129حالة انتحار في صفوف الجيش الأمريكي منذ بداية 2009

129حالة انتحار في صفوف الجيش الأمريكي منذ بداية 2009

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية النقاب عن ارتفاع معدلات الانتحار بالجيش الأمريكي، وقالت نقلاً عن أرقام من سجلات عسكرية: "إن معدل الانتحار بين الجنود هو الأعلى منذ 30 سنة".
وأشارت الصحيفة إلى تسجيل 129 حالة انتحار حتى الآن في العام 2009 وهو رقم أعلى من عدد الذين قتلوا في القتال في الفترة نفسها.
وأشارت إلى أنه في العام 2008، بلغ عدد حالات الانتحار 192 وهو ضعف العدد في العام 2003 يوم بدأت الحرب على العراق.
وحذرت الصحيفة من أن إحصاء معدلات الانتحار ليست دقيقة دائمًا، ولا تشمل عدد المنتحرين في فروع عسكرية أخرى أو الأشخاص الذين خرجوا من الخدمة العسكرية.
ولفتت النظر إلى أن الناشطين في مجال الصحة العقلية، والجنود المخضرمين دفعوا البنتاجون ووزارة شؤون الجنود المتقاعدين إلى زيادة محاولات التعامل مع هذه المشكلة، وزادت برامج تفادي الانتحار من أعداد الأشخاص الذين يهتمون بالصحة العقلية.
ويعلن الجيش أنه لم يجد بعدُ حلولاً متكاملة، رغم أنه خصص في عام 2008 خمسين مليون دولار لتمويل دراسة مدتها خمس سنوات تبحث في أسباب الانتحار بين الجنود.
وكانت مصادر عسكرية أمريكية قد كشفت أن نسبة الانتحار في أوساط الجيش خلال شهر يناير الماضي تثير الفزع.
وقالت مصادر الجيش الأمريكي: إن 24 جنديًا انتحروا في يناير الماضي فقط، وذلك مقارنة بست حالات انتحار شهدها شهر كانون الثاني عام 2008.
وأوضح الجيش أن سبع حالات انتحار قد تأكد وقوعها بالفعل، أما الوفيات السبعة عشر الأخرى فلا زالت التحقيقات جارية بشأنها، لكن المحققين العسكريين أكدوا في تصريحات أنها حالات انتحار واضحة وكلها وقعت خلال كانون الثاني. وتعليقًا على هذه النتائج قالت مسئولة عسكرية أمريكية: "هذا أمر مرعب، ونحن حقيقة لا ندري ما الذي يحدث".
وأضافت العقيد كاثي بلاتوني وهي متخصصة في علم النفس: "الخدمة لفترات طويلة والشهور الصعبة في الشتاء البارد يمكن أن تكون من عوامل ازدياد معدلات الانتحار". وأردفت: "هناك حالة يأس وعجز أكثر في صفوف جنودنا لأن كل شيء كئيب في هذا الشهر البارد جدًا".

وأشارت العقيد بلاتوني أن تكرار نشر الجنود أكثر من مرة في مناطق القتال، يعيق جهود خدمات الصحة النفسية المقدمة للجنود الذين يعانون من اضطرابات، وفي الوقت نفسه الإفراط في استعمال العقاقير المضادة للاكتئاب يأتي بنتيجة عكسية.
وجرت معظم حالات الانتحار بصورة قد تكون "متماثلة"، حيث أقدم الجنود على الانتحار باستخدام أحد الأسلحة النارية، التي غالبًا ما تكون متاحة بحوزتهم. وأوضحت مصادر عسكرية أن معظم هؤلاء الجنود كانوا يعانون إما من الانعزالية وفشل بعلاقاتهم الاجتماعية، أو مشكلات مالية أو قانونية، أو لأسباب تتعلق بالعمليات العسكرية التي شاركوا فيها.
وقال تود باورز مدير قسم الشؤون الحكومية في الجماعة الحقوقية (مقاتلو أمريكا السابقون في العراق وأفغانستان): "الجيش يجب أن يتعامل مع السبب الجذري للمشكلة، وهي وصمة العار التي تلحق بمن يحاول من المحاربين الذكور الحصول على استشارات نفسية".

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج