جنوبية الهوى

كان شيطانه النفس
ويحترق داخلي كما قنديل علق
يغمر فتيله الزيت
والزيت من كفي بليل الوجد
عصرته وفتيله وجدي
تدلى من سماء بوحي
لك لقلبك لكل العابرين فيه
فيضئُ كما القمر عندما انكسف من وجهك

الملائكي يا أجمل الملكات
يا فراشة تطوف بين أزهار الوجد
في صباحات فيروز
وهي تستحم بعطر وتتنشف بنور
وتجلس كاخر الملكات
وعناقيد العنب تتدلى كثريات
الذهب
اسكني جوارحي تنامي في داخلي
اسمقي الى الفضاء
اطرحي زهرا أبيض أحمر
من كل لون ثم أصعدي للفضاء
دوري حول الشمس
ثم تعالي لقلبي على خيوطها
أنسج لك عباءة الكبرياء

سيدي الرائع ..

أنت لا تحتاج إليك
فتش عن غيرك يشبه صمتك
يشبه حكاياتك المنسية
والبيوت القديمة
غيرك الذي يعرفك حد البكاء
لو ضممته لذاب فيك ..
وسال وادٍ
واحتفل النهر وصام .!
سيد النبض ..!!
كم ان هنا عالم آخر
فيه الروح تنتشي بهذه الكلمات ولا تمل

كنت اكتبك بقلمي الرصاص لانه قابل للمحي
ولانك كنت غير قابل للاستمرار

فصرت اكتبك بقلم فضي انيق حبر غامق اصيل
لا تمحيه كل محاولات المحي والازالة
يتمدد الحزن بامتداد خارطة الزمان
المحملة بالتنهديات والسهد والانتظار والتشواق
ايقنت بنوم العيون الحالمة الواعده بملئ جفنيها
على وسادة الوعود المصبوغة باللقاء
ابيت انتظر بزوغ الصباح
بتغاريد عصافيرة وبامل جيد باللقاء
اتفكر وحدي بشمس الدفئ والحياة
لما كنا نصر بتلوينها باللون الاصفر
وناتي بها برسوماتنا الطفولية
من خلف الجبال بل من بين جبلين
مع ان لونها كالماء شفاف زلالي
ولم انسي اظارها ايضا
مع حبات مطر غزيرة بصفحت كراستي
واظهار عشب اخضر قاني يانع
وكنت ارسم كوخا جميلا
في اعلاه مدخنة
يخرج منه دخانا كعاصفة
وبجانبه شجرة كبيرة
رسمت باعلاها بيتا صغيرا
وباسفلها
ارجوحتا طريتا صغيرتا
وبجانبها وردتا جوريتا حمراء واخرى صفراء
وتتخلل اغصان الشجرة
عروق ياسمين
تغرس اغصانها النضرة الضعيفة بقوة
بين اغصان الشجرة القوية
وتتشبث بها بكل نعومة وقوة وتماسكا
في وقت جميل كهذا ..
بمخيلتي ما بين ماضي وحاضر
قرأتك .. تاملت حروفك
عشت بنبض نثرك
كبر الأوجاع بمواقيت الحضور
حين تتحول إلى سنَّة أو عادة أو تاريخٍ
يربط في قدميَّ صخورا ثقيلة
ثم يطالبني بالإسراع
حيث تقف في مدخل البالْ ..!
كنت على غير مايرام
فلا تسألني الآنَ
حين تحجب الكلام والآه والاحتجاج
وترك لي نوبة من بكاء صامت ..!!
و لم يعد معي الآن ..
سوى صدى تلك الكلمات
تنادمني ..
حين ينهمر الليل ..
و يرامقني السكون
يجلس فوق أقاصيه
منتظرا
أدناه .. !
و قلبي .. يغني
و دارت الأيام !
هل عليّ الآن أن أشيع في الضوء ذاكرتي
وأترك يدي تمسح الغبار عن جبين القلم ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اخي سعود ابق بالجوار دوما
فمازال هناك متسعا للوجع
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الحزن المخبؤ بعينيك
يُضايقُني ويستحثُ بؤس سنيني
فنحنُ عندما رسمنا الخريطة كان لونُ البحر
فيها ازرقُ غير أنا لطّخنا ثيابنا
الملطخة بكل همّ حتى أن أمي
لم تكن لتضربني فالأزرقُ مُجردُ لون على
أسود فتختلط الألوان إذا ما أسرجت
السراج وتنفسنا دُخان زيته بل
دخانُ زيباره *

