|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى الصدى الثقافي كتب ، مقالات ، قصص وروايات ، مسرحيات ، شخصيات خلّدها القلم ، تسكن أوراق التاريخ ، ومعاصره تخلق تاريخا جديدا .
منتدى الأدب العالمي والتراجم منتدى الحكم والامثال منتدى قصائد مغناة |
كاتب الموضوع | فلسطين | مشاركات | 16 | المشاهدات | 5620 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-11-2009, 19:27 | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
في أحد الأيام كان يعمل في الطوارئ عندما دخلت فتاة أحضرها أهلها لأنها حاولت الانتحار..... كانت قد شربت قنينة كيروسين وأخذوها فوراً حتى يجروا لها غسيل معده...... عندما عاينها مازن وقراء ملفها وجد أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تحاول فيها أمل الانتحار......قرروا إحالتها إلى الصحة النفسية حيث كانت نزيلة هناك لعده مرات..... قال مازن لأمل: ليه حاولتي تنتحرين؟؟ كانت أمل جالسه على السرير وقالت بلا مبالاة: وأنت وش يخصك؟؟ هذي حياتي وإلا حياتك؟؟ قال مازن: أمل.....أنا أسألك لأني أحاول أساعدك..... نظرت أمل إليه وقالت بمرارة: تساعدني!!! وليش؟؟ قال مازن: لأن هذي مسئوليتي.... قالت أمل بحنق وألم: وتبيني أصدق إنك راح تساعدني!!!....أنت تدري إني جيت هنا أكثر من مره وكل مره أسمع نفس الكلام من الأطباء.....حنا هنا عشان نساعدك.....وبعدين يرموني بالصحة النفسية.....وفر على نفسك الكلام وحولني من غير تكلف.... قال مازن: وليش يودونك للنفسية؟؟ قالت أمل باستهزاء: مرات يقولون عندي psychosis ومرات personality disorder ومرات depression..... قال مازن: ما شاء الله باين عليك متعلمة..... قالت أمل بخيبة : تعلمت من الروحة للنفسية.....خوش والله تعليم..... قال مازن: بس ما قلتي لي ليش تحاولين تنتحرين؟؟ انتي لساك صغيرة والحياة قدامك.... قالت أمل مقاطعة بغضب: أي حياة هذي.....طالع بشكلي وقلي وش الحياة اللي تشوفه بي!!! نظر مازن إلى منظرها......كانت ملابسها قديمة ومهترئه وشعرها طويل ولم يمشط منذ وقت وواضح على وجهها نقص التغذية والإجهاد بعيونها الغائرة ولونها الأصفر.... قال مازن بجديه: أمل أنا أقدر أساعدك..... نظرت إليه أمل وعندما لمحت الصدق في عينيه قالت: توعدني راح تساعدني...... قال مازن: أوعدك... صمتت أمل قليلاً ثم قالت: لا تنسى انك وعدت.... قال مازن: وأنا راح أبقى عند وعدي.....بس انتي ارتاحي ومتى ما حسيتي نفسك مستعدة تتكلمين معي عن مشكلتك راح أكون موجود.... بقيت أمل في المستشفى لعده أيام وكان مازن يأتي لمعاينتها كل يوم منتظراً أن تخبره عن مشكلتها...... وفي أحد الأيام كان مازن يقود سيارته عائداً من الدوام إلى شقته وعندما توقف في كراج العمارة وأطفئ السيارة خرجت أمل من مخبئها بين المقاعد الأمامية والخلفية..... تفاجأ مازن والتفت إليها وقال: وش اللي قاعد يصير؟؟ قالت أمل: ما وعدت تبي تساعدني!!! |
||||||||||||
|
|||||||||||||
09-11-2009, 19:28 | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
