جدران وبقايا صور

جدران وبقايا صور

في شوارعها
تئن قدماك وأنت تدور .. حيث عبق الشذى الفتان .. وحيث عيون ألامويات .. وشذاهن يثنى قاسيون جبلا وميسلون سهلا وغابا.
تلكم هي الشام .
على حافة بردى حيث تكية سليمان وحيث المتحف الحربي والميرديان ومعرض دمشق حتى تصل ساحة الاموين ..والتلفزيون العربي السوري . وقصر الشعب ؟؟
وبين التكية التى كانت تطعم الحجاج في العهد التركي ..والمتحف العسكري ويوسف العظم ومعركة ميسلون والتلفزيون السوري والقصر الذي يقيم به الرئيس .. ويعانق به الشعب ...... هنالك جدار وصور .. وهنالك عزة الشرع .
.. تقودك قدماك إلى جسر فيكتوريا .المؤدي الى ساحة المرجة . هنالك تحت الجسر... صورة هائلة للسيد الرئيس .. الراحل .. بالطبع ... وابن الرئيس الراحل أيضا .وأم الرئيس الراحلة أيضا . وابن الرئيس الغير راحل والرئيس ابن الرئيس... وابنة الرئيس ..
على جدار الجسر السفلي صورة قديمة للرئيس الراحل بلباسه العسكري .. تحتها تماما كتبت العبارة التالية . (( ممنوع التبول.. كل من يتبول يدفع ماية ليرة سورية )) تبتسم في سرك وتقول لنفسك ( كان يجب أن يكتب في نهاية العبارة المذكورة ( من أقوال السيد الرئيس)..
تجتاز سينما القاهرة أو سينما العسكر كما يسمونها الشاميين باتجاه الصالحية أو شارع جمال عبد الناصر .على يمنيك وشمالك وفوقك وتحتك ومن بين يديك ومن خلفك جدران كثيرة و صور شتى للسيد الرئيس .. و عائلة الرئيس ...وربما اهل محافظة جبلة عموما .. وبلدة القرداحة خصوصا ..
تدخل الصالحية حيث مجلس الشعب .. هنا قالوا ليوسف العظم .لن تنتصر على فرنسا .. بقلة رجالك .. فأجاب .. نقاتل حتى لا يقال احتلت سوريا بلا حرب .. نموت ويحيى الوطن .. سقط يوسف ..وانتصر الوطن ...
ومن هنا تعود بك الذكرى إلى يوم تعديل الدستور السوري ليناسب مقاس القادم الجديد .. دقائق وجاء الرئيس ابن الرئيس .... فاهتزت الشام .
على مدخل البرلمان أو مجلس الشعب صورة معبرة للسيدين الرئيسين وعلم الحزب الاب والابن .. والروح القدس .... وعلى كل عامود من اعمدة بنايات الصالحية هنالك دعوة عزاء لفقيد ما ..... وصورة للرئيس القائد .البائد .. والسائد.
تجتاز استراحة بكداش حيث أطايب ملذات الشام الجميلة .. وتجتاز المقهى القديم .. أو مقهى الانقلابات السورية حيث كانت تحاك المؤامرات السياسية لتصل ساحة عرنوس بداية منطقة المزرعة الجميلة ..
هنالك تماما يلاقيك تمثال بعشرة إضعاف الحجم الطبيعي للسيد الرئيس الراحل .. يمد يده بحنان تجاه شعبة الصبور .. تسير يسارا وتمر هن شارع الحمراء باتجاه حديقة المدفع وابي رمانه .. والصور تتكرر .. وتتكرر .. وتتكرر .. صور وجدران .. وفروع مخابرات .. ومقار الحزب .. وقيادات ..هذة قومية ..وتلك قطرية .. هذا رفيق مناضل وتلك رفيقة رشيقة .. هاولاء طلائع الحزب وهاولاء الاشبال .. وخمسون عام ونيف .. نسمع جعجعة ولا نرى طحن .. الا من الشاشات والمناظرات والمسيرات .. 7 نيسان 8 اذار 17 ايار 6 تشرين .. ماية وخمسون مسيرة في العام .. وثلاثماية وعشرون ذكرى .. واربعون حفل تابين .. وتسعون يوم .. يوم للفلاح ...ويوم للعامل... ويوم للشجرة .. ويوم للحركة التصحيحية .. ويوم القطن .. ويوم عصر الزيتون .. ودقيقة صمت على روح المرحوم .. المرحوم الذي داستة دبابات سرايا الدفاع .. على حافة الرستن .. ونواعير حماه ..

