القناعة

القناعة

القناعة




إن المؤمن عميق الإحساس بما من الله عليه من نِعم، فهو يرى نِعم الله عليه في عافيته، يراها في ولده، يراها في مطعمه ومشربه، يراها في مسكنه، يراها في هدوء نفسه وسكينتها، يراها في هداية الله له للإسلام، يراها في كل شيء حوله، وهذا الإحساس بالنعم يمنحه شعورا بالرضا بما قسم الله له من رزق، وما قدر له من مواهب، وما وهب له من حظ، وهذا هو لب القناعة.
ففي قناعة المرء سعادة النفس وهدوء البال والشعور بالأمن والسكينة، وبها يتحرر من عبودية المادة والطمع وعنائهما المرهق، فالقانع أسعد حياة وأرخى بالا وأكثر دعة واستقرارا من الحريص المتفاني في سبيل أطماعه ، وفي هذا أقول: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه.
فمن قنع بما أعطاه الله رضي بما قُسِم له، وإذا رضي شكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس.

وفي القناعة وقاية من كثير من أمراض القلوب التي تفتك بالقلب وتذهب بالحسنات كالحسد والغيبة والنميمة والكذب وغيرها من الخصال الذميمة ، فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتوا؛ لأنه رضي بما قسم له،
.
فكم من غني طامع عنده من المال ما يكفيه ، ولكن حرصه يدفعه للمخاطرة بدينه ووقته وجهده طلبا للمزيد، وكم من فقير قنوع يرى أنه أغنى الناس، وهو لا يجد قوت يومه؛ ذلك أن الغنى الحقيقي غنى النفس ورضاها بما قسمه الله لها من عطاء،
ويقول الشاعر:
رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم ولا سرور
فكم بنت الملوك لها قصور فلم يبقى الملوك ولا القصور

فالعز كل العز في القناعة، والذل والهوان في الحرص والطمع؛ ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزا بينهم، والحريص قد يذل نفسه من أجل أن يحصل المزيد؛ ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"..
ويقول الشاعر:

عزيز النفس من لزم القناعة ولم يكشف لمخلوق قناعة
أفادتني القناعة كل عــز وهل عز أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال وصيرها مع التقوى بضاعة
لتبعد عن لئيم في حياة وتحضى بالجنان بصبر ساعة

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

سلمت يا اخي حسين على كلامك الرائع والحمدلله على كل شيء

والله يرحمنا ويزودنا بالقناعه يارب

هلا وترحاب فى الاخ الغالى حسين
طولت الغيبه يا غالى
كلماتك شلال من العبر لا ينضب
وتقع من القلب وقع الحب الصادق

عبارات منتقاه بنقاء صاحب القلب النقى
دمت بود يا غالى

يسلمو يا غالي على الموضوع الجميل