في الشقة جلس مازن يتحدث مع أمل..... قال مازن: لازم أرجعك للمستشفى.... قالت أمل: لو وديتن راح أقتل نفسي... قال مازن: يعني وش تبيني أسوي؟؟ قالت أمل: ساعدني مثل ما وعدتن.... قال مازن: كيف؟؟ قالت أمل: خلني أعيش عندك.... قال مازن: ما يصير..... قالت أمل: وليش لا؟؟ قال مازن: لك أهل وأنا عزابي هنا..... قالت أمل بغضب: أهل!!!! أنا مالي أهل..... قال مازن: واللي جابوك للمستشفى من يكونون؟؟ أخبرته أمل أن أبوها قد طلق أمها وتزوج بعشيقته المغربية ولم تره بعدها .....ومن ثم عادت أمها لتعيش مع أخوتها في القرية والتي تبعد قرابة المائة كيلو عن الرياض.....والذين أحضروها للمستشفى هم أمها وخالها عبد الله..... حاول مازن بكل طريقة أن يعيدها للمستشفى ولكنها رفضت وخشي أن تؤذي نفسها إن هو ضغط عليها أكثر من ذلك..... لذلك تركها في حالها..... خرج من الشقة ليحضر بعض الغداء لهما وعندما عاد وجدها نائمة على الكنب في الصالة.....كانت ملتمه على نفسها من البرد فدخل غرفته ليحضر بطانية يغطيها بها.....وحالما وضع البطانية عليها صرخت فيه.....تراجع مازن إلى الخلف مصدوماً وقال: أمل.....هذا أنا.....بس جيت أغطيك.... لمت أمل البطانية على نفسها وهي ترتعد من الانفعال..... قال مازن: مادام انك صحيتي تعالي تغدي معي.... قالت أمل: ما أبي شي.... قال مازن: أمل من يوم كنتي بالمستشفى وانتي ما تاكلين...... قالت أمل ابنه الثالثة والعشرين: قلت لك ما أبي شي..... وجد مازن أنه لا فائدة من الجدال معها فهي لن تفعل أي شيء يطلبه منها لذلك تركها على راحتها...... قال مازن: إذا تبين تنامين نامي بغرفتي أنا راح أنام بالصالة..... قالت أمل: غرفتك له مفتاح؟؟ قال مازن: ايه... ذهبت أمل إلى الغرفة وأقفلت على نفسها هناك...... جلس مازن لوحده يفكر بالمصيبة التي وقعت بين يديه.....كيف سيتصرف مع هذه الفتاة التي ظهرت فجأة في حياته.....لقد أمضى السنوات التي انقضت في سكينه وهدوء....كان يمارس فيها روتينه اليومي في العمل وعندما يعود إلى المنزل ينكب على الكتب أو يذهب للنادي أو المقهى والآن عليه أن يتعامل مع وضع يخشى أنه أكبر من أن يحتويه..... |
||||||||||||
|
|||||||||||||
09-11-2009, 19:29 | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
خرج مازن من الشقة وجلس في أحد المقاهي في أمل عندما يعود يجدها قد رحلت.....ولكن عندما عاد في المساء وجدها جالسة في الصالة أمام شاشة التلفاز وفي يدها سيجارة أخذتها من على الطاولة.....كان شعرها رطباً ومرفوعاً وكانت ترتدي ملابسه..... قال مازن: انتي هنا؟؟ قالت أمل: كنت تتمنى ترجع وما تلقاني!!!.....صدقني لو كان فيه مكان أروح له كان رحت من زمان..... قال مازن وهو يشعر بالذنب: ما قصدي.....بس أنا خايف انه... قالت أمل مقاطعة: لا تخاف....ما راح أحد يدري بوجودي هنا.....أصلاً ما حد يهتم يدور علي...... كان مازن قد أحضر معه بيتزا وكولا ووضعهن على طاولة القهوة أمام أمل...... جلس مازن على الكنب المجاور ونظر إلى أمل.... قال مازن: أنا إلا الحين ما عرفت مشكلتك عشان أساعدك..... قالت أمل: وشلون تقدر تساعدني إذا أنا ماني قادرة أساعد نفسي.....أو عشان انك رجل تعتقد إنك تقدر تساعد مره محتاجه...... قال مازن: وليش لا؟؟ قالت أمل: دكتور مازن.....ريح بالك ما راح أطول هنا...... قامت أمل ودخلت الغرفة فقال مازن: على الأقل تعشي قبل لا تنامين..... قالت أمل: تصبح على خير....وما عليه على الملابس والسقاير...... أطفئ مازن الأنوار واستلقى على الكنب حتى ينام عندما سمع صوت بكاء أمل في الغرفة......