|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى عَالم الَسياََسَة بفضاءات سياسية حرة نقدم رؤيتنا الخاصة لواقع مختل الاخبار السياسية ، قضايا مصيرية ، بيانات سياسية ، وجهات نظر ، الأزمات العربية ، الحروب والكوارث ، البعد السياسي |
كاتب الموضوع | م.محمود الحجاج | مشاركات | 4 | المشاهدات | 10536 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-05-2008, 07:44 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
يوميات الاستقلال ..
2500 جندي اردني استشهدوا دفاعا عن ارض فلسطين شكل ابطال الجيش العربي سياجا منيعا في الدفاع عن ارض فلسطين من خلال تأديتهم لادوار بطولية في الدفاع عنها وضربوا اروع الملاحم البطولية والفداء والتضحية, وشكلوا حالة حب لفلسطين وافتدائها بالمهج والارواح والدماء الطاهرة الزكية. وتلاحموا مع ابناء الامة العربية الواحدة في الوقوف صفا واحدا دفاعا عنها ضد العدو الصهيوني المدعوم من بريطانيا بالدرجة الاولى. اكثر من 2500 شهيد و20 الف جريح من الجيش العربي اثبتوا حضورا لافتا على درب الشهادة والدفاع عن ارض فلسطين, انها صورة تدل على المشاركة الفاعلة من قبل هذا الجيش الفتي انذاك الذي كان قادته من الضباط الانجليز, ومع ذلك فهي صورة تبرهن على انها جلية ناصعة البياض, رفعوا فيها رايات النصر على ارض فلسطين وتدل على عظمة التضحيات التي قدمها الجيش العربي على ثرى فلسطين. وبتجرد وحيادية ومصداقية تعيد التذكير بالبطولات والتضحيات التي خاضها الجيش العربي لكي يقرؤها ابناء الجيل الحاضر والمستقبل وللوقوف على مدى تشابك الوحدة العربية والدفاع عنها ومشاعر الحب والمودة التي كانت تسود ابناء الوطن العربي والنضال الوطني ووحدة الهدف لابناء الامة العربية. خاض الجيش العربي العديد من المعارك في فلسطين ضد العدو الصهيوني وحقق فيها الانتصارات وقدم التضحيات الجسام في سبيل الدفاع عن قدس الاقداس وسائر ارض فلسطين, وكان يقوده المغفور له الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الذي استشهد في القدس. وقدم الجيش العربي اكثر من 2500 شهيد واكثر من 20 الف جريح. ومن المعارك التي خاضها الجيش العربي ضد المنظمات الصهيونية المدعومة من الانتداب البريطاني, ووقعت قبل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين 15/5/1948 معارك بيت نبالا- اللد شهر كانون الثاني ,1948 وصرفند- الرملة شهر شباط ,1948 ومستعمرة نيفي يعقوب الواقعة على طريق القدس ورام الله 18/4/1948 واسر فيها 70 اسرائيليا عدا الجرحى, واستشهد في المعركة قائد سرية رام الله ملازم اول محمد عقلة الربابعة وثلاثة آخرون. واهم المعارك التي خاضها الجيش العربي معركة القدس لانها اتت بنصر تاريخي كان السبب الرئيسي في بقاء القدس القديمة وما جاورها من الاحياء في يد الاردن حتى عام 1967 حيث قتل في المعركة ما يزيد على 300 اسرائيلي من المحاربين بينهم 136 من عصابة الارغون وجرح 80 من الجيش العربي كانت نصف جراحهم خطيرة. اسر الجيش العربي 340 اسيرا ارسلوا الى معسكر الاسر في المفرق. من نتائج معركة القدس انها حافظت على القدس عربية وجعلت منها - من الوجهة الحربية - دعامة للجناحين الايمن نابلس والايسر الخليل. ولولا هذا الانتصار في معركة القدس القديمة, لما بقيت الضفة الغربية بايدي العرب. كانت خسائر الجيش العربي في معركة القدس 14 شهيدا و10 مناضلين والجرحى 25 جنديا. معركة كفار عتصيون 13/5/1948 استشهد فيها 8 شهداء وجرح 23 جنديا وأسر 283 اسرائيليا بينهم ابنة شرتوك وهو من مؤسسي الكيان الصهيوني وهي برتبة