♣ همسات .. بنكهة الغِــياب ♣

ـ
ماذا أحتاج .. كي أخرج إليك ، من ضعفي.. ومن قوتي !؟؟
لا أعلن عليك كراهيتي ، ولن أعلن محبتي !
أعلن للمواعيد .. مسؤوليتي ، وانسحابي !
مِقبض الباب ، بيدي .. وله صمتي ،
كاس قهوتي ، بيدي .. وله ثورتي !

لدي مساحة الدنيا ، أقطعها طقوسا من ،
حطب .. جمر.. سلال صبر !
أنا ، لا شيء .. إلا : موسيقى !

~.~.
منذ ألقيت على قلبي أصغر جمار ، الرحمة !
ثار غضب ؛
الحمقى ، والشعراء ، والطيبين !
تنهمر في داخلي قهوتي
مشتعلة مني.. مشتعلة لأجلي !

لا يرتفع فوق جبل قهوتي .. جبل !
.

~.~.
كأنني وإن رحلتُ عني ..
ما ابتعدت مسافة ، ورقة خريف تكاد تسقط إلى الأعلى !
يظل لي مكاني .. مني !
وأظل أتسع لـ ، جنوني !
صباح الخير يا مكانا ، أشغله ، يترك
كل الأماكن " غيره " ، مجرد مساحة فارغة !

صباحك يا " أنا " .
.

.
صباح الخير ..

لأنثى تعشق الموسيقى !
لقلبها يسهر على جنون بريء
يعيدها كل ليلة ، حيث قهوتها البكر !
تأملها .. طائرتها الورقية :
تحملها حيث تريد ،
يغيب عنها عدّ ساعات الأرق ،
تسافر حيث أحلامها
حيث آمالها ، وقراراتها ،
حيث سهول مفتوحة على الفرح ،
تظل تقيم كل ليلها بين النجوم
تغزل لنفسها أغنية ، من حكايتها
تعيد ترتيب نوتة أفكارها ، وتعد نفسها أنها ستلتزمها
ولن تخرج لا عن سُلّم .. ولا عن مفتاح ، ستظل تلتزم قوانين .. التنغيم !
وبعد أن يطلع عليها نهارها الجديد ، تغني له .. وتغني لكل الكون
صباح السلام .. صباح النغم !
" يا ناااس صحّ النوم يا ناااس ! "
.

.
أيقظني هاتفي أكثر من مرة ، على مكالمة ..
بالتأكيد ، لم أكن أنتظرها !
في كل المرات التي حدثت فيها ، تلك المكالمات المباغتة
كانت تحمل لي خبرا سيئا !
وكان يأتي ردي دائما ، واحد !!
: متى ؟؟
الحمد لله ! الحمد لله ! طيب طيب شوي شوي ، الحمد لله !
ثم عندما أغلق الخط منهية تلقي خبر الكارثة .. أو الفاجعة ،
أجلس لحظة على جانب سريري ،
ألملم شعري للأعلى !
أراقب أصابعي المرتجفة ..
أرتدي أي شيء ثقيل تلتقطه كفي
ثم ... حيث قهوتي غالبا !
أفكر جيدا : عليّ أن أكون قوية ، ما حدث ، قد حدث !
وهناك من هم أكثر ضعف مني الآن ، كيف هم .. يا رب بخير !؟
كوني قوية .. !
لطالما اعتقدت بأنني مجنونة !
لو كنت مجنونة كما أظن بي !
لما كنت دائما المتماسكة .. أليس كذلك ؟؟؟
لست غامضة ، ولست مستودعا للأسرار !
ولست قاسية أيضا !
ولست بصلبة ولا أحمل الكثير !
أنا فقط .. أعرف بأن هناك من هم أحق مني ،
بنعمة : الضعف !
في تلك المِحن !
" شدّ الهمة .. الهمة قوية "

.

.
امرأة مثلي ،
لا بد وأن تجعل من كل شيء : أحجية !
بلا قصد غالبا !
بلا إرادة أجدني أنفذ بين الفَهْم العام ..
والفهم الخاص !
لأخلق بينهما : فهم كشفرة السيف

يقطعهما ، منهما !
ويرمي الفهم : الحاد !
امرأة مثلي .. لا تستطيع إلا أن تزدحم
بالإبتسام : الفهم .. والمُتَفَهّم !
للعالم أن يلفظ أنفاسه .. إنها تلتقطها كما يجب !
" جبلي وجبلي .. يا ماما جبلي ، حلأ الإلماس ، بيلبأ لي !؟
ميلي ما مال الهوا يا عينيّا "
مساااااااااااااااااااااااااااااااء الخيرات
.

