أنا الهائم في محبرة السكر

أعتبريني قطرة ماء
سقطت من إحدى الغيمات
وكنتِ من استقبلها
وجسدك كان لها حضنا
سالت عبر تفاصيلك
وقفت لحظات فوق جبينك
منبهره من هذا النور
ترفض أن تبعدها رعشة عينيك
أو تلويحه شعرك
إصرارا مني أن أو من تلك القطرة
أن أبصر نورك أكثر
فتميلي
وأميل معك
لأسيل على خدك اعبر فيها حقول الورد
استنشق عطر عبيرك
وملاسة وجنتك الوردية
فتوشك أنفاسك أن تجعلني أتبخر
لأهرب مقتربا من ثغرك
لأحظى من هذا الثغر
ببعض الخمر معتق
لا يمكن أن يمنعني صدك
فقد أوشكت بأن اثمل
فدعيني حتى أخذ منها ما أطلب
فتتعالى انفاسك
وأوشك أن اتبخر
فأهرب
أتدحرج واسيل بعنومة جسدك
لأتأجرح في ذقنك فتجرفني غمازته الشرقية فأهبط
ليستقبلني صدرك
بالدفء الحاني
بشموخة وتكوره وحرارته واحساسه
فأبحث فيه عن درجات صعود
لأصل ولا أتوقف
اعانق حلمته الوردية
فأوشك أن انفذ فيها ولا أجد لي منها مخرج

ليحضنني عشقك في تلك اللحظات
فأرفض أن اتبخر ولم أكمل
فليجرفني هذا النهر
وأنا بينهما التقط بقايا الأنفاس
واتشبث بقمم الوجد
وأرفض أن اهبط
فما أسرع ما يحملني التيار
لأعبر وادي الموت
واتناثر أشلاء مبعثرة
في سائر هذا الجسد المتبختر
فأنا منهك سيدتي
أتعبني عبوري عبر حدودك
وأعلنت نهاية كل مقاومة فيني
لأذوب وانفذ عبر مساماتك
لأصبح ضمن شراينك
فأمنحك إحساسا مختلفا
يجعلك في تحليق بين البينين
فأن فاقت عيناك
تتربصني غضبه
أخبرك بأني قد كنت مجرد قطرة
سقطت من إحدى الغيمات وسالت....