كان الألم والغضب يملئ عبراتها......شيء في بكائها أعاد ذاكرته إلى عشرين سنه مضت.....فقام مازن وطرق عليها باب الغرفة...... قالت أمل والدموع تخنق صوتها: خلني بحالي..... قال مازن: أمل افتحي الباب..... صمتت أمل ولم ترد.....عندها شعر مازن بالخوف وضرب الباب بقدمه فخلع القفل ودخل الغرفة ليجد أمل واقفة على حافة الشرفة..... صرخ مازن: أمل!!! قالت أمل: خلني أرتاح.... قال مازن: أمل أين كان اللي حصل لك تراه ما يستاهل تقتلين نفسك عشانه.... قالت أمل بمرارة: نفسي!! هو بقا من نفسي شي.... قال مازن: كل شي ممكن يتصلح... قالت أمل: لا تكذب علي.....انت ما انت فاهم... قال مازن: طيب فهميني..... كان مازن يقترب منها بهدوء ويحاول أن يماطلها قدر المستطاع حتى يصل إليها..... قالت أمل بصوت خافت يائس: ما أقدر....ما أقدر..... أرخت أمل قبضتها على حافة النافذة وأغمضت عينيها حتى تدع جسمها يهوي ولكن مازن كان أسرع منها وطوق ذراعه حول خصرها وسحبها من النافذة ورماها على الأرض...... قال مازن بغضب: انتي انجنيتي!!! وضعت أمل يديها على صدغيها وأخذت تبكي بحرقه.....رحمها مازن فجلس أمامها على الأرض يحاول تهدئتها..... قال مازن: أمل أنا وعدتك أساعدك....بس انتي اللي ما تبين أحد يساعدك..... قالت أمل: صعب....صعب..... قال مازن: وشو اللي صعب؟؟ قالت أمل: صعب أعيش مع نفسي.....ما ني قادرة..... قال مازن: انتي اهدي بس..... قالت أمل والدموع تقتلها: مازن أنا تعبانه..... إلتمت أمل على نفسها وأخذت تبكي فقام مازن ولف البطانية حولها وسهر بجانبها طوال الليل إلى أن غفت على الأرض بجانبه...... |
||||||||||||
|
|||||||||||||
09-11-2009, 19:29 | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
في الصباح صحا مازن ولم يجد أمل في الغرفة ففزع ولكنه ارتاح عندما رآها في المطبخ تعد بعض القهوة..... قال مازن: صباح الخير.... قالت أمل: صباح النور.... شفتك نايم وما حبيت أزعجك....... نظر مازن إلى الساعة فوجدها تشير إلى السابعة صباحاً.....اتصل على أحد زملائه في الدوام وطلب منه أن يأخذ مكانه.....تلك كانت أول مره يتغيب فيها مازن عن العمل.....دخل ليستحم وعندما خرج جلس يتناول القهوة مع أمل..... قالت أمل: آسفة على كل البهذله..... ثم قالت هامسة لنفسها: I'm such a mess..... قال مازن: لا تعتذرين مني.....أنا اللي المفروض أعتذر....تركتك وانتي بها الحاله.... قالت أمل: ما انت ملزم بي.... قال مازن: أنا ملزم بالوعد اللي عطيتك إياه.... قالت أمل: يعني لساك متمسك بوعدك؟؟!! قال مازن: و أكثر من أول... قالت أمل: أبيك تدور على أبوي.... قال مازن: وين؟؟ قالت أمل: كل اللي أقدر أعطيك إياه هو اسمه.....ما ترك لنا لا عنوان ولا رقم..... قال مازن: طيب أمك يمكن تعرف.... قالت أمل: ما أبي لا أمي ولا أحد يدري إني هنا.....ما أبي أرجع لنفس المكان اللي طلعت منه..... قال مازن: باين من كلامك إنك تحاولين تهربين منهم..... ضحكت أمل وقالت بتهكم: توك تكتشف ها الشي!! ثم اعتذرت عن كلامها وقالت: آسفه.....هذي كانت وقاحة مني.... استغرب مازن من أمل وطريقة كلامها.....فلا يبدوا عليها أنها فتاة قد ربت بالقرى.....بل هي امرأة راقيه ومثقفه.....