شيء من الحنين

أيهــا المخلوق الذي يكاد لا ينتمي إلى الأرض

أحـبــّك كجسدي ذاته

حُــبٌ مجنون أعجزُ عن وصفه

لا أستطيع التفكير بلحظة من دونك

فأعذرني أن خالفتُ أمرك

وكتبتُ لك

لأن حرفي هو من خالفني

وخرج عن أمري

معلنآ العصيان

والتمــرّد على أوامري

فأبى إلا أن يكتب

أطالعُ كتابي فلا أقرأ أحرفهُ

وإنما أرسمٌ ملامحك الهــــادئة

الــوقورة .. الباسمة .. الـواعدة

لأن مُحيّاك هو ما أرى فيه أمامي

صوتك الشــجــيّ يُزلزلني

وفي موجة الإرتعاش يرميني

فلا يـهــدأ لي بال , ولا حتى موطأ قدم

أجــولُ في أنحاء غرفتي تارة

وتارة أغوصُ في بحرك الواسع

أحيانآ كثيرة يصعبُ عليّ الغــوص

لأن حُبّك قد أغرقني بفيضِ كبيــر

أيهــا الإنسان الذي يرسم مُستقبلي

أتعلــمُ أنك مُستقبلي ذاته

بتُّ لا أبالي بأحدٍ غيرك

ولا أريد من الدنيا سواك

أشواقي تُلهبني كجمــرٍ حارق

إليك يا حُبي الجنونــي

أريدك دومــآ بقربي

لأني دومآ بقربك


فلا تقــول إنك وحيــد

وفي هذه الدنيا غريب

فأنا دومــآ إلى جانبك

تــوأم روحــك

أشاركك نبضات قلبك

وأتنفس هواء أنفاسك

فهي التي تُمدني بالحياة لأستمرّ

وأناصفك أفراحك وأحزانك

قـُــربي منك شديد

فرغم المسافات

وتباعد ضفاف الأنهــار

فأنا قريبة منك كدمك في الوريــــد

لأني معك أرى حلاوة أيامي

أيهــا اليوم السعيد

والغــدِ المـُــشرق

والأمـــل الذي يـُــلوّح بالأفق القريب