يوم ما نزلت مقاتلات سرايا الدفاع التي كان يقودها العم المنفي في باريس إلى شوارع الشام الجميلة.. شوارع الشام لا شوارع الجولان .. مقاتلات السرايا .. نزلت لتنزع الحجاب عن رؤوس السوريات .. بدواعي إزالة كل اثار التخلف ..
الرئيس الدكتور .. صاحب المعلوماتية كان السباق في منع المحجبات من التعليم في المدارس السورية .. شبيبة سورية وطلائعها وزهراتها.. يبرون اليوم بالوعد ..
وعد طال .. ام قصر .... ات لا محالة ...................................
جارتي العتيقة . الرفيقة . الانيقة . عزة الشرع .. جميلة جميلات التلفزيون العربي السوري.. وعلى عهد القائد والحزب بها ...ارتدت حينها اللباس المرقط العسكري .. لتكون الأولى في إزالة اثار التخلف ..
بالأمس شاهدت جارتي السابقة عزة الشرع على شاشة التلفزيون السوري ...ولا اقول قد هرمت على رأي رفيقنا التونسي الهرم . ولكن اكتملت انوثتها . و بقي محياها يفيض بالق يسحر الألباب وان بقي فيها نوازع من فتنة .. فتنة تخلدها قصائد نزار .. شاعر النبيذ وشذى العطر وصبايا الشام والقوام ويمام سوريا الحوام في سماء الانام الرشيق وعطره الاخاذ .. وعيون تطرح القمر ارضا .. وتقول انا هنا . انا عزة .
حينا افتح لها باب العمارة .. وأسبل لها عيوني .. وحين أتنهد لطلتها .. وارسم أحلام جميلة .. وعزة سفر من اسفار الصبا . ونقش على جدار الزمن .
الثورة السورية ولدت من درعا .. و الرفيقة عزة ولدت في درعا ايضا ..
ودرعا قلب سهل حوران .. وعزة قلب السهول كلها .
الكاتب السوري حنا مينه كتب قصة يوما سماها ( بقايا صور )
جدران دمشق وحواضر سوريا باقية والاوابد تحكي تاريخها التليد ,, وبقايا الصور ستنتزع في ربيع دمشق ....
وحين تصل الثورة في سوريا إلى هدفها فأن إمام الشعب العربي السوري مهمة .. وهدف عظيم .. ومشروع هائل .. يتمثل في إزالة الصور والتماثيل والأقوال الماثورة .. والرموز العتيقة عن الجدران والقلاع والباصات والحاويات .. والمدارس والمتاحف .. والدبابات .. والصنادل .. والإسفلت ... والمؤخرات .. و عمامة مفتى الجمهورية ...والطاحونة الحمراء .. ومكسيم .. والديار .. والعباسين .. ودمر وجوبر والهامة وبلودان .. وريف دمشق .. والجسور .وسوق الحميدية وسوق الحرامية .. والزفتية .. وحريقة والمزة ..وشورى وعفيف والجادات .. والشعلان .. والازبكية .. والحدائق .. من درعا الى البوكمال ومن دير الزور الى الاسكندرون . شبر شبر .. دار دار .. بيت بيت .. زنقة زنقة ..... كان الله في العون . وعلى راسي حارتك ..

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج