25-12-2011, 07:33
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
مؤسس الشبكة
لوني المفضل :
darkslateblue
|
رقم العضوية :
1
|
تاريخ التسجيل :
1 - 8 - 2007
|
فترة الأقامة :
6324 يوم
|
أخر زيارة :
يوم أمس
|
المشاركات :
11,931 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10437 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
S M S ~
|
M M S ~
|
|
|
المذنبون في أحداث المفرق
قبل احداث المفرق اول امس الجمعة جرت مفاوضات مكثفة بين اطراف رسمية من جهة وقادة في الحركة الاسلامية من جهة اخرى في محاولة لثني الحركة عن تنفيذ وعيدها بتسيير التظاهرة التي ادت الى صدامات وحرائق اسفرت عن عشرات الاصابات معظمها بين رجال الأمن ,وبررت الحركة الاسلامية رفضها الغاء المسيرة بكونها قامت بالترتيب لها مسبقا وقبل أكثر من اسبوع ,الطرف المقابل المكون من تجمعات شبابية وعشائرية مناهضة للتظاهرات والاعتصامات اطلق تهديداته مبكرة ايضا واعلن رفضه السماح بأية تظاهرات او مسيرات للحركة الاسلامية في منطقة المفرق ,وهكذا تشكلت حالة من التوتر بين طرفين لا علاقة للحكومة او لأجهزة الدولة بتدبيراتهما الخاصة ,طرف قرر التظاهر وآخر قرر التصدي له ,وما حدث يثير الاستغراب فعلا, فهناك جهات رسمية اتخذت لنفسها دور الوسيط بين الطرفين ,فذهبت لتفاوض الحركة الاسلامية (ناصحة ) بالتراجع عن قرار التظاهر ولو هذه الجمعة الى حين تسوية الامر ,ثم طلبت تدخل زعماء عشائريين من وزراء واعيان ونواب ووجهاء للحوار مع قيادات الطرف الثاني وحثهم على منع التصعيد والتفضل بالسماح للحركة الاسلامية بتنفيذ وعيدها بتسيير تظاهرة سلمية مطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد في المفرق ..!
لم تقبل الحركة الاسلامية بالنصيحة واصرت على التظاهر رغم توتر الاوضاع وورود معلومات للحركة عن تحشدات واستعدادات للطرف المناهض تنذر بصدام حتمي ,كما لم يقبل الطرف الثاني وساطة الوجهاء تجاوز مشاعر الكبرياء العشائري والتراجع عن التهديد بمواجهة تظاهرة الاسلاميين ,وبالنتيجة حدث ما توقعه مدير الأمن العام شخصيا خلال حديث سبق الأحداث بليلة تناول موضوع هيبة الدولة والحالة الأمنية, ولأنه توقع النتيجة حرص على ان يكون في الميدان لمحاولة أخيرة الاستفادة من علاقاته الواسعة بين اوساط اهالي المفرق لمنع المكروه ,ولكن حدث ما حدث فكان نصيبه اصابة مثله مثل ثلاثين غيره من رجال الأمن.
الدرس المهم المستفاد من احداث المفرق والذي يجب ان نتوقف عنده ونعيد مطالعته مرات ومرات ليس في النتائج التي جاءت هينة على كل الاطراف والحمد لله , الدرس الحقيقي له وقع مؤلم على جهات رسمية التي باتت تمارس دور الوسيط بين المتخاصمين , فتفاوض راجية حفظ الامن وعدم انتهاك القانون,وتطلب تدخل شيوخ العشائر لاحتواء خطر داهم ,ومع ذلك لم تنجح الوساطات في منع الخرق الامني حتى عندما لاحت بوادر منذرة ان يكون خرقا من الدرجة الاولى ويسفر عن ضحايا واصابات بالغة وتدمير للممتلكات .
اصرت الحركة الاسلامية على برنامجها فكانت المذنب رقم واحد, اذ كان من العقلانية والحكمة عدم طرح التحدي نهجا ما دامت مصالحنا الوطنية على المحك وما دامت الحركة الاسلامية تؤكد دائما حرصها على أمن الوطن واستقراره ,وكان من الضروري جدا الاصغاء للنصائح منعا من الوصول الى النتيجة التي آلت اليها الاحداث ,وتجنبا لأي شكل من اشكال المنع والقمع وحماية للحريات العامة , فقد راهن المجتمع حتى اللحظة الأخيره على حكمة القيادات الاسلامية ,ولكن رهانها لم يكن في محله بكل أسف ,فقد اخفقت الحركة الاسلامية في المفرق باثبات حسن النوايا هذه المرة ,بل وفشلت في ان تكون فرعا للحركة الام التي تجنبت الكثير من المواجهات قبل هذه المرة تحت شعار امن الاردن خط أحمر .
جهاد المومني
|
|
|
|