قراءة فى احتفالية المصالحة بقيادة مصرية بين حماس والفصائل من جهة و فتح بقيادة محمود عباس.

قراءة فى احتفالية المصالحة بقيادة مصرية بين حماس والفصائل من جهة و فتح بقيادة محمود عباس.

بقلم السيد محمد الناصر

لا داعى للتشنّج بل نحن سنناقش ما وراء المصالحة و توقيعها ع الطاير ...
وليس الهدف هو اسناد هذا الفريق او ذاك ،بقدر توضيح مواقف و استيضاح رؤية قد نصيب او نُخطىء فيها :
اولا : يجب على كل من شاهد خطاب عباس و القائد مشعل أن يدرك بان عباس فى خطابه الموجه للصهاينة والامريكان والعرب ثم الفلسطينين بأنه استخدم قفاذ القائد مشعل فى ذلك ، واراد ان يقول لهم جميعا انا امثل الشعب الفلسطينى بفصائله و اطيافه وعواجيزه تمثيل شرعى والاثبات هذا الاحتفال الجامع .

ثانيا : الرؤية السياسية التى طرحها عباس كانت تتمحور حول استحقاق سبتمبر المزعوم والذى يهدف الى قيام دولة فلسطينية مستقلة على الضفة الغربية" كاملة" و قطاع غزة وان يكون مرجعية العودة قرار الامم المتحدة 194 لعودة اللاجئين الخ.

ثالثا : صعود القائد مشعل الى المنصة ولو لدقيقة فى خطاب مكثّف و مختصر ينبع عن ذكاء سياسى استراتيجى خارق وبالفعل له ما وراؤه وقد أدركت القيادة المصرية والحاضرين والمشاهدين والعالم بان عباس لا يلعب منفردا بالساحة الفلسطينية ومستقبل القضية الفلسطينية بل ان حماس المقاومة ومعها الكثير من الفصائل بل غالبيتهم يرفضون برنامج عباس السياسى واطروحاته التى بدت واضحة فى تردده و مكابرته ايضا واستغلاله الاحتفال ليقول كلمته للكيان و الادارة الامريكية بانه قوى...
بناء على كل ذلك اريد ان اوضّح التالى :
--- اصبح مشروع عباس يقف امام تحديات كبيرة حيث انه امتد الى اكثر من عشرين سنة وفشل على الارض سواء تطبيقا او تمهيدا لتحقيق اهداف البرنامج السياسى لفتح والمتلخص فى اقامة الدولة الفلسطينية فى الضفة وغزة ....
وهذا يعنى أن صعود القائد مشعل للمنصة ليس عفويا بل إنه يقول لعباس وحتى للفصائل و للعالم بأن حماس والمقاومة هى البديل الشعبى و بخيارات ديمقراطية كبرنامج مقاوم للبرنامج السياسى التابع لعباس وفتح فى حال انه وصل الى طريق مسدود وهو كذلك .. وله فقط من الحياة سوى الى شهر سبتمبر كموعد وفاه لبرنامج عباس وفتح.

---- من هنا نستوعب كيف استخدم عباس القائد مشعل كقفاز فى وجه الصهاينة لتحقيق استحقاق سبتمبر كجولة اخيرة ترسم ما بعدها فى الصراع مع الصهاينة ليقول لهم :

هاهى حماس والفصائل المقاومة تمسك قيادة الشعب الفلسطينى و خياراته باسم منظمة التحرير الفلسطينية باستراتيجية المقاومة التى اقرتها الشرعية الدولية وليس باتفاقيات سلام هزيلة فشلت فى تحقيق تحرير ولو شبر واحد من فلسطين .....

---- ومن هنا نستطيع ان نفهم لماذا تم اقتراح مدة سنة للتغيير !!! وليس كما قال البعض.
هى الفرصة الاخيرة لبرنامج و "رئيس حركة و رئيس سلطة و قائد أجهزة امنية دايتونية " يقف فيها امام خيارات أسهلها مُرّ ساندا ظهره للفراغ الذى صنعته يداه واقترفته عصاباته الدايتونية فى الضفة الغربية ضد الشعب الذى هتك حرماته بالضفة واستباح دماء ابناءه واعتقل خيرة مجاهديه وزج بعشرات المجاهدين بتنسيق امنى عند الصهاينة و باعلانات فاضحة عن جرائم عصابته فى الضفة الغربية بكشف مخازن اسلحة و مطلوبين للمقاومة وحماس الخ !!!!

نستطيع القول اذن بأن الفصائل الفلسطينية ضحّت بحذر كتجميد سياسى بقراراتها الاعلامية و التأكيد على برامجها السياسية مؤقتا ليس من اجل مصالحة يعرف الجميع من ضاعف اسباب افشالها مرارا و لكن لكشف المستور على جبهة الاعداء امام حركة فتح و عباس و سلطة فتح فى الضفة الغربية وتعرية هؤلاء جميعا فى نقطة الصفر التى ارادها عباس نقطة تحوّل سياسيى كبرى يقودها ببرنامجه ولو جزئيا لتتويج مسيرته الاوسلوية كشخص و حركة باتت متفككة لا وجود لها كحركة بل عناصر متباعدة ولاتجد قيادة تجمعها نحو هدف واضح .

ونستطيع القول بأن الجانب الصهيونى سيواجه هذا الاتفاق ليس من اجل افشال ما اسموه مصالحة ، بل من اجل مشاريع استراتيجية صهيونية ابعد من ذلك تتلخص فى :
1- تصفية قيادة من حماس لخلق وضع مشوّه فى قطاع غزة وربما بالخارج
2- شن حرب على غزة لفرض الامر الواقع كخطوة استباقية لإستحقاق عباس فى سبتمبر مما يعنى خطوة اضطرارية متقدمة لا تبحث بدولة بل باعادة الاستيلاء على اجزاء من الضفة الغربية وغزة.
3- لا استبعد مهاجمة الاردن واسقاط النظام فيه باعتبار ان الدولة الفلسطينية ستكون فى الاردن "الضفة الشرقية " و الضفة الغربية فقط وغزة كما هى تتبع مصر !! وهذا الرنامج القديم صهيونيا لا استبعد اعادة بعث الحياة به من جديد امام العالم .

4- اعتبار الوضع بالضفة الغربية رهن الانفجار فى اى لحظة سواء داخليا على صعيد سلطة فتح او صهيونيا بسور واقى جديد ، وفى كل الحالات بهدف افشال اى مشروع فلسطينى حتى ولو ببرنامج عباس فتح المتواضع.

اذن : البديل القادم هو الاخوان المسلمون
والبديل القادم هو برنامج المقاومة والثورة والتحرير
والبديل القادم هو منظمة تحرير فلسطينية بقيادة جماعية من الفصائل تقود الشعب الفلسطينى و باستراتيجية وافق جديدين عنوانها المقاومة والتحرير.

هذا هو الافق العام للمتغيرات المتسارعة على الساحة الفلسطينية والعربية و حتى على مستوى الكيان الصهيونى مع انى لست خبيرا فى اوضاع الكيان و لكن نفهم اهدافه و مخططاته بناء على تركيبته و وجوده ككيان استيطانى احتلالى .
فلتقف ساعة البرامج اذن لكل الفصائل ، ليسمع الجميع تكّات ساعة برنامج عبّاس حتى منتصف آخر ليلة فى سبتمبر .

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

آل إسرائيل...لا يأخذكم الغرور!!!
عقارب الساعات إن توقفت...لا بد أن تدور!!!
إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا!!!
فالريش قد يسقط عن اجنحة النسور!!!
والعطش الطويل لا يخيفنا!!!
......فالماء يبقى دائما في باطن الصخور!!!
هزمتم الجيوش...إلا أنكم لم تهزمو الشعور!!!

قطعتم الأشجار من رؤوسها...وظلت الجذور
الغالي عرار عبير الحرية والانتصار عبير الصدى الرئع
ونسائم الحريه تعبق من متصفحك يا غالي
الله لا يحرمني منك

اللافت ان السلطة لم تغيّر برنامجها كما أنها لم ولن تبدل أدواتها، فالعملاء والفاسدون ما زالوا أصحاب الكلمة العليا في مؤسساتها، وهم الذين يطالبون اليوم الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم حماس بتبني برنامج محمود عباس السياسي واعتماده برنامجا للحكومة الانتقالية التي تم الاتفاق على تشكيلها وفق اتفاق المصالحة الموقع.

محمود عباس هو المستفيد الأول والوحيد من هذه المصالحة، فالانقسام كان سببا رئيسا في تشكيك العرب والغرب في شرعيته، وتجاوز هذا الانقسام يعني وبكل وضوح ان حماس ومعها فصائل المقاومة منحت رئيس السلطة المنتهية ولايته الحق في تمثيل جميع الفلسطينيين في المحافل الدولية، واستنادا إلى هذا الحق يستطيع ان يتفاوض ويتنازل ويقرر ما يريد كرئيس لفلسطين باعتراف الجميع.