أوراق الورد

لمن يقرأنا احيانا..
ولمن يتابع انهمار قلوبنا احيانا..لمن يدخل زائرا..

ويختفي لاحقا..دون اسم له..او عنوان..
لمن يرافق مشاعرنا حين حرف يكتبها..
وحين حنين..او حيرة ..تسكنها..
لكل من اشاهده كثيرا جدا..
يرافقني في كل كلمة..وكل نقطة مداد انثرها..
اقول " شكرا لك " ايها الزائر ..
شكرا لأنك تجعلني اشعر اني املك قلما يصل الى قلبك ..حتى قبل ان يصل الى الورق..

لا تختبر غيرتي..عليك..
لأني عندها..لن انصفك..
ولن اشفع لك..
ولن ..تراني هادئة ..او رزينة ..او عاقلة..
سأكون..بغاية الجنون..
وغاية العبث..
وغاية التهور.
سأملأ بريدك..برسائلي العصبية..
وسأمنحك ..كلمات..تجعلك..تتمنى لو تمسكني من كتفاي وتهزني..هزا..
سأفتعل الكثير من الشجار..والكثير من الحماقات ..
وسأهدد بالرحيل..وسأحمل ربما حقيبتي..بين يدي.
رغم اني..لن استطيع الرحيل..سأبقى..ملتصقة بك..حد دهشتنا معا..
لا تدفعني الى الغيرة عليك..
لأني .ن اكون مسؤولة..عن قراراتي
ولن افكر كثيرا قبل التصرف..
سأكون بغاية التوحش .
وبغاية..التملك..لك ولقلبك..لهذا.ابقني بعيدة عن الغيرة عليك..
لأنها..ستمنحك قسوةً دون إرادة

كي نحتفظ بدموعنا
مخبئة بعيدا عن الرؤية..
علينا ان نصنع قناعا ضاحكا..
او علينا ان نفتش عن ابتسامة مزيفة قادرة ان
تخفي خلفها دمعة مصرة على السقوط..
هناك لكل وجه قصة دمعة..
حتى ولو حاول هذا الوجه
ان يتلون في اليوم الواحد بكل الالوان..
فسوف تأتي لحظة حرجة تجبره على الارتواء
بأمطار مالحة الطعم لم تفلح بالاختباء..
لعيني لغة خاصة..
لا يعرفها سوى من يحبني بحق..
ويفهمني بحق.. ويراني بحق..
ولم اعد اعلم ان كنت تستطيع قرائتهما لم لا

عن أي شيء يمككني أن أرسمه هنا ؟؟ أن أخلفه على وريقاتي البيضاء الموشومة بعلامات استفهام كبيرة ؟؟
معجم لغتي باء بالفشل ..نفذت كلمات اللغة و استنفذت أمامك كل التعابير فلم يظل بجعبتي غير صمت فظيع يغريني بالانتحار ...
مشطت غرفتي الغارقة في وجل عميق ، في هدوء أحتسي رفقة عصفورة أفكاري نبيذ الضياع .
أي ضياع ذاك الذي اجتاحني ؟؟

أتدري .
استغرقت في تفكير طويل .. و أنا أبحث بين مجلداتنا عن أسطر لنا ..
بحث بين عيونك عن ذاتي ، كنت أعشق لو أنك دنوت مني أكثر فأكثر .. و قضمت وجلي بقبلة تهدهد عيائي إلى الفجر.
لأني أستشعر بعدك أكثر فأكثر ..
و لأني أخشى يوما أن تأتي علينا قطارات الرحيل .
لتودع طفلتك الصغيرة ..فتودعك بمنديلها المطرز ..و تبتسم في هدوء لتخفي نشيج أدمعها .
أشتهي عودة للطفولة ...
كما أشتهي أن أجلس القرفصاء بين يديك ..
ألاعبك في مشاكسة الصغار ..
أثير غضبك تارة.. و أثير بك الانزعاج...
أبعد عني صورة المرأة التي تتلبسني...
ضعني بعيونك طفلة بريئة ..طفلة لازالت تشتهي دميتها و أرجوحتها و تتدلل في غنج و عناد...
ضمني بقوة لصدرك ..و صفف خصلاتي المبعثرة ..لأشعر بأمان أكثر.. بحنان أكثر..بدفء أكثر...
احكي لي حكايا السندباد و الجنية...
أخبرني عن أميرة الربيع... عن بياض الثلج و الأقزام السبع...
أشتهي أن تحملني على ذراعيك ... و تلثمني قبلا ..و تهمس بي.. أحبك يا طفلتي ..يا شوق الأحضان بك...
دعني أركض و أركض على شط البحر... أجرك من يدك لأدعوك للعب معي..
نبني قصورا من رمال..
نزين مدينتنا بمحار و عشب أخضر مبتل..
فأرفع عيني البنية لعينيك .. و أهتف في براءة ...
أنا الأميرة .. و هذي مملكتي... مثل سندريلا ...
و أعود لإتمام بناء عالمي ...
عالمي أنا...فاقتبس من شعاع الشمس محبرة لاخط اسمك على الرمال..
وابني بملايين الرمال حواجز وحدود..لامنع تلاطم الموج باسمك..وارسم على كل موجة
احبك .. لا بل اعشقك..واقترب منك كنسمة رقيقة واقبلك
وأهمس لك .
أنا ألف أحـــبك.
ألف أحتاجك..

حـــبيبي البعيد...
تسحقني المسافة لا أنكر ، و أشتهي مساءا يحملني إليك ، يدثرني بك ، يعيدني لعناقيد الحنين إليك

تمنيت و الأمنيات في دربي ضرب من مستحيل غاشم ، تمنيت أن أكتب لك قصيدة من لؤلؤ القلب المجنون ، لكنك تدرك جيدا مقدار جنوني العارم و ضجيجي المتضخم ، فأعرضت عن الفكرة

و التجأت إلى الغرق في لب عينيك طويلا
أتحسس منهما ملامح عشق جارف لا يعرف للهدوء عنوان ، و لا يعرف للخمود سبيلا
كنت أعلم ببعدك و أدرك جيدا ، و كنت أرحل مرارا عن دروب القيض المشاعري ، غارقة كسوايا في هم الدنيا ، تاركة بعضي و كلي يغلي في قارورة المتاعب و اللاوعي ..
لكن..
و كثيرا ما نقف عندها ، سبحت في التيار المعاكس و تأملت أن تعود من جديد
يا ليتك أدركت أن كل لحظة ترويني فيها من أنفاس حضورك تعد كنز سماء من سدرة البلور الماسي و الزبرجد النادر ..
كنت نادر الحصول ..
و كنت امرأة أتقنت دور العناد و دور الجليد..
أتساءل كثيرا يا حبيب العمر ، هل ستمسي طيور حبنا ريشا تتقاذفه الرياح ؟؟
أم أنه سيظل خالدا ، عميقا ، جبارا كلجة البحر القرمزي و هو يخاصم الشتاء و الصيف في عيونك ..؟؟
دعني أمتص الاجابة من شفتيك ..
دعني أغرق في صمت لهفتي لمعانقة شذى حنين امرأة على خارطة صدرك..
دعني أعلن المزيد من حضوري على حمرة الأصيل و هي تتوسد احتراقنا..
دعني أمتلك وجودي ..و أرسم على مدينة الغرام أحلى العناوين و الأحياء ..
و أنت بعيد..يا سيدي البعيد...
تغتالني ألف سكين من جليد
و ألف ضربة سيف ..و ألف صفعة سوط..
فأتحسس موضع جرحي في حذر
أخشى أن يتناهى لسمعك تأوهات وجعي و أنا أبحث عن شفاء لمعضلة الوجد بي...
و أنت بعيد
أشتم أنفاس عطرك الأنيق..و أغزل من براعم الخضرة بساتينا كستنائية الأزهار
عصافيرا تقفز من غصن لغصن ، و أهديها خصلة من شعري لتحيك لي فستان لقيا وردية..
و هذه أنا ..بشغبي و غضبي و شكوكي و عنادي و تمردي و جبروتي و كبريائي..
هذه أنا ..باندفاعي و اشتعالي و ثورتي و احتدامي..
هذه أنا ..برائحة الطفولة المنبعثة من عيوني..
بعنفوان الأنوثة المتدفقة من اشتياقي..
بكلي ..انتظرك

كي نهرب من احتياجاتنا..

نلجأ الى اشياء اخرى..
لا تخص قلوبنا بشيء.. لا تخص مشاعرنا بشيء..
لا تعني لنا شيء..
اشياء تُلهينا..
تبعد افكارنا قليلا.. عنا.
تعطينا مساحة حزن.. دفين.
ومساحة انشغال بأمور اخرى.. واحتياجات اخرى.
دائما كنت ارحل.. واعود
دائما كنت احمل حقائبي .. واترك اوراقي..
واتغيب قليلا..
ثم تعيدني الكلمات اليكم..
وتعيدني مشاعري المتعبة اليكم..
الان..
اشعر اني سأرحل دون عودة..
لن احمل حقائب معي..
ولن افكر كثيرا بكل اشيائي التي احبها ما بينكم..
لن ارنو كثيرا الى مشاعر الفرح التي سكنتني سابقا..
بكل بساطة..
سأغادر كل الاماكن.. التي تعرفني..
سأكون عميقة في غيابي..
كصدفة رماها الشاطئ في اعماق البحر..
فلم تعرف طريق العودة الى رمال الشاطئ من جديد..
لا تنتظروني .. كثيرا..
فربما.. ستسرقني الحياة ابعد مما بإستطاعتي الرجوع اليكم

وأنهمر المطر بشدة من عيناي و شعرت ببرودة تحتل جميع أجزاء جسدى
اااااااااه كم اشعر بالبرد الذي يصطدم بوجهي
وعدت اتسلل الى غرفتي
وعدت كما بدأت من ذلك الركن
لتغمرني الظلمه مجددا
وعاد كل شيء كما كان سابقا الخوف

والوحدة وصمت وجرح ودموع جاريه تروي الارض الصماء
سأغمض عيني لتغمرني الدموع
معلنة نهاية اليوم

اسمع انينك ايتها الورود
و اشعر بحنينك و اشتياقك
و عذابك و قهرك و حزنك و ألمك
ادرك انك مللتي من الاعذار
و مل صبرك من الانتظار
وارى ان ملامح الذبول
قد بدأت تكسو وجهك الجميل.

ثق تماماً أن ما ستفعله خلفي إستغفالاً ..سافعله أمامك إحتراماً