الاستيداع.. قطع أرزاق, أم تكميم أفواه!!!

الاستيداع.. قطع أرزاق, أم تكميم أفواه!!!

الاستيداع.. قطع أرزاق, أم تكميم أفواه
اسم الكاتب : نجود المجالي

" يا معالـي وزير التربية والتعليم أول ما نبدأ به الكـلام, بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ, بسم العدل الذي لا يجور, بسم الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق, 4-5), والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أتم الصلوات والتسليم.

أما بعد معالي وزير التربية والتعليم المحترم, اقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم .

أوجسنا خيفة, وعَجِبنا لسماع قراركم الذي يقصم الظهر, بتاريخ 13/7 /2010 و الذي يقتضي بإحالة بعض إخوتنا أعضاء لجنة إحياء نقابة المعلمين على الاستيداع, ونجد على أنفسنا عاتقا وأمانة أن نكتب بحق إخوتنا الذين أُحيلوا على الاستيداع, الذين ضحَّوا بأنفسهم لأجل تحصيل حقوقنا, وصمتنا ووقوفنا مكتوفي الأيدي, أمام ظلمهم فهو نقيصة ومذمَّة لنا شخصيا, كوني أعمل في ملاك وزارة التربية والتعليم, وإن كانت نتيجة مقالتي هذه بأن أتلظَّى بنيران إخوتي وزملائي, وسيتم إحالتي على الاستيداع, أقول أن نخسر وظيفتنا, و مصدر رزقنا, أحبُّ إلينا من أن نخسر احترامنا لأنفسنا ", وسنقول كلمة الحق أمام هذا القرار الجائر.

نتساءل يا معالـي الوزير جرَّاء ماذا هذا القرار بحق إخوتنا ؟؟! جرَّاء ذنب أم جُرم لم يرتكبوه, أم تكميما لأفواههم بالمطالبة بحقوقٍ لهم باتت مَطلَبا وتحسينا لأوضاعهم ! لأوضاع المعلم الفقير!!, المكافح والمجاهد بصمت, والذين بفضلهم لما كان الوزيز وزيرا ولا الطّبيبُ طبيبا ولا المُحاميُّ مُحاميا ولا القاضي قاضيا.

ولا, ولا, ولولا فضلهم لما حصلنا نحن الذين نعمل على ملاك وزارة التربية والتعليم من مكتسبات في تحسين أوضاعنا, (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(البقرة,237 ) كيف سنصمت؟! أيُعقل يا من تعملون على ملاك وزارة التربية والتعليم, أن تهنئوا بما حققه لكم إخوتكم والذين ضحُّوا بأنفسهم لأجلكم, وتم الزجُّ بهم خلف الأسوار بغير حق, أيُعقل أن لا تجأروا لمؤازرتهم ورد الظلم عنهم, ولو بكلمة ؟؟! بعد أن جنيتم حبَّ الحصيد؟!عَجَبا لأمركم؟! أهذا جزاء الإحسان؟؟!.

معالي الوزير ما الجـرم الـذي اقترفـوه ليُحْرَموا من عملهم الذي هو سَكَنا لهم, وملاذا يقيهم بعضا من هموم الحياة.

ما الجـرم الـذي اقترفـوه بضياع سنوات الخدمة لهم بالعمل والمثابرة, انتظارا لترقية, وكأنكم تـَنقضون غـزلهم من بعد قـوةٍ أنكاثـا, وتـُذهبون أعمالهم كسرابٍ بقيعة, ما الجـرم الـذي اقترفـوه لتتقطَّع بهـمُ السُّبل بقطع أرزاقهم وَالضِّيق فِي الْمَعِيشَة, وَالتَّعَسُّر في الحياة.

ما الجـرم الـذي اقترفـوه ليتضوُّر أبنائهم جوعا على الحصير, بضياع نصيبهم من الملبس والمشرب والمأكـل, نظرا لتقسيم الراتب للعديد من الالتزامات الشهرية لمُستحقيها, ونصيب الأطفال؟! قد بات هشيما تذروه الرياح في طيات الحكم الجائر بالاستيداع.

ما الجـرم الـذي اقترفـوه لتعتاش عائلة بنصف الراتب بعدما كانت تضيق بالالتزامات بكامل الراتب, .

ما ذنب الأطفال!!؟ ما ذنب النفوس الشامخة العزيزة للإحالة على الاستيـداع ؟؟! الذين اتخذوا إلى ربهم سبيلا بنصرة الحق, والدفاع عن المظلومين, هم رمزٌ من رموز العزة والكرامة, والقمر المنير, والنخل الشاهقات لجميع من يعمل في ملاك وزارة التربية والتعليم , ستلاحقهم الدعوات التي تعانق السماء بالتوفيق من رب الأرباب, سيتركون بصمة لن تمحوها كهولة السنين, ولا رحيل الأجساد بعد أن صارت رميم, ستُخلّدُ هذه الأعمال في ذكرى حقبات الزمان, ستشهد لهم ذرّات الرمال, وقطرات الغيث ودموع الأيامى, سننقش أسمائهم مسوَّمة على الصُّخور, ادعوكم يا إخوة للصَّبر فصبر جميل والله المستعان, وأذكِّـركم ببيت الشعر لـ عائشة رضي الله عنها(.لَعَمْرك مَا يُغْـنِي الثَّرَاءُ عَنْ الْفَتَى إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ ".

فالدنيا دانية فانية,لا تستحق منكم لحظة حزن, نرجوكـم أن لا تحزنوا, والرزق على الله يا إخوة, كما قال الشاعر : يَا رَازِق النَّعَّاب فِي عُشّه وَجَابِر الْعَظْم الْكَسِير الْمَهِيض .

معالــي الوزير إن كنتم تظنون بأن ما قام به المعلمون ذنبا أو جرما يستحقون عليه الاستيداع, فكان الأجدى بكم الصفح والعفو لرعيَّتكم التي أنتم راعٍ عليها وبمقام الأب الحنون لأبنائكم, والتراجع عن القرار الجائر بحقهم, (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (النور , 22) وارحموا من في الأرض, يرحمكم من في السماء, ارحموا المستضعفين في الأرض, ارحموا الذقون المشعثَّة المغبرَّة من كبَد السنين, ارحموا الأيادي التي تشققت على السبُّور, ارحموا وقفتهم تحت هطول الأمطار وعواصف الرعود, يقطنون لانتظار حافلة غاصت في غياهب الجُبِّ ولا أمل لها أن تعود؟!؟ ارحموا وقفتهم تحت حرِّ الشمس بلا ظلال, ارحموا تضوَّر الأطفال والأيتام والمسنين بؤسا وجوعا, والذين يُعيلهم المعلم الفقير, ارحموا تشقق أقدامهم التي تسيحُ بين الطرقات باحثين عن عمل, يقيهم شرَّ الأزمات, ورديفا لهم عن قرار الاستيداع, ارحموا يا معالي الوزير, ارحموا قلوبنا التي تتفطَّــر ألما على رحيل إخوتنا دون وجه حق, .

ولا تنسوا بأننا بمقام الأبناء لكم ولنا حق عليكم بنفحة من العطف والرحمة, أسوةً بسيد البلاد صاحب اليد الحانية الرءوف علينا جلالة الملك عبدلله الثاني حفظه الله ورعاه, وجزاكم الله عنا كل خير لما قدمتموه لنا من مكرمة جعلها الله لكم في ميزان حسناتكم يا صاحب الجلالة . في النهايــة يا معالي الوزيـــر قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". أَلَا أُخْبِركُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّة ؟ " قَالُوا بَلَى قَالَ " الَّذِي يُسْأَل بِاَللَّهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ ".

ونحن نسألكم بالله يا معالـي الوزير أن تُنصِفوا إخوتنا وتعدلوا عن قراركم, وتعيدوهم لمراكز عملهم هذا أقصى ما نطلبكم وأملنا بكم كبيـــر, ونسألكم بالله أن تردوا ((الُّلقمة )) للأطفال, التي تفتح فاها كالفراخ, تتفقَّد هذه اللقمة من أبويها, لتَسُدَّ رمقها وتملأ جوفها بفتات العيش, نسألكم بالله يا معالي الوزير, أن تردوا هذه (اللقمة) لهم بعد أن تاهت في طيات الحكم بالاستيداع.

ونحن على يقين تام بإذن الله أنكـم تحملون في أحشائكم مُضغة طيبة, رحيمة, سترحم الآخرين, وبأنَّـكم بإذن الله من خيرة الخيرة الذين إذا سألهم بالله أحد أعطوا, أخيـــراً أُذكِّـــــر نفسي وإياكم والجميع بقول الرَسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْم فَإِنَّ الظُّلْم ظُلُمَات يَوْم الْقِيَامَة. واقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير

[email protected]

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج