|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
الموسوعات الاسلاميه موسوعة الفقه الاسلامي , الطب البديل والاعشاب , القرآن الكريم ,تفسير القران الكريم , موسوعة الاسره المسلمه, المرجع الشامل , صحيح البخاري موسوعة السيره النبويه , اعرف نبيك , علوم القرآن , صحيح مسلم , موسوعة العقيده الاسلاميه , أذكار المسلم اليومية , رياض الصالحين |
كاتب الموضوع | عفراء | مشاركات | 16 | المشاهدات | 13260 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-09-2010, 21:57 | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
العمل الصالح أثمن شيء في الحياة الدنيا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدَّال على الخير كفاعله )) . [ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] . أيها الأخوة ، الإنسان في علاقته مع الله أمام نشاطين ، يستقيم على أمره ويعمل الأعمال الصالحة ، باستقامته على أمر الله يسلم ، وبالأعمال الصالحة يسعد ، من ترك الكذب، والغش ، والخيانة ، والكبر ، والاستعلاء ، وأكل أموال الناس بالباطل ، من استقام على أمره يسلم من كل عطب ، لأنه طبق تعليمات الصانع ، ومن عمل صالحاً يسعد ، فإن كنت في ضيق اقرأ قوله تعالى : ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾ . ( سورة الكهف الآية : 110 ) . اقرأ قوله تعالى ، الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يندم على أثمن شيء في الحياة الدنيا . ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾ . ( سورة المؤمنون ) . علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح : مخلوق أنت في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً ، فالمؤمن لا يشغله إلا شيئان ، إلا أن تأتي حركته وفق منهج الله ، مستقيم ، وأن يتقرب إلى الله بإنفاق ما أعطاه الله . ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾ . ( سورة القصص الآية : 77 ) . ابتغِ ، أنفق من علمك ، وأنفق من مالك ، وأنفق من خبرتك ، وأنفق من جهدك ، وأنفق من وقتك ، فلذلك ربنا سبحانه وتعالى ، لأننا مخلوقون للعمل الصالح ، لأن علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح ، حتى إن بعض العلماء فسر قوله تعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، العمل الصالح إن جاء مفرداً يشمل الاستقامة والعمل الصالح ، أما حينما تأتي مفسرة : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ . ( سورة فصلت الآية : 30 ) . ثم يقول الله عز وجل : ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ . ( سورة فصلت الآية : 33 ) . إن جاء العمل الصالح مفرداً أي أنك استقمت على أمر الله وعملت الصالحات ، فلذلك لأن الإنسان مخلوق لعمل صالح يصلح للعرض على الله . تصور إنساناً خلقه الله عز وجل ، منحه نعمة الوجود ، منحه نعمة الإمداد ، منحه الهدى والرشاد ، أعطاه مالاً ، أعطاه صحة ، أعطاه أولاداً ، سخر له كل ما في الكون ، فجاء يوم القيامة صفر اليدين ، أنفق ماله كله من أجل أن يعلو في الأرض ، أنفق ماله على المتع الحسية ولم يعمل صالحاً ، قال عليه الصلاة والسلام : (( يا بشير ! لا صدقة ولا جهاد فبمَ تدخل الجنة ؟ )) . [رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط عن بشير بن الخصاصية ] . حجم كل إنسان عند ربه بحجم عمله الصالح : هناك سؤال كبير : ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ أقول لكم : لو أنك استقمت على طاعة الله أنت بهذا ضمنت سلامتك ، ضمنت راحة بالك ، ضمنت راحة قلبك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ كنت صادقاً ارتقيت عند الناس ، كنت أميناً وثق الناس بك ، تركت الحرام سلمت من تدمير المال ، تركت النظر إلى النساء سلمت من تشويش القلب ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ استقامتك لك ، استقامتك ضمنت سلامتك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ ماذا بذلت ؟ هل بذلك من مالك ؟ هل بذلت من علمك ؟ هل بذلت من وقتك ؟ هل بذلت من خبرتك ؟ هل مشيت مع إنسان لتحل له مشكلة ؟ . (( مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة )) . [أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ] . ماذا فعلت من أجلي ؟ لأنك مخلوق في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً يصلح سبباً لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، وفرق كبير بين السبب والثمن ، أنت بإمكانك أنت تشتري مفتاحاً بعشر ليرات تفتح به بيتاً ، ثمنه خمسون مليوناً ، فكل أعمالك الصالحة في الدنيا مثل مفتاح البيت سبب لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، الجنة فضل من الله ، بفضل الله ورحمته ، أما عملك الصالح كله واستقامتك كلها هي مفتاح . فيا أيها الأخ الكريم ، لأن الإنسان مخلوق في الدنيا للعمل الصالح ، بل إن حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، قال تعالى : ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾ . ( سورة الأنعام الآية : 132 ) . كل معصية عقبة في الطريق إلى الله عز وجل : دائماً اسأل نفسك ماذا قدمت لله عز وجل ؟ بأول الطريق يا رب أنا غضضت بصري ، جيد ، يا رب أنا ضبطت لساني ، ضبطت جوارحي ، ضبطت دخلي ، الاستقامة كلها سلبية ، والأصح من ذلك أن الطريق إلى الله فيه عقبات ، وكل معصية عقبة . الآن إنسان يركب سيارة ، وجد على عرض الطريق مكعباً من الإسمنت ارتفاعه ثلاثة أمتار على عرض الطريق ، الطريق مسدود ، مغلق . كل معصية عقبة في طريقك إلى الله ، فلو أزلت كل العقبات ، واستقمت على أمر الله كله ماذا زدت أنت ؟ ما زدت عن أن زلت العقبات من الطريق ، بقي أن تتحرك الحركة وهي العمل الصالح ، فكل إنسان يستيقظ صباحاً ، ويهتم بأمر دنياه فقط خاسر خسارة كبيرة . (( من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ، و لم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له )) . [الترمذي عن أنس] أي أنت في اليوم هل عدت مريضاً ؟ هل شيعت جنازة ؟ هل أنفقت من مالك ؟ هل أطعمت جائعاً ؟ هل واسيت بائساً ؟ هل حللت مشكلة ؟ هل وفقت بين زوجين ؟ هل وفقت بين أخوين ؟ هل علمت الناس آية ؟ هل علمتهم حديثاً ؟ ماذا فعلت ؟. لذلك الإنسان إذا جمع المال الكثير في الوقت القليل ولم يكن له عمل صالح يرقى به فهو أكبر خاسر ، من هذه المقدمة ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ )) [مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ ] . أو : ((الدَّال على الخير كفاعله )) . [ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] . فاعل الخير خير من الخير وفاعل الشر شرّ من الشر : هذا ينقلنا إلى موضوع آخر ، هذا الموضوع ذكره سيدنا علي بكلام بليغ قال : "فاعل الخير ـ دققوا ـ فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شر من الشر" . نبدأ من الشر ، هذا الذي ألقى على اليابان قنبلة ذرية ، في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي ثوانٍ معدودات أزهق أرواح ثلاثمئة ألف إنسان ، ولا تزال آثار هذه القنبلة على الأرض والبيئة والحيوانات إلى وقت قريب...إلخ . هذا الشر استمر مئة عام ، استمر خمسين عاماً تقريباً ، بعد خمسين عاماً من لم يمت مات الآن ، لو أن هذه القنبلة لم تلقَ الآن الكل يموتون ، الشر مهما كان كبيراً ينتهي مع الزمن ، أما الذي أراد أن يزهق هذه الأرواح ، سيخلد في النار إلى أبد الآبدين ، الشر ينتهي وفاعل الشر لا ينفذ عذابه ، فاعل الشر شرّ من الشر ، الآن أكبر جريمة ارتكبت قتل إنسان مئة شخص ، بعد مئة سنة لو لم يقتلهم لماتوا حتف أنفهم ، أكبر شر ينتهي ، الحرب العالمية الثانية ذهب ضحيتها خمسين مليون إنسان ، بعد مئة سنة بالضبط لو لم تقم هؤلاء الناس الذين ماتوا بالحرب سيموتون حتف أنوفهم ، إذاً أكبر شر بالأرض ينتهي ، ما الذي يبقى ؟ فاعل الشر ، هذا يتعذب بشره الذي أراده إلى أبد الآبدين ، بالمقابل فاعل الخير ، أنت أسست ميتماً ضمّ ألف يتيم ، بعد مئة سنة ، بعد مئتي عام ، هؤلاء الأيتام أصبحوا كباراً وعملوا وتزوجوا وانتهى يتمهم ، لأن النبي الكريم يقول : (( لا يُتْمَ بَعْدَ احتِلام )) . [أخرجه أبو داود عن علي بن أبي طالب ] . ماذا الذي بقي ؟ بقي هذا الذي أراد خدمتهم ، ورعايتهم ، هذا يسعد في عمله إلى أبد الآبدين . حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي إن كان خيراً و إن كان شراً : الأنبياء جاؤوا بالهدى ، وأكفر كفار الأرض عند الموت يهتدي ، لكن يهتدي بعد فوات الأوان .
﴿ الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ . ( سورة يونس الآية : 90 ) . الشر ينتهي والخير ينتهي ، أو الأصح من ذلك حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي، الأعمال الجليلة التي جاء بها الأنبياء تنتهي ، الحقيقة انكشفت ، تصور نبياً كريماً يدعو قومه ألف عام ، سيدنا نوح : ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً ﴾ . ( سورة العنكبوت الآية : 14 ) . انتهى ، حتى الهدى ينتهي ، الهدى ينتهي عند الموت ، لأنه لو لم تكن مهتدياً لعرفت الحقيقة . ﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ . ( سورة ق الآية : 22 ) . الهداية تنتهي ، وإطعام الطعام ينتهي ، ومعالجة المرضى تنتهي ، ورعاية الأيتام تنتهي ، أجل الأعمال الصالحة تنتهي يوم القيامة ، والأعمال الشريرة تنتهي ، ماذا يبقى ؟ يبقى فاعل الخير يسعد بخيره إلى أبد الآبدين ، وفاعل الشر يشقى بشره إلى أبد الآبدين، فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شرّ من الشر . التجارة الرابحة هي التجارة مع الله عز وجل : الموضوع الأخير : إذا كان دللت إنساناً على صفقة يعطيك بالمئة واحد ، هذه عمولته ، الآن مندوب المبيعات بالمئة واحد ، والدلال بالمئة اثنان ، كل الوسطاء بالعرف التجاري من واحد لاثنين بالمئة ، أحياناً يستكثروها يقول : غير معقول أعطيك مئتي ألف على دلالة بيت ، إذا كان ثمن البيت ثلاثين مليوناً أخي تأخذ خمسة آلاف وتمشي لا يقبل بالمئة واحد ، أما ربنا عز وجل أعطك بالمئة مئة ، فأنت إذا عملت عملاً صالحاً هذا العمل لك مثل أجره فاعله ، إذا دللت على خير ، طبعاً إذا فعلت الخير موضوع ثان ، إذا دللت على خير . قال له إنسان : أين أصلي ؟ قلت له : صلِّ بهذا المكان ، والإنسان استفاد من هذا المكان ، واستقام ، وسعد ، كل إنسان بصحيفة من دله على خير ، تشجيعاً للعمل الصالح . لذلك النتيجة يجب أن نتاجر مع الله ، الأرباح مذهلة ، إذا إنسان أراد أن يعطي ثلاثين بالمئة فتأتيه أموال بشكل مخيف ، إذا كانت النسبة سبعين بالمئة يبيعون بيوتهم ويعطونه ، وإذا كان مئة بالمئة ، وإذا كان ألف بالمئة ، وإذا مليون بالمئة ، وإذا مليار بالمئة، الله عز وجل كريم . على الإنسان ألا يجعل الدنيا أكبر همه و لا مبلغ علمه : لذلك : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ . ( سورة الصف ) . تاجر مع الله عز وجل ، أنا مرة كنت في تعزية ، صاحب البيت الذي كنت أعزيه بأمه ، مجدد بيته ، لكن هذا التجديد كلفه مبالغ فلكية ، كأنه شعر بمشكلة ، فسألني : ما حكم الشرع في هذا ؟ قلت له : دعك من حكم الشرع ، وخذ الأمر بعقلية تجارية ، أنت معك كتلة نقدية ، لو استهلكتها كلها في الدنيا لن تكون عاقلاً ، لو استهلكت حاجتك والباقي وظفته عند الله ، وكل قرش بمليار تكون أعقل بكثير ، لو استهلكتها كلها ، على رفاهك ، وبيتك ، ومركبتك ، وأكلك ، وولائمك ، وسفرياتك ، ونزهاتك ، كلها استهلكتها ، ثم جئت الله عز وجل يوم القيامة صفر اليدين لا تملك عملاً صالحاً ، أما لو استهلكت يعضها على أمور دنياك، والباقي وظفته عند الله بربح خيالي تكون أعقل الناس . فالإنسان لا ينبغي أن يجعل الدنيا أكبر همه ، ولا مبلغ علمه ، والدنيا لها سقف ، إذا كنت تملك مبلغاً ضخماً ، وأردت أن تأكل ، هل تأكل بحجم مبلغك أم بحجم معدتك ؟ بقدر ما تملك من المال ، وجبتك محدودة ، بقدر ما تملك من المال نومك على سرير واحد بقدر ما تملك من المال ترتدي ثياباً واحدة ، البذلة الغالية بثلاثة أكمام أم بكمين ؟ بكمين ، فالفوارق تكون كلها فوارق شكلية ، لا تقدم ولا تؤخر . كل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله : يقولون أن كل الحضارة عملت أطراً جميلة ، والمضمون واحد ، أي طعمة الفول والحمص من ألف سنة للآن واحدة ، استمتع بها الفقير ، الطعوم التي أودعها الله فيها ، الغذاء والفائدة ، طعمها واحد ، تقريباً الأمور متشابهة جداً .
يقولون : إن والي دمشق كان مركز ولايته بالمنزل بالمرجة ، دخل عليه موظف كبير عنده ، وجده يقف على نافذة ومستغرق في التفكير ، فلما انتبه لوجوده التفت ووجد على خده دمعة ، قال له : خير إن شاء الله ؟ قال له : تعال وانظر ، جاء إنسان من الريف ينتظر سجيناً كان المبنى الأرضي هناك سجن ، يبدو أنه لم يسمح لهذا الإنسان أن يلقى السجين ، و قد جاع من الانتظار ، فجلس على الأرض لا يملك إلا بصل وخبز ، ضرب رأس البصل بيده وكسره وأكل ، قال : أتمنى أن أكون مثل هذا الفقير وآكل بهذه الشهية . مثلاً شركة ضخمة ، الحاجب المستخدم فيها أعطاه الله صحة مثل الحصان ، وكبار الموظفين يوجد بجسمهم خمسون علة ، فالله عنده مجموع ثابت ، حظك من الصحة ، مع الأولاد ، مع الزوجة ، مع المكانة يصبحون مئة ، لكن الحظوظ موزعة توزيع تفاوت بين الناس والمجموع ثابت . فلذلك يجب أن نتاجر مع الله ، لأن الربح غير معقول إطلاقاً ، أنا كنت أضرب مثلاً بشكل مبسط : ملك قال لمعلم : علم ابني دروساً و إياك أن تأخذ منه شيئاً ، فهذا المعلم ضيق الأفق ، ألقى الدرس على الابن ، وطلب منه الأجرة ، والأجرة مئتا ليرة ، خمسمئة ، ألف ، الأب كان مهيئاً له بيتاً وسيارة ، مقابل عدد من الدروس ، و لكن عندما أخذ مئتي ليرة على كل درس وانتهى لم يعد له شيء . فالإنسان عندما يطلب من إنسان أجره يكون أحمقاً ، يكون ضيق الأفق ، وعندما يطلب أجره من الله يحتسب هذا العمل لوجه من الله . أنا أذكر أن هناك أشخاصاً كثيرين إذا قلت له ما يلزم ؟ يقول : دعني وربي ، فكل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله . إذاً ملخص هذا الدرس تاجر مع الله ، لا إذا فعلت الخير إذا دللت عليه لك مثل أجر فاعله ، فكيف إذا فعلته هذا شيء ثان . والحمد لله رب العالمين |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
28-09-2010, 21:59 | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )) . [أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة ] . أول حقيقة هي أن كتمان العلم من الكبائر ، وكلكم يعلم أن الكبائر مهلكة ، وقد قال الله عز وجل : ( سورة النساء ) . فالإنسان إذا وقع في كبيرة فقد أهلك نفسه ، ومن الكبائر أن تكتم العلم ، هناك من يفتي بغير علم ، له عند الله عقاب أليم ، لكن المجرم هو الذي يفتي بخلاف ما يعلم ، فرق كبير بينهما ، يفتي بلا علم جاهل ، أما هناك من يعلم الفتوى الصحيحة ، يعلم الحكم الشرعي الصحيح ، يعلم وجهة نظر الشرع في هذا الموضوع ، ولكن لمصالحه المادية ، أو لمركزه ، أو ممالئة للأقوياء يفتي بخلاف ما يعلم ، أي كتم العلم ، كتم علمه ، لذلك ورد في القرآن الكريم : ( سورة الأحزاب الآية : 39 ) . هذا الذي يبلغ رسالات الله له صفات كثيرة ، ربنا سبحانه وتعالى أهملها كلها واكتفى بصفة واحدة ، أنه يبلغ ولا يخشى أحداً إلا الله ، لأنه لو خشي غير الله وكتم العلم إرضاء لهذا الذي يخشاه ، أو تكلم بالباطل إرضاء له ، ماذا بقي من رسالته ؟ انتهى ، القرآن الكريم له أسلوب بليغ في الوصف ، يأتي بصفة مترابطة مع الموصوف ترابطاً وجودياً ، فإذا ألغيت الصفة ألغي الموصوف ، نقول : الطائرة تطير ، إن ألغيت طيرانها ألغيتها الطائرة كلها، لو وصفتها أنها كبيرة ، الباخرة كبيرة ، غالية ، اليخت غال ، فخمة ، البيت فخم ، أما أنت وصفت الطائرة بالطيران ، فلو ألغي الطيران ألغيت الطائرة . ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ﴾ ، قد يقول أحدنا : هذا مع الدعاة ، نحن من عامة المسلمين ما علاقتنا بهذا الحديث ؟ هذا الحديث يغطي كل المسلمين . أنت عم ، لك ابنة أخ ، ذهبت إليهم ، مظهر هذه البنت ولباسها ليس شرعياً سكتت ، أنت كتمت علماً ، كلما كتمنا العلم توسعت دائرة الباطل وضاقت دائرة الحق . لك شريك ، لك جار ، لك أخ ، لك صديق ، لك ابن ، لك بنت ، كلما تأملت في وضع ولم يكن شرعياً ، وكتمت الحكم الشرعي إرضاءً للآخرين ، أو طلباً للنجاة والسلامة ، أنت عطلت الفريضة السادسة ، الفرائض صوم ، وصلاة ، وحج ، وزكاة ، والسادسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك هذه الفريضة لو عُطلت انتهى الإسلام . عندنا هدفان كبيران للإسلام هما ؛ أن نحافظ على وجوده ، وأن ننمي الحق ، الحفاظ على وجود الحق يكون بالتواصي بالحق ، قال تعالى : ( سورة العصر ) . التواصي بالحق أحد أركان النجاة ، إنك إن وصيت الناس بالحق ، نصحتهم ، أمرتهم بالمعروف ، نهيتهم عن المنكر ، الحق يبقى ، ثم ينمو . قال لي أخ : دخلت على صديق لي ، عنده موظفة متفلتة جداً ، فقلت له : أنت محسوب علينا ، أنت معدود مع المؤمنين ، ومع المسلمين ، وهذا لا يليق بك ، قال له : دخل لعندي مئات الأشخاص و لم يتكلم أحد منهم هذا الكلام ، هذه ملاحظة قيمة جداً ، هو نصحه ، وحينما يفعل أو لا يفعل صار الأمر له ، أما أنت فعليك مهمة أديتها . مرة فيما أذكر عبد الملك بن مروان أراد أن يخطب في الناس قبل صلاة العيد ليضمن بقاءهم في المسجد ، فصعد المنبر قبل أن يصلي ، فرجل ـ أعتقد أنه سعيد بن الزبير ـ أمسكه من ثوبه ، و قال له : يا أمير المؤمنين هذا ما فعله النبي ، فلم يسمع كلامه و أكمل صعوده ، فقال آخر : أما هذا فقد أدى الذي عليه . أنت لست مكلفاً فوق الكلام ، نصحك ، أخي هذا العمل غير شرعي انتبه ، الله كبير ، أنت انطق بالحق فقط ، ليس عليك إلا البلاغ . ( سورة المائدة الآية : 67 ) . قالوا : كلمة الحق لا تقطع رزقاً ، ولا تقرب أجلاً ، فإذا كان كل واحد منا لا يسكت عن الباطل ، لا يسكت عن الخطأ ، تكلم ، فالخطأ يتقلص ، والحق يتنامى ، أما كلنا نجامل بعضنا إلى ما لا نهاية ، هذه المجاملة تنمي الباطل وتضيق دوائر الحق . لذلك عدّ النبي عليه الصلاة والسلام كتمان العلم من الكبائر ، نحن جالسون أذن الظهر ، والعصر كاد أن يقترب ، و لم يتحرك أحد ، لا تجامل أحداً ، أذن الظهر قم وصلِّ وادعُ الناس للصلاة ، طبعاً السلامة تقتضي ألا تتكلم أي كلمة ، بل تبقى ساكتاً ، لأن النطق بالحق يحتاج إلى جهد ، إلى جرأة ، وإلى اقتحام . لذلك ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ﴾ ، وفي التاريخ الإسلامي مواقف كثيرة جداً مشرفة . مرة هارون الرشيد فيما أذكر وصل للمدينة ، فطلب أحد العلماء ليلتقي معه ، فاختاروا الإمام مالك ، ذهبوا إليه أن ائت معنا لأن الخليفة يريدك ، قال لهم : قولوا له : يا هارون إن العلم يؤتى ولا يأتي ، فقال : صدق ، نحن نأتيه ، فلما بلغه ذلك ، قال : قولوا له : لا أسمح له أن يتخطى رقاب الناس . أنا ذكرت بخطبة أن نظام الإسلام عجيب ، بالمسجد من يصل أولاً يجلس في الصف الأول ، من يجلس آخراً يجلس في الصف الأخير ، هناك مساواة ، قد يكون إنسان مرتبته في المجتمع في الصف الأول ، وبالمسجد في الصف الأخير ، إنسان مرتبته في الصف الأخير ، جاء باكراً وجلس في الصف الأول ، المسلمون في بيوت الله سواسية . إذاً لا أسمح له أن يتخطى رقاب الناس ، قال : صدق ، أعطوه كرسياً ، فقال الإمام مالك : من تواضع رفعه الله ، ومن تكبر وضعه الله ، قال : خذوا عني هذا الكرسي ، أي كان هناك جرأة ، و نطق بالحق ، وهذا مما يرفع قيمة العلم . سُئل الحسن البصري : بِمَ نلت هذا المقام ؟ قال : "باستغنائي عن دنيا الناس وحاجتهم إلى علمي" . الحسن البصري من كبار التابعين ، عاصر الحجاج ، والحجاج كان طاغية ، يبدو أن هناك أخطاء كثيرة جداً ، والحسن البصري بحكم وظيفته في العلم ، حذر الناس منها ، فبلغ الحجاج ذلك فثارت ثائرته ، قال لمن حوله : يا جبناء والله لأروينكم من دمه ، وأمر بقتله ـ معنى أمر بقتله أي جيء بالسياف إلى قصره ، ومدّ في بهو القصر النطع وهو رداء كبير يحمي الأثاث من الدم المتطاير من المقتول ـ جيء بالسياف ، ومدّ النطع ، ثم جيء بالحسن البصري ، فلما دخل ورأى السياف جاهزاً ، فهم كل شيء ، فحرك شفتيه بتمتمات لم يفهمها أحد ، عندما وصل ، ودخل ، ما كان من الحجاج إلى أن وقف له ، واستقبله ، ورحب به ، وما زال يدنيه منه حتى أجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا سعيد أنت من أفضل العلماء ، وسأله قالوا : وعطره ، ورحب به ، ثم شيعه إلى باب القصر ، السياف لم يفهم شيئاً ، صُعق ، فلحقه وقال له : يا إمام قد جيء بك بغير ما فعل فيك ، فماذا قلت بربك ؟ قال له : قلت لربي لما رأيت هذا : " يا مؤنسي في وحشتي ، يا ملاذي عند كربتي ، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم ". الله يبدل ، القلوب بيد الله عز وجل . العبرة أن الإنسان لا يكتم علماً ، أنت لست مكلفاً أن تصل إلى هذا الحد ، أحياناً الحكم الشرعي حتى تكون دقيقاً لو أنك نطقت به فنتج عنه فتنة أكبر من الفتنة التي تنكرها لست مكلفاً أن تنطق بها ، نحن عندنا حكم شرعي ، وعندنا موقف شخصي ، لعل الحسن البصري وقف موقفاً شخصياً ، لكن كل موقف له ثمن ، لكن الحكم الشرعي يسع المسلمين جميعاً . سيدنا الصديق شرب لبناً من مال حرام ، تقيأه ، لو إنسان منا شرب حليباً من مال حرام هل هو مكلف شرعاً أن يتقيأه ؟ لا ، يستغفر الله ، لأنه لم يكن يعلم ، عندنا حكم شرعي، وعندنا موقف شخصي ، الحكم الشرعي يسع الناس جميعاً ، ومن طبق الحكم الشرعي لا شيء عليه ، وهناك موقف شخصي . عمار بن ياسر عُذب حتى ضغط عليه أن ينطق بكلمة الكفر ، نطق بها ، فلما جاء النبي مرتعداً ، قال : لا شيء عليك ، ولو عادوا عد ، ونزل قول تعالى : ( سورة النحل الآية : 106 ) . بلال ما فعل هذا ، قال : أحدٌ أحد ، موقف بلال موقف شخصي ، موقف عمار حكم شرعي ، الحكم الشرعي يسع كل الناس ، الموقف الشخصي يحتاج إلى مبادرة ، وإلى جرأة ، وهذا له عند الله حساب خاص ، فنحن غير مكلفين أن ننطق بالحق إذا نتج عن النطق بالحق فتنة أكبر من المنكر الذي ننكره ، أحياناً يكون الوضع صعباً جداً ، ما كلف الله نفساً إلا وسعها ، لكن لو الإنسان اجتهد اجتهاداً صادقاً ، الله يحفظه ، ويحميه ، ويؤجره ، وكل شيء له ثمن ، لكن بآخر الزمان : (( حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ )) . [ أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني] . خاصة النفس ؛ أولادك ، أقرباؤك ، جيرانك ، أخوانك ، رواد مسجدك ، خاصة نفسك ، والمجتمع الذي تعيش فيه ، أما بالطريق إنسانة متفلتة ، يا أختي حرام عليك تمشي هكذا ، ما كلفك الشرع أن تفعلها ، قد يكون هذا فوق طاقتك ، إنسان تكلم كلاماً بحق الله غير صحيح ، متسلط مثلاً ، أو قوي ، هو لا يفهم عليك ، أنت إذا سكت لست مؤاخذاً ، لو سكت طبقت الحكم الشرعي ، والحكم الشرعي يسع الناس جميعاً هذا الموقف الشرعي ، لست مكلفاً أن تنطق بالحق إذا نتج عنه فتنة أكبر من المنكر الذي تنكره ، لكن لو إنسان اجتهد فالله يحفظه ويؤجره ، وهذا وضع شخصي مع الله عز وجل . مرة ثانية : (( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )) . [أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة ] . الإنسان يطلب العلم ، لماذا ؟ يطلب العلم ليعلمه ، أما إذا سُئل صار التعليم واجباً ، أنت تطلب العلم كي تكون داعية مثلاً ، كي تنطق بالحق ، المفروض حينما تطلب العلم تطلبه للآخرين لا لنفسك ، لأن الإنسان لو عبد الله نجا ، لماذا العلم إذاً ؟ العلم لينتشر الحق ، لو أن إنساناً لا يفهم شيئاً بالدين فقط صلى ، وصام ، وحج ، وزكى ، وغض بصره ، وحرر دخله ، وقام الإسلام في بيته ينجح ، لكن هذا عابد ، أما أنت حينما تطلب العلم لماذا ؟ من أجل أن تعلمه ، ما الشيء الأقوى من تعليمه ؟ إن سُئلت ، إذا سألك إنسان يجب أن تجيب بالموقف الشرعي . هنا : (( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )) . [أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة ] . والإنسان إذا سُئل عن علم وهو لا يعلم لا ينبغي أن يفتي بما لا يعلم فهو آثم ، أما إن أفتى بخلاف ما يعلم فهو مجرم ، إن أفتى بلا علم فهو آثم ، أما إن أفتى بخلاف ما يعلم فهو مجرم ، والإنسان حينما يُسئل ينبغي أن يجيب ، وإذا لم يعرف فليقل لا أعلم ، وكلمة لا أعلم ينطق بها العلماء دائماً ، والجهلاء يعلمون كل شيء ، ومن علم كل شيء لا يعلم شيئاً . الإمام أحمد بن حنبل جاءه وفد من المغرب ، بعد عناء في الطريق ثلاثة أشهر ، معه ثلاثين سؤالاً ، أجاب على سبعة عشر سؤال ، البقية ؟ قال له : لا أعلم ، معقول ! قال : قولوا لمن أرسلكم : الإمام أحمد لا يعلم . عود نفسك أن تقول : لا أعلم ، لا أدري ، لا أدري نصف العلم ، معنى هذا أنك تتمتع بروح موضوعية ، عندك ورع ، وأنا أكره كلمة جبان إلا في موطن واحد ؛ بالفتوى ، أنا أقول : أنا جبان بالفتوى ، لأن الفتوى شيء مخيف ، لو قلت له : افعل ولا شيء عليك كنت جسراً إلى النار ، وإذا كان الوضع شرعياً وأنت منعته عن شيء شرعي أيضاً تحريم الحلال ليس أقل من تحريم الحرام . لهذا قال الإمام الغزالي : "الجهلاء لأن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون ". والآن كل شخص من الأخوان الكرماء الحاضرين عند أسرته ، وأخواته ، وأصهاره ، وجيرانه ، وزملائه ، يقولون : هذا من طلاب العلم ، كلما حدث شيء يسألونه ، ما قولك ؟ أنت لا يوجد عندك حل وسط ، إما أن تعلم الحكم الشرعي تماماً بشكل واضح ، أو قل لا أعلم ، أو قل سأسأل لك ، هذا الذي ينبغي أن يفعله الإنسان ، كلما كان إيمانه أكبر كان ورعاً أكثر ، والورع الأكثر من لوازمه الخوف من الفتوى السريعة ، وطن نفسك إذا سُئلت سؤالاً لا تعرف جوابه اطلب ممن سألك أن يمهلك حتى تسأل ، أو تراجع ، أما أن تفتي بخلاف لا تعلم هذه جريمة ، أن تفتي بلا علم هذا إثم كبير . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
28-09-2010, 22:00 | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ )) [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . الإنسان أيها الأخوة ، حينما يوقن أن جهة قوية ستسأله ، لا بد من أن يفكر في كل شيء يفعله ، إذا كان هناك سؤال ، والسائل قوي ، وأنت في قبضته ، ولا تستطيع أن تقول كلمة خلاف الواقع ، فلو أن كل إنسان درس هذه الأسئلة ، وتحرك في حياته اليومية محاولاً أن يجيب عن كل سؤال يُسأل عنه يوم القيامة : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ )) . [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . الإنسان أحياناً يعيش عمراً ، ستون ، خمسة وستون ، اثنان وسبعون ، ثلاثة وثمانون ، أربع وخمسون ، ثمانية وأربعون ، كل واحد منا له عمر ، هذه السنوات ، هذه الأيام ، هذه الأشهر ، هذه الأسابيع كيف أمضاها ؟ السهرات أين أمضاها ؟ مع من ؟ موضوع الحديث هل فيه معصية ؟ هل فيه اختلاط ؟ هل فيه مشاهدة أعمال فنية ساقطة ؟ هل فيه غيبة ؟ نميمة ؟ افتراء ؟ ملء العين من الحرام ؟ النهار كيف أمضاه ؟ في دكانه ، في مكتبه ، في يمين كاذبة ، في بهتان ، في تصرف سيء ، الأيام والليالي تمضي ، كل حركة وكل سكنة سوف نُسأل عنها ، نُسأل عن العين هل غضت البصر ؟ نُسأل عن الأذن هل استمعت إلى محرم ؟ نُسأل عن اللسان هل نطق بغير الحق ؟ نُُسأل عن اليد هل بطشت ؟ نُُسأل عن هذه الرجل هل تحركت في معصية ؟. (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه ؟ )) [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . العمر يستهلك ، لا يوجد إنسان يتمتع بصحته إلى ما شاء الله ، يضعف جسمه ، ينحني ظهره ، يضعف بصره ، يغير أسنانه ، يشيب شعره ، تضعف قوته . (( عبدي كبرت سنك ، وشاب شعرك ، وضعف بصرك ، وانحنى ظهره ، فاستح مني فأنا أستحي منك )) . [ ورد في الأثر ] . العمر يصعد في خط صاعد ، ثم يستقيم الخط ثم ينحدر ، الإنسان حينما ينحدر خطه البياني ، وكان قد أمضى حياته في طاعة الله هذه سنة الله في خلقه ، أما حينما ينحدر خطه البياني وكان قد أمضى حياته في معصية الله ، أو في القيل والقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، أو في سفاسف أو ترهات لا ترضي صاحبها شيئاً ، عندئذٍ يندم أشد الندم ويتألم أشد الألم . (( عن عُمُره فيم أفناه ؟ )) . الإنسان أحياناً يمضي حياته في النزهات ، في المباحات ، لكن همه طعامه وشرابه ، همه المتعة ، همه أن ينغمس فيما أباح الله له ، هذا الاستمتاع في المباحات ليس له رصيد ، لآتيكم بمثل قريب : اجلس في حمام ساخن مريح ، ساعة ، ساعتين ، ثلاثة ، هل تصبح بعد هذا الاسترخاء في الماء الساخن طبيباً ؟ هل تصبح تاجراً ؟ هل تصبح عالماً ؟ الاستمتاع ليس له رصيد مستقبلي ، أما السعي والكد له رصيد مستقبلي . لو أن طالباً أمضى حياته الدراسية ، في النوم ، والاستلقاء ، واللعب مع أصدقائه، ولعب النرد ، و مشاهدة الأفلام ، هل ينجح ؟ هو مستمتع الآن ، والمتعة في وقت العمل جريمة ، نحن في الدنيا ، في دار عمل ، نحن في دار سعي ، في دار كسب ، في دار إعداد ، نحن في دار الدنيا إعداد لدار عليا ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : (( إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين )) . [أخرجه الإمام أحمد عن معاذ بن جبل ] . الإنسان حينما يجعل النعيم هدفاً له ، يعيش ليأكل ، يعيش ليستمتع ، يعيش ليحتفل، يعيش ليفتخر ، يعيش لينغمس في الملذات ، أنا أقول المباحة الآن ، دعونا من المعاصي والآثام ، إنسان يعيش ليستمتع بما أعطاه الله ، هذا الاستمتاع ، وهذا الاسترخاء ، وهذا القعود ، وهذا الكسل ، هذا ليس له رصيد مستقبلي . لذلك دائماً أقول : إن استقمت على أمر الله سلمت ، أما إن بذلت من مالك ، ومن وقتك ، وجهدك ، سعدت ، لا بد من أن تبذل من أجل أن تتصل بالله عز وجل . (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . لا يوجد مسلم إلا ويعلم الحقائق ، من الآيات ، من الأحاديث ، من الأحكام الفقهية، من السيرة النبوية ، ألف ضعف عما يفعله ، العلم ليس سبباً بذاته ، العلم وسيلة ، إن لم ينقلك العلم إلى السمو فلا فائدة منه . وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن . *** العلم من دون عمل شجر بلا ثمر ، كل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به ، العلم حجة لك أو حجة عليك ، العلم وسيلة . (( وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . هذا الأعرابي الساذج الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام : عظني ولا تطل ؟ تلا عليه قول الله تعالى : ( سورة الزلزلة ) . قال : كُفيت ، اكتفى بآية واحدة ، القرآن فيه ستمئة صفحة ، فيه آلاف الآيات ، اكتفى بآية واحدة ، فقال عليه الصلاة والسلام : فقه الرجل ، أي صار فقيهاً . نحن لا نحتاج إلى علم كثير ، نحتاج إلى تطبيق كثير ، عاهد نفسك ، هذه الحقيقة قطعية الثبوت ؟ قطعية الثبوت ، قطعية الدلالة ؟ قطعية الدلالة ، ماذا عملت فيها ؟ والله أيها الأخوة ، إذا كل مسلم ألزم نفسه أن يطبق واحد بالألف مما يعلم لكنا جميعاً في حال غير هذا الحال ، واحد بالألف مما يعلم فقط ، أن تعامل الله عز وجل ، تعامل خالق الكون ، هذه العين هل صنتها عن معصية ؟ اللسان ، العين ، الأذن ، القلب ، اليد ، الرجل . (( وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . دائماً اسأل نفسك ، مرة أحد التابعين قرأ قوله تعالى : ( سورة الأنبياء الآية : 10 ) . بدأ يقرأ القرآن ، مرّ بآيات الصالحين قال : أنا لست منهم ، القصة أنه أين أنت من هذه الآيات ؟. ( سورة المؤمنون ) . أين أنت من هذه الآية ؟ . ( سورة النور الآية : 30 ) . أين أنت من هذه الآية ؟ . ( سورة النساء ) . أين أنت من هذه الآية ؟ اقرأ القرآن ، واسأل نفسك أين أنا من هذه الآية ؟ هل أنا مطبق لها ؟ هل أنا مقصر ؟ هل أنا سبّاق إليها ؟ لا يعنيك أن تتعلم ، يجب أن يعنيك ماذا فعلت فيم علمت ؟. لو فرضنا كما كنت أقول دائماً : أنت بحاجة إلى الشمس من أجل شفاء من مرض جلدي ، وقلت : الشمس ساطعة ، ولم تتعرض إلى أشعتها ، ما قيمة هذه المقولة ؟ هي ساطعة ، إن قلت : ليست ساطعة لا أحد يصدقك ، وإن قلت : ساطعة ما فعلت شيئاً ، أبداً تحصيل حاصل ، حقيقة صارخة بادية للعيان أنت ذكرتها ، أما حينما تذهب إليها وتعرض نفسك لأشعتها فتشفى ، الآن أنت إنسان منطقي . فالعبرة ليست في التعلم في التطبيق ، ليست في جمع الحقائق ، في تطبيق الحقائق، هذه الأسئلة كلها الله عز وجل سربها إلينا من خلال النبي عليه الصلاة والسلام ، لو فرضنا إنسان جاءته الأسئلة انتهى ، يهيئ الأجوبة ، النبي عليه الصلاة والسلام أعطاك الأسئلة ، يوم القيامة هناك خمسة أسئلة . (( عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ )) . الأيام ، والليالي ، والأسابيع ، والشهور ، والسنوات ، والعقود ، كيف مضت ؟ السهرات خلال خمس و خمسين سنة أين أمضيتها ؟ في النهار ، في الصيف ، في الشتاء ، في الربيع ، في الخريف ، هناك سهرات في الشتاء ، و سهرات في الصيف ، هذا البيت من دخل إليه ؟ ما الموضوعات التي طرحت فيه ؟ هذه الجلسة في الليل مع الأهل عن أي شيء تكلمتم ؟ ماذا شاهدتم ؟ ماذا فعلتم ؟ كل شيء مسجل عليك ؟ والله الإنسان إذا عرف أن خطه مراقب يحسب ألف حساب ، يعد للألف قبل أن ينطق بكلمة واحدة . وأنت مراقب من قبل الله عز وجل ، مراقب وسوف تُسأل ، وأي إنسان إذا جاءته ورقة : تعال إلينا يوم الخميس ، لا ينام ثلاثة أيام بالليل ، والله لم أفعل شيئاً ، ماذا في السؤال ؟ ثلاثة أيام لا ينام الليل ، أما إن سألك إنسان عادي ، وقال لك : تعال لعندنا لا شيء عليك ، فكيف إذا سألك خالق الكون الذي لا تخفى عليه خافية ؟ هذا كلام دقيق أيها الأخوة ، كلام فيه مسؤولية كبيرة : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع :عن عُمُره فيم أفناه ؟ )) أي إن أعطيت لماذا أعطيت ؟ هل أعطيت محاباة ؟ هل أعطيت ظلماً ؟ إذا منعت لماذا منعت ؟ إذا ابتسمت لماذا ابتسمت ؟ إذا عبثت لماذا عبثت ؟ إذا وصلت لماذا وصلت ؟ إذا قطعت لماذا قطعت ؟ إذا طلقت لماذا طلقت ؟ كل شيء سوف تُسأل عنه ، أنا أقول دائماً هذه الكلمة : هيئ لله جواباً ، دعك من العباد ، هيئ لرب العباد جواباً ، هذه المرأة الضعيفة التي عندك في البيت أنت أقوى منها ، كيف عاملتها ؟ هل كنت منصفاً لها ؟ هل أعطيتها حقها ؟ هذا الشريك هل كنت منصفاً معه ؟ هل أعطيته حقه ؟ هذا الذي جاء إلى دكانك ، أو إلى عيادتك ، أو إلى مكتبك ، وهو واثق منك هل نصحته أم غششته ؟ هناك آلاف المهن أو الحرف لا يستطيع الطرف الآخر أن يناقشها . قال الطبيب للمريض : أنت بحاجة إلى تخطيط ، من الذي يعرف بالضبط إذا كان هذا التخطيط ضرورياً أم غير ضروري ؟ هناك تخطيط ، و إيكو ، و طبقي محوري ، ومرنان ، المرنان بثلاثة عشر ألفاً ، يا ترى ضروري ؟ أم هناك اتفاق مع صاحب المرنان ؟ لا يعلم بهذا إلا الله ؟. محامي ! يا ترى الدعوى رابحة أم خاسرة ؟ خاسرة سلفاً وتقول : رابحة ، وتأخذ الأتعاب ، من يعلم هذا ؟ هذا هو الدين ، مكشوف عند الله عز وجل ، لا يخفى عليه شيء ، فأنت حينما تتعامل مع الله عز وجل فاحذر . أحياناً تكبر الوهم على إنسان لتبتز من ماله ، بدعوى أنك شاطر ، وتحسن كسب المال ، لا ، هذه جريمة ابتزاز أموال الناس معصية كبيرة ، كل إنسان بحكم عمله يكون عنده مهنة راقية و عنده أسرار الإنسان يصدقه ، افعل يفعل ، لا تفعل لا يفعل ، هذا الذي جاءك مصدقاً لك . (( كبُرتْ خيَانة تحدِّثَ أخاكَ حديثاً هوَ لك بُه مُصدِّق ، وأنتَ له به كاذبُ )) . [ أخرجه أبو داود عن سفيان بن أسيد الحضرمي ] . عندك جرأة أن تقول الحق ولو كان مراً ؟ وأن تقول الحق ولو كان على نفسك ؟ ولو كان على أهلك ووالديك وأقرب الناس إليك ؟ هذا الإيمان ، أنا أستغرب ، هذا الدين العظيم الذي فيه مئة ألف بند ، مسخ عند المسلمين إلى خمسة بنود ؛ صلى ، وصام ، وحج ، وزكى ، وانتهى الأمر ، وبيعه غير شرعي ، علاقاته غير شرعية ، احتفالاته غير شرعية ، أحزانه غير شرعية ، لماذا تأخر المسلمون ؟ لماذا يبدو تخلى الله عنهم ، لماذا مليون يتحدون مئة مليون ؟ يتغطرسون ، ويستعلون ، ويقتلون ، ويذبحون ، ويكسرون العظام ، لماذا ؟ لأننا فهمنا الدين فهماً خاطئاً ، فهمناه عبادات شعائرية ، فهمناه صلاةً ، وصياماً ، الدين صدق ، الدين أمانة ، الدين التزام ، الدين معاملة للخالق . إذاً : (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ )) . أي مقدار التطبيق مما تعلم ، والله قد يكون واحداً بالألف ، قد يكون واحداً بالعشرة آلاف ، قد يكون واحداً بالمئة ، قد يكون واحداً بالعشرة ، قد يكون واحداً من اثنين ، لا بدّ من أن تجعل كل شيء تعلمه مطبقاً حتى يرضى الله عنك . (( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ )) . سبحان الله ! معقول أن الدين كله ينتهي في النهاية إلى الكسب الحلال . (( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )) . [ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ] . كيف يكون الطعام طيباً ؟ إذا كان الكسب حلالاً ، إذا الكسب حلال صار الطعام طيباً . قال لي شخص ـ توفي رحمه الله ـ هو والد صديقي ، زرت صديقي في البيت في العيد ، فإذا بوالده قد خرج إلينا ، قال لي : عمري ست و تسعون سنة ، أجريت تحليلاً كله طبيعي ، قال لي : والله ما أكلت درهماً حراماً في حياتي ، من عاش تقياً عاش قوياً . الإنسان حينما يصدق ، الناس لا يلتفتون إلى الدين إلا بالتطبيق ، إنسان صادق ، قال له : عندك بيض ؟ قال له : نعم عندي ، فسأله هل البيض طازج ؟ قال له : لا ليس طازجاً ، الآن جاري أحضر بيضاً طازجاً ، هذا الإنسان بقال في زملكا ، عليه إقبال ، لأنه لا يكذب ، كان من الممكن أن يقول له : هذا البيض طازج ، و يعطيه ما يريد ، قال : لا ، أنا البيض عندي من ثلاثة أيام التي . (( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ )) . سألت مرة طبيب أسنان هل يوجد عندك مريض لا يوجد عنده أي مشكلة بأسنانه؟ قال لي : والدي ـ هو من أخواننا ـ قال لي : عمر والدي خمسة و ثمانون عاماً لا يوجد عنده أي مشكلة بأسنانه ، سألت وتحققت ، فإذا بوالده نموذج نادر جداً ، لم يشرب أي كأس من الشاي أثناء المراقبة بحياته ، لم يغلِ الشاي على سخانة المديرية ، ورع إلى درجة تفوق حدّ الخيال ، فمتعه الله بصحة أيضاً تفوق حدّ الخيال ، طبعاً أنا لا أقول إن كان للإنسان أسنان محشوة معنى هذا أن له مشكلة ، لا ، هناك ظواهر عجيبة ، كل إنسان الله عز وجل يعطيه شيئاً يتناسب مع وضعه . (( وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه ؟ )) . الإنسان بعد عمر مديد يحنى ظهره ، يشيب شعره ، يضطر إلى نظارة ، يضطر إلى قطع تبديل ، يضطر لأن يضع شرياناً من مكان ينقله إلى مكان آخر ، هذا الجسم استهلك، فيمَ استهلك ؟ إذا استهلك في الطاعات والله لا يوجد مانع ، هذه سنة الله في خلقه ، لا يوجد إنسان ينجو من هذا ، الأنبياء ، الأنبياء ماتوا ، الأنبياء مرضوا . ( سورة مريم الآية : 4 ) . نبي ، لا يوجد مشكلة إذا الإنسان كبر في السن ، وانحنى ظهره ، و ضعف بصره ، و وهنت قوته ، شيء طبيعي جداً ، لكن العبرة كيف أمضيت هذا العمر ؟ في الطاعات ، في الصلوات ، في خدمة الخلق ، في الصدق والأمانة ، في الإخلاص في عملك ، شيء جميل جداً . أخواننا ، هذا الحديث من أخطر الأحاديث ، خمسة أسئلة تنتظرنا جميعاً يوم القيامة ، هذه الأسئلة سُربت إلينا ، النبي سربها لنا ، جاهزة ، هيئ أجوبة . (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيم أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ )) [ رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي] . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
28-09-2010, 22:00 | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
أيها الأخوة الكرام ، في كتاب العلم ، وفي الترغيب في طلب العلم وبيان فضله من كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري ، عن معاوية بن أبي سفيان ، قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . فقِه ، بالكسر ، بمعنى فهم ، وفقُه أي صار عالماً فقيهاً . ورد في الحديث الشريف أن أعرابياً جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يا رسول الله عظني ولا تطل ؟ فتلا عليه النبي الكريم قوله تعالى : ( سورة الزلزلة ) . فقال هذا الأعرابي : كُفيت ، اكتفى بهذه الآية ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : فقُه الرجل ، أي صار فقيهاً ، آية واحدة اكتفى بها ، ورآها منهجاً في حياته. فقِه بمعنى علم ، أو فهم ، وفقُه بمعنى صار فقيهاً عالماً ، فالإنسان كل آية من آيات الله عز وجل تكفيه منهجاً كاملاً طوال حياته ، فكيف بكتاب كريم فيه منهج تفصيلي ؟. أيها الأخوة ، الجماد شيء يشغل حيزاً ، وله أبعاد ثلاثة ، وله وزن ، لكن النبات شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وله وزن ، وينمو ، والحيوان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وينمو ، ويتحرك ، أما الإنسان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة ، وينمو ، ويتحرك ، ويفكر ، فإذا ألغينا فكر الإنسان وعقله ، ألغينا وجوده الإنساني . لذلك رتبة العلم أعلى الرتب ، هناك قيم تواضع على أنها قيم مرجحة بين بني البشر القرآن الكريم أغفلها كلها إلا قيمة العمل وقيمة العمل ، قال تعالى : ( سورة الأنعام الآية : 132 ) . هذه قيمة العمل . وقال : ( سورة الزمر الآية : 9 ) . هذه قيمة العلم ، ما سوى ذلك قيم تواضع الناس على أنها قيم مرجحة لكن القرآن الكريم ما أغفلها ، فالإنسان قيمته فيما يعمل ، وفيما يعلم ، علمه وعمله . ورد أن رجلاً من التابعين كان قصير القامة ، أحنف الرجل ، مائل الذقن ، غائر العينين ، ناتئ الوجنتين ، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب ، وكان مع ذلك سيد قومه ، كان إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف ، لا يسألونه فيمَ غضب ؟ وكان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه ، هذا الرجل هو الأحنف بن قيس ، إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيم غضب ؟ معنى ذلك أن الإنسان في التقييم الصحيح يُقيّم من خلال علمه ، ومن خلال عمله، وأية أمة تحل قيماً أخرى ، وموازين أخرى غير هذا الميزان ضلت سواء السبيل . (( من تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه )) . [ البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود] . إذا عظّم الناس أرباب الأموال ، وعظّم الناس الأقوياء ، ولم يوقروا أهل العلم هؤلاء قد ضاعوا وضلوا سواء السبيل . (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )) . [أحمد والطبراني والحاكم عبادة بن الصامت] . فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . أي الإنسان حينما يتعلم يؤكد إنسانيته ، يظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك، طالب العلم آثر الآخرة على الدنيا فربحهما معاً ، والجاهل آثر الدنيا على الآخرة فخسرهما معاً ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً . الحقيقة كل علم ممتع ، هناك علوم بفروع دقيقة جداً ، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً، لو إنسان اختص اختصاصاً نادراً لجاءه دخل كبير جداً ، لأنه متعلم إلا أن علمه نادر ، ينفع الأمة فانتفع هو بهذا العلم ، فكل علم ممتع ، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً ، أما هناك علم ممتع نافع مسعد ، العلم بالله هو العلم ، الممتع ، النافع ، المسعد في الدنيا والآخرة ، لو إنسان معه اختصاص نادر جداً ، وجاءه ملك الموت انتهى اختصاصه ، وانتهى دخله ، أما إذا تعرف إلى الله عز وجل هذا علم من أرقى العلوم ، وفضل الذي يعرف الله عز وجل عمن يعرف خلقه كلكم يعلم أن هناك علماً بالله ، وأن هناك علماً بخلق الله ، وأن هناك علماً بأمر الله ، العلم بخلق الله هذه العلوم الكونية ، الفيزياء ، والكيمياء ، والرياضيات ، والتاريخ ، والجغرافيا ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلم الذرة ، وعلم الفلك ، هذا علم بخلق الله ، وأن تعرف الحلال ، والحرام ، والخير ، والشر ، وأحكام الطلاق ، وأحكام البيوع ، وأحكام التجويد ، ...إلخ هذا علم بأمر الله ، العلم بخلق الله وأمر الله يقتضي المدارسة ، ما لم تجلس على ركبتيك ، وتقرأ الكتاب ، تمحص ، تراجع ، تسأل ، تذاكر ، تكتب ، تلخص ، تقرأ ملياً، لن تتعلم ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقال : (( إنما العلم بالتعلم )) . [أخرجه الطبراني عن معاوية ] . إلا أن العلم بالله شيء آخر ، يقول بعض العلماء : جاهد تشاهد ، العلم بالله يقتضي المجاهدة ، أما العلم بخلقه وبأمره يقتضي المدارسة ، بخلقه وبأمره يجب أن تقرأ ، يجب أن تذاكر ، أن تراجع ، أن تلخص ، أن تؤدي امتحاناً ، هذا علم بخلق الله وبأمر الله ، إلا أن العلم بالله يقتضي أن تجاهد نفسك وهواك ، العلم بخلق الله وأمر الله يحتاج كما قلت إلى مدارسة ، ولكن هذه المعلومات تبقى بالدماغ ، ولا علاقة لها بالنفس ، قد تجد إنساناً متخصصاً بأعلى اختصاص ولا يصلي ، أو يرتكب بعض الفواحش ، أو يشرب الخمر ، وأنت إذا أتيت طبيباً رفيع المستوى في اختصاصه ، لا تطالبه أن يكون مستقيماً ، لك منه علمه ، أما إذا أردت أن تصل إلى الله مع عالم لا تقبل منه إلا أن يكون مطبقاً لعلمه ، فقط عالم الدين لا تقبله أنت إلا إذا كان مطبقاً لما يقول : وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن *** أما العالم بالله هذا العلم لا يبقى في ذهنه يسري إلى نفسه ، فلابدّ من أن ينعكس على نفسه تواضعاً ، وأدباً ، ورحمة ، العلم بالله يسمو بالإنسان ، وثمنه باهظ إلا أن نتائجه باهرة . كلكم يعلم أن الله أعطى المال لمن لا يحب ، وأعطاه لمن يحب ، أعطاه لقارون وهو لا يحبه ، أعطاه لبعض الصحابة الكرام وهو يحبهم ، سيدنا ابن عوف ، وسيدنا عثمان ، وابن عوف كما تعلمون سمع السيدة عائشة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً ، فقال رضي الله عنه : والله لأدخلنها خبباً ، وما عليّ إذا كنت أُنفق مئة في الصباح فيؤتيه الله ألفاً في المساء . فلذلك أعطى المال لمن يحب ، وأعطاه لمن لا يحب ، أعطى القوة والسلطان لمن يحب ولمن لا يحب ، أعطاها لسيدنا سليمان وهو نبي كريم . ( سورة ص الآية : 35 ) . وأعطى الملك لمن يحب ، إلا أن العلم والحكمة يعطيهما لمن يحب فقط . ( سورة القصص ) . الإنسان لينظر هل حظوظه في الدنيا من جنس حظوظ الذين لا يحبهم الله عز وجل أم من جنس الذين يحبهم ؟ فإذا سمح الله لك أن تعرفه ، وسمح الله لك أن تدعو إليه ، فهذا شرف عظيم ، ورتبة العلم أعلى الرتب . والحقيقة أن الأقوياء في العالم كيف يحكمون ؟ يحكمون برأي العلماء والخبراء ، وفي النهاية تبقى مرتبة العلم أعلى مرتبة في الأرض . لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أي على كل شخص مسلم . (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . كلمة يفقهه في الدين في الأصل لها معنى عميق جداً ، ثم اصطلح على أن هذه الكلمة تعني معرفة أحكام الدين الفرعية ، هناك للدين أصول وله فروعه ، نحن الآن نتفق أو نحن الآن نفهم أن فلاناً فقيه ، أي يعرف تفاصيل الأحكام المستنبطة من كليات الدين ، إلا أن كلمة فقُه الرجل ، وفلان فقيه ، ويفقه في الدين ، تعني عند رسول الله المعنى اللغوي الأصلي هو الفهم ، أو التعمق في الفهم ، فالإنسان إذا فهم حقيقة الدين سعد في الدنيا والآخرة ، والشيء الثابت أن هناك عابد ، وهنالك عالم . (( ولفقيه واحدٌ أشد على الشيطان من ألف عابد )) . [أخرجه أحمد عن أبي هريرة ] . والنبي عليه الصلاة والسلام ـ وفيما تعرفون ـ عندما رأى رجلاً يصلي في المسجد في غير أوقات الصلاة سأله من يطعمك ؟ قال : أخي ، فقال : أخوك أعبد منك ، وحينما أمسك يد صاحبي جليل وقد كانت خشنة رفعها وقال : هذه اليد يحبها الله ورسوله ، فالنبي الكريم يؤكد قيم العمل . لكن حينما شكا رجل شريكه الذي لا يعمل كثيراً معه ، وكان طالب علم قال عليه الصلاة والسلام : "لعلك ترزق به" ، اختلف الوضع ، لأن العابد لنفسه لكن طالب العلم لغيره ، فالذي يتعلم ليعلم و لينقذ الناس . الحقيقة الدقيقة : أن الإنسان حينما تستقر حقيقة الإيمان في قلبه لا يمكن إلا أن تعبر عن ذاتها بحركة نحو خدمة الخلق ، وتعريفهم بالله ، لا يوجد إنسان يستقر في قلبه الإيمان ويبقى ساكتاً ، بل إن الناس يغفلون عن أن الدعوة إلى الله فرض عين ، ولكن في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، هناك دعوة إلى الله فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، مأخوذ هذا من قوله تعالى : ( سورة آل عمران الآية : 104 ) . وهناك دعوة إلى الله دعوة عين : ( سورة العصر ) . التواصي بالحق أحد أركان النجاة ، بل إن إتباعك للنبي يعني أن تدعو إلى الله والدليل : ( سورة يوسف ) . ﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ ، لابد من أن تدعو إلى الله ولكن دعوة بشكل مبسط . (( بلِّغُوا عني ولو آية )) . [أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] . في حدود ما تعلم ، حضرت خطبة جمعة سمعت تفسير آية ، أعجبك هذا التفسير نقلت هذا للناس ، سمعت تفسير حديث نقلته للناس ، سمعت حكماً فقهياً نقلته للناس ، سمعت موقفاً لصحابي جليل نقلته للناس ، هذه الدعوة التي هي فرض عين ، في حدود ما تعلم وفي حدود من تعلم ، تعلم حقيقة ، وحولك أناس يلوذون بك هم كما وصفهم النبي خاصة نفسك . وهذا الحديث متفق عليه ، وكما تعلمون أن الحديث المتفق عليه هو أعلى أنواع الأحاديث على الإطلاق ، لأن كتاب البخاري ومسلم هما أصح كتابين بعد كتاب الله ، فإذا اجتمعا على حديث واحد فهذا من أرقى الأحاديث . لذلك أنتم حينما تطلبون العلم ، وتفهمون حقيقة الدين ، هذا خير كبير ، بل إن الإنسان يتحرك وفق تصور ، الذي يقدم على سرقة لماذا سرق ؟ لأنه رأى رؤيا شيطانية أن السرقة فيها دخل كبير وجهد كبير ، فإذ وقع في العدالة وسيق إلى السجن يدرك خطأه الكبير، لكن العلم حارس لك . سيدنا علي يقول : "العلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال " الإنسان إذا كان طلب العلم أي يطبق تعليمات الصانع ، و يعيش حياة هادئة وادعة سليمة ، يهديهم : ( سورة المائدة الآية : 16 ) . الإنسان إذا طلب العلم ، وطبقه ، اهتدى إلى طريق سلامته في الدنيا والآخرة ، وإلى طريق سعادته ، وكلكم يعلم أن السلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل إنسان ، السلامة في تطبيق منهج الله ، والسعادة في القرب من الله ، وليس هناك طريق آخر ، لا تسلم إلا إذا طبقت أحكام الشريعة ، ولا تسعد إلا إذا اقتربت من الله عز وجل بشكل أو بآخر . الله عز وجل أرادنا أن نقبل عليه ، لذلك جعل لنا طرقاً إليه ، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، أي العمل الصالح طريق ، وتلاوة القرآن طريق ، وإنفاق المال طريق ، وطلب العلم طريق ، فكل شيء يقربك من الله عز وجل مغطى بكلمة الوسيلة : ( سورة المائدة الآية : 35 ) . وطلب العلم أحد أسرع الطرق إلى الله . (( فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم ـ كفضلة القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ـ )) . [ أخرجه الدرامي عن الحسن البصري ] . لابد من أن تكون على صلة بشكل أو بآخر بالعلم ، كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، وهذا الذي يأتي إلى بيت من بيوت الله ليطلب العلم . (( وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضع أجنحَتَها لطالبِ العلم رضا بما يصنع )) . [أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء ] . (( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِهِ الْعِلْمَ )) . [أخرجه الدرامي عن عبد الله بن عباس ] . أحياناً الإنسان يرتدي ثيابه ويخرج من بيته ليتاجر ، ليعقد صفقه ، ليحضر حفلة، ليلبي دعوة ، أما حينما ترتدي ثيابك وتخرج من بيتك لتعرف الله ، لتعرف كتابه ، لتعرف سنة نبيه ، لتعرف أحكام دينه ، أنت بهذا الخروج من البيت تسلك طريقاً ينتهي بك إلى الجنة، فهذا الحديث من أمهات الأحاديث : (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . أنت حينما تطلب العلم كي تتفقه في الدين تحقق وجودك الإنساني ، هناك وجود حيواني ، الإنسان يأكل ويشرب ، هذا وجود حيواني ، ينام وجود حيواني ، يعمل وجود حيواني ، يستريح حيواني ، أما حينما يطلب العلم حقق وجوده الإنساني ، ورتبة العلم أعلى الرتب ، وما من شيء تسمو إليه كأن تطلب العلم الصحيح ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، وقلب لا يخشع ، ونفس لا تشبع ، ودعاء لا يسمع )) . [أخرجه ابن ماجه وابن حبان عن أنس بن مالك ] . وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مرة إلى مسجد فرأى أناساً تحلقوا حول رجل، قال : من هذا ؟ قالوا : نسابة ، والنبي عليه الصلاة والسلام حكيم في تصرفاته ، قال : وما نسابة ؟ هو يعرف من هو ، ولكن هذا السؤال كما يقول بعض العلماء : سؤال العارف ، قالوا : هو رجل يعرف أنساب العرب ، فقال عليه الصلاة والسلام : "ذلك علم لا ينفع من تعلمه ، ولا يضر من جهل به ". وما أكثر العلوم التي نتعلمها ولا تنفعنا ، فالنبي استعاذ من علم لا ينفع ، أنت لك عمر محدود ، والآخرة مديدة ، يجب أن تقرأ الكتاب الذي ينفعك في آخرتك ، تصور إنساناً عنده مكتبة أربعة جدران ، من الأرض إلى السقف كلها كتب ، وعنده بعد يومين امتحان أي كتاب ينبغي أن يقرأه ؟ الكتاب المقرر ، الذي سيؤدي به الامتحان ، والذي سيكون مصير نجاحه في هذا الامتحان ، يجب أن تعلم أنت أي كتاب ينبغي أن تقرأه في الدنيا ، إنه كلام الله وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه . لذلك طلب العلم شيء أساسي جداً ، وأنا أتألم أشد الألم حينما يقول أحدهم : والله لا يوجد عندي وقت ، نقول لك : لماذا لا يوجد عندك وقت ؟ أي شيء أعظم في الحياة الدنيا من أن تعرف الله ، لا يوجد عندي وقت ، عندك وقت كي تخوض مع الخائضين ؟ عندك وقت تبدده في توافه الأعمال ؟ عندك وقت تبدده بشيء ينقضي عند الموت ؟ . كنت أقول لكم : الموت ينهي كل شيء ، ينهي غنى الغني ، وفقر الفقير ، وقوة القوي ، وضعف الضعيف ، وصحة الصحيح ، ومرض المريض ، ينهي كل شيء ، إلا أنك إذا طلبت العلم وعملت به نفعك هذا في قبرك ، فالقبر صندوق العمل . (( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين )) . [ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان] . إذا إنسان طلب العلم ، وتفقه في الدين ، معنى ذلك عرض نفسه للخير ، كأنه قال : يا رب أنا أريد الخير منك ، أنا أريد فضلك ، والعلم ثمين جداً ، وأثمن منه أن تطبقه . (( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَأْجُرَكُمْ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا )) . [أخرجه الدرامي عن معاذ بن جبل ] . وكل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به . والحمد لله رب العالمين
|
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
28-09-2010, 22:00 | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
لا زلنا أيها الأخوة في كتاب العلم ، وفي الترغيب في طلب العلم ، وبيان فضله ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجل سلك طريقا يطلب فيه علماً إلا سهل الله له به طريق الجنة )) . [ مسلم عن أبي هريرة] . ( سورة الليل ) . (( ما من رجل سلك طريقاً يطلب فيه علماً )) . [ مسلم عن أبي هريرة] . (( ما من رجل سلك طريقاً يطلب فيه علماً )) . فكيف إذا طريق ينتهي به إلى الجنة ؟ الذي يحصل أنت في هذا الدرس عرفت أن الإنسان مخير ، بهذا الدرس عرفت أن الإنسان مكلف ، بهذا الدرس عرفت أن الإنسان عليه أن يعبد الله ، بهذا الدرس عرفت أن أهم شيء في الإيمان ، أهم شيء في الدين بعد الإيمان طاعة الرحمن ، فكلما عرفت حقيقة ، وقنعت بها ، وتعمقت في نفسك ، انقلبت إلى عمل ، بعد حين دون أن تشعر ، دون أن تدري ، السلوك انضبط ، النوايا سمت ، الأعمال الصالحة بدأت ، هذا الذي تفعله من استقامة ، وعمل صالح ، وذكر ، وقرب من الله ، هذا الذي تفعله ينتهي بك إلى الجنة . تصور إنساناً خرج من بيته ليتعلم ، تصور طريقاً مستمراً ، أوله في بيتك وآخره في الجنة ، الإنسان يأتيه الأجل ، وهذا الأجل لا مرد له من الله . البارحة كنت في تعزية ، صديق لي ، وبيننا علاقة طيبة جداً قديمة وحميمة ، جالس في مكتبه في وزارة ، فجأة انحنى رأسه وسلّم الروح إلى الله عز وجل ، هو في الخمسينات ، الموت شيء مخيف ، أن الإنسان يغادر الدنيا فجأةً ، يا ترى أنهى حساباته ؟ أنهى الذمم ؟ هل هو مستعد لهذه الساعة ؟ الموت يأتي فجأةً ، والقبر صندوق العمل . ذكرت مرة طرفة : أن شركة طيران ـ سأتصور لهذه الشركة خصائص نادرة جداً ـ عرضت عليك أنك إذا اشتريت بطاقة طائرة فيها ، لن تستطيع أن تسترجع الثمن إن لم تسافر ، لو أنك لم تسافر لخطأ ما لن تستطيع أن تسترجع ثمن البطاقة ، والبطاقة إلى أمريكا، ثمنها مئتا ألف ، وهذا الشركة هي التي تأخذك من بيتك ، ولا يقف سائق السيارة إلا دقيقة واحدة ، المواعيد من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء ، تصور هذه الشركة ! المبلغ مئتا ألف ، وأنت إنسان بحاجة إلى هذا المبلغ ، وإن تخلفت عن الرحلة لن تسترد هذا المبلغ ، هم يأخذونك من البيت ، هم لا ينتظرون إلا ثانية ، ولا دقيقة واحدة ، والموعد من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء ، شيء بديهي جداً أن تقف وراء الباب الساعة الثامنة صباحاً ، وبيدك حقائبك . هذا معنى الآية الكريمة : ( سورة آل عمران ) . الملاحظ أن الإنسان يساق إلى مجلس علم دون أن يشعر ، يسمع كلاماً ، يسمع توجيهات ، تعليقات ، أحكاماً ، طموحات ، أهدافاً ، لو أنه راقب نفسه ، والأصح لو أن غيره راقبه ، لرأى أن هناك أمور قد تركها ، و كلمات لم يعد ينطق بها ، ونظرات غضّ بصره عنها ، ودخل تركه ، دون أن يشعر ، انضبط ، بعد الانضباط هناك عمل صالح ، بعد العمل الصالح هناك قرب من الله ، دون أن يدري سلك طريقاً ينتهي به إلى الجنة . من أخطر الأعمال أن ترتدي ثيابك ، وأن تخرج من بيتك لتعرف الحقيقة ، أقدس عمل ، أجلّ عمل ، قد تنشئ أكبر جسر في العالم . ذكرت لكم في اسطنبول جسر بين قارة أوربا وآسيا ، أحد أضخم الجسور في العالم ، جسر عملاق ، والذي أنشأه أحد عدة مهندسين في العالم ، محمول على حبال ، وهو عال جداً ، وأربع حارات ، حارتان للمشاة ، ارتفاعه خمسة و ستون متراً ، وتمر تحته أكبر باخرة ، وكل حباله فولاذية معلقة ، ومع ذلك هذا الذي صممه ، وأشرف على تنفيذه ، يوم الافتتاح ألقى بنفسه من الجسر إلى البحر فنزل ميتاً ، ذهبوا إلى الفندق فإذا به قد كتب رسالة قال فيها : لقد ذقت الحياة كلها ، فلم أجد لها طعماً ، أردت أن أذوق طعم الموت ، هذا لم يسلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، لم يعرف سرّ وجوده ، لم يعرف أن عليه رسالة ينبغي أن يؤديها ، لم يعرف قيمة الحياة الدنيا التي هي مزرعة الآخرة ، لم يعرف أن هذه الحياة حياة دنيا ، وهي إعداد لحياة عليا ، لم يعرف الله عز وجل ، ذاق كل شيء أكل ، وشرب ، والتقى بنساء ، وعلا في الأرض ، وتألق ، ولكنه لم يجد للحياة طعماً فأراد أن يذوق طعم الموت . فيا أيها الأخوة الكرام ، احرصوا على طلب العلم ، احرصوا على معرفة الحقيقة، احرصوا على معرفة سرّ وجودكم ، احرصوا على معرفة كتاب الله ، وسنة رسول الله ، احرصوا على معرفة غاية وجود الإنسان ، هذا إذا الإنسان : (( سلك طريقاً يطلب فيه علماً )) . [مسلم عن أبي هريرة] . الذي يلفت النظر أيها الأخوة أن المؤمن شاب ، بالتسعين شاب ، هدفه كبير ، غير المؤمن جالس في المقهى يلعب النرد ، حتى ساعة متأخرة من الليل ، جالس يتابع الأشياء الساقطة على الشاشة ، حياة الإنسان تافهة جداً من دون معرفة لله عز وجل . الحياة من دون دين لا تعاش ، من دون هدف سامٍ لا تعاش ، من دون مبادئ لا تعاش ، من دون قيم لا تعاش ، من دون كتاب لا تقرأه وتتفاعل معه لا تعاش ، من دون قدوة عظيمة تتبعها كالنبي الكريم لا تعاش . أهل الدنيا إن تركوا الدين كل شيء يمُل في الحياة ، يدخل إنسان فقير لبيت غني، يتصور أن الغني غارق في السعادة ، وقد يكون بيت الفقير هو المليء بالسعادة . حدثني أخ قبل يومين وهو عندي صادق ، دخل على رجل ، له حجم مالي لو دفع زكاة ماله لكفى نصف أهل الشام ، زكاة ماله فقط ، بمئات ، لا أقول مئة واحدة بل مئات الملايين ، لا من الليرات بل من الدولارات ، ومع ذلك شكا له همه ، ضيق ، سقم ، ضجر ، ملل ، لا يدري ماذا يفعل ، في بيته غير مرتاح ، في عمله غير مرتاح ، ذكر أشياء غير معقول أبداً ، قال هذا الأخ الكريم : في الوقت نفسه ، في اليوم نفسه ، جاءت إلى محله امرأة فقيرة ، تطلب منه مساعدة ألف ليرة بالشهر ، قال لها : من أين أنت يا أختي ؟ قالت : أنا من داريا ، لي زوج ، ولي أولاد ، وزوجي يكسب رزقاً حلالاً ، ورزقه يكفي مصروفنا ، نحن بحاجة إلى أجرة البيت ، فأخذ عنوان البيت ، كان عنده اجتماع بداريا لجمعية خيرية فحضر هذا الاجتماع وأعطاهم الاسم ، وطلب إليهم أن يدفعوا لها ألف ليرة كل أسبوع ، قال : نحن لا بد من التحقيق ، فذهبوا إلى التحقيق وكان معهم هذا الأخ الكريم ، يصف لي هذا البيت ، البيت غرفة ثلاثة أمتار ونصف بثلاثة أمتار ونصف ، ملحق بها مكان اسمه تحت الدرج بلا باب ، وهناك موقد و طاولة ، وبعض الحاجات ، هذا هو البيت ، والزوج كان مريضاً مضجعاً في سريره ، و في البيت أربعة أولاد ، الذي لفت نظره الأدب الجم في هذه الأسرة ، كيف حالكم يا أختي ؟ قالت : الحمد لله ؟ نحن سعداء جداً ، نحن مقصرون في شكر الله ، شيء غير معقول ، قبل ساعات كان مع رجل زكاة ماله تحل مشكلات نصف فقراء دمشق ، وهذه امرأة تسكن في غرفة واحدة ، ومطبخها تحت الدرج ، وتملك حاجات خشنة جداً ، فطلب من اللجنة أن تعطيها ألفي ليرة في الشهر ، قالت : لا ، نريد ألفاً ، أعطوا الألف الآخر لغيرنا ، لعله أكثر استحقاقاً . عمل موازنة ، معقول أسرة بغرفة واحدة ، شاكرة ، حامدة ، سعيدة ، لكن ينقصها ألف ليرة ، أعطوها ألفاً ثانية لم تقبل ؟! أخواننا الكرام ، الإنسان بالعلم يحيا ، بالعلم يرقى ، بالعلم يسمو عمله ، بالعلم يعرف حقيقة وجوده ، بالعلم يصبح إنساناً راقياً جداً ، هذا الحديث دقيق جداً : (( ما من رجل سلك طريقاً يطلب فيه علماً إلا سهل الله له به طريق الجنة )) . أنا أحياناً والله أخجل من بعض الأخوان ، يأتون من مكان بعيد ، من أطراف المدينة ، من خارج دمشق ، ليحضروا صلاة الفجر . واحد من الصحابة الكرام يسكن في مكان بعيد ، فتاقت نفسه أن يسكن إلى جانب المسجد النبوي ، فعرض على النبي رأيه ، أنه أنا سأبيع هذا البيت ، وسأشتري بيتاً إلى جانب المسجد ؟ عليه الصلاة والسلام بَشَّر كل هؤلاء الذين يأتون من مكان بعيد قال : " مكانكم تكتب آثاركم ". ابقَ في مكانك و لك أجر مضاعف حينما تأتي تلتمس بهذا المجيء علماً . أيها الأخوة : (( ما من رجل سلك طريقا يطلب فيه علماً إلا سهل الله له به طريق الجنة )) . لكن ما كل علم يلتمس ، النبي عليه الصلاة والسلام استعاذ من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن عين لا تدمع ، ومن أذن لا تسمع ، ما كل علم يلتمس ، التمس العلم بالله، والتمس العلم بأمر الله ، والتمس علماً ينفعك في دنياك وفي آخرتك ، والتمس علماً يعرفك بالله ، المقصود العلم النافع بالدين ، حتى في الدين هناك علوم في الهامش ، بعيدة جداً غير عملية ، العمر محدود ، يجب أن تضع يدك على أصل الدين ، وعلى جوهر الدين ، وعلى الأصول قبل الفروع ، وعلى الأشياء العملية قبل النظرية . الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) . [أخرجه مسلم وابن خزيمة عن أبي هريرة ] . |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
09-10-2010, 23:04 | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , شكرا العفراء على كل هذا المجهود الجبار للبحث والتنسيق حتى اصبح مجلد بعينيه واضح لمن اراد وجه الله والجنة, وجعل اجره مضاعف لك وكتب فى سجل حسناتك . والله يجعله صدقة جارية لك تنفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم . قال الله تعالى :(( يأيها الذين ءامنوا اتقو الله حق تقاته, ولا تموتن الا وانتم مسلمون )) خاتمة كل عالم و امى , غنى او فقير, كبير او صغير , رئيس او مرؤوس , طال عمره او قصر, شيد قصور او كوخ , ملك الملايير او قوته اليومى , قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) . [أخرجه مسلم وابن خزيمة عن أبي هريرة ] . مع كامل احتراماتى الاخت عفراء. |
||||||||||||
|
|||||||||||||
05-12-2010, 00:53 | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||||||||||||
|
رد: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ...
اخي الخامس
مرورك عطر متصفحي التمس الذوق في ردك ونبض قلمك كل الشكر والأمتنان لروحك الطيبه لا اعدمت تواجدك دمت بحفظ خالقك رضي الله عنك وارضاك http://img151.imageshack.us/img151/5...hhxigrgjpg.gif |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
الموضوع الحالى: شرح الترغيب والترهيب للدكتور راتب النابلسي ... -||- القسم الخاص بالموضوع: الموسوعات الاسلاميه -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نظام الخدمة المدنية رقم ( 30 ) لسنة 2007 وفق تعديلات نظام 31 لسنة 2009 | م.محمود الحجاج | المنتدى العام | 0 | 05-09-2010 08:04 |
النص الكامل لقانون الضمان الاجتماعي المؤقت | م.محمود الحجاج | المنتدى العام | 1 | 09-04-2010 14:08 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...