أوراق الورد

ابتسم في وجه من تحب فيشعر ( بحبك )
ابتسم أمام عدوك فيشعر ( بضعفه )
ابتسم أمام من تركك فيشعر ( بغبائه )
ابتسم للدنيا والدموع في عينيك ( فتقهرها )

ابتسم لأنك ستملك الدنيا بإبتسامه

و بقيتِ وحيدة .

مجرد تماثيل من سراب .. لم يبق منهم سوى طيف يتراقص في صيف لاهب ..
و بقيتِ وحيدة ..
ترقدين كمومياء عبث بها الزمن .. نخرها .. و لم يتركها
إلا آثارا مرعبة .. تطالع الدنيا بعين مخيفة ..
و يلوح لك الماضي المظلم ..مثل سرداب تحت الأرض ..لا ينفذ إليه الضياء ..
و لا يدل النور ..
تهتِ كثيرا .. و ضعتِ طويلا ..
و أتاك الغدر ممن أسندتِ ظهرك إليه ..
هاهم يرقصون ..
أترينهم ..؟
انهم يرقصون على عزفك النازف ..
انهم يشربون نخب جرحك ثم يبتسمون لك بخبث أبله ..
و أفواههم ما زالت مرتعا لرائحة منتنة قذرة ..
ثم يأتيك جلادك .. يقدمك لأصحابه ..
ليجهزوا على فُتاتِكِ المتناثر .. و يتوجوا ليلتهم بك ..
ثم يبتلعهم الأفق ..
الواحد تلو الآخر ..
و يبقى المكان خاليا .. إلا منك .
و تبقين وحيدة ..
ترقبين انبلاج الفجر ..
دون أن يأتي !!

حيــرة وألم .. وصراع !!
أتقدم خطــوة
وتجرني للخلف ألف خطوة .. وخطوة
مرتبكــة ..
خائفــــة ..
غاضبـة ..
تيارات عنيفــة في تلك الأعماق

وألف ألف سؤال
ولا جــــواب !!
أعياني الإبحــار بلا دليل
انكسر مجدافي في يـــــدي .. !!
وما أثقل هذا القيد بمعصمي .. !!

يقف كلامي حائراً .. عاجزاً .. يستجمع قواه وقدرته .
ويحشد جميع مواهبه .
التي اكتسبها طوال حياته ... لكي ينطق بحرف .
ولكن دون جدوى .. جميعها تذهب أدراج الرياح .
مـا أقسى تلك اللحظة التي تتجرع فيها الحسرة.. والألم .
و تعجز أن تنطق بحرف .. تعجز أن تصرخ لتعلن ما بداخلك
مـا أقسى تلك اللحظة التي يبحث فيها شخص عن شخص .
ليتشكو له .. وتجده هو الآخر يريد أن يشكو لك .
وتضيع اللحظات ..... في صدى الصمت المميت .
مـا أقسى تلك اللحظة عندما ينفجر بداخلك بركان من المشاعر والأحاسيس .
وتقف عاجزاً عن التعبير .
مـا أقسى تلك اللحظة عندما تفقد صديقـا .
يصعب تعويضه في زمن المستحيل .
مـا أقسى تلك اللحظة التي تفارق فيها من أحبه قلبك .
وعبراتك تسبق حروف الوداع
مـا أقسى الزمن عندما يطفىء شموع الأمل في حياتك
ما أقسى لحظة أن يغلفك جنون الحب
وتحمله بين أضلعك
تريد أن يسارع نحوك ليقول لك أنك من يهواه
أنك من كوّنته
أنك من عاش لأجله
ويأبى الصمت الوجل إلا أن يبقيه بالداخل
حبيس جنونه
وأسير ضعفه !!!
مـا أقسـى هـذه الـلـحـظـــات
ترى هل نصبو لحياة أفضل ؟؟
ســـــــــــــؤال يُدفـــــن بالصمـــــــــــت

ليت الزمن يعود بي الى مواطن الفرح ..

استقبلت صباحي اليوم بوجهي الشاحب
الذي تخاصم مع النوم لليالي
وقف أمام مرآتي في محاولة فاشلة مني أن اخفي حزني خلف مساحيق لم أعتد أن أضعها ..
وفي شرود مني حدثتني مرآتي قائلة :" كفي عن هذا ألم يشخ قلبك من الألم من الصدمات من البعد من الفراق , ألم تكتفي عودي كما كنتي أنثى بقلب طفلة .. "

يخنقني الخوف .. شيء في حدسي يجبرني على البكاء .. لكن عبرتي مخنوقة مقتولة في داخلي أشياء كثيرة .. كفنها وجداني مذ زمن ولكنها لم ترحل لاجداثها.. إنما بقيت في جوفي ..مترسبة تسكب الألم مع دمائي .. تجعلني انزوي بعيدة عن الناس ..مشبهة نفسي بطفلة رثة الملابس تحتضن دميتها القذرة و تجري بين الأزقة القديمة ..مذعورة تولول بكلمات مبهمة .. لكنها تعرف جيدا كيف تقول أحبك ...... نعم في هذه الليلة شعرت بالرغبة الأكيدة بأن أهتف ضد سقوط الاحزان .. وان تحي كل المشاعر الإنسانية .. و تتفوق الأخلاقيات على البشر ومن أعماق أعماقي هتفت بالتفاؤل و بالحب و السعادة و أن نعلن في أنفسنا .. ونطوي وندفن كل الآلام ونحاول أن نفتح ذراعينا للحياة و نقفل كل سراديب النفس و أرجاءها المظلمة لنطل على الدنيا بروحٍ إنسانية جديدة مفعمة بالحب .… ولكن ..محال ..

هذه الوقفة لا تحدث كثيرا في عمر الإنسان .. إلا عندما يعيش لحظة ألم .. في زمن يشوبه الغربة والبعد والخوف والحزن والألم .. و يسيطر عليه الكذب و تملأ أرجاءه الصغائر .. و تطفح سموم البشرية بكل سموم الأرض .
في هذه الليلة حيث الصمت و الهدوء حيث لا اسمع في إيواني الضئيل سوى صوت البركة و قد انبثق في وسطها مساء يتدفق وسكون ... ألقي نظرة من نافذتي على الأضواء البعيدة .. وقفت صامتة و مضى الوقت ..لا أدري كم دقيقة .. ولا كم ساعة .. حيث كانت لمسات الحزن مطبوعة على ملامحي كمثل الخريف على الورق .. ويهبط على السكون ذاك الجو الباردِ و صوت حفيف الأشجار يدخل من خلال نافذتي ... كنت سكونا مع صمتي .. قلبي يرتجف بين أضلعي .. ودموعي تسيل على خدي .. دموع أخرى غير التي سالت من قبل .. كنت أحمل إحساسا آخر و معنى آخر .. أحمل خوفي .. و أشباح تتمايل أمامي ...
و من خلال تلك الدموع رأيت صورة الماضي .. من بعيــــــــد ...توالت الأحداث ...رأيت من تعلمت منه الصبر و العزيمة .. رأيت من يحمل قلبا مثل السماء بصفائه .. و مثل الصحراء .. بقوته .ولا غرو إن طاردني الرعب من عالما يخلو من طيبته .. من رأفته .. من عاطفته المتدفقة من ضحكته .. فأنا في حاجة ماسة لمن يسكب الحنان في آبار أعماقي ... لمن ينتشلني من بقاع الخوف والحيرة ... و يعيدني إلى حياتي ..حياتي تلك بكل أحلامها العابرة .. ..هو وحده القادر على ذلك .. وهو من أحب .. هو من أوقد في أعماقي الدفء و ملأني بالأمل و اجزل لي العطاء بلا حدود
هو لا غير ..هو من سأخط إليه ..جميع أحرفي .. هو من كتبت إليه و سأكتب إليه … أشكوه ما حييت .. فهو القادر على سماعي دون تضجر أو ملل .. هو من يستطيع أن يفهمني دون ان اتفوه بكلمة ... هو من بللت أدمعي صورته و أنا احتضنها برفق .. وقد أحسست بدفء كفيه و هو يمسح أدمعي و يقول لي ..لا تحرقي قلبي صغيرتي أدمعك تقتلني ..هو أبي

في قلب الليل،أسمع: (تك تك)، تكَات خفيفة،كصوت طرقات حبَات المطر، على زجاج غرفتي،لسنا في الشتاء، بل يعيشنا أغسطس.أسترق السمع، تكَات لا تتغَير.
قلت: لعلها الساعة،تلك الرابضة فوق جدران سنيني المزعجة، خاصة في الليل، التي تصمت نهاراً،وتثرثر عندما يجن الليل. نهضت من فراشي،أخرجت منها البطارية، تنفست الصعداء،أستطيع الآن النوم بلا إزعاج .!
أغلق عيناي، أعود أسمع .... تك تك.! أنظر إلى الساعة، ماتت عقاربها.