ولكن كيف انتهى بها المطاف إلى غرفة الطوارئ في تلك الحالة المزرية.... قال مازن: عادي خوذي راحتك..... قالت أمل: قاعدة بشقتك ولابسه ملابسك ومو ماخذه راحتي..... ضحك مازن وقال: البيت بيتك.....وأنا أوعدك إني راح أدور على أبوك.... اكتشف مازن أن البحث عن رجل لا يعرف له رقماً ولا عنواناً ليس بالأمر السهل وسيتطلب منه وقتاً أطول مما توقع..... مرت أيام بقيت فيها أمل في شقه مازن.....لم تحاول الانتحار مجدداً وهذا أمر أراح بال مازن.....كما لاحظ أنها اهدأ من السابق وأكثر حيوية ولكن كان هناك شيء مكسور في نظرتها.....أخذها مازن معه إلى الأسواق حتى يغير من مزاجها بعض الشيء..... خرجت أمل على مضض وأخذت تمشي معه في أحد المولات..... دخل بها مازن في أحد محلات الملابس النسائية..... قالت أمل: وش نسوي هنا؟؟ قال مازن: ماهي معقوله تبين تقعدين تلبسين ملابسي..... قالت أمل: مازن....ماله داعي تسوي معي كل هذا....يكفي اللي مقعدني عندك.... قال مازن: لا تقولين كذا..... أصر مازن أن يشتري لها ملابس وأعطاها بعض المال كي تشتري بعض الأشياء الخاصة.....كانت أمل بالفعل في حاجة لبعض الأشياء الخاصة واستحت من أن تأخذ المال من شخص غريب.....ووعدت مازن بأنها سترد له الدين..... قال مازن: أي دين بس....لا تزعليني منك..... قالت أمل: والله ما أنت ملزم بي.....أصلاً ما أدري وش اللي خلاني أركب سيارتك من الأساس.....بس لأني حسيت إنك كنت صادق معي بالمستشفى شفت فيك أخر حبل خلاص أتعلق به.... كانوا وقتها جالسين في مقهى ستار بكس يتحدثون..... قال مازن: خلاص من ايش؟؟ صمتت أمل قليلاً ثم قالت: مازن أنا ما أبيك تظن ولا لحظة إني إنسانه ما عندي كرامة ولا لنفسي قيمه عندي.....بس قالو وش اللي حدك على المر قلت اللي أمر منه..... قال مازن: أمل انتي إلا الحين ما قلتي لي وش اللي هاربه منه...... قالت أمل: ما أقدر أقولك.... قال مازن بيأس: مثل ما تبين.... عندما عادوا إلى الشقة دخلت أمل الغرفة ووضعت الأكياس على السرير وأخذت ترتبها بينما جلس مازن في الصالة يتصفح بعضاً من المقالات العلمية التي حفظها على الاب توب.......كانت تحوي بحوثاً عن بعض الأمراض النفسية وتشخيصها.... ترك مازن الاب توب وذهب إلى المطبخ كي يحضر بعض الشاي عندما خرجت أمل من الغرفة مرتديه بنطال من الجينز وتي شيرت أبيض اشترتهم مع مازن..... وقف مازن ينظر إليها.....كانت تمتلك قواماً رائعاً.....لم يلاحظها مازن من قبل لأنها كانت في حاله يرثى لها وكانت ترتدي ملابسه والتي كانت واسعة عليها..... |
||||||||||||
|
|||||||||||||
09-11-2009, 19:30 | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
لأول مره يراها مازن على ماهي عليه.....ليست الفتاة التي دخلت غرفة الطوارئ بمنظر بالي.....بل امرأة طويلة القامة بشعر أسود طويل ناعم وكانت ترفعه تاركة بعض الخصلات تتدلى حول وجهها والذي كان يشع نضاره على عكس أول مره رآها فيها حيث كان وجهها أصفر بهالات سوداء حول عينيها.....أما الآن فقد برز جمال تلك العيون السوداء الواسعة ذات النظرة الناعسة.....ودهش مازن إلى أي مدى برز تأثير الراحة عليها......وقفت أمل وتسمرت عينيها في البحث المفتوح على الاب توب.....لم يعر مازن الأمر أي إهتمام فقد كان واثقاً من أنها لن تفهمه فقد كان البحث باللغة الانجليزية ولكن دهش عندما رأى أمل تجلس أمام الاب توب وبدا عليها أنها كانت تقرأ ما كان مكتوباً.....
اقترب مازن وجلس على الكنب.....أخذت أمل الاب توب وناولته إياه في صمت.... قالت أمل: مازن أنا أقدر إنك قاعد تحاول تساعدني.....But I'm not delirious if that what you think I am..... فتح مازن فمه ولم تخرج منه كلمات فلا يوجد هناك ما يرد به...... قالت أمل: أنا أتفهم موقفك.....لأني كنت راح أعتقد نفسي الشي لو قابلت شخص مثل حالتي..... قال مازن: وشلون عرفتي؟؟ أمل أنا ماني فاهم.... قالت أمل: قصدك من وين تعلمت؟؟ مازن أنا كنت research scientist بمركز Sanger البريطاني.....أدري صعب عليك تصدق بس هات أوريك...... أخذت أمل الاب توب وفتحت صفحتها الخاصة حيث أعمالها ولقطات من المؤتمرات التي حضرتها برفقه الطاقم الذي تعمل معه.....وكل الأبحاث التي ساهمت فيها وجلس مازن يقرأ بذهول......كما وجد أن آخر مره حدثت فيها الصفحة كانت قبل سنه.....فما الذي جعل أمل في خلال سنه تتحول من كونها باحثه في علوم السرطان في أقوى المراكز إلى فتاة مقيده في غرفه الطوارئ بعد محاوله انتحار.... نظر مازن إلى أمل وقال: وش اللي صار؟؟!! قالت أمل: ما كان المفروض رجعت......بس أمي هي اللي طلبت مني أرجع.....ودفعت الثمن غالي.....وخسرت كل شي...... قال مازن: كيف؟؟ صمتت أمل للحظات وأخذت سيجارة من يد مازن ثم قالت: What the heck......راح أقولك وش حصل......بعد ما خلصت الثانوية سافرت لبريطانيا عشان أكمل البكالوريوس.....وتخرجت مع ال Honor.....بعدها قلت أقدم على وظيفة تفيدني كخبره.....أستاذي نصحني بمركزSanger للأبحاث وكتب لي توصيه وقدمت عليه وتوظفت......وبعد سنه جاني اتصال من أمي تقول لي أبوي تركها وتبني أرجع آقف معها بمشكلتها......أنا ما تحملت بكاه على التلفون فجيت على أول طيارة.....كنت عايشه لحالي ببريطانيا لأن أبوي أول ما وصلني هناك رجع للسعودية.....أنا ما كان عندي مانع لأن البلد كانت أمان وعادي عندهم البنت تسكن لحاله.....يعني ما تثار عليه صجه ولا أحد يتعرض له......وأبوي كان شخص ما يهتم لمثل ها الأمور لأنه سبق ودرس برا......أما أمي فكانت معترضة لأنه كانت متربية بالقرى ومن عائلة متشددة......وأنا ما كان عندي أخوان......لأني وحيده أمي وأبوي......أمي كانت تعاني من ضعف وما خلت عيادة ما زارته وبالأخير أخذها أبوي لألمانيا عشان تتعالج.....وفعلاً حملت بي ولكن الأطباء قالوا لها إنه إحتمال كبير إنها ما تحمل مره ثانية وهذا اللي حصل....أبوي ما كان من النوع اللي يحب الخلفه كثير عشان كذا ما كان عنده اعتراض.....بس أمي كانت متحطمة نفسياً وها الشي أثر عليها وخلا أبوي شوي شوي ينسحب من العيلة لين ما طفش بالأخير وتزوج من مضيفه طيران مغربيه تعرف عليها بأحد سفراته وراح معها.....كان متطمن إني راح آخذ بالي من نفسي....لأني كبرت وتخرجت وقاعدة أشتغل بأرقى الوظائف عشان كذا ما شال همي واعتقد انه كفى ووفى واجبه معي.....أما أمي فما كانت على قائمة اهتماماته......المهم يوم وصلت لمطار الرياض لقيت أمي وخالي الكبير عبد الله بانتظاري.....خالي هذا ما كان على علاقة جيده مع أبوي وكان ما يكلمني لأني أدرس برا......طبعاً خذوني من المطار إلى القرية سيدا......سألت أمي عن أبوي وقالت ما تعرف عنه شي ولا تبي تعرف.......حسيت إنها حاقدة علي وتلومن على اللي هي فيه......أنا سكتت وما قلت شي.....لكن بعدين شفت خالي يعاملني معامله بمنتهى النذالة......أنا قلت لأمي أنا لازم أرجع لوظيفتي فقالت خالك يقول ما فيه سفره.....قلت على الأقل أتوظف هنا.....وخالي طبعاً رفض ها الفكرة.....وخلاني حبيسة بين أربع جدران.....كنت راح أنجن وقتها.....فكرت أهرب بس وين؟؟ ووشلون؟؟ حينه جا ولد خالي الكبير حمود وقالي أنا أدبرك.....وللأسف صدقت انه متعاطف معي ووثقت فيه...... |
||||||||||||
|
|||||||||||||
09-11-2009, 19:31 | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
صمتت أمل للحظات في محاوله لضبط أعصابها.....وشعر مازن بأنه لابد وأنها تمر بوضع صعب وهي تتذكر ما حدث.....فتركها حتى تكمل براحتها ولم يقل شيئاً..... مسحت أمل الدموع من عينيها وقالت: أخذني معاه وقال انه لقا أبوي وراح يوديني له.....ركبت معه السيارة ووداني لمكان بعيد بالبر وهناك...... بلعت أمل ريقها بصعوبة ثم قالت: أعتدى علي وترجاني ما أقول لأحد عن اللي صار.....رجعني للبيت وفعلاً ما قلت لأحد مو عشانه عشان نفسي.....خططت إني أذبحه وأخلص عليه بس الحيوان من بكرا سافر.....وقعدت أنا أتقلب بقهري.....تعرف وش معنى إن حياتك تنتهك بها الشكل؟؟!!.....تعرف وش معنى إحساس إنك تكون ضعيف ومغلوب على أمرك ولا حتى بيدك ترد الأذى عن نفسك؟؟!! قال مازن: أعرف...... كان مازن يعرف تماماً شعور أمل......فمنذ عشرين سنه كان مجرد صبي في السادسة عائد من أول يوم في المدرسة عندما انتشله شخص غريب من الشارع وكان ذلك الشخص هو وليد......كان وقتها طفلاً عاجزاً لا يستطيع رد الأذى عن نفسه.....أما وليد فكان في الخامسة والعشرين من العمر......كبر مازن وكبرت الذكرى معه.....أصبح شخصاً منعزلاً عن الناس والحياة.....وجل اهتمامه هو أن لا يستضعفه أحد أبداً.....لذلك أصبحت القوة هوسه......وعندما رأى وليد في أحد العزائم الذي ساق مازن عمه إليها ثار الدم في عروقه......وأكثر ما كان يقهره هو أن وليد لم يتذكره.....فاستغل ذلك حتى يستدرجه حيث قتله وأحرق بجثته وانتقم لكرامته...... ولكن تلك كانت ذكرى قديمه ومع أنها أثرت فيه حتى الصميم.....إلا أنها مجرد ذكرى والتي يراها أمامه هي فتاة لازالت جروحها تنزف...... كانت أمل محطمة كلياً ومليئة بالحقد والغضب.....أرادت أن تصرخ.....أرادت أن تحرق كل شيء حتى نفسها.....لقد استفحل فيها الألم إلى حد لا يطاق......لم تخبر أحداً سوى مازن عما حدث لها.....لأنه الشخص الوحيد الذي أحست بأنها تستطيع الحديث معه.....كانت تعلم في قراره نفسها أن الانتحار ليس حلاً ولكن لم تجد خلاصاً لعذابها سوى الموت.....فأبوها قد ذهب وتخلى عنها من أجل أن يبني له حياة جديدة..... ووقعت تحت رحمه خالها الذي قطعها عن العالم بسبب خلافه مع أبيها فوجد الفرصة لينتقم منه خلالها.....كما أن أمها صفت بجانب أهلها وتركتها لوحدها في مهب الريح.....وماذا ستفعل لنفسها؟؟ لقد أخذ خالها جوازها وقطعه ومنعها من الخروج من المنزل ومن يستطيع منعه والقانون في صفه؟؟!! فقد أصبح هو وليها بعد ذهاب أبيها.....وضاعت هي تحت الأقدام.... وضع مازن يده على يد أمل وقال: لا تخافين ما راح أخلي أحد يتعرض لك.... شعرت أمل ولأول مره با الأمان منذ وطأت قدمها أرض المطار.....