ملازم اول وشارك فيها مجموعة من اهالي الخليل تحت قيادة محمد علي الجعبري. تبرز الانتصارات في المعارك التي خاضها الجيش العربي على ارض فلسطين والتضحيات الجسام التي قدمها دفاعا عن الحق العربي في فلسطين وتعيد الى الاذهان تلك البطولات التي حققها الجيش العربي لتبقى في الذاكرة والوجدان. معركة القدس في 29/11/1947م تم تقسيم فلسطين ووضع القدس ومنطقتها التي تمتد شمالا شعفاط والعيزرية شرقا, بيت لحم جنوبا وقالونية غربا, تحت اشراف دولي ووافق الاسرائيليون على المشروع كله مع الاعتراض على دولية القدس ورفض العرب المشروع كله بما في ذلك دولية القدس. الا انهم اظهروا رغبة في تجنيب القدس ويلات الحرب بموافقتهم على تعيين رئيس مشترك لبلدية القدس, كان يمثله في المدينة السنيور اسكراتي الذي كان سكرتيرا للجنة القنصلية للهدنة. واتفق الفريقان مع لجنة الهدنة القنصلية على ان يحتل اليهود ما كان يعرف بمنطقة السلام س © حول العمارة الروسية (المسكوبية) على ان يحتل العرب منطقتي السلام (A وب) اي منطقة الكولونية الالمانية وما حولها ومنطقة جمعية الشبان المسيحيين, لكن الهدنة الجديدة لم تكن لتعقد ويغادر الجنود البريطانيون القدس في 14-5/1948م. حتى شرع اليهود خرقا للهدنة في احتلال ما بأيدي العرب وما خصص لهم من مناطق, وكان الدفاع عن القدس العربية موكولا لجيش الانقاذ والجهاد المقدس ولم يكن الفريقان على استعداد عسكري كاف, ولم يكن الناس يعرفون انه لم تكن خطة الجيش العربي او القيادة العربية العامة تجنب احتلال القدس. وهكذا احتل الاسرائيليون تحت ستار الهدنة وخرقا لها اهم المناطق خارج السور وهي معسكر اللنبي, العلمية, دير ابو طور, النبي داوود, المسكوبية, المستشفى الايطالي, نوتردام, المصرارة, باب العمود, سعد وسعيد والشيخ جراح. ولم يبق للعرب من الاحياء خارج السور الا باب الساهرة ووادي الجوز. وكان العرب كلما احتجوا للجنة الهدنة والصليب الاحمر على خرق اليهود الهدنة, ردوا بان الجماعات اليهودية المنشقة هي المسؤولة عن ذلك ولا حول لهم في منعها. اليهود يحاولون اقتحام القدس القديمة يقول القائد عبدالله التل في مذكراته عن معركة القدس: خلال ثلاثة ايام ,15 ,16 17 ايار 1948 ساءت الحالة لدرجة اصبح معها جميع سكان القدس العربية مهددين بالفناء لان اليهود لم يكتفوا بما احتلوه من مواقع استراتيجية, بل اخذوا يهاجمون الابواب الرئـيسية للقدس القديمة, وهي: باب العمود, باب الخليل, الباب الجديد, باب النبي داوود, محاولين اقتحام المدينة القديمة التي احتشد فيها اكثر من 60 الف عربي نزح اكثرهم من الاحياء العربية في القدس الجديدة. وفي كل ليلة من تلك الليالي الثلاث كان العرب في القدس يتوقعون دخول اليهود من احد الابواب للفتك بهم وتدمير المقدسات العالمية (المسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة). ولكن بطولة جنود الانقاذ والجهاد المقدس وشرطة القدس استطاعت بقيادة المجاهد الكبير احمد حلمي باشا والقائد خالد الحسيني والرئـيس فاضل عبدالله صد اليهود عن الاسوار في تلك الفترة الحرجة بالرغم من نقص الذخيرة وسوء التدريب والفوضى التي دبت في صفوف العرب نتيجة هجمات اليهود المتواصلة وتأخر الجيش العربي الاردني عن الوصول للقدس. ولذلك لم يكن امام الهيئات العربية في القدس سوى التوجه الى عمان للاستنجاد بالملك عبدالله, فذهبت الوفود في كل يوم من الايام الثلاثة المذكورة الى عمان, وشرحت لجلالته خطورة الحالة وذكرته بقبر والده وبالصخرة والحرم الشريف وكنيسة القيامة, وفي كل مرة كان جلالته يظهر اهتمامه واضطرابه, ويعد بارسال النجدات, ولا شك في ان السبب الذي أخر جلالته عن ارسال النجدة ثلاثة ايام كان الفريق كلوب الذي كما ذكرنا سابقا قد اسقط القدس من حسابه, ووضع خطة توزيع الجيش العربي بفلسطين على اساس ان القدس ستصبح يهودية, وتعليماته للكتيبة السادسة اكبر دليل على ذلك. الزحف على القدس وانقاذها 17/5/1948 ويضيف كان آخر الوفود التي وصلت الى عمان وفد برئاسة د. عزت طنوس. وقد مر بقيادتي في اريحا ومكث حتى الساعة الثانية من صباح 17/5/,1948 وكان الدكتور منفعلا اشد الانفعال ناقما على العرب والعروبة. ولكن الله سبحانه وتعالى اراد حماية القدس المقدسة فأمر جلالة الملك بارسال سرية واحدة للقدس. فارسلتها فورا ثم وافق جلالته على حركتي مع بقية سرايا الكتيبة الى القدس, خاصة بعد ان اقنعته بان سرية واحدة لا تكفي لحماية احد الابواب, واذكر انه كان يتصل دوما بعطوفة احمد حلمي باشا وبالرئـيس فاضل عبدالله, مستفسرا عن الحالة, مشجعا وواعد بارسال نجدة من الجيش العربي. ولم تمض ليلة 17-18/5/1948 حتى كانت الكتيبة السادسة قد اخلت مراكزها في الخان الاحمر وجسر اللنبي واريحا وانتقلت الى القدس. ويقول التل: لم يوافق كلوب على حركة الكتيبة السادسة لانقاذ القدس بدليل ان الامر جاءني من الملك مباشرة ولم يأتني اي أمر او تعليمات من كلوب باشا او ممن هم دونه. والذي اكد لي ذلك انه رفض ان يبحث معي امر سحب احدى سرايا الكتيبة من داميا الى القدس لتكون الكتيبة كاملة, ومما قاله في الحديث الهاتفي (يا حبيبي ما يخصني), فايقنت ان مشادة هامة وقعت بينه وبين الملك, وان جلالته وقف موقفا جريئا وهكذا وصلت الى القدس مع ثلاث سرايا مشاة وتركت الرابعة في داميا. تقدير الموقف الحربي وتوزيع الكتيبة في القدس بما ان امر الملك الهاتفي لي كان بأن احمي القدس القديمة وما بها من مقدسات وقبر والده الحسين, فقد قدرت الموقف الحربي بمجرد وصولي الى "رأس العمود" الذي يشرف على القدس القديمة واغلب احياء القدس الجديدة من الجناح الايسر. وحسبت لكل شيء حسابه آخذا بعين الاعتبار الحال التي صار اليها المناضلون من الجهاد المقدس ومن جيش الانقاذ, والخطورة التامة على الابواب الرئيسية, ووضع الحي اليهودي داخل القدس القديمة وكونه خنجرا في قلب المدينة, رغم انه كان محاصرا من قبل المجاهدين العرب. ثم وزعت السرايا الثلاث على المواقع الهامة التي يهددها اليهود. اتصلت بعطوفة حلمي باشا وبالرئيس فاضل عبدالله قائد قوات الانقاذ في القدس وبالقائد خالد الحسيني قائد الجهاد المقدس, ثم اتفقنا على توحيد القيادة وتسليمي مسؤولية الدفاع عن القدس. فنقلت قيادتي الى الروضة داخل السور, ومعي الملازم عبدالكريم الدباس اركان حرب الكتيبة. وحدت قيادة السريتين: الأمن الاولى والسادسة, وجعلت عليهما الرئيس محمود موسى ومعه الضباط: الرئيس ضرغام الفالح, الملازم الاول حسين مفلح, الملازم الاول فريد القطب, الملازم نواف الجبر, الملازم مصطفى ابراهيم, الملازم حسن محمد, الملازم رستم يحيى. وارسلت فئتين بقيادة الملازم نواف الجبر الى باب النبي داوود الذي كان يعتبر اخطر الابواب فهو الطريق الرئيسي بين القدس الجديدة والحي اليهودي بالقدس القديمة, وابقيت بقية السريتين في الطور. ارسلت السرية الثامنة بقيادة الرئيس عبدالرازق عبدالله ومعه الملازم هذلول ساير والملازم جدعان مجيد والملازم تركي عبدالله, لتكون مسؤولة عن الباب الجديد وباب الخليل. وزعت السرية المساندة التي شكلناها بسرعة عجيبة من فئة الهاون ومدافع عيار 6 ارطال ومدفعي هاوزر عيار 7/3 بوصة وفئة مدرعات في مواقع هامة برأس العمود وجبل الطور, وعهدت بقيادتها للملازم الاول غالب رضيمان ومعه الملازم محمد العرموطي. أما السرية الثانية بقيادة الرئيس فواز ماهر ومعه الملازم مشرف حسن والملازم علي فلاح فقد بقيت في الغور حسب اوامر كلوب. محاصرة الحي اليهودي وصد اليهود عن الابواب كان اليهود يقومون بمحاولات جنونية يائسة لاقتحام ابواب المدينة القديمة خاصة باب النبي داوود, وذلك من اجل انقاذ يهود القدس القديمة الذين كان يحاصرهم المجاهدون اولا ثم زاد الحصار عليهم والخوف على مصيرهم منذ دخول القوات الاردنية للقدس. ولقد شهدت ابواب المدينة معارك طاحنة. وكانت المسافة بين اليهود في النوتردام والجيش العربي في الباب الجديد لا تزيد على خمسين مترا مما ساعد اليهود على الاحتشاد في مراكزهم والقيام بالهجمات في الاوقات التي يريدونها. اما باب الخليل فقد كانت المناوشات تقع فيه على مسافات بعيدة نوعا ما لان المنطقة مكشوفة ويصعب على اليهود اقتحامها. أما باب النبي داوود فقد شهد اكثر الهجمات اليائسة لانه كما ذكرنا سابقا اقرب طريق الى الحي اليهودي المحاصر. الخدعة الحربية لقد وقعت في باب النبي داوود خدعة حربية لم يعلم بها احد حتى يومنا هذا, وهي ان القوة الصغيرة التي ارسلناها لحراسة الباب ليلة 17-18/5/1948 انبأتني بتجمع اليهود في النبي داوود بقصد اقتحام الباب وتعزيز يهود القدس القديمة او انقاذهم واخراجهم. فاخبرت قائد المفرزة ان لا يتشدد كثيرا حتى يمكن اليهود من ادخال اكبر عدد ممكن على ان لا يسمح لهم بالخروج تلك الليلة, لبينما ارسل الى الباب القوة الرئيسية بقيادة الرئيس محمود موسى. وبالفعل وقع الهجوم ليلة 18-19/5 ودخل 85 من جنود الهاجناه والارغون للحي اليهودي ولكنهم لم يخرجوا منه بالمرة, لانني ارسلت في الصباح القوة الرئيسية التي اعددتها لباب النبي داوود والمنطقة المحيطة به فجعلت قيادتها في دير الارمن, ومنذ ذلك اليوم اقفل باب القفص ولم يستطع احد من يهود الحي القديم ان ينجو ولم يستطع احد من يهود القدس الجديدة الدخول ثانية لتعزيز المحاصرين الى ان استسلموا في 28/5/.1948 وقد كانت اوامري للجنود على كافة الابواب تقضي بالدفاع عنها حتى آخر جندي. انذار يهود القدس بواسطة لجنة الهدنة لكي يتصور القارىء الروح العالية والثقة التامة بالنصر والنية الخالصة التي تحلينا بها في حرب فلسطين فليقرأ صيغة الانذار الذي وجهته الى يهود القدس الجديدة الذين كانوا يعدون مئة الف, وقد سلمته الى احد القناصل من لجنة الهدنة. الانذار (باسم جلالة الملك عبدالله ادعو يهود القدس للتسليم حقنا للدماء, والا فانني ساضطر الى قصف الاحياء اليهودية جميعها وتدميرها). وقد جاءني الرد بنفس اليوم بالرفض. ولقد ارسلت الانذار لاني كنت اتصور ان القدس واقعة بيدي لا محالة, وذلك لاني لم اكن اعلم بأني ساترك وحيدا في الميدان ومعي 600 جندي طوال ايام الحرب في القدس, ولم اكن اعلم بأن المدفعية ستعمل كما يأمرها لاش او اي ضابط انجليزي في معيته, ولو اتيح لي ما اردت لكان انذاري لليهود في محله ولكنت نفذته بالفعل. قصف الحي اليهودي في القدس القديمة لم يأت ظهر الثلاثاء في 18/5/1948 حتى كانت السرية المساندة قد استعدت للعمل من مواقعها في رأس العمود. وحينما اعطيتها الاوامر بدأت مدافع الهاون تلقي قنابلها على الحي اليهودي في فترات متقطعة للتخريب والازعاج. ثم بدأت المدرعات تطلق مدافعها من عيار رطلين فتصيب اهدافها المعينة اصابات مباشرة, أما مدافع الستة ارطال فقد عينت لها اهدافا اخرى خارج السور ومنها مراكز اليهود في النبي داوود والثوري. وقد تغير موقف العرب تغيرا