس عمل ، أجلّ عمل ، قد تنشئ أكبر جسر في العالم . ذكرت لكم في اسطنبول جسر بين قارة أوربا وآسيا ، أحد أضخم الجسور في العالم ، جسر عملاق ، والذي أنشأه أحد عدة مهندسين في العالم ، محمول على حبال ، وهو عال جداً ، وأربع حارات ، حارتان للمشاة ، ارتفاعه خمسة و ستون متراً ، وتمر تحته أكبر باخرة ، وكل حباله فولاذية معلقة ، ومع ذلك هذا الذي صممه ، وأشرف على تنفيذه ، يوم الافتتاح ألقى بنفسه من الجسر إلى البحر فنزل ميتاً ، ذهبوا إلى الفندق فإذا به قد كتب رسالة قال فيها : لقد ذقت الحياة كلها ، فلم أجد لها طعماً ، أردت أن أذوق طعم الموت ، هذا لم يسلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، لم يعرف سرّ وجوده ، لم يعرف أن عليه رسالة ينبغي أن يؤديها ، لم يعرف قيمة الحياة الدنيا التي هي مزرعة الآخرة ، لم يعرف أن هذه الحياة حياة دنيا ، وهي إعداد لحياة عليا ، لم يعرف الله عز وجل ، ذاق كل شيء أكل ، وشرب ، والتقى بنساء ، وعلا في الأرض ، وتألق ، ولكنه لم يجد للحياة طعماً فأراد أن يذوق طعم الموت . ![]() فيا أيها الأخوة الكرام ، احرصوا على طلب العلم ، احرصوا على معرفة الحقيقة، احرصوا على معرفة سرّ وجودكم ، احرصوا على معرفة كتاب الله ، وسنة رسول الله ، احرصوا على معرفة غاية وجود الإنسان ، هذا إذا الإنسان : (( سلك طريقاً يطلب فيه علماً )) . [مسلم عن أبي هريرة] . الذي يلفت النظر أيها الأخوة أن المؤمن شاب ، بالتسعين شاب ، هدفه كبير ، غير المؤمن جالس في المقهى يلعب النرد ، حتى ساعة متأخرة من الليل ، جالس يتابع الأشياء الساقطة على الشاشة ، حياة الإنسان تافهة جداً من دون معرفة لله عز وجل . الحياة من دون دين لا تعاش ، من دون هدف سامٍ لا تعاش ، من دون مبادئ لا تعاش ، من دون قيم لا تعاش ، من دون كتاب لا تقرأه وتتفاعل معه لا تعاش ، من دون قدوة عظيمة تتبعها كالنبي الكريم لا تعاش . ![]() أهل الدنيا إن تركوا الدين كل شيء يمُل في الحياة ، يدخل إنسان فقير لبيت غني، يتصور أن الغني غارق في السعادة ، وقد يكون بيت الفقير هو المليء بالسعادة . حدثني أخ قبل يومين وهو عندي صادق ، دخل على رجل ، له حجم مالي لو دفع زكاة ماله لكفى نصف أهل الشام ، زكاة ماله فقط ، بمئات ، لا أقول مئة واحدة بل مئات الملايين ، لا من الليرات بل من الدولارات ، ومع ذلك شكا له همه ، ضيق ، سقم ، ضجر ، ملل ، لا يدري ماذا يفعل ، في بيته غير مرتاح ، في عمله غير مرتاح ، ذكر أشياء غير معقول أبداً ، قال هذا الأخ الكريم : في الوقت نفسه ، في اليوم نفسه ، جاءت إلى محله امرأة فقيرة ، تطلب منه مساعدة ألف ليرة بالشهر ، قال لها : من أين أنت يا أختي ؟ قالت : أنا من داريا ، لي زوج ، ولي أولاد ، وزوجي يكسب رزقاً حلالاً ، ورزقه يكفي مصروفنا ، نحن بحاجة إلى أجرة البيت ، فأخذ عنوان البيت ، كان عنده اجتماع بداريا لجمعية خيرية فحضر هذا الاجتماع وأعطاهم الاسم ، وطلب إليهم أن يدفعوا لها ألف ليرة كل أسبوع ، قال : نحن لا بد من التحقيق ، فذهبوا إلى التحقيق وكان معهم هذا الأخ الكريم ، يصف لي هذا البيت ، البيت غرفة ثلاثة أمتار ونصف بثلاثة أمتار ونصف ، ملحق بها مكان اسمه تحت الدرج بلا باب ، وهناك موقد و طاولة ، وبعض الحاجات ، هذا هو البيت ، والزوج كان مريضاً مضجعاً في سريره ، و في البيت أربعة أولاد ، الذي لفت نظره الأدب الجم في هذه الأسرة ، كيف حالكم يا أختي ؟ قالت : الحمد لله ؟ نحن سعداء جداً ، نحن مقصرون في شكر الله ، شيء غير معقول ، قبل ساعات كان مع رجل زكاة ماله تحل مشكلات نصف فقراء دمشق ، وهذه امرأة تسكن في غرفة واحدة ، ومطبخها تحت الدرج ، وتملك حاجات خشنة جداً ، فطلب من اللجنة أن تعطيها ألفي ليرة في الشهر ، قالت : لا ، نريد ألفاً ، أعطوا الألف الآخر لغيرنا ، لعله أكثر استحقاقاً . عمل موازنة ، معقول أسرة بغرفة واحدة ، شاكرة ، حامدة ، سعيدة ، لكن ينقصها ألف ليرة ، أعطوها ألفاً ثانية لم تقبل ؟! ![]() أخواننا الكرام ، الإنسان بالعلم يحيا ، بالعلم يرقى ، بالعلم يسمو عمله ، بالعلم يعرف حقيقة وجوده ، بالعلم يصبح إنساناً راقياً جداً ، هذا الحديث دقيق جداً : (( ما من رجل سلك طريقاً يطلب فيه علماً إلا سهل الله له به طريق الجنة )) . أنا أحياناً والله أخجل من بعض الأخوان ، يأتون من مكان بعيد ، من أطراف المدينة ، من خارج دمشق ، ليحضروا صلاة الفجر . واحد من الصحابة الكرام يسكن في مكان بعيد ، فتاقت نفسه أن يسكن إلى جانب المسجد النبوي ، فعرض على النبي رأيه ، أنه أنا سأبيع هذا البيت ، وسأشتري بيتاً إلى جانب المسجد ؟ عليه الصلاة والسلام بَشَّر كل هؤلاء الذين يأتون من مكان بعيد قال : " مكانكم تكتب آثاركم ". ابقَ في مكانك و لك أجر مضاعف حينما تأتي تلتمس بهذا المجيء علماً . ![]() أيها الأخوة : (( ما من رجل سلك طريقا يطلب فيه علماً إلا سهل الله له به طريق الجنة )) . لكن ما كل علم يلتمس ، النبي عليه الصلاة والسلام استعاذ من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن عين لا تدمع ، ومن أذن لا تسمع ، ما كل علم يلتمس ، التمس العلم بالله، والتمس العلم بأمر الله ، والتمس علماً ينفعك في دنياك وفي آخرتك ، والتمس علماً يعرفك بالله ، المقصود العلم النافع بالدين ، حتى في الدين هناك علوم في الهامش ، بعيدة جداً غير عملية ، العمر محدود ، يجب أن تضع يدك على أصل الدين ، وعلى جوهر الدين ، وعلى الأصول قبل الفروع ، وعلى الأشياء العملية قبل النظرية . الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) . [أخرجه مسلم وابن خزيمة عن أبي هريرة ] . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , شكرا العفراء على كل هذا المجهود الجبار للبحث والتنسيق حتى اصبح مجلد بعينيه واضح لمن اراد وجه الله والجنة, وجعل اجره مضاعف لك وكتب فى سجل حسناتك . والله يجعله صدقة جارية لك تنفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم . قال الله تعالى :(( يأيها الذين ءامنوا اتقو الله حق تقاته, ولا تموتن الا وانتم مسلمون )) خاتمة كل عالم و امى , غنى او فقير, كبير او صغير , رئيس او مرؤوس , طال عمره او قصر, شيد قصور او كوخ , ملك الملايير او قوته اليومى , قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) . [أخرجه مسلم وابن خزيمة عن أبي هريرة ] . مع كامل احتراماتى الاخت عفراء. |
||||||||||||
|
|||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() اخي الخامس
مرورك عطر متصفحي التمس الذوق في ردك ونبض قلمك كل الشكر والأمتنان لروحك الطيبه لا اعدمت تواجدك دمت بحفظ خالقك رضي الله عنك وارضاك http://img12.imageshack.us/img12/4563/ghazala751.gif http://img151.imageshack.us/img151/5...hhxigrgjpg.gif |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() |
![]() |
الموضوع الحالى: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ... -||- القسم الخاص بالموضوع: الموسوعات الاسلاميه -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نظام الخدمة المدنية رقم ( 30 ) لسنة 2007 وفق تعديلات نظام 31 لسنة 2009 | م.محمود الحجاج | المنتدى العام | 0 | 05-09-2010 08:04 |
النص الكامل لقانون الضمان الاجتماعي المؤقت | م.محمود الحجاج | المنتدى العام | 1 | 09-04-2010 14:08 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم