مواجهات في ام الفحم ...

إصابة العشرات من فلسطينيي 48 في مواجهات بأم الفحم

أصيب العشرات من فلسطينيي 48 بينهم نواب كنيست عرب وقياديون في أعقاب مواجهات وقعت لدى دخول مجموعة اليميني المتطرف باروخ مارزل إلى أم الفحم.
وكان المئات من العرب قد تصدوا لعشرات عناصر اليمين عند مدخل مدينة ام الفحم، الواقعة في منطقة المثلث التي يخطط اليمين الاسرائيلي استبدال سكانها مع السلطة الفلسطينية في خطة التبادل السكاني المطروحة لاتفاقية السلام.
وإستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين العرب، فيما سمحت لعناصر اليمين السير إلى النقطة التي خططوا لها في أم الفحم.
وأوضح اليميني أتيمار بن جبير، من قيادة المشاركين في المسيرة، أنهم أصروا على القيام بالمسيرة تعبيراً عن إحتجاجهم على أعضاء الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، الذين دعموا "أسطول الحرية" وشاركوا في سفينة مرمرة، مضيفاً في تصريحات إعلامية أنَّ اليهود أصحاب كل بقعة أرض في هذه المنطقة كملك للدولة العبرية.
وكانت المواجهات العنيفة قد أدت إلى إصابة النائبين العربيين حنين زعبي وعفو اغبارية، إذ أكّدت زعبي أنَّ إطلاق الرصاص المطاطي لم يكن نتيجة لتطور تلقائي للمواجهات، وإنما إستخدم منذ البداية ومن دون أي سابق إنذار أو مبرر، ما يدل على أن الشرطة قصدت إرسال رسالة تقول فيها إنها تواصل معاقبة العرب في وقفات الدفاع عن أنفسهم.
وأضافت زعبي أن الشرطة توافق اليمين العنصري وتتبنى أفكاره السياسية بالكامل، وهي بذلك أخطر من اليمين، لأنَّها تملك شرعية العنف، وهي تمارسه على العرب في كل فرصة تراها ممكنة.
في غضون ذلك, طالب النائب في "الكنيست" ميخائيل بن آري حكومته بـ"تجريد" الحركة الإسلامية من شرعيتها، بدعوى "ممارستها للإرهاب"، حسب زعمه.
ونقلت الإذاعة العبرية، عن بن آري قوله: "إن منطقة الجليل (شمال أراضي الـ48) تشهد نشوء مجموعات متشدّدة تهدّد أمن (إسرائيل)"، مشيرًا إلى أن الحركة الإسلامية تعكف حاليًا على "ممارسة أعمال إرهابية"، كما قال.

من جانبه, قال المتحدث باسم الحركة الإسلامية زاهي نجيدات لـ"فلسطين": "إن فشل المتطرفين في تنظيم المسيرة هو رسالة واضحة للمستوى السياسي الإسرائيلي بأن أهالي الداخل رقم صعب, والجماهير ملتفة حول الحركة الإسلامية ولجان المتابعة. باروخ مارزل عاد ومعه مجموعات المستوطنين بخيبة أمل بعد تصدي الشبان لهم ولقوات الاحتلال".
استهداف عنصري



بدورها، دانت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية بشدة ما حدث في أم الفحم من إرهاب بحق المواطنين الفلسطينيين "بشكل أعاد إلى الأذهان الجرائم والمجازر الصهيونية مثل قبية ونحالين ودير ياسين".
واعتبر الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في بيانٍ صحفي، الأربعاء، خطوة اليمين المتطرف اقتحام بلدة أم الفحم؛ "دليل جديد على عنصرية الكيان الصهيوني ومدى انتهاكه لحقوق شعبنا الفلسطيني ومحاولته اقتلاعهم من أرضهم وطردهم منها كما فعلوا مع أهلنا عام 1948م من طرد وتشريد".

مصابين بينهم عضو كنيست في مواجهات احتجاجا على مسيرة لليمين بأم الفحم



اندلعت، ظهر اليوم الأربعاء، مواجهات عنيفة بين العشرات من الشبان الفلسطينيين وقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، عندما اقتحمت الأخيرة مدخل بلدة أم الفحم في أراضي 48 لتفريق متظاهرين تجمعوا احتجاجا على نية جماعات يهودية متطرفة تنظيم مسيرة في البلدة ضد الحركة الإسلامية.


وأدت المواجهات التي شارك فيها عناصر من القوات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية إلى إصابة العديد من المتظاهرين الفلسطينيين من بينهم عضو في الكنيست، واعتقال 8 آخرين على الأقل، واستخدمت الشرطة الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية لتفريق المتظاهرين.