فلقد وجدت في مازن الرجل الذي لن يتوانى عن أي شيء في سبيل حمايتها..... مازن بدوره لم يتوقف عن البحث عن والد أمل.....كان كل يوم يمر تقوى العلاقة بين مازن وأمل......فقد كانت أفكارهم متقاربة ولم يشعر مازن بأن هناك شخص يفهمه في الدنيا مثل أمل..... وبعد مرور شهر توصل مازن إلى عنوان والد أمل المؤقت فقد كان يقطن في شقه مستأجره وسيسافر عما قريب إلى كزابلانكا حيث يقطن مع عائلته الجديدة فعاد مازن إلى الشقة ليخبر أمل..... قالت أمل: مازن أنا خايفه..... قال مازن: من ايش؟؟ قالت أمل: من رده فعل أبوي إذا درا إني كنت عايشه طول المده معك...... قال مازن: والله مشكلة..... قالت أمل: أحسن حل إني أكلمه..... اتصلت أمل على والدها وأخبرته بأنها قد وصلت قبل شهر من السفر وبحثت عنه في كل مكان إلى أن وجدته وأن إجازتها قد شارفت على الانتهاء وتريد أن تجدد جوازها..... أخذها مازن إلى بيت أبيها حيث مكثت مع والدها بعض الوقت إلى أن أنهت إجراءات السفر.... أخبرت والدها بأن خالها من أحضرها ولعلمها بأن أبوها لا يتحدث مع خالها فقد اطمأنت بأنه لن يكلمه.....وفي يوم السفر قاد أبو أمل ابنته إلى المطار حيث ودعها وذهب.....جلست أمل في الصالة الدولية عندما دق جوالها لتسمع صوت مازن.... قالت أمل: مازن!! قال مازن: هلا أمل.....إنتي بالمطار؟؟ قالت أمل: ايه......انتظر رحلتي.... قال مازن: باين من صوتك انك ما انتي مخططه ترجعين..... قالت أمل: كلمت المركز وقالو وظيفتك موجودة والحمد لله حجزت لي شقه ورتبت كل أموري.....ولا يا مازن.....مالي رجعه لها المكان...... قال مازن: لا تقولين كذا.....لسى المكان فيه الحلو..... قالت أمل: إذا تعني نفسك فممكن.....بس غيرك لا.... قال مازن: أوف أوف.....وين كان ها الكلام يوم كنتي عندي؟؟!! ضحكت أمل ثم قالت: ما راح أنسى معروفك معي أبد......راح توحشني..... قال مازن: وانتي بعد...... سمعت أمل الصوت قادماً من قريب فالتفتت لتجد مازن واقفاً خلفها...... النهــــــــاية
|
||||||||||||
|
|||||||||||||
10-11-2009, 00:48 | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||||||||||
|
رد: صفحات سوداء في حياة مراهق ......
اختي الكريمة لقد ابدعتي في سردك ٍ للقصة التي اوجعتني في ثناياها لما فيها من شخصيات لا ادري اهم بشر ام وحوش ،ولكن رحمة الله قريبة ،ففي هذا العالم اناس طيبين ،وهذا من رحمة الله بعباده . . . فاشكرا ً لك ِ اختي الكريمة
|
||||||||||||
|
|||||||||||||
الموضوع الحالى: صفحات سوداء في حياة مراهق ...... -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى الصدى الثقافي -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية - اول حب آخر حب / ماري شو | amreen | منتدى الصدى الثقافي | 7 | 10-02-2010 16:41 |
[ نعيش بلا حياة ونموت بلا موت ..] | تونس الخضراء | منتدى فش خلقك .. فضفض | 4 | 09-08-2009 12:42 |
حجاب للرجال | المشتاق | المنتدى الاسلامى العام | 3 | 13-06-2009 12:56 |
صور من حجاب الرجل | نور | المنتدى الاسلامى العام | 20 | 12-05-2009 17:55 |
حل مشكلة الاختراق في جميع صفحات المنتدى | م.محمود الحجاج | الدعم الفني للمنتديات | 2 | 22-01-2009 16:57 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...