.
عادة الأشياء وهي تتغير ..
لا تبدو للناظر والمعايش ، بأنها تتغير !
يشعر وكأن كل شيء متيبس بالإطمئنان : الطبيعي الروتيني !
بعد عدة دورات من هذا التغيّر الحتمي ،
الذي يحدث بغض النظر عن إيمان من يحدثوه
فيه !
يستيقظ بعضهم فجأة : كيف .. أين متى ولماذا ؟!!
والبعض يستيقظ على : يا الهي ! ماذا الآن .. لن أستطيع !؟؟

الندرة القليلة هي من تستيقظ على : التقبّل من أجل الاستيعاب الفَهم ،
والتعامل معه من أجل التكيّف .. ثم : احداث التغيير النهائي ، الملائم !
" ما تسيبش الدنيا تكتّفك .. ئئفل باب حزنك ع الآخر
وافتح باب الفرصه و : عااافر كل الحدوته ، شوية مجهود "
.

.
بعد سنوات من الوجع ..
ألقي بتعبي على كتف مدينة أعشقها

تمسح بكف يدها فوق قلبي
تعوضني بأيام من شفاء مستعجل
ها أنا أترجّل عن الغربة الكافرة
مؤمنة بوفاء وطني !
ما تركت البوصلة من يدي لحظة واحدة !
أنت قِبلة قلبي ،
كنتِ .. لا زلتِ ،
وباقية ما بقيتُ أنا ، في جسدي !
روحي ،
أنتِ يا عمان .. يا حبيبتي ، روحي
.

غناء : نهاد فتوح
شعر : حيدر محمود
أهدابُ حبيبي كرمةُ حبٍ سلطية
وجديلةُ أمي غابةُ شوقٍ كركية
وأبي حصادٌ من جلعاد
يصحُ والشمس على ميعاد
ويغني المنجلُ بين يديه
ويعطي الاف الأعيال
ويحبُ الأرضَ وأمي والأولاد
ويحبُ عيونَ الحريــة
أهدابُ حبيبي داليةٌ عمـّانية
وجديلةُ أمي أغنيةٌ رمثاوية
وأبي صيادٌ في المينا
هيلا هيلا هيلا
يملأ بالزهو شواطينا
هيلا هيلا هيلا
ويرشُ الفرحَ على المجداف
هيلا هيلا هيلا
ويعبرُ بحرَ أمانينا
هيلا هيلا هيلا
ويحبُ البحرَ وأمي والأولاد
ويحبُ عيونَ الحريــة
أهدابُ حبيبي خيمةُ عزٍ بدوية
فتحت للضيفِ وحدُ السيفِ يُزكيها
وجديلةُ أمي نهرُ أغانٍ شعبية
لعيون المجدِ نغنيها .. نغنيها
وأبي فلاحٌ من إربد
للأرض المعطاءةِ يُنشد
ويحبُ الأرضَ وأمي والأولاد
ويحبُ عيونَ الحريــة
أهدابُ حبيبي حقلُ جنان
لعيون الأحباب الأ'طفال
وجديلةُ أمي منديلٌ
نذرتهُ أمي للأبطال
وأبي جنديٌ عربي
عربي عربي عربي
تحتضنُ السيفَ ذراعاهُ
وتضمُ بلادي عيناهُ
وبلادي مهجٌ وجباه
وبلادي مهجٌ وجباه
ويحبُ الأرضَ وأمي والأولاد
ويحبُ عيونَ الحريــة

.
تعلمت وأنا هنا في غربتي ..
بأن لا شيء يجعلني حزينة ،
كما أن ترتدي عمان ثوبها الأبيض ..
وأن لا أزينها أنا بنفسي : بفرحتي بها ومعها !
لا شيء يجعلني حزينة ..
مثل أن يصل الثلج إلى بيتنا هناك
وتنفذ برودته وحدها ، إلي هنا !
ولكنني ولأنني أحب أن تكون هي بخير ،
أفرح لأجلها .. وإن من بعيد ، ودموعي تفضحني !
وإذ بحطب شوقي الوفاء هذا ..
يتحول في قلبي ، ثوبا صوفيا
نسجته ذبذبات .. الحنين
" تلج .. تلج ، عم تستقبل عمان التلج ، وعلا بردانه ! "
.

.
سأظل صاحبة الصدق الأكثر
والزيف الأقل ،
أسأل الأغنيات عني ..

وتسألني الأغنيات ، عنهم !
حكايات : نصفها جنون ،
ونصفها الآخر .. وهم !
حكايات ، احتال فيها القلب على العقل
وكاد !
حتى مل التعب ، واعتزل الوجع !
عاد ليسلم للعقل أمره ، مرغما !
حكاية قلبي ، هي حكاية كل قلب
انحنى أكثر مما يجب : للأحلام !
وما إن لامس بجبينه أرض الواقع ،
هُزِمَ السراب
طلعت الحقيقة من وراء .. وراء الضباب
.