فيما أصيب مصور التلفزيون الفلسطيني في أراضي عام 1948 أحمد عباس، بجروح بعد الاعتداء عليه من قبل أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال تغطيته لمظاهرة اليمين الإسرائيلي في المدينة.

وقال عباس إن إفراد الشرطة قاموا بضربه، مما أدى إلى سقوطه من ارتفاع خمسة أمتار، 'الشرطة تتصرف بوحشية مع الصحفيين وأهالي المدينة' قال عباس الذي أكد ان آلة التصوير قد تضررت أيضا من الاعتداء عليه.

وكانت الشرطة الإسرائيلية انتشرت اليوم بقوات معزَّزة من وحداتها الخاصة تحسباً لأي إخلال بالنظام العام قد يتخلل تظاهرة أنصار اليمين في أم الفحم ضد الحركة الإسلامية الشمالية.

وتجمع الآلاف من سكان أم الفحم في المدخل الجنوبي لأم الفحم احتجاجاً على التظاهرة ومن بينهم رئيس لجنة المتابعة العربية العليا محمد زيدان وعدد من نواب الكنيست العرب.

وستجري التظاهرة بموافقة محكمة العدل العليا الإسرائيلية إلا أن المحكمة رفضت السماح للعناصر اليمينية بالتظاهر قبالة مكاتب الحركة الإسلامية في أم الفحم أو قبالة منزل رئيسها الشيخ رائد صلاح في المدينة.

هدوء بأم الفحم بعد مواجهة الاحتلال




قال مراسل الجزيرة إن الهدوء بدأ يستتب نسبيا في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر وإن كانت المواجهات ما زالت مستمرة بأطراف المدينة بعد الاشتباكات العنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وعشرات من المتظاهرين الفلسطينيين وسط المدينة.

وكان المتظاهرون يحتجون على خطط جماعات يهودية متطرفة للتظاهر ضد الحركة الإسلامية التي يتزعمها الشيخرائد صلاح المعتقل داخل السجون الإسرائيلية.

واستخدم الجنود الإسرائيليون قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لقمع المتظاهرين الفلسطينيين الذين ردوا برشق جنود الاحتلال بالحجارة.


ونقلت وكالة يو بي آي للأنباء عن تقارير إعلامية قولها إن نشطاء اليمين المتطرف الذين حضروا بحافلات إلى مدخل أم الفحم غادروا المدينة بعد دقائق معدودة من الوصول إليها.

المتظاهرون رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة (الجزيرة)
وأضافت أن المواجهات المتواصلة بين المواطنين العرب وقوات الشرطة -التي قدر عددها بـ1500 شرطي- أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بينهم عضو الكنيست عفوا إغبارية واعتقال ستة مواطنين عرب.

بدوره قال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات أسفرت عن إصابات في صفوف المتظاهرين وعدد من المعتقلين.

يشار إلى أن المدينة تعد مركز ثقل للحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر. وقالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية وافقت على منح تصريح للجماعات اليهودية لتنظيم المظاهرة التي وصفتها بـ"الاستفزازية"، شرط أن تجرى على مسافة خمسين مترا من المدخل الشمالي للمدينة.

خارج القانون
وزعم منظمو المظاهرة أنهم يحتجون على عدم تصنيف الحركة الإسلامية على أنها خارج القانون، علما أن هذه المظاهرة تأتي غداة إحياء اليمين المتطرف ذكرى مقتل زعيم حركة كاخ العنصرية الحاخام مائير كاهانا قبل عشرين عاما، والذي كان يدعو إلى ترحيل العرب من البلاد.

وقال باروخ مارزل -أحد قادة منظمي المظاهرة في أم الفحم- لوسائل الإعلام الإسرائيلية "نحن منظمة لا تتكلم فقط وإنما تنفذ أيضاً، الحركة الإسلامية تشكل طابورا خامسا وحصان طروادة داخل البلاد وتسعى إلى تدمير كل شيء".

نحو 1500 شرطي إسرائيلي
جندوا لقمع المتظاهرين (الجزيرة)
وأضاف مارزل أنه "يجب على الجزء المعافى من شعب إسرائيل أن يعمل وينتفض ولا يجوز أن يسارعوا لإخراج حركة كاخ عن القانون بينما الحركة الإسلامية تنشط بصورة تآمرية ولا أحد يحرك ساكنا".

من جانبه، وصف عضو الكنيست عفوا إغبارية –الذي أكد باتصال مع الجزيرة إصابته خلال المظاهرة- منظمي المظاهرة بأنهم "فاشيون وأن مظاهرتهم استفزازية". وشدد على ضرورة منعهم من دخول أم الفحم.

بدوره قال وزير شؤون الأقليات الإسرائيلي أفيشاي برافرمان إن المظاهرة استفزاز هدام غايته تسخين الأجواء.