كليا, فاصبحوا بعد اليأس القاتل وكأنهم في احتفال, وصاروا يطربون لاصوات القنابل وازيز الرصاص الذي تنشره الرشاشات من رأس العمود على الحي اليهودي, ودبت فيهم الحياة من جديد, وارتفعت معنوياتهم الى السماء. تعاون القوات العربية وتعييني قائدا لها حينما اتصلت بعطوفة حلمي باشا وبالرئيس فاضل عبدالله والقائد خالد الحسيني اظهروا كل استعداد للتعاون والتضحية, فجعلت في كل مركز به جنود من الجيش العربي, مفرزة من جيش الانقاذ او الجهاد المقدس لتساعد الجنود في كل شيء, لا سيما ان المناضلين من جيش الانقاذ ومن الجهاد المقدس والشرطة قد سبقونا في التعرف الى المواقع ومقاصد اليهود ونواياهم, وكان لاولئك المجاهدين الفضل في صد اليهود عن اسوار المدينة حتى ساعة وصولنا; وقد اظهروا بطولة فائقة وقاوموا لاخر رصاصة, ولم يهربوا ويتركوا المدينة من اول هجوم يهودي كما جرى في غير القدس. ومنذ اليوم الاول لدخولنا المدينة انضوى تحت لواءي. ومع انه كان بديهيا ان اصبح المسؤول الاول عن هذه القوات جميعها فقد جاء التأكيد على هذا من عمان عندما اتصل بي جلالة الملك هاتفيا وقال: (انت قائد القوات العربية في القدس ولا اعرف غير انت). وبتاريخ 18/5/1948 حملت هذا اللقب الى ان ابعدني كلوب عن الجيش وعينت حاكما عسكريا للقدس في 1/10/.1948 احتلال مستعمرتي قلندية والنبي يعقوب قلنا فيما مضى ان الكتيبة الخامسة استقرت في رام الله, وكان اول واجب لها طرد اليهود من مستعمرة عطروت (قلندية) ومن مستعمرة نيفي يعقوب (النبي يعقوب) وكلاهما في شمال القدس. ولم تكن مهمة الكتيبة صعبة لان اليهود في هاتين المستعمرتين كانوا محصورين من مدة طويلة وليس عندهم من الذخائر ما يكفي لاي معركة ذات شأن. وقد ابى لاش ان يؤخر الهجوم على هاتين المستعمرتين حتى صباح 17/5/1948 فاعطى بذلك الفرصة الكافية ليهود المستعمرتين لينسحبوا بامان الى القدس قبل ان تطلق عليهم رصاصة واحدة. وحينما وصلت طلائع الكتيبة الخامسة الى هاتين المستعمرتين يوم الاثنين 17/5/1948 وجدوا ان اليهود قد انسحبوا باسلحتهم وذخائرهم وكما حصل في مشروعي روتنبرغ والبوتاس فقد حصل في قلندية والنبي يعقوب. احتلال الشيخ جراح وبعد ان استقرت السريتان التاسعة والعاشرة من الكتيبة الخامسة في قلندية والنبي يعقوب عين لهما الهدف الثاني وهو الشيخ جراح الذي كان اليهود يحتلونه ويفصلون بذلك القدس عن الشمال. ولما كان الشيخ جراح حيا عربيا فقد وافق الانجليز هذه المرة على العمل بنية صادقة لانقاذ الحي, وسمحوا للضباط العرب ان يعملوا بحرية لطرد اليهود واحتلال الحي العربي. فطلب قائد السرية التاسعة الرئيس سليمان مسعود نصف سرية من المدرعات فوافق لاش على طلبه وارسل اليه الملازم حمدان صبيح مع ستة مدرعات. وفي مساء 17/5/1948 وضع الضابطان خطة الهجوم على الشيخ جراح وتتلخص في قصف الحي في بادىء الامر بالمدفعية الثقيلة التي سمح الانجليز بها ثم تتقدم المدرعات فترمي بمدافعها جميع استحكامات اليهود, لم تتقدم المشاة تحت ستر كثيف من رشاشات المدرعات. وفي فجر الثلاثاء 18/5/1948 نُفذت الخطة باحكام ولم ترتفع شمس ذلك اليوم حتى كان اليهود ينسحبون هاربين الى الاحياء اليهودية في القدس الجديدة. وتم للجيش العربي احتلال حي الشيخ جراح بأكمله, فتم بذلك اتصالنا بالقوات الزاحفة من الشمال لان وادي الجوز وباب الساهرة كانا بيد المناضلين العرب من الجهاد المقدس وجيش الانقاذ, وباحتلال الشيخ جراح تم فصل مستشفى هداسا والجامعة العبرية عن يهود القدس ثانية بعد ان نجح اليهود في الاتصال بهما بعد خروج الانكليز, ولا بد لي قبل ان اترك الحديث عن معركة الشيخ جراح من ذكر حادثة وقعت مع الضباط الانكليز واثبتت قيمة اخلاص الاجنبي لقضايا العرب..! فقد حدث حينما تقررت ساعة الهجوم ان اصدر لاش امره الى احد الضابط الانكليز من رتبة (ميجر) بمرافقة السريتين في الهجوم لتقديم النصح والارشاد الى الضباط العرب الذين يجهلون فنون الحرب كما يزعم الانكليز. الا ان ذلك الضابط قد رفض الامر وقال بانه ليس على استعداد لتضحية نفسه في سبيل العرب, وتساءل بوقاحة عن مصير زوجته اذا خسر حياته في المعركة... وارجو ان لا يعجب القارئ حينما يعلم بان ذلك الضابط كان يتقاضى راتبا يزيد على راتب من يسمى نفسه بوزير الدفاع, ولاقارن بين هذا الضابط الانكليزي وسواه من الضباط العرب, اذكر ان الملازم علي ابو نوار من ضباط الفرقة قد دفعته الغيرة لان يشترك في هذه المعركة دون ان يكون مكلفا بذلك. الهدنة الاولى والحالة في القدس قبل اعلانها بعدما كان من تأثر جلالة الملك حينما عرضت على مسامعه هاتفيا اسباب فشل هجوم الكتيبة الثالثة, صممت على ان احيطه علما بكل ما وقع بواسطة رسول امين. وكان ذلك الرسول هو المجاهد عمر بهاء الاميري من رجالات سورية. وقد كنت وجدته مع بعض اخوانه في القدس حينما دخلت اليها, وبعد سقوط الحي اليهودي رغب السيد عمر في السفر الى عمان ووجدت فيه ضالتي لما خبرته فيه من امانة واخلاص اكيد. وقبل سفره الى عمان اجتمعت به في خلوة سرية وكلفته ان ينقل ملاحظاتي العامة عن الحالة في القدس الى مسامع الملك, وقد عمدت الى ذلك لاني لم اكن في وضع يمكنني من مراسلة الملك خطيا وقد ظننت ان رسولا امينا يفي بالغرض ولم يدر في خلدي ان الملك سيتأثر من تكليفي لذاك الرسول نقل امور فيها مساس بالانكليز. أما الرسالة الشفهية التي نقلها السيد عمر بهاء الاميري فتتلخص باسباب فشل هجوم الكتيبة الثالثة كما بينتها في غير هذا المكان, وقد كنت صريحا لاتمكن من جعل جلالته يدرك ان الانكليز قصدوا تلك النتيجة عن سابق تصور وتصميم. معركة كفار عصيون كما يروها: * الجنرال جون باجوت جلوب ورد رأي الجنرال جلوب باشا قائد الجيش آنذاك عن معركة كفار عصيون على الصفحة 78 من كتابه "جندي مع العرب" حيث قال ما ترجمته: "بموجب مشروع تقسيم فلسطين الصادر عن الامم المتحدة, تقع مستعمرات كفار عصيون في وسط منطقة عربية خالصة, وكانت هذه المستعمرات في وضع يمكنها من قطع الخليل عن القدس بعد انتهاء الانتداب. وكان من المقرر ان تعود قافلتنا القادمة من مصر قبل انتهاء الانتداب بيومين. كانت القوات اليهودية تعمل في مناطق عديدة داخل المنطقة المخصصة للعرب. ووفقا لذلك فقد قررنا ازالة مستعمرات كفار عصيون قبل ان تتمكن من تدمير قافلتنا وتقطعنا عن الخليل. وقبل يومين من نهاية الانتداب, هاجم الجيش العربي كفار عصيون بسريتين ساندهما اربعة مدافع مورتر 3 انش. كانت المستعمرات محاطة بأحزمة من الاسلاك الشائكة وحقول الغام واسعة. واثناء العملية هبطت قوات يهودية بالبراشوت قادمة من السهل الساحلي لتعزيز المستعمرة. وفي آخر الامر تم احتلال المستعمرات الاربع ونقلت حامياتها الى شرق الاردن. عامل الجيش العربي جميع اليهود كأسرى حرب. * وهكذا, فان مصير مستعمرات كفار عصيون لم يتقرر من السلطات العليا في الجيش العربي وانما بالآراء الوطنية لضابط عربي وطني شاب أعد للحرب هو عبدالله التل. كانت سياسة الجنرال جلوب في فلسطين تجنب حدوث اشتباكات مباشرة مع القوات اليهودية الا في حالات الدفاع عن النفس. كان لاحتلال مستعمرات كفار عصيون اهمية مزدوجة بالنسبة لليهود. فقد جعل اليهود يدركون ضعفهم امام قوة عربية نظامية مسلحة, مثل قوة الجيش العربي الاردني, هذا من جهة, ومن جهة اخرى, فقد سمحت للجيش العربي لدخول فلسطين بدون وجود جزر يهودية خلفه, وبهذا خلق استمرارية الاتصال العربي الحدودي والارضي في كافة مناطق الضفة الغربية. وقد بلغت خسائر اليهود في معركة الدفاع عن مستعمرات كفارعصيون 233 قتيلا منهم 45 قتلوا اثناء الدفاع الفعلي عن المستعمرة, و 61 قتلوا في القافلة التي ارسلت لمساعدة المستعمرات, و 127 قتلوا في المستعمرات بعد استسلامها من قبل المتطوعين العرب. ان سقوط مستعمرات كفار عصيون ومذبحة السكان التي ترتبت على سقوطها قد ادى الى الاخلاء الفوري تقريبا لبقية المستعمرات اليهودية الواقعة داخل مناطق عربية. فقد تم اخلاء عطروط ونيفي يعقوب يوم 15 مايو ,1948 وتم اخلاء منطقة كالية بعد ذلك باربعة ايام. وباستثناء اعمال البوتاس في جنوب البحر الميت, والتي لم يكن لها اهمية عسكرية, لم تبق حصون يهودية في مؤخرة الجيش العربي بعد 15 مايو .1948 كان احتلال مستعمرات كفار عصيون قبل انتهاء الانتداب البريطاني للاسباب التالية: - كانت مستعمرات كفار عصيون تقع في عمق منطقة عربية تم الاتفاق على تخصيصها لشرق الاردن. - كان تمسك اليهود بمستعمرات كفار عصيون لاعتبارات تتعلق بالمعنويات اكثر مما هو لحسابات عسكرية, ولم يكن اليهود يهدفون من وراء التمسك بها ان تكون نقطة الانطلاق لاحتلال مناطق عربية حولها. * يوري بارجوزيف الحاكم العسكري للضفة الغربية بعد احتلالها ورد في كتاب "افضل الاعداء, اسرائيل وشرق الاردن في حرب عام 1948" لمؤلفه يوري بار جوزيف ان كفارعصيون اسم يطلق على مجموعة من اربع مستعمرات تقع على الطريق التي تربط القدس بالخليل. وقد زرعت في وسط المنطقة العربية التي تم تخصيصها بموجب قرار التقسيم للعرب الفلسطينيين ولتكون تابعة لسلطة شرق الاردن بموجب تفاهم نوفمبر 1947 الذي تم بين الحكومة البريطانية والحكومة الاردنية. كما ذكر يوري بار جوزيف انه تم عزل مستعمرات كفار عصيون عن الجسم الرئيسي للشعب اليهودي بعد مذبحة Lamed - Heh وهي قافلة تتألف من 35 رجلا ارسلوا لاعادة تموين المستعمرة في 15 يناير 1948 بعد ان تعرضت المستعمرة لاول هجوم عربي. كما تم تأكيد عزل المستعمرة بسقوط "قافلة النبي دانييل" عند عودتها من مستعمرة عصيون في نهاية شهر مارس .1948 فمن الناحية العسكرية المجردة, كانت هاتان الهزيمتان دليلا كافيا على ان مصير مستعمرات كفار عصيون كان قد تقرر نهائيا. حاييم هيرتزوغ ولدى مطالعة ما ورد في مذكرات جنرالات اليهود عن هذه المعركة ومن ابرزها مذكرات موشي دايان وحاييم هيرتزوغ واسحق رابين ورفائيل ايتان وعيزر وايزمن, ومن السياسيين مذكرات ديفيد بن غوريون وجولدا مئير وناحوم غولدمان, نجد شرحا تفصيليا لاحداث معركة كفار عتسيون واعترافا واضحا بانتصار قوات الجيش العربي الاردني والمناضلين واستسلام اليهود الاحياء من حامية المستعمرات وارسالهم الى شرقي الاردن اسرى حرب. ويقول حاييم هيرتزوغ في مذكراته "الحروب العربية - الاسرائيلية" كما يلي: "تقع مستعمرات كفار عصيون اليهودية الى جنوب مدينة القدس بين بيت لحم والخليل, وكانت محاصرة من قبل العرب لعدة اسابيع ولا تصلها الامدادات الا عن طريق المظلات من الجو بواسطة طائرات صغيرة وخفيفة... وكانت حامية هذه المستعمرات تتألف من 280 من الذكور والاناث من سكان المستعمرات تساندهم فئة من قوة البالماخ وسرية ميدان الهاجناة فيصبح المجموع حوالي (500) مقاتل. وفي يوم 4 مايو 1948 قامت سرية من الجيش العربي الاردني ملحقة بالجيش البريطاني في منطقة الخليل, تساندها قوة مشاة غير نظامية من سكان القرى العربية المجاروة بمهاجمة الموقع المجاور للدير الروسي ومواقع اخرى تحت سيطرة المستوطنين اليهود قرب طريق القدس - الخليل وقتلت 12 شخصا من قوة الهاجناة وجرحت اكثر من هذا العدد بكثير. وفي يوم 12 مايو ,1948 شنت قوات الجيش العربي هجومها النهائي ولم يبق من الجنود المدافعين عن الدير سوى ثمانية مقاتلين جميعهم جرحى تمكنوا من الانسحاب. وفي يوم 13 مايو 1948 سيطرت قوات الجيش العربي الاردني على تلال مرتفعة لفصل قوات الدفاع الاساسية اليهودية لمستعمرات "عصيون" واحدة عن الاخرى, بينما قامت قوة اخرى من قوات الجيش العربي باختراق المستعمرة الرئيسية كفار عصيون. وهجم سكان القرى العربية خلف قوات الجيش العربي وقتلوا الاسرى من الرجال والنساء, ولم ينج من الاسرى اليهود سوى ثلاثة رجال وفتاة تمكنوا من الهرب تحت جنح الظلام. وعندما اصبح واضحا للمدافعين اليهود بان الحالة ميئوس منها, جرت مفاوضات في القدس باشراف هيئة الصليب الاحمر الدولية لاستسلام بقية مستعمرات كفار عصيون. وفي 14 مايو ,1948 اخذ الجيش العربي اليهود الاحياء كأسرى حرب بينما تم تسليم الجرحى الى الصليب الاحمر لارسالهم الى القدس, وتم نهب وتدمير المستعمرات اليهودية من قبل المتطوعين العرب ولم تعد المستعمرات للمستوطنين اليهود الا في شهر حزيران 1967". بناء على التعليمات الواردة من السلطات اليهودية العليا قام الجنود والمستوطنون اليهود في كفار عصيون بنصب كمائن للسيارات العربية المارة في الطريق وقطعوا الطريق لمنع تعزيزات الجيش العربي من الوصول الى القدس خلال هجوم البالماخ العدواني على حي القطمون. لقد وصلت انباء سقوط مجموعة مستعمرات كفار عصيون الى بن غوريون وهو في اجتماع حاسم وعصيب لمجلس الدولة الذي تم استدعاؤه ليقرر إما قبول اقتراح عقد هدنة وتأجيل اعلان الاستقلال او السير في تنفيذ الخطة الاصلية لاعلان تأسيس دولة يهودية مهما كانت الاخطار والشكوك والضغوط الدولية, وحول هذا الموضوع كتب بن غوريون في يومياته في 11/5/1948 مايلي: "جلسة المركز (ماباي) عرضت وضع الامن (انجازات واخطار, في منتصف الجلسة حضرت غولدا مئير, وبعد المناقشة ذهبت الى (البيت الاحمر) فورا, واستدعيت على عجل يغئيل, ووارتز, ويسرائيل غاليلي. طلبت تحويل جميع قواتنا الى قوات متنقلة, واستعجال احتلال طريق القدس والجزر العربية داخل (بين) المستوطنات, والتخطيط لمعركة ضد غزو عربي شامل. يغئيل يثير التساؤلات التالية: هل سنحارب الملك عبد الله فورا عندما يجتاز حدود البلد الانتدابية, أم عندما يجتاز حدود الدولة اليهودية? اجبت بأن الـ 13 وحدها تستطيع ان تقرر في هذا الشأن". المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الموضوع الحالى: يوميات الاستقلال .. -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى عَالم الَسياََسَة -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
64 عاما عن عيد الاستقلال | ميسم القرعان | منتدى ألتاريخ والوثائق الاردنيه والعربيه | 5 | 29-05-2010 12:11 |
الاستقلال في سطور | م.محمود الحجاج | منتدى عَالم الَسياََسَة | 3 | 28-05-2010 20:47 |
عيد الاستقلال | احمد الحجايا | منتدى الاعمال المنقوله | 1 | 20-05-2010 07:27 |
وفاة المواطن صادم السعود في مستشفى الاستقلال.. | م.محمود الحجاج | منتدى الصحافه والاخبار الاردنية | 4 | 08-11-2009 18:15 |
في يوم الاستقلال | معشي الذيب | منتدى ألتاريخ والوثائق الاردنيه والعربيه | 2 | 21-05-2008 17:51 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...