وعصافيرُ الأمل تفرُّ من كوة غُـرفتنا
وفي الليل تسكنها الحمائمُ و تهدلُ وجدا

يطربُنا فتميل أعيُـننا للنوم
لنصحوا على صرير بابنا المتهالك
نرى من شقوقه النار
ورائحةُ الخبز تزكمُ أنوفنا
المليئة بناعم تبننا وغبار الطريق
وبجانب بيتنا ارجوحة أضعُها على ظهر حماري
فيكونُ لوحُ خشبها للأعلى
فأهمزه بقدمي فيطيرُ مُرتحلا
وحبات الندى تسيلُ عن أنفه
كنت أضنهُ يبكي


* بقايا الزيت في آخرالوعاء الذي يحفظ فيه

أبا معمر سيد الصدى
الروعة عندما يهمس قلبك هنا
والحكايات القديمة زوادة فكري
وصمتي حكمة المجرب بأن
الليل سيتنفس فيه النهار
إذا ما عسعس

سيد الصدى
أنت مزيج جنون يعجبني
وسنا برق يضيئ حرفي
فيعاود حرفي الإنبات
ويسجد النهر ويرفع صوته بالتهليل

عند ما يسفر النهار

سيدي
جنوبي الهوى
جنوبي الهمس
جنوبي البوح
ما زال الهوى جنوبيا
نسيمه يداعب قلوبنا
يداعب كل القلوب
العابرة الى هناك
تائهة الخطى

متعبة لا تدري الى اين تسير
لكن تتلملم اوجاعها كلما عبث النسيم بها
و مازال لون البحر ازرق
على تلك الخريطة التي رسمت
وعلى خرائط كل العالم
لكن قلوبنا الحائرة
اوحت للعيوننا الحالمة
بتغير الوان الطبيعة
واصبح صوت العصافير
لدينا غريبا
ومع هذا
فما زال الهوى جنوبيا
وعصافير الامل ستبقى مغردة

غرست نبضه الحياه في صدري
وعلى نبض حرفي رسمت نضاره الامل
وتحت قدمي نسجت بساط الشوق ,, ليحملني اليك

سأودع همسك وجنونك بمضخات الوريد
وتكون أنت فصيلة دمي ..
لله درك يا فراهيدي

جنوبية الهوى
عيناك اسطورة العاشقين
عيناك قصة نسجتها بصفو
يطيب لي وأغنية في مدائن
عتيقة تتشبث بوعد قدري
فأنسل منها كما ريح الصبا
تنسل من خاصرة الوجد
عيناك حين يرسو مجدافهما
بقلبي ينعتق البحر
عيناك تمحوان الهمّ من لغتي
وأي لغة هي أجمل من نظرتك
حين تبسمين
يا هفهفة الصفصاف على وتر قلبي

الذي يعزف أجمل الحكايات
يا فراشة تطير بين ناصع الورد
وأحمره مع الشفق المسافر
بأول ليل المحبين
يا كوكبا ما أنار لولا أنه عرف بقصة
من لاذوا به ليشربوا نخبهم
من ثنايا الهمس
تعالي لقلبي إهمسي ضميني لصدرك
فأنا الشوق وأنت الحنين

صيف أنت
لقاء ينثال في داخلي بعبق
رائحتك المخزونة بخابية وجدي
حتى إذا ما تنفست هناك
بلغني نفسك المعطر
بلهفة اللقاء المحموم
بلغة من يعرفون طقوس الغرام
كيف تقام
أبا معمر
هبني الإنعتاق

هبني الخلاص من لغتي
فشفير الحرف عندك يلهب
كلماتي من بعيد

سيد الألم .. والرحيل
قل لي كلاماً يشطرني نصفين
اتألم كقافية يتيمة
أستشهد مائة مرة على صدر حرفك المجنون
وأتجدد كنبعٍ احتبست روحه ألف عام
قل أنك ذهول هذا الشتاء
وأنك غيمه المهاجر
وأنك منتهى الآمال المعلقة في الخرافة
أتخذك مدرسة يا سيد الضاد
أتعلم منك أصول أبجدياتي
أهذب بك لغتي
إنك تضمن لنا سلامة ضادنا يا فراهيدي