31-10-2007, 07:13
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
مؤسس الشبكة
لوني المفضل :
darkslateblue
|
رقم العضوية :
1
|
تاريخ التسجيل :
1 - 8 - 2007
|
فترة الأقامة :
6326 يوم
|
أخر زيارة :
يوم أمس
|
المشاركات :
11,931 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10437 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
S M S ~
|
M M S ~
|
|
|
مسلسل الكوارث الصحية
,وقع عبء المسؤولية الأكبر في التسممات المتتابعة التي تعرض لها الأردنيون مؤخراً على عاتق وزارة الصحة فهي المؤسسة الوطنية التي تتحمل مهمة الحفاظ على الصحة العامة ، لكن ما الذي فعله المواطن ، أي المستهلك ، وجمعية حمايته من أجل تفادي التعرض لتسمم غذائي جديد؟ والأهم من ذلك ما الذي اتخذته جمعية أصحاب المطاعم من إجراءات لوقف حد للتضحية بصحة المستهلك وفرض الالتزام بقواعد النظافة والسلامة؟ فعندما يتواصل مسلسل المحن العسيرة التي تعصف بصحة الأردنيين دون بريق أمل في الأفق بزوالها فإن الواجب الوطني يتطلب عدم الاكتفاء بتوجيه الانتقادات والاتهامات العقيمة لكن يتطلب أيضاً عدم الاستمرار في اتخاذ قرارات متسرعة وجزئية ومتأخرة لم نحصد من ثمارها سوى تكرار الكوارث.
لقد اَن الأوان لكي يتحمل المستهلك الذي لا يعرف سوى الانتقاد والتباكي المتأخر مسؤولياته ، وما شاهدناه من الرصيفة حتى ساكب يعطينا دلائل محزنة على انعدام الوعي الكافي لديه.
لا يهمنا إن كانت مأساة ساكب قد نتجت عن تلوث غذاء أو مياه أو غيرها فالنتائج والعبر واحدة ولم تتغير منذ تسمم الرصيفة القياسي ولن تتغير طالما أن طوابير الأردنيين الجامعيين والمثقفين من كافة الأعمار ستستمر في الاصطفاف أمام مطعم يفتقر لأدنى مقومات النظافة وتتدفق القذارة من جدرانه وصحونه وأظافر ووجوه العاملين به ويرضون ، كما حصل في البقعة ، تناول شاورما من دجاج غير مطهي لم تصل لهب النار إليه وتملأ أنسجته السالمونيلا فيبتلعونه بجشاعة ثم يهرولون مذعورين ومستغربين ما حلّ بهم لأقسام الطوارئ محملين وزارة الصحة المسؤولية؟ وما الذي فعلته جمعية أصحاب المطاعم لفرض الانضباط لدى المنتسبين إليها؟ هل يعقل أن يكون رد الجمعية على حادثة تسمم البقعة إطلاق تصريحات عنيفة ضد الوزارة لإغلاقها '' مؤقتاً '' مطاعم شاورما الدجاج ولإلحاقها الأذى بمصالح أصحاب المطاعم بينما لم نتشرف بسماع كلمة عزاء منها لوالدة الشاب الذي توفي من جراء إهمال أحد أعضائها ولا كلمة اعتذار للمائتين وخمسين اَخرين ممن أصابهم التسمم ولا سمعنا عن جهودها وخططها لردع التلاعب بصحة وأرواح الأبرياء فوضعت في كفتي الميزان الأرواح والمرابح ، وهل هذه التصرفات تجعلنا ننام دون أن ينخر الرعب مخيلتنا بانتظار بزوغ فجر جديد نجهل هول الكارثة التي سيحملها لنا؟ هذا لا يعني أننا نمنح صك غفران لوزارة الصحة فالحقيقة المحزنة ان التقصير الذي ترتكبه لا يتوقف على الإجراءات الرمزية العابرة التي تتخذها بعد الأزمة لكن في انعدام تخطيطها للمستقبل لمنع تكرار المسلسل المأساوي الحالي فتوزيع الابتسامات والوعود بعد وقوع الكارثة لم يكن يوماً العلاج المجدي للمرض.
جميع المؤشرات مقلقة وأطراف المعادلة يبتعدون جميعهم عن استخلاص الحكمة من الماَسي التي تمر بها صحة الأردنيين. هنالك انعدام رؤيا شمولية لمفهوم الصحة في بلدنا يجعلنا نبتعد عن النقطة الحيوية في الصحة العامة ألا وهي أن النهوض بصحة المجتمع يبدأ بالوقاية وبالرعاية الأولية الجيدة وبوضع استراتيجية صحية وطنية حضارية حقيقية ومنح المؤهلين وأصحاب الكفاءة زمام المسؤولية لرسم سياسة صحية عصرية تحل مكان غياب التخطيط والتقييم السليم وتضع حداً للتسرع في اتخاذ القرارات وتفرض الانضباط وتطبيق الرقابة وقانون الصحة العامة بحزم لحماية الأردنيين من كوارث تتكرر وتجعلنا نعيش في فراغ قاتم وقاتل تغلف جدرانه الحالكة التوقعات السوداء التي تدل جميعها على أن كارثة البقعة لن تكون الأخيرة.
لينحصر تفكيرنا بمصلحة المواطن والوطن ولنقم بإعادة هيكلة المؤسسة الصحية بأكملها وتفعيل السلطة الرقابية الطبية بحزم لتتناسب مع تطلعات المواطن والقيادة فطيف كوارث صحية جديدة قادم لا محالة